1 ـ حدّث البخاري في (صحيحه 8 / 515 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة / باب كراهية الاختلاف): عن ابن عباس: ((لما حضر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: (هلمَّ أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده)، قال عمر: ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول: قربّوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (قوموا عني))).
وينقل البخاري نفسه في (كتاب الجهاد / باب جوائز الوفد 3 : 358) انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (آتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً)، فقالوا: هجر رسول الله.
انه ما أعظمه من اعتراض!! وهل يوجد اعتراض أكبر من هذا يوجّه الى النبي(ص) ويقابل به بهذا الشكل من الوقاحة؟!!
انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يطلب أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً! وهل يوجد كتاب أعظم من هذا الكتاب الذي لا يضل بعده المسلمون؟!! ويأتي الاعتراض والرد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بانه غلبه الوجع أو هجر!!
وهل تعلم ما معنى ذلك؟ أي انه يتكلم بلا شعور ولا ادراك! في الوقت الذي يقول عنه سبحانه وتعالى: ((وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى))[النجم:3]، ماذا يتصور من جريمة أعظم من هذه الجريمة.
وأقبح من هذا أن يأتي المرقّع فيقول: ان المقصود الاستفهام، أي أهَجَر!
وهل الاستفهام أقل قبحاً من نسبة الهجر الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون الاستفهام ؟!!
2 ـ وينقل مسلم في (صحيحه / كتاب الجهاد والسير / الباب 34 صلح الحديبية في الحديبية 3: 1411 الرقم 1785) عن سهل بن حنيف: ((لقد كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الحديبية، ولو نرى قتالاً لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب فاتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى)، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم، فقال: (يا بن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا)ً، قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظاً فاتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ فقال: بلى، قال: فعلامَ نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا بن الخطاب انه رسول الله ولن يضيّعه الله أبداً، قال: فنزل القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالفتح فارسل الى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: (نعم) فطابت نفسه ورجع)).
ولا ندري ما هو الاعتراض إذا لم تكن مواجهة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الشدة اعتراضاً؟!
وقد يقول قائل: هل في المشورة بأس؟ وهل من القبيح أن يدلي بعض الصحابة برأيه في موضوع معين؟ ولماذا لا نحمل هذين الخبرين على ذلك؟
والجواب واضح، فان التشاور يعني ابداء الرأي من دون رفض ومعارضة بخلاف الاعتراض، فانه يعني الرفض والانكار دون مجرد ابداء الرأي، وواضح أنه في هذين الحديثين نجد الرفض والانكار بأعلى درجاته، انه الى حدّ نسبة الهجر الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! والى حدّ لا يكتفي عمر بجواب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يذهب الى أبي بكر وينزل القرآن بعد ذلك وتطيب آنذاك نفس الخليفة! انه الى حدّ يتغيض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
وينقل البخاري نفسه في (كتاب الجهاد / باب جوائز الوفد 3 : 358) انه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (آتوني بكتاب أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً)، فقالوا: هجر رسول الله.
انه ما أعظمه من اعتراض!! وهل يوجد اعتراض أكبر من هذا يوجّه الى النبي(ص) ويقابل به بهذا الشكل من الوقاحة؟!!
انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يطلب أن يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً! وهل يوجد كتاب أعظم من هذا الكتاب الذي لا يضل بعده المسلمون؟!! ويأتي الاعتراض والرد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بانه غلبه الوجع أو هجر!!
وهل تعلم ما معنى ذلك؟ أي انه يتكلم بلا شعور ولا ادراك! في الوقت الذي يقول عنه سبحانه وتعالى: ((وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى))[النجم:3]، ماذا يتصور من جريمة أعظم من هذه الجريمة.
وأقبح من هذا أن يأتي المرقّع فيقول: ان المقصود الاستفهام، أي أهَجَر!
وهل الاستفهام أقل قبحاً من نسبة الهجر الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من دون الاستفهام ؟!!
2 ـ وينقل مسلم في (صحيحه / كتاب الجهاد والسير / الباب 34 صلح الحديبية في الحديبية 3: 1411 الرقم 1785) عن سهل بن حنيف: ((لقد كنّا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الحديبية، ولو نرى قتالاً لقاتلنا، وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين المشركين، فجاء عمر بن الخطاب فاتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: (بلى)، قال: ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم، فقال: (يا بن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله أبدا)ً، قال: فانطلق عمر فلم يصبر متغيظاً فاتى أبا بكر فقال: يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل؟ قال: بلى، قال: أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ فقال: بلى، قال: فعلامَ نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولمّا يحكم الله بيننا وبينهم؟ فقال: يا بن الخطاب انه رسول الله ولن يضيّعه الله أبداً، قال: فنزل القرآن على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالفتح فارسل الى عمر فأقرأه إياه فقال: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: (نعم) فطابت نفسه ورجع)).
ولا ندري ما هو الاعتراض إذا لم تكن مواجهة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الشدة اعتراضاً؟!
وقد يقول قائل: هل في المشورة بأس؟ وهل من القبيح أن يدلي بعض الصحابة برأيه في موضوع معين؟ ولماذا لا نحمل هذين الخبرين على ذلك؟
والجواب واضح، فان التشاور يعني ابداء الرأي من دون رفض ومعارضة بخلاف الاعتراض، فانه يعني الرفض والانكار دون مجرد ابداء الرأي، وواضح أنه في هذين الحديثين نجد الرفض والانكار بأعلى درجاته، انه الى حدّ نسبة الهجر الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! والى حدّ لا يكتفي عمر بجواب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يذهب الى أبي بكر وينزل القرآن بعد ذلك وتطيب آنذاك نفس الخليفة! انه الى حدّ يتغيض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!
تعليق