لماذا مسحت مشاركتك السابقه هل لاني عرفت بانك احمد ام تورطت في شيء كتبته
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة شيبة الحمدكتاب فصل الخطاب
إلاّ أنّهم ما زالوا يواجهون الطائفة الشيعية بكتاب فصل الخطاب للميرزا النوري، صحيح أنّ الميرزا نوري من كبار المحدّثين، إنّنا نحترم الميرزا النوري، الميرزا النوري رجل من كبار علمائنا، ولا نتمكّن من الاعتداء عليه بأقل شيء، ولا يجوز، وهذا حرام، إنّه محدّث كبير من علمائنا، لكنّكم لم تقرأوا كتاب فصل الخطاب، لربّما قرأتم كتباً لبعض الهنود، أو الباكستانيين، أو بعض الخليجيين، أو بعض المصريين، الذين يتهجّمون على الشيعة، ولا يوجد عندهم في التهجّم إلاّ نقاط منها مسألة تحريف القرآن، وليس عندهم إلاّ الميرزا النوري وكتاب فصل الخطاب، هذا تقرؤونه، وما زالوا يكرّرون هذا، ما زالوا وحتّى يومنا هذا، بعضهم يحاول أن ينسب إلى الطائفة هذا القول من أجل كتاب فصل الخطاب، ولكنّكم لو قرأتم كتاب فصل الخطاب لوجدتم خمسين بالمائة من رواياته من أهل السنّة أو أكثر من خمسين بالمائة، ولوجدتم أنّ فصل الخطاب يشتمل على الروايات المختلفة التي تقبل الحمل على اختلاف القراءات، وتقبل الحمل على الحديث القدسي، وتقبل الحمل على الدعاء، ولا يبقى هناك إلاّ القليل الذي </SPAN>
الصفحة 32
أشرت إليه من قبل، والذي يجب أن يدرس من الناحية السندية.
وحتّى أنّي وجدت كتاباً قد أُلّف من قبل بعضهم، نظير كتاب فصل الخطاب، إلاّ أنّ الحكومة المصريّة صادرت هذا الكتاب وأحرقته بأمر من مشيخة الازهر، وحاولوا أن يغطّوا على هذا الامر، فلا ينتشر ولا يسمع به أحد، إلاّ أنّ الكتاب موجود عندنا الان في قم، كتاب صادرته الحكومة المصريّة.
والفرق بيننا وبينهم، أنّا إذا طبع عندنا كتاب فصل الخطاب مرّةً واحدة منذ كذا من السنين، ليست هناك حكومة تصادر هذا الكتاب، إلاّ أنّهم لو أنّ باحثاً كتب شيئاً يضرّ بمذهبهم بأيّ شكل من الاشكال حاربوه وطاردوه وصادروا كتابه وحرّقوه وحكموا عليه بالسجن، والكتاب الذي أشرت إليه موجود عندنا في قم ولا يجوز لي إظهاره لكم، وقد ذكرت لكم من قبل إنّا لا نريد أن نطرح المسألة بحيث تضرّ بالاسلام والقرآن.
وعلى الجملة، فإنّ هذا الموضوع يجب أن يبحث عنه في دائرة البحث العلمي الموضوعي، وعلى صعيدي الاقوال والروايات كلاًّ على حدة، بحيث يكون بحثاً موضوعيّاً خالصاً بحتاً، ولا يكون هناك تهجّم من أحد على أحد، ولو أنّ السنّي أراد أن يواجه شيعيّاً عالماً مطّلعاً على هذه القضايا لافحم في أوّل </SPAN>
الصفحة 33
لحظة، ولكنّهم ينشرون كتبهم على مختلف اللغات وبأشكال مختلفة، ولربّما حتّى في موسم الحجّ يوزّعون كتبهم على الحجّاج، حتّى ينتشر هذا الافتراء منهم على هذه الطائفة، إلاّ أنّ واحداً منهم لا يستعد لانْ يباحث في مثل هذا الموضوع الحسّاس الذي طالما حاولوا أن يخصموا به هذه الطائفة المظلومة منذ اليوم الاوّل.
إنّ الفرق بيننا وبينهم هو أنّهم دائماً يحاولون أن يغطّوا على مساويهم وسيّئاتهم، ثمّ يتهجّمون على الاخرين بالافتراء والشتم، ولست بصدد التهجّم على أحد، وإنّما البحث ينجرّ أحياناً وينتهي إلى ما لا يقصده الانسان.
فنرجع إلى ما كنّا فيه وحاصله: أمّا على صعيد الروايات، فروايات التحريف بمعنى نقصان القرآن في كتب أولئك القوم هي أكثر عدداً وأصحّ سنداً، ومن أراد البحث فأهلاً وسهلاً، أنا مستعد أن أُباحثه في هذا الموضوع. </SPAN>
الصفحة 34
</SPAN>الصفحة 35
التحريف بالنقصان حسب الاقوال
وأمّا على صعيد الاقوال، فنحن وهم متفقون على أنّ القرآن الكريم سالم من النقصان، وليس فيه أي تحريف بمعنى النقصان، ولم يقع فيه أي نقيصة، هذا متفق عليه بين الطائفتين، ولا يُعبأ بالشذوذ الموجود عندنا وعندهم.
فالقرآن مصون من التحريف، سالم من النقيصة، ليس بيننا وبين الفرق الاُخرى من المسلمين خلاف في أنّه القرآن العظيم الكريم الذي يجب أن يُتلى، يجب أن يتّبع، يجب أن يتحاكم إليه، يجب أن ينشر، يجب أن يُدرس، وإلى آخره، هذا هو القرآن.
إلاّ أنّ في ثنايا أحاديثهم ما يضرّ بهذا القرآن، ممّا نقل عن عثمان بسند صحيح أنّ فيه لحناً، وعن ابن عبّاس أنّ فيه خطأ، وعن آخر أنّ فيه غلطاً، وهذه الاشياء غير موجودة في رواياتنا أبداً، والمحققون من أهل السنّة يعرضون عن هذه النقول، وقول </SPAN>
الصفحة 36
بعض الصحابة: حسبنا كتاب الله، فالغرض منه شيء آخر، كان الغرض من هذه المقولة عزل الاُمّة عن العترة الطاهرة، وعزل العترة عن الاُمّة، وعلى فرض صحّة الحديث القائل: إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وسنّتي، فقد عزلوا السنّة عن الاُمّة والاُمّة عن السنّة أيضاً عندما قالوا: حسبنا كتاب الله، لكنّ قولهم حسبنا كتاب الله يقصد منه شيء آخر أيضاً، أليس الوليد قد رماه ومزّقه، ألم يقل:
إذا ما جئت ربّك يوم حشرفقل يا ربّ مزّقني الوليد
أليس عبد الملك بن مروان الذي هو خليفة المسلمين عندهم، عندما أُخبر أو بُشّر بالحكم وكان يقرأ القرآن قال: هذا فراق بيني وبينك ؟!
إذن، لم يبق القرآن كما لم تبق العترة ولم تبق السنّة.
أكانت هذه الخطّة مدبّرة، أو لا عن عمد قال القائل كذا وانتهى الامر إلى كذا، لكنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِب عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)(1) .
____________
(1) سورة آل عمران 3/144.
الصفحة 37
ملحق البحث(1)
1 ـ حول قرآن علي (عليه السلام)هذا الموضوع تعرّضت له في بحثي حول تحريف القرآن(2) ، فهو يشكّل فصلاً من فصول الكتاب، أو شبهةً من شبهات تحريف القرآن، صحيح أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع القرآن، وقد أشرت إلى هذا من قبل، فالامام جاء بالقرآن إليهم، فرفضوه، وهذا أيضاً موجود، كان لعلي قرآن، هذا موجود والكل يذكره، علي جمع القرآن الكل يذكره، حتى جاء في فهرست النديم أيضاً أنّ قرآن علي كان موجوداً عند أحد علماء الشيعة الكبار في عصر النديم،
____________
(1) يعقب المركز ندواته العقائدية بالاجابة على الاسئلة، وتتميماً للفائدة نذكر في هذا الملحق الاجابة على بعض الاسئلة مع الاختصار وحذف الاسئلة والاكتفاء بوضع عنوان لكل سؤال.
(2) التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف: 89.
الصفحة 38
أتذكر يقول: رأيته عند أبي يعلى الجعفري، فهذا القرآن الان موجود عند الامام الحجة عجّل الله تعالى فرجه كسائر المواريث الموجودة عنده.
ويختلف هذا القرآن عن القرآن الموجود الان في الترتيب أوّلاً، ويختلف عن القرآن الموجود في أنّ عليّاً قد أضاف في هوامش الايات بعض الفوائد التي سمعها من النبي والمتعلّقة بتلك الايات، ذكرها في الهوامش.
أمّا أن يكون ذلك القرآن يختلف عن هذا القرآن في ألفاظه أي في سور القرآن ومتن القرآن، هذا غير ثابت عندنا، غاية ما هناك أنّه يختلف مع هذا القرآن الموجود في الترتيب، وفي أنّ فيه إضافات أمير المؤمنين تتعلّق بالايات وقد سمعها من النبي، فكتبها في هوامش تلك الايات، إذن، هذا الموضوع لا علاقة له بمسألة نقصان القرآن.
وهذا القرآن موجود عند الامام الثاني عشر (عليه السلام) كما في رواياتنا.
2 ـ موقف العلماء من الميرزا النوري وكتابهلقد ردّ عليه العلماء، وكتبت ردود كثيرة على كتابه، من </SPAN>
الصفحة 39
المعاصرين له ومن كبار علمائنا المتأخرين عنه، هناك كتاب في الرد على فصل الخطاب، كتاب كبير وضخم، ردّ على روايات فصل الخطاب واحده واحدة، ونظر فيها واحداً واحداً، وهذا المؤلّف معاصر له، إلاّ أنّ هذا الكتاب غير مطبوع الان.
ولاحظوا أنتم كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن للشيخ البلاغي الذي هو معاصر للشيخ النوري، لاحظوا هذا الكتاب وانظروا كيف يردّ عليه بشدّة.
أمّا أنْ نكفّره ونطرده عن طائفتنا ونخرجه عن دائرتنا، كما يطالب بعض الكتّاب المعاصرين من أهل السنّة، فهذا غلط وغير ممكن أبداً، وهل يفعلون هذا مع كبار الصحابة القائلين بالنقصان، ومع كبار المحدّثين منهم الرواة لتلك الاقوال ؟
هذا، وشيخنا الشيخ آقا بزرك الطهراني تلميذ المحدّث الميرزا النوري، في كتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة، تحت عنوان فصل الخطاب، يصرُّ على أنّ الميرزا النوري لم يكن معتقداً بمضامين هذه الروايات، ولم يكن معتقداً بكون القرآن ناقصاً ومحرّفاً، فهذا ما يقوله شيخنا الشيخ الطهراني الذي هو أعرف بأحوال أُستاذه وبأقواله، وهذا كتاب الذريعة موجود، فراجعوه.
ولو سلّمنا أنّ الشيخ النوري يعتقد بنقصان القرآن، فهو قوله، </SPAN>
الصفحة 40
لا قول الطائفة، قول الواحد لا ينسب إلى الطائفة، وكلّ بحثنا عن رأي الطائفة، ولم يكن بحثنا عن رأي الشيخ النوري، كنّا نبحث عن مسألة التحريف على ضوء الاقوال عند الطائفة كلّها، على ضوء الروايات عند الطائفة كلّها، لا على رأي واحد أو اثنين، وإلاّ لذكرت خمسين عالماً كبيراً هو أكبر من الشيخ النوري وينفي التحريف.
3 ـ حول جمع القرآن الموجودإنّه لم يكن لائمّتنا عليهم السلام دور في جمع هذا القرآن الموجود، إلاّ أنّهم كانوا يحفظون هذا القرآن، ويتلون هذا القرآن، ويأمرون بتلاوته، وبالتحاكم إليه، وبدراسته، ولا تجد عنهم أقلّ شيء ينقص من شأنه.
القرآن كان مجموعاً على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مكتوباً على الخشب والحجر وأشياء أُخرى كانوا يكتبون عليها، وكانت هذه مجتمعةً في مكان واحد، إلاّ أنّها غير مرتّبة، ومبعثرة غير مدوّنة، عند أبي بكر، ثمّ عند عمر، ثمّ عند حفصة، حتّى جاء عثمان وقد حصل الترتيب على الشكل الموجود الان في زمن عثمان.
إلاّ أنّكم لو تلاحظون روايات القوم في كيفيّة جمعه وتدوينه، </SPAN>
الصفحة 41
لاخذتكم الدهشة، ولا شيء من مثل تلك الروايات في كتب أصحابنا.
وعندما أرادوا جمع القرآن وتدوينه وترتيبه، طالبوا من كتب قرآناً لنفسه بإحضار نسخته، فأخذوها وأحرقوها، أمّا قرآن علي (عليه السلام) فهو باق كما ذكرنا من قبل.
4 ـ مسألة تهذيب كتب الحديث من مثل هذه الرواياتأمّا كتب أصحابنا فهي تشتمل على روايات تدلُّ على الجبر، وأُخرى على التفويض، وهكذا أشياء أُخرى ممّا لا نعتقد به، ولذلك أسباب ليس هنا موضع ذكرها، ولكنّ الذي يسهّل الخطب أنّه لا يوجد عندنا كتاب صحيح من أوّله إلى آخره سوى القرآن الكريم، بخلاف كتب القوم، فقد ذكرنا أنّ كثيراً منهم التزم فيها بالصحّة، والروايات الباطلة في كتبهم كثيرة جدّاً، وقد حصلت عندهم الان فكرة تهذيب كتبهم، ولكنّ هذا أمر عسير جدّاً ولا أظنّهم يوفّقون.
نعم، شرعوا بتحريف كتبهم في الطبعات الجديدة، خاصّةً فيما يتعلّق بمسائل الامامة والخلافة، من مناقب علي وأهل البيت عليهم السلام، ومساوىء مناوئيهم، وقد سمعت بعضهم في المدينة </SPAN>
الصفحة 42
المنوّرة أنّه قد قرّروا إسقاط سبعين حديثاً من أحاديث صحيح مسلم من هذا القبيل.
هذه الكتب سنتعرض لها فلا تتسرع !!
انك تجلب كتب فهل تحب ان ارد عليك بكتب نحن هنا للحوار صديقي فلا اشكال ان تستشهد بصاحب كتاب وقول او قولين او ثلاثة وليس تجلب لنا الكتاب برمته او ان تضع موضوع لك تجعل فيه رابط وتقول الائمة لا يقرون بالتحريف وهذا منافي تماما وهذا ما سنبينه في النقطة المخصصة لذلك فنرجوا عدم الخروج عن ذلك ليكتمل الحوار وهذا راجع لك سواء التزمت ام لا بكلامي فلا تستفاد انت لتعرف ولا استفاد انا باغراقك للموضوع وردك ونبقى معلقين انت تغرق وانا اجلب ردود عليكم من كتبكم واطعن فيكم !! فيا صديقي افهم هذا الموضوع وهذه الفقرة بالذات هي وضع احاديث للطعن في الصحابة رضوان الله عليهم ولانكم وضعتم احاديث في مواضيع مختلفة فقررنا جمعها والرد عليها فتارة شخص يكتب حديث هنا وتارة شخص يكتب موضوع كامل عن التحريف والطعن في الصحابة بموضوع خارجي هناك .. فهنا اردنا ان نحصر شبهاتكم سواء وضعتموها انتم ام نضعها نحن وذلك من خلال البحث في المنتدى ونقتبس ردود الطاعنين ظلما وزورا وبهتانا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونرد عليها وحاشى لهم ان يتعرضوا لقول الله عز وجل وبينا اجماع الصحابة على كتاب الله ولم يعترض عليه احد في العرضة الاخيرة له حتى امير المؤمنين علي شهد بصحته الجمع فليعلم اي شخص يعترض على صحة الجمع يعترض على الله اولا وحفظه ويعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعترض على الخلفاء الراشدين ومن ضمنهم امير المؤمنين علي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين فهنا فلك الاختيار ام ان تضع احاديث سواء اثنان ثلاثة اربعة احاديث .... الخ ونحن نرد او تترك الامر لغيرك وشكرا .التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 01-06-2009, 12:07 AM.
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة شيبة الحمدلماذا مسحت مشاركتك السابقه هل لاني عرفت بانك احمد ام تورطت في شيء كتبته
لا يا زميلي كنت اعدل في المشاركة لان كلمة التصقت بالاخرى وعملت لها حفظ فلا اعرف لماذا حذفت !! والرد السابق تم صياغته من جديد وكما تراه في المشاركة السابقة !
التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 01-06-2009, 12:09 AM.
تعليق
-
لا باس
فالان انت تريد النقاش من غير لصق ونسخ يغرق الموضوع والذي كان سببا في تجميد معرفك السابق
لاباس
انا معك هنا ولكن ان اوردت لصق ونسخ لاطالة الموضوع فقط فستكون بيننا الاداره
اما ان كان نقاشك للوصول للحقيقه فهذا هو الرجاء وهذا هو المبتغى
وتذكر السبب في تجميدك هو اللسان البذيء والنسخ والصق بغير داع
فتوكل على الله واورد ماتريد
تعليق
-
وقد وردت عند ابن ماجه(1944)
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها
وأخرجه أحمد (6/269) وأبو يعلى في المسند(4587) والطبراني في الأوسط (8/12) وغيرهم من طريق محمد بن إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبدالرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم به
والعلة في هذا الحديث هو محمد بن إسحاق فقد اضطرب في هذا الحديث وخالف غيره من الثقات
وهذا الحديث يرويه ابن إسحاق على ألوان
فمرة يرويه عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة
ومرة يرويه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
ومرة يرويه عن الزهري عن عروة عن عائشة كما عند أحمد (6/269) وليس فيه هذه اللفظة المنكرة
وفي كل هذه الروايات تجد أن محمد بن إسحاق قد خالف الثقات في متن الحديث
فالرواية الأولى رواها ابن إسحاق عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها
وقد روى هذا الحديث الإمام مالك رحمه الله عن عبدالله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة قالت نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات معلومات فتوفي رسول الله وهن مما نقرأ من القرآن
كما في الموطأ (2/608) ومسلم (1452) وغيرها
وكذلك أخرجه مسلم (1452) عن يحيى بن سعيد عن عمرة بمثله
وسئل الدارقطني في العلل (المخطوط (5 /150-151 )) عن حديث عائشة عن عمرة قال نزل القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم صرن إلى خمس فقال:
يرويه يحيى بن سعيد وعبدالرحمن بن القاسم
واختلف عن عبدالرحمن
فرواه حماد بن سلمة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عمرة عن عائشة
قاله أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة
وخالفه محمد بن إسحاق فرواه عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة لم يذكر عمرة
وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب
وأما يحيى بن سعيد فرواه عن عمرة عن عائشة
قال ذلك ابن عيينه وأبو خالد الأحمر ويزيد بن عبدالعزيز وسليمان بن بلال
وحدث محمد بن إسحاق لفظا آخر وهو عن عائشة لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم انشغلنا بموته فدخل داجن فأكلها) انتهى.
وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل ج:6 ص:269
ثنا يعقوب قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة عن عائشة قالت أتت سهلة بنت سهيل رسول الله فقالت له يا رسول الله إن سالما كان منا حيث قد علمت إنا كنا نعده ولدا فكان يدخل علي كيف شاء لا نحتشم منه فلما أنزل الله فيه وفي أشباهه ما أنزل أنكرت وجه أبي حذيفة إذا رآه يدخل علي قال فأرضعيه عشر رضعات ثم ليدخل عليك كيف شاء فإنما هو ابنك فكانت عائشة تراه عاما للمسلمين وكان من سواها من أزواج النبي يرى إنها كانت خاصة لسالم مولى أبي حذيفة الذي ذكرت سهلة من شأنه رخصة له
وقد انفرد محمد بن إسحاق في هذا الحديث بلفظ (فأرضعته عشر رضعات) وقد رواه عن الزهري ابن جريج ومعمر ومالك وابن أخي الزهري بلفظ (أرضعيه خمس رضعات) (حاشية المسند (43/342)
وقال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في ج:3 ص:95
1000 قوله
وأما ما يحكى أن تلك الزيارة كانت في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن فمن تأليفات الملاحدة ومن شابههم قلت رواه الدارقطني في سننه في كتاب الرضاع من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمره عن عائشة وعن عبد الرحمن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم والرضاعة وكانتا في صحيفة تحت سريري فلما مات النبي تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها انتهى
وكذلك رواه أبو يعلى الموصلي في سنده
ورواه البيهقي في المعرفة في الرضاع من طريق الدارقطني بسنده المتقدم ومتنه
وكذلك رواه البزار في مسنده وسكت والطبراني في معجمه الوسط في ترجمة محمود الواسطي
وروى إبراهيم الحربي في كتاب غريب الحديث ثنا هارون بن عبد الله ثنا عبد الصمد ثنا أبي قال سمعت حسينا عن ابن أبي بردة أن الرجم أنزل
في سورة الأحزاب وكان مكتوبا في خوصة في بيت عائشة فأكلتها شاتها انتهى .
فهذه الرواية التي ذكرها عن الحربي في الغريب فيها عدة علل منها ضعف عبدالصمد بن حبيب وجهالة والده والإرسال
فتبين لنا مما سبق أن هذه الرواية المنكرة قد تفرد بها محمد بن إسحاق وخالف فيها الثقات ، وهي رواية شاذة منكرة
وهذه بعض أقوال أهل العلم في حديث محمد بن إسحاق في غير المغازي والسير
[قال يعقوب بن شيبة: سمعت ابن نمير-وذكر ابن اسحاق-فقال( إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة [تاريخ بغداد للخطيب (1/277)
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل قيل لأبي يحتج به-يعني ابن اسحاق-قال(لم يكن يحتج به في السنن)
وقيل لأحمد:إذا انفرد ابن اسحاق بحديث تقبله قال لا والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد ولا يفصل كلام ذا من كلام ذا-سير(7/46)
وقال أحمد(وأما ابن اسحاق فيكتب عنه هذه الأحاديث –يعني المغازي ونحوها-فإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا- قال أحمد ابن حنبل-بيده وضم يديه وأقام الإبهامين)تاريخ ابن معين(2/504-55)
وقال الذهبي في السير(7/41)[وأما في أحاديث الأحكام فينحط حديثه فيها عن رتبة الصحة إلى رتبة الحسن إلا فيما شذ فيه،فإنه يعد منكراً.
وقال الذهبي في العلوصـ39 [وابن اسحاق حجة في المغازي إذا أسند وله مناكير وعجائب] ا هـ
__________________
انتهى
يتبع
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة احمد العابد
تعال يا عالم اللغة هنا !!
وما الذي اصطلح عليه الناس ياجمري في معنى المصحف ؟؟!!
وهل المصحف كان على عهد الصحابة يعني القران الكريم ؟؟!!
أنت حججت نفسك بنفسك
فأنت تقول : المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق
ثم تقول في آخر الكلام :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم .
فما الفرق بين التعريف الأول والآخر يا عبقري ؟ فالتعريفان يدلان على القرآن
ثم أن كلمة المصحف مع أل التعريف العهدية تعني كتابا معروفا ومعهودا عند المسلمين ، إلا إذا أضيفت إليه عبارة تخصصه كمصحف فاطمة مثلا .
يعني باختصار
مقدمتك العظيمة بلها واشرب ميتها مثل ما يقول المصاروه
( الجمري )
تعليق
-
سالون لك ما كتبته من كلام والذي اصلا انت اخذته من كلامي ولكنك لم تفهم وارى من السخف ان اجيب عليك لكني مضطر لاجابت امثالك كي لا تختلط الامور على العامة لنرى كلامك الذي اقتبسته من كلامي دون ان تعرف ما نرمي اليه في تعريف المصحف !!
اقتباس كلام الجمرر حيث وصفني :
يا جاهل
أنت حججت نفسك بنفسك
فأنت تقول : المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق .
ثم تقول في آخر الكلام :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم .
فما الفرق بين التعريف الأول والآخر يا عبقري ؟ فالتعريفان يدلان على القرآن
ثم أن كلمة المصحف مع أل التعريف العهدية تعني كتابا معروفا ومعهودا عند المسلمين ، إلا إذا أضيفت إليه عبارة تخصصه كمصحف فاطمة مثلا .
يعني باختصار
مقدمتك العظيمة بلها واشرب ميتها مثل ما يقول المصاروه
( الجمري )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الجواب عل الجمرمر هو الاتي :
ولو انك قرات هذه المشاركة وحاولت ان تفهم ما تغاضيت عن فهمه وبقصد منك لكي ترميني بالجهل ولهذا اقول لك كما قال الشاعر :
( وكم من عائبا قولا صحيحا وافته من الفهم السقيم )
وقال ايضا ( ولو ان كل كلب عوى القمته حجرا لكان مثقال الحجر بدينار )
تعال يا جمرمر لتعرف معنى كلامي :
المصحف قبل جمع عُثمان لم يكُن يُرادُ بِهِ القُرآن :
وقال الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع: المصحف : وهي تسمية ظهرت بعد أن جُمع القرآن في عهد الصديق ، كما سيأتي شرحه ؛
اقرء يا مولانا جمرمر معي هنا :
ولم يثبت
حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قوله في إطلاق هذه التسمية على القرآن المجموع فيما بين الدَّفَّتين ، لأنه لم يكن في عهده بين دفتين على هيئة المُصحف وتسمية المصحف جاءت من الصُّحف التي جُمع بعضها إلى بعض فأصبحت على هيئة الكتاب.
وقال ابن عبد البر في القصد والأمم : (من جملة ما وجد في الأندلس اثنان وعشرون مصحفاً محلاة، كلها من التوراة، ومصحف آخر محلى بفضة ... وكان في المصاحف مصحف فيه عمل الصنعة وأصباغ اليواقيت) .
اقرء يا مولانا المصاحف النسوبة للصحابة ما هي :
المصاحِف : إذاً المنسوبة للصحابة لا يُطْلقُ عليْها القرآن الكريم لماذا يا ملانا جمرر:
جاء في صحيح البُخاري ..وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة البُخاري ... وهنا اطلِق لفظ المصاحِف على الصُحُف المجموعة ولم يكُن فيها أي قُرآن بعد .
اقرء يا مولانا الاتي ايضا :
جاء في نفس الحديث ... " وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أومصحف أن يحرق " إذاً فقد فرّق بين القرآن و المُصحف ... فالقُرآن يُكتبُ في المُصحف او في الصُحُف ..
فقد كان لفظ المُصحف يُطلق إذاً على أي مجموع من الصُحُف وُضِعت بين دفّتيْن ... وهذا فيهِ من الأهمية الكُبرى الكثير , لأن بهذه النُقطة يُحاوِل المُشكِّكون إدِّعاء أن ألفاظاً مِثْل : مُصحف أبي و مُصحف ابن مسعود ومُصحف فاطِمة كما هو موجود عندكم زملائي ... إلخ , ماهي إلا القرآن الكريم وهذا خطأ و فُحش .. ثم يتلاعب زميلنا الشيعي هنا أو المُشكِّكُ بالألفاظ فيدّعي أنه كان هناك قرائينُ مُتعدِّدة .. وان هناك في القران حذف جمل او نقص في جملة او بتر جملة ووضع مكانها جملة اخرى وغيرها وهذا ما راينا في علماء الشيعة ( ايات الله ) موهِماً أن معنى مصاحِف أي قرائين بقوله مصحف عائشة ومصحف ابن مسعود وغيره فهذه المصاحف ليست القرآن الكريم الذي بين ايدينا اليوم ..!!
و الحقيقة هي أنها كُتُب كثيرة كُتِب فيها تفاسير وشروح و نصوص قُرآنية قلّت أو كثُرت, ولم تقتصِر المصاحِف على القُرآن الكريم وحده بل كان هناك مصاحِف إنجيلية , ومصاحِف شِعرية , ومصاحِف تخُص أفراد باعيُنِهِم يُدوِّنون فيها ما يسمعونه أو يخشوْن ضياعه.
لم تكُن المصاحِف إذاً هي القُرآن الكريم وإنما كان مِمّا كُتِب فيها بعضٌ مِن القُرآن الكريم .. فكتب كُل صحابي مِنهم بمِقدار ما سمِعهُ وعلى الحرف الذي سمِعهُ مِن رسول الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّم .. لكِن لم يُطلق على أي مُصحف مِن مصاحِفِهِم قط أنهُ القُرآن الكريم.
وقد كانوا يُدوِّنون في مصاحِفِهِم هذه ما قد يُساعِدُهُم على الحِفْظِ و الإستِذكار ... فمِنهم من أخطأ في الكِتابة ومِنهم من كتب ما صار منسوخاً ومِنهم من كتب تفسيراً أو حديثاً ... وجميعُهُم لم يكتُب القرآن الكريم كامِلاً ولا بِعُرضتِهِ الأخيرة ... لِذا لا يُمكِن ان يُطلق على تِلك المصاحِف أنها القُرآن وإنما بكُل بساطة هي كتابات و كُتُب الصحابة ومُدوّناتُهُم الخاصة.
وأخيراً نرى أن نُوضِّح في عُجالة الفرق بين الكتاب والمصحف:
فالكتاب يكون ورقة واحدة ويكون جملة أوراق، والمصحف لا يكون إلا جماعة أوراق صحفت أي جمع بعضها إلى بعض، وأهل الحجاز يقولون مصحف بالكسر أخرجوه مخرج ما يتعاطى باليد وأهل نجد يقولون مصحف وهو أجود اللغتين، وأكثر ما يقال المصحف لمصحف القرآن .
وأخيراً خُلاصة التمييز بين كلمتي مُصحف كما نعرِفُها اليوم وكما كان يُعرَف قبل الجمع العُثماني هو أن :
المُصحف في الماضي هو أي كتاب يتكون من صُحُف فيه قُرآن أو غيره , ولم يكُن أي مُصحف فيهم هو القرآن الكريم ... أما اليوم وبعد جمع القرآن في مُصحف واحِد .. فقد اقتصر الإسمُ على القرآن الكري
ماذا حصل بعد هذا يا مولانا الجمرر :
وصار المُصحف لا يُطلق إلا على القُرآن الكريم فقط .
واخيرا يا مولانا ماذا نطلق على مصحف اليوم بعد الجمع وبماذا نعرفه لنختم معك لكي تفهم :
نختِمُ بتعريف المُصحف اليوم والمُختلِفِ تماماً عن حقيقتِهِ اللغوية في السابِق ... فنقول :
المُصحف اليوم : هو الِكِتاب الذي يحوي بين دفّتيْهِ القُرآن الكريم وحي الله المجموع كامِلاً كما أنزِل على رسُولِه صلى الله عليْهِ وسلّم منقولاً كما هو حرْفاً حرْفاً مما اتّفق سماعاً مع العُرضة الأخيرة وأقرّهُ صحابة رسول الله و كُتِب على الخط الذي كتب بِهِ كتبةُ الوحي مُستوعِباً ماتيسّر مِما أقرّه النبي مِن قِراءات , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ إلى الصُحُف البكرية على عهد أبي بكْر مِن السطور و مِن الصدور كما أنزِل , و في وجود الشهود من الصحابة العدول نُسِخ مِن الصُحُف البكرية إلى المصاحِف العُثمانية على عهد عُثمان , ومِن مصاحِف عُثمان إلى الامصار نُسِخت في جميع مصاحِف الدُنيا إلى اليوم ...
ويظلُّ إلى أبد الآبِدين القرآن المحفوظ في الصدور و المنقول بالتواتُر مِن صدر إلى صدْر هو الحاكِمُ على سلامة المُصحف مِن أخطاء الكتبة و المُحرِّفين. ولِذا لا نعجبُ أبداً إن استطاع طِفْل في السابِعة من العُمر أن يستخرِج أي خطأ مكتوب في آية قُرآنية ويُشير إليها بالبنان ... وهذا حِفظُ ووعْد الله وصدق اللهُ العظيمُ إذ يقول :" إنّا نحنُ نزّلنا الذِّكْر وإنّا لهُ لحافِظون " ... وصدق الله العظيم الذي تنبأ لرسولِه بما سيكون له مِن دِقّة جمع فقال : " إنّا عليْنا جمعهُ وقُرآنَه" ..
فهل بقى للمعترض اي حجة ليتكلم بعدها !!
التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 01-06-2009, 11:42 PM.
تعليق
-
رد شبهة حك المعوذتين في مصحف ابن مسعود !!
ولهذا عندنا هنا عدة تسائولات :
التساؤلات الأولى :
1- هل مُصحف ابن مسعود يحتوي على العَرضة الأخيرة ؟!!
التساؤلات الثانية:
1- هل مُصحف ابن مسعود هو القرآن الكريم ؟!!
2- أو هل مُصحف ابن مسعود يعني قِراءة ابن مسعود ؟!!
3- أو هل حوى مُصحف ابن مسعود القرآن الكريم كامِلاً ؟!!!
التساؤلات الثالثِة :
1- هل لو صحّ أنه قد حك ابن مسعود المُعوِّذتين والفاتحة من مُصحفِه فهل هذا يعني أن العَرضة الأخيرة كانت بدون المُعوِّذتين والفاتحة ؟!!
2- وهل ثبت أن ابن مسعود لم يُقرىء أحداً بالمُعوِّذتيْن والفاتحة؟!!!
تسؤلات الربِعة :
1- هل رفض ابن مسعود حرْق مُصْحفِهِ لأنه يحوي العَرضة الأخيرة ؟!!
2- وهل رفض ابن مسعود حرْق جميع المصاحِفِ بلا استِثناء أم مُصحفُهُ فقط ؟!!
3- وهل وافقهُ الصحابة وأقرّوه في عدم حرْقِه لمُصحفِه ؟!!.
بالتأكيد المُعوِّذتيْن لا شك في قُرآنيّتِهِما , فلو أنكر ابن مسعود قُرآنيّتهُما ومات على ذلِك (وهذا لم يحدُث ) أو حتى أنكر القرآن الكريم كُلّه ... فهل كان سيُقدِّم أو يؤخِّر ذلِك شيئاً في قُرآنية السورة او القُرآن .!! بالتأكيد لا ... لأن القرآن نقل الجماعة عن الجماعة عن رسول الله صلى اللهُ عليْهِ وسلّم وليس عن ابن مسعود الصحابي رضي اللهُ عنْه .. فماذا يفعل إنكار الفرد مع إثباتِ الجماعة ؟!!.. بل و لو قال الرسول صلى اللهُ عليْهِ وسلّم أن هي قُرآن وقال ابن مسعود لا ليست قُرآناً ... فبالتأكيد لن نُصدِّق إلا الرسول ...
ولِذا فهذه ليست قضية ولا تثبُت أصلاً عِنْد المًُسلِم .. ولكِن تحتاج مع ذلِك الكثير من المناقشة لتوعية المُسلِم في نِقاط أخرى كثيرة , ولكي يُدرِك الزملاء هنا أن كل ما كان يُكتب في موقِعِهِم هذا وما كان يُملي لهم علمائهم عن الإسلام ليس كما ظنوا واعتقد .. بل الأمر مردُّهُ عِندهم الى نقل وحمل الكذب على ائمتنا رحمهم الله ...
ولهذا سنعرف لكم تواتر القران الذين نكروه علمائكم ايات الله !!!
التواتُر : هو نقل الجماعة عن الجماعة بحيث يستحيل تواطُئهُم على الكذِب ... فلو نقل راو واحِد أثراً عن الرسول ولم ينقُلهُ عنه إلا واِحد وهكذا فهنا صِحّة السند تُفيد صِحّة الخبر, ولكِن الخبر الصحيح غير الخبر المُتيقّنُ بِصِحّتِه ... فقد نحتاج إلى اليقين مع الصِّحة ... ولِذا فيكون نقل الجماعة هو اليقين .. حيث يعني أنهم لما يتواطئوا على تأليفِه ونِسبتِهِ إلى الرسول , فيكون التواتُر أي ثبوته عن جماعة كثيرين هو اليقين بحقيقتِه , والقرآن الكريم هو الكِتاب الوحيد في الدُنيا المثبوت بِالتواتُر.
ولهذا نقول فالفارق بين مُصحف ذي النوريْنِ عُثمان بن عفان .. ومُصحف ابن مسعود -رضي اللهُ عنهما - كبير :
1- فمُصحف عُثمان يُراد به القرآن الكريم كامِلاً , أما مُصحف ابن مسعود فقد كتب فيه ما سمِعه فقط من الرسول مُباشرة وخشي ان ينساه .
2- مُصحف ابن مسعود حوى بِضع وسبعون سورة سمِعها مُباشرة من فمِ رسول الله في حين كان مُصحف عُثمان يحوي القرآن الكريم كامِلاً كما قرأهُ رسول الله وجمهور الصحابة.
3- مُصحف عُثمان كُتِب بعد العَرضة الأخيرة على رسول الله وبعد انتهاء الوحي القرآني كامِلاً وبعد الإستِقرار على الناسِخ والمنسوخ , في حين مُصحف ابن مسعود كُتِب قبل العَرضة الأخيرة وكُتِب مُنذ القِدم في أوائل زمان نزول القرآن , مما جعله قد يفتقِر لآيات نزلت فيما بعد أو أن يكون شيء طبيعي وجود سُوَر لم تكتمِل بعد في مُصحفِه .
4- مُصحف عُثمان أجمع عليْه جميعُ الصحابة بلا خِلاف بينهُم , فقد كُتِب في وجودِهِم وبِشهادتِهِم , في حين كان ابن مسعود يكتُب مُصحفه بنفسه مما يسمعه من النبي مباشرة اما في خُطبِهِ او بعد الصلاة .. وبالتالي يكون عُرضة للخطأ بسبب عدم المراجعة كما بيناه في الموضوع وتعريف المصحف .
5- مُصحف عُثمان شارك في كِتابتِهِ جميع الصحابة منذ عهد أبي بكر وإلى عهد عُثمان , حين جمعه أبو بكر في الصُحُف في وجود الصحابة و شاهِدين على كل آية , ثم نسخه عُثمان من صُحُف ابي بكر بيد من كتبوه انفُسُهم , ثم مُشاركة و مراجعة 12 صحابياً معه , ثم راجعه عُثمان بن عفان نفسه وقد كان هو أيضاً كاتِباً لوحي الرسول فراجعهُ اربع مرات , ولكِن لم يُراجِع أحد لابن مسعود ما كتبه .. من راجع ماكتبهُ ابن مسعود ؟!!....إذاً مُصحف عُثمان مكتوب بالإجماع ومُصحف ابن مسعود انفرد هو وحده بكتابته وهل يثبُت قرآن بالإنفراد ولهذا سلم الامر ابن مسعود واقر به وشهد له باحاديث كثيرة لان القرآن يثبُت فقط بالإجماع.
6- مُصحف عُثمان كُتِب كامِلاً على القِراءة العامة التي قرأ بِها جمهور الصحابة وأجمعوا عليْها بِما فيهِم ابن مسعود , أما مُصحف ابن مسعود فقد كتب فيه بعض القرآن على ما قد يكون نُسِخ أوعلى ما يُحمل كتفسير , وعلى ما اختصّهُ بِهِ الرسول من بعض الأحرُف السبعة التي تتناسب مع لهجته لأنه كان من هزيل.
7- مُصحف ابن مسعود لم يوجد بين أيدينا تاريخياً أصلاً وكثًرت الروايات المُتناقِضة حوْله حتى ان ابن النديم يقول انه وجد العديد من المصاحِف المكتوبة وكل يزعُم صاحِبُها انها لابن مسعود وتختلف جميعها فيما بينها في ترتيب السُور ... في حين جميع المصاحِف المنسوخة التي وصلتنا هي على ترتيب وخط عُثمان بن عفانرضي الله عنه .
8- مُصحف ابن مسعود قد يكون حوى بجانِب القرآن تفسير او شرح او خِلافه , لأن المصحف لم يكُن يُطلق على القرآن فقط وإنما على أي كِتاب في زمانِهِم , أما بعد جمع عُثمان فقد اقتصر إطلاق المُصحف على الكِتاب المجموع فيه القرآن الكريم كامِلاً وفقط ...!
9- أن ناسِخ المُصحف وكاتِبه لعُثمان هم كتبة الوحي , وكتبة الوحي هم أعلم بما هو مكتوب وكيفية كِتابتِه , فقد نقلوا الوحي كما كتبوه في الصُحُف على عهد أبي بكر ومن الصُحُف نسخوها في المصاحِفِ في عهد عُثمان ... وهم أولى بِكِتابتِه لأنهم هم الذين عدّل لهم الرسول ما كتبوا فكان يقول لهم اعيدوا القراءة علي فيُقوِّم ما فيها مِن عوج , في حين ان ابن مسعود بجلالة عِلمه و صُحبتِه ومالهُ مِن فضل لم يكتب للرسول و لم يُقوِّم له الرسول كِتابته.
10-أجمع الصحابة على خطأ ابن مسعود ورجِع رضي اللهُ عنه عما فعل و أقرأ التابِعين جميعاً بقراءة المُسلِمين العامة .
إن رأيتم كل ماسبق وجدتم ان ابن مسعود نفسُه ايضاً لم يعترِض على القراءة العامة و جمع عُثمان للقرآن لأنه نفسُه قرأ بِها وأقرأ من أخذ عنه القرآن بها , ولكِنه اعترض في اول الأمر ظانا أنهم سيفرِضوا عليه قراءة زيد , واعترض ظانا أنهم أهملوا عِلْمه واعترض اعتِزازاً وتيمُّناً بِما أخذه مِن الرسول ولم يُرِد أن يحرِق شيئاً خصّهُ بِهِ الرسول وكتبهُ عنه ....
وبهذا ننتهي من الامر ونقول الحمد لله عظيم المنة ناصر الدين باهل السنة وصلى الله على محمد وعلى اله واصحابه وازواجه وذريته اجمعين .
يتبع
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله 1988إن كنا خرفنا قرآن فهذا تفسير من أئمنتنا
و أنتم تعترفون بعلمهم
قولوا لي كيف تفسرون قرآن ؟؟؟
كا سني له رأي في تفسير آية كيف سوف يجتمع مسلمين في هذا أمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم سياتي واخبره خرقتم وعندما خرق سني فكيف تستندون يا شيعة بهذا صح ام خطء ولهذا في تفسير اية وسياتي وابلغة مولانا بهذا هل انت معنا !!!!!!!!!!!التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 03-06-2009, 08:31 PM.
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة المنصور الباحثهل يوجد لدى احدكم تعليق وليس سفسفة !!
يرجع الوهابين النواصب يغرقون المنتدى بالمواضيع التافهه والتي يا ما اشبعت نقاش
ولو تجرأنا وطرحنا مثل هذه المواضيع في المنتديات الوهابية لاطلقوا العنان للسانهم القذر بانواع الكلام
أولا : زيادة سورتي الحفد والخلع للقرآن !
هذا نص سورة الخلع المزعومة :
{اَللّهُمّ إِنّا نَسْتَعِيْنُك وَنَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِيْ عَلَيْكَ اَلْخَيْرَ ولا نَكْفُرُك ونَخْلَعُ ونـَــتـْرُكُ مَنْ يَفْجُرُك}
وهذا نص سورة الحفد المزعومة :
{اَللّهُمّ إيّاكَ نَعْبُدُ ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى ونَحْفِدُ نَرْجُوْ رَحْمَتَكْ ونَخْشَى عَذَابَكَ اَلْجَد إِن عَذَاْبَكَ بِالكُفّاْرِ مُلْحِقٌ}
* روايات أهل السنة القائلة أنـهما قرآن منـزل :
لنستعرض بعض رواياتـهم التي تدل على أنـهما سورتان كغيرهما من سور القرآن ، وهذا يتم من ناحيتين ، فتارة تنص تلك الروايات على أنـهما سورتان وأن بعض الصحابة كان يقرأ بـهما في صلاته بل ومنهم من يحلف بالله أنـهما نزلتا من السماء ، وتارة أخرى تدعي الروايات أن بعض الصحابة كانوا يكتبون السورتين بين سور مصاحفهم ، وهاك نبذة منها :
- ص 432 -
* النص على كونـهما سورتين :
" وأخرج محمد بن نصر والطحاوي عن ابن عباس أن عمر بن الخطاب كان يقنت بالسورتين ( اللهم إياك نعبد ) ( واللهم إنا نستعينك ) .
وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبزى قال : قنت عمر رضي الله عنه بالسورتين . وأخرج محمد بن نصر عن عبد الرحمن بن أبى ليلى أن عمر قنت بـهاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) " ( 1 ) .
" وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الملك بن سويد الكاهلي أن عليا قنت في الفجر بـهاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك … ) " ( 2 ) .
" وأخرج محمد بن نصر عن سفيان قال : كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) . وأخرج محمد بن نصر عن إبراهيم قال يقرأ في الوتر السورتين : ( اللهم إياك نعبد ) ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك )".
"وأخرج محمد بن نصر عن الحسن قال : نبدأ في القنوت بالسورتين ثم ندعو على الكفار ثم ندعو للمؤمنين والمؤمنات ".
" وأخرج محمد بن نصر عن خصيف قال : سألت عطاء بن أبى رباح أي شئ أقول في القنوت قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أُبـي : ( اللهم إنا نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) ".
( 1 ) الدر المنثور ج6ص420 ( ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد )
أقول : قد يتبادر إلى الذهن أن القنوت بـهما يدل على كونـهما دعاء ، وليس كذلك ، فإن القرآن يصح أن يقرأ كدعاء مثل قوله تعالى {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}(آل عمران/8).
( 2 ) ن.م .- ص 433 -
" وأخرج ابن أبى شيبة ومحمد بن نصر عن ميمون بن مهران قال في قراءة أبى بن كعب : ( اللهم إنا نستعينك ) " ( 1 ) .
" عن أبي اسحاق قال : أمّـنـا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان فقرأ بـهاتين السورتين (إنا نستعينك ) و (نستغفرك ) " ( 2 ) .
"وأخرج محمد بن نصر عن عطاء بن السائب قال كان أبو عبد الرحمن يقرئنا ( اللهم إنا نستعينك ) زعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم كان يقرئهم إياها " ( 3 ) .
" وأخرج أبو الحسن القطان في المطولات عن أبان بن أبي عياش قال سألت أنس بن مالك عن الكلام في القنوت فقال : ( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ) قال أنس : والله إن أنزلتا إلا من السماء !" ( 4 ) .
" وأخرج محمد بن نصر عن يزيد بن أبى حبيب قال بعث عبد العزيز بن مروان إلى عبد الله بن رزين الغافقي فقال له : والله إني لأراك جافيا ما أراك تقرأ القرآن ! قال : بلى والله إني لأقرأ القرآن وأقرأ منه مالا تقرأ به . فقال له عبد العزيز : وما الذي لا أقرأ به من القرآن ! قال : القنوت حدثني على ابن أبى طالب أنه من القرآن " ( 5 ) .
( 1 ) ن.م ج6ص422.
( 2 ) مجمع الزوائد ، المجلد السابع ص157 ( باب فيما نسخ ) وعلق عليه ب ( رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) وعن الإتقان في علوم القرآن ج1ص65 ، أقول : واضح أن الصلاة لا تتم بقراءة غير القرآن .
( 3 ) الدر المنثور ج6ص422.
( 4 ) الدر المنثور ج6ص420 ( ذكر ما ورد في سورة الخلع وسورة الحفد ).
( 5 ) ن.م .- ص 434 -
ولا أرى نصوصا هي أوضح وأجلى مما سبق لإثبات جزئيتهما من القرآن في نظر سلفهم الصالح ، أما في مذهب أهل البيت عليهم السلام الذي يدين به الشيعة فإن كل تلك الروايات وغيرها التي تفيد المعنى المزبور مرفوضة وعرض الجدار مضربـها .
* دمج بعض الصحابة لـهما في المصحف على أنـهما سورتان :
" قال ابن الضريس في فضائله أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال قرأنا في مصحف أبى بن كعب (اللهم إنا نستعينك وتستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ) قال حماد: هذه الآن سورة. واحسبه قال : (اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونجد وإليك نسعى ونحفد نخشى عذابك ونرجو رحمتك إن عذابك بالكفار ملحق) "( 1 ).
" وفي مصحف ابن عباس قراءة أبـيّ وأبى موسى ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ) . وفي مصحف حجر ( اللهم إنا نستعينك ) " ( 2 ) .
" أخرج البيهقي أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال : ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك …) قال ابن جريج : حكمة البسملة أنـهما سورتان في مصحف بعض الصحابة ".
" وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة عن أبي بن كعب أنه كان يقنت بالسورتين فذكرهما وأنه كان يكتبهما في مصحفه" ( 3 ) .
" وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين ، وفي مصحف أُبيّ ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع " ( 4 ) .
( 1 ) ن.م .
( 2 ) ن.م .( 3 ) الإتقان في علوم القرآن ج1ص65 ط الحلبي الثالثة .
( 4 ) ن.م .- ص 435 -
" وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف ومحمد بن نصر والبيهقي في سننه عن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب قنت بعد الركوع فقال ( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك … ) وزعم عبيد أنه بلغه انـهما سورتان من القرآن من مصحف ابن مسعود " ( 1 ) .
* شـبهة !
قد يقال إن تلك الروايات التي تحكي كتابة السورتين في مصحف كل من أَبي بن كعب وابن مسعود ( 2 ) وابن عباس لا يستفاد منها إلحاقها كسورتين مثل بقية سور القرآن وإنما كتبتا كذكر ودعاء في آخر المصحف حتى يسهُل إيجادهما وقراءتـهما ، فليس كل ما يضاف في آخر المصحف يعتبر من القرآن المنـزل ، وهذا أشبه بما يفعل اليوم من دمج دعاء ختم القرآن في آخره وهذا لا يعني أنه دمج كسورة في المصحف .
وهذا الكلام غير صحيح لأن الروايات صريحة في كونـهما سورتين ولم يعهد التعبير عن الدعاء بالسورة ، ثم إن رواياتـهم بينت محل السورتين في مصحف بعض الصحابة وكيفية وضعها فيه :
" فائدة : قال ابن أشته في كتاب المصاحف : أنبأنا محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو داود حدثنا أبو جعفر الكوفي قال : هذا تأليف مصحف أُبيّ : الحمد ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران ثم الأنعام ثم الأعراف ثم المائدة ثم يونس ثم الأنفال -إلى أن يقول- ثم الضحى ثم ألم نشرح ثم القارعة ثم التكاثر ثم العصر ثم سورة الخلع ثم سورة الحفد ثم ويل لكل همزة … إلخ " ( 3 ) .
وقال النديم في الفهرست : " باب ترتيب القرآن في مصحف أبي بن كعب : … الصف ، الضحى ، ألم نشرح لك ، القارعة ، التكاثر ، الخلع ثلاث آيات ، الحفد ست آيات اللهم إياك نعبد وآخرها بالكفار ملحق ، اللمز ، إذا زلزلت ، العاديات ، أصحاب الفيل ، التين ، الكوثر ، القدر ، الكافرون ، النصر ، أبي لهب ، قريش ، الصمد ، الفلق ، الناس ، فذلك مائة
( 1 ) الدر المنثور ج6ص421 .
( 2 ) هذه النسبة لمصحف ابن مسعود وقعت محل كلام وخلاف . ( 3 ) الإتقان في علوم القرآن ج1ص64 ط الحلبي .- ص 436 -
وستة عشر سورة قال إلى هاهنا أصبحت في مصحف أبي بن كعب وجميع آي القرآن في قول أبي بن كعب ستة آلاف آية ومائتان وعشر آيات وجميع عدد سور القرآن " ( 1 ) .
وعليه فالسورتان المزعومتان وقعتا بين السور ، وترتيبهما بـهذا النحو في مصحف أبي بن كعب شاهد على أنـهما دمجتا كسورتين من سور المصحف لا كدعاء ألحق في آخر صفحاته ! بل إن راوي الرواية قد صرّح بكونـهما سورتين ، فجزئيتهما واضحة لا غبار عليها ، ومما يزيد الأمر وضوحا هذه الرواية :
وأخرج محمد بن نصر عن الشعبي قال : " قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أُبيّ بن كعب هاتين السورتين : ( اللهم إنا نستعينك ) ، والأخرى ، بينهما {بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ} قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من الفصل " ( 2 ) .
وواضح من موضع السورتين في المصحف أن دمجهما كان باعتبار قرآنيتهما وإلا لو كانتا دعاءً لما صح أن توضعا بين السور بل توضعا في آخر المصحف أو في هامش الصفحات ، وهذا التقريب ليس بذاك الشيء بعد صراحة الروايات السابقة ونصها على أنـهما سورتان .
* من عدهما سورتين من الصحابة والتابعين
يمكن أن تزودنا نظرة عابرة في رواياتـهم بقائمة كبيرة من أسماء سلفهم الصالح الذين كانوا يقولون بقرآنيتهما ، وهم : أبي بن كعب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن مسعود ، وإبراهيم النخعي ، وسفيان الثوري ، والحسن البصري ، وعطاء بن رباح ، وأبو عبد الرحمن بزعم عطاء بن السائب ، وقد قال ابن عباس وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الرحمن بن أبزى وعبيد بن عمير : أن عمر بن الخطاب كان يقرأ هاتين السورتين في الصلاة .
وسيأتي ذكر كلمات علماء أهل السنة الذين صرحوا بأن هذين المقطعين سورتان في مصاحف بعض الصحابة كبقية سور القرآن .
( 1 ) الفهرست ج1ص40.
( 2 ) الدر المنثور ج6ص420 ، وللزيادة تراجع روايات سورتي الخلع والحفد في الدر المنثور .- ص 437 -
ومن الغريب أن علاّمتهم جلال الدين السيوطي قد وضع هذه الجمل التي لا ترقى لمستوى البلاغة القرآنية في آخر تفسيره الدر المنثور بعد المعوذتين إيمانا منه بأنـهما سورتان من القرآن ! ولا أدري كيف خفي عليه وهو رجل أدب وحليف لغةٍ وبلاغة ما لأسلوبـها من اضمحلال وضعف عن رونق الإعجاز القرآني ، وليت شعري كيف نحتج باعجاز القرآن وبلاغته على غير أهل ملتنا مع تجويز دخول تلك العبارات في حريم القرآن ، أفلا ينفيها إعجازه البلاغي ؟!
* أين ذهبت ؟!
السؤال المهم الذي على أهل السنة الإجابة عنه هو أين ذهبت هاتان السورتان ؟ ، ولماذا لم تكتبا في المصحف زمن عثمان ؟ خاصة وأن الصحابة كانوا يقرؤونـها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمدة طويلة بعد زمن عثمان ، وكتبوهما في مصاحفهم ، بل كان الخليفة وغيره من التابعين يؤمّون الناس بـهما في الصلاة ولا من نكير أو معترض!
يتبع
تعليق
-
إخراج سورتي الفلق والناس عن حريم القرآن !
هذا نوعٌ آخر من التحريف وهو إنكار المسلّم الثابت ضرورة بإجماع المسلمين ، فبعض كبار الصحابة أنكر هذا الضروري وقال بنفي قرآنية المعوذتين ، بل ادعى نزولهما من السماء كعوذتين عوّذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـهما الحسنين سيدي شباب أهل الجنة عليهما السلام ، وكان هذا الصحابي متجاهرا بذلك يجادل فيه أهل لا إله إلا الله الذي اجمعوا على خلافه ، بل ويحكّها من المصحف بدعوى أنـها ليست منه ! وهذا ما نصت عليه أصح الروايات عند أهل السنة وكذا ذكرته روايات الشيعة .
- ص 438 -* من هو ابن مسعود ؟
عبد الله بن مسعود الصحابي غني عن التعريف ، ولنقتصر في الكلام عنه بما جاء في الإصابة لابن حجر : " عبد الله بن مسعود . أحد السابقين الأولين ، أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها ولازم النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وكان صاحب نعليه وحدث عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بالكثير . وآخى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بينه وبين الزبير وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ ، وقال له في أول الإسلام : إنك لغلام معلم .
وأخرج البغوي من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال عبد الله : لقد رأيتني سادس ستة وما على الأرض مسلم غيرنا . وبسند صحيح عن ابن عباس قال : آخى النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم بين أنس وابن مسعود . وقال أبو نعيم : كان سادس من أسلم وكان يقول : أخذت من في رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم سبعين سورة .
أخرجه البخاري ، وهو أول من جهر بالقرآن بمكة ذكره ابن إسحاق عن يحيى بن عروة عن أبيه ، وقال النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم : من سره أن يقرا القرآن غضا كما نزل فليقرأ على قراءة بن أم عبد . وكان يلزم رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ويحمل نعليه ، وقال علقمة قال : لي أبو الدرداء أليس فيكم صاحب النعلين والسواك والوساد ، يعني عبد الله . وقال له رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : إنك على أن ترفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنـهاك . أخرجهما أصحاب الصحيح عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : تمسكوا بعهد ابن أم عبد .
أخرجه الترمذي في أثناء حديث ، وأخرج الترمذي أيضا من طريق الأسود بن يزيد عن أبي موسى قال : قدمت أنا وأخي من اليمن ، وما نرى ابن مسعود إلا أنه رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم . وعند البخاري في التاريخ بسند صحيح عن حريث بن ظهير جاء نعي عبد الله بن مسعود إلى أبي الدرداء فقال : ما ترك بعده مثله " ( 1 ) .
وقد قتل على يد جلاوزة ابن عفان حينما أمر عثمان بحمله ورميه خارج المسجد فأخذ وحُمل ودُقّ بالأرض فتكسّرت أضلاعه ، ومن قبلها عزله عثمان عن عمله بعد أن كان خازنا
( 1 ) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ج4ص233ت4957 .- ص 439 -لبيت مال المسلمين في الكوفة ، وحرمه عطاءه ودفن ليلا بوصية منه لعمار رضوان الله تعالى عليه بعد أن استشهد بسبب كسره ، وكان مما أوصى به عمار أن لا يشهد عثمان جنازته وقد فعل عمار رضوان الله تعالى عليه ذلك .
* مكانة ابن مسعود من القرآن عندهم
روايات أهل السنة تصور لنا ابن مسعود القارئ الأوحدي للقرآن ، وقد اعتنى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيما اعتناء حتى أخذ ابن مسعود من فيـه صلى الله عليه وآله وسلم سبعين سورة ، وقد ذكرت رواياتـهم أن : من أراد أن يقرأ القرآن غضا طريا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن مسعود ، وذكرت أيضا أنه صلى الله عليه وآله وسلم أمر الصحابة بأن يأخذوا القرآن من أربعة وشيخهم المتربع على عرشهم هو ابن مسعود ، وهذه من تلك الروايات :
أخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الصحابة باستقراء القرآن من أربعة أولهم ابن سعود : " قال عبد الله بن عمرو : إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحّشاً . وقال : إن احبكم إليّ أحسنكم أخلاقاً . وقال : استقرئوا القرآن من أربعة : من عبد الله بن مسعود ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل " ( 1 ) .
وفي مسلم أن ابن مسعود رد نصيحة من نصحه بالقراءة على قراءة زيد قائلا : " على قراءة من تأمروني أن أقرأ ؟! فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بضعاً وسبعين سورة ، ولقد عَلِم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنيّ أعلمهم بكتاب
( 1 ) صحيح البخاري (كتاب فضائل الصحابة ) باب مناقب عبد الله بن مسعود ج4ص199.- ص 440 -الله ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه ، قال شقيق : فجلست في حَلَق أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فما سمعت أحدا يردُّ ذلك عليه ولا يعيبه " ( 1 ) .
فتدل هذه على أن ابن مسعود لا يرى أحدا أعلم بالقرآن منه ! وهو مفاد رواية أخرى أخرجها مسلم : " والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلّا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلّا أنا أعلم فيما أنزلت ولو أعلم أحدا هو أعلم بكتاب الله مني تبلغُه الإبل لركبت إليه " ( 2 ) .
( 1 ) صحيح مسلم ج7ص148 ، لعل شقيقا هذا لم يجلس عند معلم الكل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو الإمام علي عليه السلام .
( 2 ) ن.م ، أقول : مما لا ريب فيه أن هذا الكلام باطل ، ويكاد يغلب على ظني أنـها من نسج بني أمية الذين عمدوا لفضائل وأقوال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فنسبوها لغيره من الصحابة ، والقول السابق مشهور عنه عليه السلام ، قال العلامة الأميني رضوان الله تعالى عليه في الغدير ج6ص193-195 : " … ويرفع عقيرته على صهوات المنابر بقوله سلام الله عليه : سلوني قبل أن لاتسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي . ( أخرجه الحاكم في المستدرك ج2ص466 وصححه هو والذهبي في تلخيصه ) وقوله عليه السلام : لا تسألوني عن آية في كتاب الله تعالى ولا سنة عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم إلا أنبأتكم بذلك ( أخرجه ابن كثير في تفسيره ج4ص231 من طريقين وقال : ثبت أيضا من غير وجه )
وقوله عليه السلام : سلوني والله لا تسألوني عن شئ يكون إلى يوم القيامة إلا أخبرتكم ، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أ بليل نزلت أم بنهار في سهل أم في جبل . ( أخرجه أبو عمر في جامع بيان العلم ج1ص114 ، والمحب الطبري في الرياض ج2ص198 ، ويوجد في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص124 ، والإتقان ج2ص319 ، تـهذيب التهذيب ج7ص338 ، فتح الباري ج8ص485 ، عمدة القاري ج9ص167 ، مفتاح السعادة ج1ص400 )
وقوله عليه السلام : ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلسائه . (أخرجه أبو عمر في جامع بيان العلم ج1ص114 ، وفي مختصره ص57 )
وقوله عليه السلام : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت ، وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا . ( أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ج1ص68 ، وذكره صاحب مفتاح السعادة ج1ص400 )
وقوله عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني ، سلوني عن كتاب الله ، وما من آية إلا وأنا أعلم حيث أنزلت بحضيض جبل أو سهل أرض ، وسلوني عن الفتن فما من فتنة إلا وقد علمت من كسبها ومن يقتل فيها . ( أخرجه إمام الحنابلة أحمد وقال : روي عنه نحو هذا كثيرا ( ينابيع المودة ص 274 ) )
وقوله عليه السلام وهو على منبر الكوفة وعليه مدرعة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو متقلد بسيفه ومتعمم بعمامته صلى الله عليه واله وسلم ، فجلس على المنبر وكشف عن بطنه فقال : سلوني قبل أن تفقدوني فإنما بين الجوانح مني علم جم ، هذا سفط العلم ، هذا لعاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم هذا ما زقني رسول الله صلى الله عليه واله وسلم زقا زقا ، فو الله لو ثنيت لي وسادة فجلست عليها لأفتيت أهل التوراة بتوراتـهم ، وأهل الإنجيل بإنجيلهم ، حتى ينطق الله التوراة والإنجيل فيقولان : صدق علي قد أفتاكم بما انزل في وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون . ( أخرجه شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين عن أبي سعيد ) وقال سعيد بن المسيب : لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني . إلا علي بن أبي طالب وكان إذا سئل عن مسألة يكون فيها =>
- ص 441 -والأهم من هذا كله أن ابن مسعود كان آخر الصحابة عهدا بالوحي وعرضة القرآن الأخيرة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولسان الرواية يقول أن ابن مسعود علم - بزعمهم - ما نُسخ وما بُدّل من الآيات ، وعليه فابن مسعود في رواياتـهم أعلم الصحابة بالقرآن ، ويحتم علينا الرجوع له في معرفة نصوصه لأن قراءته هي القراءة التي استقر عليها كتاب الإسلام ، وهي طبق الأصل من العرضة الأخيرة للقرآن إذ اختص من دون الصحابة بما نسخ وما بدل بشهادة حبر الأمة ابن عباس .
=> كالسكة المحماة ويقول :إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر( أخرجها أبو عمر في العلم 2 ص 113 ، وفي مختصره ص170 ، والحافظ العاصمي في زين الفتى شرح سورة هل أتى ، والقالي في أماليه ، والحصري القيرواني في زهر الآداب ج1ص38 ،والسيوطي في جمع الجوامع كما ترتيبه ج5ص242 ، والزبيدي الحنفي في تاج العروس ج5ص268 نقلا عن الأمالي . وذكر منها البيتين الاخيرين الميداني في مجمع الأمثال ج2ص358 "اه ، وهو في تفسير القرطبي ج1ص35، فتح الباري ج8ص599 ، تـهذيب التهذيب ج7ص297، تـهذيب الكمال ج20ص487 ، الطبقات الكبرى ج2ص339
فإن برقت في مخيل الصواب * عمياء لا يجتليها البصر
مقنعة بغيوب الأمور * وضعت عليها صحيح الفكر
لسانا كشقشقة الأرحبي * أو كالحسام اليماني الذكر
وقلبا إذا استنطقته الفنون*أبر عليها بواه درر
ولست بإمعة في الرجال * يسائل هذا وذاما الخبر ؟
ولكنني مذرب الأصغرين * أبين مع ما مضى ما غبر .
موقف ابن مسعود من المعوّذتين
بلغ موقف ابن مسعود من المعوذتين شهرة أغنتنا عن تكلف ذكر أدلته ، فأمره واضح لا يحتاج إلى بيان ، ومن جاس خلال الديار يعلم أن روايات أهل السنة الصريحة المتظافرة الصحيحة كانت سببا كافيا لـجزم كثير من علماء أهل السنة بإنكاره لقرآنية المعوذتين كما سيأتي نقل كلماتـهم بإذنه تعالى ، وهذه الصراحة ينفر عنها التأويل والتحوير ، وهاك غيضا من فيض نسكن به نفوس البعض :
عن مسند الحميدي : " قال ثنا سفيان قال ثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بـهدلة أنـهما سمعا زرّ بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين ، فقلت : يا أبا المنذر! إن أخاك ابن مسعود يحكـّها من المصحف ! ، قال : إني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال : قال لي : قل ، فقلت : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم " ( 1 ) .
ومن مجمع الزوائد : " عن زر قال : قلت لأبيّ : إن أخاك يحكهما من الصحف ! ، قيل لسفيان ابن مسعود فلم ينكر ، قال سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : فقيل لي ، فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله " ( 2 ) .
" وعن عبد الرحمن بن يزيد يعني النخعي قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول : إنـهما ليستا من كتاب الله تبارك وتعالى " ( 3 ) .
" وعن عبد الله ، أنه كان يحك المعوذتين من الصحف ، ويقول : إنما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتعوذ بـهما وكان عبد الله لا يقرأ بـهما " ( 4 ) .
( 1 ) المسند للحميدي ج1ص185ح374.
( 2 ) مجمع الزوائد المجلد السابع ص149 ( باب ما جاء في المعوذتين ) ، وعلق عليه ( قلت : هو في الصحيح خلا يـحكهما من المصحف ، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح ).
( 3 ) ن.م ، وعلق عليه ابن حجر ( رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات ) .
( 4 ) ن.م ، وعلق عليه ابن حجر ( رواه البزار والطبراني ورجالهما ثقات ) .- ص 443 -وعن المصنّف لابن أبي شيبة : " حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله مـحا المعوذتين من مصاحفه ، وقال : لا تخلطوا فيه ما ليس منه" ( 1 ) .
وعنه أيضا : "حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال : كان ابن مسعود لا يكتب المعوذتين " ( 2 ) .
وعند الشافعي في الأم : " أخبرنا وكيع عن سفيان الثوري عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا به ما ليس منه " ( 3 ) .
مسند أحمد : " حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت : لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف ! فلم ينكر . قيل لسفيان بن مسعود ، قال : نعم ، وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بـهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنـهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونـهما من القرآن فأودعوهما إياه " ( 4 ) .
وقال ابن جحر العسقلاني في فتح الباري : " وقد أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال : " كان ابن مسعود يحك المعوذتين من مصاحف ويقول إنـهما ليستا من كتاب الله " ( 5 ) .
( 1 ) المصنّف لابن أبي شيبة ج10ص538ح10254.
( 2 ) مصنف ابن أبي شيبة ج6ص147ح30212.
( 3 ) الأم ج7ص189.
( 4 ) مسند أحمد ج5 ص130ح21227
( 5 ) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج8ص743 ، ومجمع الزوائد المجلد السابع ص149 وعلق عليه (رواه عبد الله بن أحمد والطبراني ورجال عبد الله رجال الصحيح ورجال الطبراني ثقات ) ، راجع : مشكل الآثار ج1ص33و34 ، التفسير الكبير للرازي ج1ص213 ، فواتح الرحموت بـهامش المستصفى ج2ص9 ، الجامع لأحكام القرآن ج20ص251 ، شرح الشفا- ص 444 -وقال السيوطي في الإتقان : " وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين ، وفي مصحف أُبيّ ست عشر لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .
وأخرج أبو عبيد عن ابن سيرين قال : كتب أُبيّ بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوذتين و ( اللهم إناّ نستعينك ) و ( اللهم إياك نعبد ) وتركهن ابن مسعود وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب والمعوذتين " ( 1 ) .
للقاري ج2ص315 ، مناهل العرفان ج1ص268 ، صحيح البخاري ج3ص144 ، مسند أحمد ج5ص129-130 بأسانيد متعددة ، الفقه على المذاهب الأربعة ج4ص258 ، روح المعاني ج1ص24، كنـز العمال ج2ص356-373 ، إرشاد الساري7ص242 وغيرها من المصادر .
( 1 ) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ج1ص65.يتبع
تعليق
-
البخاري ذكر إنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين في صحيحه !
ويكفينا أن إنكار ابن مسعود للمعوذتين أخرجه البخاري في صحيحه في ( باب تفسير سورة قل أعوذ برب الناس ) : " عن زر قال : سألت أبي بن كعب قلت : يا أبا المنذر ! إن أخاك ابن مسعود يقول : كذا وكذا ، فقال أبي : سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، فقال لي : قيل لي ، فقلت . قال : فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم " ( 2 ) .
وكما ترى فقد حاولت رواية البخاري ستر رائحة التحريف التي تزكم الأنوف ، ولكن دون جدوى لأن ما أبـهمته ب (كذا وكذا) قد بيّنه كثير من علماء وحفاظ أهل السنة كما مر ، ونص على حقيقة ما في صحيح البخاري رواة الأخبار والمحدثين ، فهذا البيهقي يقول بعد ذكر هذه الرواية :
" وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عبدة بن أبي لبابة وعاصم بن بـهدلة أنـهما سمعا زر بن حبيش يقول : سألت أبي بن كعب عن المعوذتين فقلت : يا أبا المنذر أن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف ! قال :
( 2 ) صحيح البخاري ج4ص1904ح4693 ، ح4692.- ص 445 -إني سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ، قال : فقيل لي ، فقلت . فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم . رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وعلي بن عبد الله عن سفيان " ( 1 ) .
وكذا قال الحافظ ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد عندما علق على الرواية السابقة : " هو في الصحيح – أي صحيح البخاري- خلا (حكهما من المصحف) ، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح " ( 2 ) .
وكذلك علق المحدث حبيب الرحمن الأعظمي على الرواية السابقة في تحقيقه لمسند الحميدي بقوله : " أخرجه البخاري من طريق قتيبة وعلي بن المديني عن سفيان (ج8ص524) ولم يصرح بما كان يصنع ابن مسعود " ( 3 ) .
وستأتي بإذنه تعالى كلمات شراح البخاري كالكرماني والقسطلاني والعيني التي تكشف لنا حقيقة ما حاولت رواية البخاري تدليسه والستر عليه !
وابن حجر العسقلاني اعترف بـهذا التدليس والتعمية للفضيحة لكنه حاول إبعاد البخاري عن هذا التدليس والإبـهام بقوله :
" قوله ( يقول كذا وكذا ) هكذا وقع هذا اللفظ مبهما ، وكان بعض الرواة أبـهمه استعظاما له ، وأظن ذلك من سفيان فإن الإسماعيلي أخرجه من طريق عبد الجبار بن العلاء عن سفيان كذلك على الإبهام ، وكنت أظن أولا أن الذي أبهمه البخاري لأنني رأيت التصريح به في رواية أحمد عن سفيان ولفظه ( قلت لأبي : إن أخاك يحكها من المصحف )
( 1 ) سنن البيهقي الكبرى ج2ص394ح3851 .
( 2 ) مجمع الزوائد للهيثمي ج7ص149.( 3 ) المسند للحميدي ج1ص185ح374.- ص 446 -وكذا أخرجه الحميدي عن سفيان ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج ، وكأن سفيان كان تارة يصرح بذلك وتارة يبهمه " ( 1 ) .
وملخص كلام ابن حجر هو أن البخاري أخرج الرواية ولكنه لم يبهمها ، بل الراوي كان يصرح تارة ويبهم أخرى استعظاما لقول ابن مسعود ، بدليل أن الرواية وردت مبهمة عند غير البخاري أيضا وهو الإسماعيلي ، ولكنه على أي حال يعترف بأن ما أبـهم في صحيح البخاري هو إنكار ابن مسعود للمعوذتين ، وهذا كاف لنا .
ويمكن التأمل فيما أفاده ابن حجر ، لأن ما ذكره لا يبعد البخاري عن مرمى السهام ولا يكفي لرمي غير البخاري بتـهمة الإبـهام والتعمية ، لأمور :
1- ورود الرواية مبهمة عند الحافظ أبي بكر الإسماعيلي لا يعني أن الإسماعيلي لم يتّبع بذلك ابـهام البخاري ، لأن الإسماعيلي – المتأخر زمانا عن البخاري- قام بتخريج أحاديث صحيح البخاري ، وكان مفتونا به مقلدا متبعا لما في صحيح البخاري ، حتى اعترض عليه لذلك بعض معاصريه ، فيكون اتباعه وتقليده لما في الصحيح من إبـهام للرواية أمرا متوقعا جدا ( 2 ) ، فلا تجدي هذه الموافقة ، لرفع البخاري عن تـهمة التعمية .
( 1 ) فتح الباري ج8ص742ح4693.
( 2 ) قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج3ص948-949 : ( قال حمزة بن يوسف وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول : كان الواجب للشيخ أبي بكر أن يصنف لنفسه سننا ويختار ويجتهد فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته وما كان ينبغي له أن يتقيد بكتاب محمد بن إسماعيل فإنه كان أجل من أن يتبع غيره ) ، ونقل أيضا : ( فكنت أخبره بما صنف –الإسماعيلي-من الكتب وجمع من المسانيد والمقلين وتـخريـجه على كتاب البخاري وجميع سيرته فيعجب من ذلك ).- ص 447 -2- المعروف عن البخاري أنه لم يكن يلتزم نقل الرواية كما سمعها من الراوي ، بل كان ينقل بالمعنى ( 1 ) ، وهذه المنهجية التي كان يسير عليها البخاري لا تحتم عليه نقل الرواية كما سمعها ، فاحتمال تلاعبه بـهذا المقطع ( يحكها من المصحف ) أمر وارد .
3- إن كان الاستعظام هو السبب لإبـهام الراوي لكلام ابن مسعود فلماذا كان يصرح تارة ويبهم أخرى ؟!
وعلى أي حال فإن غرضنا هنا هو إثبات تخريج البخاري لهذه الرواية في صحيحه ، سواء كان هو الذي أبـهم كلام ابن مسعود ب ( كذا وكذا ) أم غيره .
فتمويه رواية البخاري لم ينطل على أحد ، ولا أدري لماذا انتخب البخاري هذه الرواية بالذات للحديث عن المعوذتين مع أنـها لا تثبت قرآنية المعوذتين بل تشكك في قرآنيتهما أكثر ؟! ، بل إن رواية البخاري تشعر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه لم يكن متيقنا من أن المعوذتين نزلتا كقرآن ! فما علمه صلى الله عليه وآله وسلم عن المعوذتين هو أنه أُمر قراءتـهما وكما تعبر الرواية ( قيل لي ، فقلت ) ، أما كونـهما مجرد كلمات للدعاء والتعوذ أم سورا قرآنية فهذا ما لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ، وهذا بعينه قول كبار علماء أهل السنة مثل ابن حجر العسقلاني حيث قال في فتح الباري :
" وليس في جواب أُبـي تصريح بالمراد ، إلا أن في الإجماع على كونـهما من القرآن غنية عن تكلف الأسانيد بأخبار الآحاد " ( 2 ) .
( 1 ) سير أعلام النبلاء للذهبي ج12ص411 : ( وقال أحيد بن أبي جعفر والي بخارى : قال محمد بن إسماعيل يوما رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام ، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر ، فقلت له : يا أبا عبد الله بكماله ؟! قال : فسكت ) ، وهو في مقدمة فتح الباري ج1ص487 ، تغليق التعليق ج5ص417 ، تدريب الراوي ج1ص95 وصححه .
( 2 ) فتح الباري ج8ص743.- ص 448 -وكذا قال الإمام يوسف الحنفي أبو المحاسن : " عن زر أنه سأل أبي بن كعب عن المعوذتين وقال : إن أخاك ابن مسعود يحكهما من المصحف ! فقال أبي : سألت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال : قيل لي ( قل ) ، فقلت -أي أبي بن كعب - فنحن نقول كما قال الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم . ففي هذا الجواب لا دلالة على كونـهما من القرآن ولا نفيهما عنه " ( 1 ) .
ولا ريب أن اختيار البخاري لهذه الرواية المشينة لمقام الرسالة يعتبر نقطة سوداء مخزية تسجل على البخاري .
ولنرجع لصلب الموضوع ، اتضح إلى هنا أن الروايات صريحة في إنكار ابن مسعود لقرآنية المعوذتين ، بل إن بعضها يفيد أن موقف ابن مسعود كان معروفا ومشهورا بين الصحابة والتابعين .
( 1 ) معتصر المختصر ج2ص201. يتبع
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق