بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
ان الله لايستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين . الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون ) البقرة (26-27)
لقد ذكر الكثير من المفسرين ان المراد من لفظة (بعوضة) هو حشرة البعوضة بالتحديد حيث فسروها على هذا الاساس الامر الذي ادى الى تضييق معنى الاية والغاء الغرض منها وتعارضها مع الاية التي تليها اضافة الى بروز عدة اشكالات وهي :
اولا : ان هذه الاية من الايات المتشابهات وان المتشابه لا يفسر بل يؤول فكيف امكن للمفسرين تفسير المتشابه وفق ما فهموه من ظاهره الذي لاينطبق والمعنى الحقيقي الذي اراده المولى عز وجل .
ثانيا : ان كان المثل يخص البعوضة بالتحديد فلا يتطلب كل هذه الاهمية والا فما معنى قوله تعالى : ( انه الحق من ربهم ) فما علاقة البعوضة بالحق وما تأثيرها على الناس حتى تتسبب في تقسيمهم الى مؤمنين وكافرين ؟
ثالثا : ماهو الترابط بين البعوضة وبين الضلالة والهدى وكيف ادى نزول هذه الاية الى كثير من المهتدين والضالين ؟
اذن فأن ماذهب اليه المفسرون من ان مثل البعوضة الذي ضربه الله عز وجل في هذه الاية المباركة يعني (حشرة البعوضة) وما فوقها لايصمد تماما امام البحث الصحيح في تقصي الحقائق وقبل الدخول في تفاصيل التأويل لابد من توضيح النقاط التالية :
1- ان قول الله تعالى
ان الله لايستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين امنوا فيعلمون انه الحق من ربهم )
هو مثل والمثل يضرب ويراد به شئ آخر وانما استخدم الله الامثال لكي يبين الحقائق للناس بوسيلة اخرى وقد استخدم القران اسلوب ( اياك اعني واسمعي ياجاره ) في مواضع متعددة .
2- لقد شخص الله تبارك وتعالى انه لايضل به الا الفاسقين في قوله
وما يضل به الا الفاسقين ) والفسق هنا غير الكفر اي انهم مسلمون (وفسقوا) اي خرجوا عن الطريق المستقيم واصل الفسق هو الخروج من الامر كقوله تعالى
ففسق عن امر ربه ) الكهف (50) , والمقصود من هذه الاية ابليس لعنة الله عليه الذي كان عابدا لله تعالى قبل خرجه من امر المولى عز وجل وقيل فسقت الرطبة اي اذا خرجت من القشرة .
3- ان الله سبحانه بين الفاسقين بأنهم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وهم الذين يقطعون ما امر الله به ان يوصل فقال تعالى
.... وما يضل به الا الفاسقين . الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون ) ان عهد الله هم الائمة المعصومين (عليهم السلام) واولهم والد الائمة امير المؤمنين (عليه السلام) . فعن شهاب بن عبد ربه قال : سمعت الصادق عليه السلام يقول
ياشهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ونحن عهد الله .... ) بحار الانوارج24 ص87 .
نستدل من قوله تعالى : ( واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا ) ان الله تبارك وتعالى اراد لهذا المثل وهذه الارادة ان تتبين مستقبلا فيؤدي هذا المثل الى انقسام الناس الى ضالين ومهتدين اي ان الامر ليس آنيا مقرونا بنزول هاتين الايتين .
5- ذكرنا ان الامثال التي ذكرها الله تعالى في مواطن متعددة يطلقها على شئ ولكن يراد بها شئ آخر غير المعنى الظاهر وقد قال تعالى
وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) العنكبوت (43) .
اذ يتبيت من هذه الاية المباركة ان المراد من هذا الشئ الذي يضرب فيه المثل ليس بالشئ الظاهري كالبعوضة وما شابه من الامثال الاخرى فقط بل هناك معان باطنية اخرى تحتاج الى من يمتلك علما عميقا وواسعا لكي يفهم معنى المثل الذي يطلق ومعرفة ابعاده الانية والمستقبلية .
وان قوله تعالى
وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ) . و( الا) هنا للحصر والاختصاص .
وورد في نزول هاتين الايتين انهما نزلتا بعد مدح علي عليه السلام وتعظيمه فقد جاء في تفسير الحسن العسكري عليه السلام ان قيل للباقر عليه السلام
ان بعض من ينتحل موالاتكم يزعم ان البعوضة علي ...... فقال الباقر عليه السلام : سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه انما كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قاعدا ذات يوم وعلي عليه السلام اذ سمع قائلا يقول : ماشاء الله وشاء محمد وسمع اخر يقول ماشاء الله وشاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : لاتقرنوا محمدا وعليا بالله عز وجل ولكن قولوا ماشاء الله . ثم ماشاء محمد ماشاء الله ثم ماشاء علي , ان مشيئة الله هي القاهرة التي لاتساوي ولا تكافأ ولاتداني - الى ان قال - وما علي في الله وفي قدرته الا كبعوضة ...... ) .
اذن فالمراد بهذا المثل هو امير المؤمنين عليه السلام . واليك اخي المؤمن هذه الرواية الواردة عن الامام الصادق عليه السلام اثباتا لما قلناه : جاء في تفسير البرهان عن المعلى بن خنيس عن ابي عبد الله عليه السلام
ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (فالبعوضة) امير المؤمنين عليه السلام (وما فوقها) رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
والدليل على ذلك قوله تعالى
واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين ) يعني ان المقصود بالمثل هو امير المؤمنين عليه السلام وذلك لأن الناس انقسموا في ولائهم لعلي عليه السلام فمنهم من بغضه فضل عن سبيل الله ومنهم من احبه ووالاه فأهتدى سواء السبيل .
كما اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الميثاق عليهم لعلي عليه السلام ( واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) فرد الله عليهم فقال ( وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - في علي - ويقطعون ما امر الله به ان يوصل - يعني من صلة امير المؤمنين والائمة عليهم السلام - ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون ) .
لو ارجعنا كلمة البعوضة لتبين انها آتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل اي بمعنى انه صورة مصغرة من الكل .
وعن علي اميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ( .... ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج20 ص67 . وورد في بحار الانوار ج35 ص34 عن علل الشرائع عن انس بن مالك عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال
ان الله عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل ان يخلق الدنيا بسبعة الاف عام -الى ان قال صلى الله عليه واله وسلم - فلما صيرنا الى صلب عبد المطلب اخرج ذلك النور فشقه الى نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في ابي طالب ثم اخرج النصف الذي لي الى آمنة والنصف الذي لعلي الى فاطمة بنت اسد فأخرجتني آمنة واخرجت فاطمة عليا ثم اعاد عز وجل العمود الي فخرجت مني فاطمة ثم اعاد عز وجل العمود الى علي فخرج منه الحسن والحسين يعني منه النصفين جميعا فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن وما كان من نوري فصلر في ولد الحسين فهو ينتقل في الائمة من ولده الى يوم القيامة ) وبذلك يكون الحسن يشابه علي عليهما السلام وهو صورة مصغرة منه وان الحسين يشابه فاطمة عليها السلام وهو صورة مصغرة منها وقوله صلى الله عليه واله وسلم : (فاطمة بضعة مني ) اي اخذت من كل شئ من محمد صلى الله عليه واله وسلم اي صورة مصغرة منه .

لقد ذكر الكثير من المفسرين ان المراد من لفظة (بعوضة) هو حشرة البعوضة بالتحديد حيث فسروها على هذا الاساس الامر الذي ادى الى تضييق معنى الاية والغاء الغرض منها وتعارضها مع الاية التي تليها اضافة الى بروز عدة اشكالات وهي :
اولا : ان هذه الاية من الايات المتشابهات وان المتشابه لا يفسر بل يؤول فكيف امكن للمفسرين تفسير المتشابه وفق ما فهموه من ظاهره الذي لاينطبق والمعنى الحقيقي الذي اراده المولى عز وجل .
ثانيا : ان كان المثل يخص البعوضة بالتحديد فلا يتطلب كل هذه الاهمية والا فما معنى قوله تعالى : ( انه الحق من ربهم ) فما علاقة البعوضة بالحق وما تأثيرها على الناس حتى تتسبب في تقسيمهم الى مؤمنين وكافرين ؟
ثالثا : ماهو الترابط بين البعوضة وبين الضلالة والهدى وكيف ادى نزول هذه الاية الى كثير من المهتدين والضالين ؟
اذن فأن ماذهب اليه المفسرون من ان مثل البعوضة الذي ضربه الله عز وجل في هذه الاية المباركة يعني (حشرة البعوضة) وما فوقها لايصمد تماما امام البحث الصحيح في تقصي الحقائق وقبل الدخول في تفاصيل التأويل لابد من توضيح النقاط التالية :
1- ان قول الله تعالى

هو مثل والمثل يضرب ويراد به شئ آخر وانما استخدم الله الامثال لكي يبين الحقائق للناس بوسيلة اخرى وقد استخدم القران اسلوب ( اياك اعني واسمعي ياجاره ) في مواضع متعددة .
2- لقد شخص الله تبارك وتعالى انه لايضل به الا الفاسقين في قوله


3- ان الله سبحانه بين الفاسقين بأنهم الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه وهم الذين يقطعون ما امر الله به ان يوصل فقال تعالى


نستدل من قوله تعالى : ( واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا ) ان الله تبارك وتعالى اراد لهذا المثل وهذه الارادة ان تتبين مستقبلا فيؤدي هذا المثل الى انقسام الناس الى ضالين ومهتدين اي ان الامر ليس آنيا مقرونا بنزول هاتين الايتين .
5- ذكرنا ان الامثال التي ذكرها الله تعالى في مواطن متعددة يطلقها على شئ ولكن يراد بها شئ آخر غير المعنى الظاهر وقد قال تعالى

اذ يتبيت من هذه الاية المباركة ان المراد من هذا الشئ الذي يضرب فيه المثل ليس بالشئ الظاهري كالبعوضة وما شابه من الامثال الاخرى فقط بل هناك معان باطنية اخرى تحتاج الى من يمتلك علما عميقا وواسعا لكي يفهم معنى المثل الذي يطلق ومعرفة ابعاده الانية والمستقبلية .
وان قوله تعالى

وورد في نزول هاتين الايتين انهما نزلتا بعد مدح علي عليه السلام وتعظيمه فقد جاء في تفسير الحسن العسكري عليه السلام ان قيل للباقر عليه السلام

اذن فالمراد بهذا المثل هو امير المؤمنين عليه السلام . واليك اخي المؤمن هذه الرواية الواردة عن الامام الصادق عليه السلام اثباتا لما قلناه : جاء في تفسير البرهان عن المعلى بن خنيس عن ابي عبد الله عليه السلام

والدليل على ذلك قوله تعالى

كما اخذ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الميثاق عليهم لعلي عليه السلام ( واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) فرد الله عليهم فقال ( وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - في علي - ويقطعون ما امر الله به ان يوصل - يعني من صلة امير المؤمنين والائمة عليهم السلام - ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون ) .
لو ارجعنا كلمة البعوضة لتبين انها آتية من البعضية والبعض معناه جزء من الكل وهو شبيه الكل اي بمعنى انه صورة مصغرة من الكل .
وعن علي اميرالمؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ( .... ان فاطمة بضعة مني ) وسائل الشيعة ج20 ص67 . وورد في بحار الانوار ج35 ص34 عن علل الشرائع عن انس بن مالك عن معاذ بن جبل ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال

تعليق