إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ضعيف البخاري ومسلم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    ومن الجدير بالذكر أن مسلماً يورد الحديث في الأصول أصح ما عنده من الروايات وأفضله، ويختلف ذلك عما يورده في الشواهد. وعليه فما أورده في أول الباب من حديث أبي الزبير عن جابر، لا ينبغي القول فيه إنه معنعن بمجرد أن الباحث لم يطلع إلا على ما وقعت يده عليه من المصادر –مطبوعة كانت أو مخطوطة–. فإن أولئك الأئمة ينظرون إلى الواقع الذي يعرفونه من خلال معاينة الأصول أو صحبة المحدثين، وليس على مجرد صيغ التلقي والأداء التي قد يكون بريئاً منها الراوي المدلس». انتهى كلام الشيخ المليباري.

    قال ابن أبي الوفاءِ القرشي في "الكتاب الجامع" الذي جعله ذيلاً "للجواهر المضيَّة" (2|428): «وما يقوله الناس: إن من رَوَى له الشيخان فقد جاوز القنطرة، هذا من التجوُّه، ولا يقوى». وقال: «واعلم أن "أنَّ" و "عَنْ" (من المدلّس) مقتضِيان للانقطاع عند أهل الحديث. ووقَع في (صحيحي) مسلم والبخاري من هذا النوع كثير. فيقولون (أي المتأخرين) على سبيل التجوُّه: ما كان من هذا النوع في غير الصحيحين فمنقطع. وما كان في الصحيحين فمحمولٌ على الاتصال».

    13. حديث المرأة في صورة شيطان
    وقد رأيت مسلماً لا يخرج لأبي الزبير عن جابر إلا من طريق الليث، أو مقروناً بغيره، أو ما صرّح به بالسماع. وبقيت بضعة أحاديث لا تنطبق عليها تلك الشروط. قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6|335): «وفي صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر، وهي من غير طريق الليث عنه، ففي القلب منها شيء. من ذلك حديث: "لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح" (#1356). وحديث "أن رسول الله r دخل مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام" (#1358). وحديث "رأى –عليه الصلاة والسلام– امرأةً فأعجبته، فأتى أهله زينب" (#1403). وحديث "النهي عن تجصيص القبور" (#970)، وغير ذلك».

    قلت الحديث الأخير صرّح فيه أبو الزبير بالسماع من جابر، كما في النسخة المطبوعة من صحيح مسلم وكذلك في مستخرج أبي النعيم (3|49)، وباقي الأحاديث هي كما قال الحافظ الذهبي. ولم أجد في أول حديثين نكارةً، بخلاف الحديث الثالث الذي فيه طعنٌ برسول الله r. وقد أخرجه مسلم بعدة ألفاظ منها (2|1021): حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الأعلى حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر: «أن رسول الله r رأى امرأةً، فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها، فقضى حاجته. ثم خرج إلى أصحابه، فقال: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان. فإذا أبصر أحدكم امرأةً، فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه». وأخرجه كذلك: حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حرب بن أبي العالية حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله: أن النبي r رأى امرأة، فذكر أنه قال: «فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة»، ولم يذكر تدبر في صورة شيطان. ثم قال مسلم: حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير قال، قال جابر، سمعت النبي r يقول: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يرد ما في نفسه».

    والحديث المضطرب مردودٌ لانقطاع سنده ووجود النكارة الشديدة في متنه. وهذا محال على رسول الله r، فقد نزهه الله عن ذلك وعصمه. وقد حاول بعض العلماء التكلف بالإجابة عن هذه النكارة بأجوبة ليست بالقوية، إلا أن الحديث الضعيف لا يُعبئ بشرحه أصلاً، والله أعلم. وما جاء من طريق ابن لهيعة من تصريح أبي الزبير بالتحديث من جابر، مردود. لأن ابن لهيعة ضعيف جداً من غير رواية العبادلة يقبل التلقين، فلا يعتبر به ولا يكتب حديثه. والله المستعان على ما يصفون.

    14. حديث المغفرة لقاتل نفسه
    أخرج مسلم (1|108 #116) من طريق حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي r فقال: يا رسول الله هل لك في حصن، حصين ومنعة؟». –قال (جابر): حصن كان لدوس في الجاهلية– فأبى ذلك النبي r للذي ذخر الله للأنصار. فلما هاجر النبي r إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه. فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع. فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات. فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة ورآه مغطيا يديه. فقال له: «ما صنع بك ربك؟». فقال: «غفر لي بهجرتي إلى نبيه r». فقال: «مالي أراك مغطيا يديك؟». قال: «قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت». فقصّها الطفيل على رسول الله r، فقال رسول الله r: «اللهم وليديه فاغفر».

    تعليق


    • #17
      هذا حديث غريب لم يذكر أبو الزبير ممن سمعه. وقال الطبراني في المعجم الأوسط (3|40): «لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا حجاج». وهذا التفرد الغريب مع احتمال التدليس، يجعلني أتوقف عن الحكم في هذا الحديث.

      15. حديث الجماع بغير إنزال
      أخرج مسلم (1|272): من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم عن عائشة زوج النبي r قالت: إن رجلاً سأل رسول الله r عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله r: «إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل».

      قلت: هذا الحديث أخرجه مسلم في الشواهد في آخر الباب، فلا يقال أن مسلماً قد صححه. بل هو منكَر المتن، مُعَلّ الإسناد. وهو معارضٌ صريحٌ لحديثٍ آخر في صحيح مسلم: «إن من أشرّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة: الرّجُل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها».

      وأما إسناده ففيه عدة علل منها: أن فيه أبي جابر المدلّس المشهور، قد رواه عن جابر دون أن يصرح بالتحديث في أيٍّ من طرق الحديث. وفيه عياض بن عبد الله بن عبد الرحمن القرشي الفهري، وهو متروك. قال ابن حجر في التقريب: «فيه لين». وقال أبو حاتم: «ليس بالقوي». و قال الساجي: «روى عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر». قلت: وهذا الحديث الباطل منها. وذكره العقيلي في ضعفائه (#1382). و قال يحيى بن معين: «ضعيف الحديث». وهذا معناه متروك باصطلاح ابن معين. وقال أبو صالح: «ثبت (!) له بالمدينة شأن كبير، في حديثه شيء». و قال البخاري: «منكر الحديث». وهذا معناه باصطلاح البخاري: متروك لا تحل الرواية عنه. وهذا كله يوجب أن هذا أقل ما فيه أنه ضعيفٌ لا يحتج به.

      وهذا الحديث أخرجه الألباني في سلسلته الضعيفة (2|406)، وقال: «ضعيفٌ مرفوعاً». يقصد أن هذا المعنى قد أتى من وجهٍ آخر (كما سيأتي) لكن ليس بهذا اللفظ الباطل. وله شاهدٌ ضعيف بلفظ: «فعلته أنا ورسول الله r، فاغتسلنا منه جميعاً». وقد بيّن الدارقطني في سننه (1|111) أن هذا الحديث باطلٌ مرفوعاً.

      والمعنى الذي قصده الألباني ما قد روى مالك في الموطأ (1|46): عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أمنا عائشة موقوفاً من قولها لأبي موسى الأشعري: «إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل». ورواه مسلم (#349) عن محمد بن المثنى عن عبد الأعلى عن هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى عن أمنا عائشة قالت: قال رسول الله r: «إذا جلس بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل».

      فقد اختلف الوقف والرفع. وإسناد مالك الموقوف أقوى، لكن يخشى أن يكون مالك قد وقفه عمداً. وفي كل الأحوال فهذا حكمه حكم الرفع، لأن أمنا عائشة t لم تعرف رجلاً إلا رسول الله r. وهي لا تخبر بالوجوب إلا بإخبار عنه r. لكن لفظ موطأ مالك مقدم على لفظ صحيح مسلم، والله أعلم.

      16. حديث السفر في رمضان
      قال مسلم في كتاب الصيام (2|790): حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن عبيد، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، t قال: «خرجنا مع رسول الله r في شهر رمضان في حر شديد، حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا رسول الله r وعبد الله بن رواحة».

      عقب عليه الألباني فقال في صحيحته (1|326): إن قوله: «في شهر رمضان»، شاذٌّ لا يثبت في الحديث. قال الألباني (1|323)، بعد كلام على طرق الحديث المذكور: «الصواب عندي أن حديث أبي الدرداء ليس فيه: "في شهر رمضان" وذلك لأمور:

      الأول: إن سعيد بن عبد العزيز وإن كان ثقة فقد اختلط قبل موته كما قال أبو مسهر، وقد اختلف عليه في قوله: "في شهر رمضان" فأثبته عنه الوليد بن مسلم في رواية داود بن رشد عنه، ولم يثبتها في رواية مؤمل بن الفضل، وهو ثقة. وتترجح هذا الرواية عن الوليد بمتابعة بعض الثقات له عليها، منهم عمرو بن أبي سلمة عن سعيد عن عبد العزيز به بلفظ: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر..."، أخرجه الشافعي في السنن (1|269). ومنهم أبو المغيرة واسمه عبد القدوس بن الحجاج الحمصي، أخرجه أحمد عنه.

      تعليق


      • #18

        فهؤلاء ثلاثة من الثقات لم يذكروا ذلك الحرف: "شهر رمضان". فروايتهم مقدمة على رواية الوليد الأخرى كما هو ظاهر لا يخفى. ويؤيده الأمر التالي وهو:

        الثاني: أن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قد تابع سعيداً على رواية الحديث عن إسماعيل بن عبيد الله بتمامه، ولكنه خالفه في هذا الحرف فقال: "خرجنا مع رسول الله في بعض أسفارنا..." أخرجه البخاري (3|148). وعبد الرحمن هذا أثبت من سعيد، فروايته عند المخالفة أرجح لا سيما إذا وافقه عليها سعيد نفسه في أكثر الروايات عنه –كما تقدم–.

        الثالث: أن هشام بن سعد قد تابعه أيضاً ولكنه لم يذكر فيه الحرف المشار إليه. أخرجه أحمد (6|444) عن حماد بن خالد قال: ثنا هشام بن سعد عن عثمان بن حيان وإسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به. وهشام بن سعد ثقة حسن الحديث، وقد احتج به مسلم كما يأتي.

        الرابع: أن الحديث جاء من طريق أخرى عن أم الدرداء لم يرد فيه الحرف المذكور. أخرجه مسلم (3|145) وابن ماجة (1|510) والبيهقي (4|245) وأحمد (5|194) من طريق هشام بن سعد عن عثمان بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء به بلفظ: "لقد رأيتنا مع رسول الله r في بعض أسفاره... ". وقرن أحمد –في رواية له كما تقدم– إسماعيل بن عبيد الله مع عثمان بن حيان. فقد روى هشام بن سعد الحديث من الطريقين عن أم الدرداء.

        قلت: فهذه الوجوه الأربعة ترجح أن قوله في رواية مسلم: "في شهر رمضان" شاذ لا يثبت في الحديث».

        17. حديث الاستكثار من النعال
        قال مسلم في (كتاب اللباس والزينة 3|1660): حدثني سلمة بن شيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا بن معقل، عن أبي الزبير عن جابر قال: سمعت النبي r يقول في غزوة غزوناها: «استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل».

        وقد ضعف الألباني السند بعد أن عزاه لمسلم وجماعة آخرين، وقال في صحيحته (1|602): «وأبو الزبير مدلس، وقد عنعنه».

        18. حديث تغيير الشيب
        قال مسلم في (كتاب اللباس والزينة 3|1663): حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا أبو خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أتي بأبي قحافة أو جاء عام الفتح أو يوم الفتح، ورأسه ولحيته مثل الثغام أو الثغامة فأمر، أو فأمر به إلى نسائه، قال: «غيروا هذا بشيء».

        وحدثني أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: أُتي بأبي قحافة يوم فتح مكة، ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاًًًًًًًًَ، فقال رسول الله r: «غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السوداء».

        19. حديث توضأ فترك موضع ظفر
        أخرج مسلم (1|215 #243): حدثني سلمة بن شبيب: حدثنا الحسن بن محمد بن أعين: حدثنا معقل، عن أبي الزبير، عن جابر: أخبرني عمر بن الخطاب: أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه. فأبصره النبي r فقال: «ارجع فأحسن وضوءك». فرجع ثم صلى.

        قال البزار (1|350): «وهذا الحديث لا نعلم أحداً أسنده عن عمر، إلا من هذا الوجه. وقد رواه الأعمش عن أبي سفيان عن عمر موقوفاً». وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد (#5): «وهذا الحديث بهذا اللفظ، إنما يعرف من حديث ابن لهيعة عن أبي الزبير بهذا اللفظ. وابن لهيعة لا يحتج به. وهو عندي خطأ، لأن الأعمش رواه عن أبي سفيان عن جابر، فجعله من قول عمر».

        والرواية عن ابن لهيعة رواها أحمد في مسنده (1|21). والرواية الموقوفة رواها ابن أبي شيبة (1|46) قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر: «أن عمر رأى في قدم رجل مثل موضع الفلس لم يصبه الماء، فأمره أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة». ومعلوم أن أبا سفيان وأبا الزبير كلاهما ينقل عن صحيفة جابر التي وجدوها عند زوجه بعد وفاته. فظهر أن الخطأ هو من معقل، وهو صدوق يخطئ.

        تعليق


        • #19

          هذا والعمل على هذا الحديث، وإن كان موقوفاً. قال ابن حزم في المحلى (2|72): «لا يصح عن أحد من الصحابة خلاف فعل عمر هذا».

          20. حديث الاستجمار تو
          أخرج مسلم في صحيحه (2|945 #1300): وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل –وهو بن عبيد الله الجزري– عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله r: «الاستجمار تَوّ (أي مرة واحدة)، ورمي الجمار تو، والسعي بين الصفا والمروة تو، والطواف تو، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو».

          قال الألباني في "التعليق على مختصر صحيح مسلم" (ص193): «والحديث من رواية أبي الزبير عن جابر، وقد عنعنه».

          21. حديث دخول مكة بالسلاح
          أخرج مسلم (2|989 #1356): حدثني سلمة بن شبيب حدثنا بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت النبي r يقول: «لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح».

          22. حديث دخول مكة بغير إحرام
          روى حماد بن سلمة عند الترمذي (4|225) ومعاوية بن عمار عند مسلم (#1358) عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله r دخل مكة –يوم الفتح– وعليه عمامة سوداء بغير إحرام. ولم يبيّن أبو الزبير سماعه من جابر.

          23. حديث زيارة الكعبة ليلاً
          ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (5|385): «حديث الثوري عن أبي الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار البيت ليلاً. أخرجه مسلم. وهو عندي منقطع». قلت: لم أجده عند مسلم ولكن البخاري علقه في صحيحه (2|617) من قول أبي الزبير، وهذا طبعاً لا يفيد تصحيحه، إنما يفيد تصحيحه لأبي الزبير فحسب. وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.

          والأثر منقطعٌ في أية حال كما ذكر الذهبي. فأبي الزبير لم يسمع هذا الحديث من ابن عباس ولا من عائشة. وقال عنه أبو حاتم: «رأى ابن عباس رؤية، ولم يسمع من عائشة». وقال سفيان بن عيينة: «يقولون أبو الزبير لم يسمع من ابن عباس». وهو في كل حالٍ منكر المتن، مخالفٌ لرواية الثقات، لأن رسول الله r طاف يوم النحر نهاراً.

          قال ابن القيم في زاد المعاد (2|275) ما خلاصته: «أفاض r إلى مكة قبل الظهر راكباً، فطاف طواف الإفاضة، وهو طواف الزيارة والصدر، ولم يطف غيره ولم يسع معه. هذا هو الصواب. وطائفة زعمت أنه لم يطف في ذلك اليوم، وإنما أخر طواف الزيارة إلى الليل. وهو قول طاووس ومجاهد وعروة. واستدلوا بحديث أبي الزبير المكي عن عائشة وابن عباس المخرج في سنن أبي داود والترمذي. قال الترمذي: حديث حسن (وهذا علامة ضعفه!). وهذا الحديث غَلَطٌ بيِّنٌ خِلافَ المعلوم من فعله r الذي لا يَشكّ فيه أهل العلم بحجته. وقال أبو الحسن القطان: عندي أن هذا الحديث ليس بصحيح. إنما طاف النبي r يومئذ نهاراً. وإنما اختلفوا هل هو صلى الظهر بمكة، أو رجع إلى منى فصلى الظهر بها بعد أن فرغ من طوافه؟ فابن عمر يقول إنه رجع إلى منى فصلى الظهر بها. وجابر يقول إنه صلى الظهر بمكة. وهو ظاهر حديث عائشة من غير رواية أبي الزبير هذه التي فيها أنه أخّر الطواف إلى الليل. وهذا شيء لم يُروَ إلا من هذا الطريق. وأبو الزبير مُدَلّسٌ لم يذكر هاهنا سماعاً من عائشة، وقد عهد أنه يروي عنها بواسطة. ولا عن ابن عباس أيضاً، فقد عهد كذلك أنه يروي عنه بواسطة. وإن كان قد سمع منه، فيجب التوقف فيما يرويه أبو الزبير عن عائشة وابن عباس مما لا يذكر فيه سماعه منهما، لما عُرِفَ به من التدليس. لو عرف سماعه منها لغير هذا. فأما ولم يصح لنا أنه من عائشة، فالأمر بيِّنٌ في وجوب التوقف فيه. وإنما يختلف العلماء في قبول حديث المدلِّس إذا كان عمّن قد عُلِمَ لقاؤه له وسماعه منه. هاهنا يقول قوم يُقبل، ويقول آخرون يُرَدّ ما يعنعنه عنهم حتى يتبيّن الاتصال في حديث حديث. وأما ما يعنعنه المدلس عمن لم يعلم لقاؤه له ولا سماعه منه، فلا أعلم الخلاف فيه بأنه لا يُقبل. ولو كنا نقول بقول مسلم بأن معنعن المتعاصرين محمول على الاتصال ولو لم يعلم التقاؤهما، فإنما ذلك في غير المدلسين. وأيضاً فلما قدمناه من صحة طواف النبي يومئذ نهاراً. والخلاف في رد حديث المدلسين حتى يعلم اتصاله أو قبوله حتى يعلم انقطاعه، إنما هو إذا لم يعارضه ما لا شك في صحته. وهذا قد عارضه ما لا شك في صِحَته. انتهى كلامه. وقال البيهقي: "وأصح هذه الروايات حديث نافع عن ابن عمر وحديث جابر وحديث أبي سلمة عن عائشة". يعني أنه طاف نهاراً». انتهى مختصراً.

          تعليق


          • #20

            أحاديث ضعيفة أخرى

            24. حديث صلاة الكسوف أربع ركعات
            أخرج مسلم في صحيحه (2|627 #908): من طريق حبيب (كثير الإرسال والتدليس) عن طاووس عن ابن عباس: أن النبي رسول الله r صلى في كسوف ثمان ركعات في أربع سجدات.

            قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3|129): «ذكر الست ركعات شاذ. والصواب: أربع ركعات، كما في حديث عائشة الذي قبله، وروايةٍ عن جابر تقدمت قبله». وقال عن هذا الحديث: «ضعيفٌ، وإن أخرجه مسلم ومن ذُكِرَ معه وغيرهم». فذكر تدليس حبيب وعدم سماعه ثم قال: «وفيه علة أخرى وهي الشذوذ. فقد خَرّجتُ للحديثِ ثلاثَ طُرق أخرى عن ابن عباس، وفيها كلها: أربع ركعات وأربع سجدات. وفي هذه الطريق المعلة: ثماني ركعات. فهذا خطأٌ قطعاً».

            وقال البيهقي في سننه سنن الكبرى (3|327) ما مختصره: «وأما البخاري فإنه أعرض عن هذه الروايات التي فيها خلاف رواية الجماعة. وقد روينا عن عطاء بن يسار وكثير بن عباس عن بن عباس عن النبي r أنه صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعان. وحبيب بن أبي ثابت –وإن كان من الثقات– فقد كان يدلس. ولم أجده ذَكَرَ سماعَهُ في هذا الحديث عن طاووس. ويَحتمِل أن يكون حمله عن غير موثوقٍ به، عن طاووس. وقد خالفه سليمان الأحول فوقفه». وقال ابن حبان في صحيحه (7|98) عن هذا الحديث: «ليس بصحيح، لأن حبيباً لم يسمع من طاووس هذا الخبر».

            فهذا حديثٌ منقطع الإسناد، فإن حبيباً مدلّسٌ لم يسمع من طاووس. وقد أخرجه مسلم في الشواهد في آخر الباب، فليس هذا دليلٌ على تصحيحه. أما عن تصحيح الترمذي له، فإن الترمذي معروف بالتساهل حتى نقل الذهبي عن جمهور العلماء: عدم الاعتماد على تصحيح الترمذي. وقد أنكر الحديثَ ابنُ عدي في الكامل (2|407). بل إن الحديث مضطرب المتن والإسناد كذلك: بين الإرسال والوقف، كما بين ابن عبد البر في التمهيد (3|306)، وقال عن الحديث: «مضطربٌ ضعيف. رواه وكيع عن الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن النبي r مرسَلاً. والثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس لم يذكر طاووساً. ووقفه ابن عيينة عن سليمان الأحول عن طاووس عن ابن عباس من فعله ولم يرفعه. وهذا الاضطراب يوجب طرحه». والحديث شاذٌ منكر المتن كذلك. فإن الثابت عن ابن عباس أن صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات، وليس ثمان ركعات! وقد صح هذا عن غير ابن عباس من الصحابة.

            هذا وقد أثبتت الحسابات الفلكية الحديثة أنه لم يحدث خسوف أثناء حياة رسول الله r بعد الهجرة إلا مرتين: الأولى في السنة الخامسة للهجرة، والثانية في السنة العاشرة. وقد حدثت في يوم الاثنين 29 شوال من السنة العاشرة للهجرة (الموافق لـ27 كانون الثاني سنة 632م) حوالي الساعة العاشرة صباحاً. وانظر موقع الدكتور الفلكي خالد شوكت: moonsighting.com/eclipses.html لمزيد من التفصيل. ومن تأمل طرق الحديث يجد أن التي في الصحيح تتحدث كلها عن الواقعة الثانية التي مات فيها إبراهيم بن محمد r. وهذا أثبته البيهقي في سننه الكبرى (3|326). ومعلومٌ أن إبراهيم لم يمت إلا مرة واحدة! فلا يمكن أن تكون كل هذه الروايات المتعددة صحيحة كلها لأن التعارض بينها واضحٌ جداً يدركه كل عاقل.

            وأصح الروايات أن الرسول r قد صلى ركعتين فقط: في كل ركعة ركوعين وسجدتين. فالحاصل هو أربع ركعات وأربع سجدات. أي صلاة الخسوف، كل ركعة فيها ركوعين، لا ركوع واحد كما في باقي الصلوات. وقد نقل الترمذي في العلل (ص97) عن البخاري قوله: «أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف: أربع ركعات في أربع سجدات».

            قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (18|17) في حديثه عن الأحاديث الضعيفة في صحيح مسلم: «ومثل ما روى مسلم أن النبي صلى الكسوف ثلاث ركعات وأربع ركعات. انفرد بذلك عن البخاري. فإن هذا ضعّفه حُذّاق أهل العلم. وقالوا أن النبي لم يصل الكسوف إلا مرةً واحدةً يوم مات ابنه إبراهيم. وفي نفس هذه الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركعات وأربع ركعات، أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم. ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين، ولا كان له إبراهيمان! وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذ ركوعين في كل ركعة، كما روى ذلك عنه عائشة وابن عباس وابن عمرو وغيرهم. فلهذا لم يرو البخاري إلا هذه الأحاديث. وهذا حذف من مسلم. ولهذا ضعَّف الشافعي وغيره أحاديث الثلاثة والأربعة، ولم يستحبوا ذلك. وهذا أصح الروايتين عن أحمد. ورُوِيَ عنه أنه كان يجوّز ذلك قبل أن يتبين له ضعْف هذه الأحاديث». قلت: ومالك لم يخرج في موطأه (2|186) إلا الأحاديث الصحيحة.

            25. حديث صلاة الكسوف ست ركعات
            وأخرج مسلم في الشواهد (2|623) عن عبد الملك عن عطاء عن جابر: أن النبي رسول الله r لما كسفت الشمس صلى ست ركعات بأربع سجدات. حكم عليه الألباني بالشذوذ في إرواء الغليل (3|127)، فقال: «وعبد الملك (بن أبي سليمان) هذا فيه كلام من قبل حفظه. وقد رواه هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر نحوه. وفيه فكانت: أربع ركعات وأربع سجدات. فخالفه في قوله: ست ركعات. وهو الصواب». وقد تكلم عليه ابن عبد البر كذلك. حيث أنه منكر المتن، علاوة على مخالفته لما أخرجه مسلم عن جابر في الأصول (#904) (إن صح سماعه) أن صلاة الكسوف كانت أربع ركعات وليس ستة.

            26. حديث الرجل يفضي سر امرأته
            أخرج مسلم في صحيحه (2|1060 #1437): من طريق عمر بن حمزة بن عبد الله العمري، قال حدثنا عبد الرحمن بن سعد، قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله r: «إن من أشرّ الناس عند الله منزلةً يوم القيامة: الرّجُل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه، ثم ينشر سرها». وفي لفظ «إن من أعظم الأمانة الرجل...».

            أخرجه مسلم من طريق عمر بن حمزة، وهو ضعيفٌ باتفاق أهل النقد. قال أحمد: «أحاديثه أحاديث مناكير». وقال عنه ابن معين: «ضعيف»، وهو جرحٌ شديدٌ باصطلاحه. وذكره النسائي في كتاب "الضعفاء والمتروكين" (1|83) وقال: «ليس بالقوي». وقال ابن حبان: «كان ممن يخطئ». وذكره العقيلي في ضعفائه (3|153). وكذلك ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (2|207). ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً. وقال عنه ابن حجر في التقريب: «ضعيف». أما قول الحاكم في المستدرك «أحاديثه كلها مستقيمة» فإن توثيق الحاكم في المستدرك غير معتبر عند أهل العلم. وهذا الحديث قد ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" (2|192). بل عده الذهبي في الميزان (5|230) من منكرات ابن حمزة هذا.

            قال الألباني في كتاب "الزفاف" (ص61 ط4): «ويُستَنتَجُ من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف وليس صحيح. وتوسط ابن القطان فقال كما في فيض القدير (2|539): "وعمر ضعفه ابن معين، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، فالحديث حسنٌ، لا صحيح". ولا أدري كيف حَكَمَ بحُسنِهِ مع التضعيف الذي حكاه هو نفسه! فلعله أخذ بهيبة الصحيح. ولم أجد حتى الآن ما أشد به عضد هذا الحديث. والله أعلم». قلت: تحسين المتأخرين فيه نظر. إلا إن قصدنا حسن معنى الحديث، فهو كذلك. وللحديث شواهد لكنها ضعيفة.

            27. حديث من نسي فليستقئ
            أخرج مسلم في الشواهد (3|1601 #2026): من طريق عمر بن حمزة، قال: أخبرني أبو غطفان المري أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله رسول الله r: «لا يشربن أحد منكم قائماً، فمن نسي فليستقىء».

            وهذا حديثٌ شاذٌ بهذا اللفظ تفرد به مسلم، وقد ذكره في الشواهد في آخر الباب، مما يعني أنه لا يصححه بالضرورة. وهو من طريق عمر بن حمزة الذي سبق وبيّنا اتفاق العلماء على ضعفه. وقد جاء معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق، ما عدا آخر الحديث «فمن نسي فليستقىء».

            وهذا الحديث أنكره الألباني في سلسلته الضعيفة (2|326) وقال عنه: «وقد صح النهي عن الشرب قائماً في غير ما حديثٍ، عن غير واحد من الصحابة ومنهم أبو هريرة. لكن بغير هذا اللفظ. وفيه الأمر بالاستقاء، ليس فيه ذكر النسيان. فهذا هو المستنكر من الحديث». ونقل ابن حجر في فتح الباري (10|83): عن القاضي عياض قوله: «وأما حديث أبي هريرة، ففي سنده عمر بن حمزة. ولا يَحتمِل منه مثل هذا، لمخالفة غيره له. والصحيح أنه موقوف».

            والصواب هو ما رواه ابن حبان (12|142) في صحيحه وأحمد في مسنده (2|283): عن عبد الرزاق ثنا معمر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: «لو يعلم الذي يشرب –وهو قائم– ما في بطنه، لاستقائه». هذا وسبب النهي هو سبب صحي، كما ذكر العلامة عبد القادر الأرنؤوط –رحمه الله–. وقد صح أن رسول الله r شرب قائماً.

            28. حديث عهد بربه
            أخرج مسلم في الشواهد في آخر الباب (2|615 #898): وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال: أصابنا –ونحن مع رسول الله r– مطر، فحسر رسول الله r ثوبه حتى أصابه من المطر. فقلنا: «يا رسول الله. لم صنعت هذا؟». قال: «لأنه حديث عهد بربه».

            هذا الحديث ضعفه الألباني في إرواء الغليل (3|142). وقال أبو الفضل الهروي بن عمار الشهيد كما في علل الجارودي (ص86 #15): «وهذا حديثٌ تفرَّدَ به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت، لم يروه غيره. وأخبرني الحسين بن إدريس، عن أبي حامد المخلدي، عن علي بن المديني، قال: "لم يكن عند جعفر كتاب، وعنده أشياء ليست عند غيره". وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء، عن علي بن المديني قال: "أما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير".وسمعت الحسين يقول: سمعت محمد بن عثمان يقول: "جعفر ضعيف"».

            قلت: جعفر بن سليمان ضعيف الحفظ لا يجوز أن يحتج به إذا تفرد، خاصة عن ثابت، لكثرة أصحاب ثابت الثقات وإلمامهم بحفظ حديثه. وكان ثابت كثير الحديث جداً عن أنس، فصار الضعفاء كلما أخطئوا في حديث جعلوه عن ثابت عن أنس. وهذا الحديث عده الذهبي من منكرات جعفر كما في الميزان (2|139)، وكذلك فعل ابن عدي في الكامل (2|149).

            29. حديث خلق التربة يوم السبت
            أخرج مسلم (4|2149 #2789): من طريق ابن جريج قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله r بيدي فقال: «خلق الله –عز وجل– التربة يوم السبت. وخلق فيها الجبال يوم الأحد. وخلق الشجر يوم الاثنين. وخلق المكروه يوم الثلاثاء. وخلق النور يوم الأربعاء. وبث فيها الدواب يوم الخميس. وخلق آدم –عليه السلام– بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل».

            وهذا حديث باطل موضوع بلا شك، وليس من قول رسول الله r. ورجح الإمام البخاري أن هذا من الإسرائيليات من قول كعب الأحبار، فقال في التاريخ الكبير (1|413): «وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح». قال ابن كثير: «فكأن هذا الحديث مما تلقاه أبو هريرة عن كعب عن صحفه (الإسرائيلية). فوهم بعض الرواة، فجعله مرفوعاً إلى النبي r. وأكد رفعه بقوله: أخذ رسول الله r بيدي».

            وأعله إمام العلل علي بن المديني بأن إبراهيم بن أبي يحيى قد رواه عن أيوب. قال ابن المديني: «وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا، إلا عن إبراهيم ابن أبي يحيى». وقد حرر ذلك البيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 276). و إبراهيم مرمي بالكذب.

            وفي كل الأحوال فأيوب بن خالد ضعيف لا يجوز الاحتجاج بخبره. قال روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد: «كنت في البحر، فأجنبت ليلة ثالث و عشرين من رمضان. فاغتسلت من ماء البحر، فوجدته عذباً فراتاً». وهذا كذب ظاهر. و قال الأزدي في ترجمة إسحاق بن مالك التنيسي، بعد أن روى من طريق هذا حديثاً عن جابر: «أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك. تكلم فيه أهل العلم بالحديث. و كان يحيى بن سعيد و نظراؤه لا يكتبون حديثه». وقال عنه –كما في لسان الميزان (1|369)–: «ضعيف». وقال ابن حجر في التقريب: «فيه لين». ومع تضعيف هؤلاء كلهم، فإنه ليس فيه توثيق معتبر.

            والحديث منكر المتن جداً. فهو لم يذكر خلق السماء، وجعل خلق الأرض في ستة أيام. وجعل خلق الشجر قبل خلق النور! وهو محال. ومن الباطل أن يكون النور قد خلق في النهاية، لأن النور من السماء، والسماء خلقت مع الأرض بنفس الوقت. قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ} (30) سورة الأنبياء. لكن بعض شراح الحديث فسروا "النور" بأنه كناية عن الخير. وبذلك تظهر العقيدة المجوسية لواضع هذا الحديث. فقد جعل خلق الشر يوم الثلاثاء، وخلق الخير يوم الأربعاء.

            30. حديث اليمين على نية المستحلف
            أخرج مسلم (3|1274 #1653): من طريق هشيم بن بشير عن عبد الله بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «يمينك على ما يصدقك به صاحبك». وفي رواية أخرى من نفس الطريق: «اليمين على نية المستحلف».

            وقد ضعفه الترمذي إذ قال في سننه (3|636): «حسن غريب... لا نعرفه إلا من حديث هشيم، عن عبد الله بن أبي صالح». وقد عد ابن عدي في الكامل (4|344) هذا الحديث من منكرات عباد بن أبي صالح. وكذلك فعل العقيلي وقال (2|251): «ولا يحفظ إلا عنه. وتابعه عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وهو دونه».

            وكذلك فعل ابن حبان وقال في المجروحين (2|164): «يتفرد عن أبيه بما لا أصل له من حديث أبيه. لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد». قال ابن حبان «وهذا الخبر مشهور بعبد الله بن سعيد المقبري عن جده، ويقال له عباد أيضاً». قال الذهبي في الميزان (4|28): «وعباد بن أبي صالح يقال له أيضاً: عبد الله». وعبد الله بن سعيد: متروك متهم بالكذب. أما البخاري فقد قال كما في علل الترمذي (1|207): «هو حديث هشيم. لا أعرف أحداً رواه غيره».

            أي أن الحديث لأحد هذين الرجلين، وخلط الرواة بينهما. وسواء كان حديث ابن سعيد المقبري أم حديث ابن أبي صالح، فكلاهما ضعيف. الأول متهم بالكذب. والثاني ضعيف خاصة عن أبيه. قال البخاري، عن علي ابن المديني: «ليس بشيء»، وهو جرح قوي. قال البخاري في "تاريخه الصغير": «منكر الحديث»، وكذلك نقل العقيلي عنه، وهو جرح شديد. و قال يحيى بن معين: «ثقة». وهو مقيد بغير ما روى عن أبيه. إذ قال الساجي، وتبعه الأزدي: «ثقة، إلا أنه روى عن أبيه ما لم يتابع عليه». وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (ص344، القسم المتمم، مكتبة العلوم والحكم): «وكان قليل الحديث مستضعفاً». فهو ضعيف جداً بخاصة عن أبيه، رغم قلة حديثه.

            31. حديث إذا تكلم بالكلمة رددها ثلاثاً
            صحيح البخاري (1|48): 94 حدثنا عبدة قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثنا ثمامة بن عبد الله، عن أنس، عن النبي r أنه: «كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً». 95 حدثنا عبدة بن عبد الله: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا عبد الله بن المثنى قال: حدثنا ثمامة بن عبد الله، عن أنس، عن النبي r أنه: «كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه. وإذا أتى على عليهم سلم عليهم ثلاثا».

            ومن غرائب البخاري أنه أتى بلفظين للحديث في نفس الباب بنفس الإسناد! والحديث إسناده غريب. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (14|153): «هذا من غرائب صحيح البخاري. رواه عن ثقة عن عبد الصمد بن عبد الوارث».

            تعليق


            • #21

              عبد الصمد: قال أبو حاتم: «صدوق صالح الحديث» (وهذا دون التوثيق). و قال ابن سعد: «كان ثقة إن شاء الله» (وهذا توثيق خفيف). و قال الحاكم: «ثقة مأمون» (والحاكم مفرط في التساهل). و قال ابن قانع: «ثقة يخطئ». و نقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير. و قال علي ابن المديني: «عبد الصمد ثبت في شعبة» (وليس حديثه هنا عن شعبة).

              عبد الله بن المثنى: قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين، و أبو زرعة، و أبو حاتم: «صالح» (وهذا دون التوثيق). زاد أبو حاتم: «شيخ» (وهذه مرتبة دون التوثيق). و قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: «ليس بشيء» (وهذا جرح شديد). و قال الترمذي: «ثقة»، وقال عن حديثه السابق «حسن صحيح غريب» (والترمذي فيه تساهل خفيف). و قال النسائي: «ليس بالقوي». و قال ابن حبان: «ربما أخطأ». و قال أبو داود: «لا أخرج حديثه». و قال الدارقطني: «ثقة» (كأنه يقصد العدالة). و قال مرة: «ضعيف». و قال الساجي: «فيه ضعف، لم يكن من أهل الحديث، روى مناكير». و بنحوه قال الأزدي. و قال العقيلي: «لا يتابع على أكثر حديثه» (وهذا يدل على أنه كثير الخطأ).

              32. حديث سؤال أبي سفيان تزويج ابنته
              أخرج مسلم (4|1945 #2501): من طريق النضر بن محمد اليمامي: حدثنا عكرمة: حدثنا أبو زميل: حدثني ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي r: «يا نبي الله. ثلاث أعطنيهن». قال: «نعم». قال: «عندي أحسن العرب وأجمله: أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها». قال: «نعم». قال: «ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك». قال: «نعم». قال: «وتؤمّرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين». قال: «نعم». قال أبو زميل: «ولولا أنه طلب ذلك من النبي r ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: "نعم"».

              قال النووي: «واعلم أن هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال. ووجه الإشكال أن أبا سفيان إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة. وهذا مشهورٌ لا خلاف فيه. وكان النبي r قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل». ثم ذكر أن ذلك كان في الحبشة في سنة ست.

              وقال ابن حزم: «هذا حديث موضوع لا شك في وضعه. والآفة فيه من عكرمة بن عمار. فإنه لم يُختَلف في أن رسول الله r تزوجها قبل الفتح بدهر وأبوها كافر». وقد قصد تخطئة عكرمة لا تكذيبه. قال: «هذا الحديث وهمٌ من بعض الرواة. لأنه لا خلاف بين الناس أن النبي r تزوج أم حبيبة قبل الفتح بدهر، وهي بأرض الحبشة، وأبوها كافر». وقال البيهقي في سننه الكبرى (7|140): «فهذا أحد ما اختلف البخاري ومسلم فيه: فأخرجه مسلم بن الحجاج، وتركه البخاري. وكان لا يحتج في كتابه الصحيح بعكرمة بن عمار، وقال: "لم يكن عنده كتاب فاضطرب حديثه"». وقد عدّه الحافظ الذهبي في الميزان حديثاً منكراً من مناكير راويه "عكرمة بن عمار".

              وقد تعرّض الحافظ ابن القيم الجوزية في "جلاءِ الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام" (ص159–168) لهذا الحديث، وتوسّع جداً بنقل أجوبةِ طوائفِ العلماء فيه، وقد بلَغَتْ نحو عشرة أجوبة. ثم ناقشها جواباً جواباً، ثم قال: «فالصوابُ أن الحديث غير محفوظ. بل وقع فيه تخليط. والله أعلم». وقال في حاشيته على سنن أبي داود (6|76): «وهذه التأويلات في غاية الفساد والبطلان. وأئمة الحديث والعلم لا يرضون بأمثالها، ولا يصححون أغلاط الرواة بمثل هذه الخيالات الفاسدة والتأويلات الباردة، التي يكفي في العلم بفسادها: تصورها وتأمل الحديث».

              أحاديث أعلها أبو زرعة
              33. حديث من نفَّس عن مؤمن كربة
              أخرج مسلم (4|2074 #2699): حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني –واللفظ ليحيى–. قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r: «مَن نَفَّسَ عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلماً، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. ومن سلك طريقا يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة. وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه». 2699 حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثناه نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أسامة قالا: حدثنا الأعمش حدثنا ابن نمير عن أبي صالح. وفي حديث أبي أسامة: حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r ثم بمثل حديث أبي معاوية، غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر. انتهى.

              جاء في العلل لابن عمار الشهيد (ص136 #35): «وهو حديث رواه الخلق عن الأعمش، عن أبي صالح. فلم يذكر الخبر في إسناده غير أبي أسامة، فإنه قال فيه: "عن الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح". ورواه أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. والأعمش كان صاحب تدليس، فربما أخذ عن غير الثقات». هذا وأسباط ليس من أوثق أصحاب الأعمش.

              قال ابن أبي حاتم في العلل (2|162 #1979): «سألت أبا زرعة عن حديث رواه جماعة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي r: من نفس عن مؤمن كربة». قال أبو زرعة: «منهم من يقول الأعمش عن رجل عن أبي هريرة عن النبي r. والصحيح عن رجل عن أبي هريرة عن النبي r».

              ورواه الترمذي (4|34 #1425): عن قتيبة عن أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً، ثم قال: «حديث أبي هريرة هكذا روى غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي r، نحو رواية أبي عوانة. وروى أسباط بن محمد عن الأعمش قال: ‏ ‏حُدِّثْتُ عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي r نحوه. وكأن هذا أصح من الحديث الأول».

              34. يذكر الله على كل أحيانه
              جاء في علل ابن أبي حاتم: (1|51 #124) سألت أبا زرعة عن حديث خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن عائشة قالت: «كان النبي r يذكر الله على كل أحيانه» فقال: «ليس بذاك. هو حديث لا يروى إلا من ذا الوجه». فذكرت قول أبي زرعة لأبي رحمه الله فقال: «الذي أرى أن يذكر الله على كل حال، على الكنيف وغيره، على هذا الحديث».

              وهذا حديث أخرجه مسلم في صحيحه (1|282 #373): من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن أبيه (زكريا، ثقة مدلس)، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، عن عائشة t. وعلقه البخاري في صحيحه (1|227) عن أمنا عائشة t، مرفوعاً. وقد نصل على صحته كما في علل الترمذي (ص359) لكنه ليس على شرطه. ولعل السبب أنه لا خالد بن سلمة ولا البهي على شرطه. قال ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح": «وخالد تكلم فيه بعض الأئمة. وليس هو من شرط البخاري. وقد تفرد بهذا الحديث» أما الترمذي فقد ضعف الحديث فقال عنه (5|463): «حسن غريب. لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة».

              خالد بن سلمة. على ابن المديني: «له نحو عشرة أحاديث». وقال ابن المديني و ابن عمار الموصلي، و يعقوب بن شيبة، و النسائي، و يحيى بن معين: «ثقة». و قال أبو حاتم: «شيخ يكتب حديثه». و قال ابن عدي: «و هو في عداد من يجمع حديثه، و لا أرى برواياته بأساً». وقال جرير: «كان خالد بن سلمة الفأفاء: رأساً في المرجئة، و كان يبغض علياً».

              تعليق


              • #22

                عبد الله البهي. قال ابن سعد (6|299): «وكان ثقة معروفاً قليل الحديث». و قال أبو حاتم (1|77): «ونفس البهي لا يحتج بحديثه، وهو مضطرب الحديث». فقد اضطرب في حديثه على قلته.

                35. حديث مسح على الخفين والخمار
                أخرج مسلم (1|231 #275): «وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال: "أن رسول الله r مسح على الخفين والخمار". وفي حديث عيسى حدثني الحكم حدثني بلال. وحدثنيه سويد بن سعيد حدثنا علي –يعني بن مسهر– عن الأعمش بهذا الإسناد».

                جاء في العلل لعمار الشهيد (ص62): «وهذا حديث قد اختلف فيه على الأعمش: فرواه أبو معاوية، وعيسى، وابن فضيل، وعلي بن مسهر، وجماعة (هكذا). ورواه زائدة بن قدامة، وعمار بن زريق، عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء عن بلال. وزائدة: ثقة متقن. ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن بلال، ولم يذكر بينهما لا كعبا ولا البراء. وروايته أثبت الروايات. وقد رواه عن الحكم –عن غير الأعمش– أيضاً: شعبة، ومنصور ابن المعتمر، وأبان بن تغلب، وزيد بن أبي أنيسة، وجماعة: عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال، كما رواه الثوري عن الأعمش. وحديث الثوري عندنا أصح من حديث غيره. وابن أبي ليلى لم يلق بلالا».

                وعدم التقاء ابن أبي ليلى ببلال، واضح ليس فيه خلاف. وانظر جامع التحصيل (1|226). وقد رجح النسائي كذلك رواية شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى مرسلاً عن بلال، كما في المجتبى (1|75–76). إذ أنه يذكر الرواية الخطأ، ثم يختم بالرواية الصحيحة.

                وجاء في علل ابن أبي حاتم (1|15 #12): «سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سفيان الثوري وشريك عن الأعمش عن الحكيم بن عتيبة عن الرحمن بن أبي ليلى عن بلال عن النبي r في المسح على الخفين». قالا: «ورواه أيضا عيسى بن يونس وأبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة بن بلال عن النبي r. ورواه زائدة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء عن بلال عن النبي r». قلت لهما: «فأي هذا الصحيح؟». قال أبي: «الصحيح من حديث الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال، بلا كعب». قلت لأبي: «حديث الأعمش؟» (يقصد هل هو صحيح موافق للحفاظ؟). قال: «الصحيح ما يقول شعبة وأبان ابن تغلب وزيد بن أبي أنيسة أيضاً عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال، بلا كعب». وقال أبي: «الثوري (الذي روى عن الأعمش) وشعبة (الذي روى عن الحكم) أحفظهم» (أي رجح الإرسال)... قلت لأبي زرعة: «أليس شعبة وأبان بن تغلب وزيد بن أبي أنيسة يقولون: عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال، بلا كعب». قال أبو زرعة: «الأعمش حافظ. وأبو معاوية و عيسى بن يونس وابن نمير وهؤلاء قد حفظوا عنه (كأن في النص تحريف). حديث الأعمش الصحيح: عن ابن أبي ليلى عن بلال، بلا كعب. ورواه منصور وشعبة وزيد بن أبي أنيسة وغير واحد (موافقاً لحديث الأعمش الصحيح). إنما قلت: من حديث الأعمش».

                وقد استقصى الدارقطني في العلل (7|171–175 #1282) بحث طرق هذا الحديث. والأرجح عندي أن الحديث مرسل.
                ----------

                تعليق


                • #23
                  اقول انا صندوق العمل

                  مادام ان اماميهم البخاري ومسلم اعتمدا صحة السند فهذا اكبر دليل ان السند ماهو الا حكم ظني لايشترط صحة الرواية فبطل الالزام به على نحو الاطلاق لتصحيح الرواية.

                  وشكراً لعلمائهم على حرق صحاحهم بأيديهم.

                  والسلام

                  تعليق


                  • #24
                    ماذا يقول مفتي الازهر عن مسلم

                    تعليق


                    • #25
                      ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

                      انتم وعلمائكم عيال على كتبنا الجليلة فى علم الحديث مالك ومالهم

                      تتطفلون على كتبنا وتأخذون منها ثم تقولون هذة قواعد الامامية الفرقة الحقة على منو تضحكوووون؟؟

                      لانك لن تفهم شى ابدآ من هذا الموضوع

                      انا اعرف ان هذا سعار نتيجة تحديك ان تأتى برواية من رسول الله ص صحيحة فى امامة الجواد مثلا

                      انظر الى نبذة من جهلك : قال أبو حاتم: «صدوق صالح الحديث» (وهذا دون التوثيق

                      مع ان ابوحاتم متشدد فإذا قال صالح الحديث فهو ثقة ثم ان ابن حجر فصل هذة المسائل وقال: ان الصدوق مثل الثقة لكن اخف منه بدرجة

                      مالك وكتبنا

                      تعليق


                      • #26
                        سبحان الله .. اخرج 35 حديث من مايزيد على

                        7200 حديث ..!

                        وكلها لا تمس أصول الدين في شيء .. !!

                        وأما بالنسبة لقولك

                        السند ماهو الا حكم ظني لايشترط صحة الرواية
                        !!

                        بل السند هو اساس الحديث .. وإن كان أخطأ البخاري ومسلم بـ 35 حديث فقط وليس في اي منها حديث في اصول الدين فما المانع .. !!

                        أليسوا بشر ..!!

                        أبى الله سبحانه إلا أن لا يكون كاملاً إلا كتابه ..



                        تعليق


                        • #27
                          مالك وكتبنا
                          ههههه
                          قلنا لهم لاعلاقة لكم بمبانينا فلم يقبلوا وهاهم الان يقولوا مالكم وكتبنا. الله يفضحهم من السنتهم.

                          قال الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (18|17):

                          «ومما قد يُسمّى صحيحاً، ما يصحّحه بعض علماء الحديث، وآخرون يخالفونهم في تصحيحه. فيقولون هو ضَعفٌ ليس بصحيح. مثل ألفاظٍ رواها مسلم في صحيحه، ونازعه في صِحتها غيره من أهل العلم: إما مِثلهُ أو دونه أو فوقه. فهذا لا يُجزم بصدقه إلا بدليل. مثل حديث ابن وعلة عن ابن عباس أن رسول الله قال: «أيما إهابٍ دبغُ، فقد طهر». فإن هذا انفرد به مسلم عن البخاري، وقد ضعفه الإمام أحمد وغيره، وقد رواه مسلم.

                          ومثل ما روى مسلم أن النبي صلى الكسوف ثلاث ركعات وأربع ركعات. انفرد بذلك عن البخاري. فإن هذا ضعّفه حُذّاق أهل العلم. وقالوا أن النبي لم يصل الكسوف إلا مرةً واحدةً يوم مات ابنه إبراهيم. وفي نفس هذه الأحاديث التي فيها الصلاة بثلاث ركعات وأربع ركعات، أنه إنما صلى ذلك يوم مات إبراهيم. ومعلوم أن إبراهيم لم يمت مرتين، ولا كان له إبراهيمان. وقد تواتر عنه أنه صلى الكسوف يومئذ ركوعين في كل ركعة، كما روى ذلك عنه عائشة وابن عباس وابن عمرو وغيرهم. فلهذا لم يرو البخاري إلا هذه الأحاديث. وهذا حذف من مسلم. ولهذا ضعف الشافعي وغيره أحاديث الثلاثة والأربعة، ولم يستحبوا ذلك. وهذا أصح الروايتين عن أحمد.

                          ورُوِيَ عنه أنه كان يجوّز ذلك قبل أن يتبين له ضعف هذه الأحاديث. ومثله حديث مسلم: "إن الله خلق التربة يوم السبت، وخلق الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم يوم الجمعة". فإن هذا طَعَنَ فيه من هو أعلم من مسلم، مثل يحيى بن معين ومثل البخاري وغيرهما. وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار . وطائفةٌ اعتبرت صِحته مثل أبي بكر بن الأنباري وأبي الفرج ابن الجوزي وغيرهما. والبيهقي وغيره، وافقوا الذين ضعفوه. وهذا هو الصواب، لأنه قد ثبت بالتواتر أن الله خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام. وثبت أن آخر الخلق كان يوم الجمعة. فيلزم أن يكون أول الخلق يوم الأحد. وهكذا هو عند أهل الكتاب. وعلى ذلك تدل أسماء الأيام. وهذا هو المنقول الثابت في أحاديثَ وآثار أُخَر.

                          ولو كان أول الخلق يوم السبت وآخره يوم الجمعة لكان قد خَلَقَ في الأيام السبعة. وهو خلاف ما أخبر به القرآن. مع أن حُذّاقَ أهل الحديث يثبتون عِلّة هذا الحديث من غير هذه الجهة، وأن رواية فلان غَلِطَ فيه لأمورٍ يذكرونها. وهذا الذي يُسَمّى معرفة علل الحديث. بكون الحديث إسناده في الظاهر جيداً ولكن عُرِفَ من طريقٍ آخر أن راوية غلط فرفَعَهُ، وهو موقوف. أو أسنده وهو مرسَل. أو دخل عليه (أي على الرواي) حديثٌ في حديث. وهذا فنٌّ شريفٌ. وكان يحيى بن سعيد الأنصاري ثم صاحبه علي بن المديني ثم البخاري من أعلم الناس به. وكذلك الإمام أحمد وأبو حاتم. وكذلك النسائي والدارقطني وغيرهم. وفيه مصنفات معروفة. وفي البخاري نفسه ثلاثة أحاديث نازعه بعض الناس في صِحّتها. مثل حديث أبي بكرة عن النبي أنه قال عن الحسن «إن إبني هذا سيدٌ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». فقد نازعه طائفةٌ منهم أبو الوليد الباجي (والدارقطني)، وزعموا أن الحسن لم يسمعه من أبي بكرة. لكن الصواب مع البخاري وأن الحسن سمعه من أبى بكرة، كما قد بَيَّن ذلك في غير هذا الموضع. وقد ثبت ذلك في غير هذا الموضع. والبخاري أحذق وأخبر بالفن من مسلم.

                          --

                          ايش قال البخاري ؟


                          وذكر البخاري أن هذا من كلام كعب الأحبار

                          هههه

                          اهل السنة اتباع كعب الاحبار.

                          تعليق


                          • #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة اية الرحمن

                            بل السند هو اساس الحديث .. وإن كان أخطأ البخاري ومسلم بـ 35 حديث فقط وليس في اي منها حديث في اصول الدين فما المانع .. !!
                            أليسوا بشر ..!!
                            أبى الله سبحانه إلا أن لا يكون كاملاً إلا كتابه ..

                            هل صح سندهم في هذه ال 35 ام كان خاطئا؟
                            هذا هو قصد موضوعي يازميلون - جمع مذكر سالم للزميل.

                            وبيقولوا صصصصصصصصصحاح

                            تعليق


                            • #29
                              الحمد لله أنه اعترف بأنه ينقل عن غيره هذا أولا.
                              ثانيا:البخاري ومسلم لم يحتاجا لشيخص لا يعرف كوعه من بوعه ليتناقش في أسانيدهما.
                              ثالثا:الكلام الذي ذكره صاحب الموضوع الأصلي ينقض كلامه لأنه لا يدري ما ينقل.
                              رابعا:أنا أرى أن التضعيف والتناقض فقط في عقل الحاقد على الصحيحين.
                              خامسا:نريد من الصندوق أن يذكر رواية ضعيفة من البخاري ومسلم بجميع أسانيدها ،لأن في البخاري ومسلم مكررات فقد يذكر الحديث في باب بسند وفي باب آخر بسند آخر.ثم يعطينا سبب تضعيفه للرواية ومن ضعفها من العلماء ثم نناقشه فيها ،وحتى يكون الموضوع مفيدا نناقش الروايات رواية رواية.
                              وسنثبث للصندوق ومن نقل منه أن شبهتهم داحضة.

                              تعليق


                              • #30
                                لا لا ارجوك لاتفضحنا عن كعب الاحبار:d


                                ابشروا يا اهل السنه سوف آتى بروايات عن كعب الاحبار فى امالى المفيد والغيبة لابن ابى زينب النعمانى وغيرهم ممن يررون عن كعب الاحبار:d فانتظرو بعض الوقت وتمتعوا هههههههههههههههه


                                لتعرفوا كم هذا الجاهل يعانى من وطأة الضربات الموجهه لة

                                ولايعرف ان كعب الاحبار عندنا ثقة ثبت فاضل !!

                                على فكرة هو يظن ان كعب الاحبار غير مسلم مسكيييييييييييييييييييين يتبع غيرة :d

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X