ويشهد على بطلان القول بعموم التبليغ قول الكثير من المفسرين وبعض الأقوال والأحاديث وأسباب النزول بالتخصيص ما أمر الله تعالى رسوله تبليغه وليس بعموم الرسالة ونذكر منها:
1. ما رواه البخاري (8 / 219) ومسلم (1/ 110) عن عائشة حيث قالت: من حدثك أن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاً من الوحي فلا تصدقه (وفي مسلم: من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية) والله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} واستدلال عائشة واضح وفهمها للآية بأن المراد منها أن الله تعالى يأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتبليغ كل شيء وعدم إخفاء أيِّ أمرِ من الرسالة فالله تعالى يأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم إخفاء شيء والنبي يمتثل أوامر الله تعالى قطعاً لأنه معصوم بالإجماع ولذلك قالت عائشة بأن الآية تدل على عدم كتمان النبي لأيِّ شيء ولم تفهم من الآية ما يُدعى ويُزعم من أمر الله تعالى لنبيه بتبليغ اليهود والنصارى والكفار الرسالة وعدم التواني والتقصير والتوقف عن ذلك التبليغ بسبب الخوف على النفس والعياذ بالله.
2. قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (6/ 414):
قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} يعني: إن كتمت آية مما أُنزل عليك من ربك لم تبلغ رسالتي.
وقول الطبري هذا (ما أُنزل عليك) واضح في تبليغ شيء خاص وليس كل الرسالة.
3ـ وروى قول الطبري هذا ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 117) عن ابن عباس قوله:
إن كتمت آية مما أُنزل إليك من ربك لم تبلغ رسالتي.
4ـ قول أبي الليث السمرقندي في تفسيره (1/ 428): {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} من القرآن {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ} يعني: إن لم تبلّغ جميع ما أُنزل إليك: { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، يعني: كأنك لم تبلغ شيئاً من رسالته لأن أمره بتبليغ جميع الرسالة فإذا ترك البعض صار بمنزلة التارك للكل كما أنَّ من جحد آية في كتاب الله تعالى صار جاحداً للجميع.
5ـ وقال الثعلبي في تفسيره (4/ 92) بعد أن ذكر عدة أقوال في تفسيرها ومعناها:
وقال أبو جعفر محمد بن علي: معناه: بلِّغ ما أُنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب، فلما نزلت الآية أخذ (عليه السلام) بيد علي فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
6ـ ثم ذكر الثعلبي في تفسيره (4 / 92) بسنده عن البراء بن عازب قال: لما نزلنا مع رسول الله (ص) في حجة الوداع بغدير خم فنادى: إن الصلاة جامعة وكسح رسول الله عليه الصلاة والسلام تحت شجرتين وأخذ بيد علي فقال: .... هذا مولى من أنا مولاه.
فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
7ـ وذكر الثعلبي سنداً آخر إلى ابن عباس في قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} قال: نزلت في علي (رضي الله عنه) أُمِر النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبلِّغ فيه فأخذ (عليه السلام) بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
8ـ وأخرج الحاكم الحسكاني بأسانيده في (شواهد التنزيل 1/ 250) عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري وعن أبن عباس وعن عبد الله بن أبي أوفى وذكر ذلك عن الحسن البصري ورواية عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري وقال الحاكم الحسكاني (الذي يمدحه الذهبي كما في ترجمته عنده في سير أعلام النبلاء) وفي أثناء تخريجه لطرق هذا الحديث (1/ 252):
وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب (دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة)
1. ما رواه البخاري (8 / 219) ومسلم (1/ 110) عن عائشة حيث قالت: من حدثك أن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) كتم شيئاً من الوحي فلا تصدقه (وفي مسلم: من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية) والله يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} واستدلال عائشة واضح وفهمها للآية بأن المراد منها أن الله تعالى يأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بتبليغ كل شيء وعدم إخفاء أيِّ أمرِ من الرسالة فالله تعالى يأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم إخفاء شيء والنبي يمتثل أوامر الله تعالى قطعاً لأنه معصوم بالإجماع ولذلك قالت عائشة بأن الآية تدل على عدم كتمان النبي لأيِّ شيء ولم تفهم من الآية ما يُدعى ويُزعم من أمر الله تعالى لنبيه بتبليغ اليهود والنصارى والكفار الرسالة وعدم التواني والتقصير والتوقف عن ذلك التبليغ بسبب الخوف على النفس والعياذ بالله.
2. قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره (6/ 414):
قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} يعني: إن كتمت آية مما أُنزل عليك من ربك لم تبلغ رسالتي.
وقول الطبري هذا (ما أُنزل عليك) واضح في تبليغ شيء خاص وليس كل الرسالة.
3ـ وروى قول الطبري هذا ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 117) عن ابن عباس قوله:
إن كتمت آية مما أُنزل إليك من ربك لم تبلغ رسالتي.
4ـ قول أبي الليث السمرقندي في تفسيره (1/ 428): {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} من القرآن {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ} يعني: إن لم تبلّغ جميع ما أُنزل إليك: { فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، يعني: كأنك لم تبلغ شيئاً من رسالته لأن أمره بتبليغ جميع الرسالة فإذا ترك البعض صار بمنزلة التارك للكل كما أنَّ من جحد آية في كتاب الله تعالى صار جاحداً للجميع.
5ـ وقال الثعلبي في تفسيره (4/ 92) بعد أن ذكر عدة أقوال في تفسيرها ومعناها:
وقال أبو جعفر محمد بن علي: معناه: بلِّغ ما أُنزل إليك في فضل علي بن أبي طالب، فلما نزلت الآية أخذ (عليه السلام) بيد علي فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه).
6ـ ثم ذكر الثعلبي في تفسيره (4 / 92) بسنده عن البراء بن عازب قال: لما نزلنا مع رسول الله (ص) في حجة الوداع بغدير خم فنادى: إن الصلاة جامعة وكسح رسول الله عليه الصلاة والسلام تحت شجرتين وأخذ بيد علي فقال: .... هذا مولى من أنا مولاه.
فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
7ـ وذكر الثعلبي سنداً آخر إلى ابن عباس في قوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} قال: نزلت في علي (رضي الله عنه) أُمِر النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبلِّغ فيه فأخذ (عليه السلام) بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
8ـ وأخرج الحاكم الحسكاني بأسانيده في (شواهد التنزيل 1/ 250) عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري وعن أبن عباس وعن عبد الله بن أبي أوفى وذكر ذلك عن الحسن البصري ورواية عن ابن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري وقال الحاكم الحسكاني (الذي يمدحه الذهبي كما في ترجمته عنده في سير أعلام النبلاء) وفي أثناء تخريجه لطرق هذا الحديث (1/ 252):
وطرق هذا الحديث مستقصاة في كتاب (دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة)
تعليق