^^
جميل كلام الحكيم .. لنـرى
نزل القرآن الكريم لهداية الناس وتنوير افكارهم وتربية ارواحهم وعقولهم وكان في نفس الوقت يحدد الحلول الصحيحة للمشاكل التي تتعاقب على الدعوة في مختلف مراحلها ويجيب على ما هو جدير بالجواب من الاسئلة التي يتلقاها النبي من المؤمنين او غيرهم ويعلق على جملة من الاحداث والوقائع التي كانت تقع في حياة الناس تعليقاً يوضح فيه موقف الرسالة من تلك الاحداث والوقائع.
وعلى هذا الاساس كانت آيات القرآن الكريم تنقسم الى قسمين احدهما الآيات التي نزلت لاجل الهداية والتربية والتنوير دون وقوع سبب معين في عصر الوحي أثار نزولها كالآيات التي تصور قيام الساعة ومشاهد القيامة واحوال النعيم والعذاب فان اللّه تعالى انزل هذه الآيات لهداية الناس من غير أن تكون اجابة عن سؤال او حلاً لمشكلة طارئة او تعليقاً على حادثة معاصرة.
والقسم الآخر الآيات التي نزلت بسبب مثير وقع في عصر الوحي واقتضى نزول القرآن فيه كمشكلة تعرض لها النبي والدعوة وتطلبت حلاً أو سؤالاً استدعى الجواب عنه أو واقعة كان لا بد من التعليق عليها وتسمى
{ 38 }
هذه الاسباب التي استدعت نزول القرآن باسباب النزول فاسباب النزول هي امور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول الوحي بشأنها.
وذلك من قبيل ما وقع من بناء المنافقين لمسجد ضرار بقصد الفتنة فقد كانت هذه المحاولة من المنافقين مشكلة تعرضت لها الدعوة واثارت نزول الوحي بشأنها اذ جاء قوله تعالى (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين) الى آخر الآية.
وكذلك سؤال بعض اهل الكتاب مثلاً عن الروح من النّبي فقد اقتضت الحكمة الالهية ان يجاب عنه في القرآن فنزل قوله تعالى (قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلاً) وبهذا أصبح ذلك السؤال من اسباب النزول.
وكذلك ايضاً ما وقع من بعض علماء اليهود اذ سألهم مشركو مكة من اهدى سبيلاً محمد واصحابه ام نحن ؟ فتملقوا عواطفهم وقالوا لهم انتم اهدى سبيلاً من محمد واصحابه مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي المنطبق عليه واخذ المواثيق عليهم ان لا يكتموه فكانت هذه واقعة مثيرة ادت على ما جاء في بعض الروايات الى نزول قوله تعالى (ألم تر الى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلاً).
فهذه قضايا وقعت في عصر الوحي وكانت داعية الى نزول الوحي بشأنها فكانت لاجل ذلك من اسباب النزول.
ويلاحظ في ضوء ما قدمناه من تعريف لاسباب النزول ان احداث الامم الماضية التي يستعرضها القرآن الكريم ليست من اسباب النزول لانَّها قضايا تأريخية سابقة على عصر الوحي وليست اموراً وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول القرآن بشأنها فلا يمكن ان نعتبر حياة يوسف وتآمر اخوته عليه
{ 39 }
ونجاته وتمكنه منهم سبباً لنزول سورة يوسف وهكذا سائر المقاطع القرآنية التي تتحدث عن الانبياء الماضين واممهم فانها في الغالب تندرج في القسم الاول من القرآن الذي نزل بصورة ابتدائية ولم يرتبط باسباب نزول معينة.
_______________________________________________
ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثواباً من عند اللّه واللّه عنده حسن الثواب) ونزل قوله تعالى (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات) الى آخر الآية فهاتان آيتان متفرقتان نزلنا بسبب واحد ادرجت احداهما في سورة آل عمران والاخرى في سورة الاحزاب وبذلك كان السبب في النزول واحداً وهو حديث ام سلمة مع النبي والمنزل متعدد.
وعلى هذا الاساس يجب ان لا نسرع الى الحكم بالتعارض بين روايتين تتحدثان عن اسباب النزول اذا ذكرت كل منها سبباً لنزول آية يغابر السبب الذي ذكرته الرواية الاخرى لنزول نفس تلك الآية او اذا تحدثت الروايتان عن سبب واحد فذكرت كل منهما نزول آية بذلك السبب غير الآية التي ربطتها الرواية الاخرى به لان من الممكن فهم الاختلاف بين الروايتين والتوفيق بينهما على اساس امكان تعدد سبب النزول لآية واحدة او تعدد الآيات النازلة بسبب واحد فلا يوجد بين الروايتين تعارض على هذا الاساس.
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
اذا نزلت الآية بسبب خاص وكان اللفظ فيها عاماً فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فلا يتقيد بالمدلول القرآني في نطاق السبب الخاص للنزول او الواقعة التي نزلت الآية بشأنها بل يؤخذ به على عمومه لان سبب النزول يقوم بدور الاشارة لا التخصيص وقد جرت عادة القرآن ان ينزل احكامه وتعليماته وارشاداته على اثر وقائع واحداث تقع في حياة الناس وتتطلب حكماً وتعليماً من اللّه لكي يجيء البيان القرآني ابلغ تأثيراً واشد اهمية في نظر المسلمين وان كان مضمونه عاماً شاملاً. فآية اللعان مثلاً تشرح حكماً شرعياً عاماً لكل زوج يتهم زوجته بالخيانة وان نزلت في شأن هلال بن امية وآية الظهار تبين حكم الظهار بصورة عامة وان كان نزولها بسبب سلمة بن صخر.
وعلى هذا الاساس اتفق علماء الاصول على ان المتبع هو مدى عموم النص القرآني وشمول اللفظ فيه وان سبب النزول مجرد سبب مثير لنزول الحكم العام وليس تحديداً له في نطاقه الخاص لان مجرد نزول حكم اللعان عقيب قصة هلال بن امية مثلاً لا يدل اطلاقاً على ان الحكم يختص به ولا يبطل عموم اللفظ وشمول النص لسائر الازواج.
وقد جاءت نصوص عن ائمة اهل البيت عليهم السلام تعزز هذا المعنى وتؤيده ففي تفسير العياشي عن الامام محمد بن علي الباقر (ع) انه قال (ان القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية اذا نزلت في الاقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).
وعن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) انه قال (ان القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا) (فلا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد).
...

وأزيدكـ من أقوال علمائك في الرد القـادم ان شاء الله
جميل كلام الحكيم .. لنـرى
نزل القرآن الكريم لهداية الناس وتنوير افكارهم وتربية ارواحهم وعقولهم وكان في نفس الوقت يحدد الحلول الصحيحة للمشاكل التي تتعاقب على الدعوة في مختلف مراحلها ويجيب على ما هو جدير بالجواب من الاسئلة التي يتلقاها النبي من المؤمنين او غيرهم ويعلق على جملة من الاحداث والوقائع التي كانت تقع في حياة الناس تعليقاً يوضح فيه موقف الرسالة من تلك الاحداث والوقائع.
وعلى هذا الاساس كانت آيات القرآن الكريم تنقسم الى قسمين احدهما الآيات التي نزلت لاجل الهداية والتربية والتنوير دون وقوع سبب معين في عصر الوحي أثار نزولها كالآيات التي تصور قيام الساعة ومشاهد القيامة واحوال النعيم والعذاب فان اللّه تعالى انزل هذه الآيات لهداية الناس من غير أن تكون اجابة عن سؤال او حلاً لمشكلة طارئة او تعليقاً على حادثة معاصرة.
والقسم الآخر الآيات التي نزلت بسبب مثير وقع في عصر الوحي واقتضى نزول القرآن فيه كمشكلة تعرض لها النبي والدعوة وتطلبت حلاً أو سؤالاً استدعى الجواب عنه أو واقعة كان لا بد من التعليق عليها وتسمى
{ 38 }
هذه الاسباب التي استدعت نزول القرآن باسباب النزول فاسباب النزول هي امور وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول الوحي بشأنها.
وذلك من قبيل ما وقع من بناء المنافقين لمسجد ضرار بقصد الفتنة فقد كانت هذه المحاولة من المنافقين مشكلة تعرضت لها الدعوة واثارت نزول الوحي بشأنها اذ جاء قوله تعالى (والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين) الى آخر الآية.
وكذلك سؤال بعض اهل الكتاب مثلاً عن الروح من النّبي فقد اقتضت الحكمة الالهية ان يجاب عنه في القرآن فنزل قوله تعالى (قل الروح من أمر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلاً) وبهذا أصبح ذلك السؤال من اسباب النزول.
وكذلك ايضاً ما وقع من بعض علماء اليهود اذ سألهم مشركو مكة من اهدى سبيلاً محمد واصحابه ام نحن ؟ فتملقوا عواطفهم وقالوا لهم انتم اهدى سبيلاً من محمد واصحابه مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي المنطبق عليه واخذ المواثيق عليهم ان لا يكتموه فكانت هذه واقعة مثيرة ادت على ما جاء في بعض الروايات الى نزول قوله تعالى (ألم تر الى الذين اوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلاً).
فهذه قضايا وقعت في عصر الوحي وكانت داعية الى نزول الوحي بشأنها فكانت لاجل ذلك من اسباب النزول.
ويلاحظ في ضوء ما قدمناه من تعريف لاسباب النزول ان احداث الامم الماضية التي يستعرضها القرآن الكريم ليست من اسباب النزول لانَّها قضايا تأريخية سابقة على عصر الوحي وليست اموراً وقعت في عصر الوحي واقتضت نزول القرآن بشأنها فلا يمكن ان نعتبر حياة يوسف وتآمر اخوته عليه
{ 39 }
ونجاته وتمكنه منهم سبباً لنزول سورة يوسف وهكذا سائر المقاطع القرآنية التي تتحدث عن الانبياء الماضين واممهم فانها في الغالب تندرج في القسم الاول من القرآن الذي نزل بصورة ابتدائية ولم يرتبط باسباب نزول معينة.
_______________________________________________
ولادخلنهم جنات تجري من تحتها الانهار ثواباً من عند اللّه واللّه عنده حسن الثواب) ونزل قوله تعالى (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات) الى آخر الآية فهاتان آيتان متفرقتان نزلنا بسبب واحد ادرجت احداهما في سورة آل عمران والاخرى في سورة الاحزاب وبذلك كان السبب في النزول واحداً وهو حديث ام سلمة مع النبي والمنزل متعدد.
وعلى هذا الاساس يجب ان لا نسرع الى الحكم بالتعارض بين روايتين تتحدثان عن اسباب النزول اذا ذكرت كل منها سبباً لنزول آية يغابر السبب الذي ذكرته الرواية الاخرى لنزول نفس تلك الآية او اذا تحدثت الروايتان عن سبب واحد فذكرت كل منهما نزول آية بذلك السبب غير الآية التي ربطتها الرواية الاخرى به لان من الممكن فهم الاختلاف بين الروايتين والتوفيق بينهما على اساس امكان تعدد سبب النزول لآية واحدة او تعدد الآيات النازلة بسبب واحد فلا يوجد بين الروايتين تعارض على هذا الاساس.
العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
اذا نزلت الآية بسبب خاص وكان اللفظ فيها عاماً فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فلا يتقيد بالمدلول القرآني في نطاق السبب الخاص للنزول او الواقعة التي نزلت الآية بشأنها بل يؤخذ به على عمومه لان سبب النزول يقوم بدور الاشارة لا التخصيص وقد جرت عادة القرآن ان ينزل احكامه وتعليماته وارشاداته على اثر وقائع واحداث تقع في حياة الناس وتتطلب حكماً وتعليماً من اللّه لكي يجيء البيان القرآني ابلغ تأثيراً واشد اهمية في نظر المسلمين وان كان مضمونه عاماً شاملاً. فآية اللعان مثلاً تشرح حكماً شرعياً عاماً لكل زوج يتهم زوجته بالخيانة وان نزلت في شأن هلال بن امية وآية الظهار تبين حكم الظهار بصورة عامة وان كان نزولها بسبب سلمة بن صخر.
وعلى هذا الاساس اتفق علماء الاصول على ان المتبع هو مدى عموم النص القرآني وشمول اللفظ فيه وان سبب النزول مجرد سبب مثير لنزول الحكم العام وليس تحديداً له في نطاقه الخاص لان مجرد نزول حكم اللعان عقيب قصة هلال بن امية مثلاً لا يدل اطلاقاً على ان الحكم يختص به ولا يبطل عموم اللفظ وشمول النص لسائر الازواج.
وقد جاءت نصوص عن ائمة اهل البيت عليهم السلام تعزز هذا المعنى وتؤيده ففي تفسير العياشي عن الامام محمد بن علي الباقر (ع) انه قال (ان القرآن حي لا يموت والآية حية لا تموت فلو كانت الآية اذا نزلت في الاقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين).
وعن الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) انه قال (ان القرآن حي لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا) (فلا تكونن ممن يقول للشيء انه في شيء واحد).
...

وأزيدكـ من أقوال علمائك في الرد القـادم ان شاء الله
تعليق