الكتاب ماتع و سلس الأسلوب و غني بنفس الوقت , و قد استفدت منه عدة أمور :
1- تستيقظ فطرة التوحيد في النفس البشرية في حال وقوع البلاء... و يبدو أن مرضي الطويل هو ما جعلني أبحث عن الله ...
يقول المؤلف :
((الإنسان قد يبتعد عن الفطرة فيغطّي عينَ قلبه غشاءُ المادّيّات فيغفل عن الله تعالى، ولكن تنجلي فطرته لدى زوال هذا الغشاء بسبب انقطاعه عن المادّيّات بمثل عروض حالة الغرق على سفينة في البحر إذ لا منجي إلاّ الله تعالى، فتتيقّظ فطرته وتنفتح بصيرته ولا يرى إلاّ الله سبحانه وتعالى.
بل تلحق بهذه الآيات مطلق آيات الالتجاء إلى الله لدى الضرّ من قبيل:
﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾(1). ))
2- آية الميثاق :
ويدعم ذلك بعض الروايات من قبيل ما رواه القمّي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن ابن مسكان عن أبي عبدالله في قوله تعالى:﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾ قلت: «معاينةً كان هذا؟» قال: «نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه»(1).
3- برهان الإمكان الذاتي
وهذا البرهان مؤلّف من ثلاث مقدّمات:
الاُولى : أنّ عالمنا هذا بما يزخر به من المادّيات المختلفة ممكن الوجود، أي: يمكن أن يوجد ويمكن أن ينعدم.
الثانية : أنّ كلّ ما كان ممكن الوجود ـ أي كانت نسبته إلى الوجود والعدم على حدّ سواء ـ احتاج في وجوده إلى علّة.
الثالثة : أنّ تلك العلّة يجب أن تنتهي إلى واجب الوجود، وذلك قطعاً للدور أو التسلسل.
4- برهان الحدوث
وهذا البرهان أيضاً مؤلّف من ثلاث مقدّمات :
الاُولى : الحدوث.
الثانية : احتياج الحادث إلى علّة.
الثالثة : ضرورة الانتهاء في سلسلة العلل إلى القديم; وذلك لاستحالة الدور والتسلسل.
5- ما كنت فيه هو نوع من السفسطة لا أكثر..و السوفسطائي ينكر حتى وجوده..
6- يتضمن الكتاب لفتات إعجازية معبرة تستحق التفكر و التدبر.
7- وقد ورد عن إمامنا أمير المؤمنين في وصيّة له لابنه الحسن : «واعلم يا بنيّ أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنّه إله واحد كما وصف نفسه لا يضادّه في ملكه أحد»(5).
8- يقول المؤلف : (( يؤخذ أوّلاً من الفلسفة استحالة تركّب واجب الوجود من عدد من الأجزاء; للزوم حاجة كلّ جزء إلى الآخر، وهو مستحيل في واجب الوجود أو في الوجود المستقل، أو قل: للزوم حاجة الكلّ إلى أجزائه مثلاً، ثم يقال: إنّ الإلهين إمّا أن يتماثلا من كلّ الجهات فلا يميّز أحدهما عن الآخر فلا يتمّ التعدّد، أو يتماثلا في بعض الجهات ويتباينا في بعض فيلزم التركّب وهو محال حسب الفرض، أو يتباينا كلّياً فيتناقضان في الأثر فيفسد بذلك العالم وبذلك قد يفسّر قوله تعالى: ﴿لَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض﴾، وقوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾. وبناءً على هذا التقرير أيضاً لا يبقى موضوع لطرح إشكال: أنّ الحكمة والكمال منعا عن الفساد والانصداع، أو إشكال: أنّ التوافق السابق منع عن ذلك كما في مشتركين متعددين على مؤسّسة واحدة.))
متابع معكم في هذا المنتدى الطيب.
1- تستيقظ فطرة التوحيد في النفس البشرية في حال وقوع البلاء... و يبدو أن مرضي الطويل هو ما جعلني أبحث عن الله ...
يقول المؤلف :
((الإنسان قد يبتعد عن الفطرة فيغطّي عينَ قلبه غشاءُ المادّيّات فيغفل عن الله تعالى، ولكن تنجلي فطرته لدى زوال هذا الغشاء بسبب انقطاعه عن المادّيّات بمثل عروض حالة الغرق على سفينة في البحر إذ لا منجي إلاّ الله تعالى، فتتيقّظ فطرته وتنفتح بصيرته ولا يرى إلاّ الله سبحانه وتعالى.
بل تلحق بهذه الآيات مطلق آيات الالتجاء إلى الله لدى الضرّ من قبيل:
﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾(1). ))
2- آية الميثاق :
ويدعم ذلك بعض الروايات من قبيل ما رواه القمّي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن ابن مسكان عن أبي عبدالله في قوله تعالى:﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾ قلت: «معاينةً كان هذا؟» قال: «نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه»(1).
3- برهان الإمكان الذاتي
وهذا البرهان مؤلّف من ثلاث مقدّمات:
الاُولى : أنّ عالمنا هذا بما يزخر به من المادّيات المختلفة ممكن الوجود، أي: يمكن أن يوجد ويمكن أن ينعدم.
الثانية : أنّ كلّ ما كان ممكن الوجود ـ أي كانت نسبته إلى الوجود والعدم على حدّ سواء ـ احتاج في وجوده إلى علّة.
الثالثة : أنّ تلك العلّة يجب أن تنتهي إلى واجب الوجود، وذلك قطعاً للدور أو التسلسل.
4- برهان الحدوث
وهذا البرهان أيضاً مؤلّف من ثلاث مقدّمات :
الاُولى : الحدوث.
الثانية : احتياج الحادث إلى علّة.
الثالثة : ضرورة الانتهاء في سلسلة العلل إلى القديم; وذلك لاستحالة الدور والتسلسل.
5- ما كنت فيه هو نوع من السفسطة لا أكثر..و السوفسطائي ينكر حتى وجوده..
6- يتضمن الكتاب لفتات إعجازية معبرة تستحق التفكر و التدبر.
7- وقد ورد عن إمامنا أمير المؤمنين في وصيّة له لابنه الحسن : «واعلم يا بنيّ أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنّه إله واحد كما وصف نفسه لا يضادّه في ملكه أحد»(5).
8- يقول المؤلف : (( يؤخذ أوّلاً من الفلسفة استحالة تركّب واجب الوجود من عدد من الأجزاء; للزوم حاجة كلّ جزء إلى الآخر، وهو مستحيل في واجب الوجود أو في الوجود المستقل، أو قل: للزوم حاجة الكلّ إلى أجزائه مثلاً، ثم يقال: إنّ الإلهين إمّا أن يتماثلا من كلّ الجهات فلا يميّز أحدهما عن الآخر فلا يتمّ التعدّد، أو يتماثلا في بعض الجهات ويتباينا في بعض فيلزم التركّب وهو محال حسب الفرض، أو يتباينا كلّياً فيتناقضان في الأثر فيفسد بذلك العالم وبذلك قد يفسّر قوله تعالى: ﴿لَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض﴾، وقوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾. وبناءً على هذا التقرير أيضاً لا يبقى موضوع لطرح إشكال: أنّ الحكمة والكمال منعا عن الفساد والانصداع، أو إشكال: أنّ التوافق السابق منع عن ذلك كما في مشتركين متعددين على مؤسّسة واحدة.))
متابع معكم في هذا المنتدى الطيب.
تعليق