قام علماء السنّة، بتوجيه المدح والإطراء، وإسباغ آيات الثناء والتبجيل على صحيحي البخاري ومسلم، حتى بلغ بهم حد الغلّو والإفراط بحّقهما. وكان البخاري أوفر نصيبا من مسلم، في استيفاء نصيبه من ذلك.
وحتى استبد بهم الأمر ـ من فرط الغلّو ـ ن يبعثوا بسلام النبي (صلى الله عليه وآله) إليهما، ويرون في حقهما من غريب الرؤيا وعجيبها، وينسبون إليهما وكتابيهما، الكرامات الجليلة، وإسباغ طابع التصحيح، والإمضاء من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكتابيهما.
والواقع، أن كل ما ذكر من هذه النسب والكرامات، والإطراء البليغ بشأنهما، لا يتّفق لا مع متن الصحيحين، ولا مع الطريقة التي اتّبعاها في تصنيفهما،
قصة الشيخ التونسي: جاء في رسالة الدرّ الثمين في مبشّرات النبي الأمين، الحديث الثالث والثلاثون: أخبرني الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخطاب شارح مختصر الخليل قال: مشينا مع شخنا العارف بالله تعلى الشيخ عبد المعطي التونسي لزيارة النبي (صلى الله عليه وآله) فلما قربنا من الروضة الشريفة ترجّلنا، فجعل الشيخ عبد المعطي يمشي خطوات ويقف، حتى وقف تجاه القبر الشريف فتكلم بكلام لم نفهمه، فلما انصرف سألناه عن وقفاته فقال: كنت أطلب الإذن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القدوم عليه، فإذا قال لي أقدم قدمت ساعة ثم وقفت، وهكذا حتى وصلت إليه فقلت: يا رسول الله أكلما روى البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني. وقد أجاء الشيخ عبد المعطي ـ نفعنا الله به ـ الشيخ محمد الخطّاب يرويه عنه.
ثم قال: ووجدت هذا الحديث بخط الشيخ عبد الحق الدهلوي بإسناد له عن الشيخ عبد المعطي بمعناه وفيه: فلمّا فرغ من الزيارة وما يتعلق بها سأله أن يروي عنه (صلى الله عليه وآله) صحيح البخاري وصحيح مسلم فسمع الإجازة من النبي (صلى الله عليه وآله) فذكر صحيح مسلم أيضا
نقلا عن: استقصاء الإفحام ج 2 ص 868.
قال فريد وجدي: (وغلا بعضهم، فرأي أن يستأجر رجالا يقرأون الأحاديث النبويّة في كتاب الإمام البخاري استجلابا للبركات السماوية
قال القاسمي في (قواعد التحديث ) في حديثه عن صحيح البخاري: (هو عدل القرآن، وأنه إذا قرأ في بيت أيام الطاعون حفظ أهله منه، وأن من ختمه إلى أي نية حصل ما نواه، وأنه ما قرأ في شدة لأفرجت، ولا ركب به في مركب فغرقت
البخاري يستعيد بصره بدعاء إبراهيم: روى عبد الله بن إسحق السمسار عن شيخه يقول: (ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم (عليه السلام)، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره)(
بلغ الإفراط ببعضهم، حد التعسف، والغلو بتقديس الصحيحين. ولأن حب الصحيحين قد أعمى، وأصم عن الإصغاء لكل ما يمس بتلك الصورة المهيبة عندهم، والتي رسمتها يد الغلو والتطرف، فقد بادروا إلى حظر أي نقد أو جرح يوج إليهما، وتنزيههما عن الخطأ، وإحلالهما نفس المكانة، التي يحتلّها القرآن الكريم. واعتبروا أن أي وجهة نظر تمس بالصحيحين، تعد تحديا لا يتهاون معه.
وحتى استبد بهم الأمر ـ من فرط الغلّو ـ ن يبعثوا بسلام النبي (صلى الله عليه وآله) إليهما، ويرون في حقهما من غريب الرؤيا وعجيبها، وينسبون إليهما وكتابيهما، الكرامات الجليلة، وإسباغ طابع التصحيح، والإمضاء من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكتابيهما.
والواقع، أن كل ما ذكر من هذه النسب والكرامات، والإطراء البليغ بشأنهما، لا يتّفق لا مع متن الصحيحين، ولا مع الطريقة التي اتّبعاها في تصنيفهما،
قصة الشيخ التونسي: جاء في رسالة الدرّ الثمين في مبشّرات النبي الأمين، الحديث الثالث والثلاثون: أخبرني الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخطاب شارح مختصر الخليل قال: مشينا مع شخنا العارف بالله تعلى الشيخ عبد المعطي التونسي لزيارة النبي (صلى الله عليه وآله) فلما قربنا من الروضة الشريفة ترجّلنا، فجعل الشيخ عبد المعطي يمشي خطوات ويقف، حتى وقف تجاه القبر الشريف فتكلم بكلام لم نفهمه، فلما انصرف سألناه عن وقفاته فقال: كنت أطلب الإذن من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القدوم عليه، فإذا قال لي أقدم قدمت ساعة ثم وقفت، وهكذا حتى وصلت إليه فقلت: يا رسول الله أكلما روى البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني. وقد أجاء الشيخ عبد المعطي ـ نفعنا الله به ـ الشيخ محمد الخطّاب يرويه عنه.
ثم قال: ووجدت هذا الحديث بخط الشيخ عبد الحق الدهلوي بإسناد له عن الشيخ عبد المعطي بمعناه وفيه: فلمّا فرغ من الزيارة وما يتعلق بها سأله أن يروي عنه (صلى الله عليه وآله) صحيح البخاري وصحيح مسلم فسمع الإجازة من النبي (صلى الله عليه وآله) فذكر صحيح مسلم أيضا
نقلا عن: استقصاء الإفحام ج 2 ص 868.
قال فريد وجدي: (وغلا بعضهم، فرأي أن يستأجر رجالا يقرأون الأحاديث النبويّة في كتاب الإمام البخاري استجلابا للبركات السماوية
قال القاسمي في (قواعد التحديث ) في حديثه عن صحيح البخاري: (هو عدل القرآن، وأنه إذا قرأ في بيت أيام الطاعون حفظ أهله منه، وأن من ختمه إلى أي نية حصل ما نواه، وأنه ما قرأ في شدة لأفرجت، ولا ركب به في مركب فغرقت
البخاري يستعيد بصره بدعاء إبراهيم: روى عبد الله بن إسحق السمسار عن شيخه يقول: (ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأت والدته في المنام إبراهيم (عليه السلام)، فقال لها: يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو لكثرة دعائك. قال: فأصبح وقد رد الله عليه بصره)(
بلغ الإفراط ببعضهم، حد التعسف، والغلو بتقديس الصحيحين. ولأن حب الصحيحين قد أعمى، وأصم عن الإصغاء لكل ما يمس بتلك الصورة المهيبة عندهم، والتي رسمتها يد الغلو والتطرف، فقد بادروا إلى حظر أي نقد أو جرح يوج إليهما، وتنزيههما عن الخطأ، وإحلالهما نفس المكانة، التي يحتلّها القرآن الكريم. واعتبروا أن أي وجهة نظر تمس بالصحيحين، تعد تحديا لا يتهاون معه.
تعليق