إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حوار الحق .. هل من محاور ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76

    تعليق


    • #77
      المشاركة الأصلية بواسطة عبيـــــر
      عزيزي النفيس


      اولا : اقول مرحبا لعودة حوارنا مجددا .

      شاكره لك طيب التجاوب ودمت بخير

      وصلي الله علي وال بيته



      حيّــاك الله أيتها الزميلة الفاضلة عبيــر

      عندما طالبتكِ بأن تأتي بأدلة على ما قلتيه ، فأنا أردت لك أن تقرئي جيدا و تأتي برواية مسندة و صحيحة على ما تدعينه من ظلم الصحابة لآل البيت ، و لكنكِ قمتي بإعادة مشاركتك السابقة للأسف .. و عليه لابد من تفنيد المشاركة و و ضع النقاط على الحروف ...

      المشاركة التي أتيتي بها فيها خلط كبيير جدا و إقحام ما لم يصح فيما صح ، ثم لم تذكري سند متصل من مرجع واحد بل أتيتي بقائمة طويلة عريضة عن عدد رواة الرواية و أقوال بعض العماء عنها و أنتي من الأساس لم تأتي بالرواية المسندة

      ما معنى رواية مسندة ؟؟

      أن تقولي و رد في كتاب كذا باب كذا ( صفحة كذا إن أمكن ) ما نصه : حدثنا فلان الفلاني قال أخبرني علان العلاني قال سمعت زيد يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - يقول : " ..... القصة المطلوبة أو الحديث المطلوب


      أو أن تأتي القصة بسند متصل نحو صحابي شاهد عيان على الحادثة فتقولين : و رد في كتاب كذا باب كذا ما نصه : حدثنا فلان الفلاني قال أخبرني علان العلاني قال سمعت الصحابي الفلاني يقول : عندما كنا مع الرسول رأيت كذا و قال الرسول كذا و حدث كذا ...

      هكذا تكون الرواية المسندة ، ثم بعد ذلك ممكن أن تشرحي الرواية على صورة قصة سردية بلسانك : لأن ما أتيتي به عبارة عن قصة

      لاحظي معي يا فاضلة

      روايتك الأولى هكذا : و بعد أن حمد الله تعالى و أثنى عليه و وعظ فأبلغ في الموعظة .... ،، السؤال : من الذي يروي القصة ؟؟ هل القصة على لسان عبير أم على لسان أحد الصحابة الحاضرين في ذلك المشهد ؟؟ و إن كان صحابي فمن هو ؟؟

      روايتك الثانية هكذا : أجمع رسول الله الخروج إلى الحج ....،،، السؤال : من الذي يروي هذه القصة ؟؟ .. القصة على لسان عبير أم على لسان صحابي ؟؟ و إن كان على لسان صحابي فمن هو ؟؟

      لا بد أن تفرقي بين القصة المسندة الذي على لسان شاهد عيّـان و بين القصة التي ترويها أنتي على لسانكِ انتي من خلال قراءتك لمجموعة من الروايات المروية عن الأحداث التاريخية .. فشتان شتان بين الإثنين ..



      و عليه لا بد علي أن أوضح ما حدث و أضع النقاط على الحروف ...

      سوف أقوم بسرد ما حدث كقصة من خلال اطلاعي على الروايات ، ثم أستدل على ما أقول برواية مسندة بأعلى درجات الصحة و الإعتبار ..


      أولا : ما حدث في حجة الوداع ..


      بعد أن أتم النبي صلى الله عليه وسلم إبلاغ الرسالة ، وفُتحت مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، فرض الله الحج على الناس وذلك في أواخر السنة التاسعة من الهجرة ، فعزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الحج ، وأعلن ذلك ،
      فقدم المدينة خلق كثير كلهم يريد أن يحج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن يأتم به.
      فخرج من المدينة في الخامس والعشرين من ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة ، وانطلق بعد الظهر حتى بلغ ذي الحليفة ، فاغتسل لإحرامه وادهن وتطيب ، ولبس إزاره ورداءه ، وقلد بدنه ، ثم أهل بالحج والعمرة وقرن بينهما ، وواصل السير وهو يلبي ويقول: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، فلما قرب من مكة ، نزل بذي طوى ، وبات بها ليلة الأحد من اليوم الرابع من ذي الحجة ، وصلى بها الصبح ، ثم اغتسل ، ودخل مكة نهاراً من أعلاها ، فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، ولم يحل من إحرامه ، لأنه كان قارناً وقد ساق الهدي معه ، وأمر من لم يكن معه هدي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة ، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة ، ثم يحلوا من إحرامهم ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بمكة أربعة أيام من يوم الأحد إلى يوم الأربعاء .
      وفي ضحى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن معه من المسلمين إلى منى ، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس ، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة - وهو موضع بالقرب من عرفات وليس من عرفات - ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -حتى نزل بنمرة ، ولما زالت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له ، فأتى بطن وادي عرنة ، وقد اجتمع حوله الألوف من الناس ، فخطب الناس خطبة جامعة ذكر فيها أصول الإسلام ، وقواعد الدين ، وكان مما قاله -صلى الله عليه وسلم -: ( إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم ، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب ، فإنه موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به ، كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : اللهم اشهد ، اللهم اشهد ، ثلاث مرات ) .
      ثم أذن المؤذن ثم أقام فصلى بالناس الظهر ، ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى موقف عرفات ، فاستقبل القبلة ، ولم يزل واقفاً حتى غربت الشمس ، وهنالك أنزل عليه قوله تعالى: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( المائدة 3) .
      فلما غربت الشمس أفاض من عرفات، وأركب أسامة بن زيد خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول : ( أيها الناس عليكم السكينة ) ، حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يصل بينهما شيئاً ، ثم نام حتى أصبح ، فلما طلع الفجر صلاها في أول الوقت ، ثم ركب ، حتى أتى المشعر الحرام - وهو موضع بالمزدلفة - ، فاستقبل القبلة ، ودعا الله وكبره وهلله ووحده ، ولم يزل واقفاً حتى أسفر الصبح وانتشر ضوء ه ، ثم دفع إلى منى قبل أن تطلع الشمس ، وهو يلبي ولا يقطع التلبية ، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات ، فلما وصل إلى منى رمى جمرة العقبة راكباً بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة .
      ثم خطب الناس خطبة بليغة أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وفضله عند الله وحرمة مكة على غيرها ، وأمرهم بالسمع والطاعة ، وأن يأخذوا عنه مناسكهم ، ويبلغوا عنه ، ونهاهم أن يرجعوا بعده كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض .
      ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده ، ثم أمر علياً أن ينحر ما بقي من المائة .
      فلما أكمل - صلى الله عليه وسلم - نحر الهدي استدعى الحلاق فحلق رأسه ، وقسم شعره بين من حوله من الناس .
      ثم أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة راكباً ، وطاف بالبيت طواف الإفاضة ، وصلى بمكة الظهر ، ثم رجع إلى منى في نفس اليوم ، فبات بها ، فلما أصبح انتظر زوال الشمس ، فلما زالت ودخل وقت الظهر أتى الجمرات ، فبدأ بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة ، يرمي كل جمرة بسبع حصيات ، ويكبر مع كل حصاة ، وفعل ذلك في بقية أيام التشريق ، وأقام النبي - صلى الله عليه وسلم - أيام التشريق بمنى يؤدي المناسك ، ويعلم الشرائع ، ويذكر الله ، ويقيم التوحيد ، ويمحو معالم الشرك .
      وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، نفر النبي صلى الله عليه وسلم من منى ، فنزل بخيف بني كنانة من الأبطح ، وأقام هناك بقية يومه وليلته ، وصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ونام نومة خفيفة ، وبعدها ركب إلى البيت ، فطاف به طواف الوداع ، ثم توجه راجعاً إلى المدينة .
      وهكذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه ، بعد أن بين للمسلمين مناسكهم ، وأعلمهم ما فرض الله عليهم في حجهم ، وما حرم عليهم ، فكانت حجة البلاغ ، وحجة الإسلام ، وحجة الوداع ، ولم يمكث بعدها أشهرا ًحتى وافاه الأجل ، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.




      هذا كان شرح كامل و مفصل حول حجة الوداع منذ بدايته إلى نهايته ، و الآن لنعرض بعض الروايات التي تروي الحج و تروي خطبة النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فيها :-

      يتبع
      v
      v

      تعليق


      • #78
        نتابع،،

        هذا كان شرح كامل و مفصل حول حجة الوداع منذ بدايته إلى نهايته ، و الآن لنعرض بعض الروايات التي تروي الحج و تروي خطبة النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - فيها :-


        و رد في صحيح مسلم / كتاب الحج / باب حجة النبي صلى الله عليه و سلم ... ما نصه :-


        3009 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن حاتم، - قال أبو بكر حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني، - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم، حتى انتهى إلى فقلت أنا محمد بن علي بن حسين، ‏.‏ فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم نزع زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديى وأنا يومئذ غلام شاب فقال مرحبا بك يا ابن أخي سل عما شئت ‏.‏ فسألته وهو أعمى وحضر وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحفا بها كلما وضعها على منكبه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏ فقال بيده فعقد تسعا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع قال ‏"‏ اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ‏"‏ ‏.‏ فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شىء عملنا به فأهل بالتوحيد ‏"‏ لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ‏"‏ ‏.‏ وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته قال جابر - رضى الله عنه - لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ثم نفذ إلى مقام إبراهيم - عليه السلام - فقرأ ‏( و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) فجعل المقام بينه وبين البيت فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين ( قل هو الله أحد ) و ‏( قل يا أيها الكافرون ) ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ ‏( إنّ الصفا و المرة من شعائر الله ) ‏"‏ أبدأ بما بدأ الله به ‏"‏ ‏.‏ فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال ‏"‏ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ‏"‏ ‏.‏ ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم نزل إلى المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طوافه على المروة فقال ‏"‏ لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدى فليحل وليجعلها عمرة ‏"‏ ‏.‏ فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا أم لأبد فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال ‏"‏ دخلت العمرة في الحج - مرتين - لا بل لأبد أبد ‏"‏ ‏.‏ وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة - رضى الله عنها - ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا ‏.‏ قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال ‏"‏ صدقت صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج ‏"‏ ‏.‏ قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به رسولك ‏.‏ قال ‏"‏ فإن معي الهدى فلا تحل ‏"‏ ‏.‏ قال فكان جماعة الهدى الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة - قال - فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدى فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال ‏"‏ إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شىء من أمر الجاهلية تحت قدمى موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ‏.‏ فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ‏.‏ وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ‏"‏ ‏.‏ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ‏.‏ فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس ‏"‏ اللهم اشهد اللهم اشهد ‏"‏ ‏.‏ ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمنى ‏"‏ أيها الناس السكينة السكينة ‏"‏ ‏.‏ كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر - حين تبين له الصبح - بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به ظعن يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر حتى أتى بطن محسر فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ثم أمر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة الظهر فأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم فقال ‏"‏ انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم ‏"‏ ‏.‏ فناولوه دلوا فشرب منه ‏.‏


        و للتحقق أنظري إلى 19- باب حج النبي صلى الله عليه و سلم .. في هذا الرابط ..

        http://www.al-eman.com/hadeeth/viewchp.asp?BID=1&CID=53#s15




        أعود و أذكرك يا عبير الرواية السابقة في صحيح مسلم - كتاب الحج - باب حج النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و سند الرواية كما ترين مسند إلى جعفر الصادق- إمامكِ -رضي الله عنه يروي عن أبيه محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا ...

        هل هناك سند أقوى و أصح من هذا السند في نظركِ ؟؟ ... فيه خمسة من الأئمة الذين توالينهم يروون ما حدث في حجة الوداع . حيث يروي جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه ...



        للنظر إلى تحليل سريع حول الرواية ، و مقارنتها بما أتيتي به في بعض النقاط ..

        1- قلتي أنه في حجة الوداع تنصيب لعلي كوصي للنبي - صلى الله عليه و آله و سلم - .. !!!!

        أين هذا التنصيب في الحديث ؟؟ .... و ما هذا الخلط الفاضح للأمور و الأحداث و المواقع ..!!


        2- قلتي أن الآية " يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك " أنها نزلت في حجة الوداع ... !!!!!!!!!!


        ما دليلكِ على كلامك ؟؟؟ ... أين السند القائل بأن هذه الآية نزلت في حجة الوداع ؟؟ .. ما هذا الخلط العجيب الغريب ؟؟!! ... أنا لا ألومكِ بل ألوم علماءك ..

        و رد في تفسير القرطبي لهذه الآية ما نصه :

        "قال أبو جعفر : وهذا أمر من الله تعالى ذكره نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ، بإبلاغ هؤلاء اليهود والنصارى من أهل الكتابين الذين قص تعالى ذكره قصصهم في هذه السورة ، وذكر فيها معايبهم وخبث أديانهم ، واجتراءهم على ربهم ، وتوثبهم على أنبيائهم ، وتبديلهم كتابه ، وتحريفهم إياه ، ورداءة مطاعمهم ومآكلهم ، وسائر المشركين غيرهم ، ما أنزل عليه فيهم من معايبهم ، والإزراء عليهم ، والتقصير بهم ، والتهجين لهم ، وما أمرهم به ونهاهم عنه ، وأن لا يشعر نفسه حذرا منهم أن يصيبوه في نفسه بمكروه ما قام فيهم بأمر الله ، ولا جزعا من كثرة عددهم وقلة عدد من معه ، وأن لا يتقي أحدا في ذات الله ، فإن الله تعالى ذكره كافيه كل أحد من خلقه ، ودافع عنه مكروه كل من يبغي مكروهه . وأعلمه تعالى ذكره أنه إن قصر عن إبلاغ شيء مما أنزل إليه إليهم ، فهو في تركه تبليغ ذلك وإن قل ما لم يبلغ منه فهو في عظيم ما ركب بذلك من الذنب بمنزلته لو لم يبلغ من تنزيله شيئا .

        12270 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " ، يعني : إن كتمت آية مما أنزل عليك من ربك ، لم تبلغ رسالاتي .





        للتوسع في تفسير هذه الأية ..

        http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=5&ayano=67


        ثم فكري قليلا يا عبير ... الله يقول لرسوله " و الله يعصمك من الناس " ... ما الفائدة من عصمته من الناس و هو قد اقترب أجله ؟؟؟ ... هل كل هذه الـ 23 سنة لم يكن النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أن الله عصمه من الناس ثم قبل موته بسنة و في حجة الوداع يأمره الله بأن يبلغ ما أنزل إليه و إن لم يفعل فما بلغ رسالته و الله يعصمه من الناس ...؟؟!! الآن يعصمه الله و قد اقترب موته و فراقه ... !!! .. قليلا من التأمل ، حتى و لم تكوني تعلمين أسباب نزول الآيات و لكن العقل أحيانا يفكر و يصل للصواب .. هذه الآية لا تكون في نهاية الرسالة أيتها الزميلة ..

        3- قلتي أن الرسول قال : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيه .."

        لهذا دائما أطالب بالرواية المسندة ..!!! حتى يتم التحقق من الألفاظ و الكلمات المزادة على الرواية الصحيحة أو الكلمات الناقصة ..

        فطبعا أنتي أتيتي بقصة فيها كلام كثير ، و لن أعلق على هذا لأن هذا ليس موضوعنا و لكن انظري إلى الرواية التي أتيتكِ بها ، لم يقل الرسول هكذا أبدا بل قال : " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله " .. هكذا و رد في رواية جعفر الصادق عن آبائه . و في رواية أخرى أيضا في صحيح مسلم / كتاب فضائل الصحابة / باب فضائل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بسند آخر ينتهي عند زيد بن الأرقم يقول فيه أن الرسول قال " وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ‏"‏ ‏.‏ فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال ‏"‏ وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ‏"


        و لا يخفى عليكِ أيتها العاقلة أن الروايات كثيرة و الضيعفة منها أكثر من الصحيحة ، فإن كنتي تبنين معتقداتك على ما هبّ و دبّ من الروايات دون التحقق من صحتها ، فأدعو الله أن يكون في عونك و يحميك من شر هذا النهج .

        لذا قلت لكِ منذ البدء لا يهم كثرة الروايات و إنما صحتها ، فرواية واحدة متواترة و صحيحة الإسناد بشهادة أعلام علم الحديث و كبار رجال الجرح و التعديل و فقهاء التاريخ و الأنساب أهم و أكثر اعتبارا من مئة حديث مروي عن رجال مجهولين الهوية و الشخصية ... فانتبهي هداكِ الله و رعاكِ .


        إن أردت التعقيب على كل نقطة من مداخلتكِ فالموضوع سيطول و سيطول كثيرا ... و لكن سأسكت عن بعض الأمور حتى لا يتشتت الموضوع

        و لكن من الملاحظ أنك خلطتي بين ما حدث في حجة الوداع و ما حدث في خم ، و هذا خلط يجب أن تعيه جيدا و تفرقي بين قاله النبي في الحج و ما قاله بعد إنتهائه منه و عودته للمدينة ..


        يتبع
        v
        v
        التعديل الأخير تم بواسطة النفيس; الساعة 17-10-2009, 09:21 PM.

        تعليق


        • #79

          نتابع ،،

          ثانيا : ما حدث في غدير خم .

          سأسرد القصة كما فعلت في حجة الوداع ثم أستدل برواية مسندة من أصح الأسانيد ...

          عند رجوع النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - من حجة الوداع ، نزل بوادي بين مكة و المدينة و الذي هو غدير خم و خطب فيهم .

          و لا بد أن نذكر أمرا و هو أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يخرج إلى الحج كان في المدينة وكان قد أرسل خالد بن الوليد إلى اليمن في قتال , إنتصر خالد بن الوليد في جهاده أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنّا إنتصرنا وعندنا غنائم فأرسل إلينا من يخَمِّس هذه الغنائم فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ليخمس الغنائم ثم أمره أن يدركه في مكة في الحج , إذا النبي في المدينة وعلي في المدينة ثم أمر علياً أن يخرج إلى اليمن والموعد مكة , ذهب علي إلى اليمن وصل إلى الغنائم قُسمت الغنائم كما هو معلوم إلى خمسة أقسام أربعة أخماس للجنود للذين قاتلوا للذين فتحوا للذين جاهدوا وخمس واحد يقسم إلى خمسة أخماس خمس لله والرسول , خمس لذوي القربى , خمس لليتامى , خمس للمساكين , خمس لأبن السبيل , قُسمت الغنائم .. الآن علي سيذهب إلى مكة يلتقي بالنبي صلى الله عليه وسلم هناك في حجة الوداع , الذي وقع أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أخذ الخمس الذي لذوي القربى وهو سيد ذوي قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم , والخمس عبارة عن ماذا ؟ عبارة عن أموال , بهائم كالخيل والبغال والإبل والبقر والغنم وسبي من نساء وأطفال ورجال .. ماذا صنع علي رضي الله عنه ؟ أخذ إمرأة من السبي فدخل عليها – يعني جامعها – فغضب بعض الصحابة كبريدة بن الحصين .. كيف علي يفعل ذلك !! يأخذ إمرأة من السبي ومن نصيب ذوي القربى من نصيب النبي صلى الله عليه وسلم هناك يوزعه في المدينة ليس هنا‍ ‍! .. فأخذ إمرأة من السبي ودخل بها وخرج وقد إغتسل فغضب بريده فذهب إلى النبي في المدينة صلوات الله وسلامه عليه فقال يا رسول الله : حصل كيت وكيت وذكر له ما وقع من علي , لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم , فرجع بريده وقال : حصل كذا وكذا من علي أيضا لم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم , جاء الثالثة قال يا رسول الله : علي فعل كيت وكيت , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا بريدة أتبغض علياً ) قال : نعم يا رسول الله , فقال : ( لا تفعل فإن له من الخمس أكثر من ذلك ) يقول : فأحببته بعد ذلك لأن النبي قال : لا تبغضه , خلاص يطيعون النبي صلى الله عليه وسلم فأحبه فدافع النبي عن علي صلوات الله وسلامه عليه .

          و هناك أمر آخر جدير بالذكر و هو أنه لما خرج علي من اليمن إلى مكة و النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة وهو في الطريق علي رضي الله عنه أخذ معه نوقاً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم , يعني ساق الهدي معه فلما كان في الطريق أمر أصحابه أن يتقدموا عليه ونهاهم أن يركبوا على الإبل ونهاهم أن يلبسوا بعض الثياب التي من الغنائم وسبقوه , فلما أدركهم علي وجد أن الإبل رُكبت أو أن الملابس لُبست فغضب ونهرهم رضي الله عنه كيف ما تطيعوا أمري ؟ أن قلت لكم لا تركبوا أنا قلت لكم لا تلبسوا كيف تفعلون كذا .. فتضايقوا من هذه المعاملة ومنهم أبو سعيد الخدري , يقول فلما لقينا النبي صلى الله عليه وسلم في مكة إشتكينا علياً ,أن علي فعل كيت وكيت وكان قاسياً معنا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإني علمت أن علي قد أحسن فلا تبغضوا علي ) وسكت القوم , أيضاً هذه مشكلة داخلية مع علي رضي الله عنه عندها لما إنتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الحج ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وصار قريباً من المدينة قريباً من 150 كلم أو 170 كلم من المدينة في أثناء الطريق أثناء راحتهم توقف هناك في يوم من الأيام و قال كلمته تلك ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أي يا من تكلمتم في علي إحذروا فعلى مني وأنا منه , علي أنا يحبني من يحب علي , يودني من يود علياً ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) , هم يقولون المولى الحاكم ونحن نقول المولى المحب بدليل قوله بعد ذلك ( اللهم وال من والاه وعادي من عاداه ) ما معنى وال من والاه وعاد من عاداه وقوله من كنت مولاه فعلي مولاه .. المعنى واحد إذاً هذه قصة غدير خم .


          الآن جاء دور الروايات المسندة حول ما حدث في غدير خم ...

          منها الحديث الذي ذكرته في صحيح مسلم كتاب فضائل الصحاب باب فضائل علي عن زيد بن الأرقم و فيه لا يوجد قوله " من كنت مولاه فهذا علي مولاه "

          أما الرواية التي فيها هذا اللفظ ففي سنن الترمذي و مسند أحمد ..

          حيث جاءت زيادات لهذا الحديث عند أحمد والنسائي في الخصائص والترمذي وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ذلك المكان : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) وجاءت كذلك زيادات أخرى منها ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) يمكننا أن نقسم هذا الحديث إلى أربعة أقسام .

          القسم الأول : ما جاء في حديث مسلم وهو ليس فيه من كنت مولاه فعلي مولاه .
          القسم الثاني : الزيادة خارج مسلم وهي عند كما قلنا الترمذي وأحمد والنسائي والخصائص وغيرهم و هي التي فيها زيادة ( من كنت مولاه فعلي مولاه )
          .

          القسم الثالث : زيادة أخرى عند الترمذي وأحمد وهي ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) .

          القسم الرابع : وهي زيادة عند الطبراني وغيره (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) .

          أما القسم الأول فهو في صحيح مسلم و هو حديث صحيح .

          القسم الثاني وهو ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) فهذا حديث صحيح عند الترمذي وأحمد إذ لا يلزم أن يكون الحديث الصحيح فقط عند مسلم والبخاري والصحيح أن هذا حديث صحيح جاء عند الترمذي وأحمد وغيرهما .

          أما زيادة ( اللهم والي من ولاه وعاد من عاداه) فهذه إختلف فيها أهل العلم , هناك من أهل العلم من صححها وهناك من ضعفها حتى الأولى قوله( من كنت مولاه فعلي مولاه ) هناك من ضعفها كإسحاق الحربي وبن تيمية وبن حزم وغيرهم .

          أما الزيادة الأخيرة وهي (وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) هذه كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم .


          لذا راجعي نفسك يا عبيـــر و لا تكوني ناسخة لجميع ما ينشر و يقال في النت دون تمحيص أو حتى شراء للكتاب و التحقق مم فيه ..

          فخلاصة غدير خم ، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما رجع من اليمن ، كان قد قام ببعض الأفعال التي ضايقت بعض الصحابة و ظنوه أنه مخطئ بها مثل أخذه المرأة من السبي و منعه الصحابة من ركوب الإبل و شدّته مع بعضهم ، فشكوا ذلك للنبي صلى الله عليه وآله و سلم ، و حيث أن علي كان محقا فيما فعل دافع الرسول عنه و قال لهم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " . من باب أن لا يكرهوا ما فعل و أن يحبوه كما يحبونه ، وكان الموقف يسلتزم ذلك و المعرفة بأسباب القول هو المدخل الرئيسي لفهم المراد من القول . أما الزيادات القائلة " وأنصر من نصره وأخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار ) هذه كذب محض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم . و لم يصح أبدا أن النبي قال ذلك بل هي افتراءات المفترين .


          الخلاصة يا عبير

          أن خطبة حجة الودع أمر ، والخطبة التي ألقاها النبي في غدير خم أمر آخر ... أرجو أن تستوعبي ذلك و تفرقي بينهما


          لا توجد في الروايات المذكورة أي تنصيب لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في موضوع الخلافة لا من قريب و لا من بعيد ... ففي حجة الوداع لم يتطرق الرسول لموضوع الخلافة و في غدير خم لم يكن في حضور جميع الصحابة و إنما جمع من أهل المدينة و ما قاله الرسول " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " جاء بمناسبة حادثة حدثت عندما كان علي في اليمن و اشتكى البعض من ذلك فدافع الرسول عنه ، كعادته يدافع عن أصحابه و يذكر مناقبهم .

          و الآن خطاب لعقلك : هل هكذا يكون تنصيب خليفة رسول الله ؟؟!! .. لماذا لم يذكر ذلك صراحة في حجة الوداع عند حضور الآلاف من الصحابة ؟؟

          هل يصعب على النبي أن يقول " أنا أنصب علي بن أبي طالب خليفة عليكم من بعدي " ؟؟!!! .. ألم يجد الرسول و هو من أوتي الفصاحة و جوامع الكلم كلمة أبلغ من قوله من كنت مولاه فهذا علي مولاه ...! هل تظنين أن معنى هذا الكلام أن من كنت حاكمه فهذا علي حاكمه ؟؟ ... أهكذا تفهمين الأمور يا عبير ؟؟

          ارجعي إلى اللغة و ابحثي عن معنى كلمة " مولى " و لماذا زيد بن حارثة رضي الله عنه يدعى " مولى النبي صلى الله عليه و سلم " .. هل معنى ذلك أن زيد بن حارثة هو الحاكم على الرسول ؟؟

          يا عبيــــر اقرئي و تأملي فالحياة قصيرة ...!

          و إن افترضنا جدلا أن مولى يعني حاكم أو خليفة ، فكانت الفصاحة أن يقول الرسول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه بعد موتي " ... لأنه لا يوجد حاكمين في وقت واحد ، لأنه قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، و بالتالي معناه من كنت حاكمه فعلي حاكمه أيضا و كلينا حكام عليكم ؟؟!!! .. ما هذا يا عبير ؟؟


          و هكذا تنتهي الجلسة اليوم و بانتظار الجلسة القادمة ...

          و نجد أنه لم يثبت أبدا أن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم قد نصّـب و عيّن حاكما على المسلمين أو إماما لهم من بعده بعبارة صريحة جازمة لا تدع مجالا للشك من رواية متواترة صحيحة السند غير مطعون فيها من قبل علماء الحديث .


          فكيف تتهمين الصحابة بأنهم خالفوا و صية الرسول الكريم صلى الله عليه و آله و سلم و أنتي أصلا لم تثبتي أن هناك وصية من الأساس ؟؟؟!!!!

          فهذه إدانة باطلة نقلا و عقلا .. إثبتي لي برواية صحيحة معتبرة أن الرسول قد نصّب خليفة من بعده بنص صريح بدون التأويلات الباطلة يا فاضلة ..

          و قلت لكِ أنا لست محتاجا إلى عشرات الروايات بل رواية واحدة معتبرة يشهد بصحتها كبار علماء الجرح و التعديل و الحديث و الأنساب و التاريخ فهي كفيلة بأن تكون دليلا معتبرا في محاكمتنا ...


          و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

          تعليق


          • #80
            /
            \

            بسم الله الرحمن الرحيم
            الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي محمد واله الاخيار

            عزيزي النفيس

            قرات كل ما جاء بردك والذي استندت اليه ما استندت
            ونفيت ما جيت انا به من اسانيد تثبت واقعة الغدير واحب

            ان اكرر لك اني ابحث اولا ماجاء من ظلم واقع علي ال البيت
            واحببت ان ابداء من واقعة غدير خم التي انت اردت بكل ردودك
            ان تثبت انها لم تكن واقعة تنصيب الامام علي للخلافة وهذه مصادر
            اضافية تثبت ماجاءبكلامي


            1.المعارف ابن قتيبة دينوري، ص 580.
            2.مسند إمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 119.
            3.أنساب الأشراف البلاذري، ج 2، ص 156.
            4. تاريخ بن عساكر، ج 2، ص 7, شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد، ج 19، ص 217، عبقات الأنوار، ج 2، ص 309، مناقب إبن المغازلي الشافعي، ص 23، السيرة الحلبية، ج 3، ص 274..


            وانا اجمع المصادر كلها من ادلتنا وكتبنا الشيعيه باختلاف انتمايها لاننا متفقون علا هذه الحادثه وان حادثه الغدير كانت تنصيب الامام علي للخلافة بعده التي خالفها كما تقول الصحابة وتمت شقيفة بني ساعده في غير حضور بني طالب كلهم لانهم كانوا منشغلين انذاك بتجهيز النبي صلوات الله عليه واله وسلم ..

            وهذا مصدر اخر يوكد حادثة الغدير وانا اتكلم عن حادثة الغدير لا خطبة الوداع واتمنا ان تقراء كلامي ولا تنسب الي كلام لم اقله فكل ما اقوله مثبت هنا وانما احيان تفسر كلامي ع ما تهواء . لذلك فان اول ظلم جاء بحق ال البيت هو سلب الامامه من الامام علي وتنصيب رجل اخر مكانه بغير اجماع الجميع ومنهم من كان منشغل بتجهيز الرسول ..

            إن من المناسب قبل أن ندخل في الموضوع الذي هو محط النظر - أن نشير إلى تفسير تاريخي مقتضب لمصطلح شائع ومعروف هو مصطلح: (حديث الغدير)
            فنقول:
            إن كلمة (حديث الغدير) تتضمن إشارة إلى حادثة تاريخية وقعت في السنة الأخيرة من حياة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله). وبالذات في الأشهر الأخيرة منها.
            حيث إنه (صلى الله عليه وآله) قد حج حجته المعروفة بـ(حجة الوداع) فلما قضى مناسكه، انصرف راجعا إلى المدينة، ومعه جموع غفيرة تعد بعشرات الألوف من المسلمين، فلما بلغ موضعا يقال له: (غدير خم).
            في منطقة الجحفة، التي هي بمثابة مفترق طرق، تتشعب منها طرق المصريين والمدنيين والعراقيين.
            نزل جبرائيل عليه في ذلك الموضع، في يوم الخميس في الثامن عشر من ذي الحجة بقوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك)، حيث أمره الله سبحانه أن يقيم عليا إماما لأمة، ويبلغهم أمر الله سبحانه فيه.
            فما كان من الرسول (صلى الله عليه وآله) إلا أن أمر برد من تقدم من الناس، وحبس من تأخر منهم. ثم صلى بهم الظهر، وبعدها قام بهم خطيبا على أقتاب الإبل وذلك في حر الهاجرة. وأعلن، وهو آخذ بضبع على(عليه السلام) : أن عليا أمير المؤمنين، ووليهم، كولاية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهم. حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه (قاله ثلاث أو أربع مرات) اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
            فنزلت الآية الكريمة: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).
            ثم طفق القوم من الصحابة يهنئون أمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي مقدمتهم الشيخان: أبو بكر وعمر وغيرهما من المعروفين من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).هذه صورة موجزة عن هذه القضية ذكرناها توطئة، وتمهيدا للبحث الذي هو محط نظرنا، فإلى ما يلي من مطالب وصفحات.


            توطئة وتمهيد
            قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل، فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدي القوم الكافرين)(2).
            نزلت هذه الآية في حجة الوداع، لتؤكد على لزوم تبليغ النبي (صلى الله عليه وآله) ما أمر به من أمر الإمامة. وولاية علي (عليه السلام) على الناس. كما ذكرته المصادر الكثيرة. والروايات الموثوقة ولسنا هنا بصدد الحديث عن ذلك.
            وقد يرى البعض: أن هذه الآية قد تضمنت تهديدا للرسول نفسه، بالعذاب والعقاب إن لم يبلغ ما أنزل إليه من ربه، وفي بعض الروايات: أنه (صلى الله عليه وآله) قد ذكر ذلك في خطبته للناس يوم الغدير، وستأتي بعض تلك الروايات إن شاء الله تعالى.
            ولكننا نقول: إن التهديد الحقيقي موجه لفئات من الناس كان يخشاها الرسول، كما صرح هو نفسه (صلى الله عليه وآله) بذلك ولم يكن النبي (صلى الله عليه وآله) ممتنعا عن الإبلاغ. ولكنه كان ممنوعا منه، فالتهديد له – إن كان- فإنما هو من باب: (إياك أعني، واسمعي يا جارة).
            وهذا بالذات، ما نريد توضيحه في هذا البحث، بالمقدار الذي يسمح لنا به المجال، والوقت فنقول:


            الغدير، والإمامة
            إن من يراجع كتب الحديث والتاريخ، يجدها طافحة بالنصوص والآثار الثابتة، والصحيحة، الدالة على إمامة علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ولسوف يجد أيضاً: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يأل جهدا، ولم يدخر وسعا في تأكيد هذا الأمر، وتثبيته، وقطع دابر مختلف التعللات والمعاذير فيه، في كل زمان ومكان، وفي مختلف الظروف والأحوال، على مر العصور والدهور.
            وقد استخدم في سبيل تحقيق هذا الهدف مختلف الطرق والأساليب التعبيرية وشتى المضامين: فعلا وقولا، تصريحا، وتلويحا، إثباتا ونفيا، وترغيبا وترهيبا، إلى غير ذلك مما يكاد لا يمكن حصره، في تنوعه، وفي مناسباته.
            وقد توجت جميع تلك الجهود المضنية، والمتواصلة باحتفال جماهيري عام نصب فيه رسميا على (عليه السلام) في آخر حجة حجها رسول الله (صلى الله عليه وآله). وأخذت البيعة له فعلا من عشرات الألوف من المسلمين، الذين يرون نبيهم للمرة الأخيرة.
            وقد كان ذلك في منطقة يقال لها (غدير خم) واشتهرت هذه الحادثة باسم هذا المكان. وهي أشهر من أن تذكر . وقد المحنا إلى ذلك في أول هذا البحث.
            ولسنا هنا في صدد البحث عن وقائع ما جرى، واستعراض جزئياته، ولا نريد توثيقه بالمصادر والأسانيد، ولا البحث في دلالاته ومراميه المختلفة. فقد كفانا مؤونة ذلك العلماء الأبرار،جزاهم الله خير جزاء وأوفاه(3).
            وإنما هدفنا هو الإلماح إلى حدث سبقه بفترة وجيزة، وهو ما حصل ـ تحديدا ـ في حجة الوداع، التي نصب فيها النبي (صلى الله عليه وآله) عليا إماما لأمة، وهو في طريق عودته منها إلى المدينة.
            وذلك لأن التعرف على هذا الحدث الذي سبق قضية الغدير لسوف يمكننا من أن نستوضح جانبا من المغزى العميق الذي يكمن في قوله تعالى: (والله يعصمك من الناس)(4).
            ولكننا قبل ذلك، لا بد لنا من إثارة بقض النقاط المفيدة في هذا المجال فنقول:


            الحدث الخالد
            أن من طبيعة الزمن في حركته نحو المستقبل، وابتعاده عن قضايا الماضي، وهو أن يؤثر في التقليل من أهمية الأحداث الكبيرة، التي يمر بها، وتمر به، ويساهم في أفولها شيئا فشيئا، حتى تصبح على حد الشبح البعيد البعيد، ثم قد ينتهي بها الأمر إلى أن تختفي عن مسرح الذكر والذاكرة، حتى كأن شيئا لم يكن.
            ولا تحتاج كبريات الحوادث في قطعها لشوط كبير في هذا الاتجاه إلى أكثر من بضعة عقود من الزمن، مشحونة بالتغيرات والمفاجآت.
            وحتى لو احتفظت بعض معالمها - لسبب أو لآخر - بشئ من الوضوح، ونالت قسطا من الاهتمام، فلا يرجع ذلك إلى أن لها دورا يذكر في حياة الإنسان وفي حركته، وإنما لأنها أصبحت تاريخا مجيدا يبعث الزهو والخيلاء لدى بعض الناس، الذين يرون في ذلك شيئا يشبه القيمة، أو يعطيهم بعضا من الاعتبار والمجد بنظرهم.
            ولكن قضية الغدير، رغم مرور الدهور والأحقاب، وبعد ألف وأربع مئة سنة زاخرة بالتقلبات العجيبة، وبالقضايا الغريبة، ومشحونة بالحروب والكوراث، بالعجيب من القضايا والحوادث .
            ورغم المحاولات الجادة، والمتتابعة للتعتيم علنها، وإرهاقها بالتعليلات غير المعقولة، باردة كانت أو ساخنة، بهدف حرفها عن خطها القويم، وعن الاتجاه الصحيح والسليم..
            وكذلك رغم ما عاناه ويعانيه المهتمون بها من اضطهاد وغربة، وتشريد ومحنة، وما يصب على رؤوسهم من بلايا ومصائب، وكوارث ونوائب.
            نعم رغم ذلك كله وسواه، فإن هذه الحادثة بما تمثله من قضية كبرى للإيمان وللإنسان، قد بقيت ولسوف تبقى القضية الأكثر حساسية وأهمية، لأنها الأكثر صلة بالإيمان وبالإنسان، ولأنها الأعنق تأثيرا في حياة هذا الكائن، وفي بنية شخصيته من الداخل، وعلى علاقاته بكل من وما يحيط به، أو يمت إليه بأدنى صلة أو رابطة من الخارج.
            وهي كذلك القضية الأكثر مساسا وارتباطا بمستقبل هذا الإنسان، وبمصيره، إن في الدنيا، وإن في الآخرة.
            وهذا بالذات هو السر في احتفاظ هذه القضية بكل حيويتها، وحساسيتها بالنسبة إليه، على مر الدهور، وتعاقب العصور، ولسوف تبقى كذلك كما سيتضح فيما يأتي.


            مفتاح الحل
            وإذا كان الأمر كذلك فلا يبقى مجال لما قد يثيره البعض، من أنه: سواء أكان الحق في ذلك لعلي (عليه السلام)، وقد اغتصب منه، وأقصي عن منصب هو له، أم لم يكن الأمر كذلك، فإن هذه القضية قد تجاوزتها الأحداث، وأصبحت تاريخا يحكيه البعض، وينساه آخرون، كأي حدث تاريخي آخر..
            فلم يعد الوقوف عندها والاهتمام بها مجديا، ولا خفياً، إن لم نقل: إن فيه ما يوجب الفرقة، ويرسخ التباعد، بما يثيره من كوامن وضغائن.
            لا ليس ثمة مجال لهذا القول، فإن قضية الغدير، لا تزال ولسوف تبقى هي القضية الأساسية والرئيسة بالنسبة للمسلمين جميعا، بل وحتى بالنسبة لغيرهم أيضا.
            وهي المفتاح للباب الذي لا بد من الدخول منه لحل المشاكل المستعصية الكبرى، وبعث وبناء الإسلام وقوته وحيويته.
            وبدون ذلك، فإن على الجميع أن يستعدوا للمزيد من المصائب، وأن يقبلوا- شاؤا أم أبوا - باستمرار حالة الضعف والتقهقر، بل وانهيار بناء الإسلام الشامخ.


            خلافة أم إمامة‍‍ ‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍
            وذلك لأن القضية لا تقتصر على أن تكون مجرد قضية خلافة وحكم، أي قضية: أن يحكم هذا، أو يحكم ذاك، لسنوات معدودة، وينتهي الأمر - وربما يقال إن الذين تصدوا للحكم، واستأثروا به لأنفسهم قد قصدوا ذلك، ولكننا نجد شواهد كثيرة قد لا تساعد على هذا الفهم الساذج للأمور.
            لا..لا يقتصر الأمر على ذلك، وإنما هو يتجاوزه لما هو أهم وأخطر، حيث قد عمل الحكام الأمويون على تكريس مفهوم الإمامة والخلافة الإلهية في كل شخصية تصدت للحكم .. وذلك في نطاق تقديم العديد من الضوابط والمعايير، المستندة إلى مبررات ذات طابع عقائدي في ظاهره يتم على أساسها اضطهاد الفكر والاعتقاد المخالف، والتخلص من رجالاته بطريقة أو بأخرى.
            وقد سرت تلك المفاهيم المخترعة في الناس، وأصبحت أمرا واقعا، لا مفر منه ولا مهرب، ولا ملجأ منه ولا منجى، وتفرقت الفرق، وتحزبت الأحزاب، رغم أن غير الشيعة من أرباب الفرق والمذاهب الإسلامية يعتقدون بالخلفاء أكثر مما يعتقدن الشيعة في أئمتهم ويمارسون ذلك عملا، ولكنهم ينكرون ذلك، ولا يعترفون به، كما أنهم ينكرون على الشيعة اعتقادهم في أئمتهم ما هو أخف من ذلك وأيسر.

            دور الإمامة في بناء الإنسان والحياة
            وليس من الغريب القول بأن قضية الإمامة والموقف منها هو الذي يحدد مسار الإنسان واتجاهه في هذه الحياة وعلى أساس هذا التحديد، والمعرفة والاعتراف يتحدد مصيره، ويرسم مستقبله، وبذلك تقوم حياته، فيكون سعيد أو شقيا، في خط الإسلام وهداه، أو في متاهات الجاهلية وظلماتها كما أشير إليه في الحديث الشريف: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) أو ما بمعناه(5).
            فعلى أساس الاعتقاد بالإمامة يجسد الإنسان على صعيد الواقع، والعمل، مفهوم الأسوة والقدوة، الذي هو حالة طبيعية، يقوم عليها - من حيث يشعر أو لا يشعر - بناء وجوده وتكوين شخصيته، منذ طفولته.
            وعلى أساس هذا الاعتقاد، وذلك الموقف – أيضا - يختار أهدافه، ويختار السبل التي يرى أنها توصلة إليها.
            كما أن لذلك تأثيره الكبير في تكوينه النفسي، والروحي، والتربوي، وفي حصوله على خصائصه الإنسانية وفي حفاظه على ما لديه منها.
            والإمامة هي التي تبين له الحق من الباطل، والحسن من القبيح، والضار من النافع.
            وعلى أساس الالتزام بخطها يرتبط بهذا الإنسان أو بذاك، ويتعاون معه، ويتكامل، أو لا يفعل ذلك.
            كما أنها هي التي تقدم للإنسان المعايير والنظم، والمنطلقات التي لا بد أن يلتزم بها، وينطلق منها، ويتعامل ويتخذ المواقف - إحجاما أو إقداما - على أساسها.
            أضف إلى ذلك أنها تتدخل في حياته الخاصة، وفي ثقافته، وفي أسلوبه وفي كيفية تفكيره.
            ومن الإمام يأخذ معالم الدين وتفسير القرآن، وخصائص العقائد ودقائق المعارف. وهذا بالذات هو السر في أننا نجد إنسانا يأخذ معالم دينه من شخص دون آخر، ويجعل هذا أسوته وقدوته دون ذاك.
            إذن .. فموضوع الغدير، ونصب الإمام للناس، وتعريفهم به، لا يمكن أن يكون على حد تنصيب خليفة، أو حاكم، أو ما إلى ذلك، بل الأمر أكبر وأخطر من ذلك كما أنه ليس حدثا عابرا فرضته بعض الظروف، لا يلبث أن ينتهي ويتلاشى تبعا لتلاشي وانتهاء الظروف التي فرضته أو أوجدته، وليصبح في جملة ما يحتضنه التاريخ من أحداث كبيرة، وصغيرة، لا يختلف عنها في شيء، ولا أثر له في الحياة الحاضرة إلا بمقدار ما يبعثه من زهو، واعتزاز، أو يتركه من مرارة وألم على مستوى المشاعر والانفعالات لا أكثر.
            بل أمر الإمامة، هو الذي يمس في الصميم حقيقة هذا الإنسان، ومصيره ومستقبله، ودنياه وآخرته، ويؤثر في مختلف جهات وجوده وحياته.
            ومعنى ذلك هو أنه لا بد من حسم الموقف في هذا الأمر ليكون الإنسان على بصيرة من أمره يموت ميتة جاهلية. كما تقدم عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
            واشتراط الحديث الشريف تحصيل معرفة الإمام في النجاة من الهلكة وذلك في صيغة عامة تشمل كل إنسان حتى ولو لم يكن يعتنق الإسلام، حيث قال: (من مات ولم يعرف إمام زمانه..) ولم يقل: إذا مات المسلم ولم.
            إن هذا الاشتراط يوضح لنا: أن تجاهل قضية الإمامة، وعدم حسم الأمر في موضوع الأسوة والقدوة يساوي رفضها، وإبعادها عن محيط الحياة والإنسان في كونه يوجب الميتة الجاهلية، ويترك آثاره السلبية المهلكة والمبيدة، على مجمل حياة هذا الكائن وعلى مستقبله ومصيره، في الدنيا والآخرة.
            ومما يدل على ذلك، ويثبته ويؤكده: أنه تعالى قد اعتبر عدم إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس، يساوي عدم إبلاغ الرسالة نفسها من الأساس، وذلك يعني: أنه لا يمكن التسامح فيها ولا المحاباة، ولا مجال لإبعاده وتعطيلها لأن ذلك يعني إبعاد الدين وتعطيله، ومنعه من أن يكون هو سيد الموقف، وصاحب القرار في حياة الإنسان، وفي مجمل مواقفه.


            فما بلغت رسالته
            وبعد أن عرفنا: أن الفضية ليست قضية شخص، وإنما هي قضية الرسالة، أن تكون، أو لا تكون، حتى لقد قال تعالى، مخاطبا نبيه (صلى الله عليه وآله)، في مجال الحث على حسم أمر الإمامة (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) بعد أن عرف ذلك .. فإن المنع من إبلاغ الرسالة والإمامة معناه حرمان الإنسان من الهداية الإلهية، والرعاية الربانية، وليس هناك جريمة أعظم ولا أخطر من ذلك.
            وهنا لا بد من إلقاء نظرة على ما كانت عليه الحال في زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فيما يرتبط بهذه النقطة بالذات، لنتعرف على أولئك الناس الذين حاولوا منع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) من إبلاغ أمر الإمامة إلى الناس وذلك في الفصل التالي.


            الموتورون، الحاقدون، المعارضون
            إننا إذا رجعنا إلى القرآن الكريم، فسوف نجد أنه قد أفصح لنا عن وجود فئات من الناس، كانت تقف في وجه الرسول (صلى الله عليه وآله) مباشرة، وتمنعه من بيان أمر الإمامة وإقامة الحجة فيها، حتى احتاج (صلى الله عليه وآله ) إلى طلب العصمة من الله سبحانه، ليتمكن من مواجهة هؤلاء، وكبح جماحهم.
            فمن هم هؤلاء الأشرار الأفاكون، والعتاة المجرمون. الذين يجترؤون على مقام النبوة الأقدس، ويقفون في وجه إبلاغ أوامر الله، وأحكامه.


            الجواب
            إن كتب التاريخ والحديث، والسيرة زاخرة بالشواهد والدلائل القاطعة، والبراهين الساطعة، التي تكشف لنا القناع عن وجه هؤلاء، وتظهر مدى تصميمهم على رفض هذا الأمر، ومحاربة، وطمسه ومنابذته،بكل ما أوتوا من حول وقوة..
            ونحن في مقام التعريف بهم، والدلالة عليهم نبادر إلى القول: إنهم – للأسف - قوم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحاربته وهو غض طري العود، ثم حاربته بعد أن ضرب بجرانه، وعملت على زعزعة أركانه، حينما أرادت حرمانه من العنصر الضروري والأهم للحياة وللاستمرار، والبقاء وأعني به عنصر الإمامة والقيادة.
            والنصوص التالية خير شاهد على سياسات قريش هذه . فلنقرأها بتمعن، وصبر، وأناة.


            النصوص الصريحة
            قال عثمان بن عفان لابن عباس:
            (لقد علمت: أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه) ثم تذكر الرواية له كلاما آخر، وجواب ابن عباس له، فكان مما قال: (فأما صرف قومنا عنا الأمر، فعن حسد - قد والله - عرفته، وبغي، - والله - علمته بيننا وبين قومنا)(6).وحين ظهرت نتائج الشورى التي عينها عمر بن الخطاب، قال رجل من بني مخزوم لعمار: (ما أنت وتأمير قريش لأنفسها).
            ثم تستمر الرواية إلى أن تذكر: أن المقداد قال: (تالله، ما رأيت مثل ما أتي إلى أهل هذا البيت. وأعجبا لقريش، لقد تركت رجلا، ما أقول، ولا أعلم أحدا أقضى بالعدل )(7) وخطب أبو الهيثم بن التيهان بين يدي أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقال: (إن حسد قريش إياك على وجهين، أما خيارهم فتمنوا أن يكونوا مثلك منافسة في الملأ، وارتفاع الدرجة. وأما شرارهم فحسدوك حسدا أنغل القلوب، وأحبط الأعمال، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك إليها الحظ، وأخرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا أن يلحقوك حتى طلبوا أن يسبقوك، فبعدت - والله - عليهم الغاية، وأسقط المضمار، فلما تقدمتهم بالسبق. وعجزوا عن اللحاق بك بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش..)(8).
            وعمرو بن عثمان بن عفان أيضا قال: (ما سمعت كاليوم إن بقي من عبد المطلب على وجه الأرض أحد بعد قتل الخليفة عثمان - إلى أن قال: - فيا ذلاه، أن يكون حسن وسائر بني عبد المطلب - قتلة عثمان - أحياء يمشون على مناكب الأرض..)(9).
            يقولون هذا مع أنهم يعلمون: أن الحسن (عليه السلام) كان يدافع عن عثمان وهو محاصر في داره.
            وعن علي بن الحسين (عليه السلام)، أنه قال: ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا(10).
            ودخل العباس على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، إنا لنخرج فنرى قريشا تحدث، فإذا رأونا سكتوا. فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ودر عرق بين عينيه(11).
            وسئل الإمام السجاد (عليه السلام ) - وابن عباس أيضا: ما أشد بغض قريش لأبيك؟!.
            قال: لأنه أورد أولهم النار، وألزم آخرهم العار(12).
            وعن ابن عباس: قال عثمان لعلي (عليه السلام ): (ما ذنبي إذا لم يحبك قريش، وقد قتلت منهم سبعين رجلا،كأن وجوههم سيوف الذهب)(13).
            وقريب منه ما روي أن ابن عمر ، قد قاله لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضا(14).
            وروي أن العباس قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن قريشا، جلسوا، فتذكروا أحسابهم، فجعلوا مثلك مثل نخلة في كبوة من الأرض، فقال (صلى الله عليه وآله).. الخ . وحسب نص آخر: أن ناسا من الأنصار جاؤوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إنا لنسمع من قزمك، حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد مثل نخلة(15).
            ويقولون أيضا: قد كان هوى قريش كافة ما عطا بني هاشم في عثمان(16). وقال المقداد: وآ عجبا لقريش، ودفعهم هذا الأمر عن أهل بيت نبيهم(17).
            وقال الثقفي: كانت قريش كلها على خلافة مع بني أمية(18). وبعد بيعة عثمان تكلم عمار، فذكر أن قريشا هي التي صرفت هذا الأمر عن أهل البيت، ثم قال المقداد لعبد الرحمن بن عوف: (يا عبد الرحمن، أعجب من قريش،, إنما تطولهم على الناس بفضل أهل هذا البيت، قد اجتمعوا على نزع سلطان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعده من أيديهم. أما وأيم الله يا عبد الرحمن، لو أجد على قريش أنصارا لقاتلتهم كقتالي إياهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم بدر)(19). (وبعد أن بايع الناس عليا (عليه السلام) قام أبو الهيثم، وعمار وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وجماعة معهم، فدخلوا على علي (عليه السلام)، فقالوا: يا أمير المؤمنين أنظر في أمرك، وعاتب قومك هذا الحي من قريش، فإنهم قد نقضوا عهدك، واخلفوا وعدك، ودهونا في السر إلى رفضك)(20)، كما أن البراء بن عازب عد ذكر: أنه حين توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخوف أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم(21). وروي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد قال لعلي (عليه السلام)، إن الأمة ستغدر بك بعدي(22). كما أنه (صلى الله عليه وآله) قد أخبر أمير المؤمنين، بأن في صدور أقوام ضغائن، لا يبدونها له إلا بعده، وفي بعض المصادر: أن ذلك كان منه (صلى الله عليه وآله) حين حضرته الوفاة(23)...


            تعليق


            • #81
              الخليفة الثاني يتحدث أيضا
              قال عمر لابن عباس وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي (عليه السلام): (والله، ما فعلنا الذي فعلنا معه عن عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب، وقريش، لما قد وترها)(24). وقال لابن عباس أيضا: (كرهت قريش أن تجمع لكم النبوة والخلافة، فتجفخوا الناس جفخا(25)، فنظرت قريش لأنفسها، فاختارت، ووفقت، فأصابت)(26). وفي موقف آخر له أيضا معه، قال الخليفة له: (استصغر العرب سنه). كما أنه قد صرح أيضا بأن قومه قد أبوه(27).
              وفي مناسبة أخرى قال له: (لا، ورب هذه البنية، لا تجتمع عليه قريش أبدا)(28). وقال أيضا لابن عباس: (إن عليا لأحق الناس بها، ولكن قريشا لا تحتمله)(29).
              قريش في كلمات علي (عليه السلام)
              وإذا رجعنا إلى كلمات أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) نفسه، فإننا نجده يحمل قريشا مسؤولية كل المصائب والرزايا والبلايا التي واجهها هو وكل المخلصين بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ولاسيما فيما أرتبط بأمر الخلافة، وما نشأ عن ذلك من مزق، في جسم الأمة، وتوزع في أهوائها. ثم ما كان من تقاتل وتناحر، وانحراف عن خط الإسلام وعن مفاهيمه وأحكامه؟‍ وإلى يوم يبعثون.
              ونذكر من كلماته (عليه السلام) هنا، ما يلي:
              قال (عليه السلام): (اللهم أخز قريشا، فإنها منعتني حقي، وغصبتني أمري)(30).
              وعنه (عليه السلام): (فجزى قريشا عني الجوازي، فإنهم ظلموني حقي، واغتصبوني سلطان ابن أمي)(31).
              وفي النهج البلاغة وغيره قال (عليه السلام): (اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم، فإنهم قطعوا رحمي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ثم قالوا: ألا في الحق أن تأخذه، وفي الحق أن تتركه).
              وزاد في نص آخر: (فاصبر كمدا، أو فمت متأسفا حنقا، وأيم الله لو استطاعوا أن يدفعوا قرابتي - كما قطعوا سنتي ـ لفعلوا - ولكن لم يجدوا إلى ذلك سبيلا)(32).
              وفي خطبة له (عليه السلام)، يذكر فيها فتنة بني أمية، ثم ما يفعله المهدي (عليه السلام) بهم، يقول: (فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها، لو يرونني مقاما واحدا، ولو قدر جزر جزور، لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه، فلا يعطونيه)(33). وعنه (عليه السلام): (حتى لقد قالت قريش: ابن أبي طالب رجل شجاع, ولكن لا علم له بالحرب)(34).
              وقال (عليه السلام): (إني لأعلم ما في أنفسهم، إن الناس ينظرون إلى قريش، وقريش تنظر في صلاح شأنها، فتقول، إن ولي الأمر بنو هاشم لم يخرج منهم أبدا، وما كان في غيرهم فهو متداول في بطون قريش)(35).
              وقال(عليه السلام): (إن العرب كرهت أمر محمد (صلى الله عليه وآله) وحسدته على ما آتاه الله من فضله، واستطالت أيامه، حتى قذفت زوجته، ونفرت به ناقته، مع عظيم إحسانه إليها، وجسيم مننه عندها، وأجمعت مذ كان حيا على صرف الأمر عن أهل بيته بعد موته.
              ولولا أن قريشا جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة، وسلما إلى العز والإمرة، لما عبدت الله بعد موته يوما ولا واحدا، ولا ارتدت في حافرتها، وعاد قارحها جذعا وبازلها بكرا(36).
              ثم فتح الله عليها الفتوح، فأثرت بعد الفاقة، وتمولت بعد الجهد والمخمصة، فحسن في عيونها من الإسلام ما كان سمجا، وثبت في قلوب كثير منها من الدين ما كان مضطربا، وقالت: لولا أنه حق لما كان كذا.
              ثم نبست تلك الفتوح إلى آراء ولاتها، وحسن تدبير الأمراء القائمين بها، فتأكد عند الناس نباهة قوم، وخمول آخرين، فكنا نحن ممن خمل ذكره، وخبت ناره، وانقطع صوته وصيته، حتى أكل الدهر علينا وشرب)(37).
              وفي نص آخر عنه (عليه السلام) أنه قال: (فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم من قريش فينا)(38).
              وعنه (عليه السلام): (يا بني عبد المطلب، إن قومكن عادوكم بعد وفاة النبي، كعدواتهم النبي في حياته، وإن يطع قومكم لا تؤمروا أبدا).
              وعنه صلوات الله وسلامه عليه: (ما رأيت منذ بعث الله محمدا رخاء، لقد أخافتني قريش صغيرا، وأنصبتني كبيرا، حتى قبض الله رسوله، فكانت الطامة الكبرى).
              وقال له رجل يوم صفين: لم دفعكم عن قومكم هذا الأمر، وكنتم أعلم الناس بالكتاب والسنة؟!.
              فقال (عليه السلام): (كانت إمرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين).
              كما أنه (عليه السلام) قد كتب لأخيه عقيل في رسالة جوابية له: (فإن قريشا قد اجتمعت على حرب أخيك اجتماعها على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل اليوم، وجهلوا حقي، وجحدوا فضلي، ونصبوا لي الحرب، وجدوا في إطفاء نور الله، اللهم فاجز قريشا عني بفعالها، فقد قطعت رحمي، وظاهرت علي). وفي بعض المصادر ذكر (العرب) بدل قريش(39).
              وأما بالنسبة لمعاوية الخليفة الأموي، فقد أخبر (عليه السلام): أنه لو استطاع لم يترك من بني هاشم نافخ ضرمة(40).
              وبعد فإن الأمام الحسن (عليه السلام) قد ذكر في خطبة له أن قريشا هي المسؤولة عن موضوع إبعاد أهل البيت عن الخلافة، فراجع(41).
              بعض ما قاله المعتزلي:
              هذا .. وقد أكد المعتزلي هذه الحقيقة في مواضع من شرحه لنهج البلاغة. ونحن نذكر هنا فقرات من كلامه، ونحيل من أراد المزيد على ذلك الكتاب، فنقول:
              قال المعتزلي: (إن قريشا اجتمعت على حربه منذ بويع، بغضا له وحسداً، وحقداً ، فاصفقوا كلهم يداً واحدة على شقاقه وحربه، كما كانت في ابتداء الإسلام مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)،لم تخرم حاله من حاله أبداً)(42).
              وقال: (إنه رأى من بغض الناس له، وانحرافهم عنه، وميلهم عليه، وثوران الأحقاد التي كانت في أنفسهم، واحتدام النيران التي كانت في قلوبهم وتذكروا الترات التي وترهم فيما قبل بها، والدماء التي سفكها منهم، وأراقها ـ إلى أن قال: وانحراف قوم آخرين عنه للحسد الذي كان عندهم له في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لشدة اختصاصه له وتعظيمه إياه، وما قال فيه فأكثر من النصوص الدالة على رفعة شأنه، وعلى مكانه، وما اختص به من مصاهرته وأخوته، ونحو ذلك من أحوله.
              وتنكر قوم آخرين له، لنسبتهم إليه العجب والتيه - كما زعموا - واحتقاره العرب، واستصغاره الناس، كما عددوه عليه، وإن كانوا عندنا كاذبين، ولكنه قول قيل، وأمر ذكر)(43).
              وقال: (فقد رأيت انتقاض العرب عليه من أقطارها، حين بويع بالخلافة، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخمس وعشرين سنة، وفي دون هذه المدة تنسى الأحقاد، وتموت الثارات، وتبرد الأكباد الحامية، وتسلوا القلوب الواجدة، ويعدم قرن من الناس، ويوجد قرن، ولا يبقى من أرباب تلك الشحناء والبغضاء إلا الأقل).
              فكانت حاله بعد هذه المدة الطويلة مع قريش كأنها حاله لو أفضت الخلافة إليه يوم وفاة ابن عمه (صلى الله عليه وآله) من إظهار ما في النفوس، وهيجان ما في القلوب، حتى إن الأخلاف من قريش، والأحداث والفتيان، الذين لم يشهدوا وقائعه وفتكاته في أسلافهم وآبائهم، فعلوا به ما لو كانت الأسلاف أحياء لقصرت عن فعله، وتقاعست من بلوغ شأوه)(44).
              وقال: (اجتهدت قريش كلها، من مبدأ الأمر في إهمال ذكره، وستر فضائله، وتغطيه خصائصه، حتى محي فضله ومرتبته من صدور الإسلام)(45).
              وقال: (إن قريشا كلها كانت تبغضه أشد البغض - إلى أن قال: ولست ألوم العرب، ولاسيما قريشا في بغضها له، وانحرافها عنه، فإنه وترها، وسفك دماءها، وكشف القناع في منابذته. ونفوس العرب وأكبادها كما تعلم !؟)(46).
              وهذا وقد أشار إلى بغض قريش ومنابذتها له في مواضع عديدة أخرى من كتابه، فليراجعها من أراد(47).
              وبعد ما تقدم: فإن الوقت قد حان للوقوف على حقيقة موقف هؤلاء مما جرى في قضية (الغدير)، والظرف الذي كان يواجهه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع هؤلاء، في هذه المناسبة بالذات.
              الرسول (صلى الله عليه وآله) والمتآمرون
              ونحن إذا رجعنا إلى كلمات الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، المنقولة لنا بصور متعددة، وفي موارد مختلفة، فإننا نجد، أنه (صلى الله عليه وآله) كان يؤكد على معرفته بنوايا المتآمرين من قومه قريش تجاه أهل بيته عموماً، وأمير المؤمنين علي (عليه السلام) بصورة خاصة، وقد تقدم عنه (صلى الله عليه وآله) بعض من ذلك، وما تركناه أكثر من أن يحاط به بسهولة، ويسر، لكثرته، وتنوعه.
              ويكفي أن نذكر هنا: أن تأخيره إبلاغ ما أنزل غليه في شأن الإمامة والولاية، قد كان بسبب المعارضة الكبيرة التي يجدها لدى قريش، التي كانت لا تتورع عن إتهام شخص الرسول (صلى الله عليه وآله)، والطعن في نزاهته، وفي خلوص عمله ونيته.
              وقد صلحت طائفة من النصوص المتقدمة بأن قريشاً كانت رائدة هذا الإتجاه، وهي التي تتصدى وتتحدى، وإليك نموذجا أخر من تصريحات الرسول (صلى الله عليه وآله) الدالة على معرفته بهؤلاء المتآمرين، ووقوفه على حقيقة نواياهم في خصوص هذا الأمر. وبالنسبة لقضية الغدير بالذات.
              أمثلة وشواهد
              1- قال الطبرسي: (قد اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبدالله (عليهما السلام): أن الله أوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله): أن يستخلف علياً (عليه السلام)، فكان يخاف أن يشق ذلك جماعة من أصحابه، فأنزل الله هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره الله بأدائه)(48).
              والمراد بـهذه الآية قوله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك).
              2- عنه (صلى الله عليه وآله): أنه لما أمر بإبلاغ أمر الإمامة قال: (إن قومي قريبي عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل الله: (يا أيّها الرسول بلّغ)(49).
              3- عن ابن عباس إنّه (صلى الله عليه وآله) قال في غدير خم: (إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني، وتكذبوني، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد)(50).
              4- عن الحسن أيضاً: (إن الله بعثني برسالة، فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغنّ أو ليعذبني، فإنزل الله: (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك)(51).
              5- عن ابن عباس ،وجابر الأنصاري، قالا: أمر الله تعالى محمداً (صلى الله عليه وآله): أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك)(52).
              6- عن جابر نن عبد الله: (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بخم، فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشقّ على النبي تأخر الناس، فأمر علياً فجمعهم، فلمّا اجتمعوا قام فيهم، متوسد (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، واثنى عليه، ثم قال: (قال الناس، إنه قد كرهت تخلفكم عني حتى خيّل إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني)(53).
              7- ويقول نص آخر: إنه لما أمر (صلى الله عليه وآله) بنصب علي (عليه السلام): (خشي رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قومه، وأهل النفاق، والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم، ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي (عليه السلام) من العدواة والبغضاء، وسأل جبرئيل ان يسأل ربّه العصمة من الناس).
              ثم تذكر الرواية: (أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرئيل، فأمره بذلك مرة أخرى، ولم يأته بالعصمة، ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك، ولكنه لم يأته بالعصمة.
              ثم لما بلغ عدير خم جاءه بالعصمة، فخطب (صلى الله عليه وآله) الناس، فأخبرهم: أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى، بنصب علي (عليه السلام) إماماً ووليّاً للناس ـ إلى أن قال: - وسألت جبرئيل: ان يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ ايها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل المستهزئين بالاسلام، الذين وصفهم الله في كتاله بأنهم: يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويحسبونه هيناً، وهو عند الله عظيم. وكثرة أذاهم لي في غير مرّة، حتى سمّوني أذناً، وزعموا: أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي، وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآناً: (ومنهم الذين يؤذون النبي، ويقولون هو أذن).
              إلى أن قال، ولو شئت أن أسميهم باسمائهم لسميت، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرّمت(54).
              8- عن مجاهد، قال: (لما نزلت: (بلّغ ما أنزل إليك من ربك). قال: يا رب، إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟ فنزلت (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته)(55).
              9- قال إبن رستم الطبري: (فلما قضى حجة وصار بغدير خم، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أمره الله عز وجل بإظهار أمر علي، فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس لذلك، إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم، فأنزل الله (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك)(56).
              10- وفي حديث مناشدة علي (عليه السلام) للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عزب، وأبو ذر، والمقداد، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال، وهو قائم على المنبر، وعلي (عليه السلام) إلى جنبه: (أيها الناس،أن الله عز ودل أمرني أن أنصب لكم إمامكم، والقائم فيكم بعدي، ووصي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرب(57) بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني)(58).
              وعند سليم بن قيس: (إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت الناس يكذبوني، وأوعدني)(59).
              11- وعن ابن عباس: لما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) أن يقوم بعلى ابن أبي طالب المقام الذي قام به، فانطلق النبي (صلى الله عليه وآله) إلى مكة، فقال: رأيت الناس حديثي عهد بكفر ـ بجاهلية ـ ومتى أفعل هذا به، يقولوا: صنع هذا بابن عمّه ثم مضى حتى قضى حجة الوداع(60).
              وعن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرئيل بأمر الولاية ضاق النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك ذرعاً، وقال: قومي حديثوا عهد بجاهليّة، فنزلت الآية(61).
              12- وروي: انه (صلى الله عليه وآله) لما إنتهى إلى غدير خم (نزل عليه جبرئيل، وأمره أن يقيم علياً، وينصبه إماماً للناس. فقال: إن أمتي حديثوا عهد بالجاهلية. فنزل عليه: إنها عزيمة لا رخصة فيها، ونزلت الآية: (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)(62).
              13- وفي رواية عن الإمام الباقر(عليه السلام) جاء فيها أنه حين نزلت آية إكمال الدين بولاية علي (عليه السلام): (قال عند ذلك رسول الله: إن أمتي حديثوا عهد بالجاهلية، ومتى أخبرهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني، فأتتني عزيمة من الله بتلة أوعدني: إن لم ابلغ أن يعذبني فنزلت (يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك)(63).
              وفي بعض الروايات: إنه (صلى الله عليه وآله) إنما أخر نصبه (عليه السلام) فرقاً من الناس، أو لمكان الناس(64).
              ممن الخوف يا ترى
              14- عن: (ضاق بها ذرعاً، وكان يهاب قريشاً، فازال الله بهذه الآية تلك الهيبة)(65).
              يريد: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) ضاق ذرعاً وخاف قريشاُ بالنسبة لبلاغ أمر الإمامة، فأزال الله بآية: (والله يعصمك من الناس) خوفه بذلك.
              المتآمرون
              هذا غيض من فيض مما يدل على دور المتآمرين من قريش، ومن يدور في فلكها في صرف الأمر عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، وتصميمهم على ذلك، لأسباب أشير إلى بعضها في ما نقلناه من كلمات ونصوص.
              وفي مقدمة هذه الأسباب حرص قريش على الوصول إلى السلطة، وحقدها على أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قد وترها في سبيل الله والدين.
              وكل ما تقدم يفسر لنا السر فيما صدر من هؤلاء الحاقدين من صخب وضجيج، حينما أراد الرسول (صلى الله عليه وآله) في منى وعرفات: أن يبلغ الناس أمر الإمامة، ودورها، وأهميتها، وعدد الأئمة، وأنهم إثنا عشر إماماً، وغير ذلك.
              حيث قد تخوفوا من أن يكون قد أراد تنصيب علي (عليه السلام) إماماً للناس بعده. فكان التصدي منهم. الذي انتهى بالتهديد الإلهي. فإضطر المتآمرون إلى السكوت في الظاهر على مضض، ولكنهم ظلوا في الباطن يمكرون، ويتآمرون، (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين)(66).
              66- سورة الانفال الآية 30.

              تعليق


              • #82
                الهوامش:
                1- راجع: الغدير للعلامة الأميني ج1، ص 9 – 12 وغيرها من الصفحات.
                2- سورة المائدة الآية 67.
                3- راجع: كتاب الغدير للعلامة الأميني، وكتاب دلائل الصدق، والمراجعات.
                4- سورة المائدة الآية 67.
                5- راجع: الغدير ج 1، ص 390 عن التفتازاني في شرح المقاصد ج2، ص 275، وكنز الكراكجي: ص151، والمناقب لإبن شهرآشوب ج3 ص217، ومجمع الزاوئد ج5، ص 224 و 225 و219 و218، ومسند أحمد ج 4، ص 96 ، والبحار ج 23، ص92 و 88 و 8 – و 89 وفي هوامشه عن الاختصاص: 269 ، وعن إكمال الدين: ص 230 و 231 ، وعن عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ص 219 ، ومنتخب الأثر: ص15 عن الجمع بين الصحيحين والحاكم.
                6- قاموس الرجال ج 6، ص 37، وشرح النهج للمعتزلي ج 9، ص 9، والموفقيات: ص 606.
                7- قاموس الرجال ج 6، ص 385 ـ 385، وشرح النهج للمعتزلي ج 12، ص 266 و ج 9 ص 57 ـ 58، وفي كلمات المقداد رحمه الله عبارات أخرى صريحة في ذلك، فلتراجع.
                8- الأوائل ج 1، ص 316 ـ 317.
                9- الاحتجاج ج 1 ص 403، والبحار ج 44، ص 71.
                10- شرح النهج للمعتزلي ج 4، ص104، والبحار ج 46، ص 143 وعن الطبعة الحجرية ج 8، ص 676 و 730، وراجع: الغارات ج 2، ص 573.
                11- مسند أحمد ج 4، ص 164 و ج 1، ص 208، وراجع ص 210، وسنن ابن ماجة ج 1، ص 50، وحياة الصحابة ج 2، ص487 و 488، ونل الأبرار: ص 34 - 35، وراجع: تاريخ المدينة ج 2، ص 239 و 640, ومستدرك الحاكم ج 3، ص 333، وتلخيصه للذهبي، بهامش نفس الصفحة، ومنحة المعبود ج 2، ص147 ومجمع الزوائد ج 9 ص 269 والجامع الصحيح للترمذي ج 5 ص 652، وصححه، وأسد الغابة ج 3، ص 110، وكنز العمال ج 13، ص 90 و 88 ـ 89 و 83, و ج 16، ص 254 و 135 و 128 عن عدد من المصادر ونقله بعض الأعلام عن الكامل لابن عدي ج 6، ص 1885، وعن المصنف لابن أبي شيبة ج 12، ص 108، وعن المعرفة والتاريخ ج 1، ص 497 , 499. والبحار ج 8، ص 151 الطبعة الحجرية.
                12- نثر الدر لآبي ج 1، ص 304 والمناقب لابن شهرآشوب ج 3، ص 220 والبحار الطبعة الحجرية ج 8، ص 151.
                13- معرفة الصحابة لأبي نعيم الورق 22 مخطوط في مكتبة طوب قبوسراي رقم 1 ص497 /أ، والجمل ص 99 وشرح النهج المعتزلي ج 9، ص 23.
                14- المناقب لابن شهرآشوب ج 3، ص 220.
                15- راجع مسند أحمد ج 4، ص 166، ولسان العرب ج 15، ص 213، والبحار ج 36 ص 294، والنهاية ج 4، ص 146. وفي الكامل لابن عدي ج 2، ص 665: أن القائل هو أبو سفيان وفي البحار ج 36، ص 278, 294: أن القائل هو عمر بن الخطاب. والكبا: الكناسة، والتراب الذي يكنس.
                16- شرح النهج للمعتزلي ج 9، ص 52.
                17- تاريخ اليعقوبي ج 2، ص 163.
                18- الغارات ج 2، ص 570، وراجع 554.
                19- مروج الذهب ج 2، ص 343.
                20- شرح النهج لابن أبي الحديد، المعتزلي ج 2، ص 39 ـ 40.
                21- شرح النهج لابن أبي الحديد المعتزلي ج 2، ص 51.
                22- نزل الأبرار: ص 261، وتاريخ بغداد ج11، ص 216، ومستدرك الحاكم ج 3، ص 142، وتلخيصه للذهبي، بهامش نفس الصفحة، وعن كنز العمال ج 6، ص 73، والبحار ـ طبعة حجرية ـ ج 8، ص 629.
                23- راجع المصادر التالية: تذكرة الخواص: ص45 ـ 46، كفاية الطالب: ص272، وفرائد السمطين ج 1 ص 152، والبحارج 28، ص 53 ـ 54 وكتاب سليم بن قيس: ص 22، ومجمع الزوائد ج 9، ص 118 عن البزار والطبراني وأبي يعلى، والمناقب للخوارزمي ص 26 وتاريخ بغداد ج 12 ص 398 ومقتل الحسين للخوارزمي: ج1، ص 36، وترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ من تاريخ دمشق، بتحقيق المحمودي ج 2، ص 322 ـ 325، ونور الأبصار: ص 79، وميزان الاعتدال ج 3، ص355 وشرح النهج للمعتزلي ج 4، ص 107، وكنز العمال ج 15، ص 156 عن ابن النجار وأبي الشيخ والمستدرك والبزار وابن الجوزي والخطيب وأبي يعلى، وكفاية الأثر: ص124 و 158.
                24- الغدير ج 1، ص 389 عن محاضرات الراغب، والبحار ج 8، ص 209 ـ الطبعة الحجرية.
                25- الجفخ: التكبر.
                26- قاموس الرجال ج 6، ص 33 و 403، وقال: رواه الطبري في أحوال عمر، والمسترشد في إمامة علي (عليه السلام): ص 167 وشرح النهج للمعتزلي ج 12، ص 53, وراجع ص 9 وعبر بـ(قومكم) وفيه: (إنهم ينظرون إليه نظر الثور إلى جازره)، وراجع ج 2، ص58 والإيضاح: ص 199.
                27- راجع: شرح النهج للمعتزلي ج 12، ص 46 وراجع ج 2، ص 58 و81، وفي هامشه عن الرياض النضرة ج2، ص173، وراجع: بهج الصباغة ج 4، ص 361، وقاموس الرجال ج 7، ص 201 و ج 6، ص 35 عن الموفقيات.
                28- شرح النهج ج 12، ص 20 و21 عن كتاب بغداد لأحمد بن أبي طاهر، وراجع ج 12، ص 79 و85 و86 و84 و80 و82, وكشف الغنة ج 2، ص49، وقاموس الرجال ج 6، ص398 وج 7، ص188، وبهج الصباغة ج 6، ص 244 وج 4 ص 381، ونقل عن البحار- طبع كمباني ـ ج 8، ص213, 266 و292، وعن ناسخ التواريخ (الجزء المتعلق بالخلفاء): ص 72 ـ 80.
                29- تاريخ اليعقوبي ج 2، ص 158، وقاموس الرجال ج 6، ص 36 عنه.
                30- شرح النهج، للمعتزلي ج 9، ص 306.
                31- المصدر السابق.
                32- راجع نهج البلاغة ج 2، ص 227، والمسترشد في إمامة علي (عليه السلام): ص 80 وشرح النهج المعتزلي ج 4، ص 104 وج 6 ص 69، راجع: البحار الطبعة الحجرية ج 8، ص 730 , 672 والغارات ج 2، ص 570.
                33- نهج البلاغة ج 1 ص 184.
                34- الأغاني ج 15، ص 45, ونهج البلاغة ج 1 ص 66.
                35- راجع: قاموس الرجال ج 6، ص 384 و385، وشرج النهج للمعتزلي ج 12، ص 266 ج 9، ص 57 و58.
                36- البازل من الإبل: الذي قطر نابه.
                37- شرح النهج للمعتزلي ج 20، ص 298 و 299.
                38- الأمالي ، للشيخ المفيد: ص 324.
                39- راجع الإمامة والسياسة ج 1، ص 56، وراجع المصادر التالية: الغارات ج 2، ص 431، وشرح النهج للمعتزلي ج 2، ص 199 وراجع ج 16، ص 148 ـ 152 وأنساب الأشراف ج 2، ص 75 بتحقيق المحمودي، والأغاني ج 15، ص 46، ونهج البلاغة ج 3، ص 68، والدرجات الرفيعة: ص 156، وعن البحار ـ طبعة حجرية ـ ج8، ص 621 و 673، وراجع أيضا نهج السعادة ج 5، ص 302، وراجع: جمهرة رسائل العرب ج 1، ص 595. والعبارات في المصادر متفاوتة فيلاحظ ذلك.
                40- تفسير العياشي ج 2، ص 81، والبحار ج 32، ص 592، وعيون الأخبار - لابن قتيبة ـ ج 1، ص 181.
                41- راجع: شرح للمعتزلي ج 16 ص 24 و 33.
                42- شرح النهج ج 16، ص 151.
                43- شرح النهج ج11، ص 112 و 113.
                44- شرح النهج ج 11، ص 114.
                45- شرح النهج ج 8، ص 18.
                46- شرح النهج ج 14، ص 299.
                47- راجع شرح النهج ج 9، ص 28 و29 و52 وج 4، ص 74 - 104.
                48- مجمع البيان ج 3 ص 223.
                49- شواهد التنزيل ج 1، ص 191.
                50- شواهد التنزيل ج 1 ص 193.
                51- الدر المثور ج 2، ص 193 وص 298 عن أبي الشيخ.
                52- راجع: مجمع البيان ج 3، ص 223، وتفسير العياشي ج 1، ص 331، وتفسير البرهان ج 1، ص 489، وشواهد التنزيل ج 1، ص192، والغدير ج 1، ص 219 و 223 و 377 عن المجمع، وعن روح المعاني ج 2، ص 348.
                53- راجع: مناقب علي بن أبي طالب: لإبن المغازلي: ص 25 والعمدة: لإبن البطريق ص 107، والغدير ج 1، ص 22 عنه وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين.
                54- الاحتجاج ج 1، ص 69 و70 و73 و74، وراجع: روضة الواعظين: 90 و 92 والبرهان ج 1، ص 437 ـ 438 والغدير ج 1، ص 215 ـ 216 عن كتاب (الولاية) للطبري.
                55- الدر المنثور ج 2، ص 298 عن إبن أبي حاتم، عبد بن حميد وإبن جرير.
                56- المسترشد في إمامة علي (عليه السلام): ص 94 ـ 95.
                57- لعل الصحيح: فقرن.
                58- غرائد السمطين ج1، ص 315 و 316، والغدير ج 1 ص 165 ـ 166 عنه، وإكمال الدين ج 1، ص 277 وراجع البرهان ج 1، ص445 و 444 وسليم بن قيس: 149، وثمة بعض الإختلاف في التعبير.
                59- سليم بن قيس: ص 148، والبرهان ج 1، ص 444 و 445، والغدير ج 1، ص 196 عن سليم بن قيس.
                60- الغدير ج 1، ص 51 ـ 52 و217 و 378، عن كنز العمال ج 6، ص 153 عن المحاملي في أماليه، وعن شمس الأخبار ص 38، عن أمالي المرشد بالله، وراجع كشف الغمة ج 1، ص 318 وغير ذلك.
                61- الغدير ج 1، ص 217 عن كشف الغمة ج 1، ص 317.
                62- اعلام الورى: ص 132.
                63- البرهان في تفسير القرآن ج 1، ص 488، والكافي ج 1، ص 230.
                64- تفسير العياشي ج 1، ص 332 والبرهان (تفسير) ج 1، ص 489.
                65- مجمع البيان ج 3، ص 223.
                اعتقد جيدا ان ما اوردته هنا فيه من الادلة والاسانيد ما تكفي وتثبت صحة غدير خم التي كانت
                احد تجاوزات الصحابه ع ال بيت رسول الله وبداية مظالم كثيرة اقترفت في حقهم واولها سلب الامامه
                من الامام علي بن ابي طالب وتنصيب رجل غيره ..
                بردودك السابقه المطوله قد قراتها بامعان وساقراها مرة ثانيه وثالثه لانها تستحق ذالك حيث اني قرات فيها وقايع واشيا لم اكن اعلمها فعلا هذه حقيقه وسابحثها وعندما اصل الي قناعة الاخذ بها او لا ساخطرك من باب الاجتهاد ومن باب ان يجب ان نبحث كل ماجاء ولا نقف فقط عند ما نقراه ..
                النفيس
                ساقول لك شي ولا تزعل
                انتم اهل السنة الشي الذي يعيبكم فعلا هو الحقد فاغلب السنه يناقشون ويجادلون بحقد
                بعكس اغلب الشيعه الذين يريدون الحقيقه وكما هناك مغالين بالسنه هناك مغالين بالشعيه
                ومشكلتكم انكم تخلطون الحابل بالنابل
                ساقول لك سببب كلامي هذا اني شاركت السنه حوارت بمنتديات مختلفه وانا عشت معا فتيات سنيات
                متشددات وكنا نتحاور فمنهن من كن يناقشين كلامي ولا يحقدن علي ومنهن من كان يصل بهن الامر للسب والشتم بل احيان يردن الاعتداء علي لاني عندما لااجد من يقنعني بالحوار اظل متمسكه برائي فيعتبرن ذالك اهانة لهن واستغرب من هذه المفاهيم
                هناك بمنتدياتكم وشاركت بمنتدي كان اخر تعبي معهم ومجهوداتي توقيفي بعد مشوار وجهد وتعب قررور ايقافي لا لشي غير لاني شيعيه رفضت كل ما حاولوا اقناعي به وانا لااتمسك برايي من باب
                اني لا اقراء الا كتبنا ولعلامينا فقد قلت لك حكمت عليا ظروف الغربه ان اعيش بدول اغلبها بل كلها سنية ومعا ذالك وجدت من يفهمني ومن يدرك عقلي وما قرات وقرات كتب السنه وقرات البخاري ومسلم وطابقتها معا ما اخذه من كتبنا فاقتنعت بما اقتنعت ولكن ظليت امام شي واحد
                ان الصحابه قد تعدوا كثيرا علي ال البيت عليهم السلام منذ وفاة الرسول حتا ما فعله لعنة الله عليه يزيد
                وانا هنا اذا لعنت يزيد لانه يستحق اللعن واحب ان اخبرك انا من الذين يرفضون شتم الصحابه وسبهم وان كنت اخطئيهم فان السب والشتم لمن صاحبوا رسول الله لا يجوز هذا معتقدي ونهجي وهانا اقوله بكل صراحه ووضوح لتعلم اني لااخاف الا من خالقي ولا اقول الا ما اوومن الا بقناعاتي ..
                خلاصة الامر فان من مصادرك ومصادري سيبقا الوضع كما هو عليه فلا انت اقنعتني ان الصحابه كانوا علي حق ولا انا قدرت ان اقنعك بولا ية الامام علي من غدير خم وانها من احدي المظالم التي وقعت بحق ال البيت لننتقل الي السقيفه وما جراء بولاية ابو بكر حتا اوضح لك كثير من المظالم التي وقعت بخلافة ابو بكر وخاصة علي سيدتنا الفاطمة عليها السلام ..
                ودمت بكل الخير

                ملاحظة :- اووكد لك اني من الذين يرفضون شتم اي صحابي صاحب الرسول وعاش معه وعاش معهم الامام علي الا

                معاوية ويزيد لعنة الله عليهما فان سبهما ولعنهما برايي يزيد بالحسنات نظرا لما فسقا وظلما ال البيت وعندما نصل اليهم سافصل اكثر

                فقط احببت ان لا تقول اني اخرج عن الموضوع وادخل الشتم والسب ووغيره باشيا لم نصل الهيا لذلك فدعنا ننهي مسالة الغدير لننتقل لمساله اخري فان كنت راء ان الصحابة لم يتعدوا ع ال البيت بسلب الخلافة انا اراء غير ذالك ويبقا الحال ع ماهو عليه الي ان نصل لنهاية الحوار ونستخلص النتايج الي اللقاء
                التعديل الأخير تم بواسطة عبيـــــر; الساعة 18-10-2009, 01:12 PM.

                تعليق


                • #83
                  مافي داعي لأن نتعب نفسنا مع ناس لم يخلقوا ليكونوا شيعة لأهل البيت
                  فالتشيع نعمة لا تعطى لأي كان
                  اليكم الحديث اللي يثبت صحة كلامي
                  عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليهم السلام اجمعين) عن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) عن جبرئيل ، عن ميكائيل ، عن اسرافيل عن الله جل جلاله انه سبحانه قال :
                  أنا الله لا إله أنا خلقت الخلق بقدرتي فاخترت منهم من شئت من أنبيائي واخترت من جميعهم محمدا حبيبا وخليلا وصفيا فبعثته رسولا الى خلقي واصطفيت ( له ) عليا فجعلته له أخا ووصيا ووزيرا ومؤديا عنه من بعده إلى خلقي ( وخليفتي الى ) عبادي ، ويبين لهم كتابي ويسير فيهم بحكمي وجعلته العلم الهادي من الضلالة وبابي الذي اؤتى منه ، وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري ، وحصني الذي من لجأ إليه حصنته من مكروه الدنيا والآخرة ووجهي الذي من توجه إليه لم أصرف وجهي عنه ، وحجتي في السماوات والأرضين على جميع من فيهن من خلقي . لا أقبل عمل عامل منهم إلا بالاقرار بولايته مع نبوة أحمد رسولي وهو يدي المبسوطة على عبادي وهو النعمة التي أنعمت بها على من أحببته من عبادي

                  فمن أحببته من عبادي وتوليته عرفته ولايته ومعرفته

                  ومن ابغضته من عبادي ابغضته لانصرافه عن معرفته وولايته
                  فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا ابغضته و أدخلته النار وبئس المصير
                  وهذا الحديث اللي مابي ادنى شك انه صحيح ومعصوم لأنه كلام كل المعصومين ...مافي احد خطاء قاله ولا في اي ثغرة تثير الشك...خير دليل على كلامنا اننا الحق
                  ومن يكذبه يثبت بغضه لله وتكذيبه لله لأن هذا كلام الله مو كلام بشر

                  تعليق


                  • #84
                    [quote=عبيـــــر]




                    حيــاك الله يا عبير و هداك إلى سواء الصراط و هدانا جميعا إلى الحق ...

                    أتمنى أن تقرئي ردي السابق مرارا و تكرارا لأني أظن أنها لم تصل كما يجب ...


                    أنتي إلى الآن لا تفرقين بين الرواية المسندة و الرواية المقطوعة و الرواية المرسلة و الرواية التي لا سند لها ... !!!

                    و هذه مشكلة كبيرة جدا ، لأنك بهذه الطريقة ستصدقين كل كلام علماء الشيعة مهما كان ، و ستسلمين عقلكِ لعلماء الشيعة و ما يقولونه هو الحق و ما يقوله غيرهم فهو باطل ... فإن كنتي كذلك أسأل الله أن يحفظك من سوء عاقبة ذلك ..


                    يا عبيــر أظنكِ عاقلة و تعلمين أن هناك الكثير من الكذب المنسوب إلى الرسول - صلى الله عليه و آله و سلم - و هناك الكذب الكثير المنسوب إلى صحابته رضوان الله عليهم جميعا و الكذب الكثير المنسوب إلى كل من ساهم في نشر هذا الدين ، فإن كنا سنصدق كلّ ما يقال بلا تمحيص و لا تبيان فإننا سنضل كثيرا ..

                    و قد بدأت حواري معك بقول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) ... الحجرات : 6

                    فأنتي اتهمتي الصحابة الذين تركوا عبادة الأصنام و تركوا أهلهم و مالهم و دخلوا في الدين الجديد المسمى " الإسلام " و آمنوا برسول الإسلام محمد صلى الله عليه و آله و سلم و هاجروا من موطنهم مكة و ذهبوا إلى موطن آخر المدينة و جاهدوا الكفار برغم قلة عددهم و قلة حيلتهم و قوتهم فنصرهم الله غزوة تلو الغزوة حتى فتحوا مكة و رجعوا إليها و مات الرسول راضيا بما أنجز . و هناك رسل كثيرون قبل الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم يدعون قومهم إلى توحيد الله مئات السنوات و لا يؤمن بهم أحد ، في حين أن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة و السلام دعى قومه في 23 سنة فقط و هذه مدة تاريخة وإنجاز يتباهى به الرسول أمام جميع الرسل حيث عدد الذين آمنوا به ألوف مألفة متحابين متواخين قال الله عنهم ( لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم و لكن الله ألف بينهم ) ... فالله قال أنه من ألف بين قلوبهم ، فهم كانوا متحابين ليس من أجل المال أو الجاه أو الحسب أو النسب و لكن من أجل هذا الدين العظيم .. اتهمتي معظم هؤلاء بأنهم بعد موت الرسول انقلبوا على عاقبهم و انتقموا من الرسول الذي دافعوا عنه بضرب ابنته و حرق بينتها و لطمها و ما شابه من هذه الأفعال الغريبة التي لا يصدقها عاقل .. و إذا كان الإسلام بهذه الصورة فما الضمان أن الإسلام الذي وصل إليكم دين حقيقي مادام الرسول لم يستطع أن يربي صحابته و يقنعهم بالإسلام فما أن مات حتى انقلب جميع أصحابه ...!!!

                    طالبتكِ بدليل واحد مسند صحيح على ما تقولين ..

                    إلى الآن لم تأتي بدليل مسند ...

                    وضحت لكِ معنى رواية مسندة صحيحة ، قلت لكِ أن تقولي قال المؤلف الذي اسمه أحمد السرابي في كتابه " تاريخ الإسلام " حديثا سنده : حدثنا عبد الله الجابري قال أخبرنا نوح بن شريف عن أبو سهيل الدلال عن بلال بن رباح قال " عندما مات الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أنقلب جميع الصحابة على أعقابهم عدا عشرين نفرا ، فمنهم من عبد اللات و العزى و منهم من ادعى النبوة و منهم من أنكر الله ، فوالذي نفسي بيده تمنيت أني مت قبل المصطفى من شدة هول ما رأيت و لست أعلم كيف يكون الإسلام بعدنا " ...

                    قال المؤلف السرابي : هذا حديث صحيح السند و رجاله ثقات .


                    هذا ما أقصده بالرواية المسندة ، و إذا أردتي أن تصدقي هذه الرواية بدون تحقيق فكان الله في عونك .. لأنك لو شاهدتي سند الرواية ستجدين أن عبد الله الجابري شخص مجهول و نوح بن شريف أيضا لا يعرفه أحد و أبو سهيل دلال رجل كذاب مدلس ... فكيف تصدقين مثل هذه الرواية ..؟؟

                    و بالتالي لابد من التحقق من جميع الروايات ، و شراء الكتب و التحقق لأن الكذب كثير لذا هناك علم السند و الرجال للتحقق من الناس الذين يروون تلك الروايات ،،، لأنه في النهاية نحن لا نعرف شيء عن الماضي إلا عن طريق الروايات التي وصلتنا ...


                    أنتي نسختي لي قائمة تقول راجع كتاب كذا راجع كتاب كذا راجع كتاب كذا ... ليست العبرة في الكتب والروايات ، قلت لكِ يكفيني حديث واحد صحيح السند برجال معلومين أنهم صالحين غير كذابين موثوق في روايتهم .. رواية واحدة تكفي

                    أنا أتيتكِ برواية عن جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهم .. سند قوي برجال ثقات .. فإن كنتي لا تصدقين أن روايتي صحيحة حينها أعرضيها على علماءك و ليأتوني بتضعيف الرواية و أنها غير صحيحة

                    أنا أريد رواية واحدة برجال معينين في كتاب واحد لننظر هل رجال هذه الرواية ثقاة و قولهم صحيح ؟؟

                    فأين تلك الرواية ؟؟

                    قال عمر لابن عباس وهو يتحدث عن سبب صرف الأمر عن علي (عليه السلام):
                    وفي النهج البلاغة وغيره قال (عليه السلام):
                    عن مجاهد، قال:
                    عن جابر نن عبد الله: (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل بخم،

                    قال عمر ؟؟ ... من الذي سمع من عمر هذا الكلام ؟؟ ... هل المجلسي صاحب بحار الأنوار سمع من عمر بن الخطاب هذا الكلام مباشرة ؟؟ .. نريد معرفة الرجال الذين سمعوا من بعضهم جيلا بعد جيلا و تناقلوا هذا الكلام...!!!

                    فأين السند يا عبير ؟؟

                    ما أسهل أن أكتب كتابا و أضع فيه روايات من غير سند فأقول : قال ابن عباس قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم : " صهيب الرومي هو أفضل صحابتي و لا يدخل الجنة من لا يحب صهيبا كررها ثلاثا " ....!!!!

                    ما هذا الهراء ..؟؟؟

                    أين السند يا فاضلة ؟؟

                    كل ما أتيتي بها مجرد روايات معنعنة مراسيل لا سند لها ...!!! ،،، و ربما بعضها بسند و لكن برجال مجهولين أو مدلسين .. لذلك قلت لك تكفيني رواية واحدة واحدة واحدة صحيحة ... و سوف نناقش فيها ..

                    هل كل ماجاء في كتاب بحار الأنوار صحيح ؟؟ ... هل كل ماجاء في الكافي صحيح ؟؟ ... ألم تسمعي في حياتك أن بعض الروايات المنسوبة إلى الأئمة غير صحيحة ؟ وما أكثرها ..!!!

                    عبير أتمنى أن لا تكوني ناسخة لاصقة لكل مافي النت ، و أن يكون حوارك مبني على أساس علمي و نهج صحيح حتى نصل إلى الحق ، أظنك ِ أتعبت نفسك بنسخ كلام كثيير خارج المطلوب .. أنا أطلب حديث واحد اتفق كبار علماء الرجال و الحديث و السند أنه صحيح .... فهل تملكين هذا الحديث ؟؟!!

                    اعتقد جيدا ان ما اوردته هنا فيه من الادلة والاسانيد ما تكفي وتثبت صحة غدير خم التي كانت
                    احد تجاوزات الصحابه ع ال بيت رسول الله وبداية مظالم كثيرة اقترفت في حقهم واولها سلب الامامه
                    من الامام علي بن ابي طالب وتنصيب رجل غيره ..


                    أية أدلة يا عبير ؟؟ هل أنتي جادة بما تقولين ؟؟

                    الرواية الصحيحة التي أنا أتيتكِ به عن غدير خم ، تروي سبب الحادثة و اللفظ الوارد من الرسول و هو قوله : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " .. دفاعا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .. ثم هذا لا يعني تنصيب لا من قريب و لا من بعيد .. فلم يقل الرسول " من كنت حاكمه فهذا علي حاكمه بعد موتي " ... يا عبير لا أسألك إلا أن تكوني منصفة مع نفسك فقط هداكِ الله و رعاكِ ..

                    إذا كنتي سترددين ما ورثتيه عن آباءك و أجدادك و ماتسمعينه من الشيعة هكذا بدون بحث و تحقق بكون هذه الروايات صحيحية أم لا ... فأظن أن الحوار لا طائل منه .. أتمنى أن تثبتي كلامك بأدلة واضحة صحيحة و أنا مع الحق أينما كان .. !

                    ولا تنسي أن التاريخ أصلا يثبت كذب الإدعاء لأنه بعد تنصيب أبي بكر تم تنصيب عمر ثم تنصيب عثمان ثم تنصيب علي .. فلماذا قام الصحابة المرتدون بتنصيب علي ؟؟

                    هل قام علي بإنقلاب على الحكم ؟؟ ... يافاضلة اعقلي ؟؟ .. مادام الصحابة كما تزعمين ظلموا عليّــا فلماذا جعلوه حاكما عليهم بعد ذلك ؟؟


                    بردودك السابقه المطوله قد قراتها بامعان وساقراها مرة ثانيه وثالثه لانها تستحق ذالك حيث اني قرات فيها وقايع واشيا لم اكن اعلمها فعلا هذه حقيقه وسابحثها وعندما اصل الي قناعة الاخذ بها او لا ساخطرك من باب الاجتهاد ومن باب ان يجب ان نبحث كل ماجاء ولا نقف فقط عند ما نقراه ..

                    أتمنى أن تفعلي ذلك و تقرئي بنية الوصول إلى الحق ... ففي النهاية الهدف أن نعرف الطريق الصحيح الذي يرضي الله تعالى و يقينا من عذابه يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ..

                    اعلمي أن الهدف من الحوار ليس الغلبة فنحن مجرد زملاء ستفرقنا الأيام و كلّ يسير في الطريق الذي اختاره و لكن في النهاية كلّ سيموت و سيحاسب على أعماله و معتقداته إن كانت موافقة لسنة المصطفى عليه أفضل الصلاة و السلام أو كانت مخالفه ...


                    فاقرئي من أجل نفسك .. و أنا أيضا أنصح نفسي بالقراءة أكثر و أكثر .. فأول آية نزلت في القرآن " اقرأ .."


                    النفيس
                    ساقول لك شي ولا تزعل
                    انتم اهل السنة الشي الذي يعيبكم فعلا هو الحقد فاغلب السنه يناقشون ويجادلون بحقد
                    بعكس اغلب الشيعه الذين يريدون الحقيقه وكما هناك مغالين بالسنه هناك مغالين بالشعيه
                    ومشكلتكم انكم تخلطون الحابل بالنابل
                    ساقول لك سببب كلامي هذا اني شاركت السنه حوارت بمنتديات مختلفه وانا عشت معا فتيات سنيات
                    متشددات وكنا نتحاور فمنهن من كن يناقشين كلامي ولا يحقدن علي ومنهن من كان يصل بهن الامر للسب والشتم بل احيان يردن الاعتداء علي لاني عندما لااجد من يقنعني بالحوار اظل متمسكه برائي فيعتبرن ذالك اهانة لهن واستغرب من هذه المفاهيم
                    هناك بمنتدياتكم وشاركت بمنتدي كان اخر تعبي معهم ومجهوداتي توقيفي بعد مشوار وجهد وتعب قررور ايقافي لا لشي غير لاني شيعيه رفضت كل ما حاولوا اقناعي به وانا لااتمسك برايي من باب
                    اني لا اقراء الا كتبنا ولعلامينا فقد قلت لك حكمت عليا ظروف الغربه ان اعيش بدول اغلبها بل كلها سنية ومعا ذالك وجدت من يفهمني ومن يدرك عقلي وما قرات وقرات كتب السنه وقرات البخاري ومسلم وطابقتها معا ما اخذه من كتبنا فاقتنعت بما اقتنعت ولكن ظليت امام شي واحد
                    أولا : أشكرك على وجهة نظرك الصريحة ... و إن كنت أراها غير صحيحة و لكن تعودت احترام وجهات نظر الآخرين

                    و لكن السؤال : أنا حاقد على من ؟؟

                    هل تظنين أني أحقد عليكِ ؟؟ .... أنتي مخطئة فأنتي من أكثر الزملاء في المنتدى الذين أحترهم و أدعو لهم بالخير و الصلاح ؟؟

                    هل تظنين أني أحقد على الصحابي الجليل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ؟؟

                    فأنتي في قمة الخطأ لأنكِ تعلمين جيدا أن جميع أهل السنة و الجماعة يحبون جميع الصحابة دون استثناء من صهيب الرومي إلى سلمان الفارسي إلى بلال الحبشي ناهيك عن الخلفاء الراشدين !!!

                    نحن لا نعرف الحقد و لا نعرف اللعن ...

                    حتى قاتل عمر بن الخطاب لا نهتم بلعنه و البراءة منه

                    حتى قتلة عثمان لا نهتم بلعنهم و البراءة منهم ..

                    نحن لسنا لعانين ؟؟ ... و أتحداكِ أن تأتي بمقطع لعالم سني يلعن قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه ،، برغم أنه قتل مظلوما في بيته في مشهد محزن .. و أنتم تلعنون عثمان و نحن لا نلعن قتلته .. فانظري الفرق بيننا و تأملي ..!!!


                    ليس في مذهبنا ما يسمى البراءة أو اللعن لأي مخلوق كان ..لأن الله قال: " لكم دينكم و لي دين " ...وقال : " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لكن لا تسألون عما كانوا يعملون "

                    و لكن عندما أنتي تخطئين و تلعنين على مرأى و مسمع مني دون استحياء من الآخر و تسبين الصحابة الذين أكن لهم الاحترام و التقدير ،، فهذا أمر آخر و لا تلوميني إذا غضبت .. فكما أني لا ألعن من تحبين لا تلعني من أحب ... عاملي الناس بما تحبين أن يعاملوكِ به ..


                    ان الصحابه قد تعدوا كثيرا علي ال البيت عليهم السلام منذ وفاة الرسول حتا ما فعله لعنة الله عليه يزيد
                    وانا هنا اذا لعنت يزيد لانه يستحق اللعن واحب ان اخبرك انا من الذين يرفضون شتم الصحابه وسبهم وان كنت اخطئيهم فان السب والشتم لمن صاحبوا رسول الله لا يجوز هذا معتقدي ونهجي وهانا اقوله بكل صراحه ووضوح لتعلم اني لااخاف الا من خالقي ولا اقول الا ما اوومن الا بقناعاتي ..

                    انتي حرّة يا عبيـــــــــر العني من تشائين

                    و لكن اعلمي أن الله سيحاسبك على كل كلمة ،سيسألكِ لماذا لعنتي فلان و لماذا سببتي فلان ، و يوم القيامة لن ينفعك قولك قرأت في كتاب للقمي أو المجلسي بأن عبدك فلان كان ظالما فلعنته ، و لن ينفعك قولك سمعت من الفالي يلعنهم فلعنتهم . لأن المشهد أعظم من ذلك فاملكي الحجة الساطعة التي تواجهين به خالق يزيد الذي خلق يزيد ..

                    قال الله تعالى : (( و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه و يوم القيامة نخرج له كتابا يلقاه منشورا . اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا . من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه و من ضل فإنما يضل عليها و لا تزر وازرة وزر أخرى و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )) ... الإسراء : 13-15

                    و أنا أنصحكِ كنصيحة أخوية مادام تتكلمين عن رجال لم تريهم بعينكِ بأنهم كفار و لكنك تعتمدين على روايات التاريخ ، و مختلف فيهم ،، فاسكتي عنهم أفضل .. اكرهيهم في قلبك و لكن لا تنطقي بكلمة لأن الله يحاسب على كل كلمة ...

                    و إذا كنتي تحبين اللعن فالعني أبا جهل و أبا لهب لأنهم تأكد أنهم كفار .. فلو سألك الله لماذا كنتي تلعنين أبا لهب ، ستقولين قرأت في كتابك العزيز قولك يارب : " تبت يدا أبي لهب و تب " ... ولكن عندما يسألك الله لماذا تلعنين حبيبي و صاحب رسولي و جاره في قبره و رفيقه عند حشره أبابكر الصديق .. ستقولين قرأت في كتاب القمي و الطبرسي و المجلسي ...!!!!!!! .. أعانكِ الله على حسب الإجابة ،،


                    خلاصة الامر فان من مصادرك ومصادري سيبقا الوضع كما هو عليه فلا انت اقنعتني ان الصحابه كانوا علي حق ولا انا قدرت ان اقنعك بولا ية الامام علي من غدير خم وانها من احدي المظالم التي وقعت بحق ال البيت لننتقل الي السقيفه وما جراء بولاية ابو بكر حتا اوضح لك كثير من المظالم التي وقعت بخلافة ابو بكر وخاصة علي سيدتنا الفاطمة عليها السلام ..
                    ودمت بكل الخير

                    الموضوع ليس إقناع أو عدم إقناع ..

                    أنتي لم تأتي برواية مسندة صحيحة و إنما مقتطفات من كتب و ليست العبرة ورود رواية في كتب و لكن صحة الرواية ...

                    أنا أتيتك برواية عن الأئمة من صحيح مسلم الذي حققه العلماء كثيرا و أشاروا إلى صحة الرواية ... فأين روايتك التي حققها الكثير من العلماء و أثبتوا صحتها ؟؟


                    ثم لا تنسي شعار محكمتنا : " المتهم بريئ حتى تثبت إدانته " ....وعليه " الصحابة أبرياء حتى تثبت إدانتهم "

                    فهل تستطعين أدانتهم ولو برواية واحدة مسندة و صحيحة ؟؟


                    و السلام عليكم

                    تعليق


                    • #85
                      /
                      /

                      النفيس

                      كل ما اوردته وتقول اني لم اتي باسانيد اعتقد ان ردي الاخير

                      وما اوردته كان فيه كل الايضاحات التي باسانيد وغيرها

                      والمهم هانا اورد لك دلاايل جديده توكد ان حادثة غدير خم هي حادثة

                      تنصيب الامام علي امام للمسلمين في حالة وفاة الرسول وبذالك

                      انا من وجهة نظري باسانيدي وادلتي من مرجعيات الكتب التي اوردتها ولاني لا اجد الوقت كي ادخل ادلة من كتب عبر السيدي لا ضعها هنا ..

                      فاني ساكتفي باخر ادلتي دلاايل واضحه ان اول ظلم وقع بحق ال البيت من الصحابه

                      هو اخذ الخلافه من الامام علي عليه السلام ..

                      اما كون الله سيحاسبني فاكيد سيحاسبني ويحاسبك ويحاسب كل انسان راء منكر وراء ظلم ولم يبينه وراء منكر وراء ظلم ودافع عنه ..

                      اما كوني اقول انك انسان حاقد فهذا ابداء واطلاقا لم اقصدك انت يا نفيس بالعكس

                      احترمت الحوار معك واحترمت كلامك ع الاقل انت هنا ضيف عزيز بمنتدي لايريد الا الحقيقه

                      وليس كمنتدياتكم التي تغص بالمراهقين والكذب ..

                      انت شخص اخر وانت انسان احترمه وانما قصدت ان هناك غيرك يعيشون بمنتديات الجهاله فعميت عقولهم وابصارهم ..

                      اما مسالة ان الله سيحاسبني لسب يزيد لعنة الله عليه فاترك الامر لربي وخالقي لاني واثقه وقانعه ان اقول يزيد لعنة الله عليه ومعاوية لعنة الله عليه هم شي يستحقوه لانهم عملوا اكثر من السب والشتم بال البيت لذلك سادع الله يحاسبني ويوم الحساب لا يغني لاصديق ولا شفيع الا كل انسان بما قدم ..

                      وهذه ادلتي الاخيره ع حادثة الغدير مسندة وموثقه من كتب حاول الاطلاع عليها ان قدرت فانها اكبر دليل ع ادانة الصحابة وبداية ظلم ال البيت من خلال تجاهل غدير خم واقامة سقيفه بني ساعده الغير شرعيه والتي اتت بخليفة غير شرعي وتعاقب عليه خلفاء غير شرعيين وان كان عايشهم الامام علي فانهم تجاوزو وتجاوزوا وتجاوزو.

                      ملاحظة اخيره عزيزي النفيس اعلم ان حوارنا لاجل ان نثبت او ننفي ظلم ال البيت من الصحابه وليس اقنعك وتقنعني قبادلتي التي اوردتها ادنت الصحابه باول تجاوز ومنتظرة رايك الاخير وهذه اخر ادلتي ..

                      واشكر جدا جدا اختي خادمة الأيمة ع ما اوردت وما ساعدت بهذا الموضوع فسلمت يدكِ اختي وحشركِ الله معا من ولاء وناصر وازر ال البيت عليهم السلام في زمن من ظلمهم ..

                      تأليف
                      السيّد علي الحسيني الميلاني
                      سلسلة الكتب المؤلفة في أهل البيت ( عليهم السلام ) ( 22 )

                      إعداد
                      مركز الأبحاث العقائدية


                      بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

                      مقدّمة المركز
                      لا يخفى أنّنا لازلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث .
                      وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ( مدّ ظلّه ) إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الاسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن ، ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج .
                      ولاجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الانترنت العالمية صوتاً وكتابةً ، كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم ، وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها ، وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها ، سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله .

                      مركز الابحاث العقائدية
                      فارس الحسّون

                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 2 _

                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      تمهيد :
                      الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين ، كلامنا في هذه الليلة حول حديث الغدير ، هذا الحديث العظيم الذي اهتمّ به الله سبحانه وتعالى ، واهتمّ به رسوله ، والائمّة الاطهار ، وكبار الصحابة ، والعلماء عبر القرون ، وقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) (1) هذه الاية المباركة من الايات المتعلقة بيوم الغدير ، إلاّ أنّها وردت في القرآن الكريم في سياق آيات يخاطب بها الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلاََدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوْا التَّوْرَاةَ وَالاْنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لاََكَلُوْا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) (2) ، ثمّ بعد الاية أيضاً : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيْمُوا التَّوْرَاةَ وَالانْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيْراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرَاً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين َ) (3) .
                      المخاطب في هذه الايات وإنْ كان أهل الكتاب ، لكنّ الايات هذه منطبقة على أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً تمام الانطباق ، إذ يجوز أن يقال : ولو أنّ الاُمّة الاسلاميّة آمنت ، ولو أنّهم آمنوا واتّقوا ، لكفّرنا عنهم سيّئاتهم ولادخلناهم جنّات النعيم ، ولو أنّهم أقاموا الكتاب والسنّة ، وما أُنزل إليهم من ربّهم في أمير المؤمنين وأهل البيت الاطهار ، لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، والاُمّة الاسلاميّة أيضاً منهم أُمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون .
                      مرّة أُخرى يعود ويقول : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيْمُوا التَّوْرَاةَ وَالاْنجِيل َ) ، فقبل ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّك َ) كانت الاية ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاة وَالاْنْجِيل َ) ، وبعدها أيضاً ( لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالاْنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) ومع ذلك ( لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ) من هذه الاُمّة ( مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .

                      ---------------------------
                      (1) سورة المائدة : 67 .
                      (2) سورة المائدة : 65 ـ 66 .
                      (3) سورة المائدة : 68 .

                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 3 _

                      كما أنّ أهل الكتاب أُمروا بالعمل بكتبهم ، أي اليهود مأمورون بالعمل بالتوراة ، والنصارى مأمورون بالعمل بالانجيل ، فالمسلمون مأمورون بالعمل بالكتاب والسنّة ، فإذا عملوا بالكتاب والسنّة وما أُنزل إليهم من ربّهم ، لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنْ ليزيدنّ كثيراً منهم ما أُنزل إليك من ربّك طغياناً وكفراً ، وحديث الغدير من أظهر مصاديق ما أُنزل إلى رسول الله ، وأتمّ به الله سبحانه وتعالى الحجّة على الاُمّة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) .
                      وقد قرأنا في حديث الدار في يوم الانذار : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : « أمرني ربّي بأنْ أُبلّغ القوم ما أُمرت به ، فضقت بذلك ذرعاً حتّى نزل جبرئيل وقال : إن لم تفعل لم تبلّغ ما اُرسلت به » ، فكانت الدعوة وكان إبلاغ إمامة أمير المؤمنين وخلافة إمامنا ( عليه السلام ) من جملة ما أمر به رسول الله منذ بدء الدعوة ، وإلى أواخر أيّام حياته الشريفة المباركة ، لانّ هذه الاية في سورة المائدة ، وسورة المائدة آخر ما نزل من القرآن بإجماع المسلمين .
                      أتذكّر في تفسير القرطبي يذكر الاجماع بصراحة على أنّ سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن ، كما أنّا في رواياتنا أيضاً يوجد عندنا نصّ على أنّ سورة المائدة آخر ما نزل من القرآن ، فكان النبي مبلِّغاً خلافة علي من بعده وداعياً الناس إلى الايمان بها إلى جنب الايمان بالله والرسول . . . في جميع أدوار رسالته المباركة ، وحديث الغدير حديث عظيم جليل لجهات عديدة :
                      منها : تلك الظروف الخاصة التي خطب فيها رسول الله هذه الخطبة ، ومنها : كون اللفظ الوارد عن رسول الله في هذه الخطبة لفظاً لا مرية فيه ولا ارتياب في دلالته على إمامة أمير المؤمنين ، ومنها : نزول الايات من القرآن الكريم ، ولقد بذلت جهود كثيرة في إبقاء هذا الحديث ونقله ونشره ، كما بذلت جهود في ردّه وكتمانه والتعتيم عليه .
                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 4 _

                      نصّ حديث الغدير :
                      وقبل الورود في البحث، لابدّ من ذكر نصّ أو نصّين من حديث الغدير عن بعض المصادر المعتبرة : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال :
                      نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بواد يقال له : وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير ، قال : فخطبنا ، وظلّل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال رسول الله : « ألستم تعلمون ؟ ألستم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ » قالوا : بلى ، قال : « فمن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عاد من عاداه ووال من والاه » (1) .
                      وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن ـ أي فكنسن ـ ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ، وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض » ، ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن » ، ثمّ إنّه أخذ بيد علي ( رضي الله عنه ) وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » .
                      يقول أبو الطفيل : فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ؟ فقال : إنّه ـ وفي بعض الالفاظ : والله ، بدل إنّه ـ ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنيه (2) ، فهذان لفظان بسندين معتبرين عن زيد بن أرقم ، وهنا ملاحظات لابدّ من الاشارة إليها :

                      الملاحظة الاُولى:
                      في حديث الغدير في صحيح مسلم (3) ، وفي المسند (4) ،

                      ---------------------------
                      (1) مسند أحمد 5/501 رقم 18838 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ 1414 هـ .
                      (2) فضائل الصحابة: 15 رقم 45 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 96 رقم 79 ـ مكتبة المعلاّ ـ الكويت ـ 1406 هـ .
                      (3) صحيح مسلم 4 / 1873 رقم 36 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1398 هـ .
                      (4) مسند أحمد 5/498 رقم 18815.

                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 5 _

                      وفي غيرهما يقول الراوي : فخطبنا أو يقول قام فينا خطيباً ، لكنْ في المستدرك (1) : فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، وفي مجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي الحافظ (2) : فوالله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلاّ قد أخبرنا به يومئذ ، أليس من حقّنا أن نسأل الرواة ، أن نسأل المحدّثين ، أن نسأل الاُمناء على سنّة رسول الله: أين هذه الخطبة ، خطبة الغدير التي لم يترك رسول الله يوم الغدير شيئاً يكون إلى يوم القيامة إلاّ قد أخبرنا به ؟ لماذا لم ينقلوه ؟
                      إنّه أثنى على الله ، وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، أين وعظ رسول الله يوم الغدير ؟ وأين ما ذكّر به رسول الله في يوم الغدير ؟ وأين تلك الخطبة ؟ لماذا لم يرووها ؟ أليسوا هؤلاء حفّاظ سنّة رسول الله ؟ أليس من وظيفتهم أن ينقلوا لنا ما قال رسول الله كما قال ؟ لماذا لم ينقلوا ؟ هذه هي الملاحظة الاُولى، ألهم جواب على هذا ؟

                      الملاحظة الثانية :
                      هناك قاعدة في علم الحديث يعبّرون عنها بقاعدة الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، إنّ الحديث كالقرآن يفسّر بعضه بعضاً ، ونحن في هذين اللفظين المذكورين المرويين بسندين صحيحين ، نرى أحدهما يقول : « من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه » ، والاخر يقول : « من كنت وليّه فهذا وليّه » ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجيء هذه الكلمة بمعنى الولي ، ومجيء هذه الكلمة بمعنى الاولى، لو كان هناك إبهام ، فإنّ اللفظ الثاني يفسّر اللفظ الاوّل، وكم من شواهد من هذا القبيل عندنا في الحديث ، هذه الشواهد الكثيرة الصحيحة سنداً تأتي مفسرة للفظ المولى لو كان هناك حاجة إلى تفسير هذه الكلمة .

                      ---------------------------
                      (1) مستدرك الحاكم 3 / 533 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1398 هـ .
                      (2) مجمع الزوائد 9 / 104 ـ 105 ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ 1402 هـ .

                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 6 _

                      الملاحظة الثالثة :
                      إنّ مسلم بن الحجّاج يروي هذا الحديث في صحيحه إلى حدّ حديث الثقلين ، وذلك لانّه كان عندنا في لفظ النسائي أنّه قال : « كأنّي دعيت فأجبت وإنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله وعترتي » إلى آخر هذا الحديث ، ثمّ قال : « إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن » إلى آخره (1) ، ومسلم يروي هذا الحديث إلى حدّ الحديث الاوّل وهو حديث إنّي تارك فيكم الثقلين ، مع تغيير في الالفاظ ، ولا يروي بقية الحديث ممّا يتعلّق بـ « من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه » ، ونحن مع ذلك شاكرون لمسلم ، حيث روى هذا الحديث بهذا المقدار ، لانّ البخاري لم يرو منه شيئاً أبداً ، نشكر مسلم على أمانته بهذا المقدار .
                      وربّ قائل يقول : بأنّ مشايخ مسلم ورواة الحديث لم يرووا له أكثر من هذا ، أو أنّ مسلماً على أساس الضوابط والشروط التي تبنّاها في صحيحه لم يجد سنداً آخر من أسانيد هذا الحديث متوفرة فيه تلك الشروط إلاّ هذا الحديث الذي نقله وأورده بهذا الشكل المبتور ، ولكن كلّ هذا لا يمكننا قبوله ، مع ذلك نشكره على نقله بهذا المقدار ، انتهت الملاحظات ، نحن لو أردنا أن نبحث عن حديث الغدير ، أنتم جميعاً أهل الفضل والفضيلة والاطّلاع ، خاصّةً على مثل حديث الغدير ، هذا الحديث المهم الذي اهتمّ به الكل من مخالفين وموافقين .

                      ---------------------------
                      (1) خصائص أمير المؤمنين : 93 ، ط الغري .

                      اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 7 _

                      إنّه ليس عندي شيء جديد أُبيّنه لكم في هذه الليلة حول حديث الغدير ، والليلة الواحدة لا تكفي بل الليلتان أيضاً ، لكنّي أذكر لكم رؤوس المطالب والنقاط المهمّة التي سجّلتها مع شيء من التوضيح وإبداء بعض الملاحظات فقط ، نحن عندما نريد أن نجعل لبحثنا منهجاً فلابدّ وأن يكون المنهج على الشكل التالي ، أنْ نبحث عن حديث الغدير في جهتين .
                      الجهة الاُولى : في الجهود التي بذلت في سبيل هذا الحديث إثباتاً وروايةً وتصحيحاً ونشراً ، وإلى آخره .
                      والجهة الثانية : الجهود التي بذلت في سبيل إبطال هذا الحديث ، في سبيل ردّ هذا الحديث ، وكتم هذا الحديث والتعتيم عليه ، وتحريفه بأيّ شكل من الاشكال .

                      الجهة الاُولى:
                      الجهود التي بذلت في سبيل إثبات هذا الحديث ، وهذه الجهة تشتمل على نقاط :

                      النقطة الاُولى:
                      لقد نزلت في قضية الغدير ، وفي يوم الغدير ، آيات من القرآن الكريم ، نزلت آية قبل خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُوْلُ بَلِّغْ . . . ) إلى آخر الاية ، ونزلت آية بعد خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) (1) ونزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع) (2) عندما اعترض ذلك الاعرابي على ما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سائلاً النبي بأنّك أمرتنا بالصلاة فصلّينا ، أمرتنا بالزكاة فأدّينا ، وإلى آخره ، واليوم جئت وأخذت بعضد ابن عمّك ونصبته علينا وليّاً ، أهذا أمر من الله أو شيء من عندك ؟ تقريباً بهذا اللفظ ، فنزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) إلى آخره ، فهذه آيات متعلّقة بقضية الغدير ، ولكلّ آية بحث مستقل ، أي لو أردنا أنْ نذكر الروايات في شأن نزول هذه الايات لاحتجنا إلى مجال أكثر ، وكما أشرت من قبل ، فالليلة الواحدة لا تكفي للاحاطة بجميع جوانب قضية الغدير ، إذن ، نكتفي بهذا المقدار ، وعليكم أن تراجعوا المصادر .

                      ---------------------------
                      (1) سورة المائدة : 3 .
                      (2) سورة المعارج : 1 .







                      تعليق


                      • #86
                        <H3><H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 8 _ </H3>النقطة الثانية :
                        الرواة لحديث الغدير من الصحابة ، يبلغ عددهم أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة ، هؤلاء يروون حديث الغدير ، وطرق أهل السنّة إلى هؤلاء الصحابة موجودة في الكتب ، والروايات الواردة عن هؤلاء أو الرواية الواردة عن كلّ واحد من هؤلاء تلك الرواية موجودة في الكتب المعنيّة بحديث الغدير ، واختلف القوم في عدد الحاضرين في يوم الغدير عند خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهناك قول بأنّهم كانوا مائة وعشرين ألف شخص ، فإذا كان كذلك فقد وصلنا حديث الغدير من 10001 من الحاضرين .

                        النقطة الثالثة :
                        الرواة لحديث الغدير من التابعين عددهم أضعاف عدد الصحابة ، وهذا واضح ، لانّ كلاًّ من الصحابة قد سمع الحديث منه أكثر من تابعي ، والتابعون أيضاً نقلوا الحديث إلى أصحابهم وهكذا ، فكان العلماء الرواة لحديث الغدير من أعلام السنّة في القرون المختلفة يبلغ عددهم المئات .

                        النقطة الرابعة :
                        الاسانيد التي نروي بها حديث الغدير لا تحصى كثرة، وهي فوق حد التواتر بكثير ، ويشهد بذلك :

                        أوّلاً : كثرة الكتب المؤلفة في جمع طرق حديث الغدير وأسانيده ، وهذا لو أردنا أن نشرحه لاحتاج إلى وقت إضافي ، أي أسامي المؤلفين في حديث الغدير من كبار العلماء السابقين .

                        ثانياً : ذكر حديث الغدير في الكتب المختصة بجمع الاحاديث المتواترة :
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 9 _ </H3> فللسيوطي أكثر من كتاب ألّفه في الاحاديث المتواترة وأدرج فيها حديث الغدير ، والزبيدي صاحب تاج العروس له كتاب خاص بالاحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير ، والكتّاني له كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه ، والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمّال له كتاب خاص بالاحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير ، والشيخ علي القاري الهروي له أيضاً كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه ، فالكتب المختصة بالاحاديث المتواترة مشتملة على حديث الغدير .

                        ثالثاً : وجدنا تنصيص عدّة كبيرة من أعلام الحفّاظ والمحدّثين على تواتر هذا الحديث : كالذهبي مثلاً يقول هذا الحديث متواتر أتيقّن أنّ رسول الله قاله. والقائل من ؟ الذهبي ، والذهبي متشدّد ومتعصّب .
                        وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن كثير الدمشقي (1) ، وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن الجزري شمس الدين (2) ، وهذا حافظ كبير من حفّاظهم ، فهذه نقاط ، وكلّ نقطة ، وكلّ واحدة من هذه الاُمور تحتاج إلى بحث مستقل ، ونحن ليس عندنا ذلك المجال الكافي للتفصيل في هذه الامور .

                        ---------------------------
                        (1) البداية والنهاية 5 / 213 .
                        (2) أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 3 ـ 4 .

                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 10 _ </H3>رواة حديث الغدير :
                        ولا بأس الان بأنْ نذكر أسامي أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة ، فأشهر مشاهيرهم في القرون المختلفة هم :

                        ( 1 ) محمّد بن إسحاق ، صاحب السيرة .
                        ( 2 ) معمر بن راشد .
                        ( 3 ) محمّد بن إدريس الشافعي ، إمام الشافعية .
                        ( 4 ) عبد الرزاق بن همّام الصنعاني ، شيخ البخاري .
                        ( 5 ) سعيد بن منصور ، صاحب المسند .
                        ( 6 ) أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة ، صاحب المسند .
                        ( 7 ) ابن ماجة القزويني، صاحب أحد الصحاح الستة. ( 8 ) الترمذي ، صاحب الصحيح .
                        ( 9 ) أبو بكر البزّار ، صاحب المسند .
                        ( 10 ) النسائي ، صاحب الصحيح .
                        ( 11 ) أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند .
                        ( 12 ) محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ المشهورين المعروفين .
                        ( 13 ) أبو حاتم ابن حبّان ، صاحب الصحيح .
                        ( 14 ) أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة .
                        ( 15 ) الحافظ أبو الحسن الدارقطني ، الذي كان إمام وقته في بغداد ، ويلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث .
                        ( 16 ) الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك .
                        ( 17 ) ابن عبد البر ، صاحب الاستيعاب .
                        ( 18 ) الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد .
                        ( 19 ) أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب حلية الاولياء ودلائل النبوة وغيرهما من الكتب .
                        ( 20 ) أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 11 _ </H3>( 21 ) البغوي ، صاحب مصابيح السنّة .
                        ( 22 ) جار الله الزمخشري ، صاحب الكشّاف في التفسير .
                        ( 23 ) ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق .
                        ( 24 ) الفخر الرازي ، صاحب التفسير المعروف .
                        ( 25 ) الضياء المقدسي ، صاحب المختارة .
                        ( 26 ) ابن الاثير الجزري ، صاحب أُسد الغابة .
                        ( 27 ) أبو بكر الهيثمي ، الحافظ الكبير ، صاحب مجمع الزوائد .
                        ( 28 ) الحافظ المزّي ، صاحب كتاب تهذيب الكمال ، وهو حافظ كبير من حفّاظهم .
                        ( 29 ) الحافظ الذهبي ، صاحب تلخيص المستدرك وغيره من الكتب .
                        ( 30 ) الحافظ الخطيب التبريزي ، صاحب مشكاة المصابيح .
                        ( 31 ) نظام الدين النيسابوري ، صاحب التفسير المعروف .
                        ( 32 ) ابن كثير الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير .
                        ( 33 ) الحافظ ابن حجر العسقلاني ، يلقّبونه بشيخ الاسلام ، وهو إنصافاً عالم من علمائهم ، يعتمد عليه في النقل وينظر إلى كلماته ككلمات عالم ، أنا بنظري إنّ ابن حجر العسقلاني عالم محترم ، هذا صاحب فتح الباري في شرح البخاري وغيره من الكتب .
                        ( 34 ) العيني الحنفي ، صاحب عمدة القاري في شرح صحيح البخاري .
                        ( 35 ) الحافظ جلال الدين السيوطي ، صاحب المؤلفات الكثيرة المعروفة .
                        ( 36 ) ابن حجر المكّي ، صاحب الصواعق المحرقة في الردّ على الشيعة .
                        ( 37 ) الشيخ علي المتقي الهندي ، صاحب كنز العمّال .
                        ( 38 ) الشيخ نور الدين الحلبي ، صاحب السيرة الحلبية .
                        ( 39 ) شاه ولي الله الدهلوي ، صاحب المؤلفات الكثيرة ، هذا يسمّونه بعلاّمة الهند ، ويعتمدون على مؤلّفاته وينقلون عنها .
                        ( 40 ) شهاب الدين الخفاجي ، رجل محقق محدّث أديب ، له شرح على الشفاء للقاضي عياض وله تعليقة على تفسير البيضاوي أيضاً وهما كتابان معتبران .
                        ( 41 ) الزبيدي ، صاحب تاج العروس .
                        ( 42 ) أحمد زيني دحلان ، صاحب السيرة الدحلانيّة المعروفة .
                        ( 43 ) الشيخ محمّد عبده المصري ، صاحب التفسير وشرح نهج البلاغة والاثار الاُخرى .
                        هؤلاء أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 12 _ </H3>دواعي عدم نقل الحديث :
                        وهنا فصلٌ لابدّ من التعرّض له بإيجاز ، وذلك أنّه لو يراجع الباحث الحر المنصف أسانيد حديث الغدير وألفاظه ، ومتون هذا الحديث ، لوجد في متون الحديث قرائن كثيرة تدلّ على أنّ الدواعي إلى عدم نقله أو الموانع عن نقله كثيرة ، فمثلاً : يقول الراوي : رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره ، فسألته عن حديث ، فقال : إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم ، قلت : أصلحك الله إنّي لست منهم ، ليس عليك منّي عار ، فلمّا اطمأنّ بي قال : أيّ حديث تريد ؟ قال : قلت: حديث علي في غدير خم (1) ، هذا من الصحابة .
                        ويقول الراوي : أتيت زيد بن أرقم فقلت له : إنّ خَتَناً لي [ أي صهراً ] حدّثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم ، فأنا أُحبّ أنْ أسمعه منك ، فقال : إنّكم معاشر أهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك منّي بأس ، فقال : نعم ، عندما اطمأنّ قال : نعم كنّا بالجحفة . . . إلى آخر الحديث ، قال : فقلت له : هل قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : إنّما أُخبرك بما سمعت ، هذا الحديث في المسند (2) .
                        قارنوا هذا الحديث الوارد في المسند عن زيد بن أرقم ، مع الحديث الذي قرأناه في أوّل البحث عن زيد بن أرقم ، إنّه لم يرو هنا هذه القطعة في ذيل الحديث ، لكنْ هناك قال : نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بواد يقال له غدير خم . . . إلى آخره ، قال : « فمن كنت مولاه ، فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عاد من عاداه ووال من والاه» ، وهذا أيضاً في المسند (3) .
                        فأحمد يروي الحديثين بفاصل أوراق معدودة ، في أحدهما لا يذكر زيد بن أرقم هذه القطعة الاخيرة من الحديث لهذا الشخص ، لكنْ هناك للشخص الاخر يروي هذه الجملة أيضاً ، وسأقرأ لكم حديثاً آخر عن المعجم الكبير للطبراني ، سترون أنّ زيد بن أرقم يروي هذه القطعة أيضاً لذلك الراوي الاخر .

                        ---------------------------
                        (1) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي : 16 .
                        (2) مسند أحمد 4 / 368 .
                        (3) مسند أحمد 4 / 372 .

                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 13 _ </H3> يقول الراوي أيضاً : قلت لسعد بن أبي وقّاص ـ الذي هو من رواة حديث الغدير ، ومن كبار الصحابة ، وأحد العشرة المبشرة كما يقولون ـ : إنّي أُريد أنْ أسألك عن شيء ، وإنّي أتّقيك ـ يظهر التقيّة موجودة بينهم حتّى من أنفسهم هم ـ قال : سل عمّا بدا لك فإنّما أنا عمّك ، قال : قلت مقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيكم يوم غدير خم ، فجعل سعد يحدّثه بالحديث (1) ، لكنّ الراوي عندما يريد أن يسأله يقول : اُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك .
                        أُنظر إلى الظروف المحيطة بقضيّة حديث الغدير ، وكيف كانوا يريدون التوصّل إلى هذا الحديث بهذه الاساليب ، يقول الراوي عندما وقف شخص على حلقة فيها زيد بن أرقم قال : أفي القوم زيد ؟ قالوا : نعم هذا زيد ، فقال : أُنشدك بالله الذي لا إله إلاّ هو يا زيد ، أسمعت رسول الله يقول لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ؟ قال : نعم ، فانصرف الرجل ، وكأنّه عندما يريد أن يسأل زيداً لابدّ وأنْ يحلّفه حتّى يحكي له الواقع كما سمع من رسول الله ، هذا الحديث في المعجم الكبير للطبراني ، فإلى هنا انتهينا ممّا يتعلّق بسند حديث الغدير ومتن حديث الغدير .

                        ---------------------------
                        (1) كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 620 .

                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 14 _ </H3>إثبات التواتر اللفظي لحديث الغدير :
                        ورأينا أنّ هذا الحديث حديث متواتر ، بل لقد تجاوز حدّ التواتر بأضعاف مضاعفة ، والتواتر كما تعلمون على أقسام : تارة التواتر لفظي ، وتارة التواتر إجمالي ، وتارة التواتر معنوي ، وبقرينة ذكر القوم هذا الحديث في كتبهم المتعلّقة بالاحاديث المتواترة يظهر أنّ هذا الحديث بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء مهم ، لانّهم في كتب الحديث وعلم دراية الحديث ـ إذا راجعتم ـ يقولون بأنّ التواتر اللفظي قليل جدّاً ، حتّى أنّهم يحصرون التواتر اللفظي بحديث إنّما الاعمال بالنيّات فقط ، وربّما أضافوا إلى هذا الحديث حديثاً آخر ، هكذا يدّعون ، ويقولون بأنّ الاحاديث الواصلة إلينا من رسول الله هي وإن كانت متواترة إلاّ أنّها متواترة معنى أو إجمالاً ، هذا في أكثر الاحاديث الواصلة إلينا التي يمكننا أن ننسبها إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقطع واليقين .
                        إلاّ أنّ حديث الغدير بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء له أهميّته ، ولابدّ من الدقّة في هذه النقطة فإنّها أمر مهم ، فانتهينا إذن ، من لفظ الحديث ومتنه ، وانتهينا من سنده ، وأنّه متواتر قطعاً ، وقد نصّ الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنا عشرية ، هذا الكتاب الذي طبع مختصره بالعربية بقلم الالوسي البغدادي ، ونشره بعض أعداء الدين مع تعاليق شحنها بالسباب والشتائم وبالشحناء والبغضاء لاهل البيت ولشيعتهم ، يقول المولوي عبد العزيز الدهلوي في كتابه التحفة الاثنا عشرية : إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول الله، كان بمنزلة آية قرآنيّة ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الاية القرآنيّة وبمثابة القرآن الكريم ، إذن أصبح قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » بمثابة آية في القرآن الكريم من حيث أنّه مقطوع الصدور .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 15 _ </H3>دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
                        حينئذ ، لابدّ من بيان وجه الاستدلال بهذا الحديث المتواتر قطعاً على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وجه الاستدلال بهذا الحديث يتلخّص في أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أنْ أخذ منهم الاقرار وأشهدهم على أنّه أولى بهم من أنفسهم ، مشيراً إلى قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (1) ، مقتضى هذه الاية المباركة كون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كلّ مالهم الولاية عليه ، فأخذ منهم الاقرار على هذا المعنى ، ثمّ فرّع على ذلك بقوله : « فمن كنت وليّه » ويوجد في بعض الالفاظ « فمن كنت أميره » « فعليّ مولاه » « فعليّ وليّه » « فعليّ أميره » إلى آخره ، فأثبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ما ثبت له من الاولويّة بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم جميعاً بايعوه على هذا وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّأوه ، ونظمت فيه الاشعار .
                        ومحور الاستدلال بحديث الغدير كلمة « مولى » ، ومجيء هذه الكلمة بمعنى « الاولى » ، وذلك موجود في القرآن الكريم في سورة الحديد ، موجود في الاحاديث النبوية المعتبرة حتّى في الصحيحين ، موجود في الاشعار العربية والاستعمالات الفصيحة ، وحينئذ ، يتمّ الاستدلال على ضوء الكتاب والسنّة والاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة ، وإذا كان أمير المؤمنين بمقتضى هذا الحديث أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فكلّ من عدا رسول الله ، كلّ من كان مؤمناً عدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، كان مؤمناً حقيقة أو ادّعي له الايمان ، فعليّ أولى به من نفسه ، بما فيهم كبار الصحابة ومشايخ القوم و . . . إلى آخره ، هذا وجه الاستدلال ، لكن في مقام الاستدلال لابدّ وأنْ ننتظر ، ولننظر ماذا يقولون في مقابل هذا الاستدلال ، وتلك هي الجهة الثانية .
                        فتلخص إلى هنا : إنّ حديث الغدير له جذور في القرآن الكريم ، جذور في السنّة النبويّة المعتبرة القطعيّة المتفق عليها بين الفريقين ، وجذور أيضاً في الاخبار والاثار ، وما أكثر المناشدات والاحتجاجات بحديث الغدير ، من أمير المؤمنين أوّلاً، ومن الزهراء البتول بضعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ومن الائمّة الاطهار ، ومن كبار الصحابة ، والعلماء ، وأيضاً في الاشعار الكثيرة ، من كبار شعراء الصحابة أنفسهم وحتّى القرون المتأخّرة ، فلحديث الغدير هكذا جذور .

                        ---------------------------
                        (1) سورة الاحزاب : 6 .

                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 16 _ </H3> ولو أردنا أن ندخل في هذا الباب لطال بنا المجلس ، لانّ المناشدات وحدها تحتاج إلى أكثر من مجلس في نظري ، واحتجاج الصدّيقة الطاهرة ( سلام الله عليها ) بحديث الغدير وهي بضعة رسول الله، وكونها بضعة رسول الله ليس بالشيء الهيّن ، قول رسول الله: « فاطمة بضعة منّي » هذا الحديث موجود في الصحاح ، ولاجل هذا الحديث نصّ غير واحد من أعلام القوم على أفضليّة الزهراء حتّى من الشيخين ، تعلمون أنّهم يؤخّرون عليّاً عن عثمان ، وعثمان متأخّر عن الشيخين ، ويجعلون الفضيلة والافضليّة بترتيب الخلافة ، هذا هو المشهور بينهم ، لكنّ الزهراء ( سلام الله عليها ) يفضّلها بعضهم على الشيخين ، بمقتضى حديث « فاطمة بضعة منّي » وعندما نصل إلى بحث الصدّيقة الطاهرة ( سلام الله عليها ) سأطرح لكم تلك الكلمات ، لانّها مهمّة للغاية ، فهي الاُخرى أيضاً احتجّت بحديث الغدير .
                        وهذا كلّه بغضّ النظر عن شواهد حديث الغدير ، فلحديث الغدير شواهد كثيرة في السنّة القطعيّة ، منها حديث الولاية الذي سنبحث عنه في ليلة وقد جعلناه موضوعاً مستقلاً ، سنبحث عنه سنداً ودلالة إن شاء الله تعالى ، فهذا هو الحديث .

                        الجهة الثانية :
                        الجهود التي بذلت في سبيل إبطال هذا الحديث وفي الجهة الثانية : تعلمون بأنّ علماء القوم يحاولون تبرير الواقع التاريخي ، يحاولون توجيه ما وقع ، يقول الله سبحانه وتعالى : ( وما محمّد إلاّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضرّ الله شيئاً ) لكن القوم يحاولون أنّ يبرّروا ما فعلوا ، فكانوا مصاديق لهذه الاية المباركة، فلننظر ماذا يقولون تجاه حديث الغدير : مسألة أن علياً ( عليه السلام ) لم يكن في حجة الوداع ولعلّكم تتعجّبون أو تضحكون ممّن يقول ـ قبل كلّ شيء ـ : بأنّ عليّاً لم يكن في حجة الوداع ، كان عليّ في اليمن في ذلك الوقت ، فكلّ حديث ورد فيه أنّه أخذ بيد عليّ وجعل يعرّفه إلى الناس ويقول : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، هذه الاحاديث كلّها كاذبة ، لانّ عليّاً كان باليمن ، تستغربون لو قلت لكم أنّ القائل بهذا القول هو الفخر الرازي .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 17 _ </H3> لكن من حسن الحظ أنّ مثل ابن حجر المكّي صاحب الصواعق (1) يردّ هذا الكلام ، وكذا شرّاح الحديث الذين نرجع إليهم دائماً في فهم الاحاديث ، وهذا ديدني في بحوثي ، أرجعُ إلى مثل المنّاوي صاحب فيض القدير الشارح للجامع الصغير ، أرجعُ إلى الشيخ علي القاري الشارح للشفاء للقاضي عياض ، وصاحب المرقاة في شرح المشكاة ، وهكذا أرجعُ إلى الشروح كشرح المواهب اللدنيّة وصاحبه الزرقاني المالكي ، أرجعُ إلى هؤلاء لانّهم شرّاح الحديث ، وأهل فهم الحديث ، وكلماتهم حجّة في شرح الحديث وبيان معاني الاحاديث النبويّة ، أرجع إليهم إحتجاجاً بكلماتهم وإلزاماً للقوم بأقوال علمائهم .
                        يقول علي القاري في المرقاة في شرح المشكاة (2) بأنّ هذا القول باطل ، لثبوت أنّ عليّاً رجع من اليمن ، وكان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في حجّة الوداع ، وفي الصحاح أيضاً حديث بقضيّة الخروج من الاحرام ، كلّهم يروون هذا الحديث ، أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم ، وفيه : إنّ عليّاً كان مع رسول الله في حجّة الوداع ، فقول الفخر الرازي بأنّ عليّاً كان في اليمن في ذلك الوقت ، يدلّ من جهة أُخرى على صحّة هذا الحديث ، وتماميّة دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين .

                        مسألة عدم التسليم بصحة حديث الغدير :
                        ثمّ هناك محاولة أُخرى لردّ حديث الغدير ، يقول بعضهم : لا نسلّم صحّة هذا الحديث ، ومن هؤلاء الفخر الرازي أيضاً ، وقد ذكرنا عدّة من أعلام القوم الذين ينصّون على تواتر حديث الغدير ، ويذكرون حديث الغدير في كتبهم المختصة بالاحاديث المتواترة .

                        ---------------------------
                        (1) الصواعق المحرقة : 25 .
                        (2) المرقاة في شرح المشكاة 5 / 574 .

                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 18 _ </H3>مسألة عدم تواتر حديث الغدير :
                        هناك مطلب ثالث، يقوله ابن حزم الاندلسي وبعض أتباعه ، وترون الشيخ سليم البشري المالكي يقوله في مراجعته للسيّد شرف الدين ، يقول : بأنّكم معاشر الاماميّة تذهبون إلى أنّ الامامة من أُصول الدين ، ولا ريب أنّ أُصول الدين لا تثبت إلاّ بالاخبار المتواترة أو الادلّة القطعيّة ، وحديث الغدير لا نوافق على تواتره ، فإذن ، لا تثبت بحديث الغدير إمامة علي ، ويتلخص هذا الاشكال في إنكار تواتر حديث الغدير ، الاشكال السابق كان إنكار صحّة حديث الغدير ، فيسلّم هؤلاء بصحّة حديث الغدير ، إلاّ أنّهم يناقشون في تواتره ، فإذا لم يتم تواتر حديث الغدير لم يتم الاستدلال به على إمامة علي ، لانّ الحديث الظنّي وإنْ كان صحيحاً ، وإن كان معتبراً ، لا يثبت لنا أصلاً من أُصول الدين ، إذْ لابدّ في أُصول الدين من القطع واليقين ، والحديث الظنّي لا يفيد القطع ، إذن ، لا يثبت به أمر قطعي .
                        وهذا الاشكال إشكال أساسي إن تمّ نفي تواتر حديث الغدير ، لكنّنا نلزمهم بمثل تصريح الذهبي ، وابن كثير ، وابن الجزري ، والسيوطي ، والكتّاني ، والزبيدي ، والمتقي الهندي ، والشيخ علي القاري ، وغيرهم ، بتواتر حديث الغدير ، أمّا ابن حزم فقد ذكروا في ترجمته إنّه كان من النواصب ، وأيضاً : يذكرون بترجمته إنّ لسان ابن حزم وسيف الحجّاج شقيقان ، والاشقى منه من يتّبعه فيما يقول ويستند إلى كلماته وإلى أباطيله ، وليس المجال الان يسع لاكثر من هذا ، وإلاّ لذكرت لكم بعض أباطيل هذا الرجل ، لذكرت لكم كلامه المقتضي للحكم بكفر هذا الشخص .
                        إذن ، هذا الاشكال أيضاً يندفع باعتراف كبار أئمّة القوم بتواتر حديث الغدير ، مسألة مجيء « المولى » بمعنى « الاُولى » عمدة الاشكال : مسألة المولى ومجيء هذه الكلمة بمعنى « الاولى » ، يقول الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنا عشرية : بأنّ لفظة مولى لا تجيء بمعنى الاولى بإجماع أهل اللغة ، فهو ينفي مجي المولى بمعنى الاولى، ويدّعي إجماع أهل اللغة على هذا النفي .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 19 _ </H3> نقول في الجواب : أوّلاً: قد لا نستدلّ بالحديث المشتمل على لفظ المولى ، ونستدلّ بالاحاديث الاُخرى التي جاءت بلفظ « الولي » و « الامير » ونحو ذلك من الالفاظ .
                        وثانياً : نقول بأنّ الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، فالالفاظ الاُخرى رافعة للابهام المدّعى وجوده في هذا اللفظ ، ولا تبقى حينئذ مشكلة .
                        الجواب الثالث : الاية الكريمة الموجودة في سورة الحديد في القرآن الكريم ، والاحاديث الصحيحة الموجودة حتّى في الصحيحين ، الدالة على مجيء كلمة المولى بمعنى الاولى، لكنّ الورود في بحث مجيء المولى بمعنى الاولى على ضوء القرآن والحديث والاشعار العربية وغير ذلك يتطلّب وقتاً ، ونحن لا يسعنا أن ندخل في ذلك البحث ، غاية ما هناك نكتفي الان بذكر أسامي عدّة من كبار علماء اللغة والتفسير والادب ـ وهم من أهل السنّة ـ يصرّحون وينصّون على مجيء مولى بمعنى الاولى، فمنهم :
                        ( 1 ) أبو زيد الانصاري، اللغوي المعروف .
                        ( 2 ) أبو عبيدة البصري معمر بن المثنى .
                        ( 3 ) أبو الحسن الاخفش .
                        ( 4 ) أبو العباس ثعلب .
                        ( 5 ) أبو العباس المبرّد .
                        ( 6 ) أبو إسحاق الزجّاج .
                        ( 7 ) أبو بكر ابن الانباري .
                        ( 8 ) أبو النصر الجوهري ، صاحب كتاب صحاح اللغة .
                        ( 9 ) جار الله الزمخشري ، صاحب الكشّاف .
                        ( 10 ) الحسين البغوي ، صاحب التفسير وصاحب مصابيح السنّة .
                        ( 11 ) أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي .
                        ( 12 ) البيضاوي ، صاحب التفسير المعروف .
                        ( 13 ) النسفي ، صاحب التفسير المعروف .
                        ( 14 ) أبو السعود العمادي ، صاحب التفسير المعروف .
                        وأيضاً ، ممّن ينصّ على مجيء المولى بمعنى الاولى من العلماء الاخرين الذين سجّلت أسماءهم هنا :
                        ( 15 ) شهاب الدين الخفاجي، الذي ذكرته لكم .
                        <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 20 _ </H3> وأيضاً بعض المحشّين والمعلّقين من كبار العلماء والمدرّسين في تعاليقهم على تفسير البيضاوي ، ويكفي هذا المقدار للجواب عن هذه الشبهة ، إذن ، يتلخص الجواب عن هذه الشبهة بالقرآن الكريم ، فنفس كلمة المولى موجودة فيه وقد فسّرت بالاولى ، في سورة الحديد قوله تعالى : ( هِيَ مَوْلاَكُمْ ) أي النار ( وَبِئْسَ الْمَصِيْرُ ) (1) يفسّرون الكلمة بـ : هي أولى بكم وبئس المصير ، والاحاديث أيضاً كثيرة ، والاشعار العربيّة الفصيحة موجودة ، وكلمات اللغويين أيضاً موجودة .
                        فارجعوا : إلى كتاب عبقات الانوار ، ونفحات الازهار في خلاصة عبقات الانوار ـ في قسم حديث الغدير ـ وارجعوا إلى كتاب الغدير للشيخ الاميني ( رحمة الله عليه ) ، التفاصيل موجودة هناك ، ولا أعتقد أنّ من العسير عليكم الحصول على تلك المطالب .

                        تعليق


                        • #87
                          مسألة دلالة حديث الغدير على إمامة علي (عليه السلام) بعد عثمان :
                          وإذ رأوا أنْ لا جدوى في هذه المزاعم وفي هذه المناقشات ، رأوا أنْ لا فائدة في إنكار وجود علي في يوم الغدير ، رأوا أنْ لا فائدة في إنكار تواتر حديث الغدير ، رأوا أنْ لا فائدة في إنكار مجيء المولى بمعنى الاولى، إذن ، يضطرّون لانْ يسلّموا بدلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين وكونه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لكنّهم لا يريدون أن يعترفوا ، فقالوا : سلّمنا بأنّ الحديث يدلّ على الامامة ، لكنْ ، لتكنْ الامامة لعلي بعد عثمان كما هو الحال الواقع ، فالحديث يدلّ على الامامة ، لكنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أراد إمامته بعد عثمان ! ! فهم يسلّمون بدلالة حديث الغدير على الامامة ، لكن يحملون الامامة على المرتبة الرابعة ، بأنْ يكون علي بعد عثمان ، والشيخان أفضل من عثمان عندهم ، وعثمان أفضل من علي أو لا ؟ فعندهم خلاف ، وبعضهم يفضّل عليّاً على عثمان .
                          ولكن عندي ـ وأعتقد بيني وبين ربّي بحسب أحاديثهم ـ إنّ عثمان أفضل من الشيخين ، هذا ما أعتقده بحسب أحاديثهم ، وهذه دعوى لابدّ من إثباتها في وقت وفي فرصة تسنح لطرح مثل هذا البحث ، وله أثره ، لانّه في النتيجة ، إذا كان عليّ أفضل من عثمان ـ كما هو قول عدّة كبيرة من أعلامهم ـ فيكون عليّ أفضل من الكلّ بالقطع واليقين .

                          ---------------------------
                          (1) سورة الحديد : 15 .
                          <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 21 _ </H3> وعلى كلّ حال ، فيحملون إمامة عليّ التي يدلّ عليها حديث الغدير على الامامة بعد عثمان ، لكن هذا الحمل :

                          أوّلاً:
                          يحتاج إلى أدلّة تفيد حقّية ما يذهبون إليه في الامامة والخلافة بعد رسول الله ، فإنْ أقاموا الدليل على صحة إمامة المشايخ الثلاثة كان حديث الغدير دالاًّ على إمامة عليّ بعدهم ، ولكن لو كان هناك حديث معتبر على معتقدهم لما كان بيننا نزاع ، لو كان هناك حديث يفيد القطع واليقين ويكون متّفقاً عليه بين الطرفين ، لما كان بيننا نزاع ، إذن ، هذه الدعوى أول الكلام ، وهي مصادرة بالمطلوب .

                          وثانياً :
                          مفاد حديث الغدير إنّ عليّاً أولى بهؤلاء من أنفسهم .

                          وثالثاً :
                          ماذا يفعلون بالاحاديث الصحيحة الواردة في تهنئة المشايخ لعلي يوم غدير خم ومبايعتهم له بالامامة والخلافة ، وقد أصبحت كلمة عمر « بخ بخ لك يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة » من أشهر الكلمات في العالم ، كما أنّ كلمته « لولا علي لهلك عمر » يعرفها العالم والجاهل ، يعرفها العالي والداني ، حتّى الصبيان أيضاً ربّما يحفظون هذه الكلمة عن عمر في حقّ عليّ ، وكيف يحمل حديث الغدير على إفادة الامامة بعد عثمان مع تلك البيعة ؟ وهل بايعوا على أن يكون بعد ثالثهم ؟ وهذا الوجه أيضاً لا يفيد وهم ملتفتون إلى هذا .

                          مسألة دلالة حديث الغدير على الامامة الباطنية :
                          وهل من وجه آخر ؟ قال بعضهم : نعم ، إنّ حديث الغدير يدلّ على إمامة عليّ ، لكنّ الامامة تنقسم إلى قسمين ، هناك إمامة باطنيّة هي الامامة في عرف المتصوّفة ، فعليّ إمام المسلمين بعد رسول الله بلا فصل لكن هو إمامٌ في المعنى ، إمام في القضايا المعنوية ، إمام في الاُمور الباطنيّة ، والمشايخ الثلاثة هم أئمّة المسلمين في الظاهر ، ولهم الحكومة ولهم الامر والنهي ، ولهم القول المسموع واليد المبسوطة والكلمة النافذة .
                          <H3>اِعـــــلامُ الــــوَرى بأعـلام الـهـُـدى _ 22 _ </H3> يقولون هذا ، وكأنّه قد فوّض إليهم أمر الامامة والخلافة وتقسيم الامامة ، بأن يضعوها بذلك المعنى لعلي وولده ، وبالمعنى الآخر للمشايخ الثلاثة ، ثمّ لمعاوية ثمّ ليزيد ثمّ للمتوكّل ثمّ وثمّ إلى يومنا هذا ! ! كأنّ الامامة أمر يرجع إلى هؤلاء وما تهواه أنفسهم ، بأن يقولوا لعليّ : أنت إمام بمعنى كذا ، وأنت يا فلان إمام بالمعنى الآخر ، وهذا أشبه بالمضحكة ، وإنْ دلّ على شيء فإنّما يدلّ على عجزهم عن الوجه الصحيح المعقول ، والقول المقبول .
                          ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) أي ليسوا بمؤمنين ، أي لا يكونوا مؤمنين ( حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِم حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُوا تَسْلِيماً ) (1) ، ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الاْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (2) ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ ) 3) .
                          الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين .

                          ---------------------------
                          (1) سورة النساء : 65 .
                          (2) سورة البقرة : 201 .
                          (3) سورة الاعراف : 43 .


                          وهذا اخر دليل ع ولاية الامام عليه عليه السلام باساندي وادله

                          حديث الغدير ::: 16 ـ 30(16)
                          الفضل والفضيلة والاطّلاع ، خاصّةً على مثل حديث الغدير ، هذا الحديث المهم الذي اهتمّ به الكل من مخالفين وموافقين.
                          إنّه ليس عندي شيء جديد أُبيّنه لكم في هذه الليلة حول حديث الغدير ، والليلة الواحدة لا تكفي بل الليلتان أيضاً ، لكنّي أذكر لكم رؤوس المطالب والنقاط المهمّة التي سجّلتها مع شيء من التوضيح وإبداء بعض الملاحظات فقط.
                          نحن عندما نريد أن نجعل لبحثنا منهجاً فلابدّ وأن يكون المنهج على الشكل التالي ، أنْ نبحث عن حديث الغدير في جهتين.
                          الجهة الاُولى في الجهود التي بذلت في سبيل هذا الحديث إثباتاً وروايةً وتصحيحاً ونشراً ، وإلى آخره.
                          والجهة الثانية : الجهود التي بذلت في سبيل إبطال هذا الحديث ، في سبيل ردّ هذا الحديث ، وكتم هذا الحديث والتعتيم عليه ، وتحريفه بأيّ شكل من الاشكال.

                          (17)
                          الجهة الاُولى :
                          الجهود التي بذلت في سبيل إثبات هذا الحديث
                          وهذه الجهة تشتمل على نقاط :
                          النقطة الاُولى :
                          لقد نزلت في قضية الغدير ، وفي يوم الغدير ، آيات من القرآن الكريم ، نزلت آية قبل خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُوْلُ بَلِّغْ ... ) إلى آخر الاية ، ونزلت آية بعد خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) (1) ونزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) (2) عندما اعترض ذلك الاعرابي على ما قاله 1 ـ سورة المائدة : 3.
                          2 ـ سورة المعارج : 1.
                          (18)
                          رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سائلاً النبي بأنّك أمرتنا بالصلاة فصلّينا ، أمرتنا بالزكاة فأدّينا ، وإلى آخره ، واليوم جئت وأخذت بعضد ابن عمّك ونصبته علينا وليّاً ، أهذا أمر من الله أو شيء من عندك ؟ تقريباً بهذا اللفظ ، فنزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) إلى آخره.
                          فهذه آيات متعلّقة بقضية الغدير ، ولكلّ آية بحث مستقل ، أي لو أردنا أنْ نذكر الروايات في شأن نزول هذه الايات لاحتجنا إلى مجال أكثر ، وكما أشرت من قبل ، فالليلة الواحدة لا تكفي للاحاطة بجميع جوانب قضية الغدير.
                          إذن ، نكتفي بهذا المقدار ، وعليكم أن تراجعوا المصادر.
                          النقطة الثانية :
                          الرواة لحديث الغدير من الصحابة ، يبلغ عددهم أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة ، هؤلاء يروون حديث الغدير ، وطرق أهل السنّة إلى هؤلاء الصحابة موجودة في الكتب ، والروايات الواردة عن هؤلاء أو الرواية الواردة عن كلّ واحد من هؤلاء تلك الرواية موجودة في الكتب المعنيّة بحديث الغدير.
                          واختلف القوم في عدد الحاضرين في يوم الغدير عند خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهناك قول بأنّهم كانوا مائة وعشرين ألف شخص ، فإذا كان كذلك فقد وصلنا حديث الغدير من 1/1000 من الحاضرين.

                          (19)
                          النقطة الثالثة :
                          الرواة لحديث الغدير من التابعين عددهم أضعاف عدد الصحابة ، وهذا واضح ، لانّ كلاًّ من الصحابة قد سمع الحديث منه أكثر من تابعي ، والتابعون أيضاً نقلوا الحديث إلى أصحابهم وهكذا.
                          فكان العلماء الرواة لحديث الغدير من أعلام السنّة في القرون المختلفة يبلغ عددهم المئات.
                          النقطة الرابعة :
                          الاسانيد التي نروي بها حديث الغدير لا تحصى كثرة ، وهي فوق حد التواتر بكثير ، ويشهد بذلك :
                          أوّلاً :
                          كثرة الكتب المؤلفة في جمع طرق حديث الغدير وأسانيده ، وهذا لو أردنا أن نشرحه لاحتاج إلى وقت إضافي ، أي أسامي المؤلفين في حديث الغدير من كبار العلماء السابقين.
                          ثانياً :
                          ذكر حديث الغدير في الكتب المختصة بجمع الاحاديث المتواترة :
                          فللسيوطي أكثر من كتاب ألّفه في الاحاديث المتواترة وأدرج فيها حديث الغدير.
                          والزبيدي صاحب تاج العروس له كتاب خاص بالاحاديث

                          (20)
                          المتواترة وفيه حديث الغدير.
                          والكتّاني له كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه.
                          والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمّال له كتاب خاص بالاحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير.
                          والشيخ علي القاري الهروي له أيضاً كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه.
                          فالكتب المختصة بالاحاديث المتواترة مشتملة على حديث الغدير.
                          ثالثاً :
                          وجدنا تنصيص عدّة كبيرة من أعلام الحفّاظ والمحدّثين على تواتر هذا الحديث :
                          كالذهبي مثلاً يقول هذا الحديث متواتر أتيقّن أنّ رسول الله قاله. والقائل من ؟ الذهبي ، والذهبي متشدّد ومتعصّب.
                          وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن كثير الدمشقي (1).
                          وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن الجزري شمس الدين (2) ، وهذا حافظ كبير من حفّاظهم. 1 ـ البداية والنهاية 5 / 213.
                          2 ـ أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 3 ـ 4.
                          (21)
                          فهذه نقاط ، وكلّ نقطة ، وكلّ واحدة من هذه الاُمور تحتاج إلى بحث مستقل ، ونحن ليس عندنا ذلك المجال الكافي للتفصيل في هذه الامور.

                          رواة حديث الغدير
                          ولا بأس الان بأنْ نذكر أسامي أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة ، فأشهر مشاهيرهم في القرون المختلفة هم :
                          1 ـ محمّد بن إسحاق ، صاحب السيرة.
                          2 ـ معمر بن راشد.
                          3 ـ محمّد بن إدريس الشافعي ، إمام الشافعية.
                          4 ـ عبد الرزاق بن همّام الصنعاني ، شيخ البخاري.
                          5 ـ سعيد بن منصور ، صاحب المسند.
                          6 ـ أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة ، صاحب المسند.
                          7 ـ ابن ماجة القزويني ، صاحب أحد الصحاح الستة.
                          8 ـ الترمذي ، صاحب الصحيح.
                          9 ـ أبو بكر البزّار ، صاحب المسند.
                          10 ـ النسائي ، صاحب الصحيح.

                          (22)
                          11 ـ أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند.
                          12 ـ محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ المشهورين المعروفين.
                          13 ـ أبو حاتم ابن حبّان ، صاحب الصحيح.
                          14 ـ أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة.
                          15 ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني ، الذي كان إمام وقته في بغداد ، ويلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث.
                          16 ـ الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك.
                          17 ـ ابن عبد البر ، صاحب الاستيعاب.
                          18 ـ الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد.
                          19 ـ أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب حلية الاولياء ودلائل النبوة وغيرهما من الكتب.
                          20 ـ أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى.
                          21 ـ البغوي ، صاحب مصابيح السنّة.
                          22 ـ جار الله الزمخشري ، صاحب الكشّاف في التفسير.
                          23 ـ ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق.
                          24 ـ الفخر الرازي ، صاحب التفسير المعروف.
                          25 ـ الضياء المقدسي ، صاحب المختارة.

                          (23)
                          26 ـ ابن الاثير الجزري ، صاحب أُسد الغابة.
                          27 ـ أبو بكر الهيثمي ، الحافظ الكبير ، صاحب مجمع الزوائد.
                          28 ـ الحافظ المزّي ، صاحب كتاب تهذيب الكمال ، وهو حافظ كبير من حفّاظهم.
                          29 ـ الحافظ الذهبي ، صاحب تلخيص المستدرك وغيره من الكتب.
                          30 ـ الحافظ الخطيب التبريزي ، صاحب مشكاة المصابيح.
                          31 ـ نظام الدين النيسابوري ، صاحب التفسير المعروف.
                          32 ـ ابن كثير الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير.
                          33 ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني ، يلقّبونه بشيخ الاسلام ، وهو إنصافاً عالم من علمائهم ، يعتمد عليه في النقل وينظر إلى كلماته ككلمات عالم ، أنا بنظري إنّ ابن حجر العسقلاني عالم محترم ، هذا صاحب فتح الباري في شرح البخاري وغيره من الكتب.
                          34 ـ العيني الحنفي ، صاحب عمدة القاري في شرح صحيح البخاري.
                          35 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي ، صاحب المؤلفات الكثيرة المعروفة.

                          (24)
                          36 ـ ابن حجر المكّي ، صاحب الصواعق المحرقة في الردّ على الشيعة.
                          37 ـ الشيخ علي المتقي الهندي ، صاحب كنز العمّال.
                          38 ـ الشيخ نور الدين الحلبي ، صاحب السيرة الحلبية.
                          39 ـ شاه ولي الله الدهلوي ، صاحب المؤلفات الكثيرة ، هذا يسمّونه بعلاّمة الهند ، ويعتمدون على مؤلّفاته وينقلون عنها.
                          40 ـ شهاب الدين الخفاجي ، رجل محقق محدّث أديب ، له شرح على الشفاء للقاضي عياض وله تعليقة على تفسير البيضاوي أيضاً وهما كتابان معتبران.
                          41 ـ الزبيدي ، صاحب تاج العروس.
                          42 ـ أحمد زيني دحلان ، صاحب السيرة الدحلانيّة المعروفة.
                          43 ـ الشيخ محمّد عبده المصري ، صاحب التفسير وشرح نهج البلاغة والاثار الاُخرى.
                          هؤلاء أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة.

                          تعليق


                          • #88
                            دواعي عدم نقل الحديث
                            وهنا فصلٌ لابدّ من التعرّض له بإيجاز ، وذلك أنّه لو يراجع

                            (25)
                            الباحث الحر المنصف أسانيد حديث الغدير وألفاظه ، ومتون هذا الحديث ، لوجد في متون الحديث قرائن كثيرة تدلّ على أنّ الدواعي إلى عدم نقله أو الموانع عن نقله كثيرة ، فمثلاً :
                            يقول الراوي : رأيت ابن أبي أوفى وهو في دهليز له بعد ما ذهب بصره ، فسألته عن حديث ، فقال : إنّكم يا أهل الكوفة فيكم ما فيكم ، قلت : أصلحك الله إنّي لست منهم ، ليس عليك منّي عار ، فلمّا اطمأنّ بي قال : أيّ حديث تريد ؟ قال : قلت : حديث علي في غدير خم (1). هذا من الصحابة.
                            ويقول الراوي : أتيت زيد بن أرقم فقلت له : إنّ خَتَناً لي [ أي صهراً ] حدّثني عنك بحديث في شأن علي يوم غدير خم ، فأنا أُحبّ أنْ أسمعه منك ، فقال : إنّكم معاشر أهل العراق فيكم ما فيكم ، فقلت له : ليس عليك منّي بأس ، فقال : نعم ، عندما اطمأنّ قال : نعم كنّا بالجحفة ... إلى آخر الحديث ، قال : فقلت له : هل قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : إنّما أُخبرك بما سمعت. هذا الحديث في المسند (2).
                            قارنوا هذا الحديث الوارد في المسند عن زيد بن أرقم ، مع 1 ـ مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي : 16.
                            2 ـ مسند أحمد 4 / 368.
                            (26)
                            الحديث الذي قرأناه في أوّل البحث عن زيد بن أرقم ، إنّه لم يرو هنا هذه القطعة في ذيل الحديث ، لكنْ هناك قال : نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بواد يقال له غدير خم ... إلى آخره ، قال : « فمن كنت مولاه ، فإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عاد من عاداه ووال من والاه ». وهذا أيضاً في المسند (1).
                            فأحمد يروي الحديثين بفاصل أوراق معدودة ، في أحدهما لا يذكر زيد بن أرقم هذه القطعة الاخيرة من الحديث لهذا الشخص ، لكنْ هناك للشخص الاخر يروي هذه الجملة أيضاً.
                            وسأقرأ لكم حديثاً آخر عن المعجم الكبير للطبراني ، سترون أنّ زيد بن أرقم يروي هذه القطعة أيضاً لذلك الراوي الاخر.
                            يقول الراوي أيضاً : قلت لسعد بن أبي وقّاص ـ الذي هو من رواة حديث الغدير ، ومن كبار الصحابة ، وأحد العشرة المبشرة كما يقولون ـ : إنّي أُريد أنْ أسألك عن شيء ، وإنّي أتّقيك ـ يظهر التقيّة موجودة بينهم حتّى من أنفسهم هم ـ قال : سل عمّا بدا لك فإنّما أنا عمّك ، قال : قلت مقام رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيكم يوم غدير خم ، فجعل سعد يحدّثه بالحديث (2). 1 ـ مسند أحمد 4 / 372.
                            2 ـ كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 620.
                            (27)
                            لكنّ الراوي عندما يريد أن يسأله يقول : اُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك.
                            أُنظر إلى الظروف المحيطة بقضيّة حديث الغدير ، وكيف كانوا يريدون التوصّل إلى هذا الحديث بهذه الاساليب.
                            يقول الراوي عندما وقف شخص على حلقة فيها زيد بن أرقم قال : أفي القوم زيد ؟ قالوا : نعم هذا زيد ، فقال : أُنشدك بالله الذي لا إله إلاّ هو يا زيد ، أسمعت رسول الله يقول لعلي : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ؟ قال : نعم ، فانصرف الرجل.
                            وكأنّه عندما يريد أن يسأل زيداً لابدّ وأنْ يحلّفه حتّى يحكي له الواقع كما سمع من رسول الله. هذا الحديث في المعجم الكبير للطبراني.
                            فإلى هنا انتهينا ممّا يتعلّق بسند حديث الغدير ومتن حديث الغدير.

                            إثبات التواتر اللفظي لحديث الغدير
                            ورأينا أنّ هذا الحديث حديث متواتر ، بل لقد تجاوز حدّ التواتر بأضعاف مضاعفة ، والتواتر كما تعلمون على أقسام :

                            (28)
                            تارة التواتر لفظي.
                            وتارة التواتر إجمالي.
                            وتارة التواتر معنوي.
                            وبقرينة ذكر القوم هذا الحديث في كتبهم المتعلّقة بالاحاديث المتواترة يظهر أنّ هذا الحديث بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء مهم ، لانّهم في كتب الحديث وعلم دراية الحديث ـ إذا راجعتم ـ يقولون بأنّ التواتر اللفظي قليل جدّاً ، حتّى أنّهم يحصرون التواتر اللفظي بحديث إنّما الاعمال بالنيّات فقط ، وربّما أضافوا إلى هذا الحديث حديثاً آخر ، هكذا يدّعون ، ويقولون بأنّ الاحاديث الواصلة إلينا من رسول الله هي وإن كانت متواترة إلاّ أنّها متواترة معنى أو إجمالاً ، هذا في أكثر الاحاديث الواصلة إلينا التي يمكننا أن ننسبها إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقطع واليقين.
                            إلاّ أنّ حديث الغدير بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء له أهميّته ، ولابدّ من الدقّة في هذه النقطة فإنّها أمر مهم.
                            فانتهينا إذن ، من لفظ الحديث ومتنه ، وانتهينا من سنده ، وأنّه متواتر قطعاً.
                            وقد نصّ الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنا عشرية.

                            (29)
                            هذا الكتاب الذي طبع مختصره بالعربية بقلم الالوسي البغدادي ، ونشره بعض أعداء الدين مع تعاليق شحنها بالسباب والشتائم وبالشحناء والبغضاء لاهل البيت ولشيعتهم.
                            يقول المولوي عبد العزيز الدهلوي في كتابه التحفة الاثنا عشرية : إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول الله ، كان بمنزلة آية قرآنيّة ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الاية القرآنيّة وبمثابة القرآن الكريم.
                            إذن أصبح قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » بمثابة آية في القرآن الكريم من حيث أنّه مقطوع الصدور.

                            دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام )
                            حينئذ ، لابدّ من بيان وجه الاستدلال بهذا الحديث المتواتر قطعاً على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
                            وجه الاستدلال بهذا الحديث يتلخّص في أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أنْ

                            (30)
                            أخذ منهم الاقرار وأشهدهم على أنّه أولى بهم من أنفسهم ، مشيراً إلى قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (1) ، مقتضى هذه الاية المباركة كون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كلّ مالهم الولاية عليه ، فأخذ منهم الاقرار على هذا المعنى ، ثمّ فرّع على ذلك بقوله : « فمن كنت وليّه » ويوجد في بعض الالفاظ « فمن كنت أميره » « فعليّ مولاه » « فعليّ وليّه » « فعليّ أميره » إلى آخره ، فأثبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ما ثبت له من الاولويّة بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم جميعاً بايعوه على هذا وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّأوه ، ونظمت فيه الاشعار.
                            ومحور الاستدلال بحديث الغدير كلمة « مولى » ، ومجيء هذه الكلمة بمعنى « الاولى » ، وذلك موجود في القرآن الكريم في سورة الحديد ، موجود في الاحاديث النبوية المعتبرة حتّى في الصحيحين ، موجود في الاشعار العربية والاستعمالات الفصيحة.
                            وحينئذ ، يتمّ الاستدلال على ضوء الكتاب والسنّة والاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة. 1 ـ سورة الاحزاب : 6.

                            وهذا اخر دليل ع ولاية الامام عليه عليه السلام باسانيد وادله

                            حديث الغدير ::: 16 ـ 30
                            الفضل والفضيلة والاطّلاع ، خاصّةً على مثل حديث الغدير ، هذا الحديث المهم الذي اهتمّ به الكل من مخالفين وموافقين.
                            إنّه ليس عندي شيء جديد أُبيّنه لكم في هذه الليلة حول حديث الغدير ، والليلة الواحدة لا تكفي بل الليلتان أيضاً ، لكنّي أذكر لكم رؤوس المطالب والنقاط المهمّة التي سجّلتها مع شيء من التوضيح وإبداء بعض الملاحظات فقط.
                            نحن عندما نريد أن نجعل لبحثنا منهجاً فلابدّ وأن يكون المنهج على الشكل التالي ، أنْ نبحث عن حديث الغدير في جهتين.
                            الجهة الاُولى في الجهود التي بذلت في سبيل هذا الحديث إثباتاً وروايةً وتصحيحاً ونشراً ، وإلى آخره.
                            والجهة الثانية : الجهود التي بذلت في سبيل إبطال هذا الحديث ، في سبيل ردّ هذا الحديث ، وكتم هذا الحديث والتعتيم عليه ، وتحريفه بأيّ شكل من الاشكال.
                            (17)
                            الجهة الاُولى :
                            الجهود التي بذلت في سبيل إثبات هذا الحديث
                            وهذه الجهة تشتمل على نقاط :
                            النقطة الاُولى :
                            لقد نزلت في قضية الغدير ، وفي يوم الغدير ، آيات من القرآن الكريم ، نزلت آية قبل خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُوْلُ بَلِّغْ ... ) إلى آخر الاية ، ونزلت آية بعد خطبة الغدير هي قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاِْسْلاَمَ دِيناً ) (1) ونزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) (2) عندما اعترض ذلك الاعرابي على ما قاله 1 ـ سورة المائدة : 3.
                            2 ـ سورة المعارج : 1.
                            (18)
                            رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، سائلاً النبي بأنّك أمرتنا بالصلاة فصلّينا ، أمرتنا بالزكاة فأدّينا ، وإلى آخره ، واليوم جئت وأخذت بعضد ابن عمّك ونصبته علينا وليّاً ، أهذا أمر من الله أو شيء من عندك ؟ تقريباً بهذا اللفظ ، فنزل قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِع ) إلى آخره.
                            فهذه آيات متعلّقة بقضية الغدير ، ولكلّ آية بحث مستقل ، أي لو أردنا أنْ نذكر الروايات في شأن نزول هذه الايات لاحتجنا إلى مجال أكثر ، وكما أشرت من قبل ، فالليلة الواحدة لا تكفي للاحاطة بجميع جوانب قضية الغدير.
                            إذن ، نكتفي بهذا المقدار ، وعليكم أن تراجعوا المصادر.
                            النقطة الثانية :
                            الرواة لحديث الغدير من الصحابة ، يبلغ عددهم أكثر من مائة وعشرين رجل وامرأة ، هؤلاء يروون حديث الغدير ، وطرق أهل السنّة إلى هؤلاء الصحابة موجودة في الكتب ، والروايات الواردة عن هؤلاء أو الرواية الواردة عن كلّ واحد من هؤلاء تلك الرواية موجودة في الكتب المعنيّة بحديث الغدير.
                            واختلف القوم في عدد الحاضرين في يوم الغدير عند خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهناك قول بأنّهم كانوا مائة وعشرين ألف شخص ، فإذا كان كذلك فقد وصلنا حديث الغدير من 1/1000 من الحاضرين.
                            (19)
                            النقطة الثالثة :
                            الرواة لحديث الغدير من التابعين عددهم أضعاف عدد الصحابة ، وهذا واضح ، لانّ كلاًّ من الصحابة قد سمع الحديث منه أكثر من تابعي ، والتابعون أيضاً نقلوا الحديث إلى أصحابهم وهكذا.
                            فكان العلماء الرواة لحديث الغدير من أعلام السنّة في القرون المختلفة يبلغ عددهم المئات.
                            النقطة الرابعة :
                            الاسانيد التي نروي بها حديث الغدير لا تحصى كثرة ، وهي فوق حد التواتر بكثير ، ويشهد بذلك :
                            أوّلاً :
                            كثرة الكتب المؤلفة في جمع طرق حديث الغدير وأسانيده ، وهذا لو أردنا أن نشرحه لاحتاج إلى وقت إضافي ، أي أسامي المؤلفين في حديث الغدير من كبار العلماء السابقين.
                            ثانياً :
                            ذكر حديث الغدير في الكتب المختصة بجمع الاحاديث المتواترة :
                            فللسيوطي أكثر من كتاب ألّفه في الاحاديث المتواترة وأدرج فيها حديث الغدير.
                            والزبيدي صاحب تاج العروس له كتاب خاص بالاحاديث
                            (20)
                            المتواترة وفيه حديث الغدير.
                            والكتّاني له كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه.
                            والشيخ علي المتقي الهندي صاحب كنز العمّال له كتاب خاص بالاحاديث المتواترة وفيه حديث الغدير.
                            والشيخ علي القاري الهروي له أيضاً كتاب في الاحاديث المتواترة وحديث الغدير موجود فيه.
                            فالكتب المختصة بالاحاديث المتواترة مشتملة على حديث الغدير.
                            ثالثاً :
                            وجدنا تنصيص عدّة كبيرة من أعلام الحفّاظ والمحدّثين على تواتر هذا الحديث :
                            كالذهبي مثلاً يقول هذا الحديث متواتر أتيقّن أنّ رسول الله قاله. والقائل من ؟ الذهبي ، والذهبي متشدّد ومتعصّب.
                            وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن كثير الدمشقي (1).
                            وممّن يعترف بتواتر حديث الغدير : ابن الجزري شمس الدين (2) ، وهذا حافظ كبير من حفّاظهم. 1 ـ البداية والنهاية 5 / 213.
                            2 ـ أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب : 3 ـ 4.
                            (21)
                            فهذه نقاط ، وكلّ نقطة ، وكلّ واحدة من هذه الاُمور تحتاج إلى بحث مستقل ، ونحن ليس عندنا ذلك المجال الكافي للتفصيل في هذه الامور.
                            رواة حديث الغدير
                            ولا بأس الان بأنْ نذكر أسامي أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة ، فأشهر مشاهيرهم في القرون المختلفة هم :
                            1 ـ محمّد بن إسحاق ، صاحب السيرة.
                            2 ـ معمر بن راشد.
                            3 ـ محمّد بن إدريس الشافعي ، إمام الشافعية.
                            4 ـ عبد الرزاق بن همّام الصنعاني ، شيخ البخاري.
                            5 ـ سعيد بن منصور ، صاحب المسند.
                            6 ـ أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة ، صاحب المسند.
                            7 ـ ابن ماجة القزويني ، صاحب أحد الصحاح الستة.
                            8 ـ الترمذي ، صاحب الصحيح.
                            9 ـ أبو بكر البزّار ، صاحب المسند.
                            10 ـ النسائي ، صاحب الصحيح.
                            (22)
                            11 ـ أبو يعلى الموصلي ، صاحب المسند.
                            12 ـ محمّد بن جرير الطبري ، صاحب التفسير والتاريخ المشهورين المعروفين.
                            13 ـ أبو حاتم ابن حبّان ، صاحب الصحيح.
                            14 ـ أبو القاسم الطبراني ، صاحب المعاجم الثلاثة.
                            15 ـ الحافظ أبو الحسن الدارقطني ، الذي كان إمام وقته في بغداد ، ويلقّبونه بأمير المؤمنين في الحديث.
                            16 ـ الحاكم النيسابوري ، صاحب المستدرك.
                            17 ـ ابن عبد البر ، صاحب الاستيعاب.
                            18 ـ الخطيب البغدادي ، صاحب تاريخ بغداد.
                            19 ـ أبو نعيم الاصفهاني ، صاحب حلية الاولياء ودلائل النبوة وغيرهما من الكتب.
                            20 ـ أبو بكر البيهقي ، صاحب السنن الكبرى.
                            21 ـ البغوي ، صاحب مصابيح السنّة.
                            22 ـ جار الله الزمخشري ، صاحب الكشّاف في التفسير.
                            23 ـ ابن عساكر الدمشقي ، صاحب تاريخ دمشق.
                            24 ـ الفخر الرازي ، صاحب التفسير المعروف.
                            25 ـ الضياء المقدسي ، صاحب المختارة.
                            (23)
                            26 ـ ابن الاثير الجزري ، صاحب أُسد الغابة.
                            27 ـ أبو بكر الهيثمي ، الحافظ الكبير ، صاحب مجمع الزوائد.
                            28 ـ الحافظ المزّي ، صاحب كتاب تهذيب الكمال ، وهو حافظ كبير من حفّاظهم.
                            29 ـ الحافظ الذهبي ، صاحب تلخيص المستدرك وغيره من الكتب.
                            30 ـ الحافظ الخطيب التبريزي ، صاحب مشكاة المصابيح.
                            31 ـ نظام الدين النيسابوري ، صاحب التفسير المعروف.
                            32 ـ ابن كثير الدمشقي ، صاحب التاريخ والتفسير.
                            33 ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني ، يلقّبونه بشيخ الاسلام ، وهو إنصافاً عالم من علمائهم ، يعتمد عليه في النقل وينظر إلى كلماته ككلمات عالم ، أنا بنظري إنّ ابن حجر العسقلاني عالم محترم ، هذا صاحب فتح الباري في شرح البخاري وغيره من الكتب.
                            34 ـ العيني الحنفي ، صاحب عمدة القاري في شرح صحيح البخاري.
                            35 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي ، صاحب المؤلفات الكثيرة المعروفة.
                            (24)
                            36 ـ ابن حجر المكّي ، صاحب الصواعق المحرقة في الردّ على الشيعة.
                            37 ـ الشيخ علي المتقي الهندي ، صاحب كنز العمّال.
                            38 ـ الشيخ نور الدين الحلبي ، صاحب السيرة الحلبية.
                            39 ـ شاه ولي الله الدهلوي ، صاحب المؤلفات الكثيرة ، هذا يسمّونه بعلاّمة الهند ، ويعتمدون على مؤلّفاته وينقلون عنها.
                            40 ـ شهاب الدين الخفاجي ، رجل محقق محدّث أديب ، له شرح على الشفاء للقاضي عياض وله تعليقة على تفسير البيضاوي أيضاً وهما كتابان معتبران.
                            41 ـ الزبيدي ، صاحب تاج العروس.
                            42 ـ أحمد زيني دحلان ، صاحب السيرة الدحلانيّة المعروفة.
                            43 ـ الشيخ محمّد عبده المصري ، صاحب التفسير وشرح نهج البلاغة والاثار الاُخرى.
                            هؤلاء أشهر مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة.

                            تعليق


                            • #89
                              إثبات التواتر اللفظي لحديث الغدير
                              ورأينا أنّ هذا الحديث حديث متواتر ، بل لقد تجاوز حدّ التواتر بأضعاف مضاعفة ، والتواتر كما تعلمون على أقسام :
                              (28)
                              تارة التواتر لفظي.
                              وتارة التواتر إجمالي.
                              وتارة التواتر معنوي.
                              وبقرينة ذكر القوم هذا الحديث في كتبهم المتعلّقة بالاحاديث المتواترة يظهر أنّ هذا الحديث بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء مهم ، لانّهم في كتب الحديث وعلم دراية الحديث ـ إذا راجعتم ـ يقولون بأنّ التواتر اللفظي قليل جدّاً ، حتّى أنّهم يحصرون التواتر اللفظي بحديث إنّما الاعمال بالنيّات فقط ، وربّما أضافوا إلى هذا الحديث حديثاً آخر ، هكذا يدّعون ، ويقولون بأنّ الاحاديث الواصلة إلينا من رسول الله هي وإن كانت متواترة إلاّ أنّها متواترة معنى أو إجمالاً ، هذا في أكثر الاحاديث الواصلة إلينا التي يمكننا أن ننسبها إليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقطع واليقين.
                              إلاّ أنّ حديث الغدير بهذا اللفظ متواتر ، وهذا شيء له أهميّته ، ولابدّ من الدقّة في هذه النقطة فإنّها أمر مهم.
                              فانتهينا إذن ، من لفظ الحديث ومتنه ، وانتهينا من سنده ، وأنّه متواتر قطعاً.
                              وقد نصّ الشيخ عبد العزيز الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثنا عشرية.
                              (29)
                              هذا الكتاب الذي طبع مختصره بالعربية بقلم الالوسي البغدادي ، ونشره بعض أعداء الدين مع تعاليق شحنها بالسباب والشتائم وبالشحناء والبغضاء لاهل البيت ولشيعتهم.
                              يقول المولوي عبد العزيز الدهلوي في كتابه التحفة الاثنا عشرية : إنّ الحديث إذا وصل حدّ التواتر وأصبح قطعي الصدور عن رسول الله ، كان بمنزلة آية قرآنيّة ، فكما أنّ القرآن الكريم مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في أنّ هذا القرآن مقطوع الصدور من الله سبحانه وتعالى ، ولا ريب في هذا القرآن وفي ألفاظه ووصول القرآن الكريم إلينا بالتواتر القطعي ، فكلّ حديث يروى عن رسول الله ويصل إلينا بأسانيد تفيد القطع واليقين يكون هذا الحديث بحكم الاية القرآنيّة وبمثابة القرآن الكريم.
                              إذن أصبح قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » بمثابة آية في القرآن الكريم من حيث أنّه مقطوع الصدور.
                              دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام )
                              حينئذ ، لابدّ من بيان وجه الاستدلال بهذا الحديث المتواتر قطعاً على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
                              وجه الاستدلال بهذا الحديث يتلخّص في أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد أنْ
                              (30)
                              أخذ منهم الاقرار وأشهدهم على أنّه أولى بهم من أنفسهم ، مشيراً إلى قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) (1) ، مقتضى هذه الاية المباركة كون النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم في كلّ مالهم الولاية عليه ، فأخذ منهم الاقرار على هذا المعنى ، ثمّ فرّع على ذلك بقوله : « فمن كنت وليّه » ويوجد في بعض الالفاظ « فمن كنت أميره » « فعليّ مولاه » « فعليّ وليّه » « فعليّ أميره » إلى آخره ، فأثبت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ما ثبت له من الاولويّة بالناس من الناس ، أي من أنفسهم ، ثمّ إنّهم جميعاً بايعوه على هذا وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، وهنّأوه ، ونظمت فيه الاشعار.
                              ومحور الاستدلال بحديث الغدير كلمة « مولى » ، ومجيء هذه الكلمة بمعنى « الاولى » ، وذلك موجود في القرآن الكريم في سورة الحديد ، موجود في الاحاديث النبوية المعتبرة حتّى في الصحيحين ، موجود في الاشعار العربية والاستعمالات الفصيحة.
                              وحينئذ ، يتمّ الاستدلال على ضوء الكتاب والسنّة والاستعمالات العربية الصحيحة الفصيحة. 1 ـ سورة الاحزاب : 6. ..

                              سلسلة الندوات العقائدية ( 10 )


                              حديث الغدير


                              تأليف


                              السيّد علي الحسيني الميلاني


                              مركز الأبحاث العقائدية


                              (5)


                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              مقدّمة المركز
                              لا يخفى أنّنا لازلنا بحاجة إلى تكريسالجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والافهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمناالرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالةمن المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصروالتطوّر التقني الحديث.
                              وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الابحاثالعقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلىاتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الاسلامي الشيعي على أوسع نطاقممكن.
                              ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبةمن أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعاتالهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

                              (6)

                              والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلكالموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضلالنتائج.
                              ولاجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكةالانترنت العالمية صوتاً وكتابةً.
                              كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتيوالمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاءالعالم.
                              وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكلكراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطواتالتحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.
                              وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئالكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.
                              سائلينه سبحانه وتعالى أن ينالهبأحسن قبوله.

                              مركز الابحاث العقائدية


                              فارس الحسّون


                              (7)


                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              تمهيد
                              الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علىسيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين منالاولين والاخرين.
                              كلامنا في هذه الليلة حول حديث الغدير ، هذا الحديثالعظيم الذي اهتمّ به الله سبحانه وتعالى ، واهتمّ به رسوله ، والائمّة الاطهار ،وكبار الصحابة ، والعلماء عبر القرون ، وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) (1)هذه الاية المباركة من الايات المتعلقة بيوم الغدير ، إلاّ أنّها وردت في القرآنالكريم في سياق آيات يخاطب بها الله سبحانه وتعالى أهل الكتاب : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلاََدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ
                              1 ـ سورة المائدة : 67.

                              (8)

                              النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوْا التَّوْرَاةَ وَالاْنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لاََكَلُوْا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) (1)، ثمّ بعد الايةأيضاً : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيْمُوا التَّوْرَاةَ وَالانْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيْراً مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْرَاً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) (2).
                              المخاطب في هذه الايات وإنْ كان أهل الكتاب ، لكنّ الايات هذه منطبقة علىأُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أيضاً تمام الانطباق ، إذ يجوز أن يقال : ولو أنّ الاُمّة الاسلاميّة آمنت ، ولو أنّهم آمنوا واتّقوا ، لكفّرنا عنهمسيّئاتهم ولادخلناهم جنّات النعيم ، ولو أنّهم أقاموا الكتاب والسنّة ، وما أُنزلإليهم من ربّهم في أمير المؤمنين وأهل البيت الاطهار ، لاكلوا من فوقهم ومن تحتأرجلهم ، والاُمّة الاسلاميّة أيضاً منهم أُمّة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون.
                              مرّة أُخرى يعود ويقول : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيْمُوا التَّوْرَاةَ وَالاْنجِيلَ ) ، فقبل ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) كانت الاية ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاة وَالاْنْجِيلَ ) ،
                              1 ـ سورة المائدة : 65 ـ 66.
                              2 ـ سورة المائدة : 68.

                              (9)

                              وبعدها أيضاً ( لَسْتُمْ عَلَى شَيْء حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالاْنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) ومع ذلك ( لَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ) من هذهالاُمّة ( مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ).
                              كما أنّ أهل الكتابأُمروا بالعمل بكتبهم ، أي اليهود مأمورون بالعمل بالتوراة ، والنصارى مأمورونبالعمل بالانجيل ، فالمسلمون مأمورون بالعمل بالكتاب والسنّة ، فإذا عملوا بالكتابوالسنّة وما أُنزل إليهم من ربّهم ، لاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، ولكنْليزيدنّ كثيراً منهم ما أُنزل إليك من ربّك طغياناً وكفراً.
                              وحديث الغديرمن أظهر مصاديق ما أُنزل إلى رسول الله ، وأتمّ به الله سبحانه وتعالى الحجّة علىالاُمّة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ).
                              وقد قرأنا في حديث الدار في يوم الانذار : إنّ رسول الله ( صلىالله عليه وآله وسلم ) قال : « أمرني ربّي بأنْ أُبلّغ القوم ما أُمرت به ، فضقتبذلك ذرعاً حتّى نزل جبرئيل وقال : إن لم تفعل لم تبلّغ ما اُرسلت به ».
                              فكانت الدعوة وكان إبلاغ إمامة أمير المؤمنين وخلافة إمامنا ( عليه السلام ) من جملة ما أمر به رسول الله منذ بدء الدعوة ، وإلى

                              (10)

                              أواخر أيّام حياته الشريفة المباركة ، لانّ هذه الاية فيسورة المائدة ، وسورة المائدة آخر ما نزل من القرآن بإجماع المسلمين.
                              أتذكّر في تفسير القرطبي يذكر الاجماع بصراحة على أنّ سورة المائدة آخر مانزل من القرآن ، كما أنّا في رواياتنا أيضاً يوجد عندنا نصّ على أنّ سورة المائدةآخر ما نزل من القرآن.
                              فكان النبي مبلِّغاً خلافة علي من بعده وداعياًالناس إلى الايمان بها إلى جنب الايمان بالله والرسول ... في جميع أدوار رسالتهالمباركة.
                              وحديث الغدير حديث عظيم جليل لجهات عديدة :
                              منها : تلكالظروف الخاصة التي خطب فيها رسول الله هذه الخطبة.
                              ومنها : كون اللفظالوارد عن رسول الله في هذه الخطبة لفظاً لا مرية فيه ولا ارتياب في دلالته علىإمامة أمير المؤمنين.
                              ومنها : نزول الايات من القرآن الكريم.
                              ولقدبذلت جهود كثيرة في إبقاء هذا الحديث ونقله ونشره ، كما بذلت جهود في ردّه وكتمانهوالتعتيم عليه.

                              (11)

                              نصّ حديثالغدير
                              وقبل الورود في البحث ، لابدّ من ذكر نصّ أو نصّين منحديث الغدير عن بعض المصادر المعتبرة :
                              أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيدبن أرقم قال :
                              نزلنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بواد يقال له : وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاّها بهجير ، قال : فخطبنا ، وظلّل لرسول الله ( صلىالله عليه وسلم ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس ، فقال رسول الله : « ألستم تعلمون ؟ألستم تشهدون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ » قالوا : بلى ، قال : « فمن كنت مولاهفإنّ عليّاً مولاه ، اللهمّ عاد من عاداه ووال من والاه » (1).
                              وأخرج النسائي بسند صحيح عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال :
                              1 ـ مسند أحمد 5/501 رقم 18838 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ـ 1414 هـ.

                              (12)

                              لمّا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من حجة الوداعونزل غدير خم ، أمر بدوحات فقممن ـ أي فكنسن ـ ثمّ قال : « كأنّي قد دعيت فأجبت ،وإنّي تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ،فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتّىيردا عَلَيّ الحوض » ، ثمّقال : « إنّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن » ، ثمّ إنّه أخذ بيد علي ( رضي اللهعنه ) وقال : « من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ».
                              يقول أبو الطفيل : فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ؟ فقال : إنّه ـ وفي بعضالالفاظ : والله ، بدل إنّه ـ ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنيه(1).
                              فهذان لفظان بسندين معتبرين عن زيد بن أرقم.
                              وهنا ملاحظات لابدّ من الاشارة إليها :
                              الملاحظة الاُولى :
                              في حديث الغدير في صحيح مسلم(2)، وفي المسند(3)،
                              1 ـ فضائل الصحابة : 15 رقم 45 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
                              خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 96 رقم 79 ـ مكتبة المعلاّ ـ الكويت ـ 1406 هـ.
                              2 ـ صحيح مسلم 4/1873 رقم 36 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1398 هـ.
                              3 ـ مسند أحمد 5/498 رقم 18815.

                              (13)

                              وفي غيرهما يقول الراوي : فخطبنا أو يقول قام فينا خطيباً ،لكنْ في المستدرك(1) : فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكّر ووعظفقال ما شاء الله أن يقول ، وفي مجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي الحافظ(2) : فوالله ما من شيء يكون إلى يوم الساعة إلاّ قد أخبرنا به يومئذ.
                              أليس من حقّنا أن نسأل الرواة ، أن نسأل المحدّثين ، أن نسأل الاُمناء علىسنّة رسول الله : أين هذه الخطبة ، خطبة الغدير التي لم يترك رسول الله يوم الغديرشيئاً يكون إلى يوم القيامة إلاّ قد أخبرنا به ؟ لماذا لم ينقلوه ؟
                              إنّهأثنى على الله ، وذكّر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، أين وعظ رسول الله يومالغدير ؟ وأين ما ذكّر به رسول الله في يوم الغدير ؟ وأين تلك الخطبة ؟ لماذا لميرووها ؟ أليسوا هؤلاء حفّاظ سنّة رسول الله ؟ أليس من وظيفتهم أن ينقلوا لنا ماقال رسول الله كما قال ؟ لماذا لم ينقلوا ؟
                              هذه هي الملاحظة الاُولى ، ألهمجواب على هذا ؟
                              1 ـ مستدرك الحاكم 3/533 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1398 هـ.
                              2 ـ مجمع الزوائد 9/104 ـ 105 ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ 1402 هـ.

                              (14)

                              الملاحظة الثانية :
                              هناكقاعدة في علم الحديث يعبّرون عنها بقاعدة الحديث يفسّر بعضه بعضاً ، إنّ الحديثكالقرآن يفسّر بعضه بعضاً ، ونحن في هذين اللفظين المذكورين المرويين بسندين صحيحين، نرى أحدهما يقول : « من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه » ، والاخر يقول : « من كنتوليّه فهذا وليّه » ، فلو كان هناك إبهام في معنى كلمة المولى ومجيء هذه الكلمةبمعنى الولي ، ومجيء هذه الكلمة بمعنى الاولى ، لو كان هناك إبهام ، فإنّ اللفظالثاني يفسّر اللفظ الاوّل.
                              وكم من شواهد من هذا القبيل عندنا في الحديث ،هذه الشواهد الكثيرة الصحيحة سنداً تأتي مفسرة للفظ المولى لو كان هناك حاجة إلىتفسير هذه الكلمة.
                              الملاحظة الثالثة :
                              إنّمسلم بن الحجّاج يروي هذا الحديث في صحيحه إلى حدّ حديث الثقلين ، وذلك لانّه كانعندنا في لفظ النسائي أنّه قال : « كأنّي دعيت فأجبت وإنّي تارك فيكم الثقلينأحدهما أكبر من الاخر كتاب الله وعترتي » إلى آخر هذا الحديث ، ثمّ قال : « إنّالله

                              (15)

                              مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن » إلى آخره(1).
                              ومسلم يروي هذا الحديث إلى حدّ الحديث الاوّل وهو حديث إنّي تارك فيكمالثقلين ، مع تغيير في الالفاظ ، ولا يروي بقية الحديث ممّا يتعلّق بـ « من كنتمولاه فهذا عليّ مولاه » ، ونحن مع ذلك شاكرون لمسلم ، حيث روى هذا الحديث بهذاالمقدار ، لانّ البخاري لم يرو منه شيئاً أبداً ، نشكر مسلم على أمانته بهذاالمقدار.
                              وربّ قائل يقول : بأنّ مشايخ مسلم ورواة الحديث لم يرووا له أكثرمن هذا ، أو أنّ مسلماً على أساس الضوابط والشروط التي تبنّاها في صحيحه لم يجدسنداً آخر من أسانيد هذا الحديث متوفرة فيه تلك الشروط إلاّ هذا الحديث الذي نقلهوأورده بهذا الشكل المبتور.
                              ولكن كلّ هذا لا يمكننا قبوله ، مع ذلك نشكرهعلى نقله بهذا المقدار.
                              انتهت الملاحظات.
                              نحن لو أردنا أن نبحث عنحديث الغدير ، أنتم جميعاً أهل
                              1 ـ خصائص أمير المؤمنين : 93 ، ط الغري.

                              تعليق


                              • #90
                                /
                                /

                                ابعد كل هذه الاسانيد وهذه الدلايل ما ليس عنده لك بقيمة

                                هذا تعب وبحث لاوصل لك الحقيقه ليس نسخ ولصق واكبر دليل

                                حضوري لمتابعة الحوار ليس لاقنعك انما لاثبت لك من اين

                                بداء ظلم الصحابه لا ال بيت رسول الله

                                اتمنا ان ننتقل الي اجتماع السقيفه لكي اثبت ثاني ادلة ظلم ال البيت

                                واني استغرب لماذا تتجاهل وكانك تقول لي لا اومن بما بكتبكم

                                وكذلك نحن انما نحن هنا بحوار الحق الذي اردت وكل يثبت ماعنده حق

                                والله هو خير الحاكيمن

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X