بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
( ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33))
ـ سورة الأحزاب ـ
ونتناول في هذا الموضوع الحديث عن الآية الكريمة من جانبين هما
1 ـ أهل البيت عليهم السلام في هذه الآية الكريمة
2 ـ تفسير وتوضيح معنى هذه الآية الكريمة
أولاً / أهل البيت عليهم السلام في الآية الكريمة
قال العلامة الحافظ أبو جعفر الطحاوي
( باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى : إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) من هم ؟
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
644 - حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ،
حدثنا بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا عليهم السلام ،
فقال : « اللهم هؤلاء أهلي »
ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين
645 - حدثنا فهد ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن
الأعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي ، عن حكيم بن سعد ، عن أم سلمة
قالت : « نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ، وفاطمة ،
وحسن ، وحسين عليهم السلام إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا (1) »
ففي هذا الحديث مثل الذي في الأول
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
646 - حدثنا أبو أمية ، حدثنا خالد بن مخلد القطواني ، حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي ، حدثنا ابن هاشم بن عتبة ، عن عبد الله بن وهب ، عن أم سلمة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة ، والحسن ، والحسين ، ثم أدخلهم تحت ثوبه
ثم جأر إلى الله تعالى : « رب هؤلاء أهلي » قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله
فتدخلني معهم ؟ قال : « أنت من أهلي » ففي هذا الحديث قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأم سلمة جوابا منه لها عند قولها له : تدخلني معهم : « أنت من أهلي
» فكان ذلك مما قد يجوز أن يكون أراد به أنها من أهله ؛ لأنها من أزواجه
وأزواجه أهله ، كما قال في حديث الإفك الذي قد
647 - حدثنا يونس ، حدثنا ابن معبد ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن إسحاق بن
راشد ، عن الزهري ، عن عروة ، وسعيد ، وعلقمة ، وعبيد الله ، عن عائشة أن
رسول الله عليه السلام في حديث الإفك (1) قام على المنبر فاستعذر من عبد الله بن
أبي فقال : « يا معشر المسلمين من يعذرني (2) من رجل قد بلغ أذاه في أهلي ؟
والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا ، وما
كان يدخل على أهلي إلا معي » فكان قوله : « من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه
في أهلي ؟ » يعني : في زوجته التي كان أذاه فيها ، فكان في ذلك ما قد دل على أن
الزوجة تسمى بهذا الاسم فيحتمل أن يكون قوله لأم سلمة : « أنت من أهلي » من
هذا المعنى أيضا أنها من أهل الآية المتلوة في هذا الباب ، ومما يدل على ذلك ما قد
__________
(1) الإفك : الكذب ، والمراد ما رميت به من سوء
(2) من يعذرني : من يلومه على فعله ولا يلومني على فعلي ، أو من يقوم بعذري
إذا جازَيْتُه بصنعه ، أو من ينصرني ، يقال : عذرته إذا نصرتهُ
648 - حدثنا الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، حدثنا مخول بن مخول بن راشد
الحناط ، حدثنا عبد الجبار بن عباس الشبامي ، عن عمار الدهني ، عن عمرة بنت
أفعى ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) ، يعني في سبعة جبريل ، وميكائيل ،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم
السلام وأنا على باب البيت فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : « إنك
من أزواج النبي عليه السلام » وما قال : إنك من أهل البيت
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
649 - وما قد حدثنا الحسين ، أيضا حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا
جعفر الأحمر ، عن الأجلح ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، وعبد الملك ،
عن عطاء ، عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة بطعام لها إلى أبيها ، وهو على
منازله فقال : « أي بنية ، ائتيني بأولادي وابني وابن عمك » قالت : ثم جللهم أو
قالت : حوى عليهم الكساء ، فقال : « هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم
الرجس (1) وطهرهم تطهيرا » قالت أم سلمة : يا رسول الله ، وأنا معهم قال : «
أنت من أزواج النبي عليه السلام وأنت على خير » ، أو « إلى خير »
__________
(1) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
650 - وما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ، حدثنا مندل ، عن
أبي الجحاف ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى الله عليه
وسلم في بيتي فجاءته فاطمة عليها السلام بخزيرة (1) فقال : « ادعي لي بعلك (2)
» فدعته وابنيها ، فجاء بكساء فحفهم (3) به ، ثم أخذ طرفه بيده ، ثم رفع يديه
فقال : « اللهم إن هؤلاء ذريتي وأهل بيتي فأذهب الرجس (4) عنهم وطهرهم
تطهيرا » قالت : فرفعت الكساء ، وأدخلت رأسي فيه فقلت : أنا يا رسول الله قال :
« إنك على خير »
__________
(1) الخزير : لحم يقطع ثم يطبخ بماء كثير وملح فإذا نضج يذر عليه الدقيق ويعصد
به
(2) البعل : الزوج
(3) الحف : الإحاطة
(4) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
651 - حدثنا فهد ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن
أبي سعيد ، عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) فقلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت
؟ فقال : « أنت على خير إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم » وفي البيت
علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
652 - وما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن أسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ،
عن علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لفاطمة : « ائتيني بزوجك ، وابنيك » فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء
فدكيا ، ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : : « اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك
، وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد » قالت أم سلمة : فرفعت الكساء ؛ لأدخل
معهم فجبذه (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : « إنك على خير »
__________
(1) الجبذ : الشد والجذب بقوة
654 - وما قد حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق ، حدثنا
محمد بن أبان الواسطي ، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن يحيى بن
عبيد المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عمر بن أبي سلمة قال : نزلت هذه الآية
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بيت أم سلمة : إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) قالت : فدعا النبي صلى الله عليه
وسلم الحسن ، والحسين ، وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليا فأجلسه خلف
ظهره ، ثم جللهم جميعا بالكساء ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس (2) ، وطهرهم تطهيرا » قالت أم سلمة : اللهم اجعلني منهم قال : « أنت
مكانك وأنت على خير »
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
(2) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
655 - وما قد حدثنا فهد ، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنا ابن لهيعة ، عن
أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة
فسلمت عليها فقالت : من أنت ؟ فقلت : عمرة الهمدانية فقالت عمرة : يا أم
المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض تريد علي بن
أبي طالب قالت أم سلمة أتحبينه أم تبغضينه ؟ قالت : ما أحبه ولا أبغضه ، فقالت :
أنزل الله هذه الآية : إنما يريد الله (1) إلى آخرها وما في البيت إلا جبريل ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين عليهم السلام ، فقلت
: يا رسول الله ، أنا من أهل البيت ؟ ، فقال : « إن لك عند الله خيرا » فوددت أنه
قال : نعم ، فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب .
فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في
هذا الباب ، وأن المرادين بما
فيها هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين
عليهم السلام دون من سواهم ، ومما يدل على مراد رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله لأم سلمة فيما روي في هذه الآثار من قوله لها : « أنت من أهلي »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
656 - ما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ، وسليمان الكيساني قالا : حدثنا
بشر بن بكر البجلي ، عن الأوزاعي ، أخبرني أبو عمار ، حدثني واثلة قال : أتيت
عليا فلم أجده ، فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه قال
: فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الحسن ، والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه ، وأدنى
فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وأنا منتبذ ، ثم قال : إنما يريد الله
(1) الآية ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق » فقلت : يا رسول الله وأنا
من أهلك قال : « وأنت من أهلي » قال : واثلة فإنها من أرجى ما أرجو . وواثلة
أبعد منه عليه السلام من أم سلمة منه ؛ لأنه إنما هو رجل من بني ليث ليس من
قريش وأم سلمة موضعها من قريش موضعها الذي هي به منه ، فكان قوله لواثلة
: « أنت من أهلي » على معنى لاتباعك إياي ، وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي ،
وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله : ونادى نوح ربه ،
فقال رب إن ابني من أهلي (2) فأجابه في ذلك بأن قال له : إنه ليس من أهلك إنه
عمل غير صالح (3) فكما جاز أن يخرجه من أهله ، وإن كان ابنه ؛ لخلافه إياه في
دينه جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه ، فمثل
ذلك أيضا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا لأم سلمة : « أنت من
أهلي » يحتمل أن يكون على هذا المعنى أيضا ، وأن يكون قوله لها ذلك كقوله مثله
لواثلة
وحديث سعد وما قد ذكرناه معه من الأحاديث في أول هذا الباب معقول بها
من أهل الآية المتلوة فيها ؛ لأنا قد أحطنا علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما دعا من دعا من أهله عند نزولها لم يبق من أهلها المرادين فيها أحدا سواهم ،
وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريدت به سواهم ، وفيما ذكرنا من
ذلك بيان ما وصفنا . فإن قال قائل : فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم هم المقصودون بتلك الآية ؛ لأنه قال قبلها في السورة التي هي فيها
: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن (4) إلى قوله : يا نساء النبي لستن (5) إلى
قوله : الجاهلية الأولى (6) فكان ذلك كله يردن به ؛ لأنه على خطاب النساء لا على
خطاب الرجال ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية ، فكان جوابنا له أن
الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله : إنما يريد الله الآية خطاب لأزواجه ، ثم أعقب ذلك
بخطابه لأهله بقوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب الآية فجاء على خطاب الرجال ؛ لأنه
قال فيه : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم وهكذا خطاب الرجال ، وما قبله
فجاء به بالنون وكذلك خطاب النساء فعقلنا أن قوله : إنما يريد الله ليذهب الآية
خطاب لمن أراده من الرجال بذلك ليعلمهم تشريفه لهم ورفعته لمقدارهم أن جعل
نساءهم من قد وصفه لما وصفه به مما في الآيات المتلوات قبل الذي خاطبهم به
تعالى ، وما دل على ذلك أيضا
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
(2) سورة : هود آية رقم : 45
(3) سورة : هود آية رقم : 46
(4) سورة : الأحزاب آية رقم : 28
(5) سورة : الأحزاب آية رقم : 32
(6) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
657 - ما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا حماد بن سلمة ،
عن علي بن زيد ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لصلاة
الفجر يقول : « الصلاة يا أهل البيت » إنما يريد الله (1) « الآية
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
658 - وما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن عبادة قال أبو
جعفر وهو ابن مسلم الفزاري من أهل الكوفة قد روى عنه أبو نعيم قال : حدثني
أبو داود قال أبو جعفر : وهو نفيع الهمداني الأعمى من أهل الكوفة أيضا قال :
حدثني أبو الحمراء قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر كان
إذا أصبح أتى باب فاطمة عليها السلام فقال : « السلام عليكم أهل البيت » إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (1) « الآية وفي هذا أيضا دليل على أهل هذه
من هم ، وبالله التوفيق
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33 )
ـ بيان مشكل الآثار تحقيق شعيب الأرنؤوط ج 2 ـ
قال العلامة القرطبي
( وقراءة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا } ؛ دليل على : أن أهل البيت المعنيون في الآية
: هم المغطون بذلك المرط في ذلك الوقت .)
ـ المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ج 20 ـ
قال الإمام الآجُرِّيُّ
( باب ذكر قول الله عز وجل ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا ) (1) قال محمد بن الحسين رحمه الله ـ الآجُرِّيُّ المصنف ـ : هم الأربعة
الذين حووا جميع الشرف ، وهم : علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين
رضي الله عنهم
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33 )
ـ الشريعة تحقيق الوليد بن محمد ج 4 ـ
قال البغوي
( وذهب أبو سعيد الخدري، وجماعة من التابعين، منهم مجاهد، وقتادة، وغيرهما :
إلى أنهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين .)
ـ تفسير البغوي ج 6 ـ
قال ابن الجوزي
( والثاني : أنه خاصٌّ في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليَ وفاطمة والحسن
والحسين ، قاله أبو سعيد الخدري . وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك )
ـ زاد المسير ج 5 ـ
قال الماوردي
( وفي قوله تعالى { أَهْلَ الْبَيْتِ } - ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه عنى علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، قاله أبو سعيد
الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم .)
ـ تفسيرالماوردي ج 3 ـ
قال ابن عبد السلام
( { أَهْلَ الْبَيْتِ } علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين
قاله أربعة من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم )
ـ تفسير ابن عبد السلام ج 5 ـ
قال الترمذي
( ( سنن الترمذي )
3205 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ
بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي
سَلَمَةَ .
تحقيق الألباني :
صحيح ، الروض النضير ( 976 و 1190 )
( سنن الترمذي )
3787 3719 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ
يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ
بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ
الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ
وَأَنْتِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي الْحَمْرَاءِ وَأَنَسٍ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
تحقيق الألباني :
صحيح مضى برقم ( 3425 )
( سنن الترمذي )
...
3871 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ
قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ وَفِي
الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْحَمْرَاءِ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَعَائِشَةَ
.
تحقيق الألباني :
صحيح بما تقدم رقم ( 3435 ))
ـ صحيح وضعيف سنن الترمذي للألباني ج 7 ، ج 8 ـ
قال أحمد بن حنبل
( 25300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ
تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ
فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ قَالَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ
كِسَاءٌ لَهُ خَيْبَرِيٌّ قَالَتْ وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
قَالَتْ فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ بِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ
هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ
بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ فَقُلْتُ
وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ سَوَاءً قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ
وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْحَجَّافِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ
سَوَاءً
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح . وله ثلاثة أسانيد : الأول : ضعيف لإبهام
الراوي عن أم سلمة والثاني : إسناده صحيح والثالث : ضعيف لضعف شهر بن
حوشب
25383 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى عَلِيٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ
اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب
*****
ثانياً / تفسير وتوضيح معنى الآية الكريمة
قال الطبري
( (إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ) يقول: إنما يريد الله ليذهب عنكم
السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل
معاصي الله تطهيرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء،
وخصهم برحمة منه .)
ـ تفسير الطبري ج 20 ـ
قال الشوكاني
( والمراد بالرجس : الإثم والذنب المدنسان للأعراض الحاصلان بسبب ترك ما أمر الله
به ، وفعل ما نهى عنه ، فيدخل تحت ذلك كل ما ليس فيه لله رضا ، وانتصاب {
أهل البيت } على المدح كما قال الزجاج ، قال : وإن شئت على البدل . قال : ويجوز
الرفع والخفض . قال النحاس : إن خفض فعلى أنه بدل من الكاف والميم ،
واعترضه المبرد بأنه لا يجوز البدل من المخاطب ، ويجوز أن يكون نصبه على
النداء { وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً } أي يطهركم من الأرجاس والأدران تطهيراً كاملاً .)
ـ فتح القدير ج 6 ـ
قال السمرقندي
( { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس } يعني : الإثم . وأصله في اللغة كل خبيث من
المأكول وغيره . { أَهْلَ البيت } يعني : يا أهل البيت وإنما كان نصباً للنداء . ويقال
: إنما صار نصباً للمدح . ويقال : صار نصباً على جهة التفسير ، فكأنه يقول :
أعني أهل البيت . وقال : { عَنْكُمْ } بلفظ التذكير ، ولم يقل : عنكن لأن لفظ أهل
البيت يصلح أن يذكر ويؤنث .
قوله { وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً } يعني : من الإثم والذنوب .)
ـ بحر العلوم ج 3 ـ
قال الثعالبي
( و { الرجس } اسم يقعُ على الإثم وعلى العذابِ وعلى النَجَاسَات والنقائِص ، فأذْهَبَ
اللّه جميعَ ذلك عن أهْل البَيْتِ )
ـ تفسير الثعالبي ج 3 ـ
قال ابن عاشور
( و { الرجس } في الأصل : القذر الذي يلوّث الأبدان ، واستعير هنا للذنوب والنقائص
الدينية لأنها تجعل عِرض الإنسان في الدنيا والآخرة مرذولاً مكروهاً كالجسم الملوّث
بالقذر . وقد تقدم في قوله تعالى : { رجس من عمل الشيطان } في سورة العقود (
90 ) . واستعير التطهير لضد ذلك وهو تجنيب الذنوب والنقائص كما يكون الجسم
أو الثوب طاهراً ، واستعير الإِذهاب للإِنجاء والإِبعاد .
وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها ، وإذا أراد الله أمراً
قدّره إذ لا رادّ لإِرادته )
ـ تفسير ابن عاشور ج 11 ـ
قال القشيري
( « الرجس » : الأفعالُ الخبيثةُ والأخلاقُ الدنيئة؛ فالأفعال الخبيثة الفواحش ما ظهرَ
منها وما بطن ، وما قلّ وما جلّ . والأخلاقُ الدنيئةُ الأهواءُ والبِدَعُ كالبخل والشحِّ
وقَطْعِ الرَّحِم ، ويريد بهم الأخلاقَ الكريمةَ كالجُودِ والإيثار والسخاء وصِلَةِ الرَّحِمِ ،
ويديم لهم التوفيق والعصمة والتسديد ، ويُطهرهم من الذنوب والعيوب .)
ـ تفسير القشيري ج 6 ـ
قال القطان
( { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .
ليُذهب عنكُم كلَّ دَنَس وإثمٍ يا أهلَ بيت النبي الكريم ويجعلكم طاهرين مطهَّرين .)
ـ تفسير القطان ج 3 ـ
قال أبو بكر الجزائري
( وقوله تعالى : { ويطهركم تطهيراً } اي كاملاً تاماً من كل ما يؤثم ويدس النفس
ويدنسها .)
ـ أيسر التفاسير ج 3 ـ
قال ابن عطية
( و { الرجس } اسم يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسات والنقائص ، فأذهب
الله جميع ذلك عن { أهل البيت })
ـ تفسير ابن عطية ج 5 ـ
قال الواحدي
( { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } وهو كلُّ مُستَنكرٍ ومُستقذَرٍ من عملٍ )
ـ الوجيز ج 1 ـ
قال الدكتور وهبة الزحيلي
( والرجس يطلق على الإثم وعلى العذاب
وعلى النجاسة وعلى النقائص، فأذهب اللّه جميع ذلك عن أهل البيت.)
ـ التفسير المنير ج 22 ـ
فالله عز وجل قد أبعد ويبعد الذنوب والنقائص عن أهل البيت عليهم السلام ويجنبهم هذه الذنوب والنقائص
وكما قال الإمام القشيري ( يديم لهم التوفيق والعصمة والتسديد ، ويُطهرهم من الذنوب والعيوب )
وهذا الإبعاد والتجنيب من هذه الذنوب والنقائص مستمران وكما قال ابن عاشور
( وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها ) .
فأهل البيت عليهم السلام في كل وقت يبعدهم ويجنبهم الله عز وجل من الوقوع في الذنوب والنقائص
*****
لكن
لو فرضنا أن هذه الآية الكريمة تشمل معهم زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فهل زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أبعدهن وجنبهن الله عز وجل من الوقوع في الذنوب ؟؟؟
والحمد لله رب العالمين
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً ،
وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
قال الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
( ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33))
ـ سورة الأحزاب ـ
ونتناول في هذا الموضوع الحديث عن الآية الكريمة من جانبين هما
1 ـ أهل البيت عليهم السلام في هذه الآية الكريمة
2 ـ تفسير وتوضيح معنى هذه الآية الكريمة
أولاً / أهل البيت عليهم السلام في الآية الكريمة
قال العلامة الحافظ أبو جعفر الطحاوي
( باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في المراد بقول الله تعالى : إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) من هم ؟
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
644 - حدثنا الربيع المرادي ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ،
حدثنا بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال : لما نزلت هذه الآية دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا عليهم السلام ،
فقال : « اللهم هؤلاء أهلي »
ففي هذا الحديث أن المرادين بما في هذه الآية هم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين
645 - حدثنا فهد ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن
الأعمش ، عن جعفر بن عبد الرحمن البجلي ، عن حكيم بن سعد ، عن أم سلمة
قالت : « نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ، وفاطمة ،
وحسن ، وحسين عليهم السلام إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا (1) »
ففي هذا الحديث مثل الذي في الأول
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
646 - حدثنا أبو أمية ، حدثنا خالد بن مخلد القطواني ، حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي ، حدثنا ابن هاشم بن عتبة ، عن عبد الله بن وهب ، عن أم سلمة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة ، والحسن ، والحسين ، ثم أدخلهم تحت ثوبه
ثم جأر إلى الله تعالى : « رب هؤلاء أهلي » قالت أم سلمة : فقلت : يا رسول الله
فتدخلني معهم ؟ قال : « أنت من أهلي » ففي هذا الحديث قول رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأم سلمة جوابا منه لها عند قولها له : تدخلني معهم : « أنت من أهلي
» فكان ذلك مما قد يجوز أن يكون أراد به أنها من أهله ؛ لأنها من أزواجه
وأزواجه أهله ، كما قال في حديث الإفك الذي قد
647 - حدثنا يونس ، حدثنا ابن معبد ، حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن إسحاق بن
راشد ، عن الزهري ، عن عروة ، وسعيد ، وعلقمة ، وعبيد الله ، عن عائشة أن
رسول الله عليه السلام في حديث الإفك (1) قام على المنبر فاستعذر من عبد الله بن
أبي فقال : « يا معشر المسلمين من يعذرني (2) من رجل قد بلغ أذاه في أهلي ؟
والله ما علمت على أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا ، وما
كان يدخل على أهلي إلا معي » فكان قوله : « من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه
في أهلي ؟ » يعني : في زوجته التي كان أذاه فيها ، فكان في ذلك ما قد دل على أن
الزوجة تسمى بهذا الاسم فيحتمل أن يكون قوله لأم سلمة : « أنت من أهلي » من
هذا المعنى أيضا أنها من أهل الآية المتلوة في هذا الباب ، ومما يدل على ذلك ما قد
__________
(1) الإفك : الكذب ، والمراد ما رميت به من سوء
(2) من يعذرني : من يلومه على فعله ولا يلومني على فعلي ، أو من يقوم بعذري
إذا جازَيْتُه بصنعه ، أو من ينصرني ، يقال : عذرته إذا نصرتهُ
648 - حدثنا الحسين بن الحكم الحبري الكوفي ، حدثنا مخول بن مخول بن راشد
الحناط ، حدثنا عبد الجبار بن عباس الشبامي ، عن عمار الدهني ، عن عمرة بنت
أفعى ، عن أم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) ، يعني في سبعة جبريل ، وميكائيل ،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم
السلام وأنا على باب البيت فقلت : يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : « إنك
من أزواج النبي عليه السلام » وما قال : إنك من أهل البيت
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
649 - وما قد حدثنا الحسين ، أيضا حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل حدثنا
جعفر الأحمر ، عن الأجلح ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، وعبد الملك ،
عن عطاء ، عن أم سلمة قالت : جاءت فاطمة بطعام لها إلى أبيها ، وهو على
منازله فقال : « أي بنية ، ائتيني بأولادي وابني وابن عمك » قالت : ثم جللهم أو
قالت : حوى عليهم الكساء ، فقال : « هؤلاء أهل بيتي وحامتي فأذهب عنهم
الرجس (1) وطهرهم تطهيرا » قالت أم سلمة : يا رسول الله ، وأنا معهم قال : «
أنت من أزواج النبي عليه السلام وأنت على خير » ، أو « إلى خير »
__________
(1) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
650 - وما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا بكر بن يحيى بن زبان ، حدثنا مندل ، عن
أبي الجحاف ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى الله عليه
وسلم في بيتي فجاءته فاطمة عليها السلام بخزيرة (1) فقال : « ادعي لي بعلك (2)
» فدعته وابنيها ، فجاء بكساء فحفهم (3) به ، ثم أخذ طرفه بيده ، ثم رفع يديه
فقال : « اللهم إن هؤلاء ذريتي وأهل بيتي فأذهب الرجس (4) عنهم وطهرهم
تطهيرا » قالت : فرفعت الكساء ، وأدخلت رأسي فيه فقلت : أنا يا رسول الله قال :
« إنك على خير »
__________
(1) الخزير : لحم يقطع ثم يطبخ بماء كثير وملح فإذا نضج يذر عليه الدقيق ويعصد
به
(2) البعل : الزوج
(3) الحف : الإحاطة
(4) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
651 - حدثنا فهد ، حدثنا أبو غسان ، حدثنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن
أبي سعيد ، عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي : إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) فقلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت
؟ فقال : « أنت على خير إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم » وفي البيت
علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
652 - وما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن أسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ،
عن علي بن زيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال لفاطمة : « ائتيني بزوجك ، وابنيك » فجاءت بهم ، فألقى عليهم كساء
فدكيا ، ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : : « اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك
، وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد » قالت أم سلمة : فرفعت الكساء ؛ لأدخل
معهم فجبذه (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : « إنك على خير »
__________
(1) الجبذ : الشد والجذب بقوة
654 - وما قد حدثنا إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي أبو إسحاق ، حدثنا
محمد بن أبان الواسطي ، حدثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن يحيى بن
عبيد المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عمر بن أبي سلمة قال : نزلت هذه الآية
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بيت أم سلمة : إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) قالت : فدعا النبي صلى الله عليه
وسلم الحسن ، والحسين ، وفاطمة فأجلسهم بين يديه ودعا عليا فأجلسه خلف
ظهره ، ثم جللهم جميعا بالكساء ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم
الرجس (2) ، وطهرهم تطهيرا » قالت أم سلمة : اللهم اجعلني منهم قال : « أنت
مكانك وأنت على خير »
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
(2) الرجس : اسم لكل مستقذر أو عمل قبيح
655 - وما قد حدثنا فهد ، حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، حدثنا ابن لهيعة ، عن
أبي صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن عمرة الهمدانية قالت : أتيت أم سلمة
فسلمت عليها فقالت : من أنت ؟ فقلت : عمرة الهمدانية فقالت عمرة : يا أم
المؤمنين أخبريني عن هذا الرجل الذي قتل بين أظهرنا فمحب ومبغض تريد علي بن
أبي طالب قالت أم سلمة أتحبينه أم تبغضينه ؟ قالت : ما أحبه ولا أبغضه ، فقالت :
أنزل الله هذه الآية : إنما يريد الله (1) إلى آخرها وما في البيت إلا جبريل ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين عليهم السلام ، فقلت
: يا رسول الله ، أنا من أهل البيت ؟ ، فقال : « إن لك عند الله خيرا » فوددت أنه
قال : نعم ، فكان أحب إلي مما تطلع عليه الشمس وتغرب .
فدل ما روينا في هذه الآثار مما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أم سلمة مما ذكر فيها لم يرد به أنها كانت ممن أريد به مما في الآية المتلوة في
هذا الباب ، وأن المرادين بما
فيها هم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين
عليهم السلام دون من سواهم ، ومما يدل على مراد رسول الله صلى الله عليه
وسلم بقوله لأم سلمة فيما روي في هذه الآثار من قوله لها : « أنت من أهلي »
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
656 - ما قد حدثنا محمد بن الحجاج الحضرمي ، وسليمان الكيساني قالا : حدثنا
بشر بن بكر البجلي ، عن الأوزاعي ، أخبرني أبو عمار ، حدثني واثلة قال : أتيت
عليا فلم أجده ، فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه قال
: فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلا ودخلت معهما فدعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الحسن ، والحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه ، وأدنى
فاطمة من حجره وزوجها ، ثم لف عليهم ثوبا وأنا منتبذ ، ثم قال : إنما يريد الله
(1) الآية ، ثم قال : « اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق » فقلت : يا رسول الله وأنا
من أهلك قال : « وأنت من أهلي » قال : واثلة فإنها من أرجى ما أرجو . وواثلة
أبعد منه عليه السلام من أم سلمة منه ؛ لأنه إنما هو رجل من بني ليث ليس من
قريش وأم سلمة موضعها من قريش موضعها الذي هي به منه ، فكان قوله لواثلة
: « أنت من أهلي » على معنى لاتباعك إياي ، وإيمانك بي فدخلت بذلك في جملتي ،
وقد وجدنا الله قد ذكر في كتابه ما يدل على هذا المعنى بقوله : ونادى نوح ربه ،
فقال رب إن ابني من أهلي (2) فأجابه في ذلك بأن قال له : إنه ليس من أهلك إنه
عمل غير صالح (3) فكما جاز أن يخرجه من أهله ، وإن كان ابنه ؛ لخلافه إياه في
دينه جاز أن يدخل في أهله من يوافقه على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبه ، فمثل
ذلك أيضا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا لأم سلمة : « أنت من
أهلي » يحتمل أن يكون على هذا المعنى أيضا ، وأن يكون قوله لها ذلك كقوله مثله
لواثلة
وحديث سعد وما قد ذكرناه معه من الأحاديث في أول هذا الباب معقول بها
من أهل الآية المتلوة فيها ؛ لأنا قد أحطنا علما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما دعا من دعا من أهله عند نزولها لم يبق من أهلها المرادين فيها أحدا سواهم ،
وإذا كان ذلك كذلك استحال أن يدخل معهم فيما أريدت به سواهم ، وفيما ذكرنا من
ذلك بيان ما وصفنا . فإن قال قائل : فإن كتاب الله يدل على أن أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم هم المقصودون بتلك الآية ؛ لأنه قال قبلها في السورة التي هي فيها
: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن (4) إلى قوله : يا نساء النبي لستن (5) إلى
قوله : الجاهلية الأولى (6) فكان ذلك كله يردن به ؛ لأنه على خطاب النساء لا على
خطاب الرجال ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس الآية ، فكان جوابنا له أن
الذي تلاه إلى آخر ما قبل قوله : إنما يريد الله الآية خطاب لأزواجه ، ثم أعقب ذلك
بخطابه لأهله بقوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب الآية فجاء على خطاب الرجال ؛ لأنه
قال فيه : ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم وهكذا خطاب الرجال ، وما قبله
فجاء به بالنون وكذلك خطاب النساء فعقلنا أن قوله : إنما يريد الله ليذهب الآية
خطاب لمن أراده من الرجال بذلك ليعلمهم تشريفه لهم ورفعته لمقدارهم أن جعل
نساءهم من قد وصفه لما وصفه به مما في الآيات المتلوات قبل الذي خاطبهم به
تعالى ، وما دل على ذلك أيضا
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
(2) سورة : هود آية رقم : 45
(3) سورة : هود آية رقم : 46
(4) سورة : الأحزاب آية رقم : 28
(5) سورة : الأحزاب آية رقم : 32
(6) سورة : الأحزاب آية رقم : 33
657 - ما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا حماد بن سلمة ،
عن علي بن زيد ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لصلاة
الفجر يقول : « الصلاة يا أهل البيت » إنما يريد الله (1) « الآية
__________
(1) سورة : التوبة آية رقم : 55
658 - وما قد حدثنا ابن مرزوق ، حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن عبادة قال أبو
جعفر وهو ابن مسلم الفزاري من أهل الكوفة قد روى عنه أبو نعيم قال : حدثني
أبو داود قال أبو جعفر : وهو نفيع الهمداني الأعمى من أهل الكوفة أيضا قال :
حدثني أبو الحمراء قال : صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر كان
إذا أصبح أتى باب فاطمة عليها السلام فقال : « السلام عليكم أهل البيت » إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت (1) « الآية وفي هذا أيضا دليل على أهل هذه
من هم ، وبالله التوفيق
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33 )
ـ بيان مشكل الآثار تحقيق شعيب الأرنؤوط ج 2 ـ
قال العلامة القرطبي
( وقراءة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا } ؛ دليل على : أن أهل البيت المعنيون في الآية
: هم المغطون بذلك المرط في ذلك الوقت .)
ـ المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم ج 20 ـ
قال الإمام الآجُرِّيُّ
( باب ذكر قول الله عز وجل ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا ) (1) قال محمد بن الحسين رحمه الله ـ الآجُرِّيُّ المصنف ـ : هم الأربعة
الذين حووا جميع الشرف ، وهم : علي بن أبي طالب ، وفاطمة ، والحسن والحسين
رضي الله عنهم
__________
(1) سورة : الأحزاب آية رقم : 33 )
ـ الشريعة تحقيق الوليد بن محمد ج 4 ـ
قال البغوي
( وذهب أبو سعيد الخدري، وجماعة من التابعين، منهم مجاهد، وقتادة، وغيرهما :
إلى أنهم عليّ وفاطمة والحسن والحسين .)
ـ تفسير البغوي ج 6 ـ
قال ابن الجوزي
( والثاني : أنه خاصٌّ في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليَ وفاطمة والحسن
والحسين ، قاله أبو سعيد الخدري . وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك )
ـ زاد المسير ج 5 ـ
قال الماوردي
( وفي قوله تعالى { أَهْلَ الْبَيْتِ } - ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه عنى علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، قاله أبو سعيد
الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم .)
ـ تفسيرالماوردي ج 3 ـ
قال ابن عبد السلام
( { أَهْلَ الْبَيْتِ } علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله تعالى عنهم أجمعين
قاله أربعة من الصحابة رضوان الله تعالى عنهم )
ـ تفسير ابن عبد السلام ج 5 ـ
قال الترمذي
( ( سنن الترمذي )
3205 حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَصْبَهَانِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ
بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي
سَلَمَةَ .
تحقيق الألباني :
صحيح ، الروض النضير ( 976 و 1190 )
( سنن الترمذي )
3787 3719 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنْ
يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ رَبِيبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ
بِكِسَاءٍ وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ
الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ
وَأَنْتِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي الْحَمْرَاءِ وَأَنَسٍ قَالَ وَهَذَا حَدِيثٌ
غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
تحقيق الألباني :
صحيح مضى برقم ( 3425 )
( سنن الترمذي )
...
3871 حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ
قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ وَأَنَا مَعَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ وَفِي
الْبَاب عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْحَمْرَاءِ وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ وَعَائِشَةَ
.
تحقيق الألباني :
صحيح بما تقدم رقم ( 3435 ))
ـ صحيح وضعيف سنن الترمذي للألباني ج 7 ، ج 8 ـ
قال أحمد بن حنبل
( 25300 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ
تَذْكُرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي بَيْتِهَا فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ بِبُرْمَةٍ فِيهَا خَزِيرَةٌ
فَدَخَلَتْ بِهَا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا ادْعِي زَوْجَكِ وَابْنَيْكِ قَالَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ وَالْحُسَيْنُ وَالْحَسَنُ
فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَلَسُوا يَأْكُلُونَ مِنْ تِلْكَ الْخَزِيرَةِ وَهُوَ عَلَى مَنَامَةٍ لَهُ عَلَى دُكَّانٍ تَحْتَهُ
كِسَاءٌ لَهُ خَيْبَرِيٌّ قَالَتْ وَأَنَا أُصَلِّي فِي الْحُجْرَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }
قَالَتْ فَأَخَذَ فَضْلَ الْكِسَاءِ فَغَشَّاهُمْ بِهِ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ فَأَلْوَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ
هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ
بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا قَالَتْ فَأَدْخَلْتُ رَأْسِي الْبَيْتَ فَقُلْتُ
وَأَنَا مَعَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَحَدَّثَنِي أَبُو لَيْلَى عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ مِثْلَ حَدِيثِ عَطَاءٍ سَوَاءً قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ
وَحَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْحَجَّافِ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ بِمِثْلِهِ
سَوَاءً
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح . وله ثلاثة أسانيد : الأول : ضعيف لإبهام
الراوي عن أم سلمة والثاني : إسناده صحيح والثالث : ضعيف لضعف شهر بن
حوشب
25383 - حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَلَّلَ عَلَى عَلِيٍّ وَحَسَنٍ وَحُسَيْنٍ وَفَاطِمَةَ كِسَاءً ثُمَّ قَالَ
اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا فَقَالَتْ أُمُّ
سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا مِنْهُمْ قَالَ إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ
تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب
*****
ثانياً / تفسير وتوضيح معنى الآية الكريمة
قال الطبري
( (إنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ الْبَيْتِ) يقول: إنما يريد الله ليذهب عنكم
السوء والفحشاء يا أهل بيت محمد، ويطهركم من الدنس الذي يكون في أهل
معاصي الله تطهيرا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله

عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) فهم أهل بيت طهرهم الله من السوء،
وخصهم برحمة منه .)
ـ تفسير الطبري ج 20 ـ
قال الشوكاني
( والمراد بالرجس : الإثم والذنب المدنسان للأعراض الحاصلان بسبب ترك ما أمر الله
به ، وفعل ما نهى عنه ، فيدخل تحت ذلك كل ما ليس فيه لله رضا ، وانتصاب {
أهل البيت } على المدح كما قال الزجاج ، قال : وإن شئت على البدل . قال : ويجوز
الرفع والخفض . قال النحاس : إن خفض فعلى أنه بدل من الكاف والميم ،
واعترضه المبرد بأنه لا يجوز البدل من المخاطب ، ويجوز أن يكون نصبه على
النداء { وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً } أي يطهركم من الأرجاس والأدران تطهيراً كاملاً .)
ـ فتح القدير ج 6 ـ
قال السمرقندي
( { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس } يعني : الإثم . وأصله في اللغة كل خبيث من
المأكول وغيره . { أَهْلَ البيت } يعني : يا أهل البيت وإنما كان نصباً للنداء . ويقال
: إنما صار نصباً للمدح . ويقال : صار نصباً على جهة التفسير ، فكأنه يقول :
أعني أهل البيت . وقال : { عَنْكُمْ } بلفظ التذكير ، ولم يقل : عنكن لأن لفظ أهل
البيت يصلح أن يذكر ويؤنث .
قوله { وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً } يعني : من الإثم والذنوب .)
ـ بحر العلوم ج 3 ـ
قال الثعالبي
( و { الرجس } اسم يقعُ على الإثم وعلى العذابِ وعلى النَجَاسَات والنقائِص ، فأذْهَبَ
اللّه جميعَ ذلك عن أهْل البَيْتِ )
ـ تفسير الثعالبي ج 3 ـ
قال ابن عاشور
( و { الرجس } في الأصل : القذر الذي يلوّث الأبدان ، واستعير هنا للذنوب والنقائص
الدينية لأنها تجعل عِرض الإنسان في الدنيا والآخرة مرذولاً مكروهاً كالجسم الملوّث
بالقذر . وقد تقدم في قوله تعالى : { رجس من عمل الشيطان } في سورة العقود (
90 ) . واستعير التطهير لضد ذلك وهو تجنيب الذنوب والنقائص كما يكون الجسم
أو الثوب طاهراً ، واستعير الإِذهاب للإِنجاء والإِبعاد .
وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها ، وإذا أراد الله أمراً
قدّره إذ لا رادّ لإِرادته )
ـ تفسير ابن عاشور ج 11 ـ
قال القشيري
( « الرجس » : الأفعالُ الخبيثةُ والأخلاقُ الدنيئة؛ فالأفعال الخبيثة الفواحش ما ظهرَ
منها وما بطن ، وما قلّ وما جلّ . والأخلاقُ الدنيئةُ الأهواءُ والبِدَعُ كالبخل والشحِّ
وقَطْعِ الرَّحِم ، ويريد بهم الأخلاقَ الكريمةَ كالجُودِ والإيثار والسخاء وصِلَةِ الرَّحِمِ ،
ويديم لهم التوفيق والعصمة والتسديد ، ويُطهرهم من الذنوب والعيوب .)
ـ تفسير القشيري ج 6 ـ
قال القطان
( { إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } .
ليُذهب عنكُم كلَّ دَنَس وإثمٍ يا أهلَ بيت النبي الكريم ويجعلكم طاهرين مطهَّرين .)
ـ تفسير القطان ج 3 ـ
قال أبو بكر الجزائري
( وقوله تعالى : { ويطهركم تطهيراً } اي كاملاً تاماً من كل ما يؤثم ويدس النفس
ويدنسها .)
ـ أيسر التفاسير ج 3 ـ
قال ابن عطية
( و { الرجس } اسم يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسات والنقائص ، فأذهب
الله جميع ذلك عن { أهل البيت })
ـ تفسير ابن عطية ج 5 ـ
قال الواحدي
( { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس } وهو كلُّ مُستَنكرٍ ومُستقذَرٍ من عملٍ )
ـ الوجيز ج 1 ـ
قال الدكتور وهبة الزحيلي
( والرجس يطلق على الإثم وعلى العذاب
وعلى النجاسة وعلى النقائص، فأذهب اللّه جميع ذلك عن أهل البيت.)
ـ التفسير المنير ج 22 ـ
فالله عز وجل قد أبعد ويبعد الذنوب والنقائص عن أهل البيت عليهم السلام ويجنبهم هذه الذنوب والنقائص
وكما قال الإمام القشيري ( يديم لهم التوفيق والعصمة والتسديد ، ويُطهرهم من الذنوب والعيوب )
وهذا الإبعاد والتجنيب من هذه الذنوب والنقائص مستمران وكما قال ابن عاشور
( وفي التعبير بالفعل المضارع دلالة على تجدد الإرادة واستمرارها ) .
فأهل البيت عليهم السلام في كل وقت يبعدهم ويجنبهم الله عز وجل من الوقوع في الذنوب والنقائص
*****
لكن
لو فرضنا أن هذه الآية الكريمة تشمل معهم زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فهل زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد أبعدهن وجنبهن الله عز وجل من الوقوع في الذنوب ؟؟؟
والحمد لله رب العالمين
تعليق