من كلام القمي في تفسيره (1/10) حيث قال: "وأما ما هو خلاف ما أنزل الله فهو قوله: [[((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ))[آل عمران:110]، فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: (خَيْرَ أُمَّةٍ)، يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهما السلام؟ فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أئمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية: (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
ومثله آية قرئت على أبي عبد الله عليه السلام: [[ ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74] فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً. فقيل له: يا ابن رسول الله كيف نزلت؟ فقال: إنما نزلت: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْ لنَا من المتقين إِمَامًا)) ]].
وقوله: [[ ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))[الرعد:11]، فقال أبو عبد الله: كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ خلفه ورقيب من بين يَدَيْهِ يَحْفَظُونَهُ بأَمْرِ اللَّهِ))]] ومثله كثير.
وأما ما هو محرف فهو قوله: (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ في علي أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ))[النساء:166]، وقوله: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ في علي وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ))[المائدة:67].
وقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا آل محمد حقهم لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ))[النساء:168]، وقوله: ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ))[الشعراء:227]، وقوله: ((ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت)).
ذكر الكليني في الكافي (1/457): عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع)؟ قال: قلت وما مصحف فاطمة (ع)؟ قال: مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. قال: قلت هذا والله العالم]].
ذكر الكليني في الكافي أيضاً (4/456): عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[إن القرآن جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية]]. مع أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية فانظر إلى الفرق يا رعاك الله!!
جاء في الكافي أيضاً (4/433): عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال: [[قلت له: جعلت فداك! إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟ فقال: لا؛ اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم]].
ذكر أيضاً في الكافي (4/452): عن عبد الرحمن بن أبي هشام عن سالم بن سلمة قال: [[قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس. فقال أبو عبد الله عليه السلام: كف عن هذه القراءة. أقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام. فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، وقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وقد جمعته بين اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً]].
ورد في الكافي أيضاً (1/441): عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: [[ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام]].
ورد في الكافي أيضاً (1/441): عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: [[ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء]].
قال أبو القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثة (ص:25) عند الكلام على أبي بكر الصديق رضي الله عنه: [ومن بدعه أنه لما أراد أن يجمع ما تهيأ من القرآن صرخ مناديه في المدينة: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به، ثم قال: لا نقبل من أحد منه شيئاً إلا شاهدي عدل، وإنما أراد هذه الحال لئلا يقبلوا ما ألفه أمير المؤمنين عليه السلام إذ كان ألف في ذلك الوقت جميع القرآن بتمامه وكماله من ابتدائه إلى خاتمته على نسق تنزيله، فلم يقبل ذلك خوفاً أن يظهر فيه ما يفسد عليهم أمرهم فلذلك قالوا: لا نقبل القرآن من أحد إلا بشاهدي عدل] ا.هـ
قال الأردبيلي في كتابه (حديقة الشيعة) (ص:118-119) بالفارسية نقلاً عن الشيعة والسنة (ص:137): (إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره).
وقال البعض: إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضٍ عندهم.
قال الطبرسي في كتابه الاحتجاج (1/370): (إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين واعتاضوا الدنيا من الدين، وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: (( الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا))[البقرة:79]، وبقوله: (( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ))[آل عمران:78] وبقوله: ((إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ))[النساء:108].
وقال الطبرسي أيضاً في الاحتجاج (1/224): (ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال أبا الحسن: إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه، فقال علي عليه السلام:هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.
فقال عمر: فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به).
يقول أيضاً (1/377-378) من كتاب الاحتجاج: (ولوشرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل وما يجري في هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء).
ذكر الكاشاني في مقدمة تفسيره الصافي (1/32) بعد ذكر ما يفيد تحريف القرآن ونقصه من قبل الصحابة قال ما يلي: (المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها: لفظة آل محمد صلى الله عليه وسلم غير مرة، ومنها: أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وبه قال علي بن إبراهيم القمي) ا.هـ
* النص الخامس عشر:
قال الكاشاني أيضاً في الصافي (1/33): (لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذا على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته، وفائدة الأمر باتباعه، والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك).
يذكر الكاشاني أيضاً من سبقه ممن قال بالتحريف فيقول في الصافي أيضاً (1/34): (وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك -يعني: تحريف القرآن- فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن؛ لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ويتعرض للقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وأستاذه علي بن إبراهيم القمي، فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه، والشيخ الطبرسي فإنه أيضاً نسج على منوالها في كتاب الاحتجاج) ا.هـ
يقول نعمة الله الجزائري أيضاً في كلامه على من قال بعدم التحريف (2/358) من الأنوار النعمانية: (والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها: سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها؟!).
وهذايعني أن نفيهم للتحريف من باب التقية وليس اعتقاداً.
ويزيد نعمة الله الجزائري في هذا الباب الكلام فيقول في الأنوار أيضاً (1/97): (ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا، كتغييرهم القرآن، وتحريف كلماته، وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول صلى الله عليه وسلم، والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين، وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن).
قال أبو الحسن العاملي في مقدمة تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه إلا علي عليه السلام، وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه الصلاة والسلام، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه).
ثم ذكر الفصول الأربعة التي اشتمل عليها كتابه حول إثبات تحريف القرآن، وفي الباب الرابع منها الرد على من قال بعدم التحريف من الشيعة كالسيد المرتضى والطبرسي صاحب مجمع البيان.
قال النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، ص:31): (قال السيد الجزائري ما معناه: إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن).
ثم ذكر الطبرسي أيضاً في كتابه "فصل الخطاب" أقوال علمائهم في تحريف القرآن (ص:29) وما بعدها فقال: (وقال الفاضل الشيخ يحيى تلميذ الكركي في كتابه الإمامة في الطعن التاسع على الثالث بعد كلام له ما لفظه: "مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام أن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس هو القرآن كله، وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس").
ومعلوم عند السنة والشيعة أن الثالث هو عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه.
قال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/363): (فإن قلت: كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير؟ قلت: قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه، حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام، فيقرأ ويعمل بأحكامه).
قال العلامة الحجة السيد عدنان البحراني في كتاب (مشارق الشموس الدرية) (ص:126) بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره: (الأخبار التي لا تحصى كثيرة، و قد تجاوزت حد التواتر، ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين، وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين، بل وإجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم).
قال العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني في كتابه (الدرر النجفية) (ص:298) بعد ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره قال: (لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة، والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها، كما لا يخفى إذا الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة، ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى، مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين).
قال أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية -الفصل الرابع التفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: (وعندي في وضوح صحة هذا القول -تحريف القرآن وتغييره- بعد تتبع الأخبار، وتفحص الآثار، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة).
روى العياشي في تفسيره (1/25)، منشورات الأعلمي- بيروت) عن أبي جعفر أنه قال: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى، ولو قام قائمنا فنطق صدقه القرآن]].
وبعد هذه النصوص لأعظم علماء الشيعة بل من أسس المذهب، وبناء على قواعد الكتب التي ألفها هل يوجد من علماء الشيعة من نفى هذه العقيدة؟!
الجواب: هو نعم، هناك من فندها من العلماء المعتبرين في بعض المواضع؛ لأنه ليس من عادتي أخذ ما أريد وترك ما لا أحب، بل أقول الحق ولو على نفسي، وهؤلاء العلماء واستثناهم علماء الشيعة الذين نقلوا القول بتحريف القرآن ممن قال بذلك، فنفوا القول بهذه العقيدة عن العلماء الآتية أسماؤهم:
(أبو جعفر محمد الطوسي، أبو علي الطبرسي صاحب مجمع البيان، والشريف المرتضى، أبو جعفر ابن بابويه القمي "الصديق") وممن ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب (ص:23) حيث قال:
(القول بعدم وقوع التغيير والنقصان فيه -أي القرآن- وأن جميع ما نزل على رسول الله هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في فائدة، وسيد المرتضى، وشيخ الطائفة الطوسي في التبيان، ولم يعرف من القدماء موافق لهم).
وقال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/357): (مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها -أي أخبار التحريف- والتصديق بها، نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لا غير، ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل).
تساؤل وجواب:
ولكن هل من سبق بيان قولهم في التحريف وأنه غير موجود قول صادر عن قناعة وعقيدة أم أنها طلب للأجر وكمال الإيمان بالتقية التي قال فيها أبو عبد الله كما يُنسب له عليه السلام: [[لا إيمان لمن لا تقية له]] كما في (أصول الكافي (2/222) وقال فيها أيضاً: [[يا أبا عمر! إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له]] (أصول الكافي (2/220) )؟!
الجواب مع الأسف:
إنها التقية كما بين ذلك من نقل عقيدتهم فيما سبق، حيث قال النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) (ص:38):
(لا يخفى على المتأمل في كتابه التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين).
ثم أتى ببرهان ليثبت كلامه فقال: (وما قاله السيد الجليل علي بن طاوس في كتابه (سعد السعود) إذ قال: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه (التبيان) وحملته التقية على الاقتصار عليه".
وكذلك نعمة الله الجزائري يقول في كتابه الأنوار النعمانية (2/357، 358): (والظاهر أن هذا القول -إنكار التحريف- إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها: سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها). وهذا الكلام من الجزائري يبين أن إنكار التحريف إنما صدر لأجل مصالح أخرى وليس عن عقيدة.
ثم نتساءل:
هل إلتزموا بتعاليم القرأن أم أولوه بتأويلات باطنية ما أنزل الله بها من سلطان حتى توافق ما جاء في عقيدتهم !!
ثم هل إئتمروا بأوامره وانتهوا عند نواهيه و اتبعوا من أُنزل إليه "عليه الصلاة و السلام" ترجموا سنته بسلوك صريح .
أي دين تتبعون حيث لا قران و لا سنة كلها مزاعيم باطلة لا يملكون لها أدلة و لا براهين !!!!
أقول لك مرة اخرى :
لا يمكنك أن تكون إثنا عشريا بدون أن تقول بتحريف القرآن ..
فكيف بهذه المقدمات مجتمعة !!!!!
يا للمأساة ..
هل هذا هو دين الإسلام الصحيح ؟
وأنت أيها الشيعي الحائر ..
قل لي بالله عليك كيف تثق بهؤلاء العلماء ؟؟؟
كيف ترضى أن تنتسب لهم وتأخذ عنهم دينك ؟؟؟
أتراهم قد أعطوا ( الثقل الأكبر ) حقه ؟ أخبرني ..
إنكم دائما ما ترددون حديث الثقلين ...
لكنكم حين تذكرون الحديث لا تفكرون إلا في الثقل الأصغر .. وهم أئمتكم .. أما الأكبر فكما ترى !!!!
وإني أقول لك أيها الشيعي .. تأمل معي .. اسأل نفسك
هذه الأسئلة :
ما حكم من قال بتحريف القرآن وهو الثقل الأكبر ؟
قال علمائكم : مجتهد معذور !!!
طيب ، وما حكم من أنكر وجود المهدي مثلا وهو جزء من الثقل الأصغر ؟
قال علمائكم : ليس إماميا ، بل ويكفر لأنه كأنما جحد نبوة أحد الأنبياء كما قال ذلك الكثير من علمائكم وليس محله الآن ..
فانظر كيف فرطوا بالثقل الأكبر.. فكيف يكون حالهم مع الثقل الأصغر ؟؟؟
وهل ترضى بذلك الكلام المتخبط حين نسألهم : فلماذا لم يظهر علي - رضي الله عنه – القرآن بعدما آلت إليه الخلافة ؟
هل تدري كيف كانت الاجابة ؟ قال الجزائري في " أنواره النعمانية " :
ولما جلس أميرالمؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقة .
هكذا يفرط أسد الله الغالب صاحب أعلى المناقب في القرآن حرصا على أبي بكر وعمر اللذين تلعنوهما أنتم يا مساكين ليل نهار ..
هل ترضى يا من تنتسب لعلي وتقول بأنه معصوم أن يقال هذا عن علي ، وهل أنتم يا من تلعنونهما بأفضل أو أحكم أو أشجع من علي ؟؟
أترك لك إجابة هذه الأسئلة ، والله الهادي والموفق ..
وإني أطلب منك أيها الشيعي أن تتجه إلى الله بإخلاص واطلب منه الهداية ..
أظنك تقبل بهذا ..
بل ربما كان هذا ( أعني طلب الهداية ) هو القاسم المشترك الوحيد بيننا .
ونحن والله
نحب الهداية لك ، ونسألها لك من الله .
ومثله آية قرئت على أبي عبد الله عليه السلام: [[ ((وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74] فقال أبو عبد الله عليه السلام: لقد سألوا الله عظيماً أن يجعلهم للمتقين إماماً. فقيل له: يا ابن رسول الله كيف نزلت؟ فقال: إنما نزلت: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْ لنَا من المتقين إِمَامًا)) ]].
وقوله: [[ ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ))[الرعد:11]، فقال أبو عبد الله: كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ خلفه ورقيب من بين يَدَيْهِ يَحْفَظُونَهُ بأَمْرِ اللَّهِ))]] ومثله كثير.
وأما ما هو محرف فهو قوله: (( لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ في علي أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ))[النساء:166]، وقوله: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ في علي وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ))[المائدة:67].
وقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا آل محمد حقهم لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ))[النساء:168]، وقوله: ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا آل محمد حقهم أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ))[الشعراء:227]، وقوله: ((ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت)).
ذكر الكليني في الكافي (1/457): عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع)؟ قال: قلت وما مصحف فاطمة (ع)؟ قال: مصحف فاطمة فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. قال: قلت هذا والله العالم]].
ذكر الكليني في الكافي أيضاً (4/456): عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [[إن القرآن جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية]]. مع أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية فانظر إلى الفرق يا رعاك الله!!
جاء في الكافي أيضاً (4/433): عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه السلام قال: [[قلت له: جعلت فداك! إنا نسمع الآيات من القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم ؟ فقال: لا؛ اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم]].
ذكر أيضاً في الكافي (4/452): عن عبد الرحمن بن أبي هشام عن سالم بن سلمة قال: [[قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس. فقال أبو عبد الله عليه السلام: كف عن هذه القراءة. أقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام. فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال: أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه، وقال لهم: هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم وقد جمعته بين اللوحين فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً]].
ورد في الكافي أيضاً (1/441): عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: [[ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام]].
ورد في الكافي أيضاً (1/441): عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: [[ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء]].
قال أبو القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثة (ص:25) عند الكلام على أبي بكر الصديق رضي الله عنه: [ومن بدعه أنه لما أراد أن يجمع ما تهيأ من القرآن صرخ مناديه في المدينة: من كان عنده شيء من القرآن فليأتنا به، ثم قال: لا نقبل من أحد منه شيئاً إلا شاهدي عدل، وإنما أراد هذه الحال لئلا يقبلوا ما ألفه أمير المؤمنين عليه السلام إذ كان ألف في ذلك الوقت جميع القرآن بتمامه وكماله من ابتدائه إلى خاتمته على نسق تنزيله، فلم يقبل ذلك خوفاً أن يظهر فيه ما يفسد عليهم أمرهم فلذلك قالوا: لا نقبل القرآن من أحد إلا بشاهدي عدل] ا.هـ
قال الأردبيلي في كتابه (حديقة الشيعة) (ص:118-119) بالفارسية نقلاً عن الشيعة والسنة (ص:137): (إن عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره).
وقال البعض: إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضٍ عندهم.
قال الطبرسي في كتابه الاحتجاج (1/370): (إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين واعتاضوا الدنيا من الدين، وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: (( الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا))[البقرة:79]، وبقوله: (( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ))[آل عمران:78] وبقوله: ((إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ))[النساء:108].
وقال الطبرسي أيضاً في الاحتجاج (1/224): (ولما استخلف عمر سأل علياً أن يدفع لهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال أبا الحسن: إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه، فقال علي عليه السلام:هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به. إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي.
فقال عمر: فهل وقت لإظهار معلوم ؟ قال عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به).
يقول أيضاً (1/377-378) من كتاب الاحتجاج: (ولوشرحت لك كل ما أسقط وحرف وبدل وما يجري في هذا المجال لطال وظهر ما تحظر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء).
ذكر الكاشاني في مقدمة تفسيره الصافي (1/32) بعد ذكر ما يفيد تحريف القرآن ونقصه من قبل الصحابة قال ما يلي: (المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها: اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها: لفظة آل محمد صلى الله عليه وسلم غير مرة، ومنها: أسماء المنافقين في مواضعها، ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وبه قال علي بن إبراهيم القمي) ا.هـ
* النص الخامس عشر:
قال الكاشاني أيضاً في الصافي (1/33): (لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن، إذا على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفاً ومغيراً، ويكون على خلاف ما أنزل الله، فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً فتنتفي فائدته، وفائدة الأمر باتباعه، والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك).
يذكر الكاشاني أيضاً من سبقه ممن قال بالتحريف فيقول في الصافي أيضاً (1/34): (وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك -يعني: تحريف القرآن- فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن؛ لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي، ويتعرض للقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه، وأستاذه علي بن إبراهيم القمي، فإن تفسيره مملوء منه، وله غلو فيه، والشيخ الطبرسي فإنه أيضاً نسج على منوالها في كتاب الاحتجاج) ا.هـ
يقول نعمة الله الجزائري أيضاً في كلامه على من قال بعدم التحريف (2/358) من الأنوار النعمانية: (والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها: سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها؟!).
وهذايعني أن نفيهم للتحريف من باب التقية وليس اعتقاداً.
ويزيد نعمة الله الجزائري في هذا الباب الكلام فيقول في الأنوار أيضاً (1/97): (ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا، كتغييرهم القرآن، وتحريف كلماته، وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول صلى الله عليه وسلم، والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين، وإظهار مساويهم كما سيأتي بيانه في نور القرآن).
قال أبو الحسن العاملي في مقدمة تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه إلا علي عليه السلام، وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه الصلاة والسلام، وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه).
ثم ذكر الفصول الأربعة التي اشتمل عليها كتابه حول إثبات تحريف القرآن، وفي الباب الرابع منها الرد على من قال بعدم التحريف من الشيعة كالسيد المرتضى والطبرسي صاحب مجمع البيان.
قال النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، ص:31): (قال السيد الجزائري ما معناه: إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن).
ثم ذكر الطبرسي أيضاً في كتابه "فصل الخطاب" أقوال علمائهم في تحريف القرآن (ص:29) وما بعدها فقال: (وقال الفاضل الشيخ يحيى تلميذ الكركي في كتابه الإمامة في الطعن التاسع على الثالث بعد كلام له ما لفظه: "مع إجماع أهل القبلة من الخاص والعام أن هذا القرآن الذي في أيدي الناس ليس هو القرآن كله، وأنه قد ذهب من القرآن ما ليس في أيدي الناس").
ومعلوم عند السنة والشيعة أن الثالث هو عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه.
قال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/363): (فإن قلت: كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير؟ قلت: قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه، حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام، فيقرأ ويعمل بأحكامه).
قال العلامة الحجة السيد عدنان البحراني في كتاب (مشارق الشموس الدرية) (ص:126) بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره: (الأخبار التي لا تحصى كثيرة، و قد تجاوزت حد التواتر، ولا في نقلها كثير فائدة بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين، وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين، بل وإجماع الفرقة المحقة، وكونه من ضروريات مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم).
قال العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني في كتابه (الدرر النجفية) (ص:298) بعد ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره قال: (لا يخفى ما في هذه الأخبار من الدلالة الصريحة، والمقالة الفصيحة على ما اخترناه ووضوح ما قلناه، ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعة كلها، كما لا يخفى إذا الأصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقلة، ولعمري إن القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى، مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى التي هي أشد ضرراً على الدين).
قال أبو الحسن العاملي في المقدمة الثانية -الفصل الرابع التفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار: (وعندي في وضوح صحة هذا القول -تحريف القرآن وتغييره- بعد تتبع الأخبار، وتفحص الآثار، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مقاصد غصب الخلافة).
روى العياشي في تفسيره (1/25)، منشورات الأعلمي- بيروت) عن أبي جعفر أنه قال: [[لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفي حقنا على ذي حجى، ولو قام قائمنا فنطق صدقه القرآن]].
وبعد هذه النصوص لأعظم علماء الشيعة بل من أسس المذهب، وبناء على قواعد الكتب التي ألفها هل يوجد من علماء الشيعة من نفى هذه العقيدة؟!
الجواب: هو نعم، هناك من فندها من العلماء المعتبرين في بعض المواضع؛ لأنه ليس من عادتي أخذ ما أريد وترك ما لا أحب، بل أقول الحق ولو على نفسي، وهؤلاء العلماء واستثناهم علماء الشيعة الذين نقلوا القول بتحريف القرآن ممن قال بذلك، فنفوا القول بهذه العقيدة عن العلماء الآتية أسماؤهم:
(أبو جعفر محمد الطوسي، أبو علي الطبرسي صاحب مجمع البيان، والشريف المرتضى، أبو جعفر ابن بابويه القمي "الصديق") وممن ذكر ذلك النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب (ص:23) حيث قال:
(القول بعدم وقوع التغيير والنقصان فيه -أي القرآن- وأن جميع ما نزل على رسول الله هو الموجود بأيدي الناس فيما بين الدفتين، وإليه ذهب الصدوق في فائدة، وسيد المرتضى، وشيخ الطائفة الطوسي في التبيان، ولم يعرف من القدماء موافق لهم).
وقال نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/357): (مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها -أي أخبار التحريف- والتصديق بها، نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لا غير، ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل).
تساؤل وجواب:
ولكن هل من سبق بيان قولهم في التحريف وأنه غير موجود قول صادر عن قناعة وعقيدة أم أنها طلب للأجر وكمال الإيمان بالتقية التي قال فيها أبو عبد الله كما يُنسب له عليه السلام: [[لا إيمان لمن لا تقية له]] كما في (أصول الكافي (2/222) وقال فيها أيضاً: [[يا أبا عمر! إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له]] (أصول الكافي (2/220) )؟!
الجواب مع الأسف:
إنها التقية كما بين ذلك من نقل عقيدتهم فيما سبق، حيث قال النوري الطبرسي في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) (ص:38):
(لا يخفى على المتأمل في كتابه التبيان للطوسي أن طريقته فيه على نهاية المداراة والمماشاة مع المخالفين).
ثم أتى ببرهان ليثبت كلامه فقال: (وما قاله السيد الجليل علي بن طاوس في كتابه (سعد السعود) إذ قال: ونحن نذكر ما حكاه جدي أبو جعفر الطوسي في كتابه (التبيان) وحملته التقية على الاقتصار عليه".
وكذلك نعمة الله الجزائري يقول في كتابه الأنوار النعمانية (2/357، 358): (والظاهر أن هذا القول -إنكار التحريف- إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها: سد باب الطعن عليها بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف لها). وهذا الكلام من الجزائري يبين أن إنكار التحريف إنما صدر لأجل مصالح أخرى وليس عن عقيدة.
ثم نتساءل:
هل إلتزموا بتعاليم القرأن أم أولوه بتأويلات باطنية ما أنزل الله بها من سلطان حتى توافق ما جاء في عقيدتهم !!
ثم هل إئتمروا بأوامره وانتهوا عند نواهيه و اتبعوا من أُنزل إليه "عليه الصلاة و السلام" ترجموا سنته بسلوك صريح .
أي دين تتبعون حيث لا قران و لا سنة كلها مزاعيم باطلة لا يملكون لها أدلة و لا براهين !!!!
أقول لك مرة اخرى :
لا يمكنك أن تكون إثنا عشريا بدون أن تقول بتحريف القرآن ..
فكيف بهذه المقدمات مجتمعة !!!!!
يا للمأساة ..
هل هذا هو دين الإسلام الصحيح ؟
وأنت أيها الشيعي الحائر ..
قل لي بالله عليك كيف تثق بهؤلاء العلماء ؟؟؟
كيف ترضى أن تنتسب لهم وتأخذ عنهم دينك ؟؟؟
أتراهم قد أعطوا ( الثقل الأكبر ) حقه ؟ أخبرني ..
إنكم دائما ما ترددون حديث الثقلين ...
لكنكم حين تذكرون الحديث لا تفكرون إلا في الثقل الأصغر .. وهم أئمتكم .. أما الأكبر فكما ترى !!!!
وإني أقول لك أيها الشيعي .. تأمل معي .. اسأل نفسك
هذه الأسئلة :
ما حكم من قال بتحريف القرآن وهو الثقل الأكبر ؟
قال علمائكم : مجتهد معذور !!!
طيب ، وما حكم من أنكر وجود المهدي مثلا وهو جزء من الثقل الأصغر ؟
قال علمائكم : ليس إماميا ، بل ويكفر لأنه كأنما جحد نبوة أحد الأنبياء كما قال ذلك الكثير من علمائكم وليس محله الآن ..
فانظر كيف فرطوا بالثقل الأكبر.. فكيف يكون حالهم مع الثقل الأصغر ؟؟؟
وهل ترضى بذلك الكلام المتخبط حين نسألهم : فلماذا لم يظهر علي - رضي الله عنه – القرآن بعدما آلت إليه الخلافة ؟
هل تدري كيف كانت الاجابة ؟ قال الجزائري في " أنواره النعمانية " :
ولما جلس أميرالمؤمنين عليه السلام على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقة .
هكذا يفرط أسد الله الغالب صاحب أعلى المناقب في القرآن حرصا على أبي بكر وعمر اللذين تلعنوهما أنتم يا مساكين ليل نهار ..
هل ترضى يا من تنتسب لعلي وتقول بأنه معصوم أن يقال هذا عن علي ، وهل أنتم يا من تلعنونهما بأفضل أو أحكم أو أشجع من علي ؟؟
أترك لك إجابة هذه الأسئلة ، والله الهادي والموفق ..
وإني أطلب منك أيها الشيعي أن تتجه إلى الله بإخلاص واطلب منه الهداية ..
أظنك تقبل بهذا ..
بل ربما كان هذا ( أعني طلب الهداية ) هو القاسم المشترك الوحيد بيننا .
ونحن والله
نحب الهداية لك ، ونسألها لك من الله .
تعليق