تم تحرير المشاركات المخالفة والتي إحتوت في مضمونها على كلمات فادحة لا يمكن الإبقاء عليها كم يوجه تنبيه إلى أصحاب هذه المشاركات ونحذرهم من تكرار هذا الامر إذ أننا سنتخذ إجراء آخر وسيكون لنا كلام آخر أيضا .
شكرا لك أيها المراقب 8 على تدخلك وحذف العبارات القبيحة،وسيتم الابلاغ عن أي مشاركة سيئة فورا كما شرحت لي وفقك الله للخير والعمل الصالح.ولن أرد على صاحبها.
أما الروايات التي تقول بأن أبا سفيان رضي الله عنه أول الموالين لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه،فنبدأ بنهج البلاغة:
لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم جاء أبو سفيان والعباس رضي الله عنهما الى علي رضي الله عنه وخاطباه بأن يبايعا له بالخلافة.نهج البلاغة ص 44 .
ومن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد[221/1]:
قال ابن ابي الحديد:"لما اجتمع المهاجرون على بيعة أبى بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما والله إنى لارى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ! يا لعبد مناف ، فيم أبو بكر من أمركم ! اين المستضعفان ؟ أين الاذلان ! يعنى عليا والعباس ، ما بال هذا الامر في أقل حى من قريش .
ثم قال لعلى : أبسط يدك أبايعك ، فو الله إن شئت لاملانها على أبى فضيل - يعنى أبا بكر - خيلا ورجلا ، فامتنع عليه على عليه السلام ، فلما يئس منه قام عنه "
اخي الكريم انت تقول هذا الكلام ولكن لا تعرف معناه اريد ان اعطيك شيء عن ابو سفيان مقطع من تاريخه الاسود
العجب كل العجب منكم يا اخوان اتقولون انتم مسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ [عرف عن أبي سفيان كرهه الشديد للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته والإسلام ، وقد ذكر التاريخ كيف دخل أبي سفيان الأسلام خوفا على نفسه عندما فتح الرسول مكة المكرمة. ولا تخفى علينا زوجته هند التي قطعت عم الرسول حمزه في معركة أحد وقضمت كبده. ومن هو ولدها...؟ أنه معاوية الذي تربى على كره الرسول وأهل بيته ورغبته بالثأر لأهله الذين قتلوا في معركة بدر.
وأما الدلائل كفر معاوية فهي كثيرة ، ولو أردنا نقلها جميعا لاقتضى تأليف كتاب مستقل ، ولكن أنقل لكم بعضها من الكتاب والسنة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين ، منها قوله تعالى : ( وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً ).
فقد ذكر مفسرين أهل السنة مثل العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان ، ولا شك أن رأسهم أبو سفيان ومن بعده معاوية ويزيد و مروان .
وقال سبحانه وتعالى : ( وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً ) فقد خطط معاوية لقتل الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن دس السم بواسطة زوجته جعدة بني الأشعث ، إذ بعث إليها وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ويعطيها آلاف الأموال، ففعلت ما أراد معاوية ؟! كما قتل معاوية عمار بن ياسر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد جنوده في معركة صفين ، وقد أجمع المحدثون والعلماء أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعمار : يا عمار ! تقتلك الفئة الباغية .
ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس ، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصفهاني ، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى ، وابن خلكان ، وابن عساكر ، والطبري في تواريخهم وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي ، قال في صفحة 6 : دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب ، فظّا ، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا . فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :
ها من أحس بابني اللذين هــمــــا كالدرتين تشظى عنهمـــــا الصدف
ها من أحس بابني اللذين هـــمـــا سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بابني اللذين هــمــــا مخ العظام فمخي اليوم مزدهــــــف
نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهــفـــة مشحوذة و كذاك الإثم يـقــتــــــرف
معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات . وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين ، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله . و قال : من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله . رواه جمع غفير منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم .
يزيد إبن معاوية
كان يزيد فاسقا شاربا للخمر ، فإنه كان يشربُها ويتجاهرُ ويتفاخرُ بعصيانه، وكان ينشدُ الأشعارَ فيها ويقول كما في ديوانه المطبوع:
شمسيةٌ كرم برجها قعر دناها
فمشرقـُها الساقي ومغربها فمي
فإن حُرمت يوماً على دين أحمد
فخذها على دين المسيح بن مريم
وله أيضا في ديوانه:
أقولُ لصحبٍ ضمَّتِ الكأسُ شملـَهم
وداعي صبابات الهوى يترنـَّمُ
خذوا بنصيب من نعيم ولذة
فكلٌّ وإن طال المدى يتصرَّمُ
ومن الدلائل الواضحة على فسق يزيد بن معاوية أشعارُه الإلحادية التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، فقد ذكر السبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ص841 قال: لما جاءوا بأهل البيت عليهم السلام إلى الشام سبايا كان يزيد جالساً في قصره مشرفاً على جيرون فأنشد:
لما بدت الرؤوسُ وأشرقتْ
تلك الشموس على ربى جيرونِ
نعب الغرابُ فقلتُ: نـُُحْ أو لا تنحْ
فلقد قضيتُ ومن النبي ديوني
كما ذكر جميعُ المؤرخين: أن يزيد احتفل بقتل الإمام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، ودعا كبار اليهود والنصارى فجعل رأسَ السبط الشهيد أمامه وأنشد.
وقال المسعودي في مروج الذهب الجزء الثاني: لقد كانت سيرة يزيد كسيرة فرعون، بل كان فرعون أقل ظلماً من يزيد في الرعية، وقد صارت حكومته عاراً كبيراً على الإسلام؛ لأنه ارتكب أعمالاً شنيعة كشرب الخمر في العلن، وقتل سبط رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ-، وسيد شباب أهل الجنة، ولعن وصي خاتم النبيين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على المنابر، وقذف الكعبة بالحجارة، وهدمها، وحرقها، وأباح مدينة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ في وقعة الحرة، وارتكب من الجنايات والمنكرات والفسق والفجور ما لا يعد ولا يحصى!!.
وهناك أمورٌ ذكرها المؤرخون بلا استثناء بعضُهم ذكرها بإجمال وبعضُهم بالتفصيل، منهم سبط ابن الجوزي في التذكرة صفحة 361، قال: إن جماعة من أهل المدينة في سنة 26 هجرية دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرفوا كفره، فرجعوا إلى المدينة المنورة، وأخبروا أهلها بكل ما شاهدوه، وأعلنوا كفر يزيد وارتداده، فتكلم عبدالله بن حنظلة غسيل الملائكة وكان معهم فقال: أيها الناس لقد قدمنا من الشام من عند يزيد وهو رجل لا دين له، ينكح الأمهات والبنات والأخوات!!، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويقتل أولاد النبيين!!. فنقض الناسُ بيعتهم ولعنوا يزيداً وأخرجوا عامله من المدينة وكان عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
واقعة الحرة
قال أبو الفداء في تأريخه: فجهَّزَ يزيد جيشاً مع مسلم بن عقبة وأمره أن يقاتلَ أهلَ المدينة فإذا ظفر بهم أباحها للجُند ثلاثة أيام، يسفكون فيها الدماءَ، وينهبون الأموالَ ويبايعهم على أنهم عبيد ليزيد، قال أبو الفداء: فسار مسلم في عشرة آلاف فارس من أهل الشام حتى نزل المدينة من جهة الحرة، فاقتتلوا حتى انهزم أهلُ المدينة، وأباح عقبة مدينة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ- ثلاثة أيام يقتلون الناس، ويأخذون ما بها من الأموال، ويفسقون بالنساء.
وذكر المسعودي في مروج الذهب وسبط ابن الجوزي في التذكرة: سالت الدماءُ في الأزقة فوصلت قبرَ النبي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ-، وامتلأت الروضة المقدسة والمسجد بالدم، وكان القتلى عشرة آلاف من عامة المسلمين وسبعمائة من وجوه المهاجرين والأنصار وأبنائهم. وأما الأعراضُ والنساءُ التي هُتكت فأخجل من ذكرها فقد ارتكبوا قبائح يندى منها جبين الإنسانية، لقد نقل سبط ابن الجوزي عن أبي الحسن المدائني قال: ولدت ألف امرأة بعد وقعة الحرة من غير زوج.
وأما هدمُ الكعبة وإحراقـُها، فكان بسبب خروج عبدالله بن الزبير في مكة وبيعة أهلها له، فتوجه جيشُ الحرة من المدينة لقتاله فالتجأ بالمسجد الحرام. قال أبو الفداء: ولما فرغ مسلم من عقبة من المدينة سار إلى مكة وكان مريضاً فمات قبل أن يصلها وأقام على الجيش مكانه الحصين بن نمير، فقدم الحصين مكة وحاصر عبدالله بن الزبير أربعين يوماً حتى جاءهم خبر موت يزيد بعد ما رموا البيت الحرام بالمنجنيق وأحرقوه بالنار.
الآنه وبعد أن وضحنا حقيقة معاوية ويزيد وما فعلاه في حق المسلمين والإسلام والتي يخفيها شيوخ الدين والمفتين، هل يمكن لأي أنسان أن يكون فخورا بأن هؤلاء حكموا المسلمين ويعتبروهم خلفاء ولو أن حكمهم كان رغما على المسلمين...؟ أم يجب على الأنسان أن يصحى من نومة الغافلين وينير قلبه في حب وإتباع أهل بيت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي وصى على إتباعهم بعد رحيله من هذه الدنيا البالية.[/FONT]
اخي الكريم انت تقول هذا الكلام ولكن لا تعرف معناه اريد ان اعطيك شيء عن ابو سفيان مقطع من تاريخه الاسود العجب كل العجب منكم يا اخوان اتقولون انتم مسلمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ [عرف عن أبي سفيان كرهه الشديد للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته والإسلام ، وقد ذكر التاريخ كيف دخل أبي سفيان الأسلام خوفا على نفسه عندما فتح الرسول مكة المكرمة. ولا تخفى علينا زوجته هند التي قطعت عم الرسول حمزه في معركة أحد وقضمت كبده. ومن هو ولدها...؟ أنه معاوية الذي تربى على كره الرسول وأهل بيته ورغبته بالثأر لأهله الذين قتلوا في معركة بدر.
وأما الدلائل كفر معاوية فهي كثيرة ، ولو أردنا نقلها جميعا لاقتضى تأليف كتاب مستقل ، ولكن أنقل لكم بعضها من الكتاب والسنة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين ، منها قوله تعالى : ( وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً ). فقد ذكر مفسرين أهل السنة مثل العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان ، ولا شك أن رأسهم أبو سفيان ومن بعده معاوية ويزيد و مروان .
وقال سبحانه وتعالى : ( وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً ) فقد خطط معاوية لقتل الإمام الحسن سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأن دس السم بواسطة زوجته جعدة بني الأشعث ، إذ بعث إليها وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ويعطيها آلاف الأموال، ففعلت ما أراد معاوية ؟! كما قتل معاوية عمار بن ياسر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد جنوده في معركة صفين ، وقد أجمع المحدثون والعلماء أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعمار : يا عمار ! تقتلك الفئة الباغية .
ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس ، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصفهاني ، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى ، وابن خلكان ، وابن عساكر ، والطبري في تواريخهم وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي ، قال في صفحة 6 : دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب ، فظّا ، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا . فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :
ها من أحس بابني اللذين هــمــــا كالدرتين تشظى عنهمـــــا الصدف ها من أحس بابني اللذين هـــمـــا سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف ها من أحس بابني اللذين هــمــــا مخ العظام فمخي اليوم مزدهــــــف نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا أنحى على ودجي ابني مرهــفـــة مشحوذة و كذاك الإثم يـقــتــــــرف
معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات . وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين ، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله . و قال : من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله . رواه جمع غفير منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم .
يزيد إبن معاوية
كان يزيد فاسقا شاربا للخمر ، فإنه كان يشربُها ويتجاهرُ ويتفاخرُ بعصيانه، وكان ينشدُ الأشعارَ فيها ويقول كما في ديوانه المطبوع:
شمسيةٌ كرم برجها قعر دناها فمشرقـُها الساقي ومغربها فمي فإن حُرمت يوماً على دين أحمد فخذها على دين المسيح بن مريم
وله أيضا في ديوانه: أقولُ لصحبٍ ضمَّتِ الكأسُ شملـَهم وداعي صبابات الهوى يترنـَّمُ خذوا بنصيب من نعيم ولذة فكلٌّ وإن طال المدى يتصرَّمُ
ومن الدلائل الواضحة على فسق يزيد بن معاوية أشعارُه الإلحادية التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، فقد ذكر السبط بن الجوزي في كتابه تذكرة الخواص ص841 قال: لما جاءوا بأهل البيت عليهم السلام إلى الشام سبايا كان يزيد جالساً في قصره مشرفاً على جيرون فأنشد:
لما بدت الرؤوسُ وأشرقتْ تلك الشموس على ربى جيرونِ نعب الغرابُ فقلتُ: نـُُحْ أو لا تنحْ فلقد قضيتُ ومن النبي ديوني
كما ذكر جميعُ المؤرخين: أن يزيد احتفل بقتل الإمام أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)، ودعا كبار اليهود والنصارى فجعل رأسَ السبط الشهيد أمامه وأنشد.
وقال المسعودي في مروج الذهب الجزء الثاني: لقد كانت سيرة يزيد كسيرة فرعون، بل كان فرعون أقل ظلماً من يزيد في الرعية، وقد صارت حكومته عاراً كبيراً على الإسلام؛ لأنه ارتكب أعمالاً شنيعة كشرب الخمر في العلن، وقتل سبط رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ-، وسيد شباب أهل الجنة، ولعن وصي خاتم النبيين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ- أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على المنابر، وقذف الكعبة بالحجارة، وهدمها، وحرقها، وأباح مدينة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ في وقعة الحرة، وارتكب من الجنايات والمنكرات والفسق والفجور ما لا يعد ولا يحصى!!.
وهناك أمورٌ ذكرها المؤرخون بلا استثناء بعضُهم ذكرها بإجمال وبعضُهم بالتفصيل، منهم سبط ابن الجوزي في التذكرة صفحة 361، قال: إن جماعة من أهل المدينة في سنة 26 هجرية دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرفوا كفره، فرجعوا إلى المدينة المنورة، وأخبروا أهلها بكل ما شاهدوه، وأعلنوا كفر يزيد وارتداده، فتكلم عبدالله بن حنظلة غسيل الملائكة وكان معهم فقال: أيها الناس لقد قدمنا من الشام من عند يزيد وهو رجل لا دين له، ينكح الأمهات والبنات والأخوات!!، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويقتل أولاد النبيين!!. فنقض الناسُ بيعتهم ولعنوا يزيداً وأخرجوا عامله من المدينة وكان عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
واقعة الحرة
قال أبو الفداء في تأريخه: فجهَّزَ يزيد جيشاً مع مسلم بن عقبة وأمره أن يقاتلَ أهلَ المدينة فإذا ظفر بهم أباحها للجُند ثلاثة أيام، يسفكون فيها الدماءَ، وينهبون الأموالَ ويبايعهم على أنهم عبيد ليزيد، قال أبو الفداء: فسار مسلم في عشرة آلاف فارس من أهل الشام حتى نزل المدينة من جهة الحرة، فاقتتلوا حتى انهزم أهلُ المدينة، وأباح عقبة مدينة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ- ثلاثة أيام يقتلون الناس، ويأخذون ما بها من الأموال، ويفسقون بالنساء.
وذكر المسعودي في مروج الذهب وسبط ابن الجوزي في التذكرة: سالت الدماءُ في الأزقة فوصلت قبرَ النبي محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَآلـَه وَسَلَّمَ-، وامتلأت الروضة المقدسة والمسجد بالدم، وكان القتلى عشرة آلاف من عامة المسلمين وسبعمائة من وجوه المهاجرين والأنصار وأبنائهم. وأما الأعراضُ والنساءُ التي هُتكت فأخجل من ذكرها فقد ارتكبوا قبائح يندى منها جبين الإنسانية، لقد نقل سبط ابن الجوزي عن أبي الحسن المدائني قال: ولدت ألف امرأة بعد وقعة الحرة من غير زوج.
وأما هدمُ الكعبة وإحراقـُها، فكان بسبب خروج عبدالله بن الزبير في مكة وبيعة أهلها له، فتوجه جيشُ الحرة من المدينة لقتاله فالتجأ بالمسجد الحرام. قال أبو الفداء: ولما فرغ مسلم من عقبة من المدينة سار إلى مكة وكان مريضاً فمات قبل أن يصلها وأقام على الجيش مكانه الحصين بن نمير، فقدم الحصين مكة وحاصر عبدالله بن الزبير أربعين يوماً حتى جاءهم خبر موت يزيد بعد ما رموا البيت الحرام بالمنجنيق وأحرقوه بالنار.
الآنه وبعد أن وضحنا حقيقة معاوية ويزيد وما فعلاه في حق المسلمين والإسلام والتي يخفيها شيوخ الدين والمفتين، هل يمكن لأي أنسان أن يكون فخورا بأن هؤلاء حكموا المسلمين ويعتبروهم خلفاء ولو أن حكمهم كان رغما على المسلمين...؟ أم يجب على الأنسان أن يصحى من نومة الغافلين وينير قلبه في حب وإتباع أهل بيت الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) الذي وصى على إتباعهم بعد رحيله من هذه الدنيا البالية .[/font]
أرى أن صاحب المشاركة لازم يتعلم أصول الحورا قبل وضع هذه المشاركة،الموضوع عن أبي سفيان وولائه لعلي بن ابي طالب،وهو يتكلم عن كفر معاوية وفسق يزيد،خارج الموضوع،ونتمنى من المشرف حذفها.
شكرا لك أيها المراقب 8 على تدخلك وحذف العبارات القبيحة،وسيتم الابلاغ عن أي مشاركة سيئة فورا كما شرحت لي وفقك الله للخير والعمل الصالح.ولن أرد على صاحبها.
أما الروايات التي تقول بأن أبا سفيان رضي الله عنه أول الموالين لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه،فنبدأ بنهج البلاغة: لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم جاء أبو سفيان والعباس رضي الله عنهما الى علي رضي الله عنه وخاطباه بأن يبايعا له بالخلافة.نهج البلاغة ص 44 .
ومن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد[221/1]: قال ابن ابي الحديد:"لما اجتمع المهاجرون على بيعة أبى بكر ، أقبل أبو سفيان وهو يقول : أما والله إنى لارى عجاجة لا يطفئها إلا الدم ! يا لعبد مناف ، فيم أبو بكر من أمركم ! اين المستضعفان ؟ أين الاذلان ! يعنى عليا والعباس ، ما بال هذا الامر في أقل حى من قريش . ثم قال لعلى : أبسط يدك أبايعك ، فو الله إن شئت لاملانها على أبى فضيل - يعنى أبا بكر - خيلا ورجلا ، فامتنع عليه على عليه السلام ، فلما يئس منه قام عنه "
كيف يكون ابو سيفيان اول الموالين وقد لعن على لسان رسول الله كما جاء في تاريخ الطبري ج6 او ج5 على اختلاف الطبعات( قول الرسول عليه السلام وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق)
شكرا لك يا اخ 8 ولك يا عبد الزهره انا لن اكتب شيء فيه مغالطه وانما من كتب اهل السنه وهذا يعتبر حجه اذا لما تحذف المشاركه ؟؟؟؟
واما بلنسبه الى ابو سفيان المؤمنين إجعلها في ذنوبك التي تتوب منها. فخلى سبيلها، فكان أول حد ترك في الاسلام (1).
قال الأميني: أفهل عرف معاوية من هذا اللص خصوصية استثنته من حكم الكتاب النهائي العام " السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما "؟! أم أن الرأفة بأمه تركت حدا من حدود الله لم يقم؟! وفي الذكر الحكيم: من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه (2) تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون (3) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها (4) أم أنه كان لمعاوية مؤمن من العقاب غدا وإن تعمد اليوم بإلغاء حد من حدود الله؟ وهل نية التوبة عن المعصية تبيح اجتراح تلك السيئة؟ أن هذا لشيئ عجاب، ومن ذا الذي طمنه بأنه سيوفق للتوبة عنها ولا يحول بينه وبينها ذنوب تسلبه التوفيق، أو عظائم تسلبه الإيمان، أو استخفاف بالشريعة ينتهي به إلى نار الخلود؟ ويظهر منه أن التعمد باقتراف الذنوب بأمل التوبة كان مطردا عند معاوية، وهذا مما يخل بأنظمة الشريعة، ونواميس الدين، وطقوس الاسلام، فإن النفوس الشريرة إنما تترك أكثر المعاصي خوفا من العقوبة الفعلية، فإن زحزحت عنها بأمثال هذه التافهات لم يبق محظور - يفسد النفوس، ويقلق السلام، ويعكر صفو الاسلام - إلا وقد عمل به، و هذا نقص لغاية التشريع، وإقامة الحدود الكابحة لجماح الجرأة على الله ورسوله.
وهب أن التوبة مكفرة للعصيان في الجملة، ولكن من ذا الذي أنبأه إنها من تلك التوبة المقبولة؟ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم، وكان الله عليما حكيما، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار، أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما (5).
____________
(1) الأحكام السلطانية ص 219، تاريخ ابن كثير 8: 136، محاضرة السكتواري ص 164.
(2) سورة الطلاق: 1.
(3) سورة البقرة: 229.
(4) سورة النساء: 14.
(5) سورة النساء: 17، 18. - 12 -
معاوية ولبسه ما لا يجوز
أخرج أبو داود من طريق خالد قال: وفد المقدام بن معدي كرب وعمرو بن الأسود ورجل من بني أسد من أهل قنسرين إلى معاوية بن أبي سفيان فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام فقال له رجل (1) أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة؟ وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: هذا مني وحسين من علي.
فقال الأسدي: جمرة أطفأها الله عز وجل قال فقال المقدام: أما أنا فلا أبرح اليوم حتى أغيظك وأسمعك ما تكره ثم قال: يا معاوية! إن أنا صدقت فصدقني. وإن أنا كذبت فكذبني، قال: أفعل. قال فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير؟
قال: نعم. قال: فأنشدك بالله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن لبس الذهب؟ قال نعم. قال: فأنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس جلود السباع والركوب عليها؟ قال: نعم. قال فوالله لقد رأيت هذا كله في بيتك يا معاوية! فقال معاوية: قد علمت أني لن أنجو منك يا مقدام! (2)
قال الأميني: هل يرجى خير ممن اعترف بكل ما قيل له من المحظورات المتسالم عليها التي ارتكبها؟ فهلا أقلع عنها لما ذكر بحكمها الذي نسيه أو لم يعبأ به؟ لكن الرجل طاغوت يعمل عمل الفراعنة ولم يكترث لمغبته، ولم يبالي بمخالفة السنة الثابتة، فزه به من خليفة تولى أمر الأمة بغير مرضاتها، وتغلب على إمرتها من دون أي حنكة.
قد جاء في كتاب لأمير المؤمنين عليه السلام إلى عمرو بن العاص قوله: فإنك قد جعلت دينك تبعا لدينا امرئ ظاهر غيه، مهتوك ستره. إلخ.
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 4: 60: فأما قوله عليه السلام في معاوية " ظاهر غيه " فلا ريب في ظهور ضلاله وبغيه وكل باغ غاو. وأما " مهتوك ستره " فإنه كان كثير الهزل والخلاعة صاحب جلساء وسمار، ومعاوية لم يتوقر ولم يلزم قانون الرياسة
____________
(1) في مسند أحمد 4 ص 130: فقال له معاوية: أتراها مصيبة. انظر إلى أمانة أبي داود.
(2) سنن أبي داود 2: 186. إلا منذ خرج على أمير المؤمنين، واحتاج إلى الناموس والسكينة وإلا فقد كان في أيام عثمان شديد الهتك موسوما بكل قبيح، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلا خوفا منه إلا أنه كان يلبس الحرير والديباج، ويشرب في آنية الذهب والفضة ويركب البغلات ذوات السروج المحلاة بهما جلال الديباج والوشي، وكان حينئذ شابا، وعنده نزق الصبا، وأثر الشبيبة، وسكر السلطان والأمرة، ونقل الناس عنه في كتب السيرة إنه كان يشرب الخمر في أيام عثمان في الشام، وأما بعد وفاة أمير المؤمنين واستقرار الأمر له فقد اختلف فيه، فقيل: إنه شرب الخمر في ستر. وقيل: إنه لم يشرب. ولا خلاف في أنه سمع الغناء وطرب عليه وطرب عليه وأعطى ووصل إليه أيضا.
إقرأ وتبصر.
- 13 -
مأساة الاستلحاق
سنة أربع وأربعين
كان من ضروريات الاسلام إلى هذه السنة 44، إلى هذا اليوم الأشنع الذي تقدم فيه ابن آكلة الأكباد ببدعته الخرقاء على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله بملأ فمه المبارك، و اتخذته الأمة أصلا مسلما في باب الأنساب: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
جاء هذا الحديث من طريق أبي هريرة في الصحاح الست: صحيح البخاري 2: 199 في - الفرائض، صحيح مسلم 1: 471 في الرضاع، صحيح الترمذي 1: 150، و ج 2: 34، سنن النسائي 2: 110، سنن أبي داود 1: 310، سنن البيهقي 7: 402، 412.
ومن طريق عائشة أخرجه الحفاظ المذكورون إلا الترمذي كما في نصب الراية للزيلعي 3: 236.
ومن طريق عمر وعثمان في سنن البيهقي 7: 412، ومن طريق عبد الله بن عمرو، أخرجه أبو داود في اللعان 1: 310، وأخرجه أحمد في مسنده من غير طريق ج 1: 104، ج 2: 409، ج 5: 326 وغيرها.
وصح عند الأمة قول نبيها صلى الله عليه وآله: من ادعى أبا في الاسلام غير أبيه فالجنة عليه حرام (1).
وقوله صلى الله عليه وآله من خطبة له بمنى: لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه،
____________
(1) مسند أحمد 5: 38، 46، سنن البيهقي 7: 403. الولد للفراش وللعاهر الحجر. وفي لفظ:
الولد للفراش وللعاهر الحجر، ألا ومن ادعى إلى غير أبيه، أو تولى غير مواليه رغبة عنهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل منه صرف ولا عدل (1).
وقوله صلى الله عليه وآله: ليس من رجل ادعى بغير أبيه وهو يعلم إلا كفر، ومن ادعى ما ليس له فليس منا (2).
وقوله صلى الله عليه وآله: من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما. أو: مسيرة سبعين عاما (3).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام (4).
وقوله صلى الله عليه وآله: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة (5).
لكن سياسة معاوية المتجهمة تجاه الهتافات النبوية أصمته عن سماعها وجعلت للعاهر كل النصيب، فوهبت زيادا كله لأبي سفيان العاهر، بعد ما بلغ أشده لما وجد فيه من أهبة الوقيعة في أضداده وهم أولياء علي أمير المؤمنين عليه السلام.
ولد زياد على فراش عبيد مولى ثقيف، وربي في شر حجر، ونشأ في أخبث نشء، فكان يقال له قبل الاستلحاق: زياد بن عبيد الثقفي، وبعده زياد بن أبي سفيان، ومعاوية نفسه كتب إليه في أيام الحسن السبط سلام الله عليه: من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن عبيد، أما بعد: فإنك عبد قد كفرت النعمة، واستدعيت النقمة، ولقد كان الشكر أولى بك من الكفر، وإن الشجرة لتضرب بعرقها، وتتفرع من أصلها، إنك لا أم لك، بل لا أب لك، يقول فيه: أمس عبد واليوم أمير، خطة
____________
(1) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي راجع مسند أحمد 4: 186، 187، مسند أبي داود الطياسي ص 169، الترغيب والترهيب 3: 21.
(2) أخرجه البخاري ومسلم وعنهما البيهقي في السنن 7: 403، وابن المنذر في الترغيب والترهيب 3: 21.
(3) سنن ابن ماجة 2: 131، تاريخ بغداد 2: 347، الترغيب والترهيب 3: 21.
(4) رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة كما في سنن البيهقي 7: 403، والترغيب والترهيب 3: 21.
(5) الترغيب والترهيب 3: 22 عن أبي داود. ما ارتقاها مثلك يا بن سمية، وإذا أتاك كتابي هذا فخذ الناس بالطاعة والبيعة وأسرع الاجابة فإنك إن تفعل فدمك حقنت، ونفسك تداركت، وإلا اختطفتك بأضعف ريش ونلتك بأهون سعي، وأقسم قسما مبرورا أن لا أوتى بك إلا في زمارة تمشي حافيا من أرض فارس إلى الشام حتى أقيمك في السوق وأبيعك عبدا، وأردك إلى حيث كنت فيه و خرجت منه. والسلام (1).
ثم لما انقضت الدولة الأموية صار يقال له: زياد بن أبيه، وزياد بن أمه، وزياد بن سمية، أمه " سمية " كانت لدهقان من دهاقين الفرس بزندرود بكسكر، فمرض الدهقان فدعا الحارث بن كلدة الطبيب الثقفي فعالجه فبرأ فوهبه سمية وزوجها الحارث غلاما له روميا يقال له: عبيد. فولدت زيادا على فراشه، فلما بلغ أشده اشترى أباه عبيدا بألف درهم فأعتقه، كانت أمه من البغايا المشهورة بالطائف ذات راية.
أخرج أبو عمرو ابن عساكر قالا: بعث عمر بن الخطاب زيادا في إصلاح فساد وقع باليمن فرجع من وجهه وخطب خطبة لم يسمع الناس مثلها، فقال عمرو بن العاصي: أما والله لو كان هذا الغلام قرشيا لساق العرب بعصاه. فقال أبو سفيان: والله إني لأعرف الذي وضعه في رحم أمه، فقال له علي بن أبي طالب: ومن هو يا أبا سفيان؟ قال: أنا. قال:
مهلا يا أبا سفيان. وفي لفظ ابن عساكر: فقال له عمرو: اسكت يا أبا سفيان! فإنك لتعلم أن عمر إن سمع هذا القول منك كان سريعا إليك بالشر فقال أبو سفيان:
أما والله لولا خوف شخص * يراني علي من الأعادي
لأظهر أمره صخر بن حرب * ولم يكن المقالة عن زياد
وقد طالت مجاملتي ثقيفا * وتركي فيهم ثمر الفؤاد
فذلك الذي حمل معاوية على ما صنع بزياد (2).
وفي العقد الفريد 3: 3: أمر عمر زيادا أن يخطب فأحسن في خطبته وجود وعند أصل المنبر أبو سفيان بن حرب وعلي بن أبي طالب فقال أبو سفيان لعلي: أيعجبك ما سمعت من هذا الفتى؟ قال: نعم. قال: أما إنه ابن عمك. قال: وكيف ذلك؟ قال:
____________
(1) شرح ابن الحديد 4: 68.
(2) الاستيعاب 1: 195، تاريخ ابن عساكر 5: 410. أنا قذفته في رحم أمه سمية. قال: فما يمنعك أن تدعيه؟ قال: أخشى هذا القاعد على المنبر - يعني عمر - أن يفسد علي أهابي. فبهذا الخبر استلحق معاوية زيادا وشهد له الشهود بذلك. وهذا خلاف حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
قال الأميني: لو كان معاوية استلحق زيادا بهذا الخبر لكان استلحاقه عمرو بن العاص أولى. إذ ادعاه أبو سفيان يوم ولادته قائلا: أما إني لا أشك أني وضعته في رحم أمه.
واختصم معه العاص، غير أن النابغة أبت إلا العاص لما زعمت من الشح في أبي سفيان وفي ذلك قال حسان بن ثابت:
أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت * لنا فيك منه بينات الدلايل
ففاخر به إما فخرت ولا تكن * تفاخر بالعاص الهجين بن وائل
إلى آخر ما مر في الجزء الثاني ص 123 ط 2.
نعم: لكل بغي كان يتصل بسمية أم زياد، والنابغة أم عمرو، وهند أم معاوية، وحمامة أم أبي سفيان، والزرقاء أم مروان، وأضرابهن من مشهورات البغاء ويأتيهن أن يختصم في ولايدهن.
كتب معاوية إلى زياد يوم كان عامل علي أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فإن العش الذي ربيت به معلوم عندنا فلا تدع أن تأوي إليه كما تأوي الطيور إلى أوكارها، ولولا شيئ والله أعلم به لقلت كما قال العبد الصالح: فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها، ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون. وكتب في آخر كتابه:
لله در زياد أيما رجل * لو كان يعلم ما يأتي وما يذر
تنسى أباك وقد حقت مقالته * إذ تخطب الناس والوالي لنا عمر
فافخر بوالدك الأدنى ووالدنا * إن ابن حرب له في قومه خطر
إن انتهازك قوما لا تناسبهم * عد الأنامل عار ليس يغتفر
فانزل بعيدا فإن الله باعدهم * عن كل فضل به يعلو الورى مضر
فالرأي مطرف والعقل تجربة * فيها لصاحبها الايراد والصدر
فلما ورد الكتاب على زياد قام في الناس فقال: العجب كل العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوفني بقصده إياي وبيني وبينه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في </span>المهاجرين والأنصار، أما والله لو أذن في لقاءه أعرف الناس بضرب السيف. واتصل الخبر بعلي رضي الله عنه، فكتب إلى زياد:
أما بعد: فقد وليتك الذي وليتك وأنا لا أزال له أهلا، وإنه قد كانت من أبي سفيان فلتة من أماني الباطل، وكذب النفس، لا يوجب له ميراثا، ولا يحل له نسبا - وفي لفظ: لا تستحق بها نسبا ولا ميراثا - وإن معاوية يأتي الانسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذر ثم احذر، والسلام.
فلما بلغ أبا بكرة أخا زياد لأمه سمية: إن معاوية استلحقه وإنه رضي ذلك آلى يمينا أن لا يكلمه أبدا وقال: هذا زنا أمه وانتفى من أبيه، ولا والله ما علمت سمية رأت أبا سفيان قط، ويله ما يصنع بأم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم؟ (بنت أبي سفيان) أيريد أن يراها؟ فإن حجبته؟ فضحته، وإن رآها؟ فيالها مصيبة؟ يهتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة عظيمة. وحج زياد في زمن معاوية ودخل المدينة فأراد الدخول على أم حبيبة ثم ذكر قول أبي بكرة فانصرف عن ذلك. وقيل: إن أم حبيبة حجبته ولم تأذن له في الدخول عليها.
قال أبو عمر: لما ادعى معاوية زيادا دخل عليه بنو أمية وفيهم عبد الرحمن بن الحكم فقال: يا معاوية! لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا قلة وذلة. فأقبل معاوية على مروان وقال: أخرج عنا هذا الخليع. فقال مروان: والله إنه لخليع ما يطاق.
فقال معاوية: والله لولا حلمي وتجاوزي لعلمت أنه يطاق، ألم يبلغني شعره في وفي زياد ثم قال لمروان: أسمعينه. فقال:
ألا أبلغ معاوية بن صخر * لقد ضاقت بما تأتي اليدان
أتغضب أن يقال: أبوك عف؟ * وترضى أن يقال: أبوك زان؟!
فأشهد إن رحمك من زياد * كرحم الفيل من ولد الإتان
وأشهد أنها حملت زيادا * وصخر من سمية غير دان
هذه الأبيات تروى لزياد (1) بن ربيعة بن مفرغ الحميري الشاعر ومن رواها له جعل أولها:
____________
(1) هو يزيد بن ربيعة الشاعر الشهير توجد ترجمته في الأغاني 17: 51 - 73. إلا أبلغ معاوية بن صخر * مغلغلة من الرجل اليمان
وذكر الأبيات كما ذكرناها سواء. وروى عمر بن شبة وغيره: أن ابن مفرغ لما وصل إلى معاوية أو إلى ابنه يزيد بعد أن شفعت فيه اليمانية وغضبت لما صنع به عباد وأخوه عبيد الله، وبعد أن لقي من عباد بن زياد وأخيه عبيد الله ما لقي مما يطول ذكره وقد نقله أهل الأخبار ورواة الأشعار بكر وقال: يا أمير المؤمنين! ركب مني ما لم يركب من مسلم قط على غير حدث في الاسلام ولا خلع يد من طاعة. فقال له معاوية: ألست القائل:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * مغلغلة من الرجل اليمان
أتغضب أن يقال: أبوك عف؟ * وترضى أن يقال: أبوك زان
فقال ابن المفرغ: لا والذي عظم حقك ورفع قدرك، يا أمير المؤمنين! ما قلتها قط ولقد بلغني أن عبد الرحمن بن الحكم قالها ونسب إلي. فقال أفلست القائل:
شهدت بأن أمك لم تباشر * أبا سفيان واضعة القناع
ولكن كان أمرا فيه لبس * على وجه شديد وارتياع؟ (1)
أو لست القائل:
إن زيادا ونافعا وأبا بكرة * عندي من أعجب العجب
هم رجال ثلاثة خلقوا * في رحم أنثى وكلهم لأب (2)
ذا قرشي كما يقول وذا * مولى وهذا بزعمه عربي
في أشعار قلتها في زياد وبنيه تهجوهم، أغرب فلا عفا الله عنك، قد عفوت عن جرمك، ولو صحبت زيادا لم يكن شيئ مما كان، اذهب فاسكن أي أرض أحببت. فاختار الموصل.
قال أبو عمر: ليزيد بن مفرغ في هجو زياد وبنيه من أجل ما لقي من عباد بن زياد بخراسان أشعار كثيرة، وقصته مع عباد بن زياد وأخيه عبيد الله بن زياد مشهورة ومن قوله يهجوهم:
____________
(1) هذه القصيدة كما قال أبو الفرج: طويلة. ذكر منها في الأغاني 17: 66 تسعة عشر بيتا.
(2) ويروى: أنثى مخالف النسب. أعباد ما للوم عنك محول * ولا لك أم في قريش ولا أب
وقل لعبيد الله: مالك والد * بحق ولا يدري امرؤ كيف تنسب (1)
قال عبيد الله بن زياد: ما هجيت بشئ أشد علي من قول ابن مفرغ:
فكر ففي ذاك إن فكرت معتبر * هل نلت مكرمة إلا بتأمير؟!
عاشت سمية ما عاشت وما علمت * إن ابنها من قريش في الجماهير
وقال غيره:
زياد لست أدري من أبوه * ولكن الحمار أبو زياد
وروينا: إن معاوية بن أبي سفيان قال حين أنشده مروان شعر أخيه عبد الرحمن:
والله لا أرضى عنه حتى يأتي زيادا فيترضاه ويعتذر إليه. وأتاه عبد الرحمن يستأذن عليه معتذرا فلم يأذن له، فأقبلت قريش على عبد الرحمن بن الحكم فلم يدعوه حتى أتى زياد فلما دخل فسلم عليه فتشاوس (2) له زياد بعينه وكان يكسر عينه فقال له زياد: أنت القائل ما قلت؟ فقال عبد الرحمن: وما الذي قلت؟ فقال: قلت ما لا يقال. فقال: عبد الرحمن: أصلح الله الأمير إنه لا ذنب لمن أعتب، وإنما الصفح عمن أذنب، فاسمع مني ما أقول قال: هات فأنشأ يقول:
إليك أبا المغيرة تبت مما * جرى بالشام من جور اللسان
وأغضبت الخليفة فيك حتى * دعاه فرط غيظ أن لحاني
وقلت لمن لحاني في اعتذاري * إليك الحق شأنك غير شأن
عرفت الحق بعد خطأ رأيي * وما ألبسته غير البيان
زياد من أبي سفيان غصن * تهادى ناضر بين الجنان
أراك أخا وعما وابن عم * فما أدري بعين ما تراني
وأنت زيادة في آل حرب * أحب إلي من وسطي بناني
ألا أبلغ معاوية بن حرب * فقد ظفرت بما تأتي اليدان
فقال له زياد: أراك أحمق مترفا شاعرا صنع اللسان، يسوغ لك ريقك ساخطا و
____________
(1) ذكر أبو الفرج في الأماني 17: 59 من بائية ابن المفرغ هذه اثني عشر بيتا.
(2) من شاس: نظر بمؤخر عينه تكبرا أو تغيظا. مسخوطا، ولكنا قد سمعنا شعرك وقبلنا عذرك، فهات حاجتك. قال: كتاب إلى أمير المؤمنين بالرضى عني. قال: نعم. فكتب كتابا أخذه ومضى حتى دخل على معاوية، ففض الكتاب ورضي عنه ورده إلى حاله وقال: قبح الله زيادا ألم ينتبه له إذ قال:
وأنت زيادة في آل حرب *......................
قال أبو عبيدة: كان زياد يزعم أن أمه سمية بنت الأعور من بني عبد شمس ابن زيد مناة بن تميم فقال ابن مفرغ يرد ذلك عليه:
فأقسم ما زياد من قريش * ولا كانت سمية من تميم
ولكن نسل عبد من بغي * عريق الأصل في النسب اللئيم (1)
وأخرج الطبري في تاريخه 6: 123 بإسناده عن أبي إسحاق: إن زيادا لما قدم الكوفة قال: قد جئتكم في أمر ما طلبته إلا لكم. قالوا: ادعنا إلى ما شئت. قال:
تلحقون نسبي بمعاوية. قالوا: أما بشهادة الزور فلا، فأتى البصرة فشهد له رجل.
قال ابن عساكر وابن الأثير: كان أبو سفيان صار إلى الطائف فنزل على خمار يقال له أبو مريم السلولي وكانت لأبي مريم بعد صحبة فقال أبو سفيان لأبي مريم بعد أن شرب عنده: قد اشتدت به العزوبة، فالتمس لي بغيا. فقال: هل لك في جارية الحارث ابن كلدة سمية امرأة عبيد؟ فقال: هاتها على طول ثديها وريح إبطيها. فجاء بها إليه فوقع بها، فولدت زيادا فادعاه معاوية.
وروى ابن عساكر عن ابن سيرين عن أبي بكرة قال: قال: زياد لأبي بكرة: ألم تر أن أمير المؤمنين أرادني على كذا وكذا، وولدت على فراش عبيد وأشبهته، وقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ادعى لغير أبيه فليتبوأ مقعده من النار. ثم جاء العام المقبل وقد ادعاه. وقال محمد بن إسحاق: كنا جلوسا عند أبي سفيان فخرج زياد فقال:
ويل أمه لو كان له صلب قوم ينتمي إليهم (2)
ولما بويع معاوية قدم زياد على معاوية فصالحه على ألفي ألف، ثم أقبل فلقيه
____________
(1) الأغاني 17: 51 - 67، الاستيعاب 1: 195 - 198، تاريخ ابن عساكر 5: 406 - 423، مروج الذهب 2: 56، 57. تاريخ ابن كثير 8: 95، 96، الإتحاف ص 22.
(2) العقد الفريد 3: 2، تاريخ ابن عساكر 5: 409، كامل ابن الأثير 3: 191. مصقلة بن هبيرة الشيباني وضمن له عشرين ألف درهم ليقول لمعاوية: إن زيادا قد أكل فارس برا وبحرا، وصالحك على ألفي ألف درهم، والله ما أرى الذي يقال إلا حقا.
فإذا قال لك: وما يقال؟ فقل: يقال: إنه ابن أبي سفيان. ففعل مصقلة ذلك، ورأى معاوية أن يستميل زيادا واستصفى مودته باستلحاقه، فاتفقا على ذلك واحضر الناس و حضر من يشهد لزياد، وكان فيمن حضر أبو مريم السلولي فقال له معاوية: بم تشهد يا أبا مريم؟ فقال: أنا أشهد أن أبا سفيان حضر عندي وطلب مني بغيا فقلت له: ليس عندي إلا سمية. فقال: ائتني بها على قذرها ووضرها. فأتيته بها فخلا معها ثم خرجت من عنده وإن اسكتيها ليقطران منيا. فقال له زياد: مهلا أبا مريم إنما بعثت شاهدا ولم تبعث شاتما. فاستلحقه معاوية (1)
وفي العقد الفريد 3: 3: يقال: إن أبا سفيان خرج يوما وهو ثمل إلى تلك الرايات فقال لصاحبة الراية: هل عندك من بغي؟ فقالت ما عندي إلا سمية قال: هاتها على نتن إبطيها. فوقع بها فولدت له زيادا على فراش عبيد.
فوجد زياد نفسه بعد حسبه الواطئ ونسبه الوضيع، بعد أن كان لا يعزى إلى أب معلوم عمرا طويلا يقرب من خمسين عاما (2) فيقال له: زياد بن أبيه. أخا ملك الوقت وابن من يزعم أنه من شرفاء بيئته، وقد تسنى له الحصول على مكانة رابية فأعرق نزعا في جلب مرضاة معاوية المحابي له بتلك المرتبة التي بمثلها حابت هند ابنها المردد بين خمسة رجال أو ستة من بغايا الجاهلية، لكن آكلة الأكباد ألحقت معاوية بأبي سفيان لدلالة السحنة والشبه، فطفق زياد يلغ في دماء الشيعة ولمعاوية من ورائه تصدية ومكاء، وإن غلواء الرجل المحابي أعمته عن استقباح نسبة الزنا لأبيه يوم استحسن أن يكون له أخ مثل زياد شديد في بأسه، يأتمر أوامره، وينتهي إلى ما يوده من بوائق وموبقات، و لم يكترث لحكم الشريعة بحرمة مثل ذلك الالحاق واستعظامها إياه، ولا يصيخ إلى قول النبي الصادق صلى الله عليه وآله، قال يونس بن أبي عبيد الثقفي لمعاوية: يا معاوية! قضى
____________
(1) تاريخ اليعقوبي 2: 194، مروج الذهب 2: 56، تاريخ ابن عساكر 5: 409، كامل ابن الأثير 3: 192، شرح ابن أبي الحديد 4: 70، الإتحاف للشبراوي ص 22.
(2) قيل: ولد عام الفتح سنة ثمان. وقيل: عام الهجرة. وقيل: قبل الهجرة. وقيل: يوم بدر. رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الولد للفراش وللعاهر الحجر. فعكست ذلك وخالفت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أعد. فأعاد يونس مقاله هذا، فقال معاوية: يا يونس! والله لتنتهين أو لأطيرن بك طيرا بطيأ وقوعها (1)
أنظر إلى إيمان الرجل بنبيه صلى الله عليه وآله، وإخباته إلى حديثه بعد استعادته، وعنايته بقبوله ورعايته حرمته، والحكم في هذه الشنيعة كل ذي مسكة من علماء الأمة وذوي حنكتها ومؤلفيها وكتابها.
قال سعيد بن المسيب: أول (2) قضية ردت من قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية قضاء فلان، يعني: معاوية في زياد.
وقال ابن يحيي: أول حكم رد من أحكام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم في زياد.
وقال ابن بعجة: أول داء دخل على العرب قتل الحسن " سبط النبي صلى الله وعليه وآله وسلم " و ادعاء زياد. (3)
وقال الحسن: أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة. واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. وادعائه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
وقتله حجرا، ويلا له من حجر وأصحاب حجر قالها. مرتين (4)
وقال الإمام السبط الحسن الزكي عليه السلام لزياد في حضور من معاوية، وعمرو بن العاص، ومروان بن الحكم: وما أنت يا زياد! وقريشا؟ لا أعرف لك فيها أديما صحيحا ولا فرعا نابتا، ولا قديما ثابتا، ولا منبتا كريما، بل كانت أمك بغيا تداولها رجال
____________
(1) الإتحاف للشبراوي ص 22.
(2) ليست بأول قارورة كسرت في الاسلام وإنما رد من يوم السقيفة وهلم جرا إلى يوم الاستلحاق من قضايا رسول الله ما يربو على العد.
(3) تاريخ ابن عساكر 5: 412، تاريخ الخلفاء، للسيوطي ص 131، أوائل السيوطي ص 51.
(4) تاريخ ابن عساكر 2: 381، تاريخ الطبري 6: 157، الكامل لابن الأثير 4: 209، تاريخ ابن كثير 8: 130، محاضرات الراغب 2: 214، النجوم الزاهرة 1 ص 141. قريش، وفجار العرب، فلما ولدت لم تعرف لك العرب والدا فادعاك هذا - يعني معاوية - بعد ممات أبيه، ما لك افتخار، تكفيك سمية ويكفينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي علي بن أبي طالب سيد المؤمنين الذي لم يرد على عقبيه، وعمي حمزة سيد الشهداء، وجعفر الطيار، وأنا وأخي سيدا شباب أهل الجنة (1).
وفد زياد على معاوية فأتاه بهدايا وأموال عظام وسفط مملؤ جوهرا لم ير مثله فسر معاوية بذلك سرورا شديدا، فلما رأى زياد ذلك صعد المنبر فقال: أنا والله يا أمير المؤمنين! أقمت لك معر العراق، وجبيت لك مالها، وألفظت إليك بحرها، فقام يزيد ابن معاوية فقال: إن تفعل ذلك يا زياد! فنحن نقلناك من ولاء ثقيف إلى قريش، ومن القلم إلى المنابر، ومن زياد بن عبيد إلى حرب بن أمية. فقال معاوية: اجلس فداك أبي وأمي (2).
وقال السكتواري في محاضرة الأوائل ص 136 أول قضية ردت من قضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية دعوة معاوية زيادا، وكان أبو سفيان تبرأ منه وادعى أنه ليس من أولاده وقضى بقطع نسبه، فلما تأمر معاوية قربه واستأمر ففعل ما فعل زياد بن أبيه يعني ابن زنية من الطغيان والاساءة في حق أهل بيت النبوة. وقال في ص 164: كان عمر رضي الله عنه إذا نظر إلى معاوية يقول: هذا ابن أبي سفيان كسرى العرب (3) لأنه كان أول من رد قضية من قضايا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هجر، وزياد بن أبيه أول من أساء إساءة تفرد بشينها بين الأمم في حق أهل البيت رضي الله عنهم.
وقال في ص 246: كان قد تبرأ من زياد أبو سفيان ومنع حقه من ميراث الاسلام بحضرة الصحابة رضي الله عنهم، فلا زال طريدا حتى دعاه معاوية وقربه وأمره ورد القضية، وهي أول قضية من قضايا الاسلام ردت، ولذا صارت بلية شنيعة، ومحنة فاحشة بين الأمة، وأبغض الوسائل تعديه على أفضل الملة وأحب العترة ا هـ.
____________
(1) المحاسن والمساوي للبيهقي 1: 58.
(2) المجتنى لابن دريد ص 37.
(3) قول عمر هذا في معاوية ذكره جمع، راجع الاستيعاب 1: 253، أسد الغابة 4:
386، الإصابة 3: 434. ولا أحسب أن أحدا من رجالات الدين يشذ عما قاله الجاحظ في رسالته النابتة في بني أمية ص 293: فعندها استوى معاوية على الملك واستبد على بقية الشورى وعلى جماعة المسلمين من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سموه " عام الجماعة " وما كان عام جماعة بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة، والعام الذي تحولت فيه الإمامة ملكا كسرويا، والخلافة منصبا قيصريا، ولم يعد ذلك أجمع الضلال والفسق، ثم ما زالت معاصيه من جنس ما حكينا، وعلى منازل ما رتبنا، حتى رد قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم ردا مكشوفا، وجحد حكمه جحدا ظاهرا في ولد الفراش وما يجب للعاهر، مع إجماع الأمة على أن سمية لم تكن لأبي سفيان فراشا، وأنه إنما كان بها عاهرا فخرج بذلك من حكم الفجار إلى حكم الكفار. ا هـ.
ولو تحرينا موبقات معاوية المكفرة له وجدنا هذه في أصاغرها، فجل أعماله - إن لم يكن كله - على الضد من الكتاب والسنة الثابتة، فهي غير محصورة في مخالفته لقوله صلى الله عليه وآله: الولد للفراش وللعاهر الحجر.
- 14 -
بيعة يزيد
أحد موبقات معاوية الأربع (1)
إن من موبقات معاوية وبوائقه - وهو بكله بوائق - أخذه البيعة لابنه " يزيد " على كره من أهل الحل والعقد، ومراغمة لبقايا المهاجرين والأنصار، و إنكار من أعيان الصحابة الباقين، تحت بوارق الارهاب، ومعها طلاة المطامع لأهل الشره والشهوات.
كان في خلد معاوية يوم استقرت له الملوكية وتم له الملك العضوض أن يتخذ ابنه ولي عهده ويأخذ له البيعة، ويؤسس حكومة أموية مستقرة في أبناء بيته، فلم يزل يروض الناس لبيعة سبع سنين يعطي الأقارب ويداني الأباعد (2) وكان يبتلعه
____________
(1) راجع كلمة الحسن البصري المذكورة قبيل هذا صفحة 225.
(2) العقد الفريد 2: 302. طورا، ويجتر به حينا بعد حين، يمهد بذلك السبيل، ويسهل حزونته، ولما مات زياد سنة 53 وكان يكره تلك البيعة أظهر معاوية عهدا مفتعلا - على زياد - فقرأه على الناس فيه عقد الولاية ليزيد بعده، وأراد بذلك أن يسهل بيعة يزيد كما قاله المدائني (1) وقال أبو عمر في الاستيعاب 1: 142: كان معاوية قد أشار بالبيعة ليزيد في حياة الحسن وعرض بها ولكنه لم يكشفها ولا عزم عليها إلا بعد موت الحسن.
قال ابن كثير في تاريخه 8: 79: وفي سنة ست خمسين دعا معاوية الناس إلى البيعة ليزيد ولده أن يكون ولي عهده من بعده، وكان قد عزم قبل ذلك على هذا في حياة المغيرة (2) بن شعبة، فروى ابن جرير من طريق الشعبي: أن المغيرة كان قد قدم على معاوية وأعفاه من إمرة الكوفة فأعفاه لكبره وضعفه، وعزم على توليتها سعيد بن العاص، فلما بلغ ذلك المغيرة كأنه ندم، فجاء إلى يزيد بن معاوية فأشار عليه بأن يسأل من أبيه أن يكون ولي العهد فسأل ذلك من أبيه فقال: من أمرك بهذا؟
قال: المغيرة. فأعجب ذلك معاوية من المغيرة، ورده إلى عمل الكوفة، وأمره أن يسعى في ذلك، فعند ذلك سعى المغيرة في توطيد ذلك، وكتب معاوية إلى زياد يستشيره في ذلك فكره زياد ذلك لما يعلم من لعب يزيد وإقباله على اللعب والصيد، فبعث إليه من يثني رأيه عن ذلك وهو عبيد بن كعب النميري - وكان صاحبا أكيدا لزياد - فسار إلى دمشق فاجتمع بيزيد أولا فكلمه عن زياد وأشار عليه بأن لا يطلب ذلك، فإن تركه خير له من السعي فيه، فانزجر يزيد عما يريد من ذلك، واجتمع بأبيه واتفقا على ترك ذلك في هذا الوقت، فلما مات زياد شرع معاوية في نظم ذلك والدعاء إليه، وعقد البيعة لولده يزيد، وكتب إلى الآفاق بذلك.
صورة أخرى في بدء بدئها
كان ابتداء بيعة يزيد وأوله من المغيرة بن شعبة فإن معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة
____________
(1) العقد الفريد 2: 302، تاريخ الطبري 6: 170.
(2) توفي المغيرة سنة خمسين وقدم على معاوية في سنة خمس وأربعين واستعفاه من الإمرة وهي سنة بدو فكر بيعة يزيد في خلد معاوية بإيعاز من المغيرة.
والان اذا كنت تريد حذف المشاركه فانا لم اكتب شيء فيه غلط وانما اكتب ما هو الحق لك ولي
بما اجبتك عن ابو سفيان ومن مصادركم الان
قتال ابن هند عليا أمير المؤمنين عليه السلام
نحن مهما غضضنا الطرف عن شيئ في الباب فلا يسعنا أن نتغاضا عن أن مولانا أمير المؤمنين هو ذلك المسلم الأوحدي الذي يحرم إيذاؤه وقتاله، والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا، ومن المتسالم عليه عند أمة محمد صلى الله عليه وآله قوله: سباب المسلم - المؤمن - فسوق، وقتاله كفر. وقد اقترف معاوية الإثمين معا فسب وقاتل سيد المسلمين جميعا، وآذى أول من أسلم من الأمة المرحومة، و آذى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد آذى الله، إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة.
على أنه سلام الله عليه كان خليفة الوقت يومئذ كيفما قلنا أو تمحلنا في أمر الخلافة وكان تصديه لها بالنص، وإجماع أهل الحل والعقد، وبيعة المهاجرين والأنصار، ورضى الصحابة جمعاء، خلا نفر يسير شذوا عن الطريقة المثلى لا يفتون في عضد جماعة، ولا يؤثرون على انعقاد طاعة، بعثت بعضهم الضغائن، وحدت آخر المطامع، واندفع ثالث إلى نوايا خاصة رغب فيها لشخصياته، وكيفما كانت الحالة فأمير المؤمنين عليه السلام وقتئذ الخليفة حقا، وإن من ناواه وخرج عليه يجب قتله، وإنما خلع ربقة الاسلام من عنقه وأهل سلطان الله، ويلقى الله ولا حجة له، وقد جاء في النص الجلي قوله صلى الله عليه وآله:
ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم جميع فاضربوا رأسه بالسيف كائنا من كان.
وفي لفظ: فمن رأيتموه يمشي إلى أمة محمد فيفرق جماعتهم فاقتلوه.
وفي لفظ الحاكم: فاقتلوه كائنا من كان من الناس. راجع صفحة 27، 28 من هذا الجزء.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من أتاكم وأمركم جمع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه. راجع ص 28 من هذا الجزء.
وقوله صلى الله عليه وآله: من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات مات ميتة جاهلية، ومن </SPAN>قاتل تحت راية عمية يغضب للعصبية، أو يدعو إلى عصبية، أو ينصر عصبية، فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهدها فليس مني ولست منه (1).
وقوله صلى الله عليه وآله؟ من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (2).
وقوله صلى الله عليه وآله: من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من رأسه إلا أن يراجع، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم، قال رجل: يا رسول الله!
وإن صام وصلى؟ قال: نعم وإن صام وصلى، فادعوا بدعوة الله الذي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله (3).
وقوله صلى الله عليه وآله من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه (4).
وقوله صلى الله عليه وآله: ليس أحد يفارق الجماعة قيد شبر فيموت إلا مات ميتة جاهلية (5)
وقوله صلى الله عليه وآله: من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية (6).
وقوله صلى الله عليه وآله من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله (7).
وقوله صلى الله عليه وآله من طريق معاوية نفسه: من فارق الجماعة شبرا دخل النار (8)
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: من فارق الجماعة، واستذل الإمارة لقي الله ولا حجة له عند الله (9).
وقوله صلى الله عليه وآله: اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة (10).
____________
(1) صحيح مسلم 6: 21، سنن البيهقي 8: 156، مسند أحمد 2: 296، تيسير الوصول 2: 39.
(2) صحيح مسلم 6: 22، سنن البيهقي 8: 156.
(3) سنن البيهقي 8: 147، مستدرك الحاكم 1: 117 صدر الحديث.
(4) سنن البيهقي 8: 157، مستدرك الحاكم 1: 117.
(5) صحيح البخاري باب السمع والطاعة للإمام، سنن البيهقي 8: 157.
(6) تيسير الوصول 2: 39 نقلا عن الشيخين.
(7) صحيح الترمذي 9: 69، تيسير الوصول 2: 39.
(8) مستدرك الحاكم 1: 118.
(9) مستدرك الحاكم 1: 119.
(10) صحيح البخاري باب السمع والطاعة، صحيح مسلم 6: 15 واللفظ للبخاري.
ولله لو ترد مك من المصادر لاعطيك وليس اشكال عندي في ذلك
التعديل الأخير تم بواسطة امنيت موالي; الساعة 06-12-2009, 03:02 AM.
لاحظ كم من الكلام نسخته ولا علاقة له بالموضوع،الموضوع عن أبي سفيان رضي الله عنه وأنت تتكلم عن معاوية رضي الله عنه وتتكلم عن ابنه يزيد.لأنك بصراحة لا تفهم ولا تريد أن تفهم الموضوع،فلذلك نطلب من المشرف حذف هذه المشاركات المشوشة على الموضوع والخارجة عنه.
أما بالنسبة للسبابين واللعانين فلا جواب على كلامهم،لأن من عنده الحجة لا يلجأ الى أسلوب الضعفاء.
و من كلام له عليه السلام ( لما قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم )
( و خاطبه العباس و
ابو سفيان بن حرب ان يبايعا له بالخلافة ) أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة ، و عرجوا عن طريق المنافرة ،....
روي أنه لما تم في سقيفة بني ساعدة لابى بكر من البيعة ما تم أراد ابو سفيان أن يوقع الحرب بين المسلمين ليقتل بعضهم بعضا فيكون ذلك دمار الدين و اندراسه ، فمشى الى العباس بن عبد المطلب فقال له : يا ابا الفضل ان هؤلاء القوم قد ذهبوا بهذا الامر من بنى هاشم و جعلوه في رذل تيم ، و انه ليحكم فينا غدا هذا الفظ الغليظ من بني عدي ، قم بنا حتى ندخل على علي و نبايعه بالخلافة و أنت عم رسول اللّه و أنا رجل مقبول القول في قريش ، فان دافعونا عن ذلك قاتلناهم قتالا شديدا و قتلناهم الى آخرهم .
مالاشكال في ذلك الكل يعلم حتى الرضع بان ابا سفيان يكيد للاسلام فهل صار اباسفيان شيعيا ياترى
[[ لله الحمد لم ترد روايه واحدة تقول بان الامام علي قبل بيعته وبارك له البيعه وبذلك اصبح شيعيا في وقتها و على الله خاتمته بل ان الامام قال له (شقوا امواج الفتن) لانه صاحب فتنه لا اكثر]
[/glint]
التفسير الشخصي للواقعة كما في نهج البلاغة وتحميلها ما لا تحتمل غير مقبول،ولا تنس أن أبا سفيان والعباس الاثنين اشتركا في الفعل،فهل تصف العباس رضي الله عنه كذلك.
التفسير الشخصي للواقعة كما في نهج البلاغة وتحميلها ما لا تحتمل غير مقبول،ولا تنس أن أبا سفيان والعباس الاثنين اشتركا في الفعل،فهل تصف العباس رضي الله عنه كذلك.
ليس شخصيا بل الامام قال له رادا لابي سفيان شقوا امواج الفتن بسفن النجاة رادا بيعته كما في النهج نفسه توسيط العباس كان من قبل ابي سفيان ليلقى وجها عند الامام لا اكثر ويبدوا ان الامام تنبه عن شئم ونفاق ابن حرب والعباس لم يكن كذلك فردهما تنبيها ايضا للعباس ودرأا للفتنه والسلام
تعليق