بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل ، و الصلاة و السلام على المصطفى الحبيب الخليل ، و على آله و صحبه ومن تبعه جيلا بعد جيل ...
ثم أما بعد ،،
من الأمور التي تثير الدهشة و الاستغراب ، و الغضب لحبيب رب الأرباب ، هو تجرأ البعض على عرض النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و الطعن في زوجاته صباح مساء بدعاوى و حجج مختلفة ..
فنجد الشيعة لا يحسبون لربهم حسابا و لا لرسوله حسابا عندما يطعنون بأعلى المنابر في عرض النبي و يلعنون زوجته عائشة رضي الله عنها و يتهمونها بما يستحي المسلم من اتهامه لأصغر مسلمة ناهيكم عن اتهام أم المؤمنين ...!!!
و ما يثير استغرابي في هؤلاء ،، كيف لا يخافون ربهم أو حتى يخجلون من رسولهم .. و كيف يقابلونه يوم القيامة و هم كانوا دائمي الطعن في عرضه ...!!!!
و أنا في هذا الموضوع سأرد على أحد هذه الافتراءات على عائشة رضي الله عنها و هو اتهامها بالكفر أو النفاق و العياذ بالله ...
دائما عندما نحذركم من خطر ذلك ، يأتي جواب محفوظ منكم و هو : " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط " ... و كأن هذه الآية تصريح للطعن بجميع زوجات الأنبياء .. فنطعن في زوجة موسى و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و نطعن في زوجتي إبراهيم و الدليل " ضرب الله مثلا " .. و نطعن في زوجات سليمان و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و نطعن في زوجة الرسول و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و أقول " ويلكم لا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب " ...
أولا : من المعلوم أن التشريعات السابقة ليست كشريعة الإسلام ، أي أن هناك أمور كانت جائزة و مباحة في شريعة داود و سليمان و غير جائزة في شريعة موسى و غير جائزة في شريعة عيسى و جائزة في شريعة محمد و هكذا .. فلا يمكن أن نقيس الشرائع بالاحتجاج أنه جاز لقوم كذا فعل كذا ..
و أضرب مثلا للفائدة ..
في شريعة موسى عليه السلام ، لما أذنب بنو إسرائيل و أرادوا أن يتوبوا كان الأمر الإلهي لهم في طريقة التوبة هو أن يقتلوا أنفسهم ..قال تعالى : (( و إذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )) ... البقرة : 54
و هذه الآية لا يمكن القياس عليها ، فيقول أحدهم أنا أريد أن أتوب و سأفعل مثل ما فعل بنو إسرائيل ، فيخرج بالسيف أو المسدس فيقتل كل من يراه في طريقه حتى يقتله الناس ، بدعوى أن الله قال " اقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم " ....
هل هناك ضلال أكبر و أفحش من هذا ..؟؟
ألا يعلم هذا أن الله حرم القتل ..؟؟ ألم يقرأ قول الله تعالى : " و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " ... النساء : 29
فما يقوم به أهل الأهواء من تضليل الناس بمعسول الكلام بحجة أنهم يحتجون بالقرآن ، إنما هم يدخلون في قول الله تعالى : " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " .. القصص : 50
نعود إلى موضوعنا ،، بعد بيان زيف احتجاج هؤلاء البشر
في شريعتنا السمحاء ، لا يحل للمسلم الزواج إلا من إحدى ثلاثة : إما مسلمة و ذلك الأفضل أو مسيحية أو يهودية لتقارب الدين و إمكانية أن تهتدي إلى الدين الحق .. أما المجوسية و البوذية و الملحدة و الشيوعية و غيرها من الأديان لا يحل للمسلم الزواج بها و إن كانت أعقل النساء أو أجملهن أو أغناهن ... فهذا حرااااام ..
السؤال : هل يجوز للرسول صلى الله عليه و آله و سلم الزواج من كافرة ؟؟!!!
المعلوم أن الشريعة تسري على الجميع بما فيهم الرسول ، لأنه هو المكلف بتطبيق الشرع .. فليس من المعقول أن يقول الرسول أمرا و هو يفعل غيره ، فلا يمكن لأتباعه أن يتبعوه و هو يقول لهم " لا تتزوجوا من كافرة " .. و هو يتزوج كافرات ...!!!
الأمور التي يستثنى فيها الرسول و يكون له تشريع خاص به ، لا بد من نزول آيات قرآنية بذلك ليعلم الجميع أن الله سبحانه و تعالى هو من صرح للرسول ذلك حصرا دون غيره من أتباعه .. و مثال ذلك : الجمع بين أكثر من أربع زوجات ...و صلاة التهجد تعتبر فريضة على الرسول بينما سنة لأتباعه ... عدم قبول الصدقات .. و بعض الأمور الخاصة بالرسول دون غيره و هي قليلة جدا ... أما الأصل في الشريعة ، وجوبها على الجميع .. فصلاة الفجر واجبة على الرسول كما هي واجبة علينا و هي ركعتين لنا و ركعتين له .. و لا يمكن أن يترك الرسول صلاة الفجر بحجة أنه رسول و سيدخل الجنة ، فهذا يعتبر عصيان ...
و نعود للسؤال : هل أباح الله لرسوله الزواج من كافرة ؟؟
و الجواب نجده في القرآن في أكثر من موضع ...
يقول الله تعالى : (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم )) ... الأحزاب : 6
فجميع زوجات الرسول صلى الله عليه و آله وسلم أمهات للمؤمنين .. و يحرم على أي مسلم الزواج بهن أو ماشابه ذلك .. و يجب على المؤمن حبهن و تقديرهن كل الحب و التقدير ..
و لكن هل يعقل أن يجعل الله سبحانه و تعالى كافرة أما للمؤمنين ؟؟ .... الجواب : مستحيل ..
و عليه فكل زوجات النبي صلى الله عليه و آله و سلم هن أمهات للمؤمنين بلا استثناء .. فهل المؤمنون أبناء كافرات ؟؟ .. و هل علي بن أبي طالب - كونه من المؤمنين - ابن كافرة لأن أم المؤمنين عائشة كافرة - حسب زعمكم - ؟؟!!!!
فإما أن تقولوا أن علي ليس مؤمن و بالتالي عائشة ليست أمه ... أو أن عائشة لم تكن زوجة للرسول و بالتالي ليست أمه .. أو أن عائشة كافرة و علي مؤمن و بالتالي علي ابن كافرة .. أو تقولوا أن عائشة مؤمنة و علي مؤمن و حينها يكون علي ليس ابن كافرة ...!!!
و أيضا نجد في القرآن الكريم قول الله تعالى : (( و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )) ... الأحزاب : 50
فهذه أحد خصائص النبي صلى الله عليه و سلم و هو زواج الهبة .. حيث يحل للرسول أن يتزوج من أية امراة تهب نفسها له بما يسمى " زواج الهبة " .. و لكن بشرط لاتنازل عنه . وهو : أن تكون هذه المرأة مؤمنة ... مؤمنة ... مؤمنة
فلو قامت امرأة وثنية جميلة أو غنية و عرضت نفسها على النبي و وهبت نفسها للنبي أن يتزوجها ، ما حل للرسول أن يتزوج بها .. لأن الله قال " و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها " ... و لم يقل " و امرأة وهبت نفسها " .. فليس كل من هبّ و دبّ من النساء تصلح لأن تكون شريكة فراش أطهر البشر ، أو يأكل الرسول من طبخ يدها أو يختلط دمه الشريف بدمها .. فهذا تشريف كبير لا يكون لأي فتاة لمجرد كونها جميلة أو ذات حسب أو ذات نسب ...
بل حتى الكتابية ( المسيحية او اليهودية ) إن وهبت نفسها للنبي و عرضت عليه أن تتزوجه هبة دون مقابل فيحرم على الرسول القبول لأنها ليست مؤمنة ..
فلو افترضنا أن عائشة هي من رمت نفسها للرسول و أغرته بجمالها أو مالها أو ماشابه ذلك و تزوجها النبي اعجابا بجمالها .. فيكون الرسول قد عصى الله سبحانه - حاشاه صلى الله عليه و سلم و حاشاها رضي الله عنها من افتراءاتكم - لأن الله قد وضع شرط " الإيمان " لصحة زواج الهبة للرسول ...
و أخيرا نختم بقولنا : أليست أفعال النبي صلى الله عليه و آله و سلم وحي يوحى ..؟؟ .. أم أن زيجاته اختيار شخصي من الرسول ؟؟
سواء كان الأول أو الثاني .. فنحن نجد في القرآن الكريم قول الله تعالى : (( و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )) ... البقرة : 221
فهنا يبين الله سبحانه و تعالى لنا أن الأمة المؤمنة خير و أفضل من المشركة و لو أعجبتنا المشركة ... و ينهانا أن ننكح المشركات حتى يؤمن ... فكيف قام الرسول بالزواج من مشركة ؟؟؟
و هل يستبدل الرسول الذي هو أدنى بالذي هو خير ...؟؟؟
و هل يأمر الله الناس بأمر و يأمر رسوله بأمر مخالف .. فيأمر رسوله بالزواج من مشركة و يأمرنا بالزواج من المؤمنة حتى و إن كانت أمة ... و في ذات الوقت يقول للرسول لا يتزوج إلا من مؤمنة ... ماهذا ؟؟
و ختاما .. نقول لمن يخوض في عرض النبي صلى الله عليه و آله و سلم صباح مساء أن يتقي الله فما يقوم به عظيم ، جد عظيم بل و عظيم جدا .. سيؤدي به إلى أن يخسر دنياه و آخرته .. فالله يقول : (( و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلك كان عند الله عظيما )) ... الأحزاب : 53 .. فيحرم على المسلم أن يتزوج من إحدى زوجات الرسول حتى و إن كان بحجة رعايتها و الاهتمام بها حبا للرسول في حفظ عرضه ، و أخبر الله بأن هذه جريمة ، مجرد النكاح بأحد زوجات الرسول - برغم أنه من الجميل إذا مات أخوك أو صديقك أن تتزوج أرملته و تصونها و تحفظها و هذا دليل محبة - و لكن هذا محرم في مقام النبي لجرم ذلك .. فما بالكم في أناس يطعنون في عرض النبي فتارة يقولون أن أحد زوجاته زانية و تارة كافرة و تارة منافقة .. كيف يقابل هؤلاء ربهم ؟؟؟ ... ألا يخافون الله سبحانه و تعالى ؟؟؟
الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل ، و الصلاة و السلام على المصطفى الحبيب الخليل ، و على آله و صحبه ومن تبعه جيلا بعد جيل ...
ثم أما بعد ،،
من الأمور التي تثير الدهشة و الاستغراب ، و الغضب لحبيب رب الأرباب ، هو تجرأ البعض على عرض النبي صلى الله عليه و آله و سلم ، و الطعن في زوجاته صباح مساء بدعاوى و حجج مختلفة ..
فنجد الشيعة لا يحسبون لربهم حسابا و لا لرسوله حسابا عندما يطعنون بأعلى المنابر في عرض النبي و يلعنون زوجته عائشة رضي الله عنها و يتهمونها بما يستحي المسلم من اتهامه لأصغر مسلمة ناهيكم عن اتهام أم المؤمنين ...!!!
و ما يثير استغرابي في هؤلاء ،، كيف لا يخافون ربهم أو حتى يخجلون من رسولهم .. و كيف يقابلونه يوم القيامة و هم كانوا دائمي الطعن في عرضه ...!!!!
و أنا في هذا الموضوع سأرد على أحد هذه الافتراءات على عائشة رضي الله عنها و هو اتهامها بالكفر أو النفاق و العياذ بالله ...
دائما عندما نحذركم من خطر ذلك ، يأتي جواب محفوظ منكم و هو : " ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط " ... و كأن هذه الآية تصريح للطعن بجميع زوجات الأنبياء .. فنطعن في زوجة موسى و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و نطعن في زوجتي إبراهيم و الدليل " ضرب الله مثلا " .. و نطعن في زوجات سليمان و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و نطعن في زوجة الرسول و الدليل " ضرب الله مثلا " ... و أقول " ويلكم لا تفتروا على الله الكذب فيسحتكم بعذاب " ...
أولا : من المعلوم أن التشريعات السابقة ليست كشريعة الإسلام ، أي أن هناك أمور كانت جائزة و مباحة في شريعة داود و سليمان و غير جائزة في شريعة موسى و غير جائزة في شريعة عيسى و جائزة في شريعة محمد و هكذا .. فلا يمكن أن نقيس الشرائع بالاحتجاج أنه جاز لقوم كذا فعل كذا ..
و أضرب مثلا للفائدة ..
في شريعة موسى عليه السلام ، لما أذنب بنو إسرائيل و أرادوا أن يتوبوا كان الأمر الإلهي لهم في طريقة التوبة هو أن يقتلوا أنفسهم ..قال تعالى : (( و إذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )) ... البقرة : 54
و هذه الآية لا يمكن القياس عليها ، فيقول أحدهم أنا أريد أن أتوب و سأفعل مثل ما فعل بنو إسرائيل ، فيخرج بالسيف أو المسدس فيقتل كل من يراه في طريقه حتى يقتله الناس ، بدعوى أن الله قال " اقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم " ....
هل هناك ضلال أكبر و أفحش من هذا ..؟؟
ألا يعلم هذا أن الله حرم القتل ..؟؟ ألم يقرأ قول الله تعالى : " و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما " ... النساء : 29
فما يقوم به أهل الأهواء من تضليل الناس بمعسول الكلام بحجة أنهم يحتجون بالقرآن ، إنما هم يدخلون في قول الله تعالى : " فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم و من أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " .. القصص : 50
نعود إلى موضوعنا ،، بعد بيان زيف احتجاج هؤلاء البشر
في شريعتنا السمحاء ، لا يحل للمسلم الزواج إلا من إحدى ثلاثة : إما مسلمة و ذلك الأفضل أو مسيحية أو يهودية لتقارب الدين و إمكانية أن تهتدي إلى الدين الحق .. أما المجوسية و البوذية و الملحدة و الشيوعية و غيرها من الأديان لا يحل للمسلم الزواج بها و إن كانت أعقل النساء أو أجملهن أو أغناهن ... فهذا حرااااام ..
السؤال : هل يجوز للرسول صلى الله عليه و آله و سلم الزواج من كافرة ؟؟!!!
المعلوم أن الشريعة تسري على الجميع بما فيهم الرسول ، لأنه هو المكلف بتطبيق الشرع .. فليس من المعقول أن يقول الرسول أمرا و هو يفعل غيره ، فلا يمكن لأتباعه أن يتبعوه و هو يقول لهم " لا تتزوجوا من كافرة " .. و هو يتزوج كافرات ...!!!
الأمور التي يستثنى فيها الرسول و يكون له تشريع خاص به ، لا بد من نزول آيات قرآنية بذلك ليعلم الجميع أن الله سبحانه و تعالى هو من صرح للرسول ذلك حصرا دون غيره من أتباعه .. و مثال ذلك : الجمع بين أكثر من أربع زوجات ...و صلاة التهجد تعتبر فريضة على الرسول بينما سنة لأتباعه ... عدم قبول الصدقات .. و بعض الأمور الخاصة بالرسول دون غيره و هي قليلة جدا ... أما الأصل في الشريعة ، وجوبها على الجميع .. فصلاة الفجر واجبة على الرسول كما هي واجبة علينا و هي ركعتين لنا و ركعتين له .. و لا يمكن أن يترك الرسول صلاة الفجر بحجة أنه رسول و سيدخل الجنة ، فهذا يعتبر عصيان ...
و نعود للسؤال : هل أباح الله لرسوله الزواج من كافرة ؟؟
و الجواب نجده في القرآن في أكثر من موضع ...
يقول الله تعالى : (( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم )) ... الأحزاب : 6
فجميع زوجات الرسول صلى الله عليه و آله وسلم أمهات للمؤمنين .. و يحرم على أي مسلم الزواج بهن أو ماشابه ذلك .. و يجب على المؤمن حبهن و تقديرهن كل الحب و التقدير ..
و لكن هل يعقل أن يجعل الله سبحانه و تعالى كافرة أما للمؤمنين ؟؟ .... الجواب : مستحيل ..
و عليه فكل زوجات النبي صلى الله عليه و آله و سلم هن أمهات للمؤمنين بلا استثناء .. فهل المؤمنون أبناء كافرات ؟؟ .. و هل علي بن أبي طالب - كونه من المؤمنين - ابن كافرة لأن أم المؤمنين عائشة كافرة - حسب زعمكم - ؟؟!!!!
فإما أن تقولوا أن علي ليس مؤمن و بالتالي عائشة ليست أمه ... أو أن عائشة لم تكن زوجة للرسول و بالتالي ليست أمه .. أو أن عائشة كافرة و علي مؤمن و بالتالي علي ابن كافرة .. أو تقولوا أن عائشة مؤمنة و علي مؤمن و حينها يكون علي ليس ابن كافرة ...!!!
و أيضا نجد في القرآن الكريم قول الله تعالى : (( و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين )) ... الأحزاب : 50
فهذه أحد خصائص النبي صلى الله عليه و سلم و هو زواج الهبة .. حيث يحل للرسول أن يتزوج من أية امراة تهب نفسها له بما يسمى " زواج الهبة " .. و لكن بشرط لاتنازل عنه . وهو : أن تكون هذه المرأة مؤمنة ... مؤمنة ... مؤمنة
فلو قامت امرأة وثنية جميلة أو غنية و عرضت نفسها على النبي و وهبت نفسها للنبي أن يتزوجها ، ما حل للرسول أن يتزوج بها .. لأن الله قال " و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها " ... و لم يقل " و امرأة وهبت نفسها " .. فليس كل من هبّ و دبّ من النساء تصلح لأن تكون شريكة فراش أطهر البشر ، أو يأكل الرسول من طبخ يدها أو يختلط دمه الشريف بدمها .. فهذا تشريف كبير لا يكون لأي فتاة لمجرد كونها جميلة أو ذات حسب أو ذات نسب ...
بل حتى الكتابية ( المسيحية او اليهودية ) إن وهبت نفسها للنبي و عرضت عليه أن تتزوجه هبة دون مقابل فيحرم على الرسول القبول لأنها ليست مؤمنة ..
فلو افترضنا أن عائشة هي من رمت نفسها للرسول و أغرته بجمالها أو مالها أو ماشابه ذلك و تزوجها النبي اعجابا بجمالها .. فيكون الرسول قد عصى الله سبحانه - حاشاه صلى الله عليه و سلم و حاشاها رضي الله عنها من افتراءاتكم - لأن الله قد وضع شرط " الإيمان " لصحة زواج الهبة للرسول ...
و أخيرا نختم بقولنا : أليست أفعال النبي صلى الله عليه و آله و سلم وحي يوحى ..؟؟ .. أم أن زيجاته اختيار شخصي من الرسول ؟؟
سواء كان الأول أو الثاني .. فنحن نجد في القرآن الكريم قول الله تعالى : (( و لا تنكحوا المشركات حتى يؤمن و لأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم )) ... البقرة : 221
فهنا يبين الله سبحانه و تعالى لنا أن الأمة المؤمنة خير و أفضل من المشركة و لو أعجبتنا المشركة ... و ينهانا أن ننكح المشركات حتى يؤمن ... فكيف قام الرسول بالزواج من مشركة ؟؟؟
و هل يستبدل الرسول الذي هو أدنى بالذي هو خير ...؟؟؟
و هل يأمر الله الناس بأمر و يأمر رسوله بأمر مخالف .. فيأمر رسوله بالزواج من مشركة و يأمرنا بالزواج من المؤمنة حتى و إن كانت أمة ... و في ذات الوقت يقول للرسول لا يتزوج إلا من مؤمنة ... ماهذا ؟؟
و ختاما .. نقول لمن يخوض في عرض النبي صلى الله عليه و آله و سلم صباح مساء أن يتقي الله فما يقوم به عظيم ، جد عظيم بل و عظيم جدا .. سيؤدي به إلى أن يخسر دنياه و آخرته .. فالله يقول : (( و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله و لا تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلك كان عند الله عظيما )) ... الأحزاب : 53 .. فيحرم على المسلم أن يتزوج من إحدى زوجات الرسول حتى و إن كان بحجة رعايتها و الاهتمام بها حبا للرسول في حفظ عرضه ، و أخبر الله بأن هذه جريمة ، مجرد النكاح بأحد زوجات الرسول - برغم أنه من الجميل إذا مات أخوك أو صديقك أن تتزوج أرملته و تصونها و تحفظها و هذا دليل محبة - و لكن هذا محرم في مقام النبي لجرم ذلك .. فما بالكم في أناس يطعنون في عرض النبي فتارة يقولون أن أحد زوجاته زانية و تارة كافرة و تارة منافقة .. كيف يقابل هؤلاء ربهم ؟؟؟ ... ألا يخافون الله سبحانه و تعالى ؟؟؟
تعليق