تمجيد شيخ الصوفية الأكبر ابن عربي لأعداء أهل البيت عليهم السلام
1-( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ) * [ الأنعام ، الآية : 122 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم في أبي بكر رضي الله عنه : ' من أراد أن ينظر ميتا يمشي على وجه الأرض فلينظر أبا بكر ' ،أي : ميتا عن نفسه يمشي بالله . (تفسير ابن عربي - ج 1 )
2- الشيء يألف شكله قال تعالى " لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة " فالعارف يألف الحال ويأنس به نودي عليه السلام في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر فأنس بصوت أبي بكر خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من طينة واحدة فسبق محمد صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فكان كلامهما كلامه سبحانه (الفتوحات المكية ج1 ص 58)
3- "ووجدنا بسم ذا نقطة والرحمن كذلك والرحيم ذا نقطتين واللّه مصمت فلم توجد في اللّه لما كان الذات ووجدت فيما بقى لكونهم محل الصفات فاتحدت في بسم آدم لكونه فردا غير مرسل واتحدت في الرحمن لانه آدم وهو المستوى على عرش الكائنات المركبات وبقى الكلام على نقطتى الرحيم مع ظهور الالف فالياء الليالى العشر والنقطتان الشفع والالف الوتر والاسم بكليته والفجر ومعناه الباطن الجبروتى والليل اذا يسرى وهو الغيب الملكوتى وترتيب النقطتين الواحدة مما تلى الميم والثانية مما تلى الالف والميم وجود العالم الذي بعث اليهم والنقطة التى تليه أبو بكر رضى اللّه عنه والنقطة التى تلى الالف محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وقد تقببت الياء عليهما كالغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان اللّه معنا فانه واقف مع صدقه ومحمد عليه السلام واقف مع الحق في الحال الذي هو عليه في ذلك الوقت فهو الحكيم كفعله يوم بدر في الدعاء والالحاح وأبو بكر عن ذلك صاح فان الحكيم يوفى المواطن حقها ولما لم يصح اجتماع صادقين معا لذلك لم يقم أبو بكر في حال النبى صلَّى الله عليه وسلَّم مع صدقه به فلو فقد النبى صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك الموطن وحضره أبو بكر لقام في ذلك المقام الذي أقيم فيه رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم لانه ليس ثم أعلى منه يحجبه عن ذلك فهو صادق ذلك الوقت وحكيمه وما سواه تحت حكمه فلما نظرت نقطة أبى بكر الى الطالبين أسف عليه فاظهر الشدة وغلب الصدق وقال لا تحزن لاثر ذلك الاسف ان اللّه معنا كما أخبرتنا وان جعل منازع أن محمدا هو القائل لم نبال لما كان مقامه صلَّى الله عليه وسلَّم الجمع والتفرقة معا وعلم من أبى بكر الاسف ونظر الى الالف فتأيد وعلم ان أمره مستمرّ الى يوم القيامة قال لا تحزن ان اللّه معنا وهذا أشرف مقام ينتهى اليه تقدم اللّه عليك ما رأيت شيأ الا رأيت اللّه قبله شهود بكرى وراثة محمدية وخاطب الناس بمن عرف نفسه عرف ربه وهو قوله عليه السلام يخبر عن ربه تعالى كلا ان معى ربى سيهدين والمقالة عندنا انما كانت لابى بكر رضى اللّه عنه ويؤيدنا قول النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا " (الفتوحات المكية الجزء الاول الصفحة 110)
4- والصلاة على سرّ العالم ونكتته ومطلب العالم وبغيته السيد الصادق المدلج الى ربه الطارق المخترق به السبع الطرائق ليريه من أسرى به ما أودع من الآيات والحقائق فيما أبدع من الخلائق الذي شاهدته عند انشائى هذه الخطبة في عالم حقائق المثال في حضرة الجلال مكاشفة قلبية في حضرة غيبية ولما شهدته صلَّى الله عليه وسلَّم في ذلك العالم سيدا معصوم المقاصد محفوظ المشاهد منصورا مؤيدا وجميع الرسل بين يديه مصطفون وأمته التى هى خير أمة عليه ملتفون وملائكة التسخير من حول عرش مقامه حافون والملائكة المولدة من الاعمال بين يديه صافون والصدّيق على يمينه الانفس والفاروق على يساره الاقدس والختم بين يديه قد جثى يخبره بحديث الانثى وعلى صلى اللّه عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه وذو النورين مشتمل برداء حيائه مقبل على شانه (الفتوحات المكية ـ ج1 ص2 ـ خطبة الكتاب)
5- الباب الحادى والستون ومائة في المقام الذي بين الصدّيقية والنبوّة وهو مقام القربة جماعة من رجال اللّه أنكره وليس من شأنهم انكار ما جهلوا هو المقام الذي قامت شواهده في الحرق والقتل والباقى الذي فعلوا لو انهم دبروا القرآن لاح لهم وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا وما تخصص عنهم في مقامهم الا الذين عن الرحمن قد عقلوا ومنه أيضا أبو بكر وميزته بالسرّ لو نظروا في حكمنا كملوا فليس بين أبى بكر وصاحبه اذا نظرت الى ما قلته رجل هذا الصحيح الذي دلت دلائله في الكشف عند رجال اللّه اذ عملوا القربة نعت الهى وهو مقام مجهول أنكرت آثاره الخاصة من الرسل عليهم السلام مع الافتقار اليه منهم وشهادة الحق لصاحبه بالعدالة والاختصاص (الفتوحات المكية الجزء الثانى ص260)
6- فعلم ان للّه عبادا عندهم من العلم ما ليس عنده ولم يكن الا علم كون من الاكوان من علوم الكشف وهو من أحوال المريدين أصحاب السلوك فكيف لو كان من العلوم المتعلقة بالجناب الالهىّ اما من العلم المحكم أو المتشابه ومن هذا المقام حصل لابى بكر الصديق السرّ الذي وقر في نفسه وظهرت قوة ذلك السرّ مع وقته وقول عائشة لرسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم ......مرضه حين أمر أن يصلى بالناس انه رجل أسيف ورسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم يعرف منه بالسرّ الذي حصل عنده ما لا تعرفه الجماعة فما بقى أحد يوم مات رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم الا ذهل في ذلك اليوم وخولط في عقله وتكلم بما ليس الامر عليه الا أبو بكر الصديق فما طرأ عليه من ذلك أمر بل رقى المنبر وخطب الناس وذكر موت النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال من كان منكم يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد اللّه فان اللّه حىّ لا يموت ثم تلا انك ميت وانهم ميتون وما محمد الا رسول الآية فسكن جاش الناس حتى قال عمر واللّه ما كأنى سمعت بهذه الآية الا في ذلك اليوم وهذا قوله صلَّى الله عليه وسلَّم اذا وجب يعنى الموت فلا تبكين باكية وأما قبل وقوع الموت فالبكاء محمود وكذا فعل أبو بكر لما قام رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم فقال ما تقولون في رجل خير فاختار لقاء اللّه فبكى أبو بكر وحده دون الجماعة وعلم أن رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم قد نعى لاصحابه نفسه فانكر الصحابة على أبى بكر بكاءه وهو كان أعلم فلما مات صلَّى الله عليه وسلَّم بكى الناس وضجوا الا أبا بكر امتثالا لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم اذا وجب فلا تبكين باكية هذا كله من السرّ الذي أعطاه هذا المقام فالذى ينبغى أن يقال ليس بين محمد وأبى بكر رجل لا انه ليس بين الصديقية والنبوّة مقام فان الصديق تابع بطريق الايمان فما أنكره متبوعه أنكر وما قرره متبوعه قرّر هذا حظ الصديق من كونه صديقا ومن كون مقام آخر لا يحكم عليه حال الصديقية فاعلم ذلك (الفتوحات المكية الجزء الثانى ص262)
7- فالمحب يقول مع الفراق ان النوم عليه حرام فكيف مع الشهود والمجالسة قال بعضهم في سهر الفراق النوم بعدكم علىّ حرام من فارق الاحباب كيف ينام فالنوم مع المشاهدة أبعد وأبعد منصة ومجلى نعت المحب بانه كامن الغم أى غمه مستور لا ظهور له فسبب ذلك قوله تعالى وما قدروا اللّه حق قدره ثم يرى في شهوده أنه لا تتحرك ذرة الا باذنه اذ هو محرّكها بما تتحرّك فيه ويرى في شهوده ما يقابل الكون به خالقه من سوء الادب وما لا ينبغى أن يوصف به مما مدلوله العدم فيريد أن يتكلم ويبدى ما في نفسه من الغيرة التى تقتضيها المحبة ثم يرى ان ذلك باذنه لانه ممن يرى اللّه قبل الاشياء مقام ابى بكر فيسكن ولا يتمكن له أن يظهر غمه لان الحب حكم عليه بان ذلك الذي يعامل به المحبوب لا يليق به ويرى انه سلط خلقه عليه بما أنطقهم به وما عذرهم وأرسل الحجاب دونهم فكمن غم هذا المحب في الدنيا فانه في الآخرة لا غم له (الفتوحات المكية الجزء الثانى ص351)
8- فلا تظن ان سؤال موسى رؤية ربه انه فاقد للرؤية التى كانت حالة أبى بكر الصديق رضى اللّه عنه في قوله ما رأيت شيأ الا رأيت اللّه قبله هذه الرؤية ما هى الرؤية التى طلبها موسى من ربه فانها رؤية حاصلة له لعلوّ مرتبته فان ذوق الصادق ما هو ذوق الصديق فالرؤية ثابتة بلاشك ذوقا ونقلا لا عقلا (الفتوحات المكية الجزء الثالث ص116)
9- فالجسم المشهود والحكم للروح فالظاهر الحق والحكم للروح وهو استعداد العالم الذي أظهر الاختلاف في الحق الظاهر فهذا معنى قوله وادخلى جنتى وأضافه الى نفسه فالرب والمربوب مرتبطان ثنى الوجود به وليس بثان ما ان رأيت ولا سمعت بمثله الا الذي قالوه في العمران والقمران يريدون أبا بكر وعمر والشمس والقمر واللّه خلقكم وما تعملون فاثبت بالضمير ونفى بالفعل الذي هو خلق كما انتفى أبو بكر فلم يظهر له اسم في العمران وأثبته ضمير التثنية وهو قولهم العمران فسبحان من أخفى عنه حكمته فيه فظهر في الوجود(الفتوحات المكية الجزء الثانى ص396)
10- ومحمد صلَّى الله عليه وسلَّم اسمه عبد الجامع وما من قطب الا وله اسم يخصه زائد على الاسم العام الذي له الذي هو عبد اللّه سواء كان القطب نبيا في زمان النبوّة المقطوع بها أو وليا في زمان شريعة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وكذلك الامامان لكل واحد منهما اسم يخصه ينادى به كل امام في وقته هناك فالامام الايسر عبد الملك والامام الايمن عبد ربه وهما للقطب الوزيران فكان أبو بكر رضى اللّه عنه عبد الملك وكان عمر رضى اللّه عنه عبدربه في زمان رسول اللّه صلَّى الله عليه وسلَّم الى أن مات صلَّى الله عليه وسلَّم فسمى أبو بكر عبد اللّه وسمى عمر عبد الملك وسمى الامام الذي ورث مقام عمر عبد ربه (الفتوحات المكية الجزء الثانى ص571)
11- ولهذا تقدّم في حروف شهادة التوحيد في لفظة لا اله الا اللّه فنفى بحرف الالفة ألوهة كل اله أثبته الجاهل المشرك لغير اللّه فنفى ذلك بحرف يتضمن العبد والرب فانه يتضمن مدلول اللام والالف كما قال عليه السلام آمنت بهذا أنا وأبو بكر وعمر فشركهما معه بنفسه في الايمان ولم يكونا حاضرين أو كانا فناب عنهما (الفتوحات المكية الجزء الثانى ص603)
-------------------------------------------------------
عن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّمَا يَعْبُدُ اللَّهَ مَنْ يَعْرِفُ اللَّهَ فَأَمَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ اللَّهَ فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هَكَذَا ضَلَالًا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَمَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ قَالَ تَصْدِيقُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَصْدِيقُ رَسُولِهِ ص وَ مُوَالَاةُ عَلِيٍّ ع وَ الِائْتِمَامُ بِهِ وَ بِأَئِمَّةِ الْهُدَى ع وَ الْبَرَاءَةُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ هَكَذَا يُعْرَفُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ (الكافي الشريف)
تعليق