إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أوفى كؤوس العرفان و أدومها سكراً

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    أخي الكريم محطم الأصنام، وفقكم الله تعالى لكل خير.

    اعذرني على عدم استطاعة ايفاء حق الرد والنقاش على ما تفضلت به متشكراً، لكني سأنقل لائحة عن بعض الأسماء التي ترى تشيع الشيخ الأكبر قدس سره، إضافة إلى أسماء أخرى تمدحه وتعظمه (وهذه الأسماء ليست للحصر)ز

    هذه لائحة بعض الأعلام الذين يصرحون بتشيعه:

    1) أحمد بن فهد الحلي.
    2) السيد محمد نور بخش.
    3) العلامة جلال الدين الدواني.
    4) القاضي نور الله التستري.
    5) الشيخ بهاء الدين العاملي.
    6) محمد تقي المجلسي الأول.
    7) الشيخ عبدالكريم الهندي.
    8) يوسف الحسني الصنعاني.
    9) الفيلسوف صدر المتألهين الشيرازي قدس سره.
    10) القاضي سعيد القمي.
    11) المرزا محمد الأخباري.
    12) الفيلسوف المتأله أبو الحسن جلوه.
    13) السيد محمد صالح الخلخالي.
    14) الشيخ محمد علي الشاه آبادي.
    15) العارف السيد علي القاضي قدس سره.
    16) المحقق آغا بزرك الطهراني.
    17) محمد حسين الأعلمي اليزدي.
    18) السيد أبو الحسين القزويني.
    19) العلامة السيد الطهراني.
    20) السيد علي تقي الأمين الطهراني.
    21) الفيلسوف المتأله آية الله الشيخ حسن زاده آملي دام ظله.
    22) السيد حسين نصر.
    23) الدكتور كامل مصطفى الشبيبي.
    25) نائب الصدر الشيرازي.
    26) آية الله العظمى الشيخ جوادي آملي دام ظله.
    27) الفيلسوف المتأله السيد جلال الدين الآشتياني دام ظله.

    ---

    وهذه لائحة من يمدح الشيخ الأكبر قدس سره:

    1) الشيخ عبدالرزاق القاساني.
    2) ركن الدين (باباكنا).
    3) السيد حيدر الآملي قدس سره.
    4) السيد علي الهمداني.
    5) صائن الدين ابن تركه الإصبهاني.
    6) تاج الدين الحسين الخوارزمي.
    7) السيد محمد نور بخش القائيني.
    8) العارف الكامل السيد نعمت الله الولي.
    9) المولى عبدالقاي الصوفي التبريزي.
    10) قطب الدين الإشكوري.
    11) صدر المتأهلين الشيرازي قدس سره.
    12) الآغا علي المدرس الطهراني.
    13) آية الله السيد صدر الدين الصدر.
    14) الشيخ محمد حسين الفاضل التوني.
    15) العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رضوان الله عليه.
    16) آية الله الشيخ الشهيد مرتضى مطهري رحمه الله.
    17) إمام الأمة المقدس الإمام الخميني الراحل قدس الله روحه الطاهرة.


    والله الموفق.

    تعليق


    • #92
      يقول امير المؤمنين عليه السلام:
      لا يعرف الحق بالرجال اعرف الحق تعرف اهله.


      فلائحة الاسماء التي ليست كلها صحيحة و التي عرضها "يا زهراء مدد" لا تغير من حقيقة ابن العربي شيئا !

      نقلوا عن محيي الدين بن عربي عبارة، ذكروا أنها تدل على تشيعه، وصحة عقيدته، من عدة وجوه، وهذه العبارة هي التالية:
      «إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله، من ولد فاطمة عليها السلام، يواطئ اسمه اسم رسول الله، جده الحسين بن علي عليه السلام، يبايع بين الركن والمقام. يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله في الخلق ـ بفتح الخاء ـ وينزل عنه في الخلق ـ بضم الخاء.أسعد الناس به أهل الكوفة، يعيش خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً. يضع الجزية، ويدعو إلى الله بالسيف، ويرفع المذاهب عن الأرض، فلا يبقى إلا الدين الخالص.
      أعداؤه مُقلِّدة العلماء، أهل الاجتهاد، ولِما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم، فيدخلون كرهاً تحت حكمه، خوفاً من سيفه.
      يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم. يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهودٍ وكشفٍ بتعريفٍ إلهي.
      له رجال إلهيون، يقيمون دعوته وينصرونه. ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله. ولكن الله يُظهره بالسيف والكرم، فيطمعون، ويخافون، ويقبلون حكمه من غير إيمان، ويضمرون خلافه، ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهب أئمتهم أنه على ضلالٍ في ذلك.
      لأنهم يعتقدون أن أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع، وما بقي مجتهد في العالم، وأن الله لا يُوجد بعد أئمتهم أحداً له درجة الاجتهاد.
      وأما من يدعي التعريف الإلهي بالأحكام الشرعية، فهو عندهم مجنون فاسد الخيال» (الروح المجرد ص319 ط سنة 1423 هـ عن كتاب «الأربعين» للشيخ البهائي ص312 و313 خاتمة الحديث رقم 36 عن الفتوحات لابن عربي، في الباب 366 ومجالس المؤمنين للقاضي نور الله التستري ج2 ص281 ط حجرية وقد ذكر الطهراني في الروح المجرد ص221: أن الظاهر هو أن الشيخ البهائي قد التقط فقرات هذه العبارة من كتاب الفتوحات المكية ج3 ص327 و336 ط دار الكتب العربية الكبرى مصر.) !
      حيث استدلوا على صحة عقيدته بالفقرات التالية:
      أولاً: استدلوا بقوله: «إن لله خليفة يخرج.. الخ»، إذ إن أهل السنة مع اعتقادهم بظهور المهدي الموعود، إلا أنهم يقولون: إنه سيولد. أما الاعتقاد بحياة ووجود الإمام المهدي فهو من مختصات الإمامية من الشيعة.
      ثانياً: استدلوا بقوله: «وأسعد الناس به أهل الكوفة»، حيث إن هذه العقيدة من مختصات الشيعة الإمامية أيضاً، فإنهم يقولون: إنه عليه السلام يخرج من مكة، ثم يقدم الكوفة، ويرسل الجيوش منها إلى سائر البلاد.
      ثالثاً: قالوا: إن التشنيعات الواردة في هذه الفقرة على مقلدة المجتهدين، تدل على أنه يشنع على أهل السنة، لأنهم هم الذين يقولون: إن الاجتهاد وزمانه قد انقطع..

      إن جميع ما ذكروه لا يصلح للإستدلال به على صحة عقيدة ابن عربي، وذلك لما يلي:
      أولاً: إن هناك جماعات من أهل السنة قد ألفوا كتباً في أحوال الأئمة الاثني عشر، مثل ابن الصباغ المالكي، والشبلنجي الشافعي، والشبراوي الشافعي، والفضل بن رزوبهان، وابن حجر الهيتمي، والقندوزي الحنفي.. وغيرهم كثير، فهل يمكن عد هؤلاء من الشيعة أيضاً؟!
      ثانياً: إنه لم يصرح بأن هذا الخليفة لله (وهو المهدي)، الذي يتحدث عنه: على قيد الحياة أو لا، بل ذكر أن لله خليفة، ولم يزد على ذلك..
      فلماذا يتبرع المستدل بإضافة أنه «على قيد الحياة»..
      ثالثاً: ما معنى قوله: يعيش خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً..
      فهل يقصد: أن هذا هو تمام عمره الشريف؟ أم يقصد أنه يعيش بصفته حاكماً هذا المقدار من السنين؟ ولكن العبارة خانته، ولم يصلحها.. فإذا كان يقصد الشق الثاني، وأن العبارة قد خانته، فنقول:
      لماذا لم يصلحها له كشفه، خصوصاً وأنه يدعي ـ كما سيأتي ـ أنه قد كتب الفتوحات منقاداً فيه إلى الجبر الإلهي، وكانت مضامينه تملى على سبيل الإلهام، فيلقي إليه ما يشاء، ويمسك ما يشاء. كما سنشير إليه في فصل: مادح نفسه..
      فكيف يخطئ هذا الإلهام الإلهي؟ ولماذا لم يلتفت هو إلى هذا الخطأ، فيراجع فيه ربه ليأذن له بإصلاحه؟ أو يصلحه هو بنفسه؟ أو يعتذر عن إصلاحه بعدم الإذن له فيه؟!
      رابعاً: إن ذهاب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى الكوفة بعد ظهوره، وإرسال جيوشه إلى سائر البلاد، ليس من اعتقادات الشيعة، وإنما هو مجرد رواية وردت في كتبهم، كسائر الروايات.
      كما أنها قد وردت في كتب أهل السنة أيضاً.. (راجع الطبقات الكبرى لابن سعد ج6 ص10 وينابيع المودة ج3 ص173 و214 = = و300 و399 و394.)!
      فلماذا لا ينسبه إليهم من أجل ذلك؟!!. أو فليحكم بتشيع جميع أهل السنة، لأنهم قد رووا هذه الرواية في كتبهم!!..
      خامساً: بالنسبة لمهاجمته للقائلين بانقطاع الاجتهاد، نقول:
      أ ـ إن ذلك لا يدل على تشيعه، حتى لو تفرد هو بهذا النقد لهم.. لأن فتح باب الاجتهاد وسدِّه، لا ينافي شيئاً من عقائد الشيعة، فلا يدل مثلاً على أحقية من غصب الخلافة..
      ب ـ إنه ليس هو الوحيد من علماء أهل السنة الذي أعلن بنقد هذا الموضوع، ورفضه جملة وتفصيلاً..
      فقد ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه الله: أن هناك من كان يدعو إلى فتح باب الاجتهاد، ويعترض على سده منذ القرون التي أعلن فيها انسداد بابه حتى يومنا هذا، أمثال:
      أبي الفتح الشهرستاني المتوفى سنة 548 هـ.
      وأبي إسحاق الشاطبي المتوفى سنة 790 هـ.
      والسيوطي المتوفى سنة 911 هـ.
      وقد ألف السيوطي رسالة سماها: «الرد على من أخلد إلى الأرض، وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض» وقدم لهذا الرسالة بقوله:
      «إن الناس قد غلب عليهم الجهل، وعمهم، وأعماهم حب العناد، وأصمهم. فاستعظموا دعوى الاجتهاد، وعدوه منكراً بين العباد. ولم يشعر هؤلاء الجهلة: أن الاجتهاد فرض من فروض الكفايات في كل عصر، وواجب على أهل كل زمان، أن يقوم به طائفة في كل قطر» (وقد طبع هذا الكتاب مؤخراً في مصر نشر مكتبة الثقافة الدينية.)!

      وقال الشوكاني: «ومن حصر فضل الله على بعض خلقه، وقصر فهم هذه الشريعة على من تقدم عصره، فقد تجرأ على الله عز وجل، ثم على شريعته الموضوعة لكل عباده، ثم على عباده الذين تعبدهم الله بالكتاب والسنة».
      هذا بالإضافة إلى غير هؤلاء من العلماء الكبار، الذين كانوا يدعون إلى فتح باب الاجتهاد، ويقفون أمام غلقه.
      وقد استمر هذا الصمود أمام غلق باب الاجتهاد إلى القرون المتأخرة، حيث اعترض على هذا الاغلاق أيضاً أمثال:
      جمال الدين الأفغاني.
      والشيخ محمد عبده.
      ومحمد رشيد رضا
      والسيد سابق
      وغيرهم..

      سادساً: بالنسبة لما ذكره عن خليفة الله نقول: إنه حتى لو كان يقصد به الإمام المهدي عليه السلام، وأنه حي فعلاً، وأنه ابن الإمام العسكري عليه السلام..
      فإن ذلك لا يدل أيضاً على تشيعه، وذلك لأن الحديث القائل: إنه يكون بعد النبي صلى الله عليه وآله اثنا عشر خليفة، أو أميراً، أو إماماً، كلهم من قريش، قد أحرج أهل السنة بدرجة كبيرة، حيث إنه مروي في أصح الكتب والمسانيد، وعلى رأسها كتب الصحاح عندهم، مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، ومسند أحمد بن حنبل، وغير ذلك كثير، بل ذكر في ينابيع المودة: أنه مروي عن بضعة وعشرين صحابياً..
      وقد حير هذا الحديث علماء أهل السنة، وشرّقوا وغرّبوا في بيان المراد منه، فجاء أمثال ابن الصباغ المالكي، والشبلنجي الشافعي، والكنجي الشافعي، والقندوزي الحنفي، والشبرواي الشافعي، وابن روزبهان، والهيتمي و.. و.. وتكفلوا بحل الإشكال بطريقة تحفظ لهم تسننهم العميق، وعصبيتهم للخلفاء، وتدفع عنهم غائلة إلزام الشيعة لهم، فقالوا:
      نحن نقبل بتطبيق الحديث المذكور على الاثني عشر إماماً الذين يقول بهم الشيعة، والذين أولهم علي عليه السلام، وآخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه، ولكننا نفسر خلافتهم، وإمارتهم، وإمامتهم، بما يتناسب مع حفظ سائر الخصوصيات الاعتقادية لأهل السنة، خصوصاً بالنسبة لأبي بكر، وعمر، وعثمان، وغيرهم من الحاكمين.. فنقول:
      إن المراد بالخلافة هو الخلافة في التقوى، والصلاح، والكرامات، تماماً كما يعتقد أهل التصوف في أولياء الصوفية.. أو حتى أدنى من ذلك بمراتب..
      أما الإمامة بمعناها الصحيح الذي يقول به الشيعة الإمامية، تبعاً لأئمتهم الطاهرين، وكذلك الإمامة بمعنى الحاكمية، فهي لأبي بكر، وعمر، وعثمان، و..و.. بل إن لهؤلاء مقام العصمة، وأعظم مراتب الكرامة عند الله، حتى إنه سيأتي أن أبا بكر يكون على العرش على يمين الله، وغير ذلك..
      وماذا على أهل السنة لو قالوا لأنفسهم، إذا تم لهم ذلك: لا ضير علينا بعد اليوم، من تجويز كل فضيلة في حق أبي بكر، وعمر، وليتوسع الناس، وليترخصوا في هذا الأمر ما شاؤا، فقد حلت مشكلة ذلك الحديث المحرج، وقد أسكتنا الشيعة باعترافنا بصلاح أئمتهم، وباعطائهم درجة أولياء الصوفية، وتمكنا بذلك من حفظ كل خصوصياتنا الاعتقادية، وحفظ التسنن بمعناه الدقيق والعميق..
      وابن عربي كما يظهر من كلماته الكثيرة جداً هو من هذا الفريق العريق في التسنن، الذين هم في الحقيقة، الأصلب في التسنن والأصعب.. والأبعد عن إمكانية اقناعهم بالحق..
      إن نفس الباب الذي ذكر فيه ابن عربي تلك الفقرات، قد اشتمل على أمور تخالف عقيدة الشيعة، وأحاديثهم، مثل أن عيسى ينزل من السماء بالمنارة البيضاء بشرق دمشق، وأن المهدي هو الذي يصلي خلف عيسى..( راجع: الفتوحات المكية ج3 ص327 ط دار صادرأفست عن دار الكتب العربية الكبرى بمصر.) وغير ذلك..

      تعليق


      • #93
        إن أعظم وأهم ما يستدلون به على تشيع ابن عربي هو ما قاله حول آية التطهير، وما قاله بالنسبة لاعتبار سلمان المحمدي (الفارسي) من أهل البيت عليهم السلام.
        وحين نراجع كلماته هذه بالذات نجد أنه لم يكن بصدد إثبات العصمة لأهل البيت عليهم السلام، بقدر ما كان بصدد نفيها عنهم، وهو يمارس أعظم الكيد لإسقاط دلالة هذه الآية المباركة عن التأثير في تقوية عقيدة الشيعة، وذلك بتقديمه ادعاءين باطلين، يخالفان البداهة، ويضحكان حتى الثكلى. وهما:
        الأول: أن المقصود بأهل البيت ليس هو الأئمة الطاهرون، بل ما يعمُّ جعفراً وسلمان الفارسي، وجميع أولاد فاطمة إلى يوم القيامة.
        وهو أيضاً يسعى للتفريق بين أهل البيت وآل البيت، فيدعي: أن المراد بآل البيت هم جميع ذرية رسول الله إلى يوم القيامة، أو الصالحون من جميع الأمة.. أو.. أو.. مع حرص ظاهر على أن لا يتوهم أحد خلاف ذلك..
        الثاني: إن آية التطهير لا تعصم عن ارتكاب المعاصي، حتى السرقة والزنا، وشرب الخمر، فيستحق فاعلها العقاب في الدنيا، لكنها لا أثر لها في الآخرة بل تكون مفغورة كذنوب أهل بدر.. حيث نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وآله قوله للبدريين: إفعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم.
        ولكنه في المقابل، يدعي العصمة الحقيقية لأصغر ولي من أولياء الصوفية، ويدعيها لعمر بن الخطاب..
        بل هو يثبت لمناوئي أهل البيت أعظم مراتب الكرامة والطهارة..
        والنصوص التي نوردها في هذا الفصل توضح هذه الحقيقة. نحاول أن نذكرها من دون تعليق، فنقول:
        معاصي المعصوم مغفورة:

        قال: «اعلم: أن من عباد الله من يطلعهم الله على ما قدر عليهم من المعاصي، فيسارعون إليها من شدة حيائهم من الله، ليسارعوا بالتوبة، وتبقى خلف ظهورهم، ويستريحون من ظلمة شهودها. فإذا تابوا رأوها عادت حسنة، على قد ما تكون..
        ومثل هذا لا يقدح في منزلته عند الله. فإن وقوع ذلك من مثل هؤلاء، لم يكن انتهاكاً للحرمة الإلهية، ولكن بنفوذ القضاء والقدر فيهم. وهو قوله: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}([45]).. فسبقت المغفرة وقوع الذنب..
        فهذه الآية قد يكون لها في حق المعصوم وجه: وهو أن يُسْتَر عن الذنوب، فتطلبه الذنوب فلا تصل إليه، فلا يقع منه ذنب أصلاً، فإنه مستور عنه..
        أو يُستر عن العقوبة فلا تلحقه، فإن العقوبة ناظرة إلى محال الذنوب، فيستر الله من شاء من عباده، بمغفرته عن إيقاع العقوبة له، والمؤاخذة عليه.
        والأول أتم.
        فتقدمت المغفرة من قبل وقوع الذنب، فعلاً كان أو تركاً، فلا تقع منه إلا حسنة، يشهدها وحسنها.
        ومن عباد الله من لم يأت في نفس الأمر إلا ما أبيح له أن ياتيه، بالنظر إلى هذا الشخص على الخصوص.. وهذا هو الأقرب في أهل الله. فإنه قد ثبت في الشرع أن الله يقول للعبد، لحالة خاصة: «إفعل ما شئت، فقد غفرت لك» فهذا هو المباح، ومن أتي مباحاً لم يؤاخذه الله به، وإن كان في العموم في الظاهر معصية، فما هو عند الشرع في حق هذا الشخص، معصية.
        ومن هذا القبيل هي معاصي أهل البيت عند الله، قال عليه السلام في أهل بدر: «وما يدريكم! لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم، فقد غفرت لكم»..
        وفي الحديث الثابت: «أن عبداً أذنب فيقول: رب اغفر لي.
        فيقول الله: أذنب عبدي ذنباً، فعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب.
        ثم عاد فأذنب.
        إلى أن قال: في الرابعة، أو في الثالثة: إفعل ما شئت فقد غفرت لك».
        فأباح له جميع ما كان قد حجره عليه، حتى لا يفعل إلا ما أبيح له فعله، فلا يجري له عند الله لسان ذنب، وإن كنا لجهلنا بمن هذه صفته وهذا حكمه عند الله أن نعرفه، فلا يقدح ذلك في منزلته عند الله..
        فمن هذه حالته ما فعل إلا ما أبيح له فعله أو تركه.. فإن الحكم يترتب بجميع الأحوال.
        فحال أهل الكشف، على اختلاف أحوالهم، ما هو حال من ستر عنه حاله.
        فمن سوى بينهما فقد تعدى فيما حكم به.. ألا ترى «المضطر» ما حرمت الميتة عليه قط، متى وجد الإضطرار. وغير «المضطر» ما أحلت له الميتة قط؟ هذا ظاهر الشرع، فأحكام الشرائع مرتبة على الأحوال، ونحن، فيما جهلنا حاله، أن نحسن الظن به ما وجدنا لذلك سبيلاً..»([46])
        من هم آل البيت:

        وقال: «واعلم أن آل الرجل في لغة العرب هم خاصته الأقربون إليه. وخاصة الأنبياء، وآلهم، هم الصالحون، العلماء بالله، والمؤمنون»([47]).
        وقال: «ومعلوم: أن آل إبراهيم، من النبيين والرسل (هم) الذين كانوا بعده، مثل إسحاق، ويعقوب، ويوسف، ومن انتسل منهم، من الأنبياء والرسل بالشرائع الظاهرة، الدالة على أن لهم النبوة عند الله.
        أراد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أن يلحق أمته، وهم آله العلماء الصالحون، ومنهم بمرتبة النبوة عند الله، وإن لم يشرعوا.. ولكن أبقى لهم من شرعه ضرباً من التشريع».
        إلى أن قال:
        «.. فقطعنا أن في هذه الأمة من لحقت درجته درجة الأنبياء في النبوة عند الله، لا في التشريع..».
        إلى أن قال:
        «فأكرم الله رسوله صلى الله عليه [وآله] وسلم بأن جعل آله شهداء على أمم الأنبياء، كما جعل الأنبياء شهداء على أممهم.
        ثم إنه خص هذه الأمة ـ أعني علماءها ـ بأن شرع لهم الاجتهاد في الأحكام، وقرر حكم ما أداه إليه اجتهادهم، وتعبدهم به، وتعبد من قلدهم به، كما كان حكم الشرايع للأنبياء ومقلديهم.
        ولم يكن مثل هذا لأمة نبي، ما لم يكن نبي بوحي منزل.
        فجعل الله وحي علماء هذه الأمة في اجتهادهم، كما قال لنبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ}([48]).. فالمجتهد ما حكم إلا بما أراه الله في اجتهاده..
        فهذه نفحات من نفحات التشريع، ما هو عين التشريع..
        فلآل محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، وهم المؤمنون من أمته مرتبة النبوة عند الله، تظهر في الآخرة، وما لها حكم في الدنيا إلا هذا القدر من الاجتهاد المشروع لهم، فلم يجتهدوا في الدين والأحكام إلا بأمر مشروع من عند الله..
        فإن اتفق أن يكون أحد من أهل البيت بهذه المثابة، من العلم والاجتهاد، ولهم هذه المرتبة ـ كالحسن، والحسين، وجعفر، وغيرهم ـ فقد جمعوا بين الأهل والآل..
        فلا تتخيل أن آل محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، هم أهل بيته خاصة، ليس هذا عند العرب، وقد قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ}([49]) يريد خاصته»..([50]).
        عصمتهم.. لا تنافي إرتكابهم للكبائر:

        وحول عصمة أهل البيت عليهم السلام، وتطهيرهم بالآية، يقول:
        4 ـ «فدخل الشرفاء، أولاد فاطمة [عليهم السلام] كلهم، ومن هو من أهل البيت [عليهم السلام]، مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران، فهم المطهرون اختصاصاً من الله، وعناية بهم، لشرف محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، وعناية الله به.
        ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت [عليهم السلام] إلا في الدار الآخرة، فإنهم يحشرون مغفوراً لهم، وأما في الدنيا، فمن أتى منهم حداً أقيم عليه، كالتائب إذا بلغ أمره، وقد زنى، أو سرق، أو شرب، أقيم عليه الحد مع تحقق المغفرة، كما عزروا أمثاله، ولا يجوز ذمه.
        وينبغي لكل مسلم مؤمن بالله وبما أنزله أن يصدق الله تعالى عليهم السلام في قوله: {لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}([51]).. فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت [عليهم السلام]: أن الله قد عفا عنهم فيه، فلا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة بهم الخ..([52]).



        ([45]) الآية 2 من سورة الفتح.

        ([46])الفتوحات المكية ج9 ص228 -230 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

        ([47])الفتوحات المكية ج8 ص175 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

        ([48]) الآية 105 من سورة النساء.

        ([49]) الآية 46 من سورة غافر.

        ([50])الفتوحات المكية ج8 ص177 ـ 180 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

        ([51]) الآية 33 من سورة الأحزاب.

        ([52]) الفتوحات المكية ج3 ص230 و231 وراجع ص234 و235 و239 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

        تعليق


        • #94
          خلاصة لما تقدم:

          وقد ظهر من النصوص المتقدمة أمور كثيرة، نكتفي منها بذكر ما يلي:
          أولاً: إنه يقول: إن المراد بأهل البيت عليهم السلام هم جميع أبناء فاطمة إلى يوم القيامة، ثم هو يدخل فيهم جعفراً وسلمان الفارسي، مع أنهما ليسا من أبنائها، ثم هو يفرق بين كلمتي أهل وآل.. ويقول: إن المراد بآل البيت عليهم السلام هم المؤمنون من أمته صلى الله عليه وآله كلها، تارة..
          وأنهم العلماء والمخلصون تارة أخرى..
          وأن أهل بيته من كان موصوفاً بصفته، تارة ثالثة..([53]).
          ثانياً: إنه يدعي: أن عصمة أهل البيت لا تمنع من صدور الكذب، والسرقة، والزنا، وشرب الخمر، وغير ذلك من الكبائر منهم.. ويقرر أنه لا بد في هذه الصورة من إقامة الحدود عليهم، ومجازاتهم في الدنيا.. ولكنها تكون ذنوباً مغفورة لهم في الآخرة..
          ثالثاً: إنه كما يقول بعصمة الأئمة، فإنه يقول بعصمة الأولياء الذين يعتبرهم أنبياء أيضاً، وقد أشار إلى أنهم هم آل النبي..
          ولكنه يطلق الكلام في حق عمر بن الخطاب، فيقول بعصمته، ولا يورد احتمالات ارتكابه لأي ذنب، كبيراً كان أم صغيراً.. مع أنه قد كان لعمر موقف معروف من النبي صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفي فيه، حيث قال عنه: إنه يهجر، أو غلبه الوجع..([54]).
          وله موقف وسلوك معروف أيضاً، تجاه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، والاعتداء عليها بالضرب، ثم إسقاط جنينها، وغير ذلك.. وقد ماتت وهي مهاجرة له.. بالإضافة إلى مواقفه من الإمام علي عليه السلام، فإنه لم يشر إلى أي شيء من ذلك كله وسواه. مع أنه كالنار على المنار، وكالشمس في رابعة النهار..
          تجاهل أهل البيت عليهم السلام:

          إنه برغم ما يدعونه من تشيع ابن عربي لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، فإننا نقول:
          إن عد هذا الرجل ممن يتجاهل أهل البيت عليهم السلام في مؤلفاته أولى من عده من شيعتهم وأتباعهم، إذ لا مجال لمقايسة تعظيمه للمناوئين لأهل البيت عليهم السلام، الذي يصل إلى حد الغلو.. بما يذكره من كلمات متواضعة في حق أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم..
          ومراجعة كتبه مثل «فصوص الحكم» و «الفتوحات المكية» تكفي لبيان إهماله الظاهر لذكرهم عليهم السلام، بالقياس إلى من عداهم..
          بل هو قد ذكر أن أهل البيت بما فيهم علي، والحسن، والحسين، و.. عليهم السلام قد يرتكبون الزنا، والسرقة، وشرب الخمر، و.. و.. ولم يذكر أن ذلك ممكن في حق غيرهم من الخلفاء..
          لمجرد رفع العتب:

          وبديهي أن الإهمال التام لذكر علي والحسن والحسين والزهراء عليهم السلام، غير مستساغ عند جميع المسلمين، فإنهم على رأس من يرى جميع المسلمين أن الله قد أوجب مودتهم، ومحبتهم.. فقد كان لا بد له ولغيره من ذكر هؤلاء في المواقع المقتضية لذلك، للخروج من حالة الإحراج في أمر ألزم به القرآن، وصرحت به الأحاديث المتواترة..
          ولكن ابن عربي لم يهتم كثيراً لهذا الأمر، فأهمل ذكرهم.. إلى حد أنك لا تكاد تشعر بوجودهم، ولا بأي دور، أو مقام لهم صلوات الله عليهم فراجع موسوعته الأهم، وهي فتوحاته المكية، وفصوص الحكم، ورسائله، وغيرها، رغم أنك تجد إغراقاً، بل واستغراقاً في الثناء والتعظيم، لمن عداهم، وعاداهم.. وهو يبادر إلى تسطير الفضائل والكرامات والمقامات لمن خاصمهم وناواهم، بمناسبة وبدونها..
          أما ذكر باقي الأئمة، مثل الإمام العسكري، والهادي، والجواد، والرضا، والكاظم، و.. صلوات الله وسلامه عليهم، فذلك ـ لو حصل ـ فسيكون نادرة الدهر، وغريبة العمر..
          في سياق الانتقاص لأهل البيت عليهم السلام:

          وبعد أن عرفنا كيف أن ابن عربي قد حوَّل آية التطهير من فضيلة كبرى لأهل البيت عليهم السلام، إلى سبب ذم، ووسيلة انتقاص، فإننا نذكر ها هنا طائفة من كلامه الذي يرتبط بهم عليهم السلام. وقد ضمّنه بعض ما يمكن أن يدخل في دائرة الانتقاص لهم، والسعي لتصغير شأنهم، لكي يضاف إلى سائر النصوص التي تؤكد حقيقة أن هذا الرجل أبعد ما يكون عن التشيع، وعن رموزه، وأعلامه، فضلاً عن أن يلتزم بعقائده، أو بشرائعه وأحكامه..
          فنقول:
          انتقاص مبطن للسيدة الزهراء عليها السلام:

          قال ابن عربي: «ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: كمل من الرجال كثيرون، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية»..([55]).
          وقال: «كما قال في الكمال، فذكر أنه يكون أيضاً في النساء، وعيَّن منهن مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون..»([56]).
          8ـ وقال: «وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وآله، بالكمال لمريم وآسية..»([57]).
          فلو كان ابن عربي شيعياًَ لم يعتمد هنا على رواية البخاري، ومسلم، والترمذي، وابن ماجة، التي أريد منها الانتقاص من سيدة نساء العالمين بصورة مبطنة.. ثم يقرر على أساسها أن الكمال محصور بالسيدة مريم، وبآسية بنت مزاحم، ولا يشير بشيء، لا إلى السيدة خديجة، ولا إلى السيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام.
          مع أن روايات أهل البيت عليهم السلام تؤكد على حقيقة أن أفضل نساء أهل الجنة أربع، هن: مريم، وآسية، وخديجة، وفاطمة.. وتؤكد النصوص المتواترة على أن فاطمة سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين. أما مريم فهي سيدة نساء عالمها فقط..
          علي يحرش على فاطمة عليها السلام:

          ويقول: «قدم علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، فوجد فاطمة ممن حلَّ، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت. فأنكر ذلك عليها، فقالت: إني أمرت بهذا.
          قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم محرّشاً على فاطمة للذي صنعت، مستفتياً رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فيما ذكرت عنه: فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها..
          فقال: صَدَقَتْ، صَدَقَتْ.. الخ..»([58]).
          حديث الثقلين عند ابن عربي:

          10ـ ثم هو يروي حديث الثقلين بطريقة يتجاهل فيها أهل البيت عليهم السلام بالكلية، فهو يقول: إنه صلى الله عليه [وآله] وسلم خطب الناس بنمرة في عرفة، فكان مما قال:
          «.. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده، إن اعتصمتم به: كتاب الله. وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت الخ»..([59]).
          فأين هم أهل البيت عليهم السلام في حديث الثقلين يا ترى؟!..
          الإمام من غير أهل البيت عليهم السلام:

          وحين يتكلم عن الإمامة والإمام، يقرر أمرين:
          11ـ أحدهما:أن النبيصلى الله عليه وآله لم ينص على الخليفة من بعده([60]).
          ولا تنفع احتمالات إرادته الإمامة الصوفية، بعد تضافر القرائن في مختلف كتبه على تسننه، وعلى شدته في ذلك، وعلى سعيه لإسقاط مقام أهل البيت عليهم السلام، ونقض فضائلهم..
          والثاني: إنه يصرح بأن المطلوب في الإمام والحاكم هو اختيار من له أوصاف خاصة، وان الإختلاف يقع في تحديد الشخص، لا في أوصافه.
          12ـ فهو يقول: «.. ولذلك يقع الاختلاف في الإمام المعين، لا في الوصف المتبين، فقلَّ خليفة تجمع القلوب عليه، ولاسيما إن اختل ما بين يديه، فقد صحت المبايعة للخليفة، وفاز بالرتبة الشريفة».
          وقال: «ولما كان الحق تعالى الإمام الأعلى، والمتبع الأول، قال: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}([61]).. ولا ينال هذا المقام الأَجْسَم، بعد النبي المصطفى الأعظم، إلا ختم الأولياء الأطول الأكرم، وإن لم يكن من بيت النبي، فقد شاركه في النسب العلوي. فهو راجع إلى بيته الأعلى، لا إلى بيته الأدنى..»([62]).
          وقوله: «وإن لم يكن من بيت النبي»، يشير إلى أن الإمام لا يجب أن يكون منتسباً إلى النبي صلى الله عليه وآله، ومن أهل بيته عليهم السلام مباشرة، باستثناء الإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقد أهل السنة أنه من ذرية فاطمة عليها السلام..
          فتراه يمهد لتصحيح خلافة أبي بكر بقوله: «ولا ينال هذا المقام الأجسم بعد النبي..».
          إلى أن قال:
          «ولكن لم يكن من بيت النبي.. الخ..».
          وهو سيصرح بذلك في نفس الكتاب بعد صفحات يسيرة..([63]).
          لم يسأل الله معرفة إمام زمانه:

          13ـ وقال في الفتوحات: «إني لم أسأل الله أن يعرفني إمام زماني، ولو كنت سألته لعرفنيٍ».
          قال إسماعيل الخواجوئي والفيض الكاشاني:
          «فاعتبروا يا أولي الأبصار، فإنه لما استغنى عن هذه المعرفة، مع سماعه حديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، المشهور بين العلماء كافة، كيف خذله الله، وتركه نفسه، فاستهوته الشياطين»([64]).
          الجرأة على الإمام علي عليه السلام:

          14ـ ويقول: «رأيت في المعراج درجة علي أسفل من درجة أبي بكر، وعمر، وعثمان. ورأيت أبا بكر في العرش.
          فلما رجعت قلت لعلي: كيف كنت تدّعي في الدنيا: أنك أفضل من هؤلاء، وقد رأيت أنك أسفل درجة منهم؟!»([65]).
          مراعاة الحكام في قضية الإمام المهدي؟!:

          وقد تكلم في كتابه: «عنقا مغرب، في ختم الأولياء، وشمس المغرب» عن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف..
          ولكنه رغم أنه لم يخرج فيه عما يعتقده أهل السنة في هذا الأمر. فقد ادعى في أول كتابه: «أنه قد تردد في كتابة بعض موارده، مما كان يوضحه تارة، ويخفيه أخرى، ثم عاد وصمم على البوح بتلك الأسرار!! فهو يقول:
          15ـ «.. لكني خفت من نزعة العدو والشيطان، أن يُصَرَّح بي في حضرة السلطان، فيقول علي ما لا أنويه، وأحصل من أجله في بيت التشويه، فسترت الشة بالعززان (كذا)، صيانة لهذا الجسمان، ثم رأيت ما أودع الحق من هذه الأسرار لديه، وتوكلت في إبرازه عليه، فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين الخ..»([66]).
          ونقول:
          إننا بعد المراجعة وجدنا: أنه لم يذكر في هذا الكتاب ما يستحق أن يقال عنه: إنه من الأسرار، بل ذكر فيه ما يتوافق مع اعتقادات أهل السنة وحسب..
          فإذا كانت الأسرار التي يخفيها خوفاً من السلطان، هي هذه.. فذلك يدل على أنه إنما كان يخشى من أن يفهم الحكام من حديثه حول الإمام المهدي: أنه يرى عدم شرعية حكوماتهم.. وأن أولئك الحكام من أهل الظلم والجور، لا سيما وأنه يستند إلى الحديث القائل: عن الإمام المهدي عليه السلام أنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً([67])..
          مع أنه لم يكن يقصد ـ حسب تصريحه ـ التعريض بأي شيء من هذا القبيل..
          وهذا معناه:أن خوفه من السلطان ليس من أجل اتهامه بالتشيع أو نحوه.. إذ إن ما باح به في ذلك الكتاب، وفي جميع كتبه هو جوهر عقيدة أهل السنة، ومحض تقرير لمذاهبهم الفقهية، ولجميع توجهاتهم الإعتقادية، والثقافية وغيرها، فإذا خالفهم في شيء فإنما يخالفهم بما يدخل في دائرة الفكر الصوفي، لا في دائرة التشيع..

          ([53]) الفتوحات المكية ج13 ص45 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([54])الإيضاح ـ ص359، وتذكرة الخواص ـ ص62، وسر العالمين ـ ص21، وصحيح البخاري ـ ج3 ـ ص60 وج4 ـ ص5،133، وج1 ـ ص21،22 وج2 ـ ص115، والبداية والنهاية ـ ج5 ـ ص227،251، والبدء والتاريخ ـ ج5 ـ ص95، والملل والنحل ـ ج1 ـ ص22، والطبقات الكبرى ـ ج2 ـ ص244، وتاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ـ ص192،193، والكامل في التاريخ ـ ج2 ـ ص320، وأنساب الأشراف ـ ج1 ـ ص562، وشرح النهج للمعتزلي ـ ج6 ـ ص51، وتاريخ الخميس ـ ج1 ـ ص164، وصحيح مسلم ـ ج5 ـ ص75، ومسند أحمد ـ ج1 ـ ص222، 336، 324،32،355،62 وج3 ـ ص346، والسيرة الحلبية ـ ج3 ـ ص344، ونهج الحق 273.
          وراجع: حق اليقين ـ ج1 ـ ص181،182، ودلائل الصدق ـ ج3 ـ قسم1 ـ ص63 ـ 70، والصراط المستقيم ـ ج3 ـ ص3 ـ 7، والمراجعات ـ ص353، والنص والاجتهاد = = ص149 ـ 163، وتاريخ الإسلام ـ ج2 ـ ص384 ـ 383، والمصنف للصنعاني ـ ج6 ـ ص57 وج10 ـ ص361، وج5 ـ ص438، وعمدة القارئ ـ ج14 –ص398، وج2 ـ ص170 ـ 171، وج25 ـ ص76، والبحارج22 ـ ص498 ـ 468 ـ 472، وج36 ـ ص277، والإرشاد للمفيد ـ ص107.
          وراجع الغيبة للنعماني ـ ص81 ـ 82، وفتح الباري ـ ج8 ـ ص101 ـ 100 ـ 102 ـ 186 ـ 187 ـ والعبر وديوان المتبدأ والخبر ـ ج2 ـ قسم2 ـ ص62 واشار إليه في التراتيب الإدارية ـ ج2 ـ ص241، وإثبات الهداة ـ ج1 ـ ص657، وكشف المحجة ـ ص64، وبهج الصباغة ـ ج4 ـ ص245 ـ 381، والطرائف ـ ص432 ـ 433، وقاموس الرجال ـ ج7 ـ ص189 وج6 ـ ص398 ومناقب آل أبي طالب ـ ج1 ـ ص235 ـ 236، وراجع: كنز العمال ـ ج7 ـ ص170.

          ([55]) الفتوحات المكية ج12 ص269 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([56]) الفتوحات المكية ج13 ص583 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([57]) الفتوحات المكية ج10 ص349 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([58]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص213 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([59]) راجع: الفتوحات المكية ج10 ص215 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

          ([60]) راجع: فصوص الحكم ص163.

          ([61]) الآية 10 من سورة الفتح.

          ([62]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص49.

          ([63]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص55.

          ([64])راجع: بشارة الشيعة «مطبوع مع خمسة كتب» للفيض الكاشاني ص150 وروضات الجنات ج2 ص195.

          ([65]) منهاج البراعة ج13 ص378 و379 نقلاً عن ابن عربي.

          ([66]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص9.

          ([67]) الفتوحات المكية ج3 ص327 ط دار الكتب العلمية الكبرى بمصر.

          تعليق


          • #95
            ابن عربي.. سني متعصب..

            فإن من يراجع حياة ابن عربي يجد: أن منهجه غريب عن منهج الشيعة والتشيع، وعن كل ما قرره أهل البيت عليهم السلام، وأن سمات التسنن العميق ظاهرة عليه في مختلف المجالات التي تصدى للحديث عنها..

            ونحن نورد في هذا الفصل «متفرقات» من هذه السمات، ونماذج من تلك المناهج، تؤكد هذه الحقيقة، فنقول:
            دعاء ختم صحيح البخاري:

            قال في الدعاء في الباب الأخير من «الفتوحات»:
            «اللهم اسمعنا خيراً، وأطلعنا خيراً! ورزقنا الله العافية، وأدامها لنا، وجمع الله قلوبنا على التقوى، ووفقنا لما يحب ويرضى! {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}([137])..
            ثم يقول:
            «.. هذا الدعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في المنام، يدعو به بعد فراغ القارئ عليه من كتاب «صحيح البخاري»، وذلك سنة تسع وتسعين وخمسمائة، بمكة، بين باب الحزَّورة وباب أجياد، يقرؤه الرجل الصالح محمد بن خالد الصدفي التلمساني، وهو الذي كان يقرأ علينا كتاب «الإحياء» لأبي حامد الغزالي»([138]).
            وضوء ابن عربي:

            ولسنا بحاجة إلى الإشارة إلى أن كل أحد يعرف الفرق بين وضوء أهل السنة، ووضوء الشيعة، وأن الشيعة لا يغسلون أرجلهم فيه، وإنما يمسحون ظاهرها من رؤوس الأصابع إلى الكعبين، كما أنهم لا يمسحون حول آذانهم..
            ولكن وضوء ابن عربي لا يشبه وضوء الشيعة، بل هو عين وضوء أهل السنة، فهو يغسل الرجلين، ويرى عدم الاكتفاء بمسح مقدم الرأس، بل يضيف إليه المسح حول الأذنين أيضاً، فراجع..([139]).
            لا يقول بالقياس، لكنه يجيز الحكم به:

            3 ـ وقال: «وأما القياس فمختلف في اتخاذه دليلاً وأصلاً، فإن له وجهاً في المعقول، ففي مواضع تظهر قوة الأخذ به على تركه، وفي مواضع لا يظهر ذلك.
            ومع هذا فما هو دليل مقطوع به، فأشبه أخبار الآحاد، فإن الاتفاق واقع على الأخذ به، مع كونه لا يفيد العلم. وهو أي العلم أصل من أصول إثبات الأحكام، فليكن القياس مثله، إذا كان جلياً لا يرتاب فيه.
            وعندنا، وإن لم أقل به في حقي، فإني أجيز الحكم به ممن أداه اجتهاده إلى إثباته، أخطأ في ذلك أم أصاب، فإن الشارع أثبت حكم المجتهد، وإن أخطأ، وأنه مأجور..
            فلولا أن المجتهد استند إلى دليل في إثبات القياس، من كتاب، أو سنَّة، وإجماع، أو من كل أصل منها، لما حل له أن يحكم به..
            بل ربما يكون في حكم النظر عند المنصف القياس الجلي أقوى في الدلالة على الحكم من خبر الواحد الصحيح..»([140]).
            إلى أن قال:
            «ونحن نقطع أنه لا بد فيها (أي في هذه المسألة الفرعية) من حكم إلهي مشروع، وقد انسد الطرق، فلجأنا إلى الأصل، وهو النظر العقلي، واتخذنا قواعد إثبات هذا الأصل، كتاباً وسنة، فنظرنا في ذلك، فأثبتنا القياس أصلاً من أصول أدلة الأحكام، بهذا القدر من النظر العقلي. حيث كان له حكم في الأصول، فقسنا مسكوتاً عنه على منطوق به لعلة معقولة، لا يبعد أن تكون مقصودة للشارع، تجمع بينهما في مواضع الضرورة، إذا لم نجد فيه نصاً معيناً. فهذا مذهبنا في هذه المسألة».
            ثم بدأ يتكلم حول تخطئة مثبت القياس، وأن هذه التخطئة خطأ لا يصح..([141]).
            فهو قد قال هذا، رغم أنه قد صرح بأنه لا يقول بالقياس، لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يأمر به؟!..([142]).
            فتجده يصعد، ويصوب، ويتذاكى، ويتذبذب، ويسعى للتوفيق بين رفضه للعمل بالقياس، وبين حفظ مقام القياس، ومقام القائلين به، وتأكيد حجية أحكامهم به، ومعذوريتهم فيها..
            4ـ ويقول معقباً على جمع النبي صلى الله عليه وآله بين المغرب والعشاء في المزدلفة، وبين الظهر والعشاء في عرفة:
            «.. فإن الله قد علم من عباده: أنهم بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يتخذون القياس أصلاً فيما لا يجدون فيه نصاً من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، فوفق رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى الجمع في هذا اليوم بتقديم صلاة العصر، وتأخير صلاة المغرب، ليقيس مثبتوا القياس التأخير لهذا التأخير، والتقديم لهذا التقديم..
            وقد قرر الشارع حكم المجتهد أنه حكم مشروع، فإثبات المجتهد القياس أصلاً في الشرع، بما أعطاه دليله، ونظره واجتهاده، حكم شرعي، لا ينبغي أن يرد عليه من ليس القياس من مذهبه.
            وإن كان لا يقول به، فإن الشارع قد قرره حكماً في حق من أعطاه اجتهاده ذلك.
            فمن تعرض للرد عليه، فقد تعرض للرد على حكم أثبته الشارع.
            وكذلك صاحب القياس، إن رد على حكم الظاهري الخ..»([143]).
            العمل بخبر شارب الخمر، في إفاقته:

            وهو يجوّز أخذ الخبر من الفاسق، حتى من شارب الخمر، إذا حدَّث في حال إفاقته..([144]).
            الإجماع هو إجماع الصحابة لا غير:

            ويقول: «الإجماع هو إجماع الصحابة بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم لا غير، وما عدا عصرهم فليس بإجماع يحكم به»([145]).
            النبي بشر، لا يتبع إلا إذا أمر:

            وهو لا يرى لزوم اتباع النبي صلى الله عليه وآله، إلا إذا أمر بذلك، قال: «فإنه عليه السلام بشر، يتحرك كما يتحرك البشر، ويرضى كما يرضى البشر، ويغضب كما يغضب البشر، فلا يلزمنا اتباعه في أفعاله إلا إن أمر بذلك»([146]).
            البدع سنن مشروعة:

            8ـ وهو يصرح بأن البدع التي شرعها غير رسول الله صلى الله عليه وآله، هي سنن مشروعة.
            وكأنه من أجل أن يصحح بدعة التراويح، وغيرها، فهو يقول:
            «هي على قسمين: سنة أمر بها الرسول، وحرض عليها، أو فعلها بنفسه، وخيّر أمته في فعلها، وسنة ابتدعها واحد من الأمة، فاتبع فيها، فله أجرها، وأجر من عمل بها»..([147]).
            الإستحسان:

            وحول مشروعية الاستحسان يقول:
            «أما السنن التي هي الشرائع المستحسنة بعد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فهو الاستحسان عند الفقهاء الذي قال فيه الشافعي رحمه الله: من استحسن فقد شرع، فأخذها الفقهاء منه على جهة الذم، وهو رضي الله عنه نطق بحقيقة مشروعة، لم تفهم عنه، فإنه..».
            إلى أن قال:
            «.. فمن استحسن ـ أي من سن سنة حسنة ـ فقد شرع. ويا عجباً من عدم فهم الناس كلام الشافعي في هذا..»([148]).
            صلاته على جميع الصحابة:

            10ـ كانت آخر عبارة له في الفتوحات المكية هي التالية:
            «وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين».
            ومن الواضح: أن الشيعي إنما يصلي على العدول من الصحابة، وهم قليلون، وليس من بينهم من حارب الإمام علياً عليه السلام، أو اغتصب حقه، فلا يترضى مثلاً على طلحة، والزبير، ومعاوية، وغيرهم ممن حارب الإمام علياً عليه السلام، ولا على من نفَّر الناقة برسول الله صلى الله عليه وآله يوم العقبة، ولا على عبد الله بن أبي، والحكم بن أبي العاص، وغيرهم.. وغيرهم..
            غيرة النبي صلى الله عليه وآله:

            11ـ ويقول عن يوم العيد: «وفي هذا اليوم لعبت الأحابشة في مسجد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وهو واقف ينظر إليهم، وعائشة رضي الله عنها خلفه صلى الله عليه [وآله] وسلم..»([149]).
            فهل ترى هذا الفعل يليق برسول الله صلى الله عليه وآله، ولو من الناحية الاجتماعية، بغض النظر عن موضوع الغيرة. ورسول الله صلى الله عليه وآله أغير البشر؟
            ثم إنه هل كان مسجد الرسول موضعاً للعب الأحابشة؟!..
            الغناء في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله:

            12ـقال ابن عربي: «وفي هذا اليوم دخل بيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] مغنيتان، فغنتا في بيت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ورسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يسمع.
            ولما أراد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حين دخل، أن يغيِّر عليهما، قال له رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: دعهما يا أبا بكر، فإنه يوم عيد»([150]).
            شرك أبي طالب:

            13ـ ويقول: «أمر النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بغسل عمه أبي طالب، وهو مشرك»([151]).
            ولا ندري كيف!! ولماذا يأمر صلى الله عليه وآله بغسل المشرك؟!!
            14ـ وذكر حديث صحيح مسلم بن الحجاج، عن العباس، عن النبي صلى الله عليه وآله: «أهون أهل النار عذاباً أبو طالب، وإن في قدميه لنعلين يغلي منهما دماغه»..
            ثم عقب ذلك بقوله:
            «فانظر كيف كان له قدم صدق في محبته، وقبول أمره، ولكنه انتقل فيه الخوف من الخلق، والرجاء لهم، فظهرت حقيقته له بعد الموت، بنعلين من النار..
            وأما الحكمة في كونهما يغلي منهما دماغه، فلأن في الصحيح: «ألا أخبركم برأس الأمر وعموده، وذروة سنامه؟: الجهاد في سبيل الله..
            ومن المعلوم: أن أبا طالب كان أشد الناس جهاداً عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولكنه لم يتدين بدينه، خشية من السبّة، فكان خوفه لغير الله سبباً لإحباط جهاده، وإفساده..
            وهكذا تكون حقيقة خوفه لغير الله، وهي نعله في النار، سبباً لإذابة دماغه، وهو لهب رأسه، وإحباطه بالإذابة والإفساد..([152]).
            15ـ وقال حول نزول آية: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء}([153])، «.. ولو كان للهمة أثر ولا بد، لم يكن أحد أكمل من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ولا أعلى ولا أقوى همة منه، وما أثرت في إسلام أبي طالب عمه. وفيه نزلت الآية التي ذكرناها الخ..»([154]).
            تأبير النخل، والنزول على الماء في بدر:

            16ـ ويقول حول أن الشارع قرر حكم المجتهد، فليس لغيره الذي يراه مخطئاً إزالة حكم اجتهاده:
            «أصل هذا الباب في قبول الكامل ما يشير به الأنقص، في المسألة التي هي أعلم بها منه، حديث تأبير النخل، وقوله صلى الله عليه [وآله] وسلم لأصحابه: أنتم أعلم بمصالح دنياكم. ورجع إلى قولهم.
            وكذلك رجوعه صلى الله عليه [وآله] وسلم إلى قولهم يوم بدر في نزوله على الماء..»([155]).


            ([137]) الآية 286 من سورة البقرة.

            ([138]) الفتوحات المكية ج4 ص552 ط دار الكتب العربية الكبرى بمصر والوصايا ص274 و275 والروح المجرد ص352 و353.

            ([139]) راجع: مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص305 وراجع: الفتوحات المكية حين يتحدث عن أسرار الطهارة في السفر الخامس ط سنة 1977 المكتبة العربية القاهرة..

            ([140]) الفتوحات المكية ج13 ص445 و446 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([141]) الفتوحات المكية ج13 ص448 و449 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([142]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص462 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([143])الفتوحات المكية ج7 ص137 و138 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([144]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص453 و454 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([145]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص460 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([146]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص463 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([147]) راجع: الفتوحات المكية ج3 ص389 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([148]) راجع: الفتوحات المكية ج13 ص491 و492 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([149])الفتوحات المكية ج7 ص461 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([150])الفتوحات المكية ج7 ص461 و462 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([151])الفتوحات المكية ج7 ص477 و478 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

            ([152]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص438 و439 و440.

            ([153]) الآية 56 من سورة القصص.

            ([154]) فصوص الحكم ص130

            ([155])الفتوحات المكية ج7 ص490 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.


            تعليق


            • #96
              عدالة أهل المذاهب:

              17ـ ويقول: «ليس للشافعي مثلاً إذا كان حاكماً أن يرد شهادة الحنفي، إذا كان عدلاً، مع اعتقاده تحليل النبيذ. ويحده عليه إن شربه الحنفي. لكونه حاكماً يرى تحريمه لدليله، فيجب عليه إقامة الحد..
              وكالحنفي إذا كان حاكماً، وقد رأى شافعياً تزوج بابنته المخلوقة من ماء الزنا منه، ويشهد عنده، فلا يرد شهادته، إذا كان عدلاً. ويفرق بينه وبين زوجته التي هي ابنته لصلبه، المخلوقة من ماء الزنا، لكونه حاكماً ذا سلطان، فإنه صاحب الوقت»([156]).
              حول الصحابة:

              ومن الأمور التي يصر عليها أهل السنة، حكمهم على الصحابة كلهم بأنهم عدول، وأنه لايصح التعرض لأي منهم في شيء مما صدر منه، حتى لو خرج أحدهم على إمام زمانه، وقاد الجيوش، وخاض الحروب، وقتل بسبب ذلك عشرات الألوف..
              وها هو ابن عربي يقرر نفس هذا المبدأ بصورة قاطعة وقوية، حيث يوجب الإمتناع عن أي مساس بأي واحد من الصحابة. ويعلن سخطه على من يسب حتى بعض الصحابة، متجاهلاً حقيقة الجرائم التي صدرت عن ذلك البعض، مثل قتل المؤمنين، والخروج على إمام زمانه..
              18ـ قال: «فوالله يا وليي، لقد قرع سمع أخيك سب عيسى عليه السلام، وسب بعض الصحابة الكرام الخ..»([157]).
              19ـ وقال وهو يتحدث عن عثمان، ومعاوية، وما أحدثاه في صلاة العيد:
              «فالظن بهم (الصحابة) جميل رضي الله عنهم، ولا سبيل إلى تجريحهم، وإن تكلم بعضهم في بعض، فلهم ذلك، وليس لنا الخوض فيما شجر بينهم، فإنهم أهل علم واجتهاد، وهم حديثو عهد بنبوة. وهم مأجورون في كل ما صدر منهم عن اجتهاد، سواء أخطأوا أم أصابوا»([158]).
              20ـ وقد تقدم في فصل: «شخصيات يقدسها»، ما يشير إلى ذلك أيضاً، فراجع ما ورد تحت عنوان: دفاعه عن معاوية في بدعته..
              21ـ وتقدم آنفاً تحت عنوان: «تعظيم أهل البدع»: أن الظن في الصحابة جميل، ولا سبيل إلى تجريحهم، وإن تكلم بعضهم في بعض، فلهم ذلك، وليس لنا الخوض فيما شجر بينهم الخ..
              أهل السنة هم أهل الحق:

              22ـ وقال مصرحاً بأن مذهب أهل السنة هو المذهب الحق، «وهو أن ينسب إلى هذه الذات: أنها قادرة على الإيجاد عند أهل السنة، أهل الحق..»([159]).
              فمن يرى أن أهل السنة هم أهل الحق، لايكون شيعياً، كما هو معلوم.
              نسبة كلام علي عليه السلام إلى غيره!!

              ثم إنه ينسب كلام أمير المؤمنين عليه السلام إلى غيره، في العديد من المواضع..
              23ـ ويذكر على سبيل المثال قوله:
              قال الصديق رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً، إلا رأيت الله قبله..
              وقال الفاروق رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله معه..
              وروى عن عثمان رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله بعده..
              ومنهم قال: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله عنده.. الخ..([160]).
              24ـ وفي مثال آخر نجده ينسب إلى عمر بن الخطاب، أنه هو الذي يقول: «لو كشف الغطاء، ما ازددت يقيناً»([161]).
              مع أن هذا من كلام الإمام علي عليه السلام أيضاً([162]).
              ولكنه يبهم هذا الأمر في موضع آخر، ولا يصرح باسم أحد، فهو يقول مخاطباً نفسه:
              «ألم تري إلى الذي قال: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً؟! لعظيم الكشف»([163]).
              وتتبع كتبه يظهر الكثير من الموارد المشابهة..
              أسانيد روايات أهل السنة:

              25ـ كما أنه يعتبر أن ما يرويه البخاري ثابت، ويعتبر رواة السند بما فيهم أبو هريرة وأضرابه، ثقاة([164]).
              لا يشير إلى كتب الشيعة بشيء:

              26ـ وبعد، فإن جميع كتاب الفتوحات المكية مبني على روايات كتب الصحاح، وغيرها من كتب السنة، ولا تجده يشير إلى كتاب الكافي، ولا إلى غيره من كتب الشيعة، ولا يستدل على ما يراه حكماً شرعياً، بأي شيء مما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، باستثناء ما رواه أهل السنة عن الإمام علي عليه السلام..
              بدعة صيام عاشوراء:

              27ـ ثم هو قد حكم باستحباب صيام يوم عاشوراء، وأصر عليه، في أكثر من مورد، وقد ذكر ما ورد فيه من أخبارهم([165]). فراجع.
              من وافق ليلة القدر سقطت له المحرمات:

              28ـ ويقول: «فيكون من قام ليلة القدر، فوافقها فقد ستر عنه خطاب التحريم، وأبيح له شرعاً، فما تصرف إلا في مباح، فإن الله لا يأمر بالفحشاء، الخ..»([166]).

              ([156])الفتوحات المكية ج7 ص489 و490 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وراجع فصوص الحكم ص63 و206 و207.

              ([157]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص152 و153.

              ([158])الفتوحات المكية ج7 ص458 و459 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

              ([159]) الفتوحات المكية ج3 ص107

              ([160]) كتاب الأعلام بإشارات أهل الإلهام ص2 رسائل ابن عربي.. وراجع: الفتوحات ج6 ص234 وج8 ص451 وج9 ص128 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

              ([161]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص205.

              ([162]) راجع: المناقب لابن شهر آشوب ج1 ص317 ومنتهى المطلب ج3 ص44 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص159 ومصادر ذلك كثيرة جداً.

              ([163]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص141.

              ([164]) الفتوحات المكية ج9 ص152 و153.

              ([165]) راجع: الفتوحات المكية ج9 ص233 و300 و302 و303 و305 و306 و307 و308 و309 و310.

              ([166])الفتوحات المكية ج4 ص451

              تعليق


              • #97
                من عقائده:

                وبعد.. فإن هذا الرجل لم يزل يؤكد على تسننه، ليس فقط بما يورده من فضائل وكرامات، ويمنحه من ألقاب ومقامات، لأناس لا يرى لهم الشيعة شيئاً من ذلك..
                وليس فقط أيضاً بما يصرح به من اتهامات للشيعة.
                وبما يقوم به من محاولات للتشكيك بمعتقداتهم.
                وبما يلهج به من مواقف يتبناها، وعقائد يلتزم بها ولا يتخطاها..
                وحيث إن ما سجله وصرح به في كتبه كثير، فلا بد من الاكتفاء ببعض منه لنقدمه كنموذج ومثال، لا على سبيل الاستقصاء لما سجله من أقوال..
                ونذكر من عقائده التي لا تنسجم مع دعوى تشيعه، الموراد التالية:
                خلق النبي آدم عليه السلام:

                إنه يقول: «لما أمر الله تعالى بقبض القبضة التي خلق منها آدم عليه السلام، فهبط ملك الموت لذلك. وكان إبليس في الأرض، قد استخلفه الله تعالى فيها مع جملة من الملائكة، وقد مكث زماناً طويلاً يعبد الله.
                فقبض ملك الموت القبضة من سائر الأرض. وكان إبليس يطؤها بقدمه.
                فلما عجنت طينة آدم، وصورته من تلك الطينة، جاء خلق النفس من التراب الذي وطأه إبليس من قدمه. وخلق القلب من التراب الذي لم يطأه إبليس، فاكتسبت النفس ما فيها من الخبث، والأوصاف المذمومة من ملامسة وطأة قدم إبليس.
                ومن هنا جعلت النفس مأوى الشهوات، وعيشه وسلطانه عليه، لوطئه لها. ومن هنا جعل إبليس التكبر على آدم.. الخ..»([167]).
                تعدد القدماء:

                وذكر أيضاً: أنه لا يستحيل في العقل وجود قديم وليس بإله، فإن لم يمكن فمن طريق السمع لا غير([168])..
                ومن المعلوم أن هذا ليس من عقائد الشيعة..
                ويقول القديحي: في مسألة علم الله بما سواه: إن ابن عربي يقول بتعدد القدماء كما صرح به في موضعه..
                وقال: «وظاهره هنا جعل هذه الصورة عين ذات الباري، لأنها علمه بنا. وقد قال: إن علمه به الذي هو عين ذاته عين علمه بنا. وهو إفصاح بمذهب أن الأشياء في ذات الله بنحو أشرف: أو هو قول باتحاد العلم والعالم والمعلوم، فإن ما سواه طبق معلومه لا عين معلومه تعالى.
                كما أن علمه بنفسه يتحد العلم والعالم والمعلوم، لا فرق بين علمه بنفسه وعلمه بنا، كما صرح به..»([169]).
                الجبر.. والكسب:

                وقال: «فما في الوجود طاعة ولا عصيان، ولا ربح ولا خسران.. ولا.. ولا.. إلا وهو مراد للحق تعالى. وكيف لا يكون مراداً له، وهو أوجده الخ..»
                إلى أن قال:
                «فالكفر والإيمان، والطاعة والعصيان، بمشيئته، وحكمته، وإرادته»([170]).
                ويقول: «وليس بيد العبد فيه (أي في التصرف) شيء. وإنما العبد مصرَّف، فهو بحسب ما يقام فيه، ويراد به.
                وما الإنسان في تركه وعدم تركه للشيء، فعل. بل هو مجبور في اختياره، إذا كان مؤمناً، فإنا قيدنا «الغضب» أن يكون لله، وأما الغضب لغير الله، فالطبع البشري يقتضي الغضب والرضا، يقول رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إنما أنا بشر، أغضب كما يغضب البشر، وأرضى كما يرضى البشر الخ..»([171]).
                وقال: «إن من عباد الله من يطلعهم الله على ما قدر عليهم من المعاصي، فيسارعون إليها من شدة حيائهم من الله، ليسارعوا بالتوبة، وتبقى خلف ظهورهم، ويستريحون من ظلمة شهودها، فإن تابوا عادت حسنة، على قدر ما تكون..([172]).
                وقال ابن عربي:
                «لم تتعلق قدرته تعالى بإيجاد شيء حتى أراده الخ»([173]).
                وقد علق عليه الشيخ إبراهيم بن مهدي آل عرفات القطيفي القديحي بقوله:
                «هذا هو مذهب الأشعري، من توارد القدرة والإرادة، وتوافقهما، وتكافئهما، لا تزيد إحداهما على الأخرى، ولا تنقص عنها، فكل موطن تناولته القدرة تناولته الإرادة، وكل موضع تعلقت به الإرادة تعلقت به القدرة، فهما متلازمتان لا انفكاك لإحداهما عن الأخرى..
                فإن قيل لهم: يلزمكم إرادة الشرور والمعاصي..
                قالوا في ميدان المجادلة مرة: كذلك الله ربنا، إذ يستحيل على ربنا المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل أن يفعل ما لا يريده، ويقع في ملكه ما لا يريده..
                وقالوا مرة: إن كونهما شروراً أو معاصي ليس عينها، بل هو حكم الله فيهما، وحكم الله في الأشياء غير مخلوق. وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مراداً، بل المخلوق المراد المتعلق للقدرة إنما هو الأعيان..
                8ـ وقال: «لما كانت الإرادة تتعلق بمرادها حقيقة، ولم يكن القدرة الحادثة مثلها، لاختلال في الطريقة، فذلك هو الكسب، فكسب العبد، وقدر الرب الخ..»([174]).
                وقال: «الكسب تعلق إرادة الممكن بفعل مَّا دون غيره، فيوجد الاقتدار الإلهي عند هذا التعلق، فيسمى ذلك كسباً للممكن..»([175]).
                10ـ وله تصريحات أخرى حول قبوله بنظرية الكسب في أفعال العباد([176]). فليراجعها من أراد..
                ونظرية الكسب هي مقولة الأشعري المرفوضة عند الشيعة الإمامية كما هو معلوم لدى كل أحد، فراجع..
                11ـ ويقول: «لما اقتحم آدم وإبليس المعصية، هذا بترك ما أمر به، وذاك بفعل ما نهي عنه، جمع بينهما القدر إذ قدر، لأنه تعالى أمر وأراد خلاف ما أمر، فما وهبه الأمر سلبته الإرادة.. الخ..»([177]).
                12ـ وقال حول قوله تعالى: {إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ}([178]): «لأنك أنت القائل، ومن قال أمراً، فقد علم ما قال»([179]).
                ونقول:
                إن القول بوحدة الوجود الذي يذهب إليه ابن عربي يضطره إلى القول بالجبر، فإن الخلق إذا كان عين الحق تعالى حتى ان فرعون كان من تجلياته تعالى، فيكون جميع ما يصدر منه مستنداً إلى الله سبحانه..


                ([167]) شجرة الكون ص82 و83.

                ([168]) الفتوحات المكية ج1 ص201.

                ([169]) الردود والنقود ص346.

                ([170]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الأولى) ص301 وراجع ص302.

                ([171])الفتوحات المكية ج5 ص272

                ([172]) الفتوحات المكية ج9 ص228 و229 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، وستأتي هذه العبارة بتمامها في فصل من هم أهل البيت وحقيقة عصمتهم..

                ([173]) الردود والنقود ص94.

                ([174]) الردود والنقود ص103.

                ([175]) الردود والنقود ص110.

                ([176]) الفتوحات المكية ج1 ص182 و191 وج10 ص242 و243.

                ([177]) شجرة الكون ص80.

                ([178]) الآية 116 من سورة المائدة.

                ([179])راجع: فصوص الحكم ص146.

                تعليق


                • #98
                  معنى وحدة الوجود:

                  13ـ قال ابن عربي في الفص اللقماني: «إن الله لطيف، فمن لطفه ولطافته أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء، حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح، فيقال: هذا سماء، وأرض، وصخرة، وشجرة، وحيوان، وملك، ورزق، وطعام، والعين واحدة من كل شيء، وفيه تقول الأشاعرة: إن العالم كله متماثل بالجوهر، فهو جوهر واحد. فهو عين قولنا: العين واحدة الخ..»([180]).
                  فرعون عين الحق تعالى:

                  14ـوقال في الفص الموسوي: «إن فرعون عين الحق قد ظهر بهذه الصورة. وهذه عبارته:
                  «فصح قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى}، وإن كان عين الحق، فالصورة لفرعون، فقطع الأيدي والأرجل بعين حق في صورة باطل، لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل»([181]).
                  وقال في أول الفتوحات: «سبحان من أظهر الأشياء، وهو عينها».
                  والكلام في هذا الموضوع طويل ومتشعب، وقد حاولوا أن يؤولوا كلام ابن عربي بتأويلات لا تتناسب مع صراحة كلامه..
                  ولا نريد أن ندخل في هذا الأمر حتى لا يتخذوا تلك التأويلات ذريعة لإنكار الواضحات، فيما يرتبط بتشيع هذا الرجل.
                  فإن هناك من يحاول: أن يتخذ من الشبهة وسيلة تعميةٍ على البديهيات، فيلجأ إلى تعظيم الأمر وتهويله، ثم يصدر حكماً عاماً ببطلان سائر الأدلة، من دون أن يكلف نفسه عناء عرضها ومحاكمتها، والدلالة على مواضع الخلل فيها، الأمر الذي يحمل معه أسوأ أنواع الخداع، والخيانة للحق والحقيقة..
                  تكليف ما لا يطاق:

                  15ـ وقال: إن تكليف ما لا يطاق جائز عقلاً، وادعى أنه قد عاين ذلك مشاهدة ونقلاً..([182]).
                  معاقبة البريء وعقائد أخرى:

                  16ـ وقال: إن معاقبة البريء ليست ظلماً، وأنه يصح نسبة ذلك إلى الله، لأنه هو المالك الحقيقي..([183]).
                  وذكر الشيخ إبراهيم القديحي بعض عقائد ابن عربي في كتابه الفتوحات، فقال: «منها تأويل العذاب بالعذاب..
                  والكفر بسر الإسلام..
                  وانخراط فرعون وهامان في المسلمين المؤمنين..
                  والقول بوحدة الوجود.. أعني وحدة الموجود..
                  بل إن العابد عين المعبود..
                  وإن لذات أهل النار في النار، إذا استمر الخلود لا تنقص عن لذات نعيم أهل الجنة في الجنة..([184]).
                  التحسين والتقبيح شرعيان:

                  17ـ وقال: إن التحسين والتقبيح ثابتان في الشرع فقط..([185]).
                  الحكمة الإلهية:

                  18ـ وقال: لا يجب على الله رعاية الأصلح..([186]).
                  التجسيم الإسرائيلي:

                  19ـ وهو يتحدث عن العرش والكرسي، والقدمين، في أكثر من مورد..([187]).
                  20ـ وكذلك الحال بالنسبة لحديث: كلتا يديه يمين([188]). تبارك وتعالى..
                  21ـ وحديث خلق الله آدم على صورته، تبارك وتعالى..([189]).
                  وحديث خلق حواء من ضلع آدم..([190]) وهو مأخوذ من التوراة..
                  22ـ وحديث: إن الجبار يضع قدمه في النار.. ويحاول تأويله والخروج من حالة الإحراج..
                  23ـ ويعتبر حديث: رأيت ربي في أحسن صورة.. صحيحاً..
                  24ـ ويذكر أيضاً حديث أن ضرس الكافر في النار مثل أحد، وكثافة جلده أربعون ذراعاً بذراع الجبار، وغير ذلك..([191]).
                  25ـ ويذكر ما صح عن رسول الله من الأخبار التي وصف فيها ربه: من الفرح، والضحك، والتعجب، والتبشبش، والغضب، والتردد، والكراهة، والمحبة، والشوق.. وإن ذلك مما يجب الإيمان والتصديق به..([192]).
                  ثم هو يقول:
                  «إن الشارع ما أنكر إطلاقها في جناب الحق: من استواء، ونزول، ومعية، وضحك، وفرح، وتبشبش، وتعجب، الخ..»([193]).
                  26ـ وقال: «القدم صفة إلهية، وصف الحق بها نفسه و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}([194]).. الخ([195]).
                  إسلام شيطان النبي صلى الله عليه وآله:

                  27ـ وهو يقبل بالحديث المزعوم عن أنه كان لرسول الله صلى الله عليه وآله شيطان قد أعانه الله عليه فأسلم..([196]).
                  الهرولة الإلهية:

                  28ـ بل هو يصدق بالحديث الذي ينسب الهرولة إلى الله عز وجل، ثم يقرر: أن المراد هو إثبات هذه الصفة له حسب ما يليق بجلاله، لأنه المجهول الذي لا يعرف.
                  29ـ وقال: «وأما معقولية الهرولة، فما خاطب الله أهل اللسان إلا بما يعقلونه.
                  فالهرولة معقولة، وصورة النسبة مجهولة، وكذلك جميع ما وصف الله به نفسه مما توصف به المحدثات»([197]).
                  وهذا الكلام هو نفس ما يقوله أئمة العقائد، من حشوية أهل السنة والوهابية..
                  نزول الله إلى السماء الدنيا:

                  30ـ وهو أيضاً يصدق بالحديث القائل: إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في كل ليلة، في الثلث الباقي من الليل([198]).
                  مع أن أهل البيت عليهم السلام قد أعلنوا بالإنكار على الذين يسوِّقون لهذا الحديث، وبينوا: أنهم قد حرفوا الكلام عن مواضعه، فقد روي أنه قيل للإمام الرضا عليه السلام: ما تقول في الحديث الذي يروي الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟
                  فقال عليه السلام: لعن الله المحرفين للكلم عن مواضعه، والله، ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله كذلك. إنما قال صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل، فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه..
                  إلى أن قال:
                  فلا يزال ينادي هذا إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء..([199]).
                  وفي الاحتجاج عن الإمام الكاظم عليه السلام قال في هذا الحديث: إن الله لا ينزل، ولا يحتاج إلى أن ينزل الخ..([200]).
                  والحديث طويل أبطل فيه عليه السلام تحريفهم هذا بالدليل العقلي..

                  ([180]) فصوص الحكم ص188.

                  ([181]) فصوص الحكم ص211.

                  ([182]) الفتوحات المكية ج1 ص183.

                  ([183]) الفتوحات المكية ج1 ص183.

                  ([184]) الردود والنقود ص98.

                  ([185]) الفتوحات المكية ج1 ص183 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، والردود والنقود ص104.

                  ([186])الفتوحات المكية ج1 ص183 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى، والردود والنقود ص104.

                  ([187]) الفتوحات المكية ج2 ص362 وغيرها.. تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([188]) فصوص الحكم ص144 والفتوحات المكية ج11 ص184 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([189]) فصوص الحكم ص199 والفتوحات المكية ج11 ص258 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. ومجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص399 و400.

                  ([190]) الردود والنقود ص362.

                  ([191]) الفتوحات المكية ج2 ص114 ـ 117 وراجع: ج4 ص400 و401 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([192])الفتوحات المكية ج3 ص251 وج1 ص190 وج7 ص199 وج13 ص129 و130 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى والردود والنقود ص109.

                  ([193])الفتوحات المكية ج3 ص253 حتى ص255 وج4 ص225 وراجع ج1 ص190 وج7 ص199 وج13 ص129 و130 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([194]) الآية 11 من سورة الشورى.

                  ([195]) الفتوحات المكية ج10 ص156 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([196]) الردود والنقود ص393 و394.

                  ([197]) الفتوحات المكية ج5 ص237 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.

                  ([198]) الفتوحات المكية ج4 ص195 وج6 ص117 تحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى. وفصوص الحكم ص111. ومجموعة رسائل ابن عربي (المجوعة الثالثة) ص334.

                  ([199]) راجع: كتاب التوحيد للصدوق ص176 والبحار ج3 ص314 عنه وعن الأمالي وعيون أخبار الرضا.

                  ([200]) راجع: الاحتجاج ج2 ص327 والبحار ج3 ص311 والتوحيد ص183 ح18 والكافي ج1 ص125.

                  تعليق


                  • #99
                    فإن ما قدمناه في هذه الدراسة ما هو إلا نبذة تكاد تكون يسيرة إذا قيست بمجموع ما سجله ابن عربي في كتبه من تصريحات ـ وما أكثرها ـ أو تلويحات، وإشارات لا مجال لعدها وحصرها.. تدل على المنحى الذي يتخذه ابن عربي لنفسه، ويدين به ربه في السر وفي العلن..
                    وليت شعري، إذا كان هذا الرجل قد ذكر في مؤلفاته هذا الكم الهائل ـ الذي ذكرنا في هذه الدراسة بعضاً منه، ـ من الدلائل الصريحة في تسننه، حتى إن ما يتعلق به من يدعي تشيعه ما هو إلا نزر يسير، لايكاد يظهر له أثر في هذا البحر العجاج، المتلاطم الأمواج؟!.
                    إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يرضون ببعض ما ذكرناه لإثبات عكس ما يدعون، فيؤكدون على تسننه، بالاستناد إلى كل هذه الأدلة العالية جداً في مستوى الصراحة والجهر.. والقاطعة في هذا الأمر لكل عذر؟!.
                    وكيف أبصروا خصوص تلك الإيحاءات الضعيفة والعليلة والواهية، ولم يروا بعين إنصافهم هذا القدر العظيم، والكم الهائل الصريح والواضح في مقابله؟!
                    وما بالهم نظروا بعين كليلة في هذا الإتجاه.. وتركوا ما تريهم إياه العين الصحيحة بالاتجاه الآخر؟!..
                    وفي جميع الأحوال نقول: ان الحق أحق أن يتبع، ولابد للعاقل المنصف أن يكون من أهل الدليل وكيف ما مال يميل..

                    والحمد لله، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
                    12 جمادى الأولى 1424 هـ. ق.
                    الموافق 13 آب 2003م.
                    عيثا الجبل (عيثا الزط سابقاً)
                    جعفر مرتضى العاملي

                    تعليق


                    • لا تجيدون سوى القص واللصق.

                      ندعوكم للنقاش فتهربون.

                      أين رجالكم؟

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة يا زهراء مدد
                        لا تجيدون سوى القص واللصق.

                        ندعوكم للنقاش فتهربون.

                        أين رجالكم؟
                        و الله كلامك مضحك "يازهراء مدد" بعد فضائحك المتعددة و هزائمك المتعددة في كل نقاش تخوضه حول ابن العربي لم تجد الا هذه الترهات لترد على فضائحك و كذبك و دجلك لنصرة شيخكم الاكبر الذي لا دين له !

                        و ان كان عندك فكر فتفضل بالرد على الحقائق الدامغة بعدم علاقة شيخكم الاكبر بالتشيع و المنقولة من كتبه !
                        التعديل الأخير تم بواسطة محطم الاصنام; الساعة 08-02-2010, 11:17 PM.

                        تعليق


                        • من هو ابن العربي شيخ العرفاء الاكبر:

                          هو محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله العربي، الحاتمي، الطائي، الأندلسي وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي، أحد مشاهير الصوفية، وعرف بالشيخ الأكبر ولد في مرسية سنة 560هـ وانتقل إلى أشبيلية، حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات.

                          في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته، حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة، ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة وشمالي إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية.

                          في الثلاثين من عمره انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فاس حيث كتب كتابه المسمى: الإسراء إلى مقام الأسرى ثم عاد إلى تونس، ثم سافر شرقاً إلى القاهرة والقدس واتجه جنوباً إلى مكة حاجاً، ولزم البيت الحرام لعدد من السنين، وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل، وروح القدس ثم بدأ سنة 598 هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية.

                          في السنين التالية نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة، ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق. وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح، بل التكفير والزندقة. وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحِكَم وأكمل كتابه الفتوحات المكية وتوفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة 638هـ ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون.

                          • مذهبه في وحدة الوجود:

                          يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله، فالخلق هم ظل للوجود الحق فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق.

                          فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق ومن أقواله التي تدل على ذلك:

                          "سبحان من أظهر الأشياء وهو عينها".

                          ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات:
                          يا خالق الأشياء في نفسه *** أنت لما تخلق جامع
                          تخلق ما لا ينتهي كونه *** فيك فأنت الضيق الواسع

                          ويقول أيضاً :
                          فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا *** وليس خلقاً بذاك الوجه فاذكروا
                          جمِّع وفرّق فإن العين واحدة *** وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذرْ

                          وبناءً على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم بل مجرد فيض وتجليّ ومادام الأمر كذلك، فلا مجال للحديث عن علة أو غاية، وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية وجبرية صارمة.

                          وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء وقدر ولا عن حرية أو إرادة ومن ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب، بل الجميع في نعيم مقيم والفرق بين الجنة والنار إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع.

                          وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده، فالعذاب عنده من العذوبة، والريح التي دمرت عاد هي من الراحة لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة، وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة:

                          ومما يؤكد على قوله بالجبر الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:

                          الحكم حكم الجبر والاضطرار *** ما ثم حكم يقتضي الاختيار
                          إلا الذي يعزى إلينا ففي *** ظاهره بأنه عن خيار
                          لو فكر الناظر فيه رأى *** بأنه المختار عن اضطرار

                          وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفى الحساب والثواب والعقاب. فإنه ترتب على مذهبه أيضاً قوله بوحدة الأديان. فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الله ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء لأنهم في الحقيقة ما عبدوا إلا الله إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق.

                          يقول في ذلك:
                          لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان ودير لرهبان
                          وبيت لأوثان وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن

                          فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء، وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة قال بها ابن عربي وأكدها وهي قوله بالجبر ونفيه الثواب والعقاب وكذا قوله بوحدة الأديان.

                          وقد تابع ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له أعجبوا بآرائه وعرضوا لذلك المذهب في أشعارهم وكتبهم من هؤلاء: ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني.

                          ابن الفارض
                          يؤكد مذهبه في وحدة الوجود في قصيدته المشهورة بالتائية:
                          لها صلاتي بالمقام أقيمها *** وأشهد أنها لي صلَّت
                          كلانا مصل عابد ساجد إلى *** حقيقة الجمع في كل سجدة
                          وما كان لي صلى سواي فلم تكن *** صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
                          ومازالت إياها وإياي لم تزل *** ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت

                          فهو هنا يصرح بأنه يصلي لنفسه لأن نفسه هي الله. ويبين أنه ينشد ذلك الشعر لا في حال سُكْر الصوفية بل هو في حالة الصحو فيقول:
                          ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها *** وذاتي ذاتي إذا تحلت تجلت

                          والصوفية معجبون بهذه القصيدة التائية ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقين، على الرغم مما يوجد في تلك القصيدة من كفر صريح والعياذ بالله.
                          التعديل الأخير تم بواسطة محطم الاصنام; الساعة 08-02-2010, 11:22 PM.

                          تعليق


                          • ايها العضو مدد
                            اين القص واللصق
                            الاخ محطم الاصنام حطم صنمكم بكل قوة
                            وانت تقول لصق وقص وهذي السوالف

                            تعليق



                            • تحريم العرفان كما يقول البعض يقع تحت أي مسمى فقهي ؟

                              هل هو تحريم أخذ العلوم من النواصب ؟
                              أم تحريم التشبه بالغير ؟ كما ورد في روايات أهل البيت - عليهم السلام - النهى عن التشبه باليهود و النصارى


                              بالمعنى المختصر ...
                              أين أجد بالرسالة العلمية للسيد الشيرازي أو غيره باب الحلال و الحرام بهذا الموضوع ؟

                              أذا كان الموضوع موجباً للكفر
                              فلا يجب أن يغيب على الرسالة العملية

                              تعليق


                              • لا يفوتك يا اخ "شيخ الطائفة" كما ذكرت لك مرارا ان نتيجة العرفان هي وحدة الوجود و حكم العلامة السيد كاظم اليزدي قده في كتابه المشهور (العروة الوثقى طبعة الأعلمي – بيروت) ج 1، ص68:
                                مسألة 2: لا إشكال في نجاسة الغلاة والخوارج والنواصب. وأما المجسمة والمجبرة و القائلين بوحدة الوجود من الصوفية إذا التزموا بأحكام الإسلام فالأقوى عدم نجاستهم، إلا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذهبهم من المفاسد.

                                و قد علق معظم الفقهاء المراجع على كتابه العروة الوثقى و منهم السيد الشيرازي دام ظله فراجع التعليقات!

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X