إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

][..يوم القيامة كأنك تراه..][

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الفصل الخامس

    43 - عقيدتنا في البعث والمعاد
    نعتقد أن الله تعالى يبعث الناس بعد الموت في خلق جديد في اليوم الموعود به عباده ، فيثيب المطيعين ويعذب العاصين وهذا أمر على جملته وما عليه من البساطة في العقيدة اتفقت عليه الشرائع السماوية والفلاسفة ، ولا محيص للمسلم من الاعتراف
    به عقيدة قرآنية جاء بها نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، فإن من يعتقد بالله اعتقادا قاطعا ويعتقد كذلك بمحمد رسولا منه أرسله بالهدى ودين الحق لا بد أن يؤمن بما أخبر به القرآن الكريم من البعث والثواب والعقاب والجنة والنعيم والنار
    والجحيم ، وقد صرح القرآن بذلك ولمح إليه بما يقرب من ألف آية كريمة . وإذا تطرق الشك في ذلك إلى شخص فليس إلا لشك يخالجه في صاحب الرسالة أو وجود خالق الكائنات أو قدرته ، بل ليس إلا لشك يعتريه في أصل الأديان كلها وفي صحة الشرائع جميعها .


    44 - عقيدتنا في المعاد الجسماني
    وبعد هذا ، فالمعاد الجسماني بالخصوص ضرورة من ضروريات الدين الاسلامي ، دل صريح القرآن الكريم عليها ( أيحسب الانسان

    - ص 127 -
    أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه ) " القيامة : 3 "
    ( وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا إنا لفي خلق جديد ) " الرعد : 5 "
    ( أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ) " ق : 14 " .

    وما المعاد الجسماني على إجماله إلا إعادة الانسان في يوم البعث والنشور ببدنه بعد الخراب ، وإرجاعه إلى هيئته الأولى بعد أن يصبح رميما .

    ولا يجب الاعتقاد في تفصيلات المعاد الجسماني أكثر من هذه العقيدة على بساطتها التي نادى بها القرآن ، وأكثر مما يتبعها من الحساب والصراط والميزان والجنة والنار والثواب والعقاب بمقدار ما جاءت به التفصيلات القرآنية .

    ( ولا تجب المعرفة على التحقيق التي لا يصلها إلا صاحب النظر الدقيق ، كالعلم بأن الأبدان هل تعود بذواتها أو إنما يعود ما يماثلها بهيئات ، وأن الأرواح هل تعدم كالأجساد أو تبقى مستمرة حتى تتصل بالأبدان عند المعاد ، وأن المعاد هل يختص
    بالانسان أو يجري على كافة ضروب الحيوان ، وأن عودها بحكم الله دفعي أو تدريجي . وإذا لزم الاعتقاد بالجنة والنار لا تلزم معرفة وجودهما الآن ولا العلم بأنهما في السماء أو الأرض أو يختلفان . وكذا إذ وجبت معرفة الميزان لا تجب معرفة
    أنها ميزان معنوية أولها كفتان ولا تلزم معرفة أن الصراط جسم دقيق أو هو الاستقامة المعنوية والغرض أنه لا يشترط في تحقيق الإسلام معرف أنها من الأجسام . . . ) ( 1 ) .

    * هامش *
    (1) مقتبس من كتاب كشف الغطاء ص 5 للشيخ الكبير كاشف الغطاء . ( * )

    - ص 128 -
    نعم إن تلك العقيدة في البعث والمعاد على بساطتها هي التي جاء بها الدين الاسلامي ، فإذا أراد الانسان أن يتجاوزها إلى تفصيلها بأكثر مما جاء في القرآن ، ليقنع نفسه دفعا للشبه التي يثيرها الباحثون والمشككون بالتماس البرهان العقلي أو التجربة الحسية - فإنه إنما يجني على نفسه ويقع في مشكلات ومنازعات لا نهاية لها .

    وليس في الدين ما يدعو إلى مثل هذه التفصيلات التي حشدت بها كتب المتكلمين والمتفلسفين ، ولا ضرورة دينية ولا اجتماعية ولا سياسية تدعو إلى أمثال هاتيك المشاحنات والمقالات المشحونة بها الكتب عبثا والتي استنفدت كثيرا من جهود المجادلين وأوقاتهم وتفكيرهم بلا فائدة .

    والشبه والشكوك التي تثار حول تلك التفصيلات يكفي في ردها قناعتنا بقصور الانسان عن إدراك هذه الأمور الغائبة عنا والخارجة عن أفقنا ومحيط وجودنا والمرتفعة فوق مستوانا الأرضي ، مع علمنا بأن الله تعالى العالم القادر أخبرنا عن تحقيق المعاد ووقوع البعث .

    وعلوم الانسان وتجربياته وأبحاثه يستحيل أن تتناول شيئا لا يعرفه ولا يقع تحت تجربته واختباره إلا بعد موته وانتقاله من هذا العالم عالم الحس والتجربة والبحث ، فكيف ينتظر منه أن يحكم باستقلال تفكيره وتجربته بنفي هذا الشئ أو إثباته ، فضلا
    عن أن يتناول تفاصيله وخصوصياته ، إلا إذا اعتمد على التكهن والتخمين أو على الاستبعاد والاستغراب ، كما هو من طبيعة خيال الانسان أن يستغرب كل ما لم يألفه ولم يتناوله علمه وحسه ، كالقائل المندفع بجهله لاستغراب البعث والمعاد ( من يحيي العظام وهي رميم ) . ولا سند لهذا الاستغراب

    - ص 129 -
    إلا أنه لم ير ميتا رميما قد أعيدت له الحياة من جديد ، ولكنه ينسى هذا المستغرب كيف خلقت ذاته لأول مرة ، ولقد كان عدما ، وأجزاء بدنه رميما تألفت من الأرض وما حملت ومن الفضاء وما حوى ، من هنا وهنا ، حتى صار بشرا سويا ذا عقل وبيان ( أو لم ير الانسان إنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ) .


    يقال لمثل هذا القائل الذي نسي خلق نفسه : ( يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) : يقال له : إنك بعد أن تعترف بخالق الكائنات وقدرته وتعترف بالرسول وما أخبر به ، مع قصور علمك حتى عن إدراك سر - خلق ذاتك وسر تكوينك ، وكيف كان كان نموك وانتقالك من نطفة لا شعور لها ولا إرادة ولا عقل إلى مراحل متصاعدة مؤتلفا من ذرات متباعدة ، لبلغ بشرا سويا عاقلا مدبرا ذا شعور وإحساس .


    يقال له : بعد هذا كيف تستغرب أن تعود لك الحياة من جديد بعد أن تصبح رميما ، وأنت بذلك تحاول أن تتطاول إلى معرفة ما لا قبل لتجاربك وعلومك بكشفه ؟

    يقال له لا سبيل حينئذ إلا أن تذعن صاغرا للاعتراف بهذه الحقيقة التي أخبر عنها مدبر الكائنات العالم القدير وخالقك من العدم والرميم .

    وكل محاولة لكشف ما لا يمكن كشفه ولا يتناوله علمك فهي محاولة باطلة ، وضرب في التيه ، وفتح للعيون في الظلام الحالك . إن الانسان مع ما بلغ من معرفة في هذه السنين الأخيرة ، فاكتشف الكهرباء والرادار واستخدم الذرة ، إلى أمثال هذه الاكتشافات التي لو حدث عنها في السنين الخوالي لعدها من أول المستحيلات

    - ص 130 -
    ومن مواضع التندر والسخرية أنه مع كل ذلك لم يستطع كشف حقيقة الكهرباء ولا سر الذرة ، بل حتى حقيقة إحدى خواصهما وأحد أوصافهما ، فكيف يطمع أن يعرف سر الخلقة والتكوين ، ثم يترقى فيريد أن يعرف سر المعاد والبعث .

    نعم ينبغي للانسان بعد الإيمان بالاسلام أن يتجنب عن متابعة الهوى وأن يشغل فيما يصلح أمر آخرته ودنياه ، وفيما يرفع قدره عند الله وأن يتفكر فيما يستعين به على نفسه ، وفيما يستقبله بعد الموت من شدائد القبر والحساب بعد الحضور بين يدي الملك العلام وأن يتقي يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون .

    تعليق


    • #32



      • ندعو في الصحيفة السجاديّة المباركة يوم الأحد بعدد من الاستجارات، حيث يقول الإمام السجّاد عليّ بن الحسين عليهما السلام: « بِكَ أستَجيرُ ـ ياذا العَفوِ والرِّضوان ـ مِنَ الظُّلمِ والعُدوان، ومِن غِيَرِ الزمان، وتَواتُرِ الأحزان، وطَوارقِ الحَدَثان، ومِنِ آنْقضاءِ المُدّة، قَبلَ التّأهُّبِ والعُدّة ».. أمّا في دعائه سلام الله عليه يومَ الثلاثاء، فيقول فيه: « اَللّهمَّ أصلِحْ لي دِيني فإنّه عِصمةُ أمري، وأصلِحْ لي آخِرتي؛ فإنّها دارُ مَقَرّي، وإليها مِن مُجاورةِ اللِّئامِ مَفَرّي. واجْعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خَير، والوَفاةَ راحةً لي مِن كلِّ شَرّ ».
      مِن هذا يفهم المرء أنّ الحياة ليست محطَّ الأفراح دائماً ولا هي الغايةَ القصوى للخَلق، وأنّ الوفاة ليست محطَّ الأتراح دائماً، وهي انتقالٌ إلى عالَمٍ آخَر.. هي حياةٌ أيضاً، ولكنْ بحالاتٍ أُخرى، وصورٍ متفاوتة، كما لا تخلو من سُنَن وأسبابٍ ونتائج لها عَلاقاتٌ وثيقةٌ بالحياة الأُولى. قال تعالى:
      ـ ومَنْ أرادَ الآخِرةَ وسَعى لَها سَعْيَها وهُوَ مُؤمنٌ فأُولئكَ كان سَعْيُهم مَشكُوراً ( الإسراء:19 ).
      ـ وأن ليسَ للإنسانِ إلاّ ما سَعى * وأنّ سَعيَه سَوفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الأوفى * وأنّ إلى ربِّكَ المُنتَهى ( سورة النجم:39 ـ 42 ).
      ـ وُجُوهٌ يَومئذٍ ناعمةٌ * لِسَعيها راضيةٌ * في جَنّةٍ عالية ( سورة الغاشية: 8 ـ 10 ).


      قيل: تلك الوجوه بهيجةٌ متنعّمة لعملها في الدنيا، فهي في الآخرة حين تُثاب على سعيها في الدنيا تكون راضية، في جنّةٍ عالية.

      ونقرأ أيضاً في كتاب الله العزيز قولَه عزّ مِن قائل:

      ـ أفَمَن كانَ مُؤمناً كَمَن كان فاسقاً، لا يَسْتَوُون * أمّا الذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصالحاتِ فَلَهُم جَنّاتُ المَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعملون * وأمّا الذين فَسَقُوا فَمأواهُمُ النارُ كُلَّما أرادوا أن يَخرُجُوا مِنها أُعِيدُوا فيها وقِيلَ ذُوقوا عذابَ النارِ الذي كنتُم به تُكَذِّبون ( سورة السجدة: 18 ـ 20 ).


      ـ فإذا جاءتِ الطّامةُ الكُبرى * يَومَ يَتذكّرُ الإنسانُ ما سَعى * وبُرِّزتِ الجحيمُ لِمَن يَرى * فأمّا مَن طَغى * وآثَرَ الحياةَ الدُّنيا * فإنّ الجحيمَ هِيَ المَأْوى * وأمّا مَن خافَ مَقامَ ربِّهِ ونَهَى النَّفْسَ عنِ الهَوى * فإنّ الجنّةَ هيَ المَأْوى ( سورة النازعات: 34 ـ 41 ).
      أجل.. وذلك يرتبط بالحياة ارتباطاً وثيقاً، حيث تترتّب على مساعيها نتائجُ ما بعد الوفاة، لتكون الحياةُ الأخرى إمّا أفراحاً.. وإمّا أتراحاً. وهذه بين أعيُنِنا كلماتٌ كلُّها نور صدرت عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أو عن أهل بيته صلوات الله عليهم، نطالعها بعيونٍ باصرة، وقلوبٍ متفكّرة:


      • قال النبيّ صلّى الله عليه وآله: « تُحفة المؤمن الموت ».
      • وقال: الموت كفّارة المؤمن «.


      • وقال أمير المؤمنين عليه السلام: « ليس بيننا وبين الجنّة أو النار إلاّ الموت »
      .
      • وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: « قال عيسى عليه السلام: هَولٌ لا تَدري متى يَغشاك، ما يَمنعُك أن تَستَعدّ له قبل أن يَفجَأَك ».


      • وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله:« كلُّ ما هو آتٍ فهو قريب »
      .
      • وقال الإمام الصادق عليه السلام: « إنّه لم يُكثِرْ عبدٌ ذِكرَ الموت إلاّ زَهِدَ في الدنيا ».


      • ورُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قوله: « كأنّ الحقَّ فيها على غيرنا وَجَب، وكأنّ الموتَ فيها على غيرنا كُتِب، وكأنّ الذين نُشيِّع من الأموات سَفْرٌ عمّا قليلٍ إلينا راجعون، نُبوّئُهم أجداثَهم، ونأكُل تُراثَهم، كأنّا مُخلَّدون بعدَهم، قد نَسِينا كلَّ واعظٍ وواعظة، وأمِنّا كلَّ جائحة »! ( كذلك ورد هذا النص الشريف منسوباً إلى أمير المؤمنين عليه السلام في «نهج البلاغة» ).

      • وقال صلّى الله عليه وآله: « شرُّ المعذرة حين يَحضُر الموت ».

      • وقال صلّى الله عليه وآله: « موتُ الغريب شهادة ».

      • ورُويَ عن الإمام الحسين عليه السلام قوله: « ما مِن شيعتنا إلاّ صِدّيقٌ شهيد ».

      قيل: أنّى يكون ذلك وهم يموتون على فُرُشهم ؟!
      فقال عليه السلام للمتسائل: أما تتلو كتابَ الله: الَّذينَ آمَنُوا باللهِ ورُسُلِهِ أُولئكَ هُمُ الصِّدِّيقون والشهداءُ عِندَ رَبِّهِم ( سورة الحديد:19 ) ؟!


      ثم قال عليه السلام: « لو لم تكن الشهادة إلاّ لِمَن قُتِل بالسيف، لأَقَلّ اللهُ الشهداء ».

      • وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: « موتُ الفُجْأة رحمةٌ للمؤمنين، وعذابٌ للكافرين ».

      • وأوحى الله تبارك وتعالى إلى نبيّه موسى عليه السلام: « قُمْ في ظُلْمة الليلِ بينَ يَدَيّ، أجعَلْ قبرَك روضةً مِن رياض الجنّة ».

      .. ومن هذا، ومِن جملة الروايات التي تحدّثت عن الموت، يُفهَم أنّ الإنسان هو الذي يمكن أن يرسم مستقبلَه للحياة الأُخرى، ويُعيّن آخرته من خلال عقائده وأخلاقه، ومن خلال عباداته وتطبيقاته، ومن خلال طاعاته.. إلى مَن صَرَفها: إلى مرضاة الرحمان، أم إلى مرضاة الشيطان، إلى الخير أم إلى الشرّ، إلى الحقّ أم إلى الباطل.. فَمَن يَّعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَه * ومَن يَّعملْ مِثقالَ ذَرّةٍ شَرّاً يَرَه ( سورة الزلزلة: 7 ـ 8 )، بلى مَن كَسَبَ سيّئةً وأحاطَت بهِ خَطيئتُهُ فأُولئكَ أصحابُ النارِ هُم فِيها خالِدُون * والَّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصالحاتِ أُولئك أصحابُ الجنّةِ هُم فِيها خالِدُون .

      تعليق


      • #33


        الشفاعة
        من يشفع.. ولمن ؟


        الشفاعة في اللغة
        الشفاعة من « شفع يشفع، طلب التجاوز عن سيئة كأنه ضم نفسه إليه معيناً له، فهو شافع وهم شافعون، وهو شفيع وهم شفعاء. والمشفَّع: المقبول الشفاعة »(1).
        وعُرِّفت أيضاً بأنها « السؤال في التجاوز عن الذنوب من الذي وقعت الجناية في حقه.
        قيل: ولا تُستعمل إلا بضم الناجي إلى نفسه مَن هو خائف من سطوة الغير »(2).

        الشفاعة في القرآن
        وردت هذه المادة في كتاب الله بصيغ متعددة. منها:
        قال تعالى: مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه البقرة:255.
        وقال تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى الأنبياء:28.
        وقال تعالى: لا يملكون الشفاعة إلا مَن اتخذ عند الرحمان عهداً مريم:87.
        وقال تعالى: فَهَلْ لنا من شفعاءَ فيشفعوا لنا الأعراف:53.
        وقال تعالى: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا مَن أذن له الرحمان ورضيَ له قولاً طه:45.
        وقال تعالى: قل لله الشفاعةُ جميعاً الزمر:45.
        ومن التأمل في هذه الآيات، وهي بعض ما وردت فيه هذه المادة في كتاب الله، وبعد إرجاع بعض الآيات إلى بعضها الآخر، يتضح أن الشفاعة، وإن نصّت بعض هذه الآيات ـ كالآية الأخيرة ـ على نفيها عن غير الله سبحانه وإثباتها لله وحده، إلا أن الآيات النافية لمقام الشفاعة عن غير الله إنما تنفيها عن غيره تعالى بمعنى الاستقلال في المُلْك والتصرّف، وحينئذٍ لا تتنافى معها الآيات المُثِبتة للشفاعة لغير الله سبحانه، لأنها إنما تثبتها لهذا الغير بإذنه تعالى وتمليكه، ومن المعلوم أن كل ما بالغير، لابد وأن ينتهي إلى ما بالذات، فالله هو المبدأ، وإليه المنتهى.
        ومن هنا يتضح أيضاً، أن مبدأ الشفاعة منسجم مع المبدأ العام للأسباب والمسببات، وليس فيه أي تعطيل لأي جانب من جوانب الحاكمية والتكليف، ولا المحكومية والانقياد.

        ممن تصحّ الشفاعة ؟
        لا ريب في أن تأثير الشفيع عند المشفّع لديه، لا يمكن أن يكون اعتباطياً من دون مقاييس، وإنما لابد من أن يتوافر ذلك الشفيع على صفات في نفسه، تكون موجبة لقربه إلى المولى، وعلو منزلته لديه، وكرامته عنده، واصطفائه من قِبَله. وهذه مرتبة لا ينالها إلا نبي مرسل، أو مَلَك مقرَّب، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان الخالص، أو شهيد في سبيل الله. وقد يُستفاد ذلك من بعض آيات كتاب الله(3).

        شفاعة نبينا محمد صلّى الله عليه وآله
        أجمع المسلمون على أن الشفاعة ثابتة لخاتم الأنبياء صلّى الله عليه وآله، ومقبولة منه عند الله سبحانه يوم القيامة، بشأن العصاة والمذنبين.
        وقد استُدل على شفاعته بقوله تعالى:
        ومن الليل فتهجَّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربُّكَ مقاماً محموداً الإسراء:79.
        فقد أجمع المفسرون(4) على أن المراد بالمقام المحمود، مقام الشفاعة.
        كما وردت عدة روايات دالة على شفاعته المقبولة يوم القيامة(5).

        شفاعة الأئمّة المعصومين من أهل البيت عليهم السّلام
        عند الشيعة الإمامية خاصة(6)، وعند كل مسلم منصف عامة، يأتي في طليعة الشفعاء بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم القيامة أئمّةُ المؤمنين من أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله، الذين أذهب اللهُ عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
        ومن هنا نفهم معنى الروايات(7) التي نصَّت على أن عليّ بن أبي طالب هو صاحب الحوض واللواء والصراط والإذن يوم القيامة!!

        شفاعة فاطمة عليها السّلام
        كما أنه عند الشيعة الإمامية خاصة، وعند كل مسلم منصف عامة، فإن في طليعة الشفعاء بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم القيامة، تأتي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة، كما نصّت على ذلك السنة المطهّرة(8).

        لمن تجري الشفاعة ؟
        مَن تجري في حقه الشفاعة ؟
        هل تجري في حق العصاة والمذنبين من أهل الكبائر في الدنيا ؟ فتُسِقط الشفاعةُ العقوبة تجاوزاً منه سبحانه.
        أو أنها تنال المؤمنين من أهل الطاعات والقُرُبات، فتكون سبباً لزيادة الحسنات لهم، ونماءً في ثوابهم ورفع درجاتهم ؟
        وبتعبير آخر: هل إنّ الشفاعة تفيد في زيادة الثواب، أو في درء العقاب ؟
        هذا هو محل الأختلاف الحاصل بين العلماء في الشفاعة.
        حيث ذهب المعتزلة، إلا أبا هاشم منهم(9)، إلى أن الشفاعة لا تكون إلا لمن يستحق الثواب من المؤمنين، ويكون متعلق الشفاعة طلب زيادة الثواب له وعلو الدرجات.
        وأما أصحاب الكبائر الذين يموتون بلا توبة، فلا شفاعة لهم، انسجاماً مع مذهبهم في خلود مرتكبها في النار.
        وقد اختار هذا الرأيَ جمهورُ الزيدية(10).
        في حين ذهب الإمامية الإثنا عشرية(11)، وجمهور الأشاعرة(12)، وأبو هاشم من المعتزلة(13)، إلى القول الأول، وهو أن الشفاعة إنما شُرِّعت لتنال العصاة من أهل الكبائر.

        اختيار واستدلال ونقاش
        ونحن نختار القول بأن الشفاعة إنما تجري بحق العصاة أصحاب الكبائر من المسْلمين، وذلك لأمور:

        أولاً: قوله تعالى فما تَنفعُهم شفاعةُ الشافعين المدّثر:48، فقد وردت هذه الآية، في معرض التهديد للكفار، الذين دلت عليهم الآية التي قبلها وكنا نكذّب بيوم الدين حكايةً عن أنفسهم، فالذي أخبرت عنهم الآية، وهو عدم الانتفاع بالشفاعة، إنما هم هؤلاء الكفّار، والفاسق الذي ندّعي شمول دليل الشفاعة له، لم يخرج بفسقه عن الإسلام، فلو كان حاله ـ كما يقول المعتزلة ومَن تابعهم ـ كذلك، لم يبق فرق في هذا التهديد بينه وبين الكافر، وكان تخصيص الكافر به من العبثية بمكان.. تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

        ثانياً: لو كانت الشفاعة ـ كما ذهب المعتزلة وأتباعهم ـ في خصوص زيادة الحسنات وعلو الدرجات فقط لأهل الطاعات دون أهل الكبائر، لَصحّ أن نكون شافعين في النبيّ صلّى الله عليه وآله حيث نطلب من الله له الدرجات الرفيعة، والفضيلة والوسيلة، وهذا باطل قطعاً، لأنه يُشترَط في الشافع علوُّ رتبة ومقامٌ وقرب عند الله من المشفوع فيه. وإذا كان التالي باطلاً، فالمقدَّم مثله.

        ثالثاً: الرواية(14) التي وردت عن النبيّ صلّى الله عليه وآله من عدة طرق، وهي قوله صلوات الله وسلامه عليه من جملة ما ورد فيها: « الشفاعة لأهل الكبائر من أُمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ».
        فإن هذه الرواية نصّت على أنّ الشفاعة إنما تَنال أهلَ الكبائر من المسلمين، وأكثر من هذا أنها نصّتْ أن أصحاب الطاعات والحسنات لا يحتاجون إلى شفاعة، فالشفاعة لدرء العقاب لا لجلب الثواب.

        رابعاً: إن الآيات التي استدل بها المعتزلة ومَن تابعهم على ما ادّعوه من أن الشفاعة لا تنال أصحاب الكبيرة ومنها: قوله تعالى واتقوا يوماً لا تَجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً ولا يُقبَل منها شفاعة البقرة:48.
        وقوله تعالى وما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع غافر:18.
        وقوله تعالى مِن قَبل أن يأتيَ يومُ لا بيعٌ فيه ولا خُلّةٌ ولا شفاعة البقرة:254.
        وقوله تعالى أفأنت تُنقذ مَن في النار الزمر:19.
        وقوله تعالى وما للظالمين من أنصار البقرة:270.
        وقوله تعالى وإنّ الفُجّار لَفي جحيم * يَصْلَونها يومَ الدين الانفطار:14 ـ 15.
        إنّ هذه الآيات كلّها لا تدل على المطلوب.
        أما الآيات الثلاث الأُولَيات، فهي نافية لمبدأ الشفاعة بقول مطلق، ولكن يوجد في قبالها آيات كثيرة تقرر مبدأ الشفاعة مع قيدِ ارتضاء الله لصاحبها، أو أذنهِ بها لمن اتخذ عند الرحمان عهداً، وحينئذٍ يمكن أن نحمل تلك الآيات النافية مطلقاً على الآيات المثبتة مع هذه القيود، من باب حمل المطلق على المقيَّد، فلا تعود الآيات تلك صالحة للاستدلال على مدعاهم.
        وأما الآيتان الرابعة والسادسة، فخارجتان عن محل الكلام، لأنهما واردتان في الكفار(15)، كما يدل عليه سياق الآيات السابقة واللاحقة، ونحن طبعاً لا ندّعي أن الشفاعة تنال الكافرين.
        وأما الآية الخامسة، بملاحظة سياقها، فهي واردة في مَن يمنعون الفقراء والمساكين حقوقَهم التي جعلها الله لهم في أموالهم، فالمقصود بالظلم، ظلمهم لهؤلاء المساكين بهذا المنع، ومعنى ذلك، أن مورد الآية آكل حقوق الناس، وهذا النوع من الظلم لا يكون موضوعاً للشفاعة التي ينحصر موضوعها في حقوق الله تعالى، كما لا يكون موضوعاً للتوبة.

        1 ـ معجم الفاظ القرآن الكريم / مجمع اللغة العربية ـ القاهرة ـ المجلد الثاني مادة: ش. فَ. عَ.
        2 ـ راجع محيط المحيط للبستاني مادة / ش. فَ. عَ.
        3 ـ بالنسبة لشفاعة الأنبياء راجع الآية:29 من سورة الأنبياء ـ وبالنسبة لشفاعة الملائكة فراجع الآية:26 من سورة النجم ـ وبالنسبة لشفاعة المؤمنين للشهداء فراجع الآية نفسها من سورة الحديد.
        4 ـ راجع التفسير الكبير للرازي 31:21، ومجمع البيان للطبرسي المجلد الثالث ص 435، وتفسير الميزان للعلامة الطباطبائي 176:13.
        5 ـ راجع فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 302:8 ـ 303، وتفسير الميزان للطباطبائي 179:13.
        6 ـ راجع كتاب الخصال للشيخ الصدوق / حديث الأربعمائة ص 610 وما بعدها.
        7 ـ راجع مستدرك الحاكم 138:3، وكنز العمال 402:6 ـ 403.
        8 ـ راجع فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ باب مناقب فاطمة ـ ومستدرك الحاكم 151:3 .
        9 ـ راجع شرح الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار ص 688.
        10 ـ راجع البحر الزخّار لابن المرتضى 80:1.
        11 ـ راجع شرح التجريد للعلامة الحلي ص 330.
        12 ـ راجع المواقف للإيجي 312:8 وما بعدها.
        13 ـ شرح الأصول الخمسة لعبد الجبار ص 689.
        14 ـ راجع أمالي الصدوق، والمواقف للإيجي 312:8، وصحيح البخاري كتاب الرّقاق.
        15 ـ راجع ما أردت من كتب التفسير في موارد الآيات المذكورة، للتأكد مما أوردناه.

        تعليق


        • #34


          الصِّراط المستقيم

          ما معنى الصراط ؟

          يدلّ الصراط ـ في معناه الأصليّ ـ على الطريق. وهو طريق خاصّ بسِماته ومزاياه، لا كسائر الطرق. إنّه الطريق الذي من شأنه أن يضمّ سالكيه ويطويهم في متنه. .و من شأنه ـ استمداداً من مادّة «صَرَطَ» اللغويّة ـ أن «يصرط» السائرين فيه ويبتلعهم، فلا يفكّهم حتّى يوصلهم إلى خاتمته ونهايته؛ إذ الصِّراط والسِّراط ـ ولهما دلالة واحدة ـ مشتّقان من «صرط» و «سرط» بمعنى: ابتلع وازدرد(1). وفي السّرط والابتلاع دلالة على التغييب والإخفاء، ممّا يوحي بأنّ الصراط يغيّب المارّين فيه ويصبغهم بصبغته المتميّزة.

          الصراط في القرآن
          وصف القرآنُ الكريم الطريقَ الحقَّ الذي يوصل إلى لقاء الله تعالى بالاستقامة؛ وقد ورد هذا الوصف في [32] موضعاً منه(2). كما نصّ على نعت «السَّويّ» للصراط في موضعين من آياته الشريفة(3)؛ تمييزاً لصراط الحقّ عن صراط الباطل.. الذي لابدّ أن يكون طريقاً أعوج، يبتلع أيضاً الداخلين فيه ويغيّبهم في أعماق ظلماته، ثمّ يمضي بهم في انحرافه واعوجاجه فلا يُفضي في النهاية إلاّ على بوّابة الجحيم. من هنا وُصِف الصراط الأعوج بـ «صراط الجحيم» في قوله تعالى: فآهْدوهُم إلى صراطِ الجحيم (4).



          استقامة الصراط

          اقترن صراط الحقّ بصفة الاستقامة. وهذه الصفة لها دلالة على التوسّط والاعتدال في الحركة والمسير، فلا مَزلّة إلى يمين ولا مَضلّة إلى شمال. وله كذلك دلالة على معنى السرعة في بلوغ الغاية الكبرى؛ ذلك أنّ استقامة الخطّ تجعله أقصر مسافة بين مبدئه ومنتهاه.. في حين يَسِم الاعوجاجُ الطريقَ بِسمات الطول والبطء والانحراف.

          دقّة الصراط وحدّته
          يوصف الصراط ـ إضافةً إلى الاستقامة ـ بصفتين أُخريَين تكشفان عن واقعيّة دقيقة، إذ قالت عنه روايات النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بأنّه «أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف»(5).. فكيف يكون صراط الله المستقيم على هذه الشاكلة من الدقّة الدقيقة والحدّة الحادّة ؟ وماذا تعني هاتان الصفتان في حاضر الإنسان وفي مستقبله حين يدخل في حقائق القيامة المنكشفة ؟



          الصراط صراطان
          لابدّ من التنويه أوّلاً بهذه الحقيقة، وهي أنّ الصراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. يقول الإمام الحسن العسكري عليه السّلام عن هذين الصراطين: «.. فأمّا الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قَصُر عن الغلوّ، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يَعدِل إلى شيء من الباطل. وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة... الذي هو مستقيم»(6).


          وهذا ممّا يكشف لنا سريعاً عن ارتباط الصراط بالمنهج الإلهيّ الذي أعدّه الله لتتعرّف عليه البشرية وتهتدي به في الحركة الصاعدة المتقدّمة دوماً إلى الأمام، والذي كان حُجج الله من أنبياء وأوصياء سلام الله عليهم هم الداعين إليه والدالّين عليه.

          صراطنا الآن

          الواقع أنّ المضمون الدينيّ المقدس ـ بما يتضمّن من التزام ومن رفض ـ ينبغي أن يصبغ بصبغته الأصيلة حياة الفرد وحياة الأمة، وهو الذي يغيّبهم في نوره وسعادته إذا نَهجوا فيه.. حتّى يبلّغهم الكمال اللائق المطلوب، فإذا هم بشر أسوياء. وهذا هو صراطهم في الدنيا.
          الآيات القرآنية أبانت هذه المعانيّ، وشوّقت للسلوك في طريق الاستقامة والاستواء ـ بما يستكنّ فيه من بهجة ونور ـ في مثل قوله عزّوجل: ومَن يَعتصِمْ باللهِ فقد هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم (7). وفي قوله على لسان أحد الأنبياء عليهم السّلام: إنّ الله ربّي وربّكم فاعبُدوه، هذا صراطٌ مستقيم (8)، وفي مثل خطابه المقدّس: وهذا صراطُ ربِّك مستقيماً (9)، وقوله مخاطباً النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله: وإنّك لَتدعوهم إلٍى صراط مستقيم (10).

          وكما تكون الهداية إلى الصراط هدايةَ إبانةٍ وكشف، تكون هداية إيصال وإبلاغ.. عبّر عنها قول الحقّ تعالى: وهُدوا إلى الطيّبِ مِن القولِ، وهُدوا إلى صراط الحميد (11).

          تحذير من الانزلاق
          إنّ الكشف عن سبيل الحقّ والهداية إلى الصراط المستقيم يستبطن تحذيراً من مفارقة الاستقامة، وتحذيراً من التفرّق ذات اليمين وذات الشمال.. فتزلّ قدم بعد ثبوتها. إحدى آيات القرآن المجيد نصّت على هذا التحذير الناهي عن الانزلاق من جادّة الصراط والانجرافَ في تيّارات السبل الأخرى الملتوية المضلِّلة. تقول آية سورة الأنعام: .. وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتَّبِعُوه ولا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فتَفَرَّقَ بكم عن سبيلهِ (12).


          ولا ريب أنّ التفرّق عن سبيل الله هو تفرّق عن الصراط المستقيم. وهذا يستتبع ـ لا محالة ـ اتّباعَ السبل الأخرى.. ممّا يجعل الإنسان يهوي في انتكاسة وجوديّة مدمِّرة تنقله من حالة الإنسان المعتدل السويّ الناهج منهج الكمال الإنسانيّ، إلى حالة انقلاب الموازين واضطراب الرؤية والانكفاء عن الحقيقة الوجوديّة الأصيلة. وهذه المقارنة بين النهجين تكشف عنها آية من سورة المُلك: أفَمَن يَمشي مُكِبّاً على وجهِه أهدى أم مَن يَمشي سَويّاً على صراطٍ مستقيم (13) ؟!


          لكلٍّ صراط
          الإنسان المؤمن يسلك ـ إذَن ـ خلال حياته في صراط. ولكلّ فرد صراطه الخاصّ.. الذي يتّخذ سَعتَه أو ضِيقه من مدى انفتاح صاحبه ـ ظاهراً وباطناً ـ على منهج الحقّ، ومن مدى اقترانه بالصدق. والمفروض أنّ المؤمن يحسّ بصراطه ويرى درب المسير الذي يصونه من التلفّت إلى غير منهج الله. وهو يستطيع أن يقيس سعة صراطه الخاصّ وضيقه بمقدار الحقّ فيما يعتقد، وبمقدار الصدق فيما يعمل ويمارس.. أي: بمقدار استمساكه بعقيدة الولاية والبراءة الإلهيّة (أو الالتزام والرفض).. فيُعظِّم ما عظّمَ اللهُ، ويُهوِّن ما هوّن اللهُ، في تفصيلات حياته، وفي دقائق سيرته اليوميّة المتجدّدة.



          صراط الآخرة
          صراط الإنسان في الدنيا هذا.. سوف يتجلّى يوم القيامة: جسراً ممدوداً على متن جهنّم، لابدّ للوصول إلى نعيم الجِنان من المرور عليه. معنى هذا: أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الأرضيّة، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان في عالم الانكشاف الأخرويّ المبين.


          وهو جسر تصفه الروايات بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم. ويصوّر حديث للإمام الصادق عليه السّلام مسير الناس آنذاك على الصراط:
          «هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف:
          فمنهم مَن يمرّ عليه مثلَ البرق.
          ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس.
          ومنهم من يمرّ عليه ماشياً.
          ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً.
          ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً.. فتأخذ النار منه شيئاً، وتترك منه شيئاً»(14).


          وهذا المرور مَنوط ـ سرعةً وبُطءً ـ بقدر نور المارّين، وتتفاوت سرعة المشي بتفاوت نور اليقين، ذلك أنّ المعرفة اليقينيّة والأعمال الخالصة هي في حقيقتها الوجوديّة أنوار، ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله إلاّ بقوّة أنوارهم.. قال تعالى: يومَ تَرى المؤمنينَ والمؤمناتِ يَسعى نورُهم بين أيديهم وبأيمانِهم (15).
          والنور هناك ليس «بكثرة الأعمال. إنّما النور بعِظَم نور الأعمال. وإنّما يَعظُم نور العمل على قدر ما في القلب من نور القُربة. وكلّ نور أقرب إلى الله فهو أقوى وأنوَر. فكم مِن رجُل قلّ عمله هناك، سبق إلى الجنّة مَن هو أربى منه أضعافاً مضاعفة. ألاَ ترى إلى قوله صلّى الله عليه وآله لمعاذ بن جبل: خلِّص.. يَكفِك القليل من العمل »(16).

          الصراط مظهر الرحمة

          والصراط ـ دنيويّاً وأُخرويّاً ـ مظهر للرحمة الإلهيّة، فهو ـ لهذا ـ صراط للمؤمنين، لا يجوز عليه أهل الكفر والعناد؛ لأنّ النار قد التقطَتْ من الموقف قادتهم وكبراءهم، واتّبعهم أتباعهم المنقادون إليهم.



          والإسلام ـ وهو صراط الدنيا ـ قد أظهره الله تعالى لعباده من رحمته. فلمّا قبلوه ولم يَفُوا به.. جعل تلك الرحمة جسراً يمرّون عليه، فمَن ضيّع منهم شيئاً من الإسلام فقد ضيّع من تلك الرحمة التي رحمه الله سبحانه بها، فصعُب عليه المرور عليه.
          والدقّة والاتّساع في الصراط إنّما تكون على قدر ما قَبِل المرء من تلك الرحمة؛ فالدقة للمذنبين، والسَّعة للمتّقين، والجادّة الواسعة للأنبياء والأوصياء والأولياء.. يمرّون كومضة البرق.

          نحو لقاء الله
          إنّ كلّ صراط يسلكه أفراد البشر في الدنيا فلابدّ أن يؤدّي بصاحبه إلى لقاء الله. والفارق العظيم هو أنّ الصراط المستقيم يؤدّي بسالكه إلى لقاء الله في مظهر الاسم (الرحمن الرحيم).. الموصل إلى جنّات النعيم.


          والصراط الملتوي المعوجّ يسوق أهله إلى لقاء الله في مظهر الاسم (القهّار والمنتقم والجبّار).. حيث يستقرّ أصحاب هذا الطريق في طبقات النيران وعذابات الجحيم.


          الصراط.. والنور
          (النور) في استعمال التعبير القرآنيّ غير منفصل عن استقامة الصراط. في حين تقترن (الظلمات) بصراط الجحيم وبالسبل الأخرى المفرِّقة عن سبيل الله، فليس مجازاً كلام القرآن عن النور والظلمة بمعنى: الهدى والضلال.


          إنّ النور القرآنيّ نور حيّ شاخص في الواقع. وتحذير القرآن من ظلمة الكفر والفسوق والعصيان هو تحذير من ظلمة كائنة لها وجود؛ لكنّ خَدَر الظلام ربّما يشتمل على الإنسان ويحيط به، فلا يشعر بسواده الخانق في غالب الحالات.

          أمّا أهل النور.. فإنّهم يحسّون بالانكشاف والبهجة، فيمنحهم هذا النور رؤية واضحة دقيقة يبصرون بها يوميّات حياتهم، ويعرفون بوضوحٍ معتقداتهم، ويشخّصون بجلوة ـ أجلى من ضوء النهار ـ مواقفهم.

          إنّهم مُتشبِّعون باليقين والإخلاص، ومتنوِّرون من الداخل بجمال التوحيد في المعتقد وفي العمل.. فهم يمشون في حياتهم: في النور، ومن خلال النور، ويغذّون السير تلقاء عوالم من النور أرقى وأسمى.


          الصراط.. والطغيان
          الطغيان والاستكبار على الله سبحانه ـ في التعبير القرآنيّ ـ من لوازم الخروج عن استقامة الصراط والوقوع في المزلاّت: فاستَقِمْ كما أُمِرتَ ومَن تابَ معك ولا تَطْغَوا، إنّه بما تعملون بصير (17).


          ومَن ينحرف عن صراط الله ويَتَعدَّ حدوده فإنّما يكون قد تمرّد على الله. والتمرّد يعني ـ فيما يعني ـ أن يطغى المرء ويرى نفسه ـ عامداً أم غير عامد ـ أكبر من أن يُسالم الله ويتطامن لربوبيّته، فيكون قد استكبر على الله.. تماماً كما فعل إبليس من قبلُ لمّا طغى واستكبر على الله، فكان أباً لكلّ طغيان ولكلّ استكبار.


          أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف
          ما من شكّ أنّ التمسّك بالحقّ والالتزام بالموقف التوحيديّ الراسخ ـ بما يتطلّب من البراءة والرفض لكلّ مُطاع من دون الله، أفكاراً أم أشخاصاً أم أعمالاً ـ إنّما يشبه المشي في طريق ضيّق شديد الضِّيق، حادّ بارز الحدّة.. كأنّما هو نصلة سيف! وهذا يذكّر بالنصوص التي تنعت طريق الحقّ بأنّه محفوف بالمكارِه(18)، وبأنّ القابضين على دينهم كالقابضين على الجمر(19).

          إلى جوار هذا.. فإنّ نهج الصراط التوحيديّ نفسه ـ بصرف النظر عن الظروف الخارجيّة ـ يتّسم بدقّة دقيقة ورهافة شديدة، لا يبلغ درجاتها العالية ومَراقيها الرفيعة إلاّ أهل الصدق وأهل الإصرار على مواصلة الطريق.

          إنّ السعي الإنسانيّ على الصراط ينبغي أن يكون سعياً موسوماً بالإقبال والإخلاص. والسلوك فيه بغيرهما لا يكون إلاّ شكلاً ظاهريّاً لا يُغني في عالم الحقائق شيئاً. معنى هذا: أن السلوك الديني لابدّ أن يكون نابعاً من بصيرة، صادراً عن همّة عالية مقبلة على الله. مِن أجل هذا كان الإذعان لمظاهر الدين بسبب الإكراه ممّا لا جدوى فيه ولا نجاة معه. ومن أجل هذا كان لا إكراه في الدِّين بعدما تَبيّنَ الرُّشدُ من الغَيّ (20).

          ومن هنا كان ظاهر الإيمان الذي يتستّر على غير الإيمان ـ وهو النفاق ـ ممّا لا خير فيه، بل هو وَبال على أهله وزيادة في الكفر.

          الصراط.. بين التعرّف النظري.. والسلوك العملي
          للصراط قيمة عليا وأهميّة كبرى في وجود الإنسان، لا يصحّ أن يُغفَل عنها. يكفي أن نتذكّر أنّ الله الرؤوف الرحيم قد علّمنا أن ندعوه طالبين منه هدايتنا إلى الصراط المستقيم: كشفاً وزيادة تثبيت. في قرآن الصلاة اليوميّة ندعوه [17] مرّة في الأقلّ: إهدِنا الصراطَ المستقيم. صراطَ الذين أنعمتَ عليهم، غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالّين (21).


          والتعرّف على الصراط من أهمّ حقائق الحياة التّوحيديّة، ومن أوفرها التحاماً بواقع الإنسان. وهذه الحقيقة لها ـ في سياق التعرّف ـ أُفقان ملتحمان: أفق الإدراك والتلقّي من أجل الاستيعاب والتمييز، وأفق السلوك الواقعيّ من خلال هذا الإدراك، لتحقيق الاستقامة العمليّة التي تتحقّق بها إنسانيّة الإنسان.. قال الله عزّوجلّ: الذينَ قالوا: ربُّنا الله، ثمّ استقاموا (22).

          والاكتفاء بالتعرّف الذهنيّ على (الصراط) دون أن ينطلق المرء للتلّبس فيه: مُعايَشة، واقتراباً، وتقدّماً.. ليس فيه كبير نفع، بل لعلّه يكون نوعاً من «التكاثر» الفكري غير المحمود. المهمّ أن يجد المرء نفسه سالكاً في وسط الصراط، ماضياً فيه إلى الأمام، آخِذاً ما عرفه بقوّة خُذوا ما آتَيناكُم بِقوّة (23).. وتلك من علامات الفوز، ومن علامات المشي سويّاً على صراط مستقيم.

          * * *

          أحاديث مختارة

          1 ـ استقامة الصراط


          • الإمام عليّ عليه السّلام: اليمين والشمال مَضَلّة، والطريق الوسطى هي الجادّة: عليها باقي الكتاب وآثار النبوّة، ومنها مَنفَذ السنّة، وإليها مصير العاقبة(24).

          • الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ الناس أخذوا يميناً وشمالاً، وإنّا وشيعتنا هُدِينا الصراطَ المستقيم
          (25).


          2 ـ تفسير الصراط

          • الإمام الصادق عليه السّلام، في تفسير قوله تعالى: « إهْدِنا الصراطَ المستقيم »: أرشِدْنا الصراط المسقتيم، أرشِدْنا للزوم الطريق المؤدّي إلى محبّتك، والمبلّغ إلى جنّتك، مِن أن نتّبع أهواءنا فنعطب
          (26).


          • الإمام الصادق عليه السّلام: هو الطريق إلى معرفة الله عزّوجلّ. وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة؛ فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة؛ مَن عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مَرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة(27).


          3 ـ وصف الصراط

          • رسول الله صلّى الله عليه وآله: الصراط أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف(28).

          • رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ على جهنّم جسراً أدقّ من الشَّعر وأحدّ من السيف(29).

          • الإمام الصادق عليه السّلام: الصراط أدقّ من الشَّعر ومن حدّ السيف(30).


          4 ـ ما يثبت على الصراط
          رسول الله صلّى الله عليه وآله: أثبتُكم قَدَماً على الصراط أشدُّكم حبّاً لأهل بيتي(31).


          • رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة أقعُد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط، فلا يجوز على الصراط إلاّ مَن كانت معه براءة بولايتك(32).

          • رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو يقول لعلي عليه السّلام: ما ثَبَت حبّك في قلب أمرئٍ مؤمن، فزلّت به قدمُه على الصراط إلاّ ثَبَتتْ له قدم.. حتّى أدخله الله بحبّك الجنّة(33).


          5 ـ مَفارز تفتيش على الصراط
          • رسول الله صلّى الله عليه وآله:.. ثمّ يوضع عليها [أي على جهنّم] الصراط... عليها ثلاث قَناطِر، فأمّا واحدة فعليها الأمانة والرَّحم، وأمّا ثانيها فعليها الصلاة، وأمّا الثالثة فعليها عَدل ربّ العالمين لا إله غيره(34).
          • الإمام الصادق عليه السّلام، في قول الله عزّوجلّ « إنّ ربَّكَ لَبِالمِرْصاد »: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبدٌ بمظَلَمة(35).


          6 ـ المرور على الصراط
          • رسول الله صلّى الله عليه وآله: والناس على الصراط؛ فمتعلّق بِيَد، وتزول قَدَم، ويستمسك بقَدَم
          (36).

          • رسول الله صلّى الله عليه وآله: والناس عليه: كالبرق وكطرفة العين، وكأجاوِد الخيل والركاب، وشَدّاً على الأقدام؛ فناجٍ مُسلَّم، ومخدوش مُرسَل، ومطروح فيها(37).

          • رسول الله صلّى الله عليه وآله:... فمنهم مَن يمضي عليه كلمح البرق، ومنهم مَن يمضي عليه كمَرِّ الريح، ومنهم مَن يُعطى نوراً إلى موضع قدمه، ومنهم مَن يحبو حبواً وتأخذ النار منه بذنوبٍ أصابها(38).

          • في مناجاة النبيّ موسى عليه السّلام: إلهي، ما جزاء مَن تلا حكمتك سرّاً وجَهراً ؟ قال: يا موسى، يمرّ على الصراط كالبرق(39).


          ---


          1ـ لاحظ: القاموس المحيط مادة «سرط» و «صرط».
          2ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، مادة «صرط».
          3ـ سورة طه (30) 135، سورة مريم (19) 43.
          4ـ سورة الصافّات (37) 23.
          5ـ لاحظ الأحاديث المختارة في آخر البحث، تحت عنوان: وصف الصراط/3.
          6ـ بحار الأنوار 9:24 الحديث 1.
          7ـ سورة آل عمران (3) 101.
          8ـ سورة آل عمران (3) 51.
          9ـ سورة الأنعام (6) 126.
          10ـ سورة المؤمنون (23) 73.
          11ـ سورة الحجّ (22) 24.
          12ـ سورة الأنعام (6) 153.
          13ـ سورة الملك (67) 22.
          14ـ أمالي الصدوق 149 الحديث 4.
          15ـ سورة الحديد (57) 12.
          16ـ أسرار الآيات 195.
          17ـ سورة طه (20) 81.
          18ـ لاحظ مثلاً: بحار الأنوار 72:71 الحديث 16 ، 142:1 الحديث 9.
          19ـ لاحظ مثلاً: الكافي 216:2 الحديث 2؛ كنز العمّال ـ الحديث 43601؛ بحار الأنوار 100:77 الحديث 12.
          20ـ سورة البقرة (2) 256.
          21ـ سورة الفاتحة (1) 6 ـ 7.
          22ـ سورة الأحقاف (46) 13.
          23ـ سورة البقرة (2) 93.
          24ـ نهج البلاغة، الخطبة 16.
          25ـ الكافي 246:2 الحديث 5.
          26ـ بحار الأنوار 238:47 الحديث 23.
          27ـ بحار الأنوار 11:24 الحديث 3.
          28ـ بحار الأنوار 65:8 الحديث 2.
          29ـ كنز العمّال، الحديث 39036.
          30ـ بحار الأنوار 64:8 الحديث 1.
          31ـ فضائل الشيعة 48 الحديث 3.
          32ـ بحار الأنوار 70:8 الحديث 19.
          33ـ فضائل الشيعة 48 الحديث 4.
          34ـ بحار الأنوار 65:8 الحديث 2.
          35ـ ثواب الأعمال 321 الحديث 2.
          36ـ البحار 65:8 الحديث 2.
          37ـ كنز العمّال، الحديث 39034.
          38ـ كنز العمّال، الحديث 39036.
          39ـ بحار الأنوار 197:92 الحديث


          تعليق


          • #35
            ماذا تقصدين ؟؟

            رؤية موضوعك الخالية البُعد .


            عن أية سهولة و سطحية تتكلمين ؟؟!!

            سبب الخلق والخليقة ولما هناك حياة الدنيا ولما حياة الآخرة

            تعليق


            • #36
              المشاركة الأصلية بواسطة -أمةُ الزهراء-
              ماذا تقصدين ؟؟

              رؤية موضوعك الخالية البُعد .


              عن أية سهولة و سطحية تتكلمين ؟؟!!

              سبب الخلق والخليقة ولما هناك حياة الدنيا ولما حياة الآخرة


              أين الرؤية الخيالية في الموضوع ؟؟

              مع العلم أنه تم الإستشهاد بالآيات القرآنية في كل محور من محاور الموضوع ... فهل تعتبرين طرح القرآن لأحداث يوم القيامة هو طرح خيالي ؟؟!!

              تعليق


              • #37
                الخيال!

                من تكلم عن الخيال ؟

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة -أمةُ الزهراء-
                  الخيال!

                  من تكلم عن الخيال ؟
                  انتي قلتي بأن رؤية الموضوع خيالية ..!!!

                  تعليق


                  • #39
                    رؤية موضوعك الخالية البُعد .

                    تعليق


                    • #40
                      جواز الصراط بصلاح أعمال المرء لا بعلي أو بغير علي ....

                      هل علي الذي تتحدث عنه صديقك في المدرسة ??
                      انه علي عليه السلام
                      يا اخي على الاقل قل علي عليه السلام او رضي الله عنه ولا ولا تتحدث عنه كانه اخوك الصغير ....
                      وثانيا هل سالت نفسك هذا السؤال : هل يعبر الصراط المستقيم احد الذين ذكرتهم ان كان يبغض علي عليه السلام ????
                      اي مسلم على وجه الكرة الارضية مهمن كان هل يعبر الصراط ان كان يبغض عليا عليه السلام ????

                      عناد في عناد هو مذهب اهل سنة عمر بن الخطاب وجماعة الباطل وهم جماعة معاوية


                      تعليق


                      • #41
                        الأخ النفيس غير مطلع على كتبه حتى أبوبكر يقول هذا !!!

                        ننقل له ماجودنا
                        :

                        روى ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) قال:

                        روى ابن السمان أن أبا بكر قال لعلي عليه السلام :
                        سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :


                        ( لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علىّ الجواز) *


                        * - الصواعق المحرقة: 126 (طبعة. مكتبة القاهرة) .


                        ورواه الطبري في ذخائر العقبى: 71 (طبعة. مكتبة القدس بمصر)



                        قال رسول صلى الله عليه وآله :



                        ( إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة،


                        وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان،


                        وهو جالس على كرسي من نور، يجري بين يديه التسنيم (1)


                        فلا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف [على الجنة]


                        فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار


                        أخرج هذا الحديث الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) (3).

                        وأخرجه المحب الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) (4).
                        وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (5).

                        وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب)، وأبو بكر بن شهاب الدين الشافعي في (رشفة الصادي)،

                        وروى الحديث جماعة من الصحابة غير أبي بكر، كابن عباس، وابن مسعود (6).



                        1- التسنيم: نهر في الجنة.

                        2 - مقتل الحسين عليه السلام: 39 (ط. الغري) ورواه في مناقبه أيضا " ص 42 (ط. تبريز).
                        3 - { ج 1 الباب 54 } عنه إحقاق الحق: 7 / 116.
                        4 - { ج 2 ص 173 و ص 177 - 244 }.
                        5 - { ج 3 ص 161 }.

                        6 - لزيادة الاطلاع، راجع إحقاق الحق: 7 / 114 - 121 و ج 17 / 158 - 162 7

                        - قال المؤلف: وإنما حذفناها طلبا " للاختصار.



                        قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي :


                        (أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، وهذا لك) * .


                        * الصواعق المحرقة : 126. قال القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة): 84


                        (طبعة. اسلامبول): وفي جواهر العقدين قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر الكناني أنه قال... وذكر مثله.

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
                          الأخ النفيس غير مطلع على كتبه حتى أبوبكر يقول هذا !!!
                          ننقل له ماجودنا:
                          روى ابن الحجر في (الصواعق المحرقة) قال:
                          روى ابن السمان أن أبا بكر قال لعلي عليه السلام :

                          سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :


                          ( لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علىّ الجواز) *
                          * - الصواعق المحرقة: 126 (طبعة. مكتبة القاهرة) .
                          ورواه الطبري في ذخائر العقبى: 71 (طبعة. مكتبة القدس بمصر)
                          قال رسول صلى الله عليه وآله :
                          ( إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة،
                          وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان،
                          وهو جالس على كرسي من نور، يجري بين يديه التسنيم (1)
                          فلا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف [على الجنة]
                          فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار


                          أخرج هذا الحديث الحمويني الشافعي في (فرائد السمطين) (3).

                          وأخرجه المحب الطبري الشافعي في (الرياض النضرة) (4).

                          وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (5).

                          وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب)، وأبو بكر بن شهاب الدين الشافعي في (رشفة الصادي)،

                          وروى الحديث جماعة من الصحابة غير أبي بكر، كابن عباس، وابن مسعود (6).

                          التسنيم: نهر في الجنة.
                          2 - مقتل الحسين عليه السلام: 39 (ط. الغري) ورواه في مناقبه أيضا " ص 42 (ط. تبريز).

                          3 - { ج 1 الباب 54 } عنه إحقاق الحق: 7 / 116.

                          4 - { ج 2 ص 173 و ص 177 - 244 }.

                          5 - { ج 3 ص 161 }.

                          6 - لزيادة الاطلاع، راجع إحقاق الحق: 7 / 114 - 121 و ج 17 / 158 - 162 7

                          - قال المؤلف: وإنما حذفناها طلبا " للاختصار.
                          قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي :
                          (أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي، وهذا لك) * .

                          * الصواعق المحرقة : 126. قال القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة): 84

                          (طبعة. اسلامبول): وفي جواهر العقدين قد أخرج الدارقطني، عن أبي الطفيل عامر الكناني أنه قال... وذكر مثله.

                          عموما كلنا سنشهد يوم القيامة ، و لن يغيب عنه أحد منا .. و سنرى إن كان فعلا جواز الصراط يكون بتوقيع من علي بن أبي طالب أو لا ..
                          و سنرى هل علي بن أبي طالب هو من سيكون له مفتاح الجنة يدخل فيها من يشاء ، أم أنه سيكون ممن يقول : نفسي نفسي . حاله حال باقي البشر ، حيث كل إنسان مشغول بنفسه يطلب النجاة من هول ذلك اليوم ..!!

                          تعليق


                          • #43
                            بل أكثر وأكبر مما تتوقع وإلا لما هي القيامة ؟

                            هذه السطحية التي أتحدث عنها .

                            إنك لن تدخل الجنة إلا بفضل من الله ورضوان وليس بعملك . ولن تدخل النار إلا بغضب من الله وهنا سبب دخولك عملك .


                            الحمد للله على باديء النعم.

                            تعليق


                            • #44
                              المشاركة الأصلية بواسطة النفيس

                              و بإذن الله تعالى في موضوع آخر - إن شاء المولى - سأكتب في عجالة أيضا عن النار و مافيها من عذاب و دركات ، و عن الجنة و ما فيها من نعيم و درجات ، و كيف يدخل أهل النار النار و من هو أول من يدخلها و آخر من يخرج منها ، و كيف يدخل أهل الجنة الجنة و من هو أول من يدخلها و من هو آخر من سيدخلها .....
                              وهل سيخرُج مِنها مَن يدخُلها ؟!؟!

                              تعليق


                              • #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة نصرالشاذلى
                                وهل سيخرُج مِنها مَن يدخُلها ؟!؟!
                                طبعا .. هناك أناس سيدخلون النار ثم يخرجون منها ..

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X