السابع عشر : العالم الشيعي آية الله السيد محمد تقي المدرسي
قال هذا الشيخ المعروف في كتابه ( الإمام علي ) عليه السلام قدوة وأسوة :
و من جهة ثانية ، كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ، ويعملون بنصائحه وقضائه ويشيدون به في أكثر من مناسبة ..
فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين .
وقد ثبت تاريخيّاً : أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة ، فسلمان تولى ولاية فارس في المدائن ، وهو من أقرب أنصار الإمام (ع) وأشهدهم إخلاصاً له . والإمام الحسن المجتبى (ع) شارك في جيش الإسلام الذي فتح اللـه على يديه بلاد الفرس ، كما أن الإمام نفسه استخلفه الخليفة الثاني عند ذهابه إلى فلسطين .
ونستوحي من حديث مأثور عن الإمام الصادق (ع) أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً بين الأجنحة المختلفة ، بينما استبد جناح بني أمية بالحكم في عهد الخليفة الثالث ، وخلص الحكم - بعد الإنتفاضة وقتل الخليفة - للجناح الأول الذي كان يقوده الإمام علي ، وأولي البصائر من المهاجرين والأنصار : ولذلك ثارت ثائرة أصحاب عُثمان وتمرد الأمويون ومَن اتَّبعهم على حكم الإمام علي (ع) انتهى
المصدر :
http://www.almodarresi.com/books/595/e219olw9.htm
أقول : لن نعلق على طعنه في ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه لأن هذا ليس نقطة البحث وانما الكلام عن الصديق والفاروق رضوان الله عليهما , فنقول مستعينين بالله :
1- قوله [ كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ] وهذا يوضح لنا أن قول بعض المخالفين أن الخلفاء كانوا ينكرون فضل الكرار رضي الله عنه ويجحدون مآثره ومحاسنه غير تام .
2- قوله [ ويشيدون به في أكثر من مناسبة ] يجعلنا نتسائل : هل من يكره شخص ويبغضه ويناصبه العداء يشيد به في أكثر من مناسبة ؟!
3- قوله [ فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين ] الصديق يقول ( وعلي فيكم ) وعمر يقول ( لولا علي ) وهذا الكلام قد يكون أمام الناس ولذلك نقلوه , كيف يصدر مثل هذا الكلام ممن يبغض الامام علي ويكرهه ويبغضه ؟! هل يعجزهم أن يقاتلوه كما حصل بينه وبين معاوية ؟! لماذا لم يقاتلوه وكانوا يشيدون به وليسوا مجبروين على هذا الأمر لاسيما وزمام الأمور بيدهم ؟! ولماذا لم يكن الكرار رضي الله عنه يلعنهما ؟ ألا يؤكد هذا أنهما لم يناصبا أهل البيت العداء وانه على فرض ان يكون صدر منهما ظلم لأهل البيت فقد قابل اهل البيت الاساءة بالإحسان وهذا من كمال اخلاقهم وعلو منزلتهم وهذا ماينبغي على شيعتهم أن يقابلا الشيخين بهذا الإحسان اسوة بأئمتهم ؟!
4- أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة .
5- أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً .
وعلى كل حال : علينا أن ننظر بعين الإنصاف لا بعين السخط التي تسئ الظن في كل فعل حصل من قبل الشيخين رضي الله عنهما , فمن السهل أن أؤول كل فعل صدر ممن أكره على جانب سلبي , كما فعل الخوارج في تأويل افعال الكرار رضي الله عنه , ومع بطلان تأويلاتهم وسقوطها إلا ان المقصود أن التأويل السلبي لأفعال من نبغضه ونكرهه لا يعجز عنه أحد فتأمل .
وأيضا قال هذا الإثني عشري تحت عنوان ( حرب الجمل ) ما نصه :
ثم مشى الإمام (ع) إلى عائشة وهي الباقية من قيادات المعارضة فاستقبلته صفية بنت الحارث وقد ثكلت بابنها فقالت له :
يا علي !. يا قاتل الأحبة ، يا مفرق الجمع ، أيتم اللـه منك بنيك كما أيتمت ولد عبد اللـه منه . فمشى عنها ولم يرد عليها . ثم دخل على عائشة فسلم عليها وقعد عندها ، فأخذت تعتذر إليه وتقول : إني لم افعل . فلما خرج الإمام أعادت صفية قولها المنكر للإمام فكفَّ عنها ولكنه قال : وهو يشير إلى بعض غرف الدار : أَما لَهممتُ أن أفتح هذا الباب وأقتل مَن فيه . ثم هذا فأقتل مَن فيه ، ثم هذا فأقتل من فيه . وكان أناس من مجرمي الحرب قد لجأوا إلى عائشة ، منهم مروان بن الحكم وعبد اللـه بن الزبير ، فتغافل الإمام (ع) عنهم . فقال رجل من الأزد وهو يشير إلى صفية ، واللـه لاتغلبنا هذه المرأة فغضب الإمام ، وقال :
" صه ، لا تهتكنّ ستراً ، ولا تدخلنّ داراً ، ولا تهيجنّ امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسفهن أمراءكم وصلحاءكم ، فإنهن ضعاف . ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن ، وإنهن لَمُشركات " 77 .
وهكذا أدب الإمام أصحابه كيف يتعاملون مع أعدائهم بالرفق ، بالرغم من أن أنهراً من الدم قد جرت بينهم . ثم مضى الإمام إلى بيت المال وقسم ما فيه على الجند بالسوية ، فأعطى كل واحد خمسمائة ، وأخذ ايضاً خمسمائة ، وجهَّز عائشة بما تحتاج من مركب وزاد ، وأرسلها إلى المدينة واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات ، وأرسل معها أخاها محمداً ، وكان من أقرب أصحاب الإمام إليه . واستخلف على البصرة ابن عباس وكتب إليه عهداً قال فيه .. فارغب راغبهم بالعدل عليه والانصاف له والاحسان إليه ، وحل عقدة الخوف عن قلوبهم .
المصدر من موقعه الرسمي :
http://www.almodarresi.com/books/595/e219olwi.htm
أقول : تأمل التالي :
1- أن الكرار رضي الله عنه هو الذي دخل على أم المؤمنين رضي الله عنها , وأنه هو الذي أبتدأها بالسلام ,
2- لم يكفتي بالدخول والابتداء بالسلام بل قعد عندها ,
3- أم المؤمنين اعتذرت للكرار , والإعتذار منها يدل على تقديرها للكرار وندمها على خروجها الذي تبين لها انه مرجوح وسيأتي ان الندم توبة , وأيضا الإعتذار عند كرام القوم مقبول .
4- أكرم أم المؤمنين وجهزها بأفضل ما يكون , والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية والاعمال بخواتيمها ,
سبحان الله سلم عليها واعتذرت له وجهزها بما تحتاج , كيف يتقابل هذا مع لعنها وسبها وشتمها والانتقاص من قدرها ؟!
قال هذا الشيخ المعروف في كتابه ( الإمام علي ) عليه السلام قدوة وأسوة :
و من جهة ثانية ، كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ، ويعملون بنصائحه وقضائه ويشيدون به في أكثر من مناسبة ..
فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين .
وقد ثبت تاريخيّاً : أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة ، فسلمان تولى ولاية فارس في المدائن ، وهو من أقرب أنصار الإمام (ع) وأشهدهم إخلاصاً له . والإمام الحسن المجتبى (ع) شارك في جيش الإسلام الذي فتح اللـه على يديه بلاد الفرس ، كما أن الإمام نفسه استخلفه الخليفة الثاني عند ذهابه إلى فلسطين .
ونستوحي من حديث مأثور عن الإمام الصادق (ع) أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً بين الأجنحة المختلفة ، بينما استبد جناح بني أمية بالحكم في عهد الخليفة الثالث ، وخلص الحكم - بعد الإنتفاضة وقتل الخليفة - للجناح الأول الذي كان يقوده الإمام علي ، وأولي البصائر من المهاجرين والأنصار : ولذلك ثارت ثائرة أصحاب عُثمان وتمرد الأمويون ومَن اتَّبعهم على حكم الإمام علي (ع) انتهى
المصدر :
http://www.almodarresi.com/books/595/e219olw9.htm
أقول : لن نعلق على طعنه في ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه لأن هذا ليس نقطة البحث وانما الكلام عن الصديق والفاروق رضوان الله عليهما , فنقول مستعينين بالله :
1- قوله [ كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ] وهذا يوضح لنا أن قول بعض المخالفين أن الخلفاء كانوا ينكرون فضل الكرار رضي الله عنه ويجحدون مآثره ومحاسنه غير تام .
2- قوله [ ويشيدون به في أكثر من مناسبة ] يجعلنا نتسائل : هل من يكره شخص ويبغضه ويناصبه العداء يشيد به في أكثر من مناسبة ؟!
3- قوله [ فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين ] الصديق يقول ( وعلي فيكم ) وعمر يقول ( لولا علي ) وهذا الكلام قد يكون أمام الناس ولذلك نقلوه , كيف يصدر مثل هذا الكلام ممن يبغض الامام علي ويكرهه ويبغضه ؟! هل يعجزهم أن يقاتلوه كما حصل بينه وبين معاوية ؟! لماذا لم يقاتلوه وكانوا يشيدون به وليسوا مجبروين على هذا الأمر لاسيما وزمام الأمور بيدهم ؟! ولماذا لم يكن الكرار رضي الله عنه يلعنهما ؟ ألا يؤكد هذا أنهما لم يناصبا أهل البيت العداء وانه على فرض ان يكون صدر منهما ظلم لأهل البيت فقد قابل اهل البيت الاساءة بالإحسان وهذا من كمال اخلاقهم وعلو منزلتهم وهذا ماينبغي على شيعتهم أن يقابلا الشيخين بهذا الإحسان اسوة بأئمتهم ؟!
4- أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة .
5- أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً .
وعلى كل حال : علينا أن ننظر بعين الإنصاف لا بعين السخط التي تسئ الظن في كل فعل حصل من قبل الشيخين رضي الله عنهما , فمن السهل أن أؤول كل فعل صدر ممن أكره على جانب سلبي , كما فعل الخوارج في تأويل افعال الكرار رضي الله عنه , ومع بطلان تأويلاتهم وسقوطها إلا ان المقصود أن التأويل السلبي لأفعال من نبغضه ونكرهه لا يعجز عنه أحد فتأمل .
وأيضا قال هذا الإثني عشري تحت عنوان ( حرب الجمل ) ما نصه :
ثم مشى الإمام (ع) إلى عائشة وهي الباقية من قيادات المعارضة فاستقبلته صفية بنت الحارث وقد ثكلت بابنها فقالت له :
يا علي !. يا قاتل الأحبة ، يا مفرق الجمع ، أيتم اللـه منك بنيك كما أيتمت ولد عبد اللـه منه . فمشى عنها ولم يرد عليها . ثم دخل على عائشة فسلم عليها وقعد عندها ، فأخذت تعتذر إليه وتقول : إني لم افعل . فلما خرج الإمام أعادت صفية قولها المنكر للإمام فكفَّ عنها ولكنه قال : وهو يشير إلى بعض غرف الدار : أَما لَهممتُ أن أفتح هذا الباب وأقتل مَن فيه . ثم هذا فأقتل مَن فيه ، ثم هذا فأقتل من فيه . وكان أناس من مجرمي الحرب قد لجأوا إلى عائشة ، منهم مروان بن الحكم وعبد اللـه بن الزبير ، فتغافل الإمام (ع) عنهم . فقال رجل من الأزد وهو يشير إلى صفية ، واللـه لاتغلبنا هذه المرأة فغضب الإمام ، وقال :
" صه ، لا تهتكنّ ستراً ، ولا تدخلنّ داراً ، ولا تهيجنّ امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسفهن أمراءكم وصلحاءكم ، فإنهن ضعاف . ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن ، وإنهن لَمُشركات " 77 .
وهكذا أدب الإمام أصحابه كيف يتعاملون مع أعدائهم بالرفق ، بالرغم من أن أنهراً من الدم قد جرت بينهم . ثم مضى الإمام إلى بيت المال وقسم ما فيه على الجند بالسوية ، فأعطى كل واحد خمسمائة ، وأخذ ايضاً خمسمائة ، وجهَّز عائشة بما تحتاج من مركب وزاد ، وأرسلها إلى المدينة واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات ، وأرسل معها أخاها محمداً ، وكان من أقرب أصحاب الإمام إليه . واستخلف على البصرة ابن عباس وكتب إليه عهداً قال فيه .. فارغب راغبهم بالعدل عليه والانصاف له والاحسان إليه ، وحل عقدة الخوف عن قلوبهم .
المصدر من موقعه الرسمي :
http://www.almodarresi.com/books/595/e219olwi.htm
أقول : تأمل التالي :
1- أن الكرار رضي الله عنه هو الذي دخل على أم المؤمنين رضي الله عنها , وأنه هو الذي أبتدأها بالسلام ,
2- لم يكفتي بالدخول والابتداء بالسلام بل قعد عندها ,
3- أم المؤمنين اعتذرت للكرار , والإعتذار منها يدل على تقديرها للكرار وندمها على خروجها الذي تبين لها انه مرجوح وسيأتي ان الندم توبة , وأيضا الإعتذار عند كرام القوم مقبول .
4- أكرم أم المؤمنين وجهزها بأفضل ما يكون , والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية والاعمال بخواتيمها ,
سبحان الله سلم عليها واعتذرت له وجهزها بما تحتاج , كيف يتقابل هذا مع لعنها وسبها وشتمها والانتقاص من قدرها ؟!
تعليق