إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الكاشف عن ما قاله علماء الشيعة الاثني عشرية بقدر الصديق والفاروق وأم المؤمنين عائشة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السابع عشر : العالم الشيعي آية الله السيد محمد تقي المدرسي



    قال هذا الشيخ المعروف في كتابه ( الإمام علي ) عليه السلام قدوة وأسوة :

    و من جهة ثانية ، كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ، ويعملون بنصائحه وقضائه ويشيدون به في أكثر من مناسبة ..
    فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
    وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
    حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
    وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين .
    وقد ثبت تاريخيّاً : أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة ، فسلمان تولى ولاية فارس في المدائن ، وهو من أقرب أنصار الإمام (ع) وأشهدهم إخلاصاً له . والإمام الحسن المجتبى (ع) شارك في جيش الإسلام الذي فتح اللـه على يديه بلاد الفرس ، كما أن الإمام نفسه استخلفه الخليفة الثاني عند ذهابه إلى فلسطين .
    ونستوحي من حديث مأثور عن الإمام الصادق (ع) أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً بين الأجنحة المختلفة ، بينما استبد جناح بني أمية بالحكم في عهد الخليفة الثالث ، وخلص الحكم - بعد الإنتفاضة وقتل الخليفة - للجناح الأول الذي كان يقوده الإمام علي ، وأولي البصائر من المهاجرين والأنصار : ولذلك ثارت ثائرة أصحاب عُثمان وتمرد الأمويون ومَن اتَّبعهم على حكم الإمام علي (ع) انتهى

    المصدر :

    http://www.almodarresi.com/books/595/e219olw9.htm


    أقول : لن نعلق على طعنه في ذي النورين رضي الله عنه وأرضاه لأن هذا ليس نقطة البحث وانما الكلام عن الصديق والفاروق رضوان الله عليهما , فنقول مستعينين بالله :

    1- قوله [ كان الخلفاء يذعنون لفضل الإمام (ع) ] وهذا يوضح لنا أن قول بعض المخالفين أن الخلفاء كانوا ينكرون فضل الكرار رضي الله عنه ويجحدون مآثره ومحاسنه غير تام .


    2- قوله [ ويشيدون به في أكثر من مناسبة ] يجعلنا نتسائل : هل من يكره شخص ويبغضه ويناصبه العداء يشيد به في أكثر من مناسبة ؟!

    3- قوله [ فلقد شاع قول الخليفة الأول .. أقيلوني فلست بخيركم وعليٌّ فيكم .
    وتواتر الحديث عن الخليفة الثاني : " لولا عليٌّ لَهلك عُمَر " .
    حيث قالها في أكثر من مائة مناسبة . وقال أيضاً : " معضلة ليس لها أبو الحسن " .
    وإنما قالها عمر لمزيد من المشاكل التي حلها الإمام (ع) وأراح منها المسلمين ] الصديق يقول ( وعلي فيكم ) وعمر يقول ( لولا علي ) وهذا الكلام قد يكون أمام الناس ولذلك نقلوه , كيف يصدر مثل هذا الكلام ممن يبغض الامام علي ويكرهه ويبغضه ؟! هل يعجزهم أن يقاتلوه كما حصل بينه وبين معاوية ؟! لماذا لم يقاتلوه وكانوا يشيدون به وليسوا مجبروين على هذا الأمر لاسيما وزمام الأمور بيدهم ؟! ولماذا لم يكن الكرار رضي الله عنه يلعنهما ؟ ألا يؤكد هذا أنهما لم يناصبا أهل البيت العداء وانه على فرض ان يكون صدر منهما ظلم لأهل البيت فقد قابل اهل البيت الاساءة بالإحسان وهذا من كمال اخلاقهم وعلو منزلتهم وهذا ماينبغي على شيعتهم أن يقابلا الشيخين بهذا الإحسان اسوة بأئمتهم ؟!


    4- أن أصحاب الإمام (ع) قد تولوا كثيراً من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة .


    5- أن الحكم في عهد الخليفة الأول والثاني كان يشبه حكماً ائتلافيّاً .


    وعلى كل حال : علينا أن ننظر بعين الإنصاف لا بعين السخط التي تسئ الظن في كل فعل حصل من قبل الشيخين رضي الله عنهما , فمن السهل أن أؤول كل فعل صدر ممن أكره على جانب سلبي , كما فعل الخوارج في تأويل افعال الكرار رضي الله عنه , ومع بطلان تأويلاتهم وسقوطها إلا ان المقصود أن التأويل السلبي لأفعال من نبغضه ونكرهه لا يعجز عنه أحد فتأمل .





    وأيضا قال هذا الإثني عشري تحت عنوان ( حرب الجمل ) ما نصه :

    ثم مشى الإمام (ع) إلى عائشة وهي الباقية من قيادات المعارضة فاستقبلته صفية بنت الحارث وقد ثكلت بابنها فقالت له :
    يا علي !. يا قاتل الأحبة ، يا مفرق الجمع ، أيتم اللـه منك بنيك كما أيتمت ولد عبد اللـه منه . فمشى عنها ولم يرد عليها . ثم دخل على عائشة فسلم عليها وقعد عندها ، فأخذت تعتذر إليه وتقول : إني لم افعل . فلما خرج الإمام أعادت صفية قولها المنكر للإمام فكفَّ عنها ولكنه قال : وهو يشير إلى بعض غرف الدار : أَما لَهممتُ أن أفتح هذا الباب وأقتل مَن فيه . ثم هذا فأقتل مَن فيه ، ثم هذا فأقتل من فيه . وكان أناس من مجرمي الحرب قد لجأوا إلى عائشة ، منهم مروان بن الحكم وعبد اللـه بن الزبير ، فتغافل الإمام (ع) عنهم . فقال رجل من الأزد وهو يشير إلى صفية ، واللـه لاتغلبنا هذه المرأة فغضب الإمام ، وقال :
    " صه ، لا تهتكنّ ستراً ، ولا تدخلنّ داراً ، ولا تهيجنّ امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسفهن أمراءكم وصلحاءكم ، فإنهن ضعاف . ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن ، وإنهن لَمُشركات " 77 .
    وهكذا أدب الإمام أصحابه كيف يتعاملون مع أعدائهم بالرفق ، بالرغم من أن أنهراً من الدم قد جرت بينهم . ثم مضى الإمام إلى بيت المال وقسم ما فيه على الجند بالسوية ، فأعطى كل واحد خمسمائة ، وأخذ ايضاً خمسمائة ، وجهَّز عائشة بما تحتاج من مركب وزاد ، وأرسلها إلى المدينة واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات ، وأرسل معها أخاها محمداً ، وكان من أقرب أصحاب الإمام إليه . واستخلف على البصرة ابن عباس وكتب إليه عهداً قال فيه .. فارغب راغبهم بالعدل عليه والانصاف له والاحسان إليه ، وحل عقدة الخوف عن قلوبهم .


    المصدر من موقعه الرسمي :

    http://www.almodarresi.com/books/595/e219olwi.htm


    أقول : تأمل التالي :

    1- أن الكرار رضي الله عنه هو الذي دخل على أم المؤمنين رضي الله عنها , وأنه هو الذي أبتدأها بالسلام ,

    2- لم يكفتي بالدخول والابتداء بالسلام بل قعد عندها ,

    3- أم المؤمنين اعتذرت للكرار , والإعتذار منها يدل على تقديرها للكرار وندمها على خروجها الذي تبين لها انه مرجوح وسيأتي ان الندم توبة , وأيضا الإعتذار عند كرام القوم مقبول .

    4- أكرم أم المؤمنين وجهزها بأفضل ما يكون , والعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية والاعمال بخواتيمها ,

    سبحان الله سلم عليها واعتذرت له وجهزها بما تحتاج , كيف يتقابل هذا مع لعنها وسبها وشتمها والانتقاص من قدرها ؟!

    تعليق


    • #17
      الثامن عشر : العالم الشيعي الإثني عشري هاشم معروف الحسني



      قال المحقق هاشم معروف الحسني في كتابه ( الموضوعات في الآثار و الأخبار ) :

      الفصل الرابع

      يشتمل هذا الفصل على أمثلة من المثالب في بعض الصحابة المنسوبة إلى الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وبعض الكرامات والفضائل بعضا لا يشك القارئ وهو يقرؤها في أنها من موضوعات أعداء الأئمة ( ع ) من حيث متنها وسندها , والنوع الآخر من قسم الضعيف الذي لم تتوفر فيه الشروط المطلوبة في الراوي والرواية .
      وقبل الشروع في هذا الموضوع أعود فأكرر ما أشرت إليه في الفصول السابقة من أن الحكام الأمويين والعباسيين قد استغلوا جماعة من الفقهاء والمحدثين فوضعوا على لسان الرسول في اختصامهم السياسيين عددا كبيرا من الاحاديث التي تحقق لهم اغراضهم ومقاصدهم كما وضعوا لهم مجموعة من المرويات في الطعن على الخلفاء والصحابة والغلو المفرط في علي ونبيه عليه السلام بقصد اظهارهم على غير واقعهم وايجاد فجوة بينهم وبين جمهور المسلمين الذين يتدينون بشرعية الخلافة الإسلامية وتقديس أكثر الصحابة , ونجحوا في هذا المخطط إلى حد ما حيث علقت تلك الأحاديث في اذهان الكثيرين ودونها المحدثون , ولا يزال البعيدون عن واقع التشيع ينظرون إليها وكأنها من أصوله , وساعدهم على ذلك أنهم وجدوها بين مروياتهم وبعضها في مجاميعهم التي ينظرون إليها بعين الرضا والاكبار , وقد تركها النقاد والباحثون في الحديث لأسباب لا استطيع تقديرها , كما وأني لا استطيع أن أبرائهم من مسؤولية هذا الاهمال لأن بقاء تلك المرويات في مجاميعنا وبين أحاديثنا قد يسر لأعداء الشيعة أن يتحاملوا عليهم وقفوا منهم تلك المواقف المسعورة والمشحونة بالكيد والبغي وهل يجد العدو الذي يحاول التنكيل والتشهير سلاحا أمضى وأشد فتكا من هذه المرويات المنتشرة بين المرويات عن الأئمة ( ع ) والتي دونها الشيعة في مجاميعهم إلى جانب الصحيح فيها , في حين أن الإسلام قد حارب كل ما من شأنه إثارة الأحقاد والبغضاء و أقام بنيانه على أساس التسامح والتساهل وتطهير النفوس من كل ما من شأنه أن يعكر الأجواء ويشحنها بالفتن والخلافات الجانبية التي لا تخدم مصلحة الإنسان في دنياه وآخرته , ووضع الأسس الكفيلة ببناء المجتمع الصالح الذي لا يمكن بناؤه إلا بالعمل المتواصل والجهد المخلص .
      ومن هنا يدرك الإنسان المجرد عن الاهواء والنزعات سر خلوده وبقائه واحتياج الانسان مهما بلغ وتعالت قدراته وسمت مواهبه الى ان يستمد منه ويعمل بوحي من هديه وتعاليمه في مختلف الميادين , كما وأن الأئمة من ولد الرسول صلى الله عليه وآله الذين كانوا يعكسون في سلوكهم وسيرتهم ومجالسهم وفي كل حركة من حركاتهم روح الإسلام ومبادئه وتعاليمه ويعبرون عنها أصدق تعبير , كانوا أرفع من أن يستعملوا لغة السب والشتم للاشخاص والتشفي بلعنهم والتشهير بهم , لا سيما وهم يلعمون بأن ذلك قد يجر عليهم وعلى شيعتهم المشاكل والمتاعب ولا ينفعهم بقدر ما يسئ اليهم .
      ان عظمة الائمة من أهل البيت مستمدة من سيرتهم وتفانيهم في سبيل الحق وخير الناس أجمعين لا من الخرافات والأساطير ولا من سيئات أخصامهم , والتاريخ وحده هو الذي يكشف هذه الحقيقة ويضع الإنسان اما في صفوف عباقرة العصور والمصلحين أو في صفوف الأبالسة والشياطين , هذا بالاضافة الى أن الآثار الصحيحة تؤكد أنهم كانوا يحرصون أشد الحرص على أن يترفع أصحابهم عن لغة السب والشتم وكشف العيوب , لقد سمع أمير المؤمنين عليه السلام جماعة من أصحابه يشتمون معاوية , فأنكر عليهم ذلك وقال : إني اكره لكم أن تكونوا قوما سبابين , فإذا ذركتموه وأصحابه فقولوا عوضا عن ذلك اللهم اجمعنا واياهم على الحق والهدى واهدهم الى صراطك المستقيم , في حين أن معاوية قد عمل بما تقتضيه طبيعته وطينته فأمر بلعن علي وشتمه على المنابر وفي النوادي والحلقات وأعد القصاصين لهذه الغاية كما أشرنا إلى ذلك في الفصول السابقة , مع العلم بأن الذين حكموا قبل معاوية كانوا أنزه منه وأحرص منه على مصلحة الإسلام بعشرات المرات , ومن الثابت أن الرواية التي رواها بعض المؤرخين والمحدثين والتي تنص على أن عليا عليه السلام قد أمر أصحابه بلعن معاوية وقنت بلعنه في صلاته . هذه الرواية من موضوعات معاوية وأتباعه وضعوها ليبرروا بها شتم علي ولعنه على منابر المسلمين , بل وحتى في الصلاة وجميع الطاعات .
      وقد ذكرنا في الفصل السابق رواية ابراهيم بن أبي محمود عن الامام الرضا عليه السلام حول هذا الموضوع والتي يحدد فيها موقف الأئمة من تلك المرويات .
      وقد ذكر جماعة من المحدثين وكتاب الفرق أن جماعة ممن بايعوا زيدا في الكوفة قالوا له : في الوقت الذي استعد لمواجهة اتباع الأمويين : ما تقول رحمك الله في أبي بكر وعمر , فقال : غفر الله لهما ما سمعت أحدا من آبائي تبرأ منهما وأنا لا أقول فيهما إلا خيرا , فقالوا له : فلم تطالب اذن بدم أهل البيت , فقال ان أشد ما أقول فيمن ذكرتم , إنا كنا أحق الناس بهذا الامر ولكن القوم استأثروا علينا به ودفعونا عنه , ولم يبلغ ذلك عندنا كفرا , فقد ولوا فعدلوا وعملوا بالكتاب والسنة , قالوا : فلم تقاتل اذن ؟ قال : ان هؤلاء ليسوا كاولئك , ان هؤلاء ظلموا الناس وظلموا أنفسهم , واني ادعوا الى كتاب الله وإحياء السنن واماتةة البدع , فإن تسمعوا يكن خيرا لكم ولي وإن تأبوا فلست عليكم بوكيل , فرفضوه وانصرفوا ونقضوا بيعته فلحقهم اسم الرافضة كما يبدوا ذلك في كتاب الفرق والمؤرخين , ولو صح ما ينسب إلى الأئمة ( ع ) من أنهم كانوا يشتمون , أو يرضون بالسب والشتم لا يمكن أن ينفي زيد هذا الأمر نفيا قاطعا ويصر على موقفه , وهو يعلم أن جماعة ممن بايعوه سينفضون من حوله وهو في أمس الحاجة إلى الأنصار والأتباع .
      وجاء عن الامام علي بن الحسين عليه السلام أنه أنكر على جماعة من الشيعة نالوا من أبي بكر وعمر في مجلسه فقال لهم : أخبروني أأنتم من المهاجرين الأولين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ؟ قالوا : لا , قال : أفانتم من الذين تؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ؟ قالوا : لا , فقال لهم : لا , فقال لهم : أما أنتم فقد أقررتم على أنفسكم وشهدتم بأنكم لستم من هؤلاء ولا من هؤلاء , وأنا أشهد أنكم لستم من الفرقة الثالثة الذين قال الله فيهم : " والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا " قوموا عني لا بارك الله فيكم ولا قرب الله دوركم أنتم مستهزئون بالإسلام ولستم من أهله .
      ورويت هذه الحادثة مع ولده الامام محمد الباقر عليه السلام ومن الجائز أن تكون قد تكررت معهما وأجاب الثاني بعين جواب الأول , لأن منطقهما واحد وهدفهما واحد لا يدارون ولا يحابون ولا يهمهم إلا رضا الله وخير الناس أجمعين .

      وروى جابر الجعفي عن الامام الباقر عليه السلام : انه قال له وهو يودعه : ابلغ أهل الكوفة أني بريء ممن تبرأ من أبي بكر وعمر , ومن لم يعرف فضلهما فقد جهل السنة .

      وروي عنه أنه قال له : بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا وتناولون أبابكر وعمر رضي الله عنهما ويزعمون أني أمرتهم بذلك فأبلغهم أني بريء منهم , والذين نفسي بيده لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم , لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وآله ان لم أكن استغفر لهما وأترحم عليهما .

      وجاء عن الامام الصادق عليه السلام أن عروة بن عبد الله سأله عن حلية السيوف , فقال : لا بأس بها , فقد حلى أبو بكر الصديق سيفه , قال له : أتقول الصديق فوثب واستقبل القبلة , ثم قال : نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا . الى غير ذلك من المرويات المنتشرة هنا وهناك وهذه المرويات وإن لم تكن مستوفية للشروط المطلوبة من حيث متنها وسندها كما يبدوا ذلك من رواية جابر المتقدمة التي يقول الامام فيها : لو وليت لتقربت الى الله بدمائهم , فانهم لا يستوجبون هذه العقوبة لمجرد أنهم ينالون من أبي بكر وعمر كما هو المعلوم حتى ولو كان أبوبكر وعمر في منتهى القداسة , إلا أن هذه المرويات على تقدير صدورها ولو لأي جهة من الجهات تلمح إلى أن لغة السباب والشتائم ليست مألوفة للأئمة ( ع ) ولا هي من منطقهم , ولا تساعدهم الظروف على استعمالها , وبالإمكان أن تكون تلك المرويات من صنع الدساسين وأعداء الأئمة كما ذكرنا سابقا حسبما يتفق مع مصالحهم وأغراضهم الدنيئة , وأنا لا أريد أن أبرئ بعض المتشيعين من الطعن على الخلفاء وإلصاق بعض الصفات المشينة بهم , فقد وضع بعضهم عددا من المرويات حول هذا الموضوع ونسبوها إلى الأئمة إلى جانب ما وضعه أعوان الحكام من المرتزقة وأعداء أهل البيت , كما جاء في رواية ابراهيم بن أبي محمود عن الامام الرضا عليه السلام , كما وإني لا أريد أن أبرئ أحدا من الظلم والإغتصاب وأن أضع الظالمين في صفوف الأتقياء والصلحاء , فالله في كتابه قد لعن الظالمين في أكثر السور والآيات ووعدهم بالخزي والعذاب الأليم , ولكن الذي أريده أن الأئمة الهداة ( ع ) مع حرصهم الأكيد على التمسك بالحق الذي جعله الله لهم والذين هم أولى به من أي انسان آخر مهما كانت منزلته وصفته , كانوا عندما يحاولون اظهار حقهم وظلامتهم لا يتعدون أسلوب القرآن الكريم في التنديد بالظالمين والغاصبين ذلك الأسلوب الذي يتناسب مع مقامهم الرفيع وحرصهم على تماسك الأمة في مقابل أعداء الإسلام الذين يكيدون لله ورسوله وكتابة , كما نبهت على ذلك أكثر من مرة في الفصول السابقة والله من وراء القصد .

      من الموضوعات في المثالب


      جاء في الوافي من رواية سليم بن قيس عن سلمان الفارسي أنه جاء إلى علي عليه السلام وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره بما صنع الناس , وأخبره أن أبابكر على منبر رسول الله وأن الناس يبايعونه بكلتا يديه , فقال له علي عليه السلام هل تدري أول من بايعه على منبر رسول الله , فقال له سلمان لا أدري : غير بشير بن سعد وأبي عبيدة وعمر بن الخطاب وسالم , فقال له الامام : لا أسالك عن هذا , ولكن هل تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله قال : رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين يديه سجادة شديدة التمشير , صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان , أبسط يدك فبسط يده فبايعه ثم نزل وخرج من المسجد , فقال علي عليه السلام أتدري من هو قلت لا : ولقد سائتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي , فقال له علي عليه السلام ذلك ابليس لعنه الله , أخبرني رسول الله أن ابليس رؤوساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله اياي في غدير خم بأمر من الله , وأمر الأبالسة الذين حضروا معه يوم ذاك أن يبلغ الشاهد منهم الغائب , فاقبل ابليس الأبالسة ومردة أصحابه , فقالوا : ان هذه امة مرحومة معصومة ومالنا عليهم من سبيل , فانطلق ابليس حزينا كئيبا وأضاف الى ذلك علي عليه السلام كما جاء في الرواية : ان رسول الله اخبرني أن الناس يبايعون أبابكر وان أول من يبايعه على منبري ابليس في صورة رجل شيخ مشمر ويجمع شياطينه وابالسته فيسخر ويقول : زعمت ان ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله وطاعته وما أمرهم به رسول الله [ 1 ] .

      وجاء فيه عن صباح المرني عن جابر الجعفي عن الامام محمد الباقر عليه السلام رواية بهذا المضمون جاء فيها : ان الناس لما بايعوا ابابكر لبس ابليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في خيله والويته وامرهم أن يطربوا , واضاف الى ذلك الرواي أن الامام الباقر فسر الآية ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه ) ببيعة أبي بكر[ 2 ] .

      وجاء في الوافي باب ما نزل فيهم وفي اعدائهم عن محمد بن اورمة وعلي ابن حسان بسند متصل بالامام الصادق عليه السلام أنه قال : ان الآية ( الذين آمنوا ثم كفروا , ثم آمنوا , ثم كفروا , ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم ) نزلت في فلان وفلان وفلان , آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي : من كنت مولاه فهذا علي مولاه , ثم آمنوا في البيعة لأمير المؤمنين , ثم كفروا حيث مضى رسول الله فلم يقروا له بالبيعة وازادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم فلم يبق فيهم من الايمان شئ ,
      وروي ابن أورمة بنفس السند عن الامام الصادق عليه السلام كما جاء في الوافي أنه قال في تفسير الآية : ( إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى ) هم فلان وفلان وفلان , فقد ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية علي وان الآية : ( ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الامر ) نزلت والله فيهم وفي اتباعهم .
      وروي أيضا عن الصادق عليه السلام أن الآية : " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " نزلت فيه حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما أنزل في علي عليه السلام فالحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين [ 3 ] .
      وجاء في معالم الزلفى عن العياش بن خيثمة الجعفي والمفضل بن عمر في الباب الثاني والعشرين في صفة المحشر أنهما قالا : كنا عند أبي جعفر الباقر ليلا ليس عنده أحد , فقال له المفضل : حدثنا بحديث نسربه , قال نعم , ثم استرسل الامام في حديث طويل يصف فيه حالة الناس في المحشر وحالة الانبياء والاولياء ومايلقونه من الترحيب والاكرام والتعظيم , وكيف يلتفون بمحمد ويلوذون به بوصف رائع وخيال خلاق مبدع شأن المفضل في اكثر مروياته عن الأئمة , وبخاصة عندما يحاول الدس والتشويش على الأئمة الهداة , ويمضي قائلا : فيقوم شيطان كل فرقة فيتبعونه , حتى تبقى هذه الأمة , ثم خرج مناد من عند الله سبحانه , فيقول : يامشعر الخلائق أليس العدل من ربكم أن يأتي كل فريق مع من كانوا يتولونه في دار الدنيا , فيقولون : بلى فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه , ثم يقوم الثاني فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه , ثم يقوم معاوية بن ابي سفيان فيتبعه من كان يتولاه , ثم يقوم يزيد بن معاوية واتباعه , ويقوم الحسين عليه السلام واتباعه , ومروان وعبد الملك وعلي بن الحسين واتباعهما إلى أن يصل الامام الصادق .
      ثم قال الامام على حد زعم المفضل , ثم أقوم أنا فيتبعني من يتولاني , وكأني بكما معي نجلس معا على عرش ربنا ويؤتى بالكتب فتشهد على عدونا ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا بالذنوب , ويقف الراويان عند هذا الحد بعد أن جاءت جارية الامام , واخبرته أن بعض القرشيين بالباب فانقطع عن الحديث عند ذلك .

      لقد اشتملت هذه الرواية على بعض الامور البعيدة عن منطق الاسلام واسلوب الأئمة , وبخاصة التعبير عن الخلفاء الثلاثة بالشياطين , هذا التعبير الذي لم يقصد منه إلا الاساءة الى الامام الصادق وايجاد فجوة بينه وبين من لا يؤمن بمثل هذه الاساطير ولا يرضى بالاساءة الى الخلفاء الثلاثة , ولم يكتف بكل ذلك حتى نسب الى الإمام عليه السلام أنه يحتل عرش الرب ومعه المفضل وخيثمة , في حين ان الامام قد لعن المفضل وحذر اصحابه من مكره ودسائسه في أكثر من مناسبة ووصفه بالشرك والكفر , وقلما تخلوا رواية من مروياته من الغلو في الامام أو المبالغة فيما يحدث به , لذلك فقد عده المؤلفون في الرجال من الضعفاء المتروكين , مع وجود بعض المرويات عن الامام الصادق عليه السلام في الثناء عليه , وأقل ما يوجب ذلك التوقف في أمره والحذر من مروياته .
      وأما خيثمة الجعفي فلقد ورد أسمه في كتب الرجال مع الحسان ولم يرد في حديثهم عنه ما يشعر بوثاقته وصحة الاعتماد على مروياته ما لم تتأيد ببعض القرائن والشواهد , ومن غير الميسور أن تجد لهذا النوع من المرويات شاهدا يرجح صدورها عن الامام عليه السلام .
      وروي في معالم الزلفى في رواية اسندها أبو الخطاب الى حريز عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : " يوم يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني لم اتحذ فلانا خليلا " أن ابابكر يقول ياليتني لم أتخذ الثاني خليلا , وقد أكد هذا المعنى جابر الجعفي في روايته عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وجاء فيها أن امير المؤمنين خطب الناس , وقال في خطبته : ولئن تقمصها دوني الاشقيان ونازعني فيما ليس لهما بحق وركباها خلالة , واعتقداها جهالة , فلبئس ما عليه وردا , ولبئس ما لأنفسهما مهدا , يتلاعبان في دوراهما فيتبرأ كل منهما من صاحبه , ويقول لقرينه إذا التقيا : ياليت بيني وبينك بعد المشرقين , لبئس القرين , فيجيبه الأشقى : ياليتني لم أتخذك خليلا , لقد أضللتني عن الذكر بعد أن جاءني وكان الشيطان للانسان خذولا , ويضيف الراوي الى ذلك بعض الفقرات التي تنذر بسوء مصيرهما وشدة عذابهما , وروي بمضمونها عن الامامين الباقر والصادق باسانيد غير مستوفية للشروط كما نص على ذلك المؤلفون في الرجال .
      وأما ابو الخطاب محمد بن أبي زينب أحد الرواة لهذا اللون من الأحاديث فلقد قال فيه الشيخ محمد طه في رجاله بأنه ملعون بإتفاق الأصحاب , وقد لعنه الإمام الصادق وحذر اصحابه من دسائسه ومروياته كما نص على ذلك المرزا محمد والنجاشي والكشي وغيرهم .
      وجاء في معالم الزلفى عن الشيخ علي بن مظاهر تلميذ فخر الدين ابن العلامة الحلي عن ابي الحسن علي الهادي عليه السلام أن حذيفة اليمان دخل في اليوم التاسع من ربيع الأول على النبي صلى الله عليه وآله وعنده علي والحسنان ( ع ) يأكلون معه وهو يبتسم في وجوههم , ويقول لولديه الحسن والحسين كلا هنيا لكما في هذا اليوم فانه اليوم الذي يقبض فيه عدو الله عمر بن الخطاب عدو الله وعدوكما ويتسجيب فيه دعاءكما , كلا فانه اليوم الذي يقبل فيه الله اعمال شيعتكما ومحبيكما , كلا فانه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقهم , كلا فانه اليوم الذي يعمد الله الى ما عملوا من عمل فيجعله هباءا منثورا , ويمضي النبي كما يزعم الراوي يصف عمر بن الخطاب ويلصق به العيوب والبدع فلا يترك شيئا إلا ويلصقه فيه ولا لعنة إلا ويتوجه بها , ويعود الى فضل ايوم التاسع من ربيع الأول وما أعده الله فيه لشيعة علي فيقول : ان الله أمر السموات السبع وما فيها ان يتعبدوا في هذا اليوم ويستغفروا لشيعتكم , ورفع القلم عن الخلق ثلاثة أيام لا يكتب فيها على أحد سيئة مهما كان نوعها وخطرها كرامة لمحمد وعلي وتعظيما لا يكتب فيها على أحد سيئة مهما كان نوعها وخطرها كرامة لمحمد وعلي وتعظيما لهذا اليوم الذي تهدم فيه أعظم ركن من أركان الجور والطغيان والفساد , في حديث طويل يبلغ أكثر من خمس صفحات اذا اردنا تدوينه بكامله , في حين ان جميع فقراته تشهد بأنه من صنع الدساسين الحاقدين على أهل البيت وشيعتهم [ 4 ] .
      ولو لم يكن في معالم الزلفى من المكذوبات غير هذا الحديث لكفاها وصمة وعارا , على أن الاحاديث المكذوبة فيها لا تقل عن الأحاديث التي يمكن التغاضي عن عيوبها , وعلى أي الأحوال فالعارفون من الشيعة وعلماؤهم لا يعترفون بهذا الحديث وأمثاله من المنكرات , ولا يتنافى ذلك مع وجود هذا النوع من الأحاديث بين المرويات المنسوبة اليهم وفي بعض مجاميعهم , لأن اكثر المؤلفين في الحديث قد حشدوا في مجاميعهم كل ما وقفوا عليه من المرويات وتركوا للباحث حرية النقد والاختيار , ويجد المتتبع في مجاميع السنة بل وفي صحاحهم أغرب من هذا الحديث وأبشع .
      وروي في الكتاب المذكور عن سليم بن قيس أن عليا قال لسلمان وأبي ذر وعمار والمقداد : أذكركم الله أسمعتم رسول الله يقول : ان تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا , ستة من الأولين وستة من الآخرين في قعر جهنم في تابوت مقفل على ذلك الجب صخرة اذا اراد الله ان يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاسعر جهنم من وهج ذلك الجب ومن حره , وجاء في الحديث ان عليا قال لهم : فسألت رسول الله وأنتم حضور , فقال : اما الأولون فابن آدم الذي قتل أخاه , وفرعون الذي حاج ابراهيم في ربه ورجلان من بني اسرائيل بدلا كتابهما وغيرا سنتهما , أحدهما هود اليهود والآخر نصر النصارى وعاقر ناقة صالح وقاتل يحيى بن زكريا والدجال والاربعة من اصحاب الكتاب , وجبتهم وطاغوتهم الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا ابا الحسن .
      وروي في الكتاب المذكور عن يزيد بن هرون وعن كتاب تحف الأخوان وعن اسحاق بن عمار الصيرفي وجماعة آخرين أحاديث حول الشيخين الجليلين ومصيرهما في الآخرة بأسانيد ضعيفة واهية لا يجوز الاعتماد عليها في شئ من أمور الدين بمقتضى الأصول التي وضعها علماؤنا الأعلان للاخذ بالرواية , هذا بالاضافى الى متون تلك الروايات وصياغتها التي لاتنجسم مع اسلوب الأئمة ( ع ) في التعبير عن مقاصدهم واهدافهم النبيلة الفاضلة , هذا الأسلوب الذي يتميز بالتسامح والدعوة الى كل ما من شأنه ان يؤلف ولا يفرق ويجمع ولا يشتت ويأخذ بيد الناس إلى مافيه خيرهم في الدنيا وسعادتهم في الآخرة .
      أقول ذلك وانا على يقين أن القوم قد انتزعوا الحق من اصحابه الشرعيين بعد أن تمت عليهم الحجة ولم تترك لهم مخرجا كما تؤكد ذلك المرويات عن النبي صلى الله عليه وآله , ولكن أصحاب الحق كانوا فوق مستوى الانسان الذي يريد أن ينفس عن غمه بمثل هذه الأساليب التي لا تجدي نفعا , وقد تجر عليهم وعلى من يتحدث بها أسوأ أنواع البلاء والتعذيب والله سبحانه لكل ظالم بالمرصاد .
      وروى ابن عباس وكعب الأحبار حديثا طويلا جاء فيه أن عبد الله بن عمر قال : لما دنت وفاة ابي كان يغمى عليه تارة ويفيق أخرى , فلما أفاق قال : يابني ادركني بعلي بن أبي طالب قبل الموت , فقلت له : وما تصنع معه وقد جعلتها شورى واشركت معه غيره , قال : يابني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ان في النار تابوتا يحشر فيه اثنا عشر رجلا من أصحابي , ثم التفت الى أبي بكر وقال : احذر ان تكون أولهم , ثم التفت الى معاذ بن جبل وقال : إياك ان تكون الثاني , ثم التفت الي وقال اياك ياعمر ان تكون الثالث , وحينما اغمي علي يابني رأيت التابوت وليس فيه إلا ابو بكر ومعاذ بن جبل وانا الثالث لا اشك فيه , قال عبد الله : فمضيت الى علي بن أبي طالب وقلت : يا ابن عم رسول الله ان أبي يدعوك لامر قد احزنه فقام علي عليه السلام فلما دخل عليه , قال يا ابن عم رسول الله ألا تعفوا عني وتحللني منك ومن زوجتك فاطمة الزهراء واسلم لك الخلافة , فقال علي عليه السلام : على شرط ان تجمع المهاجرين والأنصار وتعطي الحق الذي حرصت عليه من ملكه وماكان بينك وبين صاحبك من معاهدتنا , وتقر لنا بحقنا , واعفوا عنك واحللك , واضمن لك عن ابنة عمي فاطمة , قال عبد الله : فلما سمع أبي ذلك حول وجهه إلى الحائط وقال : النار يا أمير المؤمنين ولا العار .
      هذا الحديث لو تغاضينا عن سنده المتصل بكعب الأحبار المعروف بين المحدثين والمؤرخين بالكذب على الرسول والصحابة الكرام وادخال البدع والغرائب والمنكرات بين احاديث المسلمين وتفاسيرهم للقرآن الكريم , لو تغاضينا عن ذلك فلا يسع أي باحث ان يتغاضى عن الخلل الموجود في متنه , لقد اضطرب عمر بن الخطاب حينما أطلع على زميليه في تابوت من نار على حد الراوي أن عليا لم يتضلب معه ووافق على ذلك . ولماذا تراجع عمر بن ووطن نفسه على النار وهو في اللحظات الأخيرة وعلى فراش الموت لا أمل له بالنجاح ولا طمع له بالسلامة من تلك الطعنة التي لم يكن بريئا منها كعب الأحبار ؟
      ان هذا الحديث اذا لم يكن من صنع كعب الأحبار , فمما لا شك فيه بأنه من صنع أعداء الشيعة الذين كانوا يحاولون أن يشحنوا القلوب بالحقد على الشيعة وأئمة الشيعة بواسطة هذه المرويات وأشباهها .
      وجاء في مختصر بصائر الدرجات للشيخ حسن بن سليمان الحلي من حديث طويل ويبلغ نحوا من تسع صفحات رواه المفضل بن عمر عن الامام الصادق عليه السلام تناول فيه المفضل وصفا شيقا لبعض المراحل التي تسبق ظهور المهدي محمد بن الحسن والتي تقترن بظهوره والانتصارات الباهرة التي يحققها بأسلوب يبدوا عليه الافتراء والتشويش على الأئمة الكرام , ويمضي المفضل في حديثه ليصف موقف الامام المنتظر من الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر واخراجهما من المكان الذي دفنا فيه بجوار الرسول صلى الله عليه وآله , وأنه يخرجهما من قبرهما غضين طريين كصورتهما يوم كانا حيين , ويأمر برفعهما على شجرة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتخضر وتورق , فيقول المرتابون من أهل ولا يتهما : هذا والله الشرف حقا , لقد فزنا بمحبتهما وولايتهما , ثم ينادي منادي المهدي كل من أحب صاحبي رسول الله فلينفرد جانبا فيتجرأ الخلق جزأيين , أحدهما موال والآخر متبرئ منهما فيعرض عليهم المهدي البراءة , فيقولون إنا نتبرأ منك ومن آبائك وبخاصة بعد أن رأينا في هذا الوقت من نضارتهما وغضاضتهما وحياة الشجرة بهما , فيأمر المهدي ريحا سوداء فتهب عليهما فيجعلهما كأعجاز نخل خاوية , ثم يأمر بانزالهما من الشجرة فينزلان اليه فيحييهما بإذن الله ويأمر الخلق بأن تجتمع اجتماعا عاما , ثم يقص على الناس فعالهما وما وقع من المفاسد ابتداء من قتل هابيل الى اشعال النار على باب امير المؤمنين وضرب فاطمة ورفس بطنها وسم الحسن وقتل الحسين , ويضيف الراوي الى ذلك : ان الامام قال : ان كل دم سفك وفرج نكح حراما , وكل فاحشة واثم وظلم وجور منذ عهد آدم الى قيام القائم هو منهما فيقتص منهما في ذلك الوقت , ثم يصلبهما على شجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة , ثم يأمر الريح فتنسفهما في اليم نسفا .
      ويدعي المفضل أنه سأل الامام عما يجري عليهما بعد ذلم , فقال : انهما يقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة ويردان الى ما كانا عليه , ثم يأخذ المفضل في وصف مواقف الحجة وعدد جنوده من الملائكة والجن والانس ولقائه مع الحسين عليه السلام ومعه جند عظيم من الجن والانس والملائكة ثم بعلي صاحب القبة البيضاء على النجف القائمة على أربعة أركان أحدهما بالنجف , والثاني بهجر , والثالث بصنعاء , والرابع بأرض طيبة , ولم يقف المفضل عند هذا الحد بل يمضي ليخبر عن رجوع رسول الله ولقائه بالمهدي , فيقول : قلت له : ياسيدي رسول الله وأمير المؤمنين يكونان معه , فقال : لا بد وأن يطأ الأرض حتى ما وراء القاف أي والله وما في الظلمات وقمر البحار إلى غير ذلك من الكذب والافتراء على الامام الصادق عليه السلام .
      وجاء في الحديث أن الحجة يخرج أمره الى ثقاته ووكلائه ويقعد ببابه محمد بن نصير النميري في غيبته بصابر ثم يظهر بمكة .
      ومن المتفق عليه أن محمد بن نصير النميري من الغلاة الكذابين .
      وجاء في اتقان المقال وغيره أن محمد بن نصير ادعى النبوة وأن الامام العسكري ارسله الى الناس , وكان يقول بالتناسخ واباحة المحرمات ونكاح الرجال بعضهم بعضا , وان اللواط هو احد الطيبات التي أحلها الله , الى غير ذلك من المقالات المنافية لأصول الإسلام وفروعه .
      وقد اشتمل سند الراوية بالاضافة الى المفضل على عمر بن الفرات والحسين ابن حمدان وهما من الغلاة الكذابين الذين لا يوثق بهم ولا يعتمد على مروياتهم .
      وقد اتفق المؤلفون في الرجال على أن الحسين بن حمدان كذاب صاحب مقالة فاسدة ملعون لا يلتفت اليه على حد تعبيرهم [ 5 ] .
      ولو تغاضينا عن سنده ففي متنه أكثر من شاهد على أنه من موضوعات الغلاة , أو الزنادقة الذين دسوا آلاف الأحاديث في أخبار جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لتشويه وجه التشيع الناصع بمثل هذه الخرافات التي لا تقبلها العقول ولا تنسجم مع مبادئ الاسلام وأهدافه الرفيعة السامية .
      وجاء في الوافي عن محمد بن اورمة وعلي بن حسان عن أبي عبد الله الصادق في تفسير الآية [ وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد ] أن الذين هدوا الى الطيب والى صراط الحميد هم حمزة وجعفر وعبيدة بن عبد المطلب وسلمان والمقداد وعمار وابو ذر , هؤلاء هداهم الله الى الطيب من القول , وهو ولاية علي بن أبي طالب .
      وأن الآية : " وكره إليكم الفسوق والكفر والعصيان " , أبو بكر وعمر وعثمان , وهذا التفسير من تفسير الباطن المنسوب لمحمد بن اورمة وعلى بن حسان وهما من المتهمين بالغلو , ولهما كتاب في تفسير الباطن , كما نص على ذلك المؤلفون في أحوال الرجال .
      وجاء في كتب الرجال ان علي بن حسان كان فاسد الاعتقاد وهو يروي في الغالب عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي , وهو من المتهمين بالكذب وتأويل القرآن بمثل هذه التأويلات البعيدة عن ظاهره وأسلوبه [ 6 ] .
      وروي بسطام بن مرة عن اسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي ابن الحسين العبدي وسعد الاسكاف عن الاصبغ أن أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن قوله تعالى : " أن اشكر لي ولوالديك والي المصير , وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا " , فقال : الوالدان هما النبي وعلي ( ع ) وان جاهداك : الشيخان , على أن تعدل عما أمرت به من وصاية علي فلا تطعهما وصاحب النبي والوصي في الدنيا معروفا , أي عرف الناس فضلهما وادع الى سبيلهما .
      ولعل هذا التأويل من أسوأ أنواع التصرف بالكلام والتلاعب بالالفاظ , والراوي له عن الاصبغ هو سعد الاسكاف وبينه وبيين الاصبغ أكثر من تسعين عاما و هذا بالاضافة الى أنه من المتهمين بالكذب والانحراف , وبقية الرواة لهذا الحديث كلهم من المجهولين ولم اعثر على احد منهم في كتب الرجال .
      وروي عن محمد بن اورمة وعلي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير أن ابا عبد الله الصادق عليه السلام قال في تفسير قوله تعالى " ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم " نزلت في فلان وفلان وفلان , آمنوا بالنبي في أول الأمر , ثم كفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله من كنت مولاه فهذا علي مولاه و ثم آمنوا بالبيعة لعلي عليه السلام ثم كفروا حيث مضي رسول الله صلى الله عليه وآله .
      .

      تعليق


      • #18
        وروى أيضا بهذا السند عن الامام الصادق صلى الله عليه وآله أنه قال : في تفسير الآية : " إن الذين ارتدوا على أدبارهم بعد ما تبين لهم الهدى " قال : انها تعني فلانا وفلانا وفلانا حيث أنهم ارتدوا عن الايمان بولاية علي , وأن الآية : " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر " نزلت فيهم وفي اتباعهم حيث تعاقدوا مع بني أمية على أن لا يصيروا هذا الأمر فينا بعد النبي ولا يعطونا من الخمس شيئا , فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر , فانزل الله فيهم : " أم ابرموا امرا فانا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم " .
        لقد ورد هذا السند في بعض المرويات السابقة وجميع رجاله من المتهمين بالكذب والغلو في الأئمة كما ذكرنا .
        واني اذا اكتفي بهذه الأمثلة وأقف عند هذا الحد من المرويات في المطاعن لا ادعي بأني قد استقصيت جميع المرويات في هذا الموضوع , فالمتتبع لكتب الحديث والأدعية يجد هنا وهناك أمثلة أخرى ربما تكون كهذه الأمثلة أو اصرح منها , إلا ان الباحث عندما يعرض متونها وأسانيدها على علمي الرجال والدراية لا يكاد يجد رواية من تلك المرويات ولا دعاء على تلك الأدعية التي تتعرض لهذا الموضوع سالمة من العيوب التي يجب الوقوف عندها .
        وأعود لاكرر بأني لا اريد من ذلك أن اقدس الحكام والصحابة ولا أن أبريء أحدا من تلك الاحداث القاسية التي لطخهم بها التاريخ ولم يترك منفذا لبراءتهم منها , ولا أريد ان أقول ان الأئمة ( ع ) قد هادنوا الظلم والظالمين والمتمردين على أوامر الله ونواهيه وكانوا يترحمون على الماضين ويباركون تصرفاتهم وأعمالهم , لا اريد شيئا من ذلك , ولكن الذي أريده انهم قد حاربوا الظالمين والطغاة المتجبرين والمنحرفين عن الخط الإسلامي بسلوكهم وسيرتهم وتعاليمهم التي كانت تعكس وجه الإسلام الصحيح , وفي الوقت ذاته تفضح مخططات الطغاة من حكام تلك العصور الذين تستروا بالإسلام والدين وحملوا قلوب الأبالسة والشياطين , أما التشفي بالسب والشتم الذي يلجأ اليه الحمقى من الناس احيانا فليس من شأنهم ولا من أخلاقهم , ولم يرض علي عليه السلام لشيعته ومحبيه أن يستعملوه مع معاوية الذي أسر الشرك وأظهر الاسلام , فكيف يرضاه الإمام الصادق لمن هم أطهر من معاوية وامثاله بعشرات المرات .
        وبعد التتبع في المرويات السنية استطيع أن أقول بأن المرويات التي وضعها أتباع الحاكمين والحاقدين ممن ينتسبون الى السنة ليست بأقل من المرويات الشيعية , ولا المرويات الشيعية التي تسئ الخلفاء بأقسى منها . . . " انتهى



        الهامش :

        [ 1 ] ويكفي هذه الرواية عيبا أنها من مرويات سليم بن قيس وهو من المشبوهين والمتهمين بالكذب , وقد ورد في الكتاب المنسوب إليه أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت مع أنه كان في حدود السنتين من العمر , كما ورد فيه أن الأئمة ثلاثة عشر إماما .
        [ 2 ] لقد ورد في سنده هذه الرواية صباح المرني وجابر الجعفي وهما ضعيفان وقد ورد في جابر قدح ومدح والأكثر على أنه كان مخلطا , وتشير بعض المرويات عن الامام الصادق أنه كان لا يرتضيه , وعلى أي حال فلا يستطيع الباحث في تاريخه أن يخرج وبين يديه حكم ببراءته ولو من بعض ما نسب إليه .
        [ 3 ] هذه المرويات وامثالها من تفسير الباطن المنسوب الى محمد بن اورمة وعلي بن حسان ويونس بن ظبيان وامثالهم من المتهمين بالغلو والانحراف , وقد ضعفهم المؤلفون في الرجال وتوقفوا في مروياتهم , ويكفي هذه المرويات عيبا ورودها عن طريق هؤلاء بالإضافة الى عيوبها الأخرى .
        [ 4 ] هذا الحديث معروف عند البعض من عوام الشيعة بحديث كلا كلا كناية عن أن النبي بزعم الراوي كان يكرر هذه الكلمة على الامامين الحسن والحسين استبشارا بهذا اليوم والذي يقتل فيه الخليفة ويلاقي مصيره المحتوم , ومن الثابت أن الخليفة الثاني كانت وفاته في أواخر ذي الحجة من سنة 23 هجرية .
        [ 5 ] انظر ص 277 من الاتقان
        [ 6 ] انظر ص 326 و 339 من اتقان المقال , و انظر رجال المرزا محمد , حرف الميم .انتهى الهامش .




        تابع [ هاشم معروف الحسني ]

        أقول : ظهور كلام الكاتب أغنانا عن التعليق عليه , لاسيما ما لون باللون الأحمر لكي تراه العيون وتلتفت إليه , إلا أن هناك نكتة لطيفة تجدها بين السطور أحب التذكير بها وهي نقض دعوى تواتر لعن الشيخين والبرآءة منهما في روايات الأئمة عليهم السلام ! وذلك أن عقلاء الشيعة الإثني عشرية لا يلتفتون إلى تكديس الروايات بعضها فوق بعض دون النظر إلى متونها ورواتها هل لهم مصلحة في ما رووه و النظر إلى بقية الروايات الاخرى وهكذا , لأن هؤلاء حطاب الليل يجمعون الغث والسمين ثم يدعون التواتر ! وكأنه ألعوبة بيدهم , وإلا فالتواتر في أخبار التحريف أشهر من أن يعرف , ودعوى المجلسي في مرآته أظهر من أن يشار إليها , وغيره كالنوري الطبرسي و فلان وفلان ممن لا يحصيهم إلا الله , ولسنا في هدف تشتيت الطرح وتكثير المواضيع إلا أننا نضطر أحيانا أن نبين بعض النقاط بكل صراحة ومكاشفة ليحصل المخالف المنصف إلى النور , فلو جمع شخص ما هذه الروايات التي ذكرها المحقق الرجالي الإثني عشري هاشم معروف وقال هذه روايات مختلفة متناثرة في الكتب تكاثر عددها واختلف رواتها ولا يشترط للتواتر إسناد صحيح فهي متواترة ! لكن إلتفات الرجالي الإثني عشري إلى هذه النقطة جعله يؤلف كتابه ( الموضوعات ) وهو يعني المكذوبات , فهل تكاثر المكذوبات يجعلها متواترة ! وإلا فما الفرق بين التواتر والإشاعة التي تطير في الآفاق وتنتشر في كل مكان فيتناقلها الناس طبقة عن طبقة وزمان عن زمان في مختلف الأصقاع !! وما قوله : [ واني اذا اكتفي بهذه الأمثلة وأقف عند هذا الحد من المرويات في المطاعن لا ادعي بأني قد استقصيت جميع المرويات في هذا الموضوع , فالمتتبع لكتب الحديث والأدعية يجد هنا وهناك أمثلة أخرى ربما تكون كهذه الأمثلة أو اصرح منها , إلا ان الباحث عندما يعرض متونها وأسانيدها على علمي الرجال والدراية لا يكاد يجد رواية من تلك المرويات ولا دعاء على تلك الأدعية التي تتعرض لهذا الموضوع سالمة من العيوب التي يجب الوقوف عندها ] إلا دليل على أن هناك مرويات كثــــــــيرة أخرى لم يذكرها تسئ إلى الخلفاء الراشدين وتنعتهم بالقبيح قد يكون البعض صحح إسنادها لكن اضطرابها واختلافها يوهنها كما سبق وان نقلنا كلام جعفر السبحاني في تعليقه على روايات الإرتداد التي اعتبر بعضها المجلسي ! ,
        ويؤكد هاشم معروف هذه الحقيقة بقوله : [ وبعد التتبع في المرويات السنية استطيع أن أقول بأن المرويات التي وضعها أتباع الحاكمين والحاقدين ممن ينتسبون الى السنة ليست بأقل من المرويات الشيعية , ولا المرويات الشيعية التي تسئ الخلفاء بأقسى منها ] .
        أما تعرضه لأهل السنة والجماعة بأن لديهم احاديث موضوعة فلا كلام , وهذه كتب أهل السنة والجماعة التي تندد بالموضوعات وخصصت من أجل هذا الأمر عامرة بفضل الله بل لأهل السنة قدم السبق في هذا وقد اعترف علماء المخالفين بهذه الحقيقة ( راجع كتاب ( علم الجرح والتعديل عند الشييعة الإثني عشرية عرض ونقد ) لسعد الشنفا ) , أما قوله أن هناك من كان متعاون مع السلاطين عملاء لهم يضعون لهم الأحاديث ! فهؤلاء لا عبرة لهم ولا شأن لنا بهم أكل سارق وزان عند أهل السنة يحمل أهل السنة وزره ويصبح فعله ممثلا لعقيدتهم ؟! , أما إن قصد علماء أهل السنة فلعل اكبر دليل يتمسك به ما حصل للإمام احمد بن حنبل رحمه الله من الضرب والجلد والسجن في الفتنة المعروفة بخلق القرآن , لعل هذا العذاب الذي تعرض له دليل انه عميل !!


        وأيضا : فقد نقل علاء الدين البصير [ كاتب سني ] في كتاب ( الرد الشافي على نجاح الطائي في كتابه صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر ) بعض النقولات عن هاشم معروف الحسني عن الصديق , ننقلها ليستفيد القارئ الحر الكريم بتصرف .


        # الصديق و أوائل المسلمين ,

        [ سيرة المصطفى نظرة جديدة / هاشم معروف الحسني 122].
        علي اول من اسلم من الرجال عند جميع المؤرخين والمحدثين ، والثاني هو احد ثلاثة هم : جعفر ، وزيد بن حارثة ، وابو بكر ... انتهى .



        # تعزيز الصديق لموقف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .

        [ سيرة المصطفى نظرة جديدة / هاشم معروف الحسني 126]
        واني لا اريد ان انتقص من اسلام ابي بكر وغيره ولا اجحد فضلاً وعملاً صالحاً لاحد من المسلمين الاولين ، فلابي بكر وغيره فضل السبق الى الاسلام والصحبة للرسول ص في ذلك الوقت المبكر من تاريخ التي كان الاسلام فيها في أمس الحاجة الى الأنصار والأتباع ، في مقابل اولئك الجبابرة الطغاة ولقد عزز هو وغيره موقف الرسول من اعدائه الالداء كابي جهل وابي سفيان وغيرهما . انتهى

        تعليق


        • #19
          وروى أيضا بهذا السند عن الامام الصادق صلى الله عليه وآله أنه قال : في تفسير الآية : " إن الذين ارتدوا على أدبارهم بعد ما تبين لهم الهدى " قال : انها تعني فلانا وفلانا وفلانا حيث أنهم ارتدوا عن الايمان بولاية علي , وأن الآية : " ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله سنطيعكم في بعض الأمر " نزلت فيهم وفي اتباعهم حيث تعاقدوا مع بني أمية على أن لا يصيروا هذا الأمر فينا بعد النبي ولا يعطونا من الخمس شيئا , فقالوا سنطيعكم في بعض الأمر , فانزل الله فيهم : " أم ابرموا امرا فانا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم " .
          لقد ورد هذا السند في بعض المرويات السابقة وجميع رجاله من المتهمين بالكذب والغلو في الأئمة كما ذكرنا .
          واني اذا اكتفي بهذه الأمثلة وأقف عند هذا الحد من المرويات في المطاعن لا ادعي بأني قد استقصيت جميع المرويات في هذا الموضوع , فالمتتبع لكتب الحديث والأدعية يجد هنا وهناك أمثلة أخرى ربما تكون كهذه الأمثلة أو اصرح منها , إلا ان الباحث عندما يعرض متونها وأسانيدها على علمي الرجال والدراية لا يكاد يجد رواية من تلك المرويات ولا دعاء على تلك الأدعية التي تتعرض لهذا الموضوع سالمة من العيوب التي يجب الوقوف عندها .
          وأعود لاكرر بأني لا اريد من ذلك أن اقدس الحكام والصحابة ولا أن أبريء أحدا من تلك الاحداث القاسية التي لطخهم بها التاريخ ولم يترك منفذا لبراءتهم منها , ولا أريد ان أقول ان الأئمة ( ع ) قد هادنوا الظلم والظالمين والمتمردين على أوامر الله ونواهيه وكانوا يترحمون على الماضين ويباركون تصرفاتهم وأعمالهم , لا اريد شيئا من ذلك , ولكن الذي أريده انهم قد حاربوا الظالمين والطغاة المتجبرين والمنحرفين عن الخط الإسلامي بسلوكهم وسيرتهم وتعاليمهم التي كانت تعكس وجه الإسلام الصحيح , وفي الوقت ذاته تفضح مخططات الطغاة من حكام تلك العصور الذين تستروا بالإسلام والدين وحملوا قلوب الأبالسة والشياطين , أما التشفي بالسب والشتم الذي يلجأ اليه الحمقى من الناس احيانا فليس من شأنهم ولا من أخلاقهم , ولم يرض علي عليه السلام لشيعته ومحبيه أن يستعملوه مع معاوية الذي أسر الشرك وأظهر الاسلام , فكيف يرضاه الإمام الصادق لمن هم أطهر من معاوية وامثاله بعشرات المرات .
          وبعد التتبع في المرويات السنية استطيع أن أقول بأن المرويات التي وضعها أتباع الحاكمين والحاقدين ممن ينتسبون الى السنة ليست بأقل من المرويات الشيعية , ولا المرويات الشيعية التي تسئ الخلفاء بأقسى منها . . . " انتهى



          الهامش :

          [ 1 ] ويكفي هذه الرواية عيبا أنها من مرويات سليم بن قيس وهو من المشبوهين والمتهمين بالكذب , وقد ورد في الكتاب المنسوب إليه أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت مع أنه كان في حدود السنتين من العمر , كما ورد فيه أن الأئمة ثلاثة عشر إماما .
          [ 2 ] لقد ورد في سنده هذه الرواية صباح المرني وجابر الجعفي وهما ضعيفان وقد ورد في جابر قدح ومدح والأكثر على أنه كان مخلطا , وتشير بعض المرويات عن الامام الصادق أنه كان لا يرتضيه , وعلى أي حال فلا يستطيع الباحث في تاريخه أن يخرج وبين يديه حكم ببراءته ولو من بعض ما نسب إليه .
          [ 3 ] هذه المرويات وامثالها من تفسير الباطن المنسوب الى محمد بن اورمة وعلي بن حسان ويونس بن ظبيان وامثالهم من المتهمين بالغلو والانحراف , وقد ضعفهم المؤلفون في الرجال وتوقفوا في مروياتهم , ويكفي هذه المرويات عيبا ورودها عن طريق هؤلاء بالإضافة الى عيوبها الأخرى .
          [ 4 ] هذا الحديث معروف عند البعض من عوام الشيعة بحديث كلا كلا كناية عن أن النبي بزعم الراوي كان يكرر هذه الكلمة على الامامين الحسن والحسين استبشارا بهذا اليوم والذي يقتل فيه الخليفة ويلاقي مصيره المحتوم , ومن الثابت أن الخليفة الثاني كانت وفاته في أواخر ذي الحجة من سنة 23 هجرية .
          [ 5 ] انظر ص 277 من الاتقان
          [ 6 ] انظر ص 326 و 339 من اتقان المقال , و انظر رجال المرزا محمد , حرف الميم .انتهى الهامش .

          تعليق


          • #20
            التاسع عشر : السيد الحوزوي الدارس في حوزة قم إياد جمال الدين









            # التعريف بمكانته العلمية ودراسته في النجف وقم وتتلمذه على كبار الفقهاء و آيات الله المجتهدين من تلامذة الخوئي ,,



            تركي الدخيل ( مقدم برنامج إضاءات ) : طيب سيد إياد أنت درست في الحوزة الشيعية في النجف, ودرست أيضاً في الحوزة الشيعية في قم, هذه الأفكار تنتمي إلى الحوزة الشيعية في القم أم إلى الحوزة الشيعية في النجف أكثر؟

            السيد الحوزوي إياد جمال الدين ( الدارس في قم والنجف ) : في قم أنا معظم دراسات ..

            تركي الدخيل : أفكار القول بعلمانية الدولة . .

            إياد جمال الدين : نعم, أنا في النجف درست أمور ابتدائية يعني النحو ألفية بن مالك وغيره في البيت, يعني لم أكن رسمياً منتمياً إلى الدراسة الحوزوية, ولكن مجمل دراستي هي في قم, وأفكاري تبلورت في قم, وهنالك في قم مجمع هائل للطلاب من مختلف أنحاء العالم يعني ليسوا إيرانيين فقط, من البلاد العربية من آسيا من غيرها, وهنالك بحر هائل من العلم والأفكار والتيارات المختلفة, وهنالك الكثير من يعتقد بمثل ما أقول, ولكن لم تتح لهم الفرصة الإعلامية أو الظهور ربما بعضهم يتخوف, وهنالك من كبار مراجع الدين من استنجدت به وقلت أننا على يديك تعلمنا والمفروض..

            تركي الدخيل: هذه الأفكار

            إياد جمال الدين: إيه نعم والمفروض أن تنصرنا, فابتسم يعني هو دون أن يقول ربما.. يعني يقول لي أنت.. يعني لم يقل بشيء ولكن ابتسم ولم يقل شيئاً, ولك أن تفسر ابتسامة مرجع ديني كبير بما تشاء, ولكن هنالك من مراجع الدين من يرى . .

            تركي الدخيل: يمكن هي التزامات تبسمك في وجه أخيك صدقة
            إياد جمال الدين: نعم يمكن..
            . . .
            تركي الدخيل: سيد من هو مرشدك الروحي؟

            إياد جمال الدين : هو من كبار العلماء فقهاً وأصولاً وعرفاناًَ ومن تلاميذ السيد الخوئي رحمه الله, وهو رجل منزوي في بيته في طهران لا اسمح لنفسي بذكر اسمه ربما لا يسمح بذلك, ولكنه من أجلّ علماء الشيعة المنزوين وهو كفقيه وكمجتهد كما قلت من مدرسة الإمام الخوائي رحمه الله . .
            تركي الدخيل: هو عراقي. .

            إياد جمال الدين : هو إيراني وهو متربي في النجف, يعني ولد في النجف إلى أن كبر وخرج وهو في المدرسة العرفانية من أتباع المرز علي القاضي رحمه الله . .

            تركي الدخيل: مرتبته العلمية ؟

            إياد جمال الدين : من كبار آيات الله المجتهدين وهو بعيد عن السياسة وعن الدنيا برمتها






            # إذا كان فعل الخميني ( صح ) ففعل الصديق رضي الله عنه ( صح ) ويرتفع الخلاف !



            تركي الدخيل: إذاً ما هي أصول الشيعة الثلاثة اختصاراً؟

            إياد جمال الدين: اختصاراً ليس هنالك موقف واحد للشيعة ينفرد به الشيعة يميزهم كلهم عن غيرهم, الذي يميزهم هو رفضهم لحكومة أبو بكر فقط يميز كل الشيعة عن كل السنة, النقطة الثانية لماذا يرفض الشيعة حكومة أبو بكر؟ لسبب واحد, دعك من قال وقيل وآيات وروايات وأحاديث تاريخية.. نقطة واحدة أنه أبو بكر غير معصوم أخذ كل صلاحيات المعصوم اللي هو النبي محمد (ص) هاي نقطة الارتكاز الأساسية في فكر الشيعة, بعد 14 قرن ظهر فقيه من فقهاء الشيعة هو غير معصوم بالإجماع هو السيد الخميني أخذ كل صلاحيات المعصوم, إذاًَ إذا كان تصرف السيد الخميني رحمه الله صح فإذاً أبو بكر..

            تركي الدخيل: المفروض يُرفض من قبل الشيعة كما رفضوا..

            إياد جمال الدين: المفروض أن أبو بكر صح ويرتفع الخلاف بعد على شنو الخلاف هذا؟ وإذا كان مُصر..

            تركي الدخيل: هذه مريحة بصراحة يعني وصلنا لهذا الحل

            إياد جمال الدين: وإذا كان الإخوة الشيعة مُصرين على أن أبو بكر اشتبه في هذا أن المفروض أن يقولون أن الخميني لا علاقة لفكرته بأساس التشيع

            تركي الدخيل : أن يرفضوا ولاية الخميني كما رفضوا خلافته أبو بكر

            إياد جمال الدين : لا يمكن أن يجتمعان ولاية الفقيه مع ولاية علي بن أبي طالب أبداً لا يمكن, ولذلك أنا أقول هي تجربة فريدة, وقوتها ليس في جذرها العلمي وإنما بكاريزما السيد الخميني هو شخص عنده كاريزمة مذهلة للملايين بدأت تهتف باسمه
            .



            المصدر حلقة ( إضاءات ) في قناة العربية – ضيوف الحلقة إياد جمال الدين ( نائب في البرلمان العراقي )
            http://www.alarabiya.net/programs/20...43008.html#000





            أقول : نقلنا هذا الحوار بتصرف وبخلاف الترتيب الذي عليه , لتقديم مكانته العلمية قبل أن نأتي بكلامه حول الصديق , حتى لا يقل قائل أننا نذكر من هب ودب , ولو تأملت قوله [ المفروض أن أبو بكر صح ويرتفع الخلاف بعد على شنو الخلاف هذا ] ثم قوله [ وهنالك الكثير من يعتقد بمثل ما أقول ] في سياق كلامه عن الطلاب في قم ستجد أنه لم ينفرد بهذا الكلام بل ( الكثيــــر ) ممن رآهم يعتقدون به بل لعله من المحتمل جدا أن يعتقد به بعض كبار المراجع على ذمته .

            تعليق


            • #21
              العشرون : العالم الشيعي الإثني عشري الرجالي الخوئي




              قال في كتاب فقه الشيعة ج 3 ص 126 : ( حسب ما في مباني منهاج الصالحين ج 3 ص 250 للمرجع السيد تقي القمي )
              و من هنا يحكم باسلام الاولين الغاصبين لحق امير المومنين عليه السلام اسلاما ظاهريا لعدم نصبهم – ظاهرا – عداوة لاهل البيت و انما نازعوهم في تحصيل المقام و الرياسة العامة . الى آخر كلامه



              وكلام الخوئي هذا ينقض الكثير من الدعاوى التي يرددها المخالفين - هداهم الله - من أن الشيخين ناصبا أهل البيت العداء ونكلوا بهم وفعلوا الأفاعيل و . . . ,

              ولا يقال : أن الخوئي قال كلمة ( ظاهرا )

              لأننا سنقول : وهل ما حصل في فدك وقصة كسر الضلع ( التي لا تصح ) والكثير من القضايا التي يثيرها المخالفون أكانت أفعال ( ظاهرة ) أم ( باطنة ) !! لاشك أن كل ماحدث مما يقوله المخالف كان ظاهرا لان الباطن أمره إلى الله , ونحن مكلفون بالظاهر لان الوحي انقطع .

              وللأسف الشديد نجد البعض لا يمكن أن يقبل الحقائق ويحاول جاهدا أن يتكلف تأويلها ولي عنق النص حتى يتماشى مع ما يعتقده من معلومات سابقة متراكمة حول الصديق والفاروق رضي الله عنهما , ومن ذلك دعوى البعض أن الكلام ( لا اشكال فيه ) ولا يعارض موقفنا من الشيخين !!

              وانا وان كنا لسنا بحاجة الى ان نبين أن هذا الكلام يعارض ما عليه القوم في موقفهم من الشيخين لظهوره إلا أنه لا مانع من أن ندلل عليه بكلام يكشف فهم أحد علماء الإثني عشرية للنص ,

              قال السيد تقي القمي تعليقا على هذا الكلام : فانا نسأل سيدنا الاستاد اي عداوة اعظم من الهجوم الى دار الصديقة و احراق بابها و ضرب الطاهرة الزكية و اسقاط ما في بطنها و هتك حرمة مولى الثقلين و اخذه كالاسير الماخوذ من الترك و الديلم و سوقه الى المسجد لاخذ البيعة منه جبرا و تهديده بالقتل و انكار كونه اخا رسول الله صلى الله عليه و اله . و الذي يدل على نصبهم و عداوتهم و انحرافهم ان الصديقة المعصومة لم ترد جواب سلام الرجلين و اعرضت وجهها عنهما و قالت للاول : لادعون عليك ما دام حياتي . و نتعرض لجملة من هذه القضايا بحول الله في كتابنا " امير المومنين " الى الله و الى رسوله المشتكى و لقد اجاد المحقق الاصفهاني في منظومته حيث قال :لكن كسر الضلع ليس ينجبر الا بصمصام عزيز مقتدر. انتهى كلام المرجع القمي ، كتاب مباني منهاج الصالحين ج 3 ص 250


              أقول : وهذا الكلام من القمي - ان صح عنه - وقوله ( فانا نسأل سيدنا الاستاد اي عداوة اعظم من . .. ) يدل أن كلام الخوئي يعارض ما عليه القوم من موقفهم من الشيخين وأن قول القائل ( كلام الخوئي لا اشكال فيه لأنه قال : ظاهرا ) لا يستقيم , فلماذا لم يلتمس القمي العذر للأستاذ الخوئي ولماذا لم يفهمه كما فهمه من يحاول تبرير كلامه بتأويلات بعيدة جدا ؟! إننا لابد لنا وأن نعترف بكل صراحة ووضوح أن كلام الخوئي يكشف لنا حقيقة قد يكون تقبلها على البعض ثقيل , لكن هذا الثقل لن يكون ثقيلا بعد أن نعرف حقيقة ما كان من تعاون بين الصديق والفاروق والكرار رضي الله عنهم جميعا , فالكرار كان جنديا تحت لواء الصديق في حرب الردة [ باعتراف محمد باقر الصدر ] والفاروق زوج أم كلثوم بنت الكرار [ باقرار العلامة الطهراني وقوله أنه من الثوابت التاريخية] و . . . الخ , نعم إن كنا نراهم وحوش فسنفسر كل فعل من الكرار تجاه الشخين بتفسير سلبي , كما ويفسر الخوارج علاقة النبي الأعظم الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الكرار ويؤولون كل فضيلة بتأويلات عجيبة من جنس تأويلات المخالف هداه الله ., وسيأتي التعليق على كلام الخوئي وكل النقولات تحت موقف اهل البيت من مخالفيهم .


              مصدر كلام الخوئي منقول من موقع شيعي إثني عشري وهو على ذمة ناقله :

              http://www.hajr-network.net/hajrvb/s...hp?t=402795726



              الواحد والعشرون : العلامة البحاثة السيد مرتضى العسكري


              قد ألقيت على هذا الرجل الكثير من ألقاب المدح والثناء , ومكانته العلمية أشهر من أن تعرف بين القوم هداهم الله , وله مصنفات كثيرة توزع وتباع في الكثير من الساحات الشيعية الإثني عشرية .

              هذا الرجل له كلام في زيارة عاشوراء واللعن واصدرت فتوى في تضجر البعض مما قاله وانقلاب القاب المدح والثناء إلى القاب أخرى !!


              السؤال:
              سماحة آية الله العظمى التبريزي دام ظله
              في تاريخ 29 / 4 / 2004 ضمن خطبة له في مدرسة السيد المعصومة عليها السلام، طرح
              العلامة العسكري شبهات أثارت حيرة الحضور! لقد قال في خطبته وفي إجاباته على أسئلة الحضور حول حديث الكساء: "إن هذا المعروف المتداول في الكتب غير صحيح"، وحول زيارة عاشوراء ولعن معاندي أهل البيت عليهم السلام قال: "إذا توجهنا إلى سيرة الأئمة فلن تجد عندنا هذا الأمر، وما ورد بشأن زيارة عاشوراء غير صحيح، وأنا متردد في أصل زيارة عاشوراء، وفي هذا العصر وهذه الظروف الحساسة لم يعد للعن موقعا أو محلا"!
              إن موقف سماحتكم سيأخذ بأيدي طلبة العلم المكتوين الذين لازالت قلوبهم تضطرم بعشق الولاية، أطال الله في أعمار مراجع التقليد العظام وبارك فيهم، فلا زالوا حماة مدرسة أهل البيت عليهم السلام، نسألكم الدعاء.
              جمع من أساتذة وطلاب المدرسة المعصومية
              في 30 / 4 / 2004 م

              وهذا هو جواب المرجع التبريزي حفظه الله:
              "بسمه تعالى: أبنائي الأعزاء، إنني أتفهم وأتلمس هواجسكم وقلقكم، ماذا عسانا نفعل إذا كان البعض لايدركون ظروفنا الحساسة، ويعمدون إلى طرح قضايا كان يمكنهم الإعراض عنها وتجاوزها بالسكوت، يظنون أن إثارة الشبهات حول معتقدات الشيعة يمكنه أن يقود نحو الوحدة! ولكنهم غافلون! إذ أن طرح هذه المسائل بالذات يوجب الفرقة والتشتت.
              إن الشيعة المتعلقين العاملين بإخلاص في رحاب أهل البيت عليهم السلام لايمكنهم أن يسكتوا ويكونوا سلبيين تجاه التشكيك في معتقداتهم.
              إنني ضمن دعوتي للطلبة الأعزاء بالتحلي بالصبر والحلم وحفظ الوحدة والاتحاد أنصح المسؤولين أن يرعووا عن هذه الأعمال، وأن لا يلوثوا الحوزة بالأفكار الخاطئة والمنحرفة.
              إن حديث الكساء بالنحو المعروف وزيارة عاشوراء ولعن أعداء أهل البيت عليهم السلام هو جزء من معتقدات الشيعة الإثنا عشرية، وعلى منكرها أن يستغفر، عسى أن يرحمه الله وينجو في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".

              مصدر هذه الفتوى [
              كتاب اللعن والبراءة في زيارة عاشوراء لهاشم الهاشمي ]

              أقول : قد بينا مما سبق أننا لا نقصد بموضوعنا هذا لا يزيد ولا معاوية , بل نقصد الشيخين بالخصوص الصديق والفاروق رضوان الله عليهما , لأن في زيارة عاشوراء مقطع مؤول بلعنهم وسيأتي , ولذلك فموقف مرتضى العسكري مهم جدا , وقد يشكل البعض بأن هذا الكلام نابع من التقية !
              والجواب ماذكره هاشم الهاشمي في بيان البيئة والطبيعة التي كان يتكلم فيها مرتضى العسكري , اذ قال ما نصه في كتابه اللعن والبراءة في زيارة عاشوراء : من الضروري أن أسجل ملاحظتين أساسيتين على الاستفتاء حتى لا أغبن المتحدث: أما الأولى فهي أن المتحدث لم يكن في أجواء ضاغطة تفرض عليه التقية أو المداراة بل كان في إحدى المدارس العلمية في قم المقدسة وبحضور عدد من طلبة العلوم الدينية، وهذا يعني أنه لايمكن أن نفترض أن ما صدر من المتحدث لم يكن يمثل فكره الحقيقي وما يؤمن به، هذا مع تحفظنا على مستوى التنازل الذي يقدمه العامل بالتقية لو كان في موقع يفرض عليه التقية، إذ التقية وخصوصا المداراتية منها لا تقتضي أن يقوم الإنسان بأي فعل أو يصدر منه أي قول إذ لا خطر على النفس يستوجب ذلك، ومن الواضح أن دائرة التقية في حال وجود الخطر أوسع من دائرة التقية في حال المداراة.
              أما الثانية فهي أن المتحدث ربط بين شيئين، بين التشكيك في زيارة عاشوراء واللعن الموجود فيها وبين كون هذا من طريقة أهل البيت (ع)،
              وهذا يعني أن الإنكار لم يكن مقتصرا على المجاهرة باللعن إذ أنه يدخل في النطاق الفقهي (حيث ذكرنا في بعض الخطب السابقة أن فقهاءنا لايجوزون اللعن العلني لبعض رموز أهل السنة كبعض الصحابة لمنافاة ذلك مع التقية التي أمرنا بها) بل تعداه إلى أصل اللعن الذي يدخل في النطاق العقائدي كما سنبين لاحقا إن شاء الله تعالى، إذ أن الزيارة لم تكن علنية دوما، بل هي في الغالب غير علنية فهي مما يفعله خصوص الشيعة عند زيارتهم لأئمتهم إما في مراقدهم الطاهرة أو في مجالسهم الخاصة من بعد.
              ولو قلنا جدلا بأن المتحدث استنكر خصوص اللعن العلني فإن هذا يستوجب طلب عدم قراءة الزيارة علنا أمام المخالفين لا أن يقال بأن الزيارة لا محل لها، فمثلا لو كان المسلم أمام الكافر ويخشى على نفسه من بطش الكافر وقتله فإنه يجوز له أن يعمل بالتقية فلا يلعن الكفار وآلهتهم أمامهم، ولا يصح أن يقال له أنه ليس للعن والبراءة من آلهة الكفار موضع ومحل في حياتك!!!
              وزيارة عاشوراء جاء فيها مقاطع للعن والبراءة، منها:
              «ولعن الله أمة قتلتكم ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم، برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم، يا أبا عبد الله إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أمية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك .....، اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية عليهم منك اللعنة أبد الآبدين.» وجاء في آخر الزيارة: «اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولا ثم العن الثاني والثالث والرابع، اللهم العن يزيد خامسا، والعن عبيد الله بن زياد وابن مرجانة وعمر بن سعد وشمرا وآل أبي سفيان وآل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة.» . انتهى الشاهد من كلام الهاشمي .



              أقول : وكلام الهاشمي فيه فائدتين , أولها : إثبات موقف العلامة الاثني عشري مرتضى العسكري من قضية اللعن في زيارة عاشوراء , وثانيها : بيان أن موقف العسكري لم يكن تقية بالنص المذكور , وهذا ظاهر كما لا يخفى .

              تعليق


              • #22
                الثاني والعشرون : العالم الشيعي الإثني عشري المعروف حسين الراضي








                # مكانته العلمية
                الشيخ حسين الراضي من علماء الإثني عشرية المعروفين المشهورين , غني عن التعريف , فهو محقق كتاب المراجعات , وكتاب الفصول المهمة لعبد الحسين شرف الدين الموسوي .
                وهذا الرابط يوضح دراسته ومكانته بالتفصيل
                http://www.alradhy.com/sh_hussin






                # هل العبارة المتداولة بين الشيعة الإثني عشرية والتي يقصد بها البعض ظلما وعدوانا لعن الصديق والفاروق رضي الله عنهما والتي نصها ( اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولاً ثم العن الثاني والثالث والرابع . . . ) هل هي صحيحة ثابته في الزيارة أم محرفة ومزورة وأدخلتها أيادي مجهولة مزورة إلى نص الزيارة المعروفة عند الإثني عشرية بـ ( زيارة عاشوراء ) ؟!



                يقول الشيخ الإثني عشري حسين الراضي تحت عنوان [ زيارة عاشورا المتداولة بين الناس والتزوير فيها ] :


                وهي الزيارة التي رواها علقمة عن الإمام الباقر عليه السلام - كما تقدم - رواها عدد من العلماء منهم ابن قولويه مسندة في كتابه كامل الزيارات . ولكن النص المتداول بين المتأخرين ومنهم الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان نقله عن الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد مرسلة . ورواها المتأخرون عنهما
                ويوجد هناك فرق بين النص الموجود في كامل الزيارات المطبوع المتداول وبين النص الموجود في مصباح المتهجد المطبوع المتداول
                وقد فتح السيد ابن طاووس باب النقاش فيما هو المتداول من نص زيارة عاشورا المنقولة عن مصباح المتهجد حيث ذكر أنه يوجد لديه نسخة من مصباح المتهجد للشيخ الطوسي وهي مقابلة مع نسخة الشيخ الطوسي نفسه والتي كتبها بخطه ولا يوجد فيها الفصلان الأخيران من الزيارة ويعني السلام المكرر 100 مرة واللعن المكرر 100 مرة وفصل اللهم خص أنت أول ظالم ..... الخ وبما أن النقولات لهذه الزيارة أكثرها تنقل من مصباح المتهجد الكبير وممن نقل ذلك المحدث الشيخ عباس القمي في كتابه مفاتيح الجنان وانتشرت عنه في مختلف الكتب المتأخر
                هذا ما أوجب علينا أن نقوم بالبحث والتنقيب والتأكد مما هو موجود في كتاب مصباح المتهجد الكبير.


                ماذا يراد من التزوير في زيارة عاشوراء ؟

                يراد منها أن المقطع الأخير و هو ( اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولاً ثم العن الثاني والثالث والرابع.... ) غير موجود في الزيارة
                بغض النظر عن المعنى الذي يفسر به فقد حصل الاختلاف في تفسيره كما يلي :
                التفسير الأول : أن المراد به هم الخلفاء كما يفسره به البعض
                التفسير الثاني : أن المراد بالأول : قابيل الذي قتل أخاه هابيل والثاني : عاقر ناقة صالح و الثالث ابن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب
                التفسير الثالث : أو المراد قتلة الإمام الحسين عليه السلام كما في شرح بعض النسخ الخطية
                وبغض النظر عن سند الرواية هل هو صحيح أم لا ؟ فقد تقدم الكلام فيه و أنها غير تامة سنداً فلو تنزلنا و قلنا بصحة السند و أن هذه الزيارة قالها الإمام الباقر عليه السلام فهل هذا المقطع من ضمن الزيارة أم لا ؟
                النتيجة : أن هذا المقطع غير موجود في هذه الزيارة

                واجبي الديني
                إنني ومن باب المسؤولية الملقاة على عاتقي و الواجب الديني ولأجل كشف الحقائق المزورة قمت بالبحث و التنقيب حول المقطع المنتشر الآن في زيارة عاشوراء ( اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولاً ثم العن الثاني والثالث والرابع ....) [4] قمت بذلك لأكثر من ثلاث سنوات حول المصادر الأولية لهذه الزيارة ففتشت مئات المخطوطات وفهارسها في مكتبات مشهد الإمام الرضا عليه السلام وطهران وقم المقدسة وغيرها وتابعت عشرات السيديات ( c.d) التي تصور المخطوطات أو تتحدث عنها ولاقيت من التعب والنصب و التعطف والتذلل لمن تحت يده هذه الأمور والحصول عليها الشيء الكثير.
                ثم ركزت على المصدر المدعى لهذا الفصل وهو (مصباح المتهجد الكبير) فتصفحت وراجعت أكثر من 100 نسخة خطية بين قديم وجديد وبعض النسخ كلفني الحصول عليها المبالغ الطائلة وبعضها استغرق الحصول عليها لأكثر من سنتين والبعض الآخر لأسابيع أو أيام عديدة وقد تحصلت على عدد كبير منها قمت بتصوير بعض النسخ المهمة منها والقسم الأكثر التي شاهدتها أخذت معلوماتها وخصوصياتها والبعض الآخر التي لم أطلع عليها مباشرة سجلت تواريخها وأماكن وجودها.انتهى كلام الشيخ الإثني عشري حسين الراضي .




                # كتابه القيم ( زيارة عاشوراء في الميزان ) دراسة لزيارة عاشوراء سندا ومتنا وما طرأ عليها من تزوير وتحريف ( التعريف به كما جاء في موقعه الرسمي )





                هنا التعريف بالكتاب :

                http://www.alradhy.com/moadeea/zearet.htm

                هنا الوثائق المصورة :

                http://www.alradhy.com/sawt/ashora1428/index1.htm



                وهنا موضوع للأخ ( الحوزوي ) يضع فيه وثائق من الكتاب :

                http://www.ansaaar.com/vb/showthread.php?t=63773




                # تساؤولات وفي موقعه الرسمي المعتمد في قسم ( مواضيع ) ذكر موضوعا بعنوان ( تساؤلات ) يطرح فيه أسئلة استنكارية عن واقع الجمود الذي عليه ( بعض ) الشيعة الإثني عشرية - هداهم الله - في عدم تقبلهم للحقائق وعدم رغبتهم في عرض معتقدهم على الميزان العلمي وخاصة المقطع المؤول بلعن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم , وفي أسئلته نبرة الظلم الذي تعرض له من اتهامه بأنه خالف بعض المراجع الذين اعتبروا هذه زيارة عاشوراء , , فيقول :

                ألا يحق للموالي أن يسأل ؟
                لماذا الفتوى من المكتب وليس من المرجع ؟ حتى وإن كان المرجع موجوداً في المكتب !
                هل المرجع هو الذي يدير المكتب أم المكتب هو الذي يدير المرجع ؟!
                إذا ثبت لشخص القطع برواية أو زيادة – كزيارة عاشوراء مثلاً – سنداً أو متناً فهل يحق له أن يضلل أو يفسق من لم يثبت له ذلك ؟
                ولماذا كتاب المزار للمشهدي ؟! هل هو أصح الكتب في الأدعية والزيارات ؟!
                ألم يكن رأي الأستاذ السيد الخوئي ( قدس سره ) في المزار الكبير وفي مؤلفه : أنه لا يمكن الاعتماد عليهما حيث قال : لا يمكن الاعتماد على ذلك من وجهين :
                1- أنه لم يظهر اعتبار هذا الكتاب في نفسه ، فإن محمد بن المشهدي لم يظهر حاله ، بل لم يعلم شخصه ، وإن أصر المحدث النوري : على أنه محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري فإن ما ذكره في وجه ذلك لا يورث إلا الظن .
                2- إن محمد بن المشهدي من المتأخرين ، وقد مر أنه لا عبرة بتوثيقاتهم
                ... ) [ معجم رجال الحديث ج1 ص 51 ]
                وإذا كان ابن المشهدي أوثق الرواة ومزاره أصح وأعظم الكتب في موضوعه كما يظهر من البعض ، فهو قد روى زيارتين ليوم عاشورا أحدهما : صحيحة السند عنده والأخرى مرسلة . فلماذا تُرجح المرسلة وتترك صحيحة السند ؟
                فهل رُجحت المرسلة على الصحيحة لوجود اللعن للخلفاء ؟ ولماذا العملية الانتقائية ؟ أو أنها معطوفة على الصحيحة فتكون صحيحة أيضاً ؟ وإذا كان كذلك ألا يوجد في السند الكليني وابن قولويه والصدوق والمفيد ؟
                فلماذا لم يروها الكليني في الكافي مع أنه ذكر بعض الزيارات للإمام الحسين عليه السلام ؟
                ولماذا لم يروها الصدوق في كتبه ؟ مع أنه ذكر في ( من لايحضره الفقيه ) أصح الزيارات للإمام الحسين عليه السلام عنده ؟
                ولماذا لم يروها الشيخ المفيد في أحد من كتبه ومنها المزار ؟ ألم ينقل أكثر ما في مزاره عن ابن قولويه ولم يرو هذه الزيارة عنه ؟!
                وإذا كان ابن المشهدي نقلها عن ابن قولويه فمن أين جاء اللعن للخلفاء ؟
                ولماذا رواها ابن قولويه في ( كامل الزيارات ) بدون اللعن للخلفاء ؟
                وإذا كان ابن المشهدي نقلها عن الطوسي حسب السند المذكور
                ألم ينقلها الشيخ الطوسي عن الشيخ المفيد ، والشيخ المفيد نقلها عن ابن قولويه ، ولكن ابن قولويه نقلها ولم ينقل اللعن للخلفاء . فمن أين جاء هذا اللعن ؟!
                لماذا كل من يشك في سند زيارة عاشورا المعروفة أو يضعفه أو يشك في بعض فقراتها أو يدعي التزوير فيها يحكم عليه ... ؟ لأنه يشكك ويضعف عقائد المؤمنين فيحكم عليه بما يحكم عليه ... ؟!!!
                ثم من أين جاءت هذه الملازمة ؟
                وهل مذهب أهل البيت عليهم السلام بلغ من الضعف أنه قائم على زيارة عاشورا فإذا سقطت سقط معها ؟
                ثم من أين جاءت الملازمة بين المناقشة في ثبوت زيارة عاشورا سندا ومتنا وبين نهضة الإمام الحسين عليه السلام ؟
                فهل يسري هذا الحكم على من لم ينقلها في القرون الأولى وبالأخص القرن الثالث والرابع ....كالشيخ الكليني والشيخ الصدوق والشيخ المفيد أم لا ؟
                وهل يشمل هذا الحكم ابن قولوية الذي نقلها بدون اللعن الخلفاء ؟
                هل الحكم يشمل السيد ابن طاووس الذي لم ينقلها في الإقبال ونقل الزيارة الأخرى برواية عبدالله بن سنان فقط ؟
                ولماذا لا يوجد اللعن للخلفاء في هذه الزيارة في المصباح الصغير المخطوط في القرن السادس الهجري بينما المنقول عنه في مصباح الزائر موجود فيه اللعن للخلفاء ؟
                فهل حُرّف وزور في كلام السيد ابن طاووس كما فُعل بالمصباح المتهجد الكبير ؟
                وهل هذا الحكم يشمل من حقق كتاب مصباح المتهجد وقال أن اللعن لا يوجد في النسخة الرضوية ؟
                وهل يشمل هذا الحكم المحقق الشيخ عباس القمي عندما تكلم عن التزوير في زيارة وارث ؟ أو مختص بزيارة عاشورا !!
                وهل يشمل هذا الحكم صاحب كتاب ( لؤلؤ ومرجان ) حيث تكلم عن التزوير في زيارة وارث والبدع التي خرجت في وقته مثل غسل أويس القرني وصوم الصمت ؟
                فهل هذا كله تشكيك في عقائد المؤمنين ؟
                وهل هذا الحكم يشمل السيد الأستاذ الخوئي لمّا سئل عن هذه الزيارة سندا ومتنا ، ولكنه في الجواب لم يتعرض للسند ؟ فهل يرى صحته ومبانيه تساعد على ذلك ؟ أم أنه تركه خوفا من ضجة الآخرين وعدم رضاهم ؟
                وهل الحكم يشمل صاحب كتاب ( مشرعة البحار ) والذي بدوره ضعف هذه الزيارة ؟ بل ضعف آلاف الأحاديث من كتاب ( بحار الأنوار ) .
                وهل يشمل هذا الحكم عشرات العلماء الذين حكموا بضعف هذه الزيارة وتحدثوا عن ذلك في دروسهم وخرج البعض على شاشات التلفزة أمام الملايين من الناس يعترف بضعفها ؟
                هذه التساؤلات وغيرها تحتاج إلى جواب لأجل ترسيخ عقائد المؤمنين وشكراً . انتهى ما ذكر في موقعه الرسمي

                المصدر :

                http://www.alradhy.com/moadeea/tasaolat.htm








                # لعن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأخلاق أهل البيت عليهم السلام !


                جاء في موقعه الرسمي المعتمد في قسم الإستفتاءآت ما نصه :

                نص السؤال :
                بعد مطالعتنا لبحثكم الرائع عن تزوير مقطع اللعن في زيارة عاشوراء..وإظهار أن اللعن ليس من أخلاقيات أهل البيت عليهم السلام ولا من أسلوبهم في التعامل مع الناس وهذا كلام سليم ولاخلاف عليه
                لكن هناك روايات كثيرة عن الأئمة عليهم السلام في ذم بعض أصحابهم وروايات أحاديثهم بلعنهم والتشديد على لعنهم في أكثر من موضع.. فكيف نوفق بين هذين المفهومين؟؟
                ولماذا تبرأ الأئمة عليهم السلام منهم باللعن ولم يكتفوا بإظهار البراءة منهم وتكذيبهم وإظهار خطورتهم على عقائد الناس؟ وهل البراءة تستلزم اللعن وإظهاره؟

                جواب سماحته :

                قد أجبنا عليه أكثر من مرة على الموقع . ونقلنا عن أهل اللغة أن اللعن من الناس هو أحد أقسام السب وقد اتفق عليه أهل اللغة قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في - كتاب العين - ج 2 ص :141
                اللعن : التعذيب ، والمُلَعَن : المعذب ، واللعين المشتوم المسبوب ( [1] )
                لعنتُه : سَبَبتُه
                ولعنه الله : باعده
                واللعنة في القرآن : العذاب
                وقولهم : أبيت اللعن ، أي : لا تأتي أمرا تلحى عليه وتلعن
                واللعنة : الدعاء عليه
                واللَُّعنَة : الكثير اللعن ، واللعنة : الذي يلعنه الناس
                والتعن الرجل ، أي : أنصف في الدعاء على نفسه وخصمه ، فيقول : على الكاذب مني ومنك اللعنة
                وتلاعنوا : لعن بعضهم بعضا ، واشتقاق ملاعنة الرجل امرأته منه في الحكم
                387 وقال ابن منظور في - لسان العرب - ج 13 ص
                واللعن : الإبعاد والطرد من الخير
                وقيل : الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السب والدعاء
                وقوله تعالى : بل لعنهم الله بكفرهم ، أي أبعدهم . وقوله تعالى : ويلعنهم اللاعنون ، قال ابن عباس : اللاعنون كل شيء في الأرض إلا الثقلين
                وقد نهى القرآن عن سب آلهة المشركين قال تعالى { وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأنعام: 108))
                فإذا كان آلهة المشركين نحن ممنوعين من سبهم فما بالك بغيرهم والنبي وأهل بيته منزهون عن السب والشتم واللعن بمعنى الشتم الذي يستعمله أكثر الناس كما أنهم منزهون عن صغائر الأمور قال أبو عمرو الكشي في ( رجاله ) حول رواية تنسب السب إلى الإمام الرضا عليه السلام فأبطل تلك الرواية ورد عليها فكان أحد الغلاة يقال له يونس ابن بهمن ممن يختلق الأكاذيب على يونس بن عبد الرحمن الثقة ويطعن فيه
                فقال الكشي :
                فأما يونس بن بهمن: فممن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن أن يظهر له مثلبة فيحكيها عنه و العقل ينفي مثل هذا إذ ليس في طباع الناس إظهار مساوئهم بألسنتهم على نفوسهم و أما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد: فإن أبا الحسن (عليه السلام) أجل خطرا و أعظم قدرا من أن يسب أحدا صراحا و كذلك آباؤه (عليهم السلام) من قبله و ولده من بعده لأن الرواية عنهم بخلاف هذا: إذ كانوا قد نهوا عن مثله و حثوا على غيره مما فيه الزين للدين و الدنيا [ 2 ]
                فالنبي والأئمة عليهم السلام لا يستعملون اللعن بمعنى السب كما هو الحال لأكثر الناس وإنما يستعملونه بمعنى الدعاء على من يستحق العذاب في الواقع واستعمالهم هذا يكون في غاية الندرة حيث أن النبي أرسل رحمة للعالمين قال تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الانبياء:107) وهو حريص على إدخال أمته في رحمة الله حتى مع أذيتهم له وكان يدعو لعدائه كما قال السيد ابن طاووس : و روينا دعاء النبي عليه السلام لأعدائه‏ ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي إِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) [3]
                َوقال أيضاً في إقبال‏الأعمال ص : 213:
                أ ما رأيت ما تضمنته أخبار صاحب الرسالة و هو قدوة أهل الجلالة كيف كان كلما آذاه قومه الكفار و بالغوا فيما يفعلون : قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))

                وقال العلامة في نهج‏ الحق ص : 308
                و قد ورد في تفسير إِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ أن النبي ص كلما آذاه الكفار من قومه قال اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون

                وفي مجموعة ورام ج : 1 ص : 99
                قال : و لما أكثرت قريش أذاه و ضربه قال : ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وقال في مجموعة ورام ج : 1 ص : 186 قال صلى الله عليه وآله إذ قال ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) لما أن ضربوه

                فهذا خلقه وهذا دأبه حتى كاد أن يتلف نفسه حسرة على عدم نجاتهم وعنادهم قال تعالى { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً } (الكهف:6 ) وقال تعالى : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (الشعراء:3
                فكيف يتناسب هذا السلوك العملي منه من أهل بيته عليهم السلام جميعاً أن يكونوا سبابين أو لعانين الذي أقل ما فيه أنه يتنافى مع الرحمة والشفقة
                لهذا قلنا أن اللعن لم يكن من ثقافة النبي وأهل بيته ولم يحثوا عليه ولم يحبذوه حتى وإن كان جائزاً في نفسه في بعض الحالات

                وأما الروايات التي أشرت إليها وكيفية الجمع بينها وبين بقية النصوص فقد أجبنا عليها أكثر من مرة على الموقع . والله الهادي إلى سواء السبيل

                الهامش :
                [1] في النسخ الثلاث : المسبب
                [2] رجال‏الكشي ص : 497 رقم 955
                [3] بحارالأنوار ج : 95 ص : 167

                تعليق


                • #23
                  صراحة موضوعك جميل ولكن الاجمل منه ان لا احد سيقراة يا اخ علي العماري لان الواحد ما بيحط كتاب كامل للنقاش

                  تعليق


                  • #24
                    تابع . . لـ ( حسين الراضي ) رقم [ 21 ]




                    # الرد على اشكال المخالفين وتبريرهم لعن الخلفاء الراشدين بقولهم ( اللعن مبدأ قرآني وذكر في القرآن ) , وما الى ذلك من التبريرات التي ينادي بها المخالف والتي هي عين تبريرات الخارجي في لعن الكرار رضي الله عنه .


                    قال الشيخ الإثني عشري حسين الراضي في موضوعه بعنوان [ مفهوم اللعن في القرآن وموقف الإمام علي عليه السلام من السب واللعن ] بتاريخ [ 19 / 2 / 1428 هـ ] :




                    فلم يزل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يربي أولاده وأهل بيته وأصحابه وشيعته على أعلى مكارم الأخلاق وحميد الصفات ويحذرهم من مساوئ الأخلاق وأن يتعالوا عن هذه السقطات التي لا تتناسب مع المؤمنين وتثير الأحقاد في المجتمع وتفكك عرى الوحدة فيه .

                    وقبل الدخول في موقف أمير المؤمنين عليه السلام نشير إلى معنى اللعن في اللغة ومعناه في القرآن الكريم :

                    المعنى اللغوي للعن :

                    الحاصل من كلام أهل اللغة أن اللعن على قسمين :

                    1- اللعن من الله فهو الطرد عن رحمته . وهذا مختص به سبحانه .
                    2- اللعن من الناس : فهو السب ، والشتم ، والدعاء على الشخص .

                    فالنسبة بين السب واللعن العموم والخصوص من وجه .

                    مفهوم اللعن في القرآن الكريم :

                    اللعن في القرآن يمكن أن ينظر إليه من أكثر من زاوية وحالة :

                    الحالة الأولى : أن يكون بملاحظة اللاعن من هو، فهل هو الله أو الناس ؟
                    فإن كان اللعن من الله فهو الطرد من رحمته وهو في حد ذاته عذاب .
                    وإذا كان من الناس فيكون من باب الدعاء على الغير ممن يستحق العذاب وطلب الطرد من رحمة الله بأن يبعده الله من الرحمة وينزل عليه عقابه .

                    الحالة الثانية : أن ينظر إلى الآيات القرآنية الواردة في اللعن ويحاول أن يرى لها وجهاً جامعاً مشتركاً سواء كان من جهة اللاعن أو الملعون أو اللعن نفسه .



                    أوجه اللعن في القرآن الكريم:

                    هنا ذكر المفسرون أن اللعن في القرآن له أربعة أوجه حيث وردت آيات عديدة، قال الحيري النيسابوري المتوفى 431 هـ في كتابه (أوجه القرآن):

                    اللعن على أربعة أوجه - ثم ذكر الأوجه الأربعة واستشهد ببعض الآيات على كل وجه ونحن ذاكرون تلك الأوجه مع زيادة بعض الآيات التي تتناسب مع كل وجه - :

                    الوجه الأول: العذاب

                    وفي هذا المعنى يوجد عدة آيات يظهر منها أنه قد أُطلق اللعن وأريد منه العذاب، منها :
                    1- قوله تعالى حكاية عن الكافرين: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} (البقرة:88).
                    2- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159)
                    فلعن الله لهم هو عذابه إليهم .
                    ولعن الناس الدعاء عليهم كما سوف يأتي فاللعن من الله يختلف عن اللعن من الناس .
                    3- قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء:46)
                    4- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} (النساء:52)
                    5- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب:57)
                    6- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (محمد:23)
                    7- قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور:7)
                    8- قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } (الأحزاب:64)

                    فاللعن في هذه الآيات بمعنى العذاب من الله لمن يستحقه من الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وليس للإنسان في هذا العذاب أي شأن أو ممارسة بل هو فعل الله. ما عدى الآية المتقدمة تحت رقم 2 فإنها اشتملت على لعنين : من الله ومن اللاعنين وسوف يأتي[2].

                    الوجه الثاني للعن :الدعاء من الإنسان على غيره :

                    1- كقوله: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فإن المتلاعنين كل واحد يلعن الآخر فاللعنة تنزل على من يستحق منهما.
                    2- قوله تعالى : { رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } (الأحزاب:68)
                    3- قوله تعالى : { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (هود:18)
                    4- قوله تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } (المائدة:78) .
                    5- قوله تعالى : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (الأعراف:44) فهذه الآيات كلها في إطار الدعاء على من يستحق الطرد من رحمة الله سبحانه. هذا في اللعن بمعنى الدعاء.

                    أما اللعن بمعنى السب والشتم - كما ذكر في المعنى اللغوي - الذي يتعارف عليه أكثر الناس ويستعملونه في محاوراتهم ومجادلاتهم وفي الفتن الدائرة بينهم، فمثل هذا اللعن لا وجود له في القرآن الكريم.

                    والوجه الثالث للعن : المسخ:

                    وهو يدخل بحال من الأحوال في العذاب فإن المسخ في حد ذاته عذاب وغضب من الله على بعض خلقه، كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (النساء:47) أي نمسخهم كما مسخنا أصحاب السبت وطردهم بالمسخ [3]

                    والوجه الرابع للعن: الطرد من رحمة الله:

                    وقد يكون هذا الوجه أوسع وأعم الوجوه حيث أن العذاب والمسخ يدخلان في هذا الوجه أيضاً وهنا آيات منها :
                    1- قوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (الأحزاب:61)
                    2- قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (البقرة:161)
                    3- قوله تعالى : { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (آل عمران:87)
                    فلعنة الله عليهم هي طردهم من رحمة الله أما لعنة الناس والملائكة فهي الدعاء عليهم بأن يبعدهم الله عن رحمته ..
                    4- قوله تعالى: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة:13) أي طردهم من رحمته بالمسخ[4].

                    وكيف كان فما كان من فعل الله فإليه الأمر والنهي ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيه، وما كان من فعل العبد الذي هو الدعاء على الغير فهذا الدعاء مرهون على حسب أسبابه إما بكون المدعو عليه كافرا كما في كثير من الآيات المتقدمة أو يدخل في عنوان الظالمين والمنافقين وغيرهم ممن يستحق الدعاء عليه .

                    فاللعن المستعمل في القرآن من جهة الناس هو ما يصدق عليه دعاء على الطرف الآخر واستعمله بعضهم ضد بعض .

                    أما أن الدعاء على الآخرين هل يدخل تحت مطلق استحباب الدعاء أم له حالة خاصة فهذا ما يحتاج إلى بحث وتدقيق .

                    والذي يظهر من جملة من الأخبار أن الدعاء على الآخرين وإن كان جائزا في نفسه مع وجود مبرراته وأسبابه ولكنه من ناحية أخلاقية يكون مرجوحاً ويدخل عدمه في باب مكارم الأخلاق والعفو عن الآخرين ، هذا إذا لم يتجاوز الداعي الحد الشرعي وإلا أصبح محرماً ويكون الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً .


                    الأسلوب القرآني الحكيم :

                    لم يكن من أسلوب القرآن الحكيم أن يذكر أسماء من كان يتحدث عنهم أو نزلت الآية بسببهم لا في جانب المدح والثناء ولا في جانب الذم والتقريع، فكان القرآن الكريم حكيماً إلى أبعد حد حيث لم يذكر أسماء الكافرين أو المشركين أو المنافقين أو الظالمين أو الأولياء إلا نادراً حتى في الأمم الماضية .

                    أما في هذه الأمة ففي حالة المدح والثناء لم يذكر بالاسم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله [5] وفي جانب الذم ذكر أبا لهب بكنيته وامرأته حمالة الحطب .

                    وهذا الأسلوب الحكيم قد استعمله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله طيلة حياته إلى حد كبير ولم يصرح بالأسماء إلا نادراً خصوصاً في جانب الذم، وتبقى جملة كبيرة من الروايات التي نقلت لنا بعض الأسماء في مجالها الروائي الذي يخضع للتقييم والنفي والإثبات.

                    ومن بعده سار على هذا المنهج أئمتنا أئمة أهل البيت عليهم السلام طيلة حياتهم ، وسيرتهم حافلة بكثير من الأمثلة والشواهد ، وهذا السلوك هو من أفضل الأساليب العقلانية الحكيمة خصوصاً في طرح الأسماء التي تكون مورد النزاع في المدح أو الذم لدى الأمة . هذا كله إذا كان اللعن بعنوان الدعاء .


                    المشكلة :

                    وأما إذا كان اللعن بعنوان السب والشتم والتشفي من الآخرين كما هو المتعارف عليه عند الأطراف المتنازعة والمختلفة فكرياً وعقائدياً وطائفياً ومذهبياً وسياسياً وكل طرف يريد أن يتغلب على الطرف الآخر وإسقاطه ويستعمل اللعن كوسيلة من وسائل التغلب بل يستعمله كدليل من الأدلة القمعية الاستفزازية الجارحة المؤذية للطرف المخالف له ، فهذا ليس من القرآن في شيء .

                    وهذا ما تشهده الساحة الآن من التشنج الطائفي والمذهبي وكل طرف يكيل للطرف الآخر الصاع صاعين ؛ فبعض المتشددين المتعصبين الجهلة من الشيعة يقابل أهل السنة عموماً أو بعض رموزهم خصوصاً بمختلف الشتائم والسب والألفاظ القبيحة باسم اللعن الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية وروايات أهل البيت عليهم السلام ، وقد تصل الحالة إلى حد التكفير ، ولأن بعض التكفيريين من المحسوبين على السنة يقومون بالقتل الجماعي على الهوية ، فهذا ما لا يرتضيه القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة أهل البيت عليهم السلام بل هم براء من ذلك جملة وتفصيلا .

                    كما أن بعض المتعصبين والمتشددين الحاقدين ممن ينتسب إلى أهل السنة يستعمل نفس الأسلوب المتقدم وزيادة ويحكم بكفر الشيعة واستباحة دمائهم وأموالهم وقد سقط خلال اليومين الماضيين أكثر من 120 شهيداً في الحلة وعشرات الأشخاص في أماكن أخرى من العراق أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ لا لذنب اقترفوه سوى أنهم ذاهبون لزيارة ابن بنت رسول الله الإمام الحسين عليه السلام وتجديد العهد والولاء له بما قدم في سبيل الله من تضحية .

                    إن هذا العمل الإجرامي الذي قام به التكفيريون لم يكن من القرآن الكريم أو السنة النبوية في شيء بل ولا ينسجم مع الضمير الإنساني.


                    إني ومنذ سنوات عديدة عملت على هذا النهج وحاولت :

                    1- أن أدرس منهج أئمة أهل البيت عليهم السلام وأن أستضيء بنور هداهم بما قالوه أو فعلوه أو حثوا عليه ودعوا أتباعهم إلى التمسك به .

                    2- وأن أكشف بعض ما ألصق بمدرستهم زوراً وبهتاناً والذي يتنافى مع القرآن الكريم ومعالي الأخلاق التي جبلوا عليها .

                    3- وأن أبرز نقاط القوة في سيرتهم وحرصهم على هذا الدين القويم والمحافظة عليه ، وعلى وحدة المسلمين، وأن أقدم في ذلك ما أتمكن عليه خدمة للإسلام والمسلمين .

                    4- تتبعت كثيراً من القضايا التي قد كانت متداولة لمئات من السنين وقد تكون مسلمة لدى البعض وأبرزت ما فيها من خلل وعيب .

                    5- حاولت أن أُفَعّل بعض الروايات التي كانت مقصية ، ومهمشة ومغيبة لفترة طويلة من الزمن لأسباب سياسية أو ذهنية دينية معينة وقد تكون صحيحة السند في نفسها وقد تكون هي الحل لمشاكل المجتمع في مثل هذه الروايات .


                    موقف الإمام علي عليه السلام من السب واللعن :

                    إن من أهم الأسباب للفتن المذهبية والطائفية استعمال السب والشتم واللعن للطرف الآخر الذي تختلف معه عقائديا أو مذهبياً أو سياسياً كوسيلة من الوسائل تريد أن تحقق أهدافك منه .
                    حاول البعض أن يشرعن السب والشتم واللعن الذي هو أحد مصاديق السب في الشريعة الإسلامية وأن يلصق ذلك بقادته الميامين عليهم السلام وأنهم استعملوه ضد من خالفهم وهذا ما لا يتناسب مع مقام بعض العلماء حتى يتناسب مع من مدحهم الله في الذكر الحكيم وقال في سيدهم {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) .
                    وقد تحدثت عن ذلك لأكثر من مرة وحاولت أن أعرض موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم في ذلك كي تنجلي بعض الغشاوات.
                    وهنا أعود مرة أخرى لأعرض موقف أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض جوانبه وفي بعض كلامه دون جميعه .
                    حادثة وقعت في وقت الإعداد واستنهاض الناس للقتال في حرب صفين – كما يقول به البعض – وبعضٌ يقول أن هذه الحادثة وقعت أثناء الحرب والقتال وقد سمعها علي عليه السلام مباشرة ، الحادثة رويت بعدة روايات وحاصلها أن بعض أصحاب علي عليه السلام تعرض لمعاوية وأصحابه بالسب واللعن ولكن الإمام علي عليه السلام استنكر ذلك وقال أن هذا العمل غير ناجح ولم يكن أمراً صحيحاً بل النهج القويم أن تشرح أفعال مخالفيك ليتعرف الآخرون عليها مع الخلق الإسلامي .
                    حاولت أن أنقل هذه الحادثة برواياتها المتعددة لأهميتها ثم أعرض ما فهمه العلماء منها :



                    الرواية الأولى :

                    فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم : عن عمر بن سعد [ الأسدي ] ، عن عبد الرحمن ، عن الحارث بن حصيرة ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ :
                    خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
                    فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ [ عليه السلام ] أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا
                    فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ ؟!
                    قَالَ : بَلَى .
                    [ قالا : أو ليسوا مبطلين ؟.
                    قال : بلى ]
                    قَالَا : فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ ؟! .
                    قَالَ : كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا : لَعَّانِينَ ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ ، وَتَتَبْرَءُونَ ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَ [ لَوْ ] قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ ، وَدِمَاءَنَا ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَخَيْراً لَكُمْ .
                    فَقَالَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏[6].



                    الرواية الثانية :

                    التي رواها ابن أعثم الكوفي في كتابه ( الفتوح ) بعد كلام طويل لأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام :
                    قال : فعندها خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ، فجعلا يظهران البراءة من أهل الشام واللعنة لهم ، فأرسل إليهما علي أن ( كفا عما يبلغني عنكما ) .
                    فأقبلا إلى علي وقالا : يا أمير المؤمنين ! ألسنا على الحق ؟ .
                    قال : بلى ! .
                    قالا : فَلِمَ تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ .
                    فقال : لأني أكره لكم أن تكونوا لعَّانين شتَّامين ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم كذا لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في الرأي ، ولو قلتم : اللهم ! احقن دماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، وأهدهم من ضلالتهم[7]، لكان ذلك أحب إليَّ[8] لكم .
                    فقالا : يا أمير المؤمنين ! فإننا نقبل عظتك ونتأدب بأدبك[9].


                    الرواية الثالثة :

                    التي رواها الدينوري في كتابه ( الأخبار الطوال ) فقال : قالوا : وبلغ عليا أن حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران شتم معاوية ، ولعن أهل الشام ، فأرسل إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما .
                    فأتياه ، فقالا : ( يا أمير المؤمنين ، ألسنا على الحق ، وهم على الباطل ؟ ) .
                    قال : ( بلى ، ورب الكعبة المسدنة ) .
                    قالوا : ( فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم ؟ ) .
                    قال : ( كرهت لكم أن تكونوا شتَّامين لعَّانين ، ولكن قولوا : اللهم أحقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، وأهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي من لجج به )[10] .



                    نستخلص من هذه الروايات الثلاث :

                    1- اتفاق هذه الروايات على أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يكره لأصحابه أن يكونوا شتامين لعانين وهذه الكراهة بمعنى عدم الرضا والمنع من هذا الفعل فإذا صحت سنداً فإن مفادها حرمة السب واللعن كما فهمها بعض العلماء الذين سوف يأتي الحديث عنهم ، لا الكراهة التي هي أحد الأقسام الخمسة (الحرمة ، والوجوب ، والاستحباب والكراهة ، والجواز).

                    2- مفاد هذه الروايات مع روايات أخرى صحيحة السند وقوله تعالى {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ } (الأنعام: 108) وأن اللعن من سائر الناس أحد مصاديق السب؛ مفاد كل ذلك :
                    أن السب واللعن من الأمور المحرمة: وذلك أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام منع أصحابه بشدة من الشتم واللعن كما جاء في الرواية الأولى والرابعة (قَالَا : فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ ؟! ) وفي الثانية والثالثة ( قالا : فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ ) ومنع الإمام المعصوم دال على الحرمة . فالسب واللعن لم يكونا من الأمور العبادية كما يصوره البعض بل من الأمور المبغوضة التي تجلب مختلف الفتن والمصائب .

                    3- أن حرمة السب واللعن لا تنزه الطرف الآخر ولاتبرؤه من كفره إن كان كافراً أو من فسقه إن كان فاسقاً أو من ضلاله إن كان ضالا ( وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ) فقد يستحق الطرف الآخر اللعن والعذاب الأليم في واقع الأمر لأفعاله الشنيعة فهذا شيء ، وشتمه ولعنه شيء آخر .

                    4- أن الإمام عليه السلام عندما منع من الشتم واللعن واللذان هما من مساوئ الأخلاق طرح عملا آخر أكثر مفعولية منهما ألا وهو شرح أفعال الطرف الآخر لجماهير الأمة بعدلٍ وإنصاف دون الكذب والبهتان .

                    5- الدعاء للمخالف بالهداية عن الضلال (.... وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ ) إن صاحب القلب الكبير الرحيم حتى لأعدائه لم يقتصر على عدم سبهم والدعاء عليهم بالعذاب واللعن لهم – حتى وإن فسر بالدعاء على الغير - بل ثقف شيعته أن يدعوا لأعدائهم ومخالفيهم بالهداية ، فأين هذه الروحية والثقافة التي يريدها علي بن أبي طالب عليه السلام حتى لمن سل سيفه عليه يقاتله ، وبين ثقافة السب والشتم واللعن ؟؟؟ !!!

                    6- الدعاء لهم بحقن دمائهم (اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ ، وَدِمَاءَنَا ....) وفي الرواية الثانية (ولو قلتم : اللهم ! احقن دماءهم .... ) ولم يذكر (دماءنا) أي لم يذكر دمه ودم أصحابه بل كان نظره على حفظ دم عدوه ومن يقاتله .
                    إنني لا أفهم لغة السب والشتم واللعن في قاموس هذا الرجل الذي خلقه الله مع ابن عمه وأولاده الهداة رحمة وذخراً وشرفاً ليس للمسلمين فحسب بل للبشرية عامة .
                    إن المحافظة على حقن الدماء مهم إلى أبعد حد وبأي ثمن كان وبأي وسيلة ، والسب والشتم واللعن من أهم أسباب سفك الدماء في الأمة فيحرمان ولو بالعنوان الثانوي إذا لم يحرما بالعنوان الأولي.


                    7- النتيجة الحسنة : بالالتزام بعدم السب والشتم واللعن فهو الخير للأمة لمحافظتها على كرامتها بل ووحدتها وقد يحصل الوئام بين المتنازعين كما قال عليه السلام ( لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَخَيْراً لَكُمْ ) .


                    8- إن مفردات السب والشتم واللعن لم تكن ثقافة أمير المؤمنين عليه السلام ، بل ثقافة العاجز المهزوم الذي لم يكن لديه أي رصيد علمي أو عملي أو أخلاقي ، والإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعيد عن هذا بعد ما بين السماء والأرض سواء كان في حال الحرب أو السلم ، وشيعته المخلصون على هداه سائرون، لهذا قال حجر وعمرو بن الحمق (يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏ ) فمن يستعمل السب والشتم واللعن - حتى لمن يستحق - لم يتأدب بأدب أمير المؤمنين عليه السلام وإنما تأدب بأدب أعدائه الذين اتخذوا السب واللعن ثقافة استمروا عليها لعشرات السنين .






                    تعليق


                    • #25
                      تابع . . لـ ( حسين الراضي ) رقم [ 21 ]




                      # الرد على اشكال المخالفين وتبريرهم لعن الخلفاء الراشدين بقولهم ( اللعن مبدأ قرآني وذكر في القرآن ) , وما الى ذلك من التبريرات التي ينادي بها المخالف والتي هي عين تبريرات الخارجي في لعن الكرار رضي الله عنه .


                      قال الشيخ الإثني عشري حسين الراضي في موضوعه بعنوان [ مفهوم اللعن في القرآن وموقف الإمام علي عليه السلام من السب واللعن ] بتاريخ [ 19 / 2 / 1428 هـ ] :




                      فلم يزل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام يربي أولاده وأهل بيته وأصحابه وشيعته على أعلى مكارم الأخلاق وحميد الصفات ويحذرهم من مساوئ الأخلاق وأن يتعالوا عن هذه السقطات التي لا تتناسب مع المؤمنين وتثير الأحقاد في المجتمع وتفكك عرى الوحدة فيه .

                      وقبل الدخول في موقف أمير المؤمنين عليه السلام نشير إلى معنى اللعن في اللغة ومعناه في القرآن الكريم :

                      المعنى اللغوي للعن :

                      الحاصل من كلام أهل اللغة أن اللعن على قسمين :

                      1- اللعن من الله فهو الطرد عن رحمته . وهذا مختص به سبحانه .
                      2- اللعن من الناس : فهو السب ، والشتم ، والدعاء على الشخص .

                      فالنسبة بين السب واللعن العموم والخصوص من وجه .

                      مفهوم اللعن في القرآن الكريم :

                      اللعن في القرآن يمكن أن ينظر إليه من أكثر من زاوية وحالة :

                      الحالة الأولى : أن يكون بملاحظة اللاعن من هو، فهل هو الله أو الناس ؟
                      فإن كان اللعن من الله فهو الطرد من رحمته وهو في حد ذاته عذاب .
                      وإذا كان من الناس فيكون من باب الدعاء على الغير ممن يستحق العذاب وطلب الطرد من رحمة الله بأن يبعده الله من الرحمة وينزل عليه عقابه .

                      الحالة الثانية : أن ينظر إلى الآيات القرآنية الواردة في اللعن ويحاول أن يرى لها وجهاً جامعاً مشتركاً سواء كان من جهة اللاعن أو الملعون أو اللعن نفسه .



                      أوجه اللعن في القرآن الكريم:

                      هنا ذكر المفسرون أن اللعن في القرآن له أربعة أوجه حيث وردت آيات عديدة، قال الحيري النيسابوري المتوفى 431 هـ في كتابه (أوجه القرآن):

                      اللعن على أربعة أوجه - ثم ذكر الأوجه الأربعة واستشهد ببعض الآيات على كل وجه ونحن ذاكرون تلك الأوجه مع زيادة بعض الآيات التي تتناسب مع كل وجه - :

                      الوجه الأول: العذاب

                      وفي هذا المعنى يوجد عدة آيات يظهر منها أنه قد أُطلق اللعن وأريد منه العذاب، منها :
                      1- قوله تعالى حكاية عن الكافرين: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ} (البقرة:88).
                      2- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} (البقرة:159)
                      فلعن الله لهم هو عذابه إليهم .
                      ولعن الناس الدعاء عليهم كما سوف يأتي فاللعن من الله يختلف عن اللعن من الناس .
                      3- قوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً} (النساء:46)
                      4- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً} (النساء:52)
                      5- قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} (الأحزاب:57)
                      6- قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} (محمد:23)
                      7- قوله تعالى: {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} (النور:7)
                      8- قوله تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } (الأحزاب:64)

                      فاللعن في هذه الآيات بمعنى العذاب من الله لمن يستحقه من الكافرين أو الظالمين أو الكاذبين وليس للإنسان في هذا العذاب أي شأن أو ممارسة بل هو فعل الله. ما عدى الآية المتقدمة تحت رقم 2 فإنها اشتملت على لعنين : من الله ومن اللاعنين وسوف يأتي[2].

                      الوجه الثاني للعن :الدعاء من الإنسان على غيره :

                      1- كقوله: {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} فإن المتلاعنين كل واحد يلعن الآخر فاللعنة تنزل على من يستحق منهما.
                      2- قوله تعالى : { رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } (الأحزاب:68)
                      3- قوله تعالى : { أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (هود:18)
                      4- قوله تعالى : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ } (المائدة:78) .
                      5- قوله تعالى : { وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } (الأعراف:44) فهذه الآيات كلها في إطار الدعاء على من يستحق الطرد من رحمة الله سبحانه. هذا في اللعن بمعنى الدعاء.

                      أما اللعن بمعنى السب والشتم - كما ذكر في المعنى اللغوي - الذي يتعارف عليه أكثر الناس ويستعملونه في محاوراتهم ومجادلاتهم وفي الفتن الدائرة بينهم، فمثل هذا اللعن لا وجود له في القرآن الكريم.

                      والوجه الثالث للعن : المسخ:

                      وهو يدخل بحال من الأحوال في العذاب فإن المسخ في حد ذاته عذاب وغضب من الله على بعض خلقه، كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} (النساء:47) أي نمسخهم كما مسخنا أصحاب السبت وطردهم بالمسخ [3]

                      والوجه الرابع للعن: الطرد من رحمة الله:

                      وقد يكون هذا الوجه أوسع وأعم الوجوه حيث أن العذاب والمسخ يدخلان في هذا الوجه أيضاً وهنا آيات منها :
                      1- قوله: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} (الأحزاب:61)
                      2- قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (البقرة:161)
                      3- قوله تعالى : { أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } (آل عمران:87)
                      فلعنة الله عليهم هي طردهم من رحمة الله أما لعنة الناس والملائكة فهي الدعاء عليهم بأن يبعدهم الله عن رحمته ..
                      4- قوله تعالى: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (المائدة:13) أي طردهم من رحمته بالمسخ[4].

                      وكيف كان فما كان من فعل الله فإليه الأمر والنهي ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيه، وما كان من فعل العبد الذي هو الدعاء على الغير فهذا الدعاء مرهون على حسب أسبابه إما بكون المدعو عليه كافرا كما في كثير من الآيات المتقدمة أو يدخل في عنوان الظالمين والمنافقين وغيرهم ممن يستحق الدعاء عليه .

                      فاللعن المستعمل في القرآن من جهة الناس هو ما يصدق عليه دعاء على الطرف الآخر واستعمله بعضهم ضد بعض .

                      أما أن الدعاء على الآخرين هل يدخل تحت مطلق استحباب الدعاء أم له حالة خاصة فهذا ما يحتاج إلى بحث وتدقيق .

                      والذي يظهر من جملة من الأخبار أن الدعاء على الآخرين وإن كان جائزا في نفسه مع وجود مبرراته وأسبابه ولكنه من ناحية أخلاقية يكون مرجوحاً ويدخل عدمه في باب مكارم الأخلاق والعفو عن الآخرين ، هذا إذا لم يتجاوز الداعي الحد الشرعي وإلا أصبح محرماً ويكون الظالم مظلوماً والمظلوم ظالماً .


                      الأسلوب القرآني الحكيم :

                      لم يكن من أسلوب القرآن الحكيم أن يذكر أسماء من كان يتحدث عنهم أو نزلت الآية بسببهم لا في جانب المدح والثناء ولا في جانب الذم والتقريع، فكان القرآن الكريم حكيماً إلى أبعد حد حيث لم يذكر أسماء الكافرين أو المشركين أو المنافقين أو الظالمين أو الأولياء إلا نادراً حتى في الأمم الماضية .

                      أما في هذه الأمة ففي حالة المدح والثناء لم يذكر بالاسم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله [5] وفي جانب الذم ذكر أبا لهب بكنيته وامرأته حمالة الحطب .

                      وهذا الأسلوب الحكيم قد استعمله الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله طيلة حياته إلى حد كبير ولم يصرح بالأسماء إلا نادراً خصوصاً في جانب الذم، وتبقى جملة كبيرة من الروايات التي نقلت لنا بعض الأسماء في مجالها الروائي الذي يخضع للتقييم والنفي والإثبات.

                      ومن بعده سار على هذا المنهج أئمتنا أئمة أهل البيت عليهم السلام طيلة حياتهم ، وسيرتهم حافلة بكثير من الأمثلة والشواهد ، وهذا السلوك هو من أفضل الأساليب العقلانية الحكيمة خصوصاً في طرح الأسماء التي تكون مورد النزاع في المدح أو الذم لدى الأمة . هذا كله إذا كان اللعن بعنوان الدعاء .


                      المشكلة :

                      وأما إذا كان اللعن بعنوان السب والشتم والتشفي من الآخرين كما هو المتعارف عليه عند الأطراف المتنازعة والمختلفة فكرياً وعقائدياً وطائفياً ومذهبياً وسياسياً وكل طرف يريد أن يتغلب على الطرف الآخر وإسقاطه ويستعمل اللعن كوسيلة من وسائل التغلب بل يستعمله كدليل من الأدلة القمعية الاستفزازية الجارحة المؤذية للطرف المخالف له ، فهذا ليس من القرآن في شيء .

                      وهذا ما تشهده الساحة الآن من التشنج الطائفي والمذهبي وكل طرف يكيل للطرف الآخر الصاع صاعين ؛ فبعض المتشددين المتعصبين الجهلة من الشيعة يقابل أهل السنة عموماً أو بعض رموزهم خصوصاً بمختلف الشتائم والسب والألفاظ القبيحة باسم اللعن الوارد في القرآن الكريم والسنة النبوية وروايات أهل البيت عليهم السلام ، وقد تصل الحالة إلى حد التكفير ، ولأن بعض التكفيريين من المحسوبين على السنة يقومون بالقتل الجماعي على الهوية ، فهذا ما لا يرتضيه القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة أهل البيت عليهم السلام بل هم براء من ذلك جملة وتفصيلا .

                      كما أن بعض المتعصبين والمتشددين الحاقدين ممن ينتسب إلى أهل السنة يستعمل نفس الأسلوب المتقدم وزيادة ويحكم بكفر الشيعة واستباحة دمائهم وأموالهم وقد سقط خلال اليومين الماضيين أكثر من 120 شهيداً في الحلة وعشرات الأشخاص في أماكن أخرى من العراق أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ لا لذنب اقترفوه سوى أنهم ذاهبون لزيارة ابن بنت رسول الله الإمام الحسين عليه السلام وتجديد العهد والولاء له بما قدم في سبيل الله من تضحية .

                      إن هذا العمل الإجرامي الذي قام به التكفيريون لم يكن من القرآن الكريم أو السنة النبوية في شيء بل ولا ينسجم مع الضمير الإنساني.


                      إني ومنذ سنوات عديدة عملت على هذا النهج وحاولت :

                      1- أن أدرس منهج أئمة أهل البيت عليهم السلام وأن أستضيء بنور هداهم بما قالوه أو فعلوه أو حثوا عليه ودعوا أتباعهم إلى التمسك به .

                      2- وأن أكشف بعض ما ألصق بمدرستهم زوراً وبهتاناً والذي يتنافى مع القرآن الكريم ومعالي الأخلاق التي جبلوا عليها .

                      3- وأن أبرز نقاط القوة في سيرتهم وحرصهم على هذا الدين القويم والمحافظة عليه ، وعلى وحدة المسلمين، وأن أقدم في ذلك ما أتمكن عليه خدمة للإسلام والمسلمين .

                      4- تتبعت كثيراً من القضايا التي قد كانت متداولة لمئات من السنين وقد تكون مسلمة لدى البعض وأبرزت ما فيها من خلل وعيب .

                      5- حاولت أن أُفَعّل بعض الروايات التي كانت مقصية ، ومهمشة ومغيبة لفترة طويلة من الزمن لأسباب سياسية أو ذهنية دينية معينة وقد تكون صحيحة السند في نفسها وقد تكون هي الحل لمشاكل المجتمع في مثل هذه الروايات .


                      موقف الإمام علي عليه السلام من السب واللعن :

                      إن من أهم الأسباب للفتن المذهبية والطائفية استعمال السب والشتم واللعن للطرف الآخر الذي تختلف معه عقائديا أو مذهبياً أو سياسياً كوسيلة من الوسائل تريد أن تحقق أهدافك منه .
                      حاول البعض أن يشرعن السب والشتم واللعن الذي هو أحد مصاديق السب في الشريعة الإسلامية وأن يلصق ذلك بقادته الميامين عليهم السلام وأنهم استعملوه ضد من خالفهم وهذا ما لا يتناسب مع مقام بعض العلماء حتى يتناسب مع من مدحهم الله في الذكر الحكيم وقال في سيدهم {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4) .
                      وقد تحدثت عن ذلك لأكثر من مرة وحاولت أن أعرض موقف أئمة أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم في ذلك كي تنجلي بعض الغشاوات.
                      وهنا أعود مرة أخرى لأعرض موقف أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام في بعض جوانبه وفي بعض كلامه دون جميعه .
                      حادثة وقعت في وقت الإعداد واستنهاض الناس للقتال في حرب صفين – كما يقول به البعض – وبعضٌ يقول أن هذه الحادثة وقعت أثناء الحرب والقتال وقد سمعها علي عليه السلام مباشرة ، الحادثة رويت بعدة روايات وحاصلها أن بعض أصحاب علي عليه السلام تعرض لمعاوية وأصحابه بالسب واللعن ولكن الإمام علي عليه السلام استنكر ذلك وقال أن هذا العمل غير ناجح ولم يكن أمراً صحيحاً بل النهج القويم أن تشرح أفعال مخالفيك ليتعرف الآخرون عليها مع الخلق الإسلامي .
                      حاولت أن أنقل هذه الحادثة برواياتها المتعددة لأهميتها ثم أعرض ما فهمه العلماء منها :



                      الرواية الأولى :

                      فقد رَوَى نَصْرٌ بن مزاحم : عن عمر بن سعد [ الأسدي ] ، عن عبد الرحمن ، عن الحارث بن حصيرة ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ :
                      خَرَجَ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يُظْهِرَانِ الْبَرَاءَةَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
                      فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمَا عَلِيٌّ [ عليه السلام ] أَنْ كُفَّا عَمَّا يَبْلُغُنِي عَنْكُمَا
                      فَأَتَيَاهُ فَقَالَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَسْنَا مُحِقِّينَ ؟!
                      قَالَ : بَلَى .
                      [ قالا : أو ليسوا مبطلين ؟.
                      قال : بلى ]
                      قَالَا : فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ ؟! .
                      قَالَ : كَرِهْتُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا : لَعَّانِينَ ، شَتَّامِينَ تَشْتِمُونَ ، وَتَتَبْرَءُونَ ، وَلَكِنْ لَوْ وَصَفْتُمْ مَسَاوِئَ أَعْمَالِهِمْ فَقُلْتُمْ مِنْ سِيرَتِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ أَعْمَالِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَ [ لَوْ ] قُلْتُمْ مَكَانَ لَعْنِكُمْ إِيَّاهُمْ ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ ، وَدِمَاءَنَا ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِهِمْ وَبَيْنِنَا ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ ، لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَخَيْراً لَكُمْ .
                      فَقَالَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏[6].



                      الرواية الثانية :

                      التي رواها ابن أعثم الكوفي في كتابه ( الفتوح ) بعد كلام طويل لأصحاب أمير المؤمنين عليه السلام :
                      قال : فعندها خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ، فجعلا يظهران البراءة من أهل الشام واللعنة لهم ، فأرسل إليهما علي أن ( كفا عما يبلغني عنكما ) .
                      فأقبلا إلى علي وقالا : يا أمير المؤمنين ! ألسنا على الحق ؟ .
                      قال : بلى ! .
                      قالا : فَلِمَ تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ .
                      فقال : لأني أكره لكم أن تكونوا لعَّانين شتَّامين ، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم كذا لكان ذلك أصوب في القول وأبلغ في الرأي ، ولو قلتم : اللهم ! احقن دماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، وأهدهم من ضلالتهم[7]، لكان ذلك أحب إليَّ[8] لكم .
                      فقالا : يا أمير المؤمنين ! فإننا نقبل عظتك ونتأدب بأدبك[9].


                      الرواية الثالثة :

                      التي رواها الدينوري في كتابه ( الأخبار الطوال ) فقال : قالوا : وبلغ عليا أن حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران شتم معاوية ، ولعن أهل الشام ، فأرسل إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما .
                      فأتياه ، فقالا : ( يا أمير المؤمنين ، ألسنا على الحق ، وهم على الباطل ؟ ) .
                      قال : ( بلى ، ورب الكعبة المسدنة ) .
                      قالوا : ( فلم تمنعنا من شتمهم ولعنهم ؟ ) .
                      قال : ( كرهت لكم أن تكونوا شتَّامين لعَّانين ، ولكن قولوا : اللهم أحقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، وأهدهم من ضلالتهم ، حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي عن الغي من لجج به )[10] .



                      نستخلص من هذه الروايات الثلاث :

                      1- اتفاق هذه الروايات على أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يكره لأصحابه أن يكونوا شتامين لعانين وهذه الكراهة بمعنى عدم الرضا والمنع من هذا الفعل فإذا صحت سنداً فإن مفادها حرمة السب واللعن كما فهمها بعض العلماء الذين سوف يأتي الحديث عنهم ، لا الكراهة التي هي أحد الأقسام الخمسة (الحرمة ، والوجوب ، والاستحباب والكراهة ، والجواز).

                      2- مفاد هذه الروايات مع روايات أخرى صحيحة السند وقوله تعالى {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ } (الأنعام: 108) وأن اللعن من سائر الناس أحد مصاديق السب؛ مفاد كل ذلك :
                      أن السب واللعن من الأمور المحرمة: وذلك أن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام منع أصحابه بشدة من الشتم واللعن كما جاء في الرواية الأولى والرابعة (قَالَا : فَلِمَ مَنَعْتَنَا مِنْ شَتْمِهِمْ ؟! ) وفي الثانية والثالثة ( قالا : فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ ) ومنع الإمام المعصوم دال على الحرمة . فالسب واللعن لم يكونا من الأمور العبادية كما يصوره البعض بل من الأمور المبغوضة التي تجلب مختلف الفتن والمصائب .

                      3- أن حرمة السب واللعن لا تنزه الطرف الآخر ولاتبرؤه من كفره إن كان كافراً أو من فسقه إن كان فاسقاً أو من ضلاله إن كان ضالا ( وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ) فقد يستحق الطرف الآخر اللعن والعذاب الأليم في واقع الأمر لأفعاله الشنيعة فهذا شيء ، وشتمه ولعنه شيء آخر .

                      4- أن الإمام عليه السلام عندما منع من الشتم واللعن واللذان هما من مساوئ الأخلاق طرح عملا آخر أكثر مفعولية منهما ألا وهو شرح أفعال الطرف الآخر لجماهير الأمة بعدلٍ وإنصاف دون الكذب والبهتان .

                      5- الدعاء للمخالف بالهداية عن الضلال (.... وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مِنْهُمْ مَنْ لَجَّ بِهِ ) إن صاحب القلب الكبير الرحيم حتى لأعدائه لم يقتصر على عدم سبهم والدعاء عليهم بالعذاب واللعن لهم – حتى وإن فسر بالدعاء على الغير - بل ثقف شيعته أن يدعوا لأعدائهم ومخالفيهم بالهداية ، فأين هذه الروحية والثقافة التي يريدها علي بن أبي طالب عليه السلام حتى لمن سل سيفه عليه يقاتله ، وبين ثقافة السب والشتم واللعن ؟؟؟ !!!

                      6- الدعاء لهم بحقن دمائهم (اللَّهُمَّ احْقُنْ دِمَاءَهُمْ ، وَدِمَاءَنَا ....) وفي الرواية الثانية (ولو قلتم : اللهم ! احقن دماءهم .... ) ولم يذكر (دماءنا) أي لم يذكر دمه ودم أصحابه بل كان نظره على حفظ دم عدوه ومن يقاتله .
                      إنني لا أفهم لغة السب والشتم واللعن في قاموس هذا الرجل الذي خلقه الله مع ابن عمه وأولاده الهداة رحمة وذخراً وشرفاً ليس للمسلمين فحسب بل للبشرية عامة .
                      إن المحافظة على حقن الدماء مهم إلى أبعد حد وبأي ثمن كان وبأي وسيلة ، والسب والشتم واللعن من أهم أسباب سفك الدماء في الأمة فيحرمان ولو بالعنوان الثانوي إذا لم يحرما بالعنوان الأولي.


                      7- النتيجة الحسنة : بالالتزام بعدم السب والشتم واللعن فهو الخير للأمة لمحافظتها على كرامتها بل ووحدتها وقد يحصل الوئام بين المتنازعين كما قال عليه السلام ( لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ ، وَخَيْراً لَكُمْ ) .


                      8- إن مفردات السب والشتم واللعن لم تكن ثقافة أمير المؤمنين عليه السلام ، بل ثقافة العاجز المهزوم الذي لم يكن لديه أي رصيد علمي أو عملي أو أخلاقي ، والإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعيد عن هذا بعد ما بين السماء والأرض سواء كان في حال الحرب أو السلم ، وشيعته المخلصون على هداه سائرون، لهذا قال حجر وعمرو بن الحمق (يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَقْبَلُ عِظَتَكَ وَنَتَأَدَّبُ بِأَدَبِك‏ ) فمن يستعمل السب والشتم واللعن - حتى لمن يستحق - لم يتأدب بأدب أمير المؤمنين عليه السلام وإنما تأدب بأدب أعدائه الذين اتخذوا السب واللعن ثقافة استمروا عليها لعشرات السنين .






                      تعليق


                      • #26
                        الرواية الرابعة :

                        التي رواها أبو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي المعتزلي المتوفى 220 هـ في كتابه ( المعيار والموازنة ):

                        [ تحذير أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من اعتياد السب واللعن وكراهته لهم أن يكونوا سبابين ولعانين ] [11].

                        قال الأسكافي : وكان رضي الله عنه من مبالغته في الدعاء وحسن سيرته في الكف عن الأذى ، ودعائه بالتي هي أحسن - اقتداء بأدب الله وطلبا لما هو أصلح - أنه لما بلغه عن أصحابه أنهم يكثرون شتم مخالفيهم باللعن والسب ، أرسل إليهم أن كفوا عما بلغني [ عنكم ] من الشتم والأذى .
                        فلقوه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟
                        قال : بلى .
                        قالوا : ومن خالفنا مبطلون ؟
                        قال : بلى .
                        قالوا : فلم منعتنا من شتمهم ؟
                        فقال : كرهت أن تكونوا سبابين ولكن لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، و [ لو ] قلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به ، فهذا من الكلام أحب إلي [12] لكم .
                        فقالوا : قد أصبت[13].


                        الرواية الخامسة :

                        التي رواها السيد الرضي في ( نهج البلاغة ) فقال :
                        ومن كلام له عليه السلام في هذا الجانب وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين :
                        ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ )[14].



                        الاختلاف في حرمة السب واللعن :

                        مورد الخلاف استعمالهما لغير المؤمنين ، أما حرمة السب واللعن للمؤمنين فهو متفق عليه .

                        وكيف كان فيبدو أن الخلاف حول جواز السب واللعن لغير المؤمنين قائم بين علماء الطائفة قبل مئات السنين .

                        أما السب : في القرون المتقدمة فكأنه شبه الاتفاق بينهم على حرمته حتى للكافرين فضلا عن المسلمين ، ولكن في الآونة الأخيرة خف مثل هذا الاتفاق أو شبهه وصار يحاول البعض أن يعطي المبررات لجوازه للكافرين أو المخالفين ويستشهد ببعض الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم ، وهذا التوجه له خطورته البالغة .

                        وأما اللعن السبي : فكذلك فقد ساد القول بالحرمة بين أكثر المتقدمين لفترة طويلة ولكن في القرون المتأخرة انعكست القضية وساد القول بعدم حرمته بل القول باستحبابه وأنه من الأمور العبادية بل حاول البعض أن يثبت وجوبه بأي عنوان من العناوين . وتشنج كثير من المتأخرين ضد من يشكك في عباديته أو استحبابه وكالوا لهم مختلف الشتائم والتهم .

                        وفي هذه العجالة نشير إلى رأي بعض المتقدمين في هذا الجانب، وكشاهد على ذلك نطرح قراءة أخرى - غير المتداولة - لكلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) وما هو المراد منها ، تلك القراءة التي فهمها بعض قدماء شراح نهج البلاغة في القرن السادس والسابع الهجريين، ليطلع القارئ على ثقافة أوسع بثقافة الرأي والرأي الآخر ، ولا يبقى يسمع فقط الرأي الأوحادي الذي يقصي الرأي الآخر .

                        . . . الرواية الأخيرة من نهج البلاغة هي محط القراءة الجديدة وبما أنها متقاربة مع الرواية الرابعة وهما مختلفتان قليلاً عن الروايات المتقدمة عليهما حيث لم يذكر اسم ( اللعن ) فيهما فهذا مما يعزز أهمية القراءة الجديدة .
                        كما لم يذكر في رواية نهج البلاغة جملة ( فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ ) كما تقدم في الروايات السابقة .
                        لهذا حاولنا أن نفهم كلمة الإمام علي عليه السلام عندما قال : ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) على ماذا تدل ؟ فهل تدل على كراهة السب بمعنى مجرد المبغوضية التي هي أحد الأحكام الخمسة أي قسيمة للحرمة فلا مانع من ارتكاب السب وإن كان مبغوضاً كما حاول البعض أن يجعل الكراهة خاصة بالسب فقط دون ( اللعن ) وجعل الأخير من الأمور العبادية .
                        أم لها قراءة وفهم آخر يدل على ثقافة معينة لدى أمير المؤمنين عليه السلام .
                        عندما نرجع إلى شراح نهج البلاغة من المتقدمين في القرنين السادس والسابع وهم من أوائل شراح نهج البلاغة نراهم قد فهموا من كراهة السب ، حرمة السب واللعن معاً لأن اللعن مصداق من مصاديق السب .












                        ما فهمه الأعلام من كراهة السب :



                        1- قال علي بن زيد البيهقي الأنصاري المتوفى 565 هـ [15] في كتابه ( معارج نهج البلاغة ) في شرحه لهذه الخطبة في قوله إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ):

                        ( هذا تنبيه على تحريم السبّ واللّعن، كما قال النبي، عليه السّلام: (ما بعثت سبّابا ولا لعّانا)...
                        - إلى أن قال - وهذه الكلمات مقتبسة من قول النّبيّ عليه السّلام: اللّهم إنّي بشر، فإذا دعوت على إنسان، فاجعل دعآئي له لا عليه، وأهده إلى الصّراط المستقيم ).
                        فالبيهقي شرح رواية نهج البلاغة المقتصرة على كلمة ( سبابين ) ومع هذا حرم السب واللعن لأنهما بمعنى واحد .




                        2- وقال قطب الدين البيهقي الكيدري من أعلام الطائفة في القرن السادس الهجري صاحب كتاب ( إصباح الشيعة بمصباح الشريعة ) في شرحه لنهج البلاغة المعروف بـ ( حقائق الحقائق في تفسير دقائق أفصح الخلائق )
                        قال قوله عليه السلام: ( إني اكره لكم أن تكونوا سبابين) .
                        ( نبه على تحريم السب واللعن كما قال النبي صلى اللّه عليه وآله ( ما بعثت سبابا ولا لعانا )
                        وقال عليه السلام: ( اللهم إني بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ).
                        واحقن دماءنا: أي امنعها من السفك.
                        اصلح ذات بيننا: أي ما بيننا من الأحوال حتى يكون أحوال : إلفة ، ومحبة ، واتفاق ، ولما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين كقولهم: اسقني ذا إناءك أي في إنائك من الشراب، وقيل ذات البين حقيقة الوصل.
                        وارعوى: أي رجع و كف، و لهج به: أي حرص[16].
                        وكلام الكيدري واستنتاجه نفس استنتاج البيهقي الأنصاري .






                        3- وقال الشيخ كمال الدين ميثم البحراني المتوفى 679 هـ في شرحه لنهج البلاغة :
                        وحاصل الفصل تأديب قومه وإرشادهم إلى السيرة الحسنة وجذب لهم عن تعويدها وتمرينها بكلام الصالحين.
                        ونبّه بكراهته للسبّ والنهى عنه على تحريمه، ونحوه إشارة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) .
                        وقوله: ( اللهم إنّي بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ).
                        وقوله: لو وصفتم. إلى قوله: في العذر: أي لو عدلتم عن السباب إلى وصف أعمالهم وتذكيرهم بكونهم ظالمين لكم وضالّين عن السبيل ذكرا على وجه النصيحة والهداية لهم.
                        ثمّ قلتم مكان سبّكم إيّاهم هذا الدعاء لكان أصوب في القول ممّا ذكرتموه من رذيلة السباب ولأنّ في تذكيرهم بأحوالهم ونصيحتهم إيّاهم فائدة وهي رجاء أن يعودوا إلى الحقّ ولأنّ ذلك أبلغ في العذر إليهم من غيره. إذ لكم أن تقولوا بعد ذلك إنّكم نصحتموهم وطلبتم منهم العتبى فلم يستعينوا.
                        وقوله: وقلتم عطف على قوله: وصفتم.
                        ولو مقدّرة عليه وجوابها مقدّر بعد تمام الدعاء وحذفا لدلالة لو الأولى عليهما، والتقدير لو قلتم هذا الدعاء ، لكان أصوب وأبلغ في العذر، والدعاء الّذي علّمهم عليه السّلام إيّاه مطابق لصورة حال الحرب ، واشتمل على طلب حقن الدماء أوّلا : لأنّ سفك الدماء هو الخوف الحاضر .
                        وعلى طلب علّته وهى إصلاح ذات البين: أي ما بيننا وبينهم من الأحوال الموجبة للافتراق حتّى يكون أحوال : ألفة ، واتّفاق ، ولمّا كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها: ذات البين كقولك: اسقني ذا إنائك: أي ما في إنائك من الشراب.
                        وقيل: ذات البين حقيقة الفرقة: أي صلح حقيقة الفرقة بيننا وبينهم و بدّلها بالالفة.
                        ثمّ على طلب العلّة الحاسمة للفرقة الموجبة لإصلاحها وهي هداهم من ضلالتهم بمعرفة من جهل الحقّ له وارعوا به من غباوته، وهي طرف التفريط من فضيلة الحكمة، وعداوته وهو طرف الإفراط من فضيلة العدل ، وقد كانت الرذيلتان في أصحاب معاوية فإنّه لمّا قصرت وطئتهم عن وجه الحقّ وغلبت عليهم الشبهة بغوا وتعدّوا ولهجوا بعدوانهم، وروى عوض الغيّ العمى وهو عمى البصيرة وغباوتها. [17]
                        وتحدث الشيخ ميثم البحراني في مكان آخر عن أهمية المحافظة على الألفاظ الحسنة وأنها جزء من مكارم الأخلاق .



                        أخلاقية علي مع شاتميه :

                        قَالَ نَصْرٌ وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام مَرَّ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُمْ يَشْتِمُونَهُ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ فَوَقَفَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ انْهَدُوا إِلَيْهِمْ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَسِيمَاءِ الصَّالِحِينَ وَوَقَارِ الْإِسْلَامِ ... ) [18]




                        الهامش :

                        [2] انظر وجوه القرآن للحيري .
                        [3] غريب القرآن للطريحي ص 555 .
                        [4] غريب القرآن للطريحي ص 555
                        [5] وذكر زيد بن حارثة في قضية الزواج .
                        [6] وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 103 وعنه في بحارا لأنوار ج : 32 ص : 399
                        شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص171
                        أعيان الشيعة ج 4 ص 569 وج 8 ص 376
                        الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان ص 423
                        وعند مستدرك الوسائل ج12 ص 305 ح14159
                        جامع أحاديث الشيعة ج15 ص 518 ح1667
                        نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ج2 ص104 وج6 ص 318
                        مستدركات علم الرجال للنمازي ج2 ص 253
                        [7] زيد في وقعة صفين ص 103 حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به .
                        [8] الظاهر سقطت كلمة [ وخيراً ] كما تقدت في رواية نصر بن مزاحم .
                        [9] كتاب الفتوح - لأحمد بن أعثم الكوفي - ج 2 - ص 543
                        [10] الأخبار الطوال - الدينوري - ص 165
                        [11] يبدو أن هذا العنوان بين المعقوفتين وضعه المحمودي محقق الكتاب .
                        [12] هنا سقطت كلمة [ وخيراً ]
                        [13] المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - ص 137
                        وقال المحمودي : وهذا الكلام رويناه عنه عليه السلام في المختار : ( 179 ) من كتاب نهج السعادة : ج 2 ص 104 ، ط 1 . ورواه أيضا السيد الرضي أعلى الله مقامه في المختار : ( 206 ) من نهج البلاغة . ورواه أيضا نصر بن مزاحم المنقري في أواسط الجزء الثاني من كتاب صفين ص 103 .
                        [14] نهج البلاغة : الخطبة 206 رقم 199، وفي النسخة المخطوطة لعام 469 هـ والنسخة الأخرى المخطوطة 494 هـ ( دماهم ) وفي نسختنا المخطوطة لعام 736 هـ في البداية : ( إنني )... ( البغي ) بدل الغي . وفيها في آخر الخطبة ( وتبعه خ ل ) بحار الأنوار : 32 / 561 / 466 .
                        [15] المولود في سنة 493 هـ والمتوفى 565 هت وكنب كتابه معارج نهج البلاغة سنة 552 هـ انظر ترجمته في مقدمة كنابه ( معارج نهج البلاغة ) ورياض العلماء ج 5 ص 448 ، خاتمة مستدرك الوسائل أعيان الشيعة ، طبقات أعلام الشيعة ، مجلة تراثنا عدد 37 .
                        [16] حدائق ‏الحقائق‏ في ‏شرح‏ نهج ‏البلاغة، ج2، صفحة 182
                        [17] شرح ‏نهج ‏البلاغة (ابن ‏ميثم)، ج 4 ص 13- 14
                        [18] بحار الأنوار ج : 32 ص : 506 رقم 434 عن وقعة صفين ص : 391


                        المصدر :

                        http://www.alradhy.com/hadeth/alahadeth28/2-3.htm

                        تعليق


                        • #27
                          الرواية الرابعة :

                          التي رواها أبو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي المعتزلي المتوفى 220 هـ في كتابه ( المعيار والموازنة ):

                          [ تحذير أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من اعتياد السب واللعن وكراهته لهم أن يكونوا سبابين ولعانين ] [11].

                          قال الأسكافي : وكان رضي الله عنه من مبالغته في الدعاء وحسن سيرته في الكف عن الأذى ، ودعائه بالتي هي أحسن - اقتداء بأدب الله وطلبا لما هو أصلح - أنه لما بلغه عن أصحابه أنهم يكثرون شتم مخالفيهم باللعن والسب ، أرسل إليهم أن كفوا عما بلغني [ عنكم ] من الشتم والأذى .
                          فلقوه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟
                          قال : بلى .
                          قالوا : ومن خالفنا مبطلون ؟
                          قال : بلى .
                          قالوا : فلم منعتنا من شتمهم ؟
                          فقال : كرهت أن تكونوا سبابين ولكن لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول ، وأبلغ في العذر ، و [ لو ] قلتم مكان سبكم إياهم : اللهم احقن دماءنا ودماءهم ، وأصلح ذات بيننا وبينهم ، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ، ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به ، فهذا من الكلام أحب إلي [12] لكم .
                          فقالوا : قد أصبت[13].


                          الرواية الخامسة :

                          التي رواها السيد الرضي في ( نهج البلاغة ) فقال :
                          ومن كلام له عليه السلام في هذا الجانب وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين :
                          ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ، وَلَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ ، وَذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي الْقَوْلِ وَأَبْلَغَ فِي الْعُذْرِ ، وَقُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ : اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَنَا وَدِمَاءَهُمْ ، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَبَيْنِهِمْ ، وَاهْدِهِمْ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ ، حَتَّى يَعْرِفَ الْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَيَرْعَوِيَ عَنِ الْغَيِّ وَالْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ )[14].



                          الاختلاف في حرمة السب واللعن :

                          مورد الخلاف استعمالهما لغير المؤمنين ، أما حرمة السب واللعن للمؤمنين فهو متفق عليه .

                          وكيف كان فيبدو أن الخلاف حول جواز السب واللعن لغير المؤمنين قائم بين علماء الطائفة قبل مئات السنين .

                          أما السب : في القرون المتقدمة فكأنه شبه الاتفاق بينهم على حرمته حتى للكافرين فضلا عن المسلمين ، ولكن في الآونة الأخيرة خف مثل هذا الاتفاق أو شبهه وصار يحاول البعض أن يعطي المبررات لجوازه للكافرين أو المخالفين ويستشهد ببعض الروايات المنسوبة إلى أهل البيت عليهم السلام وسيرتهم ، وهذا التوجه له خطورته البالغة .

                          وأما اللعن السبي : فكذلك فقد ساد القول بالحرمة بين أكثر المتقدمين لفترة طويلة ولكن في القرون المتأخرة انعكست القضية وساد القول بعدم حرمته بل القول باستحبابه وأنه من الأمور العبادية بل حاول البعض أن يثبت وجوبه بأي عنوان من العناوين . وتشنج كثير من المتأخرين ضد من يشكك في عباديته أو استحبابه وكالوا لهم مختلف الشتائم والتهم .

                          وفي هذه العجالة نشير إلى رأي بعض المتقدمين في هذا الجانب، وكشاهد على ذلك نطرح قراءة أخرى - غير المتداولة - لكلام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) وما هو المراد منها ، تلك القراءة التي فهمها بعض قدماء شراح نهج البلاغة في القرن السادس والسابع الهجريين، ليطلع القارئ على ثقافة أوسع بثقافة الرأي والرأي الآخر ، ولا يبقى يسمع فقط الرأي الأوحادي الذي يقصي الرأي الآخر .

                          . . . الرواية الأخيرة من نهج البلاغة هي محط القراءة الجديدة وبما أنها متقاربة مع الرواية الرابعة وهما مختلفتان قليلاً عن الروايات المتقدمة عليهما حيث لم يذكر اسم ( اللعن ) فيهما فهذا مما يعزز أهمية القراءة الجديدة .
                          كما لم يذكر في رواية نهج البلاغة جملة ( فلم تمنعنا عن شتمهم ولعنهم ؟ ) كما تقدم في الروايات السابقة .
                          لهذا حاولنا أن نفهم كلمة الإمام علي عليه السلام عندما قال : ( إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ) على ماذا تدل ؟ فهل تدل على كراهة السب بمعنى مجرد المبغوضية التي هي أحد الأحكام الخمسة أي قسيمة للحرمة فلا مانع من ارتكاب السب وإن كان مبغوضاً كما حاول البعض أن يجعل الكراهة خاصة بالسب فقط دون ( اللعن ) وجعل الأخير من الأمور العبادية .
                          أم لها قراءة وفهم آخر يدل على ثقافة معينة لدى أمير المؤمنين عليه السلام .
                          عندما نرجع إلى شراح نهج البلاغة من المتقدمين في القرنين السادس والسابع وهم من أوائل شراح نهج البلاغة نراهم قد فهموا من كراهة السب ، حرمة السب واللعن معاً لأن اللعن مصداق من مصاديق السب .












                          ما فهمه الأعلام من كراهة السب :



                          1- قال علي بن زيد البيهقي الأنصاري المتوفى 565 هـ [15] في كتابه ( معارج نهج البلاغة ) في شرحه لهذه الخطبة في قوله إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ ):

                          ( هذا تنبيه على تحريم السبّ واللّعن، كما قال النبي، عليه السّلام: (ما بعثت سبّابا ولا لعّانا)...
                          - إلى أن قال - وهذه الكلمات مقتبسة من قول النّبيّ عليه السّلام: اللّهم إنّي بشر، فإذا دعوت على إنسان، فاجعل دعآئي له لا عليه، وأهده إلى الصّراط المستقيم ).
                          فالبيهقي شرح رواية نهج البلاغة المقتصرة على كلمة ( سبابين ) ومع هذا حرم السب واللعن لأنهما بمعنى واحد .




                          2- وقال قطب الدين البيهقي الكيدري من أعلام الطائفة في القرن السادس الهجري صاحب كتاب ( إصباح الشيعة بمصباح الشريعة ) في شرحه لنهج البلاغة المعروف بـ ( حقائق الحقائق في تفسير دقائق أفصح الخلائق )
                          قال قوله عليه السلام: ( إني اكره لكم أن تكونوا سبابين) .
                          ( نبه على تحريم السب واللعن كما قال النبي صلى اللّه عليه وآله ( ما بعثت سبابا ولا لعانا )
                          وقال عليه السلام: ( اللهم إني بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ).
                          واحقن دماءنا: أي امنعها من السفك.
                          اصلح ذات بيننا: أي ما بيننا من الأحوال حتى يكون أحوال : إلفة ، ومحبة ، واتفاق ، ولما كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها ذات البين كقولهم: اسقني ذا إناءك أي في إنائك من الشراب، وقيل ذات البين حقيقة الوصل.
                          وارعوى: أي رجع و كف، و لهج به: أي حرص[16].
                          وكلام الكيدري واستنتاجه نفس استنتاج البيهقي الأنصاري .






                          3- وقال الشيخ كمال الدين ميثم البحراني المتوفى 679 هـ في شرحه لنهج البلاغة :
                          وحاصل الفصل تأديب قومه وإرشادهم إلى السيرة الحسنة وجذب لهم عن تعويدها وتمرينها بكلام الصالحين.
                          ونبّه بكراهته للسبّ والنهى عنه على تحريمه، ونحوه إشارة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله: ( ما بعثت لعّانا ولا سبّابا) .
                          وقوله: ( اللهم إنّي بشر فإذا دعوت على إنسان فاجعل دعائي له لا عليه واهده إلى الصراط المستقيم ).
                          وقوله: لو وصفتم. إلى قوله: في العذر: أي لو عدلتم عن السباب إلى وصف أعمالهم وتذكيرهم بكونهم ظالمين لكم وضالّين عن السبيل ذكرا على وجه النصيحة والهداية لهم.
                          ثمّ قلتم مكان سبّكم إيّاهم هذا الدعاء لكان أصوب في القول ممّا ذكرتموه من رذيلة السباب ولأنّ في تذكيرهم بأحوالهم ونصيحتهم إيّاهم فائدة وهي رجاء أن يعودوا إلى الحقّ ولأنّ ذلك أبلغ في العذر إليهم من غيره. إذ لكم أن تقولوا بعد ذلك إنّكم نصحتموهم وطلبتم منهم العتبى فلم يستعينوا.
                          وقوله: وقلتم عطف على قوله: وصفتم.
                          ولو مقدّرة عليه وجوابها مقدّر بعد تمام الدعاء وحذفا لدلالة لو الأولى عليهما، والتقدير لو قلتم هذا الدعاء ، لكان أصوب وأبلغ في العذر، والدعاء الّذي علّمهم عليه السّلام إيّاه مطابق لصورة حال الحرب ، واشتمل على طلب حقن الدماء أوّلا : لأنّ سفك الدماء هو الخوف الحاضر .
                          وعلى طلب علّته وهى إصلاح ذات البين: أي ما بيننا وبينهم من الأحوال الموجبة للافتراق حتّى يكون أحوال : ألفة ، واتّفاق ، ولمّا كانت الأحوال ملابسة للبين قيل لها: ذات البين كقولك: اسقني ذا إنائك: أي ما في إنائك من الشراب.
                          وقيل: ذات البين حقيقة الفرقة: أي صلح حقيقة الفرقة بيننا وبينهم و بدّلها بالالفة.
                          ثمّ على طلب العلّة الحاسمة للفرقة الموجبة لإصلاحها وهي هداهم من ضلالتهم بمعرفة من جهل الحقّ له وارعوا به من غباوته، وهي طرف التفريط من فضيلة الحكمة، وعداوته وهو طرف الإفراط من فضيلة العدل ، وقد كانت الرذيلتان في أصحاب معاوية فإنّه لمّا قصرت وطئتهم عن وجه الحقّ وغلبت عليهم الشبهة بغوا وتعدّوا ولهجوا بعدوانهم، وروى عوض الغيّ العمى وهو عمى البصيرة وغباوتها. [17]
                          وتحدث الشيخ ميثم البحراني في مكان آخر عن أهمية المحافظة على الألفاظ الحسنة وأنها جزء من مكارم الأخلاق .



                          أخلاقية علي مع شاتميه :

                          قَالَ نَصْرٌ وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام مَرَّ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فِيهِمُ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُمْ يَشْتِمُونَهُ فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ فَوَقَفَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ انْهَدُوا إِلَيْهِمْ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَسِيمَاءِ الصَّالِحِينَ وَوَقَارِ الْإِسْلَامِ ... ) [18]




                          الهامش :

                          [2] انظر وجوه القرآن للحيري .
                          [3] غريب القرآن للطريحي ص 555 .
                          [4] غريب القرآن للطريحي ص 555
                          [5] وذكر زيد بن حارثة في قضية الزواج .
                          [6] وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 103 وعنه في بحارا لأنوار ج : 32 ص : 399
                          شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج3 ص171
                          أعيان الشيعة ج 4 ص 569 وج 8 ص 376
                          الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة للسيد علي خان ص 423
                          وعند مستدرك الوسائل ج12 ص 305 ح14159
                          جامع أحاديث الشيعة ج15 ص 518 ح1667
                          نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ج2 ص104 وج6 ص 318
                          مستدركات علم الرجال للنمازي ج2 ص 253
                          [7] زيد في وقعة صفين ص 103 حتى يعرف الحق منهم من جهله ، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به .
                          [8] الظاهر سقطت كلمة [ وخيراً ] كما تقدت في رواية نصر بن مزاحم .
                          [9] كتاب الفتوح - لأحمد بن أعثم الكوفي - ج 2 - ص 543
                          [10] الأخبار الطوال - الدينوري - ص 165
                          [11] يبدو أن هذا العنوان بين المعقوفتين وضعه المحمودي محقق الكتاب .
                          [12] هنا سقطت كلمة [ وخيراً ]
                          [13] المعيار والموازنة - أبو جعفر الإسكافي - ص 137
                          وقال المحمودي : وهذا الكلام رويناه عنه عليه السلام في المختار : ( 179 ) من كتاب نهج السعادة : ج 2 ص 104 ، ط 1 . ورواه أيضا السيد الرضي أعلى الله مقامه في المختار : ( 206 ) من نهج البلاغة . ورواه أيضا نصر بن مزاحم المنقري في أواسط الجزء الثاني من كتاب صفين ص 103 .
                          [14] نهج البلاغة : الخطبة 206 رقم 199، وفي النسخة المخطوطة لعام 469 هـ والنسخة الأخرى المخطوطة 494 هـ ( دماهم ) وفي نسختنا المخطوطة لعام 736 هـ في البداية : ( إنني )... ( البغي ) بدل الغي . وفيها في آخر الخطبة ( وتبعه خ ل ) بحار الأنوار : 32 / 561 / 466 .
                          [15] المولود في سنة 493 هـ والمتوفى 565 هت وكنب كتابه معارج نهج البلاغة سنة 552 هـ انظر ترجمته في مقدمة كنابه ( معارج نهج البلاغة ) ورياض العلماء ج 5 ص 448 ، خاتمة مستدرك الوسائل أعيان الشيعة ، طبقات أعلام الشيعة ، مجلة تراثنا عدد 37 .
                          [16] حدائق ‏الحقائق‏ في ‏شرح‏ نهج ‏البلاغة، ج2، صفحة 182
                          [17] شرح ‏نهج ‏البلاغة (ابن ‏ميثم)، ج 4 ص 13- 14
                          [18] بحار الأنوار ج : 32 ص : 506 رقم 434 عن وقعة صفين ص : 391


                          المصدر :

                          http://www.alradhy.com/hadeth/alahadeth28/2-3.htm

                          تعليق


                          • #28
                            لااضنك قد نسيت ان هذه الاحاديث لم تذكر اي من الصحابة بالتخصيص بل ذكرت صفاتهم والصفة هنا هي الفيصل فيما تقول فاذكر لي ماينطبق من هذه الصفات في الشيخين من كتبنا المعتبرة.
                            اضنك قد نسيت باقي اقسام البحث من الروايات المجملة في استبدال لعن المخالف بالدعاء له والروايات المكذوبة في التصريح بمثالب الأعداء واعترافات علماء الشيعة الإثني عشري بمنع لعن الشيخين والإعتراف بقدرهما والترضي عليهما , تأملات في أخلاق اهل البيت عليهم السلام مع من خالفهم وظلمهم , زين العابدين والكاظم مثالا و بعض ما قد يستأنس به مما جاء في كتب المخالفين حول أم عائشة والشيخين او انك لم تجد مايؤيد هذه الاقسام من البحث في كتب الشيعة المعتبرة فذهبت بالبحث غربا وشرقا كالاستدلال على صحة االروايات التي لم يعترض عليها احدولم تكن من اصل البحث كما اشرة وتجاهلة محور البحث وما الزمت نفسك بمناقشته .
                            اما ما جاء في تأويل الاية الكريمة نقلا عن تفسير الامام الهمام عليه السلام يا أمة محمد قضائي عليكم : إن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي ، وقد استجبت لكم قبل أن تدعوني وأعطيتكم قبل أن تسألوني من لقيني منكم يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، وأن ذريته المصطفين المطهرين المباينين لغيرهم بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه أدخله جنتي ولو كان ذنوبه مثل زبد البحر فلماذا جعلوه الرابع وانكروا ما اوصى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم الم يعد هذا عدولا عما اراده النبي .
                            ماذكرته من اخلاق اهل البيت على من عاداهم من العفو وكظم الغيض لازمه ان اهل البيت ععليهم السلام قد ظلموا
                            yusif-z@yahoo.com

                            تعليق


                            • #29
                              القسم الرابع :

                              تأملات في أخلاق اهل البيت عليهم السلام مع من خالفهم وظلمهم , السجاد والكاظم مثالا







                              القرآن الكريم :


                              { فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ البقرة109 ]

                              { فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } [ المائدة13 ]

                              { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ } [ الجاثية14 ]

                              { وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ } [ الشورى37 ] .

                              قال تعالى : { وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور22 ]

                              { وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } [ الشورى40 ]

                              وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

                              إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا

                              يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

                              الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ

                              خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ

                              فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ







                              الروايات من كتب المخالفين - هداهم الله - :






                              موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 7 - ص 215 - 219

                              [ 8538 ] 1 - الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في خطبته : ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا والآخرة ؟
                              العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك والإحسان إلى من أساء إليك وإعطاء من حرمك ( 1 ) . الرواية صحيحة الإسناد .

                              [ 8539 ] 2 - الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن جهم بن الحكم المدائني ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله ( 2 ) .

                              [ 8540 ] 3 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن أبي خالد القماط ، عن حمران ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة ( 3 ) .

                              [ 8541 ] 4 - الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي ابن الحسين ( عليهما السلام ) قال : سمعته يقول : إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد : أين أهل الفضل ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون : وما كان فضلكم ؟ فيقولون : كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا
                              ونعفو عمن ظلمنا ، قال : فيقال لهم : صدقتم أدخلوا الجنة ( 1 ) . الرواية صحيحة الإسناد .

                              [ 8542 ] 5 - الكليني ، عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن فضال قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا ( 2 ) . الرواية موثقة سندا .

                              [ 8543 ] 6 - الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن سعدان ، عن معتب قال : كان أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فاتيته وأخذته وذهبت به إليه فقلت : جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة فقال للغلام : يا فلان قال : لبيك قال : أتجوع ؟ قال : لا يا سيدي قال : فتعرى ؟ قال : لا يا سيدي قال : فلأي شئ أخذت هذه ؟ قال : اشتهيت ذلك ، قال : اذهب فهي لك وقال : خلوا عنه ( 3 ) .

                              [ 8544 ] 7 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لها : ما حملك على ما صنعت ؟ فقالت : قلت إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه ، قال :
                              فعفا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عنها ( 4 ) . الرواية موثقة سندا .

                              [ 8545 ] 8 - الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن عمرو ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزا : الصفح عمن ظلمه وإعطاء من حرمه والصلة لمن قطعه ( 5 ) .

                              [ 8546 ] 9 - الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب ، عن عروة بن دينار الرقي ، عن أبي إسحاق السبيعي رفعه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة ؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ( 1 ) .

                              [ 8547 ] 10 - الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ابن عبد الرحمن ، عن أبي عبد الله نشيب اللفائفي ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة : تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك ( 2 ) .

                              [ 8548 ] 11 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمار قال قال : بلغني عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ان رجلا أتى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم ؟ قال : إذا يرفضكم الله جميعا ، قال : فكيف أصنع ؟ قال : تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهير ( 3 ) . الرواية معتبرة الإسناد .

                              [ 8549 ] 12 - الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان قال : جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فقال له : يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق فقال : العفو عمن ظلمك وصلة من قطعك وإعطاء من حرمك وقول الحق ولو على نفسك ( 4 ) . الرواية صحيحة الإسناد .

                              [ 8550 ] 13 - الصدوق ، عن ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : انا أهل بيت مروتنا
                              العفو عمن ظلمنا ( 1 ) . الرواية صحيحة الإسناد .

                              [ 8551 ] 14 - الصدوق ، عن الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل ( فاصفح الصفح الجميل ) ( 2 ) قال : العفو من غير عتاب ( 3 ) . ونقلها أيضا في أماليه : المجلس الرابع والخمسون ح 14 / 416 الرقم 547 بسنده المتصل إلى زين العابدين ( عليه السلام ) .
                              [ 8552 ] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه ( 4 ) .
                              [ 8553 ] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ( 5 ) .
                              [ 8554 ] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : . . . العفو زكاة الظفر . . . ( 6 ) .
                              [ 8555 ] 18 - الطوسي عن الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن علي ابن معمر ، عن حمدان بن المعافي ، عن حمويه بن أحمد ، عن أحمد بن عيسى الطوسي قال : قال لي جعفر بن محمد ( عليه السلام ) : انه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها مخافة أن يستغني عنها صاحبها ، ألا وان مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من كتاب الله عز وجل ( خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ( 1 ) وتفسيره أن تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك ( 2 ) .
                              [ 8556 ] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : العفو مع القدرة جنة من عذاب الله سبحانه ( 3 ) .
                              [ 8557 ] 20 - وعنه ( عليه السلام ) : الصفح أن يعفو الرجل عما يجنى عليه ويحلم عما يغيظه ( 4 ) .
                              [ 8558 ] 21 - وعنه ( عليه السلام ) : أعط الناس من عفوك وصفحك مثل ما تحب أن يعطيك الله سبحانه ، وعلى عفو فلا تندم ( 5 ) .
                              [ 8559 ] 22 - وعنه ( عليه السلام ) : أحق الناس بالإسعاف طالب العفو ( 6 ) .
                              [ 8560 ] 23 - وعنه ( عليه السلام ) : بالعفو تستنزل الرحمة ( 7 ) .
                              [ 8561 ] 24 - وعنه ( عليه السلام ) : شر الناس من لا يعفو عن الزلة ولا يستر العورة ( 8 ) .
                              [ 8562 ] 25 - وعنه ( عليه السلام ) : شيئان لا يوزن ثوابهما : العفو والعدل ( 9 ) .
                              [ 8563 ] 26 - وعنه ( عليه السلام ) : قلة العفو أقبح العيوب والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب ( 10 ) .
                              [ 8564 ] 27 - وعنه ( عليه السلام ) : كن جميل العفو إذا قدرت عاملا بالعدل إذا ملكت ( 11 ) . [ 8565 ] 28 - وعنه ( عليه السلام ) : كن عفوا في قدرتك ، جوادا في عسرتك ، مؤثرا مع فاقتك يكمل لك الفضل ( 12 ) .
                              [ 8566 ] 29 - وعنه ( عليه السلام ) : لا تندمن على عفو ولا تبهجن بعقوبة ( 13 ) .
                              [ 8567 ] 30 - وعنه ( عليه السلام ) : لا يقابل مسيء قط بأفضل من العفو عنه ( 14 ) .
                              الروايات في هذا المجال كثيرة ، فإن شئت راجع الكافي : 2 / 107 ، والوافي : 4 / 441 ، والمحجة البيضاء : 5 / 318 ، وبحار الأنوار : 68 / 397 ، وجامع أحاديث الشيعة : 16 / 284 ، وهداية العلم : 398 . انتهى





                              أقول : على ضوء هذه الآيات الكريمة وما نقلناه من كتب المخالفين من أخبار معتبرة وغيرها , فهل هناك مانع من القول بأنه على فرض أن يكون الصديق والفاروق رضي الله عنهما قد ظلما أهل البيت عليهم السلام فأهل البيت في مرتبة ودرجة من الطهارة ومكارم الأخلاق تجعلهم يعفون عن من ظلمهم , ودقق أني لا اقصد معاوية ولا يزيد , بل أقصد الشيخين بالخصوص , وعليه فأهل البيت قابلوا هذه الإساءة التي صدرت منهما – على الفرض – بالإحسان, لأن أخلاقهم أكبر وأرفع من أن يحملوا في نفوسهم الحقد والغل عليهما , ولعل هذا ما يفسر لنا علاقة الكرار رضي الله عنه بهما , هذا كله على فرض أن يكون صدر منهم النصب لأهل البيت , وإلا فبعد قول الخوئي : ( لعدم نصبهم – ظاهرا – عداوة لاهل البيت و انما نازعوهم في تحصيل المقام و الرياسة العامة ) فيتأكد ما ذكرناه , ويزيده تأكيدا ما ذكر عن زين العابدين والكاظم , مع العلم أنه من حق الشخص أن يقتص ممن ظلمه , لكن العفو أفضل كما جاءت الآيات الكريمة .





                              # الامام السجاد سلام الله عليه

                              بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 95 - ص 186 - 188
                              ذكر ما يحسن أن يكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته ، واستدعاء رحمته وهو ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه باسناده إلى محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان علي بن الحسين عليه السلام إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة ، وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده أذنب فلان ، أذنبت فلانة ، يوم كذا وكذا ، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان ، دعاهم وجمعهم حوله ، ثم أظهر الكتاب ثم قال : يا فلان فعلت كذا وكذا ولم أؤد بك أتذكر ذلك ؟ فيقول : بلى يا بن رسول الله ، حتى يأتي على آخرهم ويقررهم جميعا ثم يقوم وسطهم ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم وقولوا : يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كل ما عملت كما أحصيت علينا كل ما عملنا ، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها وتجد كل ما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا ، فاعف واصفح كما ترجو من المليك العفو وكما تحب أن يعفو عنك ، فاعف عنا تجده عفوا ، وبك رحيما ، ولك غفورا ، ولا يظلم ربك أحدا كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها ، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ، ويأتي بها يوم القيامة ، و كفى بالله حسيبا وشهيدا ، فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح ، فإنه يقول : " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " وهو ينادي بذلك على نفسه ويلقنهم وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح ، ويقول : رب إنك أمرتنا أن نعفوا عمن ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا ،
                              فنحن قد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا ومن المأمورين ،



                              # الامام الكاظم سلام الله عليه


                              قال الشيخ الإثني عشري حسين الراضي : كان الإمام الكاظم عليه السلام من آيات اللّه العظام في مكارم أخلاقه ، وسموّ ذاته ، ومن مظاهر صفاته : الحلم وكظم الغيظ والحكمة في التعامل :من صفات الإمام موسى عليه السلام الحلم ، فكان فيما أجمع عليه المؤرّخون مضرب المثل في حكمه وكظمه للغيظ ، فكان يعفو عن من ظلمه ومَن أساء إليه ، ولا يكتفِ بذلك ، وإنّما كان يحسن إليه ليمحو عنه روح الشرّ والأنانيّة

                              قصة العمري :
                              جاء في كتابي [إعلام الورى‏] و [الإرشاد] حدث الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ مَشَايِخِهِ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ بِالْمَدِينَةِ يُؤْذِي أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام وَ يَسُبُّهُ إِذَا رَآهُ وَ يَشْتِمُ عَلِيّاً
                              فَقَالَ لَهُ بَعْضُ حَاشِيَتِهِ يَوْماً : دَعْنَا نَقْتُلْ هَذَا الْفَاجِرَ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ وَ زَجَرَهُمْ
                              وَ سَأَلَ عَنِ الْعُمَرِيِّ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ يَزْرَعُ بِنَاحِيَةٍ مِنْ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فَرَكِبَ إِلَيْهِ فَوَجَدَهُ فِي مَزْرَعَةٍ لَهُ فَدَخَلَ الْمَزْرَعَةَ بِحِمَارِهِ
                              فَصَاحَ بِهِ الْعُمَرِيُّ : لَا تُوَطِّئْ زَرْعَنَا
                              فَتَوَطَّأَهُ عليه السلام بِالْحِمَارِ حَتَّى وَصَلَ إِلَيْهِ وَ نَزَلَ وَ جَلَسَ عِنْدَهُ وَ بَاسَطَهُ وَ ضَاحَكَهُ . وَ قَالَ لَهُ : ( كَمْ غَرِمْتُ عَلَى زَرْعِكَ هَذَا
                              قَالَ : مِائَةَ دِينَارٍ
                              قَالَ : فَكَمْ تَرْجُو أَنْ تُصِيبَ
                              قَالَ : لَسْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ
                              قَالَ لَهُ : إِنَّمَا قُلْتُ كَمْ تَرْجُو أَنْ يَجِيئَكَ فِيهِ
                              قَالَ : أَرْجُو أَنْ يَجِي‏ءَ مِائَتَا دِينَارٍ
                              قَالَ : فَأَخْرَجَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام صُرَّةً فِيهَا ثَلَاثُمِائَةِ دِينَارٍ وَ قَالَ : هَذَا زَرْعُكَ عَلَى حَالِهِ وَ اللَّهُ يَرْزُقُكَ فِيهِ مَا تَرْجُو .
                              قَالَ : فَقَامَ الْعُمَرِيُّ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ يَصْفَحَ عَنْ فَارِطِهِ
                              فَتَبَسَّمَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ وَ انْصَرَفَ
                              قَالَ : وَ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ الْعُمَرِيَّ جَالِساً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ
                              قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ
                              قَالَ : فَوَثَبَ أَصْحَابُهُ إِلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ مَا قَضِيَّتُكَ قَدْ كُنْتَ تَقُولُ غَيْرَ هَذَا
                              قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ مَا قُلْتُ الْآنَ وَ جَعَلَ يَدْعُو لِأَبِي الْحَسَنِ (ع) فَخَاصَمُوهُ وَ خَاصَمَهُمْ
                              فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَى دَارِهِ قَالَ لِجُلَسَائِهِ الَّذِينَ سَأَلُوهُ فِي قَتْلِ الْعُمَرِيِّ : أَيُّمَا كَانَ خَيْراً مَا أَرَدْتُمْ أَمْ مَا أَرَدْتُ ؟ إِنَّنِي أَصْلَحْتُ أَمْرَهُ بِالْمِقْدَارِ الَّذِي عَرَفْتُمْ وَ كُفِيتُ بِهِ شَرَّهُ )
                              [ بحار الأنوار ج : 48 ص : 102 عن كتاب الإرشاد ج : 2 ص : 233 .ونقل هذه الحادثة الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد :ج 13/28 ـ 29 . كشف الغمّة : ج 2/247 . والذهبي في سير أعلام النبلاء ج 6 ص 271 . والمزي في تهذيب الكمال ج 29 ص 45 .]


                              وإذا أردنا أن نحلل هذه القصة يمكن لنا أن نقف منها عدة وقفات :


                              1- أن المعادي شتم الإمام الكاظم وشتم الإمام أمير المؤمنين عليه السلام

                              . . . والمتوقع من شيعة أهل البيت وأتباعهم ومواليهم أن يطبقوا نفس النهج الذي مارسه أئمتهم وقادتهم ويترفعوا عن السباب والشتم وينئوا بأنفسهم عما سقط فيه أعداؤهم .

                              2- موقف حاشية الإمام من العمري ومحاولة قتله

                              حاول حاشية الإمام وحامَّته والمقربون إليه أن ينتقموا من الشاتم لأمير المؤمنين عليه السلام وأخذتهم حالة الغضب والألم ، ولا يزيل ذلك إلا القتل حتى وإن أدى إلى نشوء الحرب
                              لكن الإمام عليه السلام كقائد للأمة يقوم بمسؤولياته كان موقفه غير ذلك

                              3- عدم رضا الإمام عليه السلام بفكرة حاشيته

                              فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ وَ زَجَرَهُمْ . يبدوا أن أولئك عندهم إصرار على الانتقام ولكن الإمام نهاهم بقوة وزجرهم ، وربما في مثل هذه القضايا تنقل لنا أفعال وتصرفات الحاشية والبطانة للإمام على أنه هو رأيه ويشتبه الحال ، أو يسوق أن الإمام قرره .

                              4- الأسلوب الحكيم من الإمام

                              ولأن الإمام عليه السلام هو المسئول ولا بد من حل المشكلة وتصرفه يكون على حسب الموازين الشرعية التي يؤخذ منها حكما من الأحكام وعلى الآخرين متابعته لهذا منع من أسلوب الانتقام ومقابلة السيئة بسيئة مثلها ، والسبل الأخرى لم تنفد .

                              5- مبادرة الإمام لزيارته

                              ومع أن الإمام عليه السلام هو المعتدى عليه وعلى جده وقد شتمهما العمري إلا أن الإمام بادر بزيارة الشاتم

                              6- أسلوب الحديث معه ومباسطته ومضاحكته

                              فبالرغم أن الشاتم كان يعلن عداءه للإمام إلا أن الإمام لم يمنعه من أن يكتنفه بلطفه وحنانه وأخلاقه المحمدية

                              7- دفع مبلغ لما بذله في زراعته وما يرجو منها وهذا طبيعي بالنسبة إليه فقد ذكر أهل السير أن صراره تصل ألف دينار وإذا وصلت إلى أحد أغنته

                              8- دعاء الإمام له وهذا من أعظم المكاسب لذلك الشخص

                              9- النتائج الإيجابية التي حصلت من هذه الحادثة

                              1- تبدل الشاتم وندمه واعتذاره وقبل رأس الإمام
                              2- قبول الإمام عذره وتبسم في وجهه
                              3- اعترافه أن الإمام أهل لمنصب الإمامة حيث قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهِ
                              4- العمري أصحابه يعترضون على تبدل موقفه


                              مصدر كلام الراضي في شرحه موقف الكاظم هنا :

                              http://www.alradhy.com/hadeth/alahadeth26/1-5.htm

                              تعليق


                              • #30
                                تابع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ , !




                                من المهم أن نذكر أن كلامنا هنا هو في سبيل
                                التنزل الجدلي
                                مع المخالف العزيز الباحث عن الحقيقة , ناقلين ما ذكره بعض مشائخ المخالفين والمقدمين لديهم ثم معلقين على ذلك ما يسره الله ,


                                فأقول مستعينا بالله
                                :

                                أثناء تواجدي في البرنامج الحواري (
                                البالتوك ) وصلتني دعوة لنقل مباشر في غرفة ( الثقلين ) لبرنامج تلفزيوني وهو عبارة عن لقاء مع السيد الماجد ( أحد مشائخ الشيعة الإثني عشرية
                                ) يتكلم فيه عن الظلم الذي تعرضه له الزهراء سلام الله عليها وأثناء حديثه في القناة ذكر رواية ندم أبي بكر , وبعد انتهاء البرنامج في القناة دخل السيد الماجد مباشرة البالتوك في نفس الغرفة التي تنقل برنامجه , فطرح سؤالا بريئا : أليس ندم ابي بكر يدل على أنه يحتفظ بمكانة لأهل البيت في قلبه وخاصة الزهراء ! وإلا فأي داع للندم على شخص لا يستحق الندم ؟! وان كان قد ندم اليس الندم توبة ؟!



                                فتقدم للجواب ثلاثة شخصيات
                                :

                                1- السيد الماجد ( سبق التعريف به وله مناظرات مع الدمشقية وله في الحوزة العلمية أكثر من عشرين سنة
                                )
                                2- الموت ( المتحدث الشيعي المعروف عندهم
                                )
                                3- ملا عباس الجمري ( الذي يكتب باسم الجمري في منتديات ياحسين والملقي للمحاضرات العقائدية في غرفة الثقلين
                                )



                                ونحن سننقل أهم ما ذكروه في مشاركاتهم , إلا أنه من المؤسف حقا أن تسجيل المشاركات والمداخلات قد ضاع مني وقد بحثت عنه كثيرا فلم أجده , فترددت في طرح ما ذكروه , هل أذكره بدون تسجيل يؤكده ! ام ادعه من دون ذكر !

                                فان قيل
                                : كيف نقلت كلامهم ولا تملك التسجيل ,

                                قيل
                                : لقد فرغنا كلامهم كتابة ثم ضاع فلم نكتبه بالمعنى بل بالنص فلا تغفل !

                                وعلى كل حال
                                : فلا مانع من ذكره إستئناسا لا الزاما , وهؤلاء المذكورين هم على قيد الحياة ولهم تواجد اما على البالتوك أو المنتديات , بمعنى أنه يمكن للقارئ أن يسألهم ويتأكد منهم شخصيا , وخاصة اننا قد ذكرنا الموقف الذي قيل فيه هذا الكلام وفي أي غرفة ذكر ,


                                والآن مع نقل المشاركات التي تجيب على سؤال (
                                اذا كان ابو بكر قد ندم على ما فعل , أليس الندم توبة
                                )


                                قال السيد الماجد
                                :". . .هي لم تتنازل عن حقها وستوقفه امام الله تبارك وتعالى يوم القيامة فلاتنفعه توبته هذا ان تاب لانه الندم لايعني التوبة وانما التاسف على هذا لفعل ولكن لم يعتذر منه ولذلك اكمل مسيرته عمر بعده , نعم الندم لايعني التوبة اساسا ..."

                                و
                                قال الشيخ الشيعي المعروف بـ ( الموت ) : "...اولا : طيب الله انفاسكم سيدنا موفقين , زين , بخصوص موضوع مظلومية السيدة الزهراء عليها السلام اولا لعله من سماحة السيد سبق لفظ , من قال ان ابابكر او هذا ابن صاهاك ندم ؟ هذا اول الكلام , قال ندم هو , ( ليته ) شنو يعني ؟ واذا ليته ! ليته لم يكشف بيت فاطمة الزهراء هذا لايستشف منه الندم
                                هذه واحدة ...."



                                قال الشيخ الشيعي الإثني عشري ( ملا عباس الجمري ) الكاتب المشهور في منتديات المخالفين , وله بعض المحاضرات العقائدية في غرفة الثقلين / قال معقبا على كلام السيد الماجد مانصه :

                                "...ولكن فقط احببت ان اعلق على بعض الفقرات التي اوردها الاخوان , اولا بالنسبة الى الاخ الماجد انا اعتبرها
                                زلة لسان , اذا قلنا ان عمر ندم فليس هناك داعي لكل هذه الحملات
                                , عمر لم يندم وابوبكر لم يندما , والندم بالفعل هو توبة , انا اختلف مع الاخ الثاني الموت , الندم توبة , ولايمكن ان افترض ان عمر او ابابكر قد ندما ...ولا يمكن ان نقبل باي وجه من الوجوه ولا من مرجع من مراجعنا ان يقول لنا ان عمر تاب , عمر تاب اذا لماذا كل ... عفوا .. عمر ندم , عمر ندم لماذا كل هذه الجلبة ولماذا كل هذه الصيحة ؟! ندم خلاص , ندم اذا خرج من ذنبه , والروايات في هذا الشان عند السنة والشيعة اشبه بالتواتر , الاستفاضة هذا شئ اكيد ولكن اظن ان الاحاديث في هذا المعنى متواترة عند السنة والشيعة ان الندم توبة , الندم توبة , ولا يمكن ان نقبل بوجه ان عمر ندم ..."



                                أقول : وأنا أقسم بالله أن هذا الكلام قد قال مضمونه ومفاده من نسبناه إليهم , ولعل الله يهيأ لنا أحد المخالفين من المشرفين في الغرفة المذكورة يمتلك التسجيل , وعلى كل قلنا انهم أحياء يرزقون يمكن لأصدقائهم أن يسألوهم ويتأكدوا منهم , والمشكك في ما ذكر هل يستطيع القسم بأن هذا لم يقع منهم ؟!


                                نرجع لموضوعنا ولا نطيل في ما سبق فنقول : لماذا أنكر الشيخ ( ألموت ) و الشيخ ( الجمري
                                ) على الماجد قوله بندم أبي بكر ؟!

                                أ- قال الشيخ الموت : " لعله من سماحة السيد سبق لفظ
                                "
                                ب – قال الشيخ الجمري : " انا اعتبرها زلة لسان
                                "



                                هل في إثبات هذا الأمر ما يزعج المخالف
                                ؟! ولماذا اعتبروها زلة وسبق لفظ ! أليس هذا يعني أن نتائج القول بندمه نتائج تعارض موقفهم من الشيخين ! ولذلك قال الجمري ( . . . لماذا كل هذه الجلبة ولماذا كل هذه الصيحة ؟! ندم خلاص
                                . . . )












                                كتب المخالفين – هداهم الله – وندم الصديق رضي الله عنه :



                                معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 79
                                وندم أبو بكر
                                على فعله ذلك وقال في مرض موته : " ثلاث فعلتهن وددت انى تركتهن ، وددت اني لم اكشف بيت فاطمة عن شئ وان كانوا قد غلقوه على الحرب ، ووددت أني لم أحرق الفجاءة السلمي واني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا ، ووددت اني يوم سقيفة بنى ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين يريد عمر وأبا عبيدة ".


                                حياة الإمام الحسين (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج 1 - ص 282
                                وعلى أي حال فقد تناهبت الأمراض جسم أبي بكر ، ودفعته إلى النهاية المحتومة ، التي ينتهي إليها كل انسان ، وقد راح يبدي ندمه وأساه
                                على ما فرط تجاه حبيبة رسول الله وبضعته قائلا : " وددت أنى لم اكشف بيت فاطمة ، ولو أنهم أغلقوه على الحرب " .




                                فاسألوا أهل الذكر - الدكتور محمد التيجاني - ص 216 - 217
                                ونعود لوفاء أبي بكر لنجد أنه وقبل موته ندم
                                على ما اقترفت يداه ، فقد نقل ابن قتيبة في تاريخ الخلفاء قوله : أجل والله ما آسى إلا على ثلاث ‹ صفحة 217 › فعلتهن ليتني كنت تركتهن - فليتني تركت بيت علي وفي رواية لم أكشف بيت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد أعلنوا علي الحرب ، وليتني يوم سقيفة بني ساعدة كنت ضربت على يد أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان هو الأمير وكنت أنا الوزير ، وليتني حين أتيت ذي الفجاءة والسلمي أسيرا أني قتلته ذبيحا أو أطلقته نجيحا ولم أكن أحرقته بالنار ( 1 ) .

                                .

                                الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية - أحمد حسين يعقوب - ص 409
                                7 - ندم المجتهد وندم أبو بكر
                                على فعله في مرض موته وقال : ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شئ ، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب ، وودت أني لم أحرق الفجاءة السلمي وأني كنت قتلته تسريحا أو خليته نجيحا ، وودت أني يوم السقيفة كنت قد قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين عمر وأبي عبيدة . راجع تاريخ الطبري مجلد 2 صفحة 52 حوادث سنة 13

                                . الكتاب | المؤلف | جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك | ملاحظات
                                الخطط السياسية لتوحيد الأمة الإسلامية|أحمد حسين يعقوب||معاصر|
                                من مؤلفات المستبصرين
                                ||الثانية|1415||دار الفجر - لندن||




                                مأساة الزهراء (ع) - السيد جعفر مرتضى - ج 2 - ص 194
                                54 - وقد قال أبو بكر في مرض موته أنه ندم
                                على ثلاث خصال فعلهن ، ليته لم يفعلهن فذكرها



                                نظريات الخليفتين - الشيخ نجاح الطائي - ج 1 - ص 168
                                ومن خلال كلام أبي بكر يبرز ندمه الشديد
                                على هجومه الكاسح على بيت فاطمة ( عليها السلام ) واعتراف منه بالهجوم .



                                الامامة في أهم الكتب الكلامية - السيد علي الميلاني - ص 64
                                والآخر : أن يكون " ما " منصوبة محلا على المفعولية ل‍ " تركناه " وتكون " صدقة " حالا من " ما " . وإثبات الأول ليتم الاحتجاج به في غاية الإشكال - بل يبعده ، بل يبطله - عدم علم أمير المؤمنين علي وفاطمة وأهل البيت عليهم السلام والعباس وأزواج النبي وسائر المسلمين . . بهذا الذي ذكره أبو بكر . . بل إن هذا الحديث لم يسمع من أبي بكر قبل ذلك اليوم ! بل إن كلامه في آخر حياته حيث كان يتمنى لو سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن حق أهل البيت في الخلافة - وإن كان في نفسه تضليلا - دليل على ندمه على تصدي الأمر وما ترتب عليه من أفعال وتروك .
                                .


                                #
                                ملاحظة
                                : الرواية لا تثبت ولا تصح في كتب أهل السنة والجماعة – أدام الله في معارج العز ارتقاؤهم – وانما ذكرنا هذه النصوص كما سبق على سبيل التنزل مع المخالف – هداه الله - .


                                مضافا إلى إعتذار أم المؤمنين رضي الله عنها للكرار رضي الله عنه ,


                                قال المدرسي كما سبق أن نقلناه : ثم مشى الإمام (ع) إلى عائشة وهي الباقية من قيادات المعارضة فاستقبلته صفية بنت الحارث وقد ثكلت بابنها فقالت له :يا علي !. يا قاتل الأحبة ، يا مفرق الجمع ، أيتم اللـه منك بنيك كما أيتمت ولد عبد اللـه منه . فمشى عنها ولم يرد عليها . ثم دخل على عائشة فسلم عليها وقعد عندها ، فأخذت تعتذر إليه
                                وتقول : إني لم افعل . فلما خرج الإمام أعادت صفية قولها المنكر للإمام فكفَّ عنها ولكنه قال : وهو يشير إلى بعض غرف الدار : أَما لَهممتُ أن أفتح هذا الباب وأقتل مَن فيه . ثم هذا فأقتل مَن فيه ، ثم هذا فأقتل من فيه . وكان أناس من مجرمي الحرب قد لجأوا إلى عائشة ، منهم مروان بن الحكم وعبد اللـه بن الزبير ، فتغافل الإمام (ع) عنهم . فقال رجل من الأزد وهو يشير إلى صفية ، واللـه لاتغلبنا هذه المرأة فغضب الإمام ، وقال :
                                " صه ، لا تهتكنّ ستراً ، ولا تدخلنّ داراً ، ولا تهيجنّ امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم ، وسفهن أمراءكم وصلحاءكم ، فإنهن ضعاف . ولقد كنا نؤمر بالكف عنهن ، وإنهن لَمُشركات " 77 .
                                وهكذا أدب الإمام أصحابه كيف يتعاملون مع أعدائهم بالرفق ، بالرغم من أن أنهراً من الدم قد جرت بينهم . ثم مضى الإمام إلى بيت المال وقسم ما فيه على الجند بالسوية ، فأعطى كل واحد خمسمائة ، وأخذ ايضاً خمسمائة ،
                                وجهَّز عائشة بما تحتاج من مركب وزاد ، وأرسلها إلى المدينة واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات ، وأرسل معها أخاها محمداً ، وكان من أقرب أصحاب الإمام إليه
                                . واستخلف على البصرة ابن عباس وكتب إليه عهداً قال فيه .. فارغب راغبهم بالعدل عليه والانصاف له والاحسان إليه ، وحل عقدة الخوف عن قلوبهم . انتهى

                                المصدر
                                :

                                http://www.almodarresi.com/books/595/e219olwi.htm






                                إثبات أن الندم توبة في كتب المخالفين هداهم الله :



                                موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 4 - ص 56 – 63
                                1 - الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن علي الأحمسي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به . قال وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كفى بالندم التوبة
                                ( 5 ) .
                                [ 4044 ] 2 - الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال عمن ذكره ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لا والله ما أراد الله تعالى من الناس إلا خصلتين : أن يقروا له بالنعم فيزيدهم وبالذنوب فيغفرها لهم
                                ( 6 ) .
                                [ 4045 ] 3 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : انه والله ما خرج عبد من ذنب بإصرار وما خرج عبد من ذنب إلا بإقرار
                                ( 1 ) .
                                [ 4046 ] 4 - الكليني ، عن الحسين بن محمد ، عن محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي [ عن محمد بن وليد ] عن يونس بن يعقوب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : من أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، غفر له وإن لم يستغفر
                                ( 2 ) .
                                [ 4047 ]
                                5 - الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم ، عن عنبسة العابد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم العظيم ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير ( 3 ) . الرواية معتبرة الإسناد .
                                [ 4048 ]
                                6 - الصدوق ، عن أبيه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن معاذ الجوهري ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، عن جبرئيل ( عليه السلام ) قال : قال الله جل جلاله : من أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لا غفرت له ذلك الذنب أبدا ومن أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه عفوت عنه ( 4 ) . الرواية من حيث السند حسنة .
                                [ 4049 ]
                                7 - الصدوق ، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن أبان ، عن ‹ صفحة 61 › عبد الرحمن ابن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) انه قال : لقد غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال : اللهم إن تعذبني فأهل ذلك أنا وإن تغفر لي فأهل ذلك أنت فغفر الله له ( 1 ) . الرواية معتبرة الإسناد .
                                [ 4050 ] 8 - المفيد ، رفعه إلى العالم ( عليه السلام ) انه قال : المقر بذنبه كمن لا ذنب له وإذا كان الرجل في جوف الليل في صلاته ويقر لله بذنوبه ويسأله التوبة وفي ضميره أن لا يرجع إليه ، فالله يغفر له إن شاء
                                ( 2 ) .
                                [ 4051 ] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : رب جرم أغنى عن الاعتذار عنه الإقرار به
                                ( 3 ) .
                                [ 4052 ] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) انه قال : المقر بالذنوب تائب ( 4 ) . وفي هذا المجال راجع الكافي : 2 / 426 ، ووسائل الشيعة : 11 / 347 ، ومستدرك الوسائل : 12 / 116 ، وغيرها من كتب الأخبار . الندم على الذنب [ 4053 ] 1 - الكليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمر [ و ] بن عثمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : إن الرجل ليذنب الذنب فيدخله الله به الجنة
                                قلت : يدخله الله بالذنب الجنة ؟ قال : نعم انه ليذنب فلا يزال منه خائفا ماقتا لنفسه فيرحمه الله فيدخله الجنة ( 5 ) .
                                ...
                                [ 4055 ] 3 - الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن علي بن الحسين الدقاق ، عن عبد الله ابن محمد ، عن أحمد بن عمر ، عن زيد القتات ، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر
                                وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده ( 2 ) .
                                [ 4056 ] 4 - الصدوق رفعه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : الندم توبة
                                ( 3 ) .
                                [ 4057 ] 5 - الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي الجهضمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كفى بالندم التوبة
                                ( 4 ) .
                                . . .
                                [ 4060 ]
                                8 - وعنه ( عليه السلام ) : إذا فارقت ذنبا فكن عليه نادما ( 1 ) .
                                [ 4061 ] 9 - وعنه ( عليه السلام ) : طوبى لكل نادم
                                على زلته مستدرك فارط عثرته ( 2 ) .
                                [ 4062 ] 10 - وعنه ( عليه السلام ) : ندم القلب يكفر الذنب ويمحص الجريرة
                                ( 3 ) .
                                وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة : 11 / 349 ، ومستدرك الوسائل : 12 / 117 وغيرها .انتهى










                                فالخلاصة : أنه لما كان حصول الندم منه متناسق مع التوبة وان لم يستغفر , وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له ,

                                تحرير الأحكام - العلامة الحلي - ج 5 - ص 249
                                - 250
                                والأقرب الاكتفاء بالتوبة
                                وعدم اشتراط إصلاح العمل ، لقوله ( عليه السلام ) : التوبة تجب ما قبلها ( 4 ) والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
                                . ( 5 ) ولأن المغفرة تحصل ‹ صفحة 250 › بالتوبة ، والإصلاح المعطوف على التوبة ( 1 ) يحتمل أن يكون المراد به التوبة ، وعطف لتغاير اللفظين . انتهى





                                فتصبح النتيجة : ابو بكر (
                                ندم ) , والندم ( توبة ) , والتائب من الذنب كـ،( من لاذنب له ) , ولعل هذه النتيجة مزعجة للبعض مما أدى بالبعض أن ينكر على السيد الماجد اثباته حصول الندم من ابي بكر , والمقصود هو تصحيح التشيع وتصفيته من الشوائب التي ألحقت به إن قلنا ان الشيعة بمعنى الأنصار , واننا لا نقصد الإساءة إلى المخالفين وتجريحهم , ولا تنسى عفو أهل البيت سلام الله عليهم عن من ظلمهم لعلو أخلاقهم وسمو مكارمها وجمالها كما سبق أن أوضحناه [
                                اضغط هنا ] , وأضف إلى ذلك الترضي على الشيخين الصادر من بعض العلماء المعتبرين , وأضف أيضا ما ذكره الراضي من التزوير والتحريف في مقطع اللعن في زيارة عاشوراء , وأضف . . . الخ , كل هذه تجتمع مع بعضها البعض لتكون دعوة تصحيحة لموقفنا تجاه الصديق والفاروق وأم المؤمنين رضي الله عنهم .

                                معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 4 - ص 42
                                ومنها ما رواه الصدوق في كمال الدين : عند تعرضه للجواب عن قول الزيدية : " إن الرواية التي دلت على أن الأئمة إثنا عشر : قول أحدثه الامامية ! " . عن محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : " حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام ، عن إسماعيل ، فقال عليه السلام : عاص ، عاص ، لا يشبهني ، ولا يشبه أحدا من آبائي " ، والجواب أن الحسن بن راشد سأل الإمام عليه السلام ، عن إسماعيل ، من جهة لياقته للإمامة ، على ما هو المرتكز في أذهان العامة من الشيعة ، فأجابه الإمام عليه السلام ، بأنه لا يشبهه ، ولا يشبه آباءه في العصمة ، فإنه تصدر منه المعصية غير مرة ، وهذا لا ينافي جلالته ، فإن العادل التقي أيضا قد تصدر منه المعصية ، ولو كانت صغيرة ، لكنه يتذكر فيتوب .

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X