المشاركة الأصلية بواسطة صراط علي حق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الموجود يقتضي المكان والزمان والوجود. فهو شيء له نطاق يعرف به .وإذا نفيت عنه ذلك نسبته إلى الوهم .فلا يُرى
بشيء إذ ليس له وجود. ولا يُسعى إليه إذ ليس له مكان .ولا يفعل إذ ليس له زمان دل على مجده.
والله تبارك وتعالى عرّف نفسه بنطاقه عامة وخاصة .فكان الكون ملكه والعرش مكانه.إذا الله له مكان فهو حقيقة.
والله تبارك وتعالى نور جلاله ولا يكون الجلال إلا على أصل
به نطق فعبر عن نفسه. إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري.14.طه.
كما لا يكون الأصل إلا على قرار يستوي عليه والله على العرش إستوى.
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ.17.الحاقة.
فالعرش يحمل فهو شيء موجود محسوس .
وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين.75.الزمر.
ولو لم يكن العرش قائم ما حفت من حوله الملائكة.
والله له مكان فهو يسعى إليه قال الله العلي العظيم.
تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.2.النحل.
إذا الله يسعى إليه يعني أن له مكان.ولو لم يكن له مكان لما عرج إليه ورسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولاكتفى الله بوصاله من حيث هو قدرة على الفعل في ملكه.
ولكنه أراد ن يظهر له المكان ليرى من عظمته ما تقر به العين
ويكتمل اليقين. عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى.
غير أن الله هو سر سر الوجود لا عين تراه ولا يد تمسه ولا تخطر ببال ذاته ولا صفياته ولا أفعاله إذ لا وجود للكمال إلا لديه . ولا يعرف للكمال حد فيُعبّر عليه.
تعليق