عقد المقارنة :
تحدثنا كتب التاريخ والسير عن معركة الجمل ,هو نسبة الى ذلك الجمل الذي ركبته عائشة في سيرها لحرب أمير المؤمنين عليه السلام ، قال ابن حجر في فتح الباري ج 6 ص 160
ونسبت الوقعة إلى الجمل لان يعلى بن أمية الصحابي المشهور كان معهم ، فأركب عائشة على جمل عظيم ، اشتراه بمائة دينار وقيل ثمانين وقيل أكثر من ذلك ، فوقفت به في الصف فلم يزل الذين معها يقاتلون حول الجمل حتى عقر الجمل ، فوقعت عليهم الهزيمة ...... وكان ذلك في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ست وثلاثين .
ونتساءل : اذا كان القتلى أكثر من عشرة آلاف على أقل الروايات ، فكم يكون عدد الذين التفوا حول الجمل ؟
، قال الطبري في تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 543
كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة آلاف ، نصفهم من أصحاب علي ، ونصفهم من أصحاب عائشة .
وتذكر الروايات أن هذا الجمل المشؤوم بلغ من القدسية لدرجة أن الرؤوس والأيدي والأكف تتساقط ، فقد ذكر الطبري 5 / 218 ، وفي العقد الفريد 4 / 32 : لما كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتى فنيت ، وتطاعنا بالرماح حتى تشبكت في صدورنا وصدورهم حتى لو سيرت عليها الخيل لسارت .
ولقد كانت الرؤوس تندر عن الكواهل والأيدي تطيح عن المعاصم ، وأقتاب البطون تندلق من الاجواف ، وكانت حصيلة هذه الحرب من الايدي المقطوعة والعيون المفقوءة ما لم يحص عددها ، أما القتلى فقد عدهم الطبري في بعض رواياته ما يزيد على ستة آلاف .
بل لقد بلغت قدسية جمل أمنا عائشة لدرجة أن يفت بعره ويشم ، وهذا ما رواه الطبري 5 / 212 وابن الاثير 3 / 97 .: أن ضبة والأزد أطافت بعائشة يوم الجمل وإذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه ويشمونه ويقولون : بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك .!!!
والعجيب أن هذه المجزرة الرهيبة كانت ضحية جمل قاده الهوى والحقد فأجتمع حوله الناكثين حتى راح ضحيتها آلاف مؤلفة من المسلمين الى أن عقر هذا اللعين ، قال الطبري : ونادى علي أن اعقروا الجمل ، فإنه إن عقر تفرقوا ، فضربه رجل فسقط ، فما سمعت صوتا أشد من عجيج الجمل .
أما السامري وعجله فيذكرها القرآن الكريم بتفصيل رائع ، فقد غادر موسى عليه السلام قومه إلى ميقات ربه ، فوقعت فتنة السامري ، حيث انتهز السامري فرصة غياب موسى عليه السلام فأضل القوم الى عبادة العجل فصنع لهم عجلا من الذهب الذي حملوه وقت خروجهم وجعله يخرج خوارا كخوار الثور فلم يجد القوم امامهم غير عبادته واتباع هذا السامري حتى سجد له سبعون ألفا ، وحاول هارون عليه الصلاة والسلام ان يثني بني إسرائيل عن عبادة العجل ، لكنهم رفضوا موعظة هارون ، وبعد أن عاد موسى عليه السلام ووجد قومه قد ضلوا صرخ فيهم قائلا : ( بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ)
مد موسى يديه وأمسك هارون من شعر رأسه ولحيته ، شرح هارون لاخيه موسى أن القوم استضعفوه، وكادوا يقتلونه حين قاومهم ، وكان حكم موسى على عباد العجل من اجل التوبة وهو ان يقتل المطيع من بني إسرائيل من عصى. قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ) (البقرة 54 )
أوجه التشابه :
أولا : أن أمير المؤمنين عليه السلام حاول ثني أتباع الجمل ونصحهم ، كما حاول هارون عليه السلام ثني أتباع العجل .
ثانيا : أن ضحايا الجمل كما هي ضحايا العجل كانت أعدادا هائلة من القتلى .
ثالثا : أن العجل كان له خوارا ، والجمل كان له عجيجا شديدا عندما صرع .
رابعا : أنه تم تقديس جمل عائشة بفت بعره وشمه لدرجة ان ريح بعره في انوفهم كالمسك
، كما تم تقديس العجل حتى سجد له سبعين ألفا .
خامسا : أن الجمل والعجل أجتمع حولهما أعداد كبيرة من المنحرفين عن السراط المستقيم .
وبعبارة أخرى
في قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ)
(قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)
(ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ)
فقط استبدل ( العجل ) بـ ( الجمل ) ، واستبدل لفظ ( اتخذوا ) بـ ( اتبعوا ) ، فهل تجد فرقا ؟
دمتم
تحدثنا كتب التاريخ والسير عن معركة الجمل ,هو نسبة الى ذلك الجمل الذي ركبته عائشة في سيرها لحرب أمير المؤمنين عليه السلام ، قال ابن حجر في فتح الباري ج 6 ص 160
ونسبت الوقعة إلى الجمل لان يعلى بن أمية الصحابي المشهور كان معهم ، فأركب عائشة على جمل عظيم ، اشتراه بمائة دينار وقيل ثمانين وقيل أكثر من ذلك ، فوقفت به في الصف فلم يزل الذين معها يقاتلون حول الجمل حتى عقر الجمل ، فوقعت عليهم الهزيمة ...... وكان ذلك في جمادى الأولى أو الآخرة سنة ست وثلاثين .
ونتساءل : اذا كان القتلى أكثر من عشرة آلاف على أقل الروايات ، فكم يكون عدد الذين التفوا حول الجمل ؟
، قال الطبري في تاريخ الأمم والملوك ج 3 ص 543
كان قتلى الجمل حول الجمل عشرة آلاف ، نصفهم من أصحاب علي ، ونصفهم من أصحاب عائشة .
وتذكر الروايات أن هذا الجمل المشؤوم بلغ من القدسية لدرجة أن الرؤوس والأيدي والأكف تتساقط ، فقد ذكر الطبري 5 / 218 ، وفي العقد الفريد 4 / 32 : لما كان يوم الجمل ترامينا بالنبل حتى فنيت ، وتطاعنا بالرماح حتى تشبكت في صدورنا وصدورهم حتى لو سيرت عليها الخيل لسارت .
ولقد كانت الرؤوس تندر عن الكواهل والأيدي تطيح عن المعاصم ، وأقتاب البطون تندلق من الاجواف ، وكانت حصيلة هذه الحرب من الايدي المقطوعة والعيون المفقوءة ما لم يحص عددها ، أما القتلى فقد عدهم الطبري في بعض رواياته ما يزيد على ستة آلاف .
بل لقد بلغت قدسية جمل أمنا عائشة لدرجة أن يفت بعره ويشم ، وهذا ما رواه الطبري 5 / 212 وابن الاثير 3 / 97 .: أن ضبة والأزد أطافت بعائشة يوم الجمل وإذا رجال من الأزد يأخذون بعر الجمل فيفتونه ويشمونه ويقولون : بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك .!!!
والعجيب أن هذه المجزرة الرهيبة كانت ضحية جمل قاده الهوى والحقد فأجتمع حوله الناكثين حتى راح ضحيتها آلاف مؤلفة من المسلمين الى أن عقر هذا اللعين ، قال الطبري : ونادى علي أن اعقروا الجمل ، فإنه إن عقر تفرقوا ، فضربه رجل فسقط ، فما سمعت صوتا أشد من عجيج الجمل .
أما السامري وعجله فيذكرها القرآن الكريم بتفصيل رائع ، فقد غادر موسى عليه السلام قومه إلى ميقات ربه ، فوقعت فتنة السامري ، حيث انتهز السامري فرصة غياب موسى عليه السلام فأضل القوم الى عبادة العجل فصنع لهم عجلا من الذهب الذي حملوه وقت خروجهم وجعله يخرج خوارا كخوار الثور فلم يجد القوم امامهم غير عبادته واتباع هذا السامري حتى سجد له سبعون ألفا ، وحاول هارون عليه الصلاة والسلام ان يثني بني إسرائيل عن عبادة العجل ، لكنهم رفضوا موعظة هارون ، وبعد أن عاد موسى عليه السلام ووجد قومه قد ضلوا صرخ فيهم قائلا : ( بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ)
مد موسى يديه وأمسك هارون من شعر رأسه ولحيته ، شرح هارون لاخيه موسى أن القوم استضعفوه، وكادوا يقتلونه حين قاومهم ، وكان حكم موسى على عباد العجل من اجل التوبة وهو ان يقتل المطيع من بني إسرائيل من عصى. قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ) (البقرة 54 )
أوجه التشابه :
أولا : أن أمير المؤمنين عليه السلام حاول ثني أتباع الجمل ونصحهم ، كما حاول هارون عليه السلام ثني أتباع العجل .
ثانيا : أن ضحايا الجمل كما هي ضحايا العجل كانت أعدادا هائلة من القتلى .
ثالثا : أن العجل كان له خوارا ، والجمل كان له عجيجا شديدا عندما صرع .
رابعا : أنه تم تقديس جمل عائشة بفت بعره وشمه لدرجة ان ريح بعره في انوفهم كالمسك


خامسا : أن الجمل والعجل أجتمع حولهما أعداد كبيرة من المنحرفين عن السراط المستقيم .
وبعبارة أخرى
في قوله تعالى:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ)
(قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ)
(ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ)
فقط استبدل ( العجل ) بـ ( الجمل ) ، واستبدل لفظ ( اتخذوا ) بـ ( اتبعوا ) ، فهل تجد فرقا ؟





دمتم
تعليق