بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم الانبياء والمرسلين ابي القاسم
محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين
هذه بعض مواقف عمار بن ياسر رضوان الله عليه ضد عثمان وانحرافاته
1 - أخرج البلاذري في الأنساب 5 : 48 بالإسناد من طريق أبي مخنف قال :
كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر ، فأخذ منه عثمان ما حلي به بعض أهله فأظهر الناس
الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فخطب فقال : لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ
وإن رغمت أنوف أقوام
فقال له علي : إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه .
وقال عمار بن ياسر : أشهد الله إن أنفي أول راغم من ذلك .
فقال عثمان : أعلي يا ابن المتكاء تجترئ ؟ خذوه ، فأُخِذ ودخل عثمان ودعا به فضربه حتى غشي
عليه ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل الظهر
والعصر والمغرب فلما أفاق توضأ وصلى وقال : الحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله ،
وقام هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان عمار حليفا لبني مخزوم فقال : يا عثمان أما علي
فاتقيته وبني أبيه ، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف ، أما والله لئن
مات لأقتلن به رجلا من بني أمية عظيم السرة.
فقال عثمان : وإنك لهاهنا يا ابن القسرية ؟
قال : فإنهما قسريتان ، وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة ، فشتمه عثمان وأمر به فأخرج ،
فأتى أم سلمة فإذا هي قد غضبت لعمار ، وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من
شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة
نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد . فغضب عثمان غضبا شديدا حتى ما درى ما يقول فالتج
المسجد وقال الناس : سبحان الله ، سبحان الله .
وكان عمرو بن العاص واجدا على عثمان لعزله إياه عن مصر وتوليته إياها عبد الله بن سعد بن
أبي سرح فجعل يكثر التعجب والتسبيح .
وبلغ عثمان مصير هشام بن الوليد ومن مشى معه من بني مخزوم إلى أم سلمة وغضبها لعمار فأرسل
إليها : ما هذا الجمع ؟
فأرسلت إليه دع ذا عنك يا عثمان ! ولا تحمل الناس في أمرك على ما يكرهون .
واستقبح الناس فعله بعمار وشاع فيهم فاشتد إنكارهم له .
وفي لفظ الزهري كما في أنساب البلاذري ص 88 :
كان في الخزائن سفط فيه حلي وأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله فأظهروا عند ذلك الطعن عليه
وبلغه ذلك فخطب فقال : هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم فقال
عمار : أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك .
فقال عثمان : لقد اجترأت علي يا ابن سمية ؟ ! و ضربه حتى غشي عليه
فقال عمار : ما هذا بأول ما أوذيت في الله .
وأطلعت عائشة شعرا من رسول صلى الله عليه وسلم ونعله وثيابا من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم
قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم .
وقال عمرو بن العاص : هذا منبر نبيكم وهذه ثيابه وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم .
فغضب عثمان حتى لم يدر ما يقول .
.................................................. ............
2 - قال البلاذري في الأنساب 5 : 49
إن المقداد بن عمرو وعمار بن ياسر وطلحة والزبير في عدة من أصحاب رسول الله صلى ا لله عليه
وسلم كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان و خوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع فأخذ عمار
الكتاب وأتاه به فقرأ صدرا منه
فقال له عثمان : أعلي تقدم من بينهم ؟
فقال عمار : لأني أنصحهم لك .
فقال : كذبت يا ابن سمية !
فقال : أنا والله ابن سمية وابن ياسر .
فأمر غلمانه فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق ،
وكان ضعيفا كبيرا فغشي عليه .
وذكره ابن أبي الحديد في الشرح 1 : 239 نقلا عن الشريف المرتضى من دون غمز فيه .
وقال أبو عمر في الاستيعاب 2 : 422 :
وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان
حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه ورغموا وكسروا
ضلعا من أضلاعه ، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا : والله لئن مات لقتلنا به أحدا غير عثمان .
.................................................. .............................
3 - قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1 ص 29 :
ذكروا إنه اجتمع ناس من أصحاب رسول الله عليه السلام كتبوا كتابا ذكروا فيه
1- ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه .
2 - وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ، ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين .
3 - وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها بالمدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة
وغيرهما من أهله وبناته .
4 - وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله .
5 - وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني أمية من أحداث وغلمة
لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور .
6 - وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربعة ركعات
ثم قال لهم : إن شئتم أن أزيدكم ركعة زدتكم .
7 - وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه .
8 - وتركه المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شئ ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم .
9 - وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة .
10 - وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من
النبي عليه السلام ثم لا يغزون ولا يذبون .
11 - وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط ، وإنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس ،
وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران . ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان
وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة ، فلما خرجوا بالكتاب
ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء
دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شات فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني
أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له : أنت كتبت هذا الكتاب ؟
قال : نعم .
قال : ومن كان معك ؟
قال : معي نفر تفرقوا فرقا منك .
قال : ومن هم ؟
قال : أخبرك بهم .
قال : فلم اجترأت علي من بينهم ؟
فقال مروان : يا أمير المؤمنين ! إن هذا العبد الأسود ( يعني عمارا ) قد جرأ عليك الناس وإنك إن
قتلته نكلت به من وراءه .
قال عثمان : إضربوه . فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فغشي عليه فجروه حتى طرحوه
على باب الدار ، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه
بنو المغيرة وكان حليفهم ، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال :
أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان : لست هناك .
قال : ثم خرج عثمان إلى المسجد فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس فقال عثمان : والله يا أبا
الحسن ! ما أدري أشتهي موتك أم أشتهي حياتك ؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك ،
لأني لا أجد منك خلفا ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ويعدك كهفا وملجأ ، لا يمنعني
منه إلا مكانه منك ومكانك منه ، فأنا منك كالابن العاق من أبيه إن مات فجعه وإن عاش عقه ،
فإما سلم فنسالم وإما حرب فنحارب ، فلا تجعلني بين السماء والأرض . فإنك والله إن قتلتني
لا تجد مني خلفا ، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا ، ولن يلي أمر هذه الأمة بادئ فتنة .
فقال علي : إن فيما تكلمت به لجوابا ولكني عن جوابك مشغول بوجعي فأنا أقول كما قال العبد الصالح :
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون .
قال مروان : إنا والله إذا لنكسرن رماحنا ولنقطعن سيوفنا ولا يكون في هذا الأمر خير لمن بعدنا ،
فقال له عثمان : اسكت ، ما أنت وهذا ؟
وذكرالخبر مختصرا ابن عبد ربه في العقد الفريد 2 : 272 نقلا عن أبي بكر بن أبي شيبة من طريق
الأعمش قال : كتب أصحاب عثمان عيبه وما ينقم الناس عليه في صحيفة فقالوا : من يذهب بها إليه ؟
قال عمار : أنا . فذهب بها إليه فلما قرأها قال : أرغم الله أنفك
قال : وبأنف أبي بكر وعمر
قال : فقام إليه فوطئه حتى غشي عليه ثم ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له : إختر إحدى ثلاث :
إما أن تعفو ، وإما أن تأخذ الأرش ، وإما أن تقتص ، فقال : والله لا قبلت واحدة منها حتى ألقى الله .
.................................................. .........................
4 - قال البلاذري في الأنساب 5 : 54 :
وقد روي أيضا : إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال : رحمه الله . فقال عمار بن ياسر :
نعم فرحمه الله من كل أنفسنا .
فقال عثمان : يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره ؟ وأمر فدفع في قفاه وقال : ألحق بمكانه
فلما تهيأ للخروج جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان فيه فقال له علي : يا عثمان ! إتق
الله فإنك سيرت رجلا صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك ، ثم أنت الآن تريد أن تنفي نظيره ،
وجرى بينهما كلام حتى قال عثمان : أنت أحق بالنفي منه فقال علي : رم ذلك إن شئت .
واجتمع المهاجرون فقالوا : إن كنت كلما كلمك رجل سيرته ونفيته فإن هذا شئ لا يسوغ . فكف عن عمار .
وفي لفظ اليعقوبي في تاريخه 2 : 150 : لما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال : رحم الله أبا ذر .
قال عمار : نعم رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا .
فغلظ ذلك على عثمان وبلغ عثمان عن عمار كلام فأراد أن يسيره أيضا ، فاجتمعت بنو مخزوم إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام وسألوه إعانتهم
فقال علي : لا ندع عثمان ورأيه .
فجلس عمار في بيته ، وبلغ عثمان ما تكلمت بنو مخزوم فأمسك عنه .
هذا موقف من مواقف الصحابي الجليل الكبير الذي لا شائبة عليه عمار بن ياسر رضوان الله عليه
بوجه عثمان وهذه الحوادث تكشف عن عدم صلاحية عثمان لمنصب الخلافة وان الصحابة انفسهم
غير راضين عليه بل ماتوا غاضبين عليه كما في ابي ذر وعبد الله بن مسعود ، وقد تحملو الصعاب
في سبيل قول الحق واحقاقه ، وقد بلغ من ظلم وانحراف عثمان الذروة حتى ان الصحابة انفسهم
كانوا يخافون سطوته وظلمه وجوره ولذا لم يجرءوا على مواجهة عثمان بواقعه وانحرافاته .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خاتم الانبياء والمرسلين ابي القاسم
محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين
هذه بعض مواقف عمار بن ياسر رضوان الله عليه ضد عثمان وانحرافاته
1 - أخرج البلاذري في الأنساب 5 : 48 بالإسناد من طريق أبي مخنف قال :
كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلي وجوهر ، فأخذ منه عثمان ما حلي به بعض أهله فأظهر الناس
الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكلام شديد حتى أغضبوه فخطب فقال : لنأخذن حاجتنا من هذا الفئ
وإن رغمت أنوف أقوام
فقال له علي : إذا تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه .
وقال عمار بن ياسر : أشهد الله إن أنفي أول راغم من ذلك .
فقال عثمان : أعلي يا ابن المتكاء تجترئ ؟ خذوه ، فأُخِذ ودخل عثمان ودعا به فضربه حتى غشي
عليه ثم أخرج فحمل حتى أتي به منزل أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصل الظهر
والعصر والمغرب فلما أفاق توضأ وصلى وقال : الحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله ،
وقام هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان عمار حليفا لبني مخزوم فقال : يا عثمان أما علي
فاتقيته وبني أبيه ، وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف ، أما والله لئن
مات لأقتلن به رجلا من بني أمية عظيم السرة.
فقال عثمان : وإنك لهاهنا يا ابن القسرية ؟
قال : فإنهما قسريتان ، وكانت أمه وجدته قسريتين من بجيلة ، فشتمه عثمان وأمر به فأخرج ،
فأتى أم سلمة فإذا هي قد غضبت لعمار ، وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت وأخرجت شعرا من
شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة
نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد . فغضب عثمان غضبا شديدا حتى ما درى ما يقول فالتج
المسجد وقال الناس : سبحان الله ، سبحان الله .
وكان عمرو بن العاص واجدا على عثمان لعزله إياه عن مصر وتوليته إياها عبد الله بن سعد بن
أبي سرح فجعل يكثر التعجب والتسبيح .
وبلغ عثمان مصير هشام بن الوليد ومن مشى معه من بني مخزوم إلى أم سلمة وغضبها لعمار فأرسل
إليها : ما هذا الجمع ؟
فأرسلت إليه دع ذا عنك يا عثمان ! ولا تحمل الناس في أمرك على ما يكرهون .
واستقبح الناس فعله بعمار وشاع فيهم فاشتد إنكارهم له .
وفي لفظ الزهري كما في أنساب البلاذري ص 88 :
كان في الخزائن سفط فيه حلي وأخذ منه عثمان فحلى به بعض أهله فأظهروا عند ذلك الطعن عليه
وبلغه ذلك فخطب فقال : هذا مال الله أعطيه من شئت وأمنعه من شئت فأرغم الله أنف من رغم فقال
عمار : أنا والله أول من رغم أنفه من ذلك .
فقال عثمان : لقد اجترأت علي يا ابن سمية ؟ ! و ضربه حتى غشي عليه
فقال عمار : ما هذا بأول ما أوذيت في الله .
وأطلعت عائشة شعرا من رسول صلى الله عليه وسلم ونعله وثيابا من ثيابه - فيما يحسب وهب - ثم
قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم .
وقال عمرو بن العاص : هذا منبر نبيكم وهذه ثيابه وهذا شعره لم يبل فيكم وقد بدلتم وغيرتم .
فغضب عثمان حتى لم يدر ما يقول .
.................................................. ............
2 - قال البلاذري في الأنساب 5 : 49
إن المقداد بن عمرو وعمار بن ياسر وطلحة والزبير في عدة من أصحاب رسول الله صلى ا لله عليه
وسلم كتبوا كتابا عددوا فيه أحداث عثمان و خوفوه ربه وأعلموه أنهم مواثبوه إن لم يقلع فأخذ عمار
الكتاب وأتاه به فقرأ صدرا منه
فقال له عثمان : أعلي تقدم من بينهم ؟
فقال عمار : لأني أنصحهم لك .
فقال : كذبت يا ابن سمية !
فقال : أنا والله ابن سمية وابن ياسر .
فأمر غلمانه فمدوا بيديه ورجليه ثم ضربه عثمان برجليه وهي في الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق ،
وكان ضعيفا كبيرا فغشي عليه .
وذكره ابن أبي الحديد في الشرح 1 : 239 نقلا عن الشريف المرتضى من دون غمز فيه .
وقال أبو عمر في الاستيعاب 2 : 422 :
وللحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان
حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه ورغموا وكسروا
ضلعا من أضلاعه ، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا : والله لئن مات لقتلنا به أحدا غير عثمان .
.................................................. .............................
3 - قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة 1 ص 29 :
ذكروا إنه اجتمع ناس من أصحاب رسول الله عليه السلام كتبوا كتابا ذكروا فيه
1- ما خالف فيه عثمان من سنة رسول الله وسنة صاحبيه .
2 - وما كان من هبته خمس أفريقية لمروان وفيه حق الله ورسوله ، ومنهم ذوو القربى واليتامى والمساكين .
3 - وما كان من تطاوله في البنيان حتى عدوا سبع دور بناها بالمدينة دارا لنائلة ودارا لعائشة
وغيرهما من أهله وبناته .
4 - وبنيان مروان القصور بذي خشب وعمارة الأموال بها من الخمس الواجب لله ولرسوله .
5 - وما كان من إفشائه العمل والولايات في أهله وبني عمه من بني أمية من أحداث وغلمة
لا صحبة لهم من الرسول ولا تجربة لهم بالأمور .
6 - وما كان من الوليد بن عقبة بالكوفة إذ صلى بهم الصبح وهو أمير عليها سكران أربعة ركعات
ثم قال لهم : إن شئتم أن أزيدكم ركعة زدتكم .
7 - وتعطيله إقامة الحد عليه وتأخيره ذلك عنه .
8 - وتركه المهاجرين والأنصار لا يستعملهم على شئ ولا يستشيرهم واستغنى برأيه عن رأيهم .
9 - وما كان من الحمى الذي حمى حول المدينة .
10 - وما كان من إدراره القطائع والأرزاق والأعطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من
النبي عليه السلام ثم لا يغزون ولا يذبون .
11 - وما كان من مجاوزته الخيزران إلى السوط ، وإنه أول من ضرب بالسياط ظهور الناس ،
وإنما كان ضرب الخليفتين قبله بالدرة والخيزران . ثم تعاهد القوم ليدفعن الكتاب في يد عثمان
وكان ممن حضر الكتاب عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وكانوا عشرة ، فلما خرجوا بالكتاب
ليدفعوه إلى عثمان والكتاب في يد عمار جعلوا يتسللون عن عمار حتى بقي وحده فمضى حتى جاء
دار عثمان فاستأذن عليه فأذن له في يوم شات فدخل عليه وعنده مروان بن الحكم وأهله من بني
أمية فدفع إليه الكتاب فقرأه فقال له : أنت كتبت هذا الكتاب ؟
قال : نعم .
قال : ومن كان معك ؟
قال : معي نفر تفرقوا فرقا منك .
قال : ومن هم ؟
قال : أخبرك بهم .
قال : فلم اجترأت علي من بينهم ؟
فقال مروان : يا أمير المؤمنين ! إن هذا العبد الأسود ( يعني عمارا ) قد جرأ عليك الناس وإنك إن
قتلته نكلت به من وراءه .
قال عثمان : إضربوه . فضربوه وضربه عثمان معهم حتى فتقوا بطنه فغشي عليه فجروه حتى طرحوه
على باب الدار ، فأمرت به أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخل منزلها وغضب فيه
بنو المغيرة وكان حليفهم ، فلما خرج عثمان لصلاة الظهر عرض له هشام بن الوليد بن المغيرة فقال :
أما والله لئن مات عمار من ضربه هذا لأقتلن به رجلا عظيما من بني أمية فقال عثمان : لست هناك .
قال : ثم خرج عثمان إلى المسجد فإذا هو بعلي وهو شاك معصوب الرأس فقال عثمان : والله يا أبا
الحسن ! ما أدري أشتهي موتك أم أشتهي حياتك ؟ فوالله لئن مت ما أحب أن أبقى بعدك لغيرك ،
لأني لا أجد منك خلفا ولئن بقيت لا أعدم طاغيا يتخذك سلما وعضدا ويعدك كهفا وملجأ ، لا يمنعني
منه إلا مكانه منك ومكانك منه ، فأنا منك كالابن العاق من أبيه إن مات فجعه وإن عاش عقه ،
فإما سلم فنسالم وإما حرب فنحارب ، فلا تجعلني بين السماء والأرض . فإنك والله إن قتلتني
لا تجد مني خلفا ، ولئن قتلتك لا أجد منك خلفا ، ولن يلي أمر هذه الأمة بادئ فتنة .
فقال علي : إن فيما تكلمت به لجوابا ولكني عن جوابك مشغول بوجعي فأنا أقول كما قال العبد الصالح :
فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون .
قال مروان : إنا والله إذا لنكسرن رماحنا ولنقطعن سيوفنا ولا يكون في هذا الأمر خير لمن بعدنا ،
فقال له عثمان : اسكت ، ما أنت وهذا ؟
وذكرالخبر مختصرا ابن عبد ربه في العقد الفريد 2 : 272 نقلا عن أبي بكر بن أبي شيبة من طريق
الأعمش قال : كتب أصحاب عثمان عيبه وما ينقم الناس عليه في صحيفة فقالوا : من يذهب بها إليه ؟
قال عمار : أنا . فذهب بها إليه فلما قرأها قال : أرغم الله أنفك
قال : وبأنف أبي بكر وعمر
قال : فقام إليه فوطئه حتى غشي عليه ثم ندم عثمان وبعث إليه طلحة والزبير يقولان له : إختر إحدى ثلاث :
إما أن تعفو ، وإما أن تأخذ الأرش ، وإما أن تقتص ، فقال : والله لا قبلت واحدة منها حتى ألقى الله .
.................................................. .........................
4 - قال البلاذري في الأنساب 5 : 54 :
وقد روي أيضا : إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال : رحمه الله . فقال عمار بن ياسر :
نعم فرحمه الله من كل أنفسنا .
فقال عثمان : يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره ؟ وأمر فدفع في قفاه وقال : ألحق بمكانه
فلما تهيأ للخروج جاءت بنو مخزوم إلى علي فسألوه أن يكلم عثمان فيه فقال له علي : يا عثمان ! إتق
الله فإنك سيرت رجلا صالحا من المسلمين فهلك في تسييرك ، ثم أنت الآن تريد أن تنفي نظيره ،
وجرى بينهما كلام حتى قال عثمان : أنت أحق بالنفي منه فقال علي : رم ذلك إن شئت .
واجتمع المهاجرون فقالوا : إن كنت كلما كلمك رجل سيرته ونفيته فإن هذا شئ لا يسوغ . فكف عن عمار .
وفي لفظ اليعقوبي في تاريخه 2 : 150 : لما بلغ عثمان وفاة أبي ذر قال : رحم الله أبا ذر .
قال عمار : نعم رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا .
فغلظ ذلك على عثمان وبلغ عثمان عن عمار كلام فأراد أن يسيره أيضا ، فاجتمعت بنو مخزوم إلى
علي بن أبي طالب عليه السلام وسألوه إعانتهم
فقال علي : لا ندع عثمان ورأيه .
فجلس عمار في بيته ، وبلغ عثمان ما تكلمت بنو مخزوم فأمسك عنه .
هذا موقف من مواقف الصحابي الجليل الكبير الذي لا شائبة عليه عمار بن ياسر رضوان الله عليه
بوجه عثمان وهذه الحوادث تكشف عن عدم صلاحية عثمان لمنصب الخلافة وان الصحابة انفسهم
غير راضين عليه بل ماتوا غاضبين عليه كما في ابي ذر وعبد الله بن مسعود ، وقد تحملو الصعاب
في سبيل قول الحق واحقاقه ، وقد بلغ من ظلم وانحراف عثمان الذروة حتى ان الصحابة انفسهم
كانوا يخافون سطوته وظلمه وجوره ولذا لم يجرءوا على مواجهة عثمان بواقعه وانحرافاته .
تعليق