المشاركة الأصلية بواسطة احمد محمد سلامة
وهذا لا يمس بسلامة القران الكريم ، ومن ذلك ايضا التحريف المعنوي ، أي حمل اللفظ على معان بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره وذلك عن طريق تأويله من غير علم ، وهذا ايضاً واقع بلا خلاف .
فان هذين النوعين ويوجد غيرهما لا يمس سلامة القران وتعهد الله بحفظه ، وان القائل خلاف هذا يكون مكذباً لله تعالى في حفظه لكتابه ، اذ من غير الممكن ان يكون الله تكفل بحفظ كتابه العزيز ثم يقع فيه تحريف يهتك صيانته وسلامته .
وكذلك اتهام اهل السنة للشيعة بالاعتقاد بتحريف القران واعتقاد بعضهم ان للشيعة قرآناً مختلفاً عما في ايدي المسليمن هو تكذيب لله الذي انزل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون .
وهذا الاشكال محرج لاهل السنة المتحاملين على شيعة اهل البيت عليهم السلام .
سبحان الله ؟؟ الان اخذت بعين الاعتبار بغية اعداء الاسلام ؟
ان كان الحرص على الدين من اعدائه أمراً طارئاً كما تدعي فما يضرك من ذلك ، عليك الاستفادة من ذلك وترحب به بدل تعجبك واستنكارك .
الشيعة اعزهم الله يسيرون على نهج الائمة الطاهرين من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله ، ودأبهم دائماً هو حياطة الدين والزود عنه من أعداء .
واين هذا الفكر النير من مواضيع الطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تملأ المنتدى ؟؟
الصحابة شيء والقرآن شيء يا أخي ، القران كتاب الله والطعن فيه هدم للدين وتكذيب للرسول الاعظم صلى الله عليه واله .
وقد نص الرسول على عدول القران في حديث الثقلين فقال : < اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي احدهما اعظم من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما > وهذا الكلام موجه للصحابة اولاً ولمن تلاهم من بعد ذلك الى قيام الساعة ثانياً ، والعجب كل العجب كيف تساوي بين الطعن في القران وبين ذكر اعمال الصحابة الذين خالفوا بتلك الاعمال كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أليس هذا هو الغلو بعينه ؟ الصحابة وحسب اعتقادكم انتم انهم بشر يخطؤون ويصيبون ويطيعون ويعصون ، فكيف يتساوى الطعن بالكتاب بالانتقاد لمن خالف الكتاب ؟
ثم ان القول ان الشيعة يطعنون بالصحابة على وجه العموم معلوم كذبه ، فنحن نحب ونتولى من الصحابة كل من تمسك بوصية النبي صلى الله عليه واله ولم ينقلب على عقبيه ولم يبدل كامثال : سلمان المحمدي والمقداد وابو ذر الغفاري وابو ايوب الانصاري وحذيفة بن اليمان وخزيمة ذي الشهادتين وغيرهم الكثير من الصحابة ، وميزاننا في التعامل مع الصحابة هو كتاب الله نفسه الذي بين أن منهم المؤمنين ومنهم المنافقين ومنهم اللذين في قلوبهم مرض .
أوليس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم حملة القران ؟؟
هم نفسهم الذين كانوا حلقة الوصل بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم نفسهم الذين كانوا حلقة الوصل بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي قول الرسول صلى الله عليه واله : رب حامل فقه الى من هو افقه منه .
ليس كل صحابة النبي صلى الله عليه وآله من حملة الكتاب وهذا معلوم للجميع ، بل حتى الخلفاء منهم ويكفيك عمر بن الخطاب وجهله بكثير من آيات الكتاب الكريم .
فالصحابة اللذين حملوا كتاب الله الكريم بين صدورهم وعملوا بما فيه نحن نحبهم نجلهم .
ولكن قولك أن الصحابة هم كانوا حلقة الوصل بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وآله لا وجه للصحة فيه ان كان على سبيل الحصر ، فالشيعة لم يأخذوا معالم دينهم عن الصحابة اللذين تقصدهم ، وكان مرجعهم والى اليوم اتباع سبيل اهل البيت عليهم السلام ومعلوم ان مذهب اهل البيت مغاير لمذاهب اتباع الخلفاء والصحابة الا في ضروريات الدين ومنها القرآن الكريم فهو كتاب جميع المسلمين .
هم نفسهم الذين وصفهم الشيخ المفيد بأنهم أئمة الجور الذين خالفوا في تأليف القران ؟؟؟ فاخرجوه على غير الوجه الذي اراده الله ؟
اطلاق الكلام وحمله على عموم الصحابة باطل ولا دليل عليه ، انت من اجل بعض الصحابة اللذين بدلوا وغيروا بعد النبي الكريم صلى الله عليه وآله تفتري وتطلق كلام الشيخ المفيد على عموم الصحابة وقد بينت لك بطلان ذلك وبطلان القول في مساس بعض معاني التحريف بسلامة القران الكريم .
وكلام الشيخ اساساً ليس كما تفهمه انت ويفسره قوله الذي يليه :
«قال جماعة من أهل الاِمامة: إنّه لم ينقص من كَلِمة ولا من آية ولا من سورة، ولكن حُذِف ما كان مثبتاً في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله، وذلك كان ثابتاً منزلاً، وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وعندي أنّ هذا القول أشبه ـ أي أقرب في النظر ـ مِن مقال من أدّعى نقصان كَلِمٍ من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل» .
تعليق