إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اللقاء ( 27 ) : استضافة الاخ أبي لؤلؤة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    اهلا وسهلا بك اخونا الكريم ابو لؤلؤوة
    مشتاقون لك كثيرا وغيابك واضح جدا عن المنتديات وهو امر اسالك عنه
    هل ترى في العمل الارشادي عبر النت وظيفة شرعية للامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
    هل ترى قلة دخولك للنت تقصيرا في خدمة اهل البيت وانت انت في عالم الحوار واثبات مظلومية المعصومين عليهم السلام؟
    هل ترى ان الطرف الاخر بدا يستوعب الفكر الصحيح او انه بدا يفكر جديا في الفكر الصحيح او انه مغلق لاذنيه تماما عن الفكر الصحيح؟
    وهل تتامل خيرا في هلاك عدو الزهراء ام تتوقع ان يبرز لنا متفلطح اخر يحب الظهور كسابقه؟

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة تبا للباطل
      السلام عليكم ابا لؤلؤة الغالي


      لدي مجموعه من الاسئلةارجوا ان يتسع صدركم الرحب شيخنا الجليل للرد عليها وانا شاكر وممتن لكم سلفا


      السؤال الاول - في العراق كان عندنا عصابة طاغوتية اهلكت الحرث والنسل ومن بين ما أهلكت اهلكت التاريخ ففي المدارس الابتدائية ندرس:

      عمر بن الخطاب (كذا) قتلة الفارسي ابو فيروز لؤلؤه , نتيجة للحقد الفارسي على الامة العربية

      هذا كلامهم وطبعا لم نعرف عنه شيئا فهلا سلطت لنا الضوء على شخصية (ابو لؤلؤه) او (ابو فيروز لؤلؤه) كما يصفه اتباع الصنم المشنوق لعنه الله؟.
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل تبا للباطل
      أخي بداية أنا لست شيخاً فلقد درست وللتوضيح فأنا كنت أدرس الدراسات الحوزوية خارج الحوزة ووصلت إلى مرحلة السطوح وكان الشيخ عبد الرسول الإسحاقي أستاذاً لنا في تلك المرحلة إلى أن توفاه الله بحادث على طريق ضهر البيدر هو وإبنه وقد كان أستاذاً لحوزة الإمام المنتظر عج في بعلبك وبعدها تلقينا دروس ومحاضرات عبر السيد جعفر مرتضى العاملي لفترة قبل أن أنتمي إلى المدرسة الأخبارية ولم أتعمم أبداً من أجل ذلك ،قضى التنويه على هذه المسألة
      فيما يختص بالتابعي الكريم أبو لؤلؤة الشيعي فإن أبرز ما يؤكد أنه مسلم هو تواجده في المدينة وتواجد إبنته وزوجته فيها فلو كان غير مسلم فيكون عمر قد خالف وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قالوا أطردوا المشركين من جزيرة العرب فلو كان مجوسي أليس من الأفضل طرده من الجزيرة العربية تنفيذاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والأكثر من ذلك بأنه يقيم هو وزوجته وإبنته في المدينة يعني ثلاث مشركين حسب زعم جماعة عمر وهذا قد يؤدي إلى نشر الشرك من جديد في رحم الإسلام وفي عقر داره بالمدينة .
      ومن ثم نسأل سؤال وهو لماذا فتح عمر بلاد الفرس فالإجابة عند جماعة عمر هو لنشر الإسلام .
      طيب هل هذا الإسلام قد تم نشره بالقوة أم بالإختيار فإن أجاب جماعة عمر بأن الإسلام إنتشر بالقوة فهذا يعني أن كل أهل فارس أصبحوا مسلمين بالقوة ولم يبق منهم مشرك أو مجوسي وهذا يعني بأن أبو لؤلؤة كان مسلماً وإن قالوا بأن الإسلام تم نشره في فارس بشكل إختياري فنقول إذن لماذا سينتقم أبو لؤلؤة من عمر طالما لم يرغم الناس بالدخول في الإسلام ومن ثم لو كان أبو لؤلؤة يريد الإنتقام من أجل دينه فلماذا لم يتخفّى بين المسلمين على أنه مسلم ويقتل عمر ويهرب من دون أن يأتي بعائلته ويسكنها المدينة ويتعلم اللغة العربية فما من داعي لهذا اللف والدوران وتعريض العائلة للقتل طالما يستطيع الوصول إلى غايته دون هتك لإبنته ودون عناء .
      وكيف بأنه لم يتم تصريح من فم أبي لؤلؤة وإعترافه بالمجوسية
      وكيف إذا كان هناك روايات تؤكد دخول أبو لؤلؤة الجنة عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام .
      وهم في الحقيقة لقد إتهمونا بكثير من الإتهامات الباطلة فتارة مجوس وتارة أتباع اليهود وأتباع إبن سبأ وتارة مشركين وغيرها وغيرها فعندما طعن أبو لؤلؤة عمر كان يصيح عمر
      اقتلوا المجوسي أقتلوا أبا لؤلؤة يعني هل تريد أن يقول عمر أقتلوا هذا المسلم فلو قالها ما كان ليجرؤ أحد ولكن أدخل عليها المجوسية لكي يجعل القوم يتحركون على أساس العاطفة وعلى أساس ما رآه عمر ففي بعض الأحيان يعتمد البعض على أسلوب الكذب لإسقاط الآخرين وقد إعتمدها الظالمون بين بعضهم وذلك عندما أشارت عائشة على عثمان وقالت أقتلوا نعثلا فقد كفر فإن كان الظالمون يكفرون بعضهم ويكذبون على بعضهم بمجرد الخلاف فكيف بالكذاب الأكبر عمر الذي كان موقفه لتأليب الناس على أبو لؤلؤة الشيعي رضوان الله عليه واضح بعد أن أسقط أبو لؤلؤة صنم عمر .
      أبي لؤلؤة

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة تبا للباطل[SIZE=20px
        السؤال الثاني:
        ممكن توضح لنا من وجهة نظركم الفرق بين المدرسة الاصولية والمدرسة الاخبارية التي تحولت اليها؟

        [/SIZE]
        علم الأصول هو العلم بالقواعد الممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية بقسميها الواقعية والظاهرية وهو فن الإقناع وهو علم الإقناع الظنّي فيقرأ الطالب الإختلاف في طريقة هذا العلم التي أُشَبِّهُها للفلسفة فمن يتفلسف أكثر بالرواية وبإستخراج الفتوى بطريقة مُقنِعة يكون هو أستاذ الأصول
        وقد يكون هناك خلاف في فتوى مصدرها رواية من مرجعين واحد يقول حلال وآخر يقول حرام ولقد تجسد هذا العلم منذ ثلاثمائة عام تقريباً على يد الشهيد الثاني وقد ألَّف على ضوئها كتابه اللمعة الدمشقية الذي يتم تدريسه الآن في كل الحوزات الأصولية وقد تم إصدار رسائل عملية لأول مرة منذ حوالي السبعين عاماً فعلم الأصول لم يكن متداولاً قبل الشهيد الثاني وتعتمد المدرسة الأصولية على أربع مصادر تشريع هي : الكتاب والسنة والعقل والإجماع
        وأما المدرسة الأخبارية هي المدرسة التي كان عليها أبرز وجوه الطائفة
        كالكليني والصدوق والحر العاملي والمجلسي والبحراني والأسترأبادي وقيل أيضاً بأن الفيض الكاشاني كان يسير على المنهج الأخباري
        فالمنهج الأخباري هو منهج لا يحلل التقليد بل يحرمه حسب الروايات المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام وهم يعتبرون بأن مصادر التشريع هي إثنتان : الكتاب والسنة
        وينفون مسألة العقل والإجماع
        ويأخذون مصادر التشريع من الكتاب والسنة تحت قاعدة الثقلين الذين تركهما لنا رسول الله وأمرنا بالتمسك بهما فقط وذلك غير الذي زاده الأصوليون من الإجماع والعقل كتشريعين إضافيين في هذا المجال
        وهم يرون من خلال الروايات ما يؤكد على التمسك فقط بالكتاب وبسنة النبي وأهل بيته وذلك عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: من دخل في هذا الدين
        بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال
        قبل أن يزول.
        فالعقل عند الأصوليون هو مُشرِّع أما العقل عند الأخباريين ليس مُشرِّع بل هو مُمَيِّز وهنا نقطة الخلاف بيننا وبين الأصوليين الذين إعتبروا العقل مُشرِّع كالكتاب والسنة
        فمن الطبيعي أن يكون العقل مُمَيِّز لأن ليس الفرق بين المجنون والعاقل إلا العقل فالمجنون تسقط عنه العبادات لعدم وجود العقل أي لعدم وجود المُمَيِّز وليس المُشرِّع .
        فعندما يقول لنا الأئمة كلموا أو حدِّثوا الناس على قدر عقولها فلو كان العقل مُشرِّع فلا يمكن تفاوت قدرات العقول لأنه بمجرد النقص في قدرات العقول يجعله ساقطاً من الناحية التشريعية لأن المُشرِّع يجب أن يكون كامل كالكتاب والسنة وليس ناقص ومتفاوت كالعقل من شخص الآخر فلا يمكن أن نستمد تشريعاً من العقل بل دوره هو التمييز للتشريع الذي بين أيدينا وهو التمييز بين الصح والخطأ وبين الصحيح والضعيف وبين الحق والباطل وبين الشر والخير .
        وأما الإجماع فهو أوضح لأن هناك كثير من الفتاوى ليس عليها إجماع فقليل ما تجد مرجع لديه فتوى على الأقل مخالفة للإجماع .
        وقد ذكر السيد محمد سعيد الحكيم نبذة معينة عن المدرسة الأخبارية فأشار إلى ذلك ولا بأس بالإضطلاع على هذا الرابط :

        http://www.alhakeem.com/arabic/rsael/osol/index.htm
        فعلم الأصول إبتكره الشهيد الثاني منذ ثلاثمائة عام فهل غاب هذا العلم عن الإمام الصادق أو نسي معاذ الله بأن يدرسه في مدرسته التي فيها أكثر من أربعة ألاف تلميذ
        أبي لؤلؤة

        تعليق


        • #34
          المشاركة الأصلية بواسطة تبا للباطل


          السؤال الثالث:

          اكثر ما يزعجك بالمحيط اللبناني عموما وشيعة لبنان خصوصا


          المحيط اللبناني بصراحة هو خليط من كنتونات وأحزاب فالمشكلة بأن اللبنانيين يجب أن يكون لديهم إنتماءاتهم التي تخدم لبنان بالأصل .
          لأن هذه الإنتماءات خارجية ومشكلة الأكثرية في لبنان بأنهم يسألون غير اللبنانيين في إجتماعاتهم بأنه ماذا تريدون منا فلم أجد مسؤول لبناني يقول للمسؤول الأجنبي ماذا نريد نحن كلبنانيين منكم فدائما ننتظر أوامر الخارج ولم يتفضل أحد بفرض طلبات اللبنانيين عليهم .
          فلبنان بلد من غير هوية فاللبناني قد يرى أن هويته دولة أخرى غير لبنان ولعل ما رأيناه في كأس العالم بكرة القدم يدل على ضياع هوية اللبناني بين الواقع وضياع الهوية فوجدنا بأن المشجعين الألمان هم إلمان أكثر من الإلمان أنفسهم وبأن المشجعين البرازيليين هم برازيليين أكثر من البرازيليين أنفسهم فالمشكلة بأن الناس أضاعت هويتها فبحثت عن هويات الآخرين لعلها تجد الهوية الضائعة
          وأما شيعة لبنان أقولها لهم كونوا شيعة للمعصومين فقط ولا تكونوا وسيلة للبعض لوصولهم إلى غاياتهم فكونوا أحراراً في دنياكم
          أبي لؤلؤة

          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة تبا للباطل


            السؤال الرابع:
            هل سبق لكم زيارة العتبات المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية المقدسة


            اعذرني على صراحتي في بعض الاسئلة وعلى الاطالة وشكرا لكم

            وصلى الله على رسوله الامين محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلى اله المصطفين الابرار
            لا والله يا أخي حتى أني لم أزر مقام الإمام الرضا عليه السلام في إيران وهذا ما يؤلمني أن أرحل من هذه الدنيا ولا أقف ذليلاً على أبوابهم لأُقَبِّل أعتابهم فلقد عوَّضنا الله بزيارة السيدة زينب والسبايا في الشام وعندنا في بعلبك مقام السيد خولة إبنة الحسين ومسجد رأس الحسين عليه السلام والحمد لله بأني زرتهم كثيراً ولا أشبع من زيارتهم ولكن هذا لا يعوِّض عن حرقة قلبي لزيارة الحسين عليه السلام وقد سرت أخيراً بأسئلتك الطيبة واسأل إن أردت غيرها فلقد سررت بتلك الأسئلة
            أبي لؤلؤة

            تعليق


            • #36
              اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد

              اهلا وسهلا بكم اخي الكريم ابي لؤلؤة


              سؤالي الوحيد هل برايكم ان ايصال الفكرة تاتي من خلال الحجة والدليل ? ام من خلال الشتم واللعن ?

              تعليق


              • #37
                المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة
                السلام عليكم

                1- مالموجود بالنهج الأخباري و غير موجود بالنهج الأصولي حتى تتبع هذا النهج
                .
                وعليكم السلام في هذا المجال قد ردينا عليه في المشاركة 33
                أبي لؤلؤة

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة

                  2- ألا تظن أن أتباع النهج الأخباري هو رجوع بالزمن ؟
                  فالناس في ظل النهج الأصولي كشفت مزيد من النظريات الفقهية و غيرت نظرة الناس إلى الفقهة
                  فلماذا رمى كل هذه القواعد الأصولية التى تعب عليها البعض و الرجوع إلى نقطة الصفر ؟
                  الدين يا عزيزي لا يتغيَّر بتغيُّر الزمن ولا بقدمِه فالنهج المحمدي الأصيل لا يبطله وقت أو زمن ما .
                  ولا تصمد النظرية في وجه النص وخصوصاً بأن المدرسة الأصولية أكَّدت بأن لا إجتهاد مقابل النص بينما الذي نراه اليوم من إختلاف في الكثير من الفتاوى بوجود النص الصريح فإنما يؤكد بأن الإجتهاد تجاوز النصوص في جميع مجالاته وليست المشكلة بأن يتعب البعض طالما الفتوى موجودة ضمن الرواية فإن الله لم يكلفنا العناء بأمر وقد أوضحه لنا من خلال أوليائه وحججه حتى قال البعض بأنه لا تقليد في العقائد فإذن كيف أجاز التقليد في الأحكام علماً بأن العقائد هي الأساس وهي المنطلق للأحكام فما هو دليلهم على تحريم الإجتهاد والتقليد في العقائد وتحليلها في الفقه والأحكام ؟
                  أبي لؤلؤة

                  تعليق


                  • #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة

                    3- كيف يتعامل الأخباري مع الأمور المستحدثة و ماذا يفعل معها مع أعطاء مثل
                    لا يوجد شيء إسمه مستحدث فكل الأمور التي يقال عنها مستحدثة لها أصل في الكتاب والسُنة ففي كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي جزء 27 في باب عدم جواز القضاء، والحكم بالرأي، والاجتهاد
                    ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمد بن الفضل (1) ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : وإن الله لم يجعل العلم
                    جهلا ، ولم يكل امره إلى أحد من خلقه ، لا إلى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولكنه أرسل رسولا من ملائكته ، فقال له : قل كذا وكذا ! فأمرهم بما يحب ، ونهاهم عما يكره ، فقص عليهم أمر خلقه بعلم ، فعلم ذلك العلم ، وعلم أنبيائه وأصفياءه من الانبياء والأصفياء (2) ـ إلى أن قال : ـ ولولاة الأمر استنباط العلم وللهداة ، ثم قال : فمن أعتصم بالفضل انتهى بعلمهم ، ونجا بنصرتهم ، ومن وضع ولاة أمر الله ، وأهل استنباط علمه في غير الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله ، وجعل الجهال ولاة أمر الله والمتكلفين بغير هدى من الله ، وزعموا أنهم أهل استنباط علم الله ، فقد كذبوا على الله ورسوله ، ورغبوا عن وصيه وطاعته ، ولم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله ، فضلوا وأضلوا أتباعهم ، ولم يكن لهم حجة يوم القيامة ـ إلى أن قال : ـ في قوله تعالى : ( فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ) (3) فانه وكل بالفضل من أهل بيته والاخوان والذرية ، وهو قوله تعالى : إن يكفر به امتك فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به لا يكفرون به أبدا ، ولا اضيع الايمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك علماء أُمتك ، وولاة أمري بعدك ، وأهل استنباط العلم ، الذي ليس فيه كذب ، ولا اثم ، ولا زور ، ولا بطر ، ولا رئاء ـ إلى أن قال : ـ فاعتبروا أيها الناس فيما قلت ، حيث وضع الله ولايته ، وطاعته ، ومودته ، واستنباط علمه ، وحججه ، فاياه فتقبلوا ، وبه فاستمسكوا تنجوا ، وتكون لكم الحجة يوم القيامة وطريق ربكم جل وعز ، ( لا تصل ولاية الله ) (4) إلا بهم ، فمن فعل ذلك كان حقا على الله أن يكرمه ولا يعذبه ، ومن يأت الله بغير ما أمره كان حقا على الله أن يذله ، وأن يعذبه (5) .
                    ورواه الصدوق في ( اكمال الدين ) عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
                    رضى الله عنه ، عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن محمد بن الفضل نحوه
                    وبإسناده الاتي (1) عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في رسالة طويلة له إلى أصحابه ، أمرهم بالنظر فيها وتعاهدها ، والعمل بها ، من جملتها : أيتها العصابة المرحومة المفلحة ! إن الله أتم لكم ما آتاكم من الخير ، واعلموا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ، ولا رأي ، ولا مقاييس ، قد أنزل الله القرآن ، وجعل فيه تبيان كل شيء ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا ، لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا ( في دينهم ) (2) بهوى ولا رأي ، ولا مقاييس ، وهم أهل الذكر الذين أمر الله الامة بسؤالهم ـ إلى أن قال : ـ وقد عهد إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل موته ، فقالوا : نحن بعد ما قبض الله عزّ وجلّ رسوله ( صلى الله عليه وآله ) يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس بعد قبض الله رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، وبعد عهده الذي عهده إلينا ، وأمرنا به ، مخالفا لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) فما أحد أجرأ على الله ، ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك ، وزعم أن ذلك يسعه ، والله إن لله على خلقه أن يطيعوه ، ويتبعوا أمره في حياة محمد ( صلى الله عليه وآله ) وبعد موته ، هل يستطيع اولئك أعداء الله أن يزعموا أن أحدا ممن أسلم مع محمد ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بقوله ، ورأيه ومقاييسه ؟ فان قال : نعم فقد كذب على الله ، وضلّ ضلالا بعيدا ، وإن قال : لا لم يكن لاحد أن يأخذ برأيه ، وهواه ومقاييسه ، فقد أقر بالحجة على نفسه ، وهو ممن يزعم أن الله يطاع ، ويتبع أمره بعد قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ إلى أن قال : ـ وكما أنه لم يكن لاحد من الناس مع محمد ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ، ولا رأيه ، ولا مقاييسه خلافا لأمر محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، كذلك لم يكن لأحد (3) بعد محمد ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ بهواه ، ولا رأيه ، ولا مقاييسه ، ثم قال : واتبعوا آثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته ، فخذوا بها ، ولا تتبعوا أهواءكم ورأيكم (4) فتضلوا ، فان أضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى من الله ، وقال : أيتها العصابة (5) ! عليكم بآثار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسنته ، وآثار الائمة الهداة من أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من بعده وسنتهم ، فانه من أخذ بذلك فقد اهتدى ، ومن ترك ذلك ورغب عنه ضل ، لانهم هم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم. الحديث .

                    3 ـ وعنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : مالكم وللقياس ، إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ، ثم قال : إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به ، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ـ وأومأ (1) بيده إلى فيه ـ ثم قال : لعن الله أبا حنيفة ، كان يقول : قال علي ( عليه السلام ) ، وقلت (2) ، وقالت الصحابة ، وقلت (3) ، ثم قال : أكنت تجلس إليه ؟ قلت : لا ، ولكن هذا كلامه فقلت : أصلحك الله ، أتى رسول الله ( صلى الله عليه واله ) الناس بما يكتفون به في عهده ؟ قال : نعم ، وما يحتاجون اليه إلى يوم القيامة ، فقلت : فضاع من ذلك شيء ؟ فقال : لا ، هو عند أهله .
                    4ـ وعن محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، رفعه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه قال : من أبغض الخلق إلى الله عزّ وجلّ لرجلين : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشعوف بكلام بدعة ، قد لهج بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته ، حمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته ، ورجل قمش جهلا في جهال الناس ، عان بأغباش الفتنة ، قد سماه أشباه الناس عالماً ، ولم يغن فيه يوما سالما ، بكّر فاستكثر ، ما قل منه خير مما كثر ، حتى إذا ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ( ماضيا ) (1) ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضيا سبقه ، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي ( من ) (2) بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ، ثم قطع (3) ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا ( لغيره ) (4) ، إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه ، لكيلا يقال له : لا يعلم ، ثم جسر فقضى ، فهو مفتاح عشوات ، ركاب شبهات
                    خباط جهالات ، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكى منه المواريث ، وتصرخ منه الدماء ، يستحل بقضائه الفرج الحرام ، ويحرم بقضائه الفرج الحلال ، لا ملئ ، باصدار ما عليه ورد ، ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق .
                    ورواه الرضي في ( نهج البلاغة ) مرسلا نحوه .
                    5- وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ( ولا سنته ) (1) فننظر فيها ؟ فقال : لا أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله (2) .
                    ورواه البرقي في ( المحاسن ) عن الوشاء مثله
                    6- قال : وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحلّ ، وحرم فيما لا يعلم .
                    ورواه الحميري في ( قرب الاسناد ) عن هارون بن مسلم مثله (1)
                    7- عن احمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا رفعه ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كلام ذكره : إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ، ولكن أتاه ( عن ربه فأخذ به )
                    8- وفي ( المجالس ) و ( التوحيد ) و ( عيون الأخبار ) عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن الريان ابن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني .
                    9-علي بن محمد الخزاز في كتاب ( الكفاية ) في النصوص على عدد الأئمة ( عليهم السلام ) عن الحسين بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن أحمد الصفواني ، عن مروان بن محمد السنجاري ، عن أبي يحيى التميمي ، عن يحيى البكاء ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله
                    ( صلى الله عليه وآله ) : ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، والباقون هالكون ، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم ، ويقتبسون من علمكم ، ولا يعملون برأيهم ، فاولئك ما عليهم من سبيل . الحديث .
                    10- وعن أبيه ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في رسالة إلى أصحاب الرأي والقياس : أما بعد ، فإن من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقاييس لم ينصف ولم يصب حظه ، لأن المدعو إلى ذلك أيضا لا يخلو من الارتياء والمقاييس ، ومتى لم يكن بالداعي قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل ، لأنا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلمه ولو بعد حين ، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأي من يدعو ، وفي ذلك تحير الجاهلون ، وشك المرتابون ، وظن الظانون ، ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل ، ولم ينه عن الهزل ، ولم يعب الجهل ، ولكن الناس لما سفهوا الحق ، وغمطوا النعمة ، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله ، واكتفوا بذلك عن (1) رسله والقوام بأمره ، وقالوا : لا شيء إلا ما أدركته عقولنا ، وعرفته ألبابنا ، فولاهم الله ما تولوا ، وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعلمون ، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث إليهم فاصلا لما بينهم ، ولا زاجرا عن
                    وصفهم ، وإنما استدللنا أن رضا الله غير ذلك ، ببعثه الرسل بالامور القيمة الصحيحة ، والتحذير من الامور المشكلة المفسدة ، ثم جعلهم أبوابه وصراطه والأدلاء عليه بامور محجوبة عن الرأي والقياس ، فمن طلب ما عند الله بقياس ورأي لم يزدد من الله إلا بعدا ، ولم يبعث رسولا قط ـ وإن طال عمره ـ قابلا من الناس خلاف ما جاء به ، حتى يكون متبوعا مرة وتابعا اخرى ، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا ، حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله ، وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى ، إن أصحاب الرأي والقياس مخطئون مدحضون . الحديث .
                    11-ـ وعن بعض أصحابنا (1) ، عن معاوية بن ميسرة بن شريح قال : شهدت أبا عبدالله ( عليه السلام ) في مسجد الخيف ، وهو في حلقة ، فيها نحو من مائتي رجل ، وفيهم عبدالله بن شبرمة ، فقال له : يا أبا عبدالله ! إنا نقضي بالعراق فنقضي بالكتاب (2) والسنة ، ثم ترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأي ـ إلى أن قال : ـ فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : فأي رجل كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ؟ فأطراه ابن شبرمة ، وقال فيه قولا عظيما فقال له أبو عبدالله ( عليه السلام ) ؛ فان عليا ( عليه السلام ) أبى أن يدخل في دين الله الرأي ، وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس ـ إلى أن قال : ـ لو علم ابن شبرمة من أين هلك الناس ما دان بالمقاييس ، ولا عمل بها .
                    12-وعن ابن محبوب أو غيره ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي جعفر ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنة ، فنقول فيها برأينا ، فقال : أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله .
                    13-
                    علي بن الحسين المرتضى في رسالة ( المحكم والمتشابه ) نقلا من ( تفسير ) النعماني بإسناده الاتي (1) عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث طويل ـ قال : وأما الرد على من قال بالرأي والقياس والاستحسان والاجتهاد ، ومن يقول : إن الاختلاف رحمة ، فاعلم أنا لما رأينا من قال : بالرأي والقياس قد استعملوا الشبهات في الأحكام لما عجزوا عن عرفان إصابة الحكم ، وقالوا : ما من حادثة إلا ولله فيها حكم ، ولا يخلو الحكم فيها من وجهين : إما أن يكون نصا ، أو دليلا ، وإذا رأينا الحادثة قد عدم نصها فزعنا ، أي : رجعنا إلى الاستدال عليها بأشباهها ونظائرها ، لأنا متى لم نفزع إلى ذلك أخليناها من أن يكون لها حكم ، ولا يجوز أن يبطل حكم الله في حادثة من الحوادث ، لأنه يقول سبحانه : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) (2) ولما رأينا الحكم لا يخلو والحادث (3) لا ينفك من الحكم التمسناه من النظائر لكيلا تخلوا الحادثة من الحكم بالنص أو بالاستدلال وهذا جائز عندنا .

                    قالوا : وقد رأينا (4) الله تعالى قاس في كتابه بالتشبيه والتمثيل فقال : ( خلق الانسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار ) (5) فشبه الشيء بأقرب الأشياء له شبها .
                    قالوا : وقد رأينا النبي ( صلى الله عليه وآله ) استعمل الرأي والقياس بقوله : للمرأة الخثعمية حين سألته عن حجها عن أبيها ، فقال : أرأيت لو كان على أبيك دين لكنت تقضينه عنه ؟ فقد أفتاها بشيء لم تسأل عنه ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) لمعاذ بن جبل حين أرسله إلى اليمن : أرأيت يا معاذ إن نزلت بك حادثة ، لم تجد لها في كتاب الله أثرا ولا في السنة ، ما أنت صانع ؟ قال : أستعمل رأيي فيها ، فقال : الحمد لله الذي وفق رسول الله إلى ما يرضيه ، قالوا : وقد استعمل الرأي والقياس كثير من الصحابة ، ونحن على آثارهم مقتدون ، ولهم احتجاج كثير في مثل هذا ، فقد كذبوا على الله تعالى في قولهم : إنه احتاج إلى القياس ، وكذبوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ قالوا عنه ما لم يقل من الجواب المستحيل .
                    فنقول لهم ردا عليهم : إن أصول أحكام العبادات (6) وما يحدث في
                    الامة من الحوادث والنوازل ، لما كانت موجودة عن السمع والنطق والنص في كتاب الله ، وفروعها مثلها وإنما أردنا الاصول في جميع العبادات والمفترضات التي نص الله عزّ وجلّ ، وأخبرنا عن وجوبها ، وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعن وصيه المنصوص عليه بعده في البيان عن أوقاتها وكيفياتها وأقدارها في مقاديرها عن الله عزّ وجلّ ، مثل ( فرض الصلاة ) (7) والزكاة والصيام والحج والجهاد وحد الزنا وحد السرقة وأشباهها مما نزل في الكتاب مجملا بلا تفسير ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو المفسر والمعبر عن جملة الفرائض. فعرفنا أن فرض صلاة الظهر أربع ، ووقتها بعد زوال الشمس بمقدار ما يقرأ الانسان ثلاثين آية ، وهذا الفرق بين صلاة الزوال ( وصلاة الظهر ) (8) ، ووقت صلاة العصر آخر وقت الظهر إلى وقت مهبط الشمس ، وأن المغرب ثلاث ركعات ووقتها حين وقت الغروب إلى إدبار الشفق والحمرة ، وأن وقت صلاة العشاء الاخرة وهي أربع ركعات أوسع الأوقات ، وأول وقتها حين اشتباك النجوم وغيبوبة الشفق وانبساط الظلام ، وآخر وقتها ثلث الليل ، وروي : نصفه ، والصبح ركعتان ، ووقتها طلوع الفجر إلى إسفار الصبح. وأن الزكاة تجب في مال ، دون مال ومقدار دون مقدار ، ووقت دون أوقات (9) ، وكذلك جميع الفرائض التي أوجبها الله على عباده بمبلغ الطاعات وكنه الاستطاعات. فلولا ما ورد (10) النص به وتنزيل كتاب الله ، وبيان ما أبانه رسوله ( وفسره لنا ) (11) ، وأبانه الأثر وصحيح الخبر لقوم آخرين ، لم يكن لأحد من الناس ( المأمورين بأداء الفرائض أن يوجب ) (12) ذلك بعقله ، وإقامته (13) معاني فروضه وبيان مراد الله في جميع ما قدمنا ذكره على حقيقة شروطها ، ولا يصح إقامة فروضها بالقياس والرأي ، ولا أن تهتدي العقول على انفرادها إلى أنه (14) يجب فرض الظهر أربعا دون خمس أو ثلاث ، ( ولا تفصل ) (15) أيضا بين قبل الزوال وبعده ، ولا تقدم الركوع على السجود ، ( أو ) (16) السجود على الركوع ، أو حد زنا المحصن والبكر ، ولا بين العقارات ( والمال الناض ) (17) في وجوب (18) الزكاة ، فلو خلينا بين عقولنا وبين هذه الفرائض لم يصح فعل ذلك كله بالعقل على مجرده ، ولم نفصل (19) بين القياس الذي فصلت الشريعة والنصوص ، إذا كانت الشريعة موجودة عن السمع والنطق الذي ليس لنا أن نتجاوز حدودها ، ولو جاز ذلك لاستغنينا عن إرسال الرسل إلينا بالامر والنهي منه تعالى. ولما كانت الاصول لا تجب على ما هي عليه من بيان فرضها إلا بالسمع والنطق ، فكذلك الفروع والحوادث التي تنوب وتطرق منه تعالى لم يوجب الحكم فيها بالقياس دون النص بالسمع والنطق .
                    وأما احتجاجهم واعتلالهم ( بأن القياس هوالتشبيه والتمثيل ، فإن ) (20) الحكم جائز به ، ورد الحوادث أيضا إليه ، فذلك محال بين . ومقال شنيع ، لأنا نجد أشياء قد وفق الله بين أحكامها وإن كانت متفرقة ، ونجد أشياء قد فرق الله بين أحكامها وإن كانت مجتمعة ، فدلنا ذلك من فعل الله تعالى على أن اشتباه الشيئين غير موجب لاشتباه الحكمين ، كما ادعاه منتحلوا القياس والرأي. وذلك أنهم لما عجزوا عن إقامة الأحكام على ما انزل في كتاب الله تعالى ، وعدلوا عن أخذها ممن فرض الله سبحانه طاعتهم على عباده ، ممن
                    لا يزل ولا يخطى ولا ينسى ، الذين أنزل الله كتابه عليهم ، وأمر الامة برد ما اشتبه عليهم من الأحكام إليهم ، وطلبوا الرياسة رغبة في حطام الدنيا ، وركبوا طريق أسلافهم ممن ادعى منزلة أولياء الله ، لزمهم العجز ، فادعوا أن الرأي والقياس واجب ، فبان لذوي العقول عجزهم وإلحادهم في دين الله ، وذلك أن العقل على مجرده وانفراده لا يوجب ، ولا يفصل بين أخذ الشيء بغصب ونهب ، وبين أخذه بسرقة وإن كانا مشتبهين ، فالواحد يوجب القطع ، والاخر لا يوجبه .
                    ويدل أيضا على فساد ما احتجوا به من رد الشيء في الحكم إلى أشباهه ونظائره ، أنا نجد الزنا من المحصن والبكر سواء ، وأحدهما يوجب الرجم ، والاخر يوجب الجلد ، فعلمنا أن الأحكام مأخذها من السمع والنطق بالنص على حسب ما يرد به التوقيف (21) دون اعتبار النظائر ( والأعيان ) (22) ، وهذه دلالة واضحة على فساد قولهم ، ولو كان الحكم في الدين بالقياس لكان باطن القدمين أولى بالمسح من ظاهرهما ، قال الله تعالى حكاية عن إبليس في قوله بالقياس : ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) (23) فذمه الله لما لم يدر ما بينهما ، وقد ذم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) القياس ، يرث ذلك بعضهم عن بعض ، ويرويه عنهم أولياؤهم .
                    قال : وأما الرد على من قال بالاجتهاد ، فانهم يزعمون أن كل مجتهد مصيب ، على أنهم لا يقولون : إنهم مع اجتهادهم أصابوا معنى حقيقة الحق عند الله عزّ وجلّ ، لأنهم في حال اجتهادهم ينتقلون عن (24) اجتهاد إلى اجتهاد ، واحتجاجهم أن الحكم به قاطع قول باطل ، منقطع ، منتقض ، فأي دليل أدل من هذا على ضعف اعتقاد من قال بالاجتهاد والرأي ، إذا كان أمرهم يؤل إلى ما وصفناه ؟! وزعموا أنه محال أن يجتهدوا ، فيذهب الحق من جملتهم ، وقولهم بذلك فاسد ، لأنهم إن اجتهدوا فاختلفوا فالتقصير واقع بهم .
                    وأعجب من هذا ، أنهم يقولون مع قولهم بالرأي والاجتهاد : إن الله تعالى بهذا المذهب لم يكلفهم إلا بما يطيقونه ، وكذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، واحتجوا بقول الله تعالى : ( وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) (25) وهذا بزعمهم وجه الاجتهاد ، وغلطوا في هذا التأويل غلطا بينا .
                    قالوا : ومن قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : ما قاله لمعاذ بن جبل ، وادعوا أنه أجاز ذلك ، والصحيح أن الله لم يكلفهم اجتهادا ، لأنه قد نصب لهم أدلة ، وأقام لهم أعلاما ، وأثبت عليهم الحجة ، فمحال أن يضطرهم إلى ما لا يطيقون بعد إرساله إليهم الرسل بتفصيل الحلال والحرام ، ولم يتركهم سدى ، مهما عجزوا عنه ردوه إلى الرسول والأئمة صلوات الله عليهم ، كيف وهو يقول : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) (26) ويقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) (27) ويقول : ( فيه تبيان كل شيء ) (28) ؟ !
                    ومن الدليل على فساد قولهم في الاجتهاد والرأي والقياس أنه لن يخلو الشيء ، أن يكون بمثله (29) على أصل ، أو يستخرج البحث عنه ، فان كان يبحث عنه فانه لا يجوز في عدل الله تعالى أن يكلف العباد ذلك ، وإن كان ممثلا على أصل فلن يخلو الاصل ، أن يكون حرم لمصلحة الخلق ، أو لمعنى في نفسه خاص ، ( فان كان حرم لمعنى في نفسه خاص ) (30) فقد كان ذلك فيه حلالا ، ثم حرم بعد ذلك لمعنى فيه ، بل لو كان لعلة المعنى لم يكن التحريم له أولى من التحليل. ولما فسد هذا الوجه من دعواهم علمنا أن الله تعالى إنما حرم الأشياء لمصلحة الخلق ، لا للخلق التي فيها ، ونحن إنما ننفي القول بالاجتهاد لأن الحق عندنا فيما قدمنا ذكره من الامور التي نصبها الله تعالى ، والدلائل التي أقامها لنا كالكتاب والسنة والإمام الحجة ، ولن يخلو الخلق من هذه الوجوه التي ذكرناها ، وما خالفها فهو باطل .
                    ثم ذكر ( عليه السلام ) كلاما طويلا في الرد على من قال بالاجتهاد في القبلة ، وحاصله الرجوع فيها إلى العلامات الشرعية
                    12- محمد بن مسعود العياشي في ( تفسيره ) عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سئل عن الحكومة ، فقال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ، ومن فسر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر .
                    13-وعن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ في حديث ـ قال : يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء علماء أنهم قد أثبتوا جميع الفقه والدين مما تحتاج إليه الامة ، وليس كل علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علموه ، ولا صار إليهم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم ، فيسألون عنه ، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا ، فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ، ودانوا بالبدع ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كل بدعة ضلالة ، فلو أنهم إذا سألوا عن شيء من دين الله ، فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله ، ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد ( صلى الله عليه وآله )
                    14- فرات بن إبراهيم في ( تفسيره ) عن علي بن محمد بن إسماعيل ، معنعنا عن زيد ـ في حديث ـ أنه لما نزل قوله تعالى : ( إذا جاء نصر الله والفتح ) السورة ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله قضى الجهاد على المؤمنين في الفتنة بعدي ـ إلى أن قال : ـ يجاهدون على الاحداث في الدين ، إذا عملوا بالرأي في الدين ، ولا رأي في الدين ، إنما الدين من الرب أمره ونهيه .
                    أبي لؤلؤة

                    تعليق


                    • #40
                      ونعطي مثلاً عما تسميه مستحدثات الأمور لتجد لها أصل في السنة كتلقيح من نطفة رجل إلى إمرأة أجنبية وبالعكس ولم يتركوا أهل البيت ولا الكتاب أمراً إلا أوضحوه حتى التلقيح أشار إليه أهل البيت عليهم السلام فعن طريق الخبر الصحيح من روايات عن أهل البيت عليهم السلام التي تُحَرِّم التلقيح من رجل لإمرأة أجنبية لعل الآخرين يعتبرون ولعلهم يسيرون وراء الرواية الصحيحة بدل الفتاوي .
                      فإن كان من يحلل ذلك يسير على نهج آل البيت فاليقرأ ما قاله آل البيت في هذا الخصوص
                      عن أحمد بن محمد ، عن العباس بن موسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن إسحاق بن عمار ، عن المعلى بن خنيس ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن رجل وطئ مرأته فنقلت ماءه إلى جارية بكر فحبلت ؟ فقال : الولد للرجل ، وعلى المرأة الرجم ، وعلى الجارية الحد .
                      وبإسناده عن أحمد ابن محمد مثله
                      محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا أتى رجل امرأة فاحتملت ماءه فساحقت به جارية فحملت ، رجمت المرأة ، وجلدت الجارية ، والحق الولد بأبيه .
                      أبي لؤلؤة

                      تعليق


                      • #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة
                        4- ألا تؤثر فيك فتوى أغلب - إن لم يكن كل - المراجع حين يقولوا : إن عدم التقليد غير مبرئ للذمة ؟
                        أم أنك تعرف شيئاً هم لا يعرفونه ؟
                        لقد أوضحت هذه النظرية وخطؤها من خلال روايات أهل البيت في المشاركات السابقة لأننا جميعنا يجب أن نرجع إليهم عليهم السلام للبت بمسألة النزاع وإن الله يقول :
                        يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا
                        أبي لؤلؤة

                        تعليق


                        • #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة

                          5- تقول في توقيعك أن الظلم وقع على الأخبارين فما هو هذا الظلم ؟

                          ودمتم بخير و عافية ...
                          الظلم الذي أقصده هو الحرب عليهم حتى لم يبقَ منهم باقية وأحب في هذه المناسبة أن أتحدث عن الأقلية والأكثرية ودورها في ظهور الإمام الحجة
                          عن الإمام الباقر (ع)، إنه قال: (إن حديثكم هذا لتشمئز منه قلوب الرجال، فانبذوه إليهم نبذاً، فمن أقرّ به فزيدوه، ومن أنكر فذروه، إنه لابد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين، حتى لا يبقى إلا نحن وشيعتنا) (غيبة النعماني 210). هذا الحديث ينص على وجود فتنة أو اختبار قبل قيام القائم (ع) تكون نتيجتها سقوط أكثر الناس، حتى من يشق الشعرة بشعرتين (وهذا التعبير كناية عن الدقة والمعرفة بمجاري الأمور)، ولا يبقى بالنتيجة إلا أهل البيت وشيعتهم. السؤال الآن: كم هم شيعة أهل البيت (ع)، أ هم حقاً عشرات الملايين، بل مئات الملايين الذين يدعون أنهم شيعة لأهل البيت (ع)؟ لنقرأ الحديث الآتي، عن أبي عبدالله (ع) إنه قال: (والله لتُكسرنّ تكسر الزجاج، وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان، والله لتُكسرنّ تكسر الفخار، وإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان، ووالله لتُغربلنّ، ووالله لتُميزنّ، والله لتُمحصنّ حتى لا يبقى منكم إلا الأقل، وصعّر كفه) (غيبة النعماني 215). ولنقرأ كذلك هذا الحديث الوارد عن الإمام الرضا (ع): (والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تُمحّصوا وتُميّزوا، وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر) (غيبة النعماني 216). أقول واضح إن الأقل، والأندر فالأندر ليسوا ملايين، وليسوا آلافاً، وإذا شئتم الدقة فانظروا في هذا الحديث الوارد عن الصادق (ع)، حين سأله بعض أصحابه قائلاً: (جعلت فداك، إني والله أحبك، وأحب من يحبك، يا سيدي ما أكثر شيعتكم. فقال له: اذكرهم. فقال: كثير, فقال: تُحصيهم؟ فقال: هم أكثر من ذلك. فقال أبو عبدالله (ع): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون... فقلت: فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون؟ فقال (ع): فيهم التمييز، وفيهم التمحيص، وفيهم التبديل، يأتي عليهم سنون تفنيهم، وسيف يقتلهم، واختلاف يبددهم... الخ) (غيبة النعماني 210- 211). يُفهم من هذا الحديث إنه إذا اكتمل من الشيعة ثلاثمائة وبضعة عشر يتحقق خروج القائم (ع)، وأما الأعداد الغفيرة التي تدّعي التشيع فإن الغربال سيُسقطهم حتماً. وفي حديث آخر يرويه أبو بصير عن الإمام الصادق (ع): (قال أبو عبدالله (ع): لا يخرج القائم حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم تكملة الحلقة؟ قال: عشرة آلاف...) (غيبة النعماني320). إذن جيش القائم هم هؤلاء الـ(313+10000). قد تقول إن هؤلاء هم صفوة الشيعة وليسوا كل الشيعة، أقول إن الراوي في حديث (لو كملت العدة الموصوفة ... الخ) يسأل الإمام (ع) قائلاً: (فكيف أصنع بهذه الشيعة المختلفة الذين يقولون إنهم يتشيعون) ومعنى ذلك إنه فهم من العدد الذي ذكره الإمام (ع) إن هؤلاء هم كل الشيعة ومن هنا سأله عن الموقف من الأعداد الكبيرة التي تدعي التشيع، ولو عدت الى سياق الحديث يتأكد لك هذا الفهم. فالراوي يبدأ كلامه بإخبار الإمام (ع) بأن شيعته كثيرون، وأن عددهم أكثر من أن يُحصى، وهنا يأتي قول الإمام (ع): (تُحصيهم) والإستفهام هنا استنكاري، أي إنه (ع) يستنكر أن يكون شيعته كثيرون، ويؤكد هذا قوله (ع): (أما لو كملت العدة... الخ) ومعنى كلام الإمام إنه لو وجد في الشيعة هذا العدد، أي ال(313) لتحقق الفرج لهم، ثم إن الإمام (ع) يخبره أن الأعداد الكبيرة سيجري عليها التمييز والتمحيص والتبديل، وغيرها، وبنتيجة هذه الأمور سينكشف زيف ادعاؤهم، وسيخرجون من دائرة التشيع، فالإمام (ع) في كلمته هذه يبين المصير السيئ للمتشيعة، ولو كان مطلبه الإشارة الى صفوة الشيعة، وإنهم أفضل من الآخرين فقط لا إنهم هم الشيعة والآخرون مدعون لاكتفى بمدح هذه الصفوة دون بيان الموقف النهائي (أؤكد على كلمة النهائي) من الآخرين، لأن بيان الموقف النهائي يوجد مقابلة نوعية بين الفريقين، لا مجرد فرق في الدرجة. ولو كان الأمر مجرد فرق في درجة الإيمان، وأن الآخرين هم بالنتيجة شيعة ولكنهم أضعف إيمانا، لكان – وهذا هو المظنون – توجّه بالنصح لهم، ودعوتهم الى مزيد العمل والتكامل، والله أعلم وأحكم.
                          ولكي أزيدك ثقة بهذه النتيجة أقترح عليك قراءة هذه الأحاديث الشريفة, عن أبي عبدالله (ع)، إنه قال: (مع القائم (ع) من العرب شئ يسير. فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير. قال: لابد للناس من أن يُميّزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير) (غيبة النعماني212). وعن أبي جعفر (ع): (لتُمحصنّ يا شيعة آل محمد تمحيص الكحل في العين، وإن صاحب العين يدري متى يقع الكحل في عينه ولا يعلم متى يخرج منها، وكذلك يصبح الرجل على شريعة من أمرنا، ويمسي وقد خرج منها، ويمسي على شريعة من أمرنا، ويصبح وقد خرج منها) (غيبة النعماني214). الحديث الأول يُشبّه التمحيص بالغربال، ونتيجة التمحيص هي بقاء الإنسان على حد الإيمان أو خروجه منه، فالخارجون من الغربال خارجون من حد الإيمان كما هو واضح. ثم أ ليس هذا هو ما ينص عليه الحديث الثاني، اسمع إذن تعليق الشيخ النعماني على الحديث، يقول الشيخ: (أليس هذا دليل الخروج من نظام الإمامة، وترك ما كان يعتقد منها) (الغيبة215). وهذا ينبغي أن يكون واضحاً، فأمرهم (ع) هو الولاية، والخروج من أمرهم خروج منها.
                          وما ظنك بقوم يتفل بعضهم في وجوه بعض، ويلعن بعضهم بعضاً، ويُكفّر الأخ أخاه.. و.. و.. الى آخر ما ستسمعه الآن، أ ترى هؤلاء أمة مرحومة، يجمعها مبدأ التشيع لآل محمد (ع)؟ عن عميرة بنت نفيل، قالت: سمعت الحسين بن علي (ع) يقول: (لا يكون الأمر الذي تنتظرونه حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويتفل بعضكم في وجوه بعض، ويشهد بعضكم على بعض بالكفر، ويلعن بعضكم بعضاً. فقلت له: ما في ذلك الزمان من خير. فقال الحسين (ع): الخير كله في ذلك الزمان، يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله) (غيبة النعماني213). وعن أبي عبدالله (ع): (لا يكون ذلك الأمر حتى يتفل يعضكم في وجوه بعض، وحتى يلعن بعضكم بعضاً، وحتى يُسمي بعضكم بعضأ كذابين) (غيبة النعماني214). وعن مالك بن ضمرة، قال: قال أمير المؤمنين (ع): (يا مالك بن ضمرة، كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا – وشبك أصابعه وأدخل بعضها في بعض -؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، ما عند ذلك من خير. قال: الخير كله عند ذلك يا مالك، عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلاً يكذبون على الله وعلى رسوله (ص) فيقتلهم، ثم يجمعهم الله على أمر واحد) (غيبة النعماني214). وعن أمير المؤمنين (ع) : (كونوا كالنحل في الطير... الى قوله (ع): فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتى يُسمي بعضكم بعضاً كذابين، وحتى لا يبقى منكم – أو قال من شيعتي – إلا كالكحل في العين، والملح في الطعام...) (غيبة النعماني217-218). أقول لعل هذا الحديث الأخير الوارد عن أمير المؤمنين يكفينا مؤونة توضيح المراد من الأحاديث المتقدمة، إذ يتضح منه بجلاء أن الخلاف بين الشيعة الذي يصل حد اللعن والتكفير جزء من عملية الغربلة التي تسفر كما عرفت قبل قليل عن خروج أكثر الشيعة عن ولاية أهل البيت (ع)، فقوله (ع): (وحتى لا يبقى منكم أومن شيعتي... الخ ) مرتبط بما تقدم – أي الحديث عن الخلاف – بل هو النتيجة التي ترشح عن الخلاف. فمعنى الحديث إنكم يا شيعة لا تزالون في خلافكم حتى لا يبقى منكم إلا كالكحل في العين، والملح في الطعام. أي إن أكثركم يخرج من ولاية أهل البيت (ع)، ويبقى القليل.
                          وأود هنا التعقيب بكلمات عسى أن تكون مفيدة، فأقول: هذا الخلاف بين الشيعة من عسى يثيره أو يتسبب به؟ هل أنا وأنت من البشر العاديين الذين لا نملك سلطاناً على غير أنفسنا؟ بالتأكيد لا، فأنا وأنت لا نملك تأثيراً في الغالبية العظمى من الشيعة، ومن يفعل هذا لابد له من سلطان عليهم ، فمن يكون غير فقهاء آخر الزمان ممن يتبعهم الناس باسم التقليد الأعمى؟ قد تقول: ربما كان هذا بسبب بعض المغرضين؟ فأقول لك إن الواقع الشيعي يشهد بما لا يقبل لبساً أن الناس تبع لمراجعهم، فلا يمكن لمغرض أن يحقق مآربه على هذا المستوى الواسع الذي تنص عليه الأحاديث، ثم إن قولك هذا يلقي باللوم على فقهاء آخر الزمان من حيث لا تريد، فلو أن ما تقوله صحيح فأين المراجع الذين يرفعون شعار: نحن حصن الأمة، وأين دورهم في إرشاد الأمة، أم إنها كلمات تقال لخداع الأتباع لا غير؟! الحق إن هذه الأحاديث الشريفة من الخطورة بحيث توجب على كل شيعي أن يعيد التساؤل مراراً وتكراراً، وينظر الى أية هاوية سحيقة يقوده فقهاء آخر الزمان، (أم على قلوب أقفالها)؟
                          أختم هذا المبحث بروايتين تعززان الفكرة التي يتمحور حولها، فعن أبي جعفر (ع): (إن قائمنا إذا قام دعا الناس الى أمر جديد كما دعا إليه رسول الله (ص)، وإن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) (غيبة النعماني336). وعن أبي عبدالله (ع): (الإسلام بدأ غريباً و سيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء. فقلت: إشرح لي ذلك هذا أصلحك الله. فقال: مما يستأنف الداعي منا دعاء جديداً كما دعا رسول الله (ص)) (غبية النعماني336- 337). أقول إن عودة الإسلام غريب كما بدأ تشير بوضوح الى خروج أكثر أهله، أو قل منتحليه عن حوزته حتى لا يبقى إلا الأقل، أو الأندر فالأندر كما عبرت الروايات الشريفة. وليت شعري أين هم حصون الأمة؟ أم لعلهم السبب في خروج الناس من دين الله أفواجاً؟ فإذا كان الإنسان يمسي على شريعة من أمر أهل البيت (ع) ويصبح وقد خرج منها، أو يصبح على شريعة من أمرهم (ع) ويمسي وقد خرج منها، فلابد أن يكون هذا التحول المفاجئ الذي يشبه خروج الكحل من العين، لا يدري صاحبه به، ناتجاً عن فتنة جماعية أوقعهُ بها الكبراء والسادات الذين أسلم لهم قياده. إذن السؤال الآن: ما الذي أخرج الأمة عن دينها، حتى عاد غريباً كما بدأ؟
                          يفقهوا قولي .
                          عن الباقر (ع) ( إذا قام القائم ( ع ) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) .
                          هذه النتيجة التي ينتهي إليها أهل الكوفة من قتال الإمام المهدي (ع) لا تأتي مصادفة، دون مقدمات، فالحق إنها مسبوقة بسلسلة طويلة من التحريفات أبطالها بعض فقهاء آخر الزمان الخونة، عن رسول الله (ص)سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) (بحار الأنوار / ج52: 190). وعن أبي الجارود أنه سأل الإمام الباقر (ع)متى يقوم قائمكم؟ قال: يا أبا الجارود لا تدركون. فقلت: أهل زمانه؟ فقال: ولن تدرك زمانه، يقوم قائمنا بالحق بعد إياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد... الى قوله (ع): ويسير الى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية شاكين السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وسمروا ساماتهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون يا ابن فاطمة ارجع، لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الإثنين من العصر الى العشاء... ثم الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله تعالى) (المعجم الموضوعي: 568 – 569).عن رسول الله (ص)والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، حتى لا تخطئون طريقهم، و لايخطئكم سنة بني إسرائيل) (بحار الأنوار ج52 : 180). ومعلوم أن بني إسرائيل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، كما أخبر عنهم القرآن الكريم : {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31. ورد عن الإمام الصادق (ع) : ))إياكم والتقليد فانه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ } (التوبة :31) . فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا وقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرونويمكن في هذا الصدد أن نشير الى أن أهم أسباب الغيبة الكبرى هو إعراض الأمة عن الإمام المهدي (ع) ، الذي تجليه قلة التوقيعات الصادرة منه لوكلائه الخاصين ، حتى لقد بلغ الأمر حد أن يصدر توقيع واحد لا غير على يدي الوكيل الرابع ! وإذا علمنا أن التوقيعات تأتي عادة كأجوبة على تساؤلات القاعدة الجماهيرية المرتبطة بالإمام ، فإن قلتها الصارخة تشير بلا شك الى إعراض واضح من الأمة عن قائدها . ولكن الغيبة لم تكن تعني انتفاء أو بطلان عقيدة الإمامة أو عقيدة النص الإلهي على القائد ، وإنما هي بالأحرى عقوبة إصلاحية للأمة لتلتفت الى ما قد فرطت به ، ولكن الأمة وللأسف الشديد وقعت فيما وقعت فيه الأمم السالفة ، ورتبت على انحرافها الأول المزيد المزيد من الإنحرافات حتى باتت عملية الإصلاح تتطلب بتر الأعضاء الفاسدة وتطهير الجسم من وبائها الفتاك ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } ، { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الأحزاب62 . نعم فالمنتظرون كانوا دائماً يفشلون في انتظارهم وتظهر بينهم البدع والإنحرافات ، هذا ما حدث مع الأمة التي كانت تنتظر نوحاً (ع) ومع الأمة التي انتظرت موسى وعيسى (ع) وحدث للأسف الشديد مع الأمة التي تنتظر المهدي (ع) ، (( إدريس النبي (ع) غاب عن شيعته حتى آل الأمر إلى أن تعذر عليهم القوت ، وقتل الجبار من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ، ثم ظهر ووعد شيعته بالفرج وبقيام القائم من ولده وهو نوح (ع) ثم رفع الله عز وجل إدريس (ع) فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح (ع) قرناً بعد قرن وخلفاً عن سلف ، صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح (ع) )) إلزام الناصب ص 252 . فكما هو واضح إن شيعة نوح كانوا موعودين بظهوره وهو القائم الذي ينقذهم من الظلم ، وكان ذلك الوعد من نبي الله إدريس (ع) . ولكن فلننظر عندما ظهر نوح (ع) هل صدقه قومه أم كذبوه وبعبارة أخرى هل نجحوا بالانتظار أم فشلوا ؟
                          ينقل إلينا صاحب إلزام الناصب نقلا عن إكمال الدين للشيخ الصدوق حكايته مع قومه عند مبعثه : لما اظهر الله نبوة نوح (ع) وأيقن الشيعة بالفرج واشتدت البلوى وعظمت العزيمة ، إلى أن آل الأمر الى شدة شديدة نالت الشيعة ، والوثوب على نوح بالضرب المبرح حتى مكث (ع) في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجري الدم من أذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من بعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا ونهارا فيهربون ، ويدعوهم سرا فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهّم بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا : يا نبي الله لنا حاجة . قال وما هي ؟ قالوا : تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله عز وجل في الأرض . قال : أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى .
                          وعاد عليهم فصنع ما كان يصنع ، ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمائة سنة ، ويئس من إيمانهم ، جلس وقت الضحى والنهار للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا : نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة ، ثم سألوه ما سأله وفد السماء السابعة ، فأجابهم مثل ما أجاب أولئك إليه .
                          وعاد (ع) إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم دعاؤه إلا فرارا حتى انقضت ثلاثمائة سنة أخرى فتمت تسعمائة سنة ، فصارت إليه الشيعة ( القلة التي آمنت به ) وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج فأجابهم إلى ذلك . وصلى ودعا فهبط جبرائيل (ع) فقال له : أن الله تبارك وتعالى أجاب دعوتك فقل للشيعة يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر فإذا أثمر فرجت عنهم – أي ينزل العذاب على الكافرين – فحمد الله وأثنى عليه فعرّفهم ذلك فأستبشروا به ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا الى نوح بالتمر وسألوه أن ينجزهم الوعد فسال الله في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلمّا ظنوا ان الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث ، وثبت الثلثان . فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وسألوه ان ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه : قل لهم كلوا هذه الثمرة واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث فأكلوا التمر وغرسوا النوى فلما أثمر أتوا به نوحاً (ع) فقالوا له لم يبق منا إلا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك ، فصلى نوح (ع) فقال يا رب لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة واني أخاف عليهم الهلاك أن تأخر عنهم الفرج ، فأوحى عز وجل قد أجبت دعاءك فاصنع الفُلك ، وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة ) إلزام الناصب ص241 كمال الدين ص164 .
                          وكان من أخطر هذه الإنحرافات قولهم بالنيابة العامة عن الإمام المهدي (ع) فأصبحوا هم محط نظر الناس ، وأضحى ذكر الإمام المهدي (ع) لعقاً على ألسنتهم وكلمات يرددونها دون أن تعني شيئاً محدداً أو موقفاً معيناً عن الفضيل بن يسار قال سمعت آبا عبد الله (ع) يقول ( إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس اشد مما استقبل رسول الله (ص) من جهال الجاهلية . فقلت وكيف ذلك ؟ قال إن رسول الله (ص) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة وان قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ، ويحتج عليه به . ثم قال (ع) : أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم ، كما يدخل الحر و القر ) غيبة النعماني ص159
                          أبي لؤلؤة

                          تعليق


                          • #43
                            أخوتي يوم الآزفة وحياة لعلاب إن شاء الله سيكون لنا رد على مشاركاتكم فاعذروني الآن
                            أبي لؤلؤة

                            تعليق


                            • #44
                              لا أريد أن أحول الموضوع إلى نقاش
                              فسأقوم بطرح ما أريد بصيغة سؤال :

                              6- مالفرق بين الأستنباط و القواعد الأصولية و بين القياس الذي أتيت بالكثير من الأحاديث التى تدل على النهي عنه

                              7- ماذا تفهم من هذه النصوص إذا كنت ترد الأمور إلى رسول الله و أهل بيته - صلوات الله عليهم - :

                              .. فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه
                              تفسير الإمام العسكري ص 300 ، وسائل الشيعة ج 27 ص 131 ، الإحتجاج ج 2 ص 263

                              وهذا :

                              فعن أبي عبد الله (ع) قال : ( إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول ، وعليكم أن تفرعوا ) وعن الرضا (ع) قال : ( علينا إلقاء الأصول وعليكم التفريع )
                              وسائل الشيعة ج 27 ص 62 ، مستدرك سفينة البحار ج 1 ص 143 ، ميزان الحكمة ج 1 ص 549

                              وهذا عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله (ع) أنه قال بعد أن بين حرمة التخاصم أو التحاكم إلى الظالمين : ( ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ، ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما
                              الكافي ج 1 ص 54 ، الإحتجاج ص 355 ، وسائل الشيعة ج 18 ص 98 ، تهذيب الأحكام ج 6 ص 302

                              8- تقول أنه لا يوجد شئ أسمه مسائل مستحدثة فأفدنا كيف يعرف الأخباري الحكم بهذه المسائل :
                              * تدخين السجائر يبطل الصيام
                              * الوراثة في حال الأستنساخ
                              * حكم التعامل مع البورصة المالية في الأسواق العالمية
                              * حكم المتاجرة بالعملات الأجنبية
                              * حكم الصيام في الدول التي لا تشرق فيها الشمس إلا مرة كل شهر
                              * أحكام الجبيرة
                              * الأنفحة الحيوانية في الجبن

                              ودمتم بخير و عافية
                              التعديل الأخير تم بواسطة شيخ الطائفة; الساعة 10-07-2010, 06:21 AM.

                              تعليق


                              • #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة يوم الآزفة
                                اهلا وسهلا بك اخونا الكريم ابو لؤلؤوة
                                مشتاقون لك كثيرا وغيابك واضح جدا عن المنتديات وهو امر اسالك عنه
                                وعليكم السلام
                                ونحن أيضاً مشتاقون
                                ففي ما يختص بحضوري للمنتديات
                                فأنا أرى بأن حضوري بمنتديين يغني عن كثرة التردد إلى منتديات أخرى ولكن تفرغنا للدراسة مع التواجد في منتديات يا حسين من فترة لأخرى سيكون هو ما نعمل عليه حاليا
                                أبي لؤلؤة

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X