.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 13 ص 169-171 - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي دام ظله الشريف
ـ الحكم الثّاني في هذا الباب يتعلّق بأزواج النّبي حيث يُعتبرن كاُمّهات لكلّ المؤمنين، وهي طبعاً اُمومة معنوية وروحية، كما أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) أب روحي ومعنوي للاُمّة.
إنّ تأثير هذا الإرتباط المعنوي كان منحصراً في مسألة حفظ إحترام أزواج النّبي وحرمة الزواج منهنّ، كما جاء الحكم الصريح بتحريم الزواج منهنّ بعد وفاة النّبي (صلى الله عليه وآله) في آيات هذه السورة، وإلاّ فليس لهذه العلاقة أدنى أثر من ناحية الإرث وسائر المحرّمات النسبية والسببية، أي إنّ المسلمين كان من حقّهم أن يتزوّجوا بنات النّبي، في حين أنّ أيّ أحد لا يستطيع الزواج من إبنة اُمّه. وكذلك مسألة كونهنّ أجنبيات، وعدم جواز النظر إليهن إلاّ للمحارم.
في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ امرأة قالت لعائشة: يااُمّه! فقالت: لست لك باُمّ إنّما أنا اُمّ رجالكم»(2) وهو إشارة إلى أنّ الهدف من هذا التعبير هو حرمة التزويج، وهذا صادق في رجال الاُمّة فقط.
وثمّة مسألة مطروحة، وهي إحترامهنّ وتعظيمهنّ ـ كما قلنا ـ إضافةً إلى قضيّة عدم الزواج، ولذلك فإنّ نساء المسلمين كنّ قادرات على مخاطبة نساء النّبي بالاُمّ بعنوان إحترامهنّ.
والشاهد لهذا القول، أنّ القرآن الكريم يقول: (النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وهذا يعني أولوية النّبي بكلّ النساء والرجال، وضمير الجملة التالية يعود إلى هذا العنوان الواسع المعنى، ولذلك نقرأ في العبارة التي نقلت عن «اُمّ سلمة» ـ وهي من أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله) ـ أنّها قالت: أنا اُمّ الرجال منكم والنساء.
وهنا يطرح سؤال، وهو: هل أنّ تعبير (وأزواجه اُمّهاتهم) يتناقض مع ما ورد في الآية من سورة المجادلة: (والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هنّ اُمّهاتهم إنّ اُمّهاتهم إلاّ اللائي ولدنهم وإنّهم ليقولون منكراً من القول وزوراً) فكيف تعتبر نساء النّبي ـ والحال هذه ـ اُمّهات المسلمين ولم يولدوا منهنّ؟
وينبغي في الإجابة على هذا السؤال الإلتفات إلى أنّ مخاطبة امرأة ما بالاُمّ إمّا أن تكون من الناحية الجسمية أو الروحية ..
فأمّا من الناحية الجسمية: فإنّ هذه المخاطبة تكون واقعية في حالة كون الإنسان مولوداً منها فقط، وهذا هو الذي جاء في الآيات السابقة بأنّ الاُمّ الجسمية للإنسان هي التي تلده فقط.
وأمّا الأب أو الاُمّ الروحيين، فهو الذي له حقّ معنويّ على الإنسان كالنّبي (صلى الله عليه وآله) الذي يعتبر الأب الروحي للاُمّة، ولأجله إكتسبت أزواجه منزلة وإحترام الاُمّ.
والإشكال الذي كان يوجّه إلى عرب الجاهلية في مورد «الظهار» أنّهم عندما كانوا يخاطبون أزواجهم بخطاب الاُمّ فمن المسلّم أنّ مرادهم ليس الاُمّ المعنوية، بل المقصود أنّهنّ كالاُمّ الجسمية، ولذلك كانوا يعدّونه نوعاً من الطلاق، ونعلم أنّ الاُمّ الجسمية لا تتحقّق بمجرّد الألفاظ، بل إنّ شرط ذلك الولادة الجسمية، وبناءً على هذا فإنّ كلامهم كان منكراً وزوراً.
أمّا في مورد أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله)، فبالرغم من أنّهنّ لسن اُمّهات جسمياً، إلاّ أنّهنّ اُمّهات روحيات إكتساباً من مقام وإحترام النّبي (صلى الله عليه وآله) ولهنّ وجوب الإحترام كاُمّهات. وإذا رأينا القرآن قد حرّم الزواج من أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله) في الآيات القادمة، فإنّ ذلك شأن آخر من شؤون إحترامهنّ وإحترام النّبي (صلى الله عليه وآله) كما سيأتي توضيح ذلك بصورة مفصّلة إن شاء الله تعالى.
تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي (قدس) ج 16 ص 277:
وقوله تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) جعل تشريعي. أي: أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتنزيل إنما هو في بعض آثار الأمومة لا في جميع الآثار كالتوارث بينهن وبين المؤمنين والنظر في وجوههن كالأمهات وحرمة بناتهن على المؤمنين لصيرورتهن أخوات لهم وكصيرورة آبائهن وأمهاتهن أجدادا " وجدات وإخوتهن وأخواتهن أخوالا وخالات للمؤمنين.
من وحي القرآن - سورة الأحزاب الآية 6 - العلامة السيد محمد حسين فضل الله (قدس):
{وَأَزواَجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} في الجانب التشريعي من حيث حرمة نكاحهن من بعده وضرورة تعظيمهن، وذلك في ما جاء التصريح به في قوله تعالى: {وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً} [الأحزاب: 53].
والظاهر أن المسألة تقتصر على ذلك، فلا تشمل آثار الأمومة من حيث التوارث أو جواز اللمس أو النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، أو حرمة بناتهن على المؤمنين، أو اعتبار إخوانهن وأخواتهن أخوالاً وخالات للمؤمنين ونحو ذلك، فإن الكلمة وإن كانت مطلقةً، إلا أنها تختص بما ذكرناه انطلاقاً من النصوص الواردة في الموضوع.
الأسرار الفاطمية ص 278-279 للشيخ محمد فاضل المسعودي تقديم آية الله السيد عادل العلوي:
حقاً إنه عجب يثير الهم يجلب الحزن ، أن نسمع مثل هذا الكلام من طلحة وهو من العشرة المبشرين بالجنة ( .... ) ولا أعتقد أن بوابة الجنة سوف تنخلع أمامه ليدخل الجنة من أعرض الأبواب . هذا الذي لا يتورع من إظهار الهوى والغرام لزوجات النبي وهن أمهات المؤمنين . ولم يحفظ حرمة رسول الله . ولكن ما علينا بطلحة ، لنتركه يعيش مع غرامه الباطل فإن عذاب جهنم كان غراماً . ولنرجع إلى الحادثة الثانية ، وهي حين نزلت آيات الحجاب ، وظهر من بعض المنافقين مثل الكلام الذي قد مرّ نزلت آية تقول : ( ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ) .
ثم جاء آية ثانية تتحدث عن مكانة زوجات النبي وأنهن بمثابة الأمهات لكم أيها المؤمنون قالت الآية : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .
وهذا يعني أن عائشة أم المؤمنين وأن زينب بنت جحش أم المؤمنين ، ومارية القبطية أم المؤمنين ، وحفصة أم المؤمنين ، وخديجة الكبرى أم المؤمنين ..
تذكرة الفقهاء كتاب النكاح ص 281 - العلامة الحلي (طاب ثراه)
أزواجه أمهات المؤمنين، سواء فيه من ماتت تحت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي تحته، وليست الأمومة هنا الحقيقية، بل المراد تحريم نكاحهن، ووجوب احترامهن، لا في النظر إليهن ولا الخلوة بهن ولا المسافرة، ولا يقال لبناتهن إنهن أخوات المؤمنين..
مسالك الأفهام ج 7 ص 81 - الشهيد الثاني (قدس):
إذا تقرر ذلك فنقول : تحريم أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكرناه من النهي المؤكد عنه في القرآن ، لا لتسميتهن أمهات المؤمنين في قوله تعالى ( وأزواجه أمهاتهم ) ، ولا لتسميته صلى الله عليه وآله وسلم والدا ، لأن ذلك وقح على وجه المجاز لا الحقيقة ، كناية عن تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن
بلغة الفقيه ج 3 ص 206-207 - السيد محمد بحر العلوم (قدس):
تنبيه : اعلم أن للأم إطلاقات ثلاثة : أمهات النسب ، وأمهات الرضاع وأمهات التبجيل والعظمة ، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وآله فإنهن أمهات المؤمنين ، لقوله تعالى : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " ويشاركن أمهات النسب في حرمة نكاحهن بالنص لا باطلاق الأمومة عليهن دون المحرمية
الكاشف ج 6 ص 193 - آية الله الشيخ محمد جواد مغنية (قدس):
( وأزواجه أمهاتهم) أن لأزواج النبي (ص) من الاحترام وحرمة الزواج بهن من بعده تماما ما للأمهات وما عدا ذلك فهن والأجنبيات سواء .
نور الأفهام في علم الكلام - آية الله السيد حسن اللواساني (قدس) ج 2 شرح ص 64:
وإن أدب الفرقة الإمامية ، وحسن مكارم الشيعة الاثني عشرية ، وإكرامهم للنبي الأعظم ، واحترامهم له يقتضي السكوت عن عرضه وحرمه ، وترى الكل يلهجون بلسان الحال بقولهم : فيا حميرا ! سبك محرم * لأجل عين ألف عين تكرم.
وأمرها إلى الله تعالى ، ونعم الحكم الله ، ونعم الزعيم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونعم الموعد القيامة .
آية الله السيد كمال الحيدري - مطارحات في العقيدة
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 13 ص 169-171 - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي دام ظله الشريف
ـ الحكم الثّاني في هذا الباب يتعلّق بأزواج النّبي حيث يُعتبرن كاُمّهات لكلّ المؤمنين، وهي طبعاً اُمومة معنوية وروحية، كما أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) أب روحي ومعنوي للاُمّة.
إنّ تأثير هذا الإرتباط المعنوي كان منحصراً في مسألة حفظ إحترام أزواج النّبي وحرمة الزواج منهنّ، كما جاء الحكم الصريح بتحريم الزواج منهنّ بعد وفاة النّبي (صلى الله عليه وآله) في آيات هذه السورة، وإلاّ فليس لهذه العلاقة أدنى أثر من ناحية الإرث وسائر المحرّمات النسبية والسببية، أي إنّ المسلمين كان من حقّهم أن يتزوّجوا بنات النّبي، في حين أنّ أيّ أحد لا يستطيع الزواج من إبنة اُمّه. وكذلك مسألة كونهنّ أجنبيات، وعدم جواز النظر إليهن إلاّ للمحارم.
في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنّ امرأة قالت لعائشة: يااُمّه! فقالت: لست لك باُمّ إنّما أنا اُمّ رجالكم»(2) وهو إشارة إلى أنّ الهدف من هذا التعبير هو حرمة التزويج، وهذا صادق في رجال الاُمّة فقط.
وثمّة مسألة مطروحة، وهي إحترامهنّ وتعظيمهنّ ـ كما قلنا ـ إضافةً إلى قضيّة عدم الزواج، ولذلك فإنّ نساء المسلمين كنّ قادرات على مخاطبة نساء النّبي بالاُمّ بعنوان إحترامهنّ.
والشاهد لهذا القول، أنّ القرآن الكريم يقول: (النّبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) وهذا يعني أولوية النّبي بكلّ النساء والرجال، وضمير الجملة التالية يعود إلى هذا العنوان الواسع المعنى، ولذلك نقرأ في العبارة التي نقلت عن «اُمّ سلمة» ـ وهي من أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله) ـ أنّها قالت: أنا اُمّ الرجال منكم والنساء.
وهنا يطرح سؤال، وهو: هل أنّ تعبير (وأزواجه اُمّهاتهم) يتناقض مع ما ورد في الآية من سورة المجادلة: (والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هنّ اُمّهاتهم إنّ اُمّهاتهم إلاّ اللائي ولدنهم وإنّهم ليقولون منكراً من القول وزوراً) فكيف تعتبر نساء النّبي ـ والحال هذه ـ اُمّهات المسلمين ولم يولدوا منهنّ؟
وينبغي في الإجابة على هذا السؤال الإلتفات إلى أنّ مخاطبة امرأة ما بالاُمّ إمّا أن تكون من الناحية الجسمية أو الروحية ..
فأمّا من الناحية الجسمية: فإنّ هذه المخاطبة تكون واقعية في حالة كون الإنسان مولوداً منها فقط، وهذا هو الذي جاء في الآيات السابقة بأنّ الاُمّ الجسمية للإنسان هي التي تلده فقط.
وأمّا الأب أو الاُمّ الروحيين، فهو الذي له حقّ معنويّ على الإنسان كالنّبي (صلى الله عليه وآله) الذي يعتبر الأب الروحي للاُمّة، ولأجله إكتسبت أزواجه منزلة وإحترام الاُمّ.
والإشكال الذي كان يوجّه إلى عرب الجاهلية في مورد «الظهار» أنّهم عندما كانوا يخاطبون أزواجهم بخطاب الاُمّ فمن المسلّم أنّ مرادهم ليس الاُمّ المعنوية، بل المقصود أنّهنّ كالاُمّ الجسمية، ولذلك كانوا يعدّونه نوعاً من الطلاق، ونعلم أنّ الاُمّ الجسمية لا تتحقّق بمجرّد الألفاظ، بل إنّ شرط ذلك الولادة الجسمية، وبناءً على هذا فإنّ كلامهم كان منكراً وزوراً.
أمّا في مورد أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله)، فبالرغم من أنّهنّ لسن اُمّهات جسمياً، إلاّ أنّهنّ اُمّهات روحيات إكتساباً من مقام وإحترام النّبي (صلى الله عليه وآله) ولهنّ وجوب الإحترام كاُمّهات. وإذا رأينا القرآن قد حرّم الزواج من أزواج النّبي (صلى الله عليه وآله) في الآيات القادمة، فإنّ ذلك شأن آخر من شؤون إحترامهنّ وإحترام النّبي (صلى الله عليه وآله) كما سيأتي توضيح ذلك بصورة مفصّلة إن شاء الله تعالى.
تفسير الميزان - العلامة الطباطبائي (قدس) ج 16 ص 277:
وقوله تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) جعل تشريعي. أي: أنهن منهم بمنزلة أمهاتهم في وجوب تعظيمهن وحرمة نكاحهن بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتنزيل إنما هو في بعض آثار الأمومة لا في جميع الآثار كالتوارث بينهن وبين المؤمنين والنظر في وجوههن كالأمهات وحرمة بناتهن على المؤمنين لصيرورتهن أخوات لهم وكصيرورة آبائهن وأمهاتهن أجدادا " وجدات وإخوتهن وأخواتهن أخوالا وخالات للمؤمنين.
من وحي القرآن - سورة الأحزاب الآية 6 - العلامة السيد محمد حسين فضل الله (قدس):
أزواج النبي(ص) أمهات المؤمنين
{وَأَزواَجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} في الجانب التشريعي من حيث حرمة نكاحهن من بعده وضرورة تعظيمهن، وذلك في ما جاء التصريح به في قوله تعالى: {وَلاَ أَن تَنكِحُواْ أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً} [الأحزاب: 53].
والظاهر أن المسألة تقتصر على ذلك، فلا تشمل آثار الأمومة من حيث التوارث أو جواز اللمس أو النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، أو حرمة بناتهن على المؤمنين، أو اعتبار إخوانهن وأخواتهن أخوالاً وخالات للمؤمنين ونحو ذلك، فإن الكلمة وإن كانت مطلقةً، إلا أنها تختص بما ذكرناه انطلاقاً من النصوص الواردة في الموضوع.
الأسرار الفاطمية ص 278-279 للشيخ محمد فاضل المسعودي تقديم آية الله السيد عادل العلوي:
حقاً إنه عجب يثير الهم يجلب الحزن ، أن نسمع مثل هذا الكلام من طلحة وهو من العشرة المبشرين بالجنة ( .... ) ولا أعتقد أن بوابة الجنة سوف تنخلع أمامه ليدخل الجنة من أعرض الأبواب . هذا الذي لا يتورع من إظهار الهوى والغرام لزوجات النبي وهن أمهات المؤمنين . ولم يحفظ حرمة رسول الله . ولكن ما علينا بطلحة ، لنتركه يعيش مع غرامه الباطل فإن عذاب جهنم كان غراماً . ولنرجع إلى الحادثة الثانية ، وهي حين نزلت آيات الحجاب ، وظهر من بعض المنافقين مثل الكلام الذي قد مرّ نزلت آية تقول : ( ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً ) .
ثم جاء آية ثانية تتحدث عن مكانة زوجات النبي وأنهن بمثابة الأمهات لكم أيها المؤمنون قالت الآية : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) .
وهذا يعني أن عائشة أم المؤمنين وأن زينب بنت جحش أم المؤمنين ، ومارية القبطية أم المؤمنين ، وحفصة أم المؤمنين ، وخديجة الكبرى أم المؤمنين ..
تذكرة الفقهاء كتاب النكاح ص 281 - العلامة الحلي (طاب ثراه)
أزواجه أمهات المؤمنين، سواء فيه من ماتت تحت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهي تحته، وليست الأمومة هنا الحقيقية، بل المراد تحريم نكاحهن، ووجوب احترامهن، لا في النظر إليهن ولا الخلوة بهن ولا المسافرة، ولا يقال لبناتهن إنهن أخوات المؤمنين..
مسالك الأفهام ج 7 ص 81 - الشهيد الثاني (قدس):
إذا تقرر ذلك فنقول : تحريم أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم لما ذكرناه من النهي المؤكد عنه في القرآن ، لا لتسميتهن أمهات المؤمنين في قوله تعالى ( وأزواجه أمهاتهم ) ، ولا لتسميته صلى الله عليه وآله وسلم والدا ، لأن ذلك وقح على وجه المجاز لا الحقيقة ، كناية عن تحريم نكاحهن ووجوب احترامهن
بلغة الفقيه ج 3 ص 206-207 - السيد محمد بحر العلوم (قدس):
تنبيه : اعلم أن للأم إطلاقات ثلاثة : أمهات النسب ، وأمهات الرضاع وأمهات التبجيل والعظمة ، وهن زوجات النبي صلى الله عليه وآله فإنهن أمهات المؤمنين ، لقوله تعالى : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " ويشاركن أمهات النسب في حرمة نكاحهن بالنص لا باطلاق الأمومة عليهن دون المحرمية
الكاشف ج 6 ص 193 - آية الله الشيخ محمد جواد مغنية (قدس):
( وأزواجه أمهاتهم) أن لأزواج النبي (ص) من الاحترام وحرمة الزواج بهن من بعده تماما ما للأمهات وما عدا ذلك فهن والأجنبيات سواء .
نور الأفهام في علم الكلام - آية الله السيد حسن اللواساني (قدس) ج 2 شرح ص 64:
وإن أدب الفرقة الإمامية ، وحسن مكارم الشيعة الاثني عشرية ، وإكرامهم للنبي الأعظم ، واحترامهم له يقتضي السكوت عن عرضه وحرمه ، وترى الكل يلهجون بلسان الحال بقولهم : فيا حميرا ! سبك محرم * لأجل عين ألف عين تكرم.
وأمرها إلى الله تعالى ، ونعم الحكم الله ، ونعم الزعيم محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ونعم الموعد القيامة .
آية الله السيد كمال الحيدري - مطارحات في العقيدة
تعليق