المشاركة الأصلية بواسطة b03Li
المشاركة الأصلية بواسطة b03Li
يبدو أن هذا الملحد يعاني من ازدواجية في المفاهيم !!!
فهو يتكلم عن مصطلحين هما " الأزلية " و " الحدوث " ..و لا بد من وضع النقاط على الحروف قبل التعليق على تيهه الذي يتخبط فيه ..!
الأزلية باختصار هي أن لا يكون للشيء بداية .
و الخلود باختصار هو أن لا يكون للشيء نهاية ..
و الحدوث باختصار هو أن يكون للشيء بداية .
و الفناء باختصار هو أن يكون للشيء نهاية ..
هذه هي المصطلحات التي قد يتم تداولها في حواركما ..
و الفرق الجذري بين أهل الأديان و أهل الإلحاد هو أن أهل الأديان يعتقدون بأن الكون محدث أي له بداية ، و حيث أن له بداية فله موجد و خالق له ، و هذا الخالق هو الإله الذي يجب أن نعبده .. أما أهل الإلحاد فهم في تخبط فتارة يقولون بأن الكون أزلي لا بداية له و تارة يقولون بأنه محدث و لكن بالصدفة دون أن يكون هناك موجد له ، و بعيدا عن تخبطهم سأركز على النقطة المطروحة من الملحد و التي تتكلم عن كون أفعال الله ليست أزلية ..
على هذا الملحد أن يعي معنى " الفعل " .. فالفعل معناه أصلا الحدث ، و الحدث لا يكون حدثا إلا إن كان في و قت معين ، فلا بد أن يكون للفعل زمنا لكي نسميه فعلا ، و إن لم يكن للفعل زمن فهذا لا يسمى فعلا أصلا ..هذا يسمى في اللغة مصدر أو صفة ... مثل الكتابة .. فالكتابة مصدر لا زمن له لأنه ليس فعل ، بينما " يكتب " فعل مضارع له زمن للوقوع ..
الله سبحانه و تعالى له ذات و له صفات و له أفعال ..و الصفات نوعين : صفات للذات و صفات للأفعال ..
ذات الله سبحانه و تعالى أزلي فهو الأول الذي ليس قبله شيء ، و بالتالي صفات ذاته أزلية ، لأن الصفات تصف الذات ، فمتى كان الذات كانت الصفة ، و حيث أن الذات لا بداية له لكونه أزلي ، فصفات الذات ملازمة لذاته تصف هذا الذات الأزلي ..
أما أفعال الله سبحانه و تعالى فهي ليست أزلية ، بل الفعل يحدث إذا شاء الله أن يفعل ، في الوقت الذي يشاؤه الله أن يفعله ، و بالتالي صفات الأفعال ليست أزلية لأن صفات الأفعال تصف أفعاله التي لا تكون إلا عندما يشاء الله أن تكون ..
و عليه فعندما نقول بأن الله سبحانه و تعالى هو الخالق ، فنحن هنا نصف الذات ، و حيث أن ذات الله أزلي فإن الله متصف من الأزل بأنه خالق أي قادر على إيجاد الاشياء من العدم متى شاء ذلك ، فهذه القدرة على الإيجاد ملازمة له من الأزل ..
و عندما نقول بأن الله سبحانه و تعالىخلقَ الأرض ، فنحن هنا نصف فعلا فعله الله ، هذا الفعل قد حدث في وقت معين لذلك سميناه فعلا ، و بالتالي تكون الأرض ليست أزلية لأنها مخلوقة أي لها بداية ، بينما خالقها هو الأزلي لأنه لا بداية له وهو الذي أوجد هذا المخلوق ..
مشكلة هذا الملحد تتضمن في النقاط الآتية حسب ما فهمته من نقلك لحواركما:
1- يريد هذا الملحد أن تكون أفعال الله أزلية .!!!
2- يعتقد هذا الملحد أن الإنسان لا يوصف بالصفة إلا بعد فعله للفعل ، و بالتالي فهو يريد أن يقول بأن الله لم يكن خالقا قبل أن يخلق ، بل أصبح خالقا بعد أن خلق !!!
3- يريد هذا الملحد أن يعرف العلة من خلق الله للإنسان و الحكمة من ذلك مادام يعرف النتيجة مسبقا !!!
أولا : بالنسبة لأفعال الله ،،
فكما أوضحت ، فالفعل لا يسمى فعلا إلا إن حدث في وقت معين ، و إلا يصبح الفعل صفة ملازمة للذات و ليس حدثا صادرا من الذات . فبدل أن نصف الفعل سنصف الذات و هذا خلط كبير ،، فشتان ما بين الذات و ما بين الأفعال الصادرة من الذات ..
و بالتالي فلا يمكن القول بأن أفعال الله أزلية ، لأن معناه أنه ليس له أفعال أصلا .. لأن أزلية الفعل يعني تحول الفعل إلى صفة تصف الذات نفسه و بالتالي يصبح الذات لا يفعل شيئا .. و هذا خلط كبير في المفاهيم لا يصدر ممن لديه ذرة عقل ..
ثانيا : بالنسبة لاتصاف الإنسان بالصفة بعد حدوث الفعل ،،
مثال الملحد غير سليم أبدا ، فهو يقول بأن الإنسان لا يوصف أنه كريم إلا بعد أن نراه يعطي الناس من ماله .. و هذا خطأ .. بل الصواب هو : نحن لن نعرف أن الإنسان كريم إلا إذا رأيناه يعطي الناس من ماله .. فالموضوع متعلق بمعرفتنا نحن باتصاف الإنسان بالصفة لا في حقيقة اتصاف الإنسان بها ..
على سبيل المثال ،، لو رأينا رجلا ساكتا لا يتكلم .. هل يصح أن نقول بأن هذا الرجل أبكم لأنه لا يتكلم ؟؟!!! .. طبعا من الغباء قول ذلك .. بل سنقول بأننا لا نعرف إن كان الرجل يتكلم أو أبكم لا يتكلم .. فمتى سنعرف أنه يتكلم ؟؟ .. سنعرف ذلك إن تكلم الرجل ، فحينها سنعرف أنه متكلم .. و إن ظل الرجل ساكتا لا يتكلم فهذا لا يعني أنه أبكم حتى نسأله نحن سؤالا فنراه يحاول الإجابة و لكن غير قادر على التكلم فحينها يمكن الحكم عليه بأنه أبكم لا يتكلم مع وجود احتمال أنه لا يريد ا لتكلم أصلا لذلك لا يتكلم و ليس أنه أبكم ..!
و عليه ،، فالفعل هو إثبات للاتصاف بالصفة ، و ليس الفعل مصدر للاتصاف بالصفة .. بل الإنسان يكون متصف بالصفة قبل الفعل ..
فهل يصح بأن نقول بأن الرجل لم يكن يعرف الكلام و لكنه اصبح يعرف الكلام بعد أن تكلم ؟؟!! ..
طبعا لا يصح ذلك ،، بل نقول بأن الرجل كان يعرف الكلام لذلك تكلم، و كان قادرا على الكلام لذلك تكلم ..
و الرجل كان كريما لذلك أعطى الناس من ماله ..
و الرجل كان قويا لذلك استطاع حمل الصخرة الضخمة لوحده .
و لله المثل الأعلى .. فالله سبحانه و تعالى قبل أن يخلق الكون ، لا نستطيع القول بأنه لم يكن خالقا بمعنى أنه لم يكن قادرا على أن يخلق ،، فهذا كلام باطل منافي للعقل السليم .. بل نقول بأنه كان قادرا على الخلق و الدليل أنه كان قادر هو أنه قد خلق السماوات و الأرض و الكون كله .. فخلقه للكون إثبات لاتصافه بصفة الخلق و قدرته على الخلق و ليس أن خلقه للكون هو الذي منحه هذه الصفة .. فالاتصاف بالصفة يكون قبل الفعل و ليس بعده .. و لكننا نعرف أنه كان متصفا بالصفة بعد فعل الفعل ..فليفهم الملحد إن كان له عقل ..!!!
ثالثا : بالنسبة للحكمة من خلق البشر .
قد أجبنا على هذا السؤال في المشاركات الأولى و هو أن الله خلق البشر لعبادته ، و لكنه خيّر الإنسان و أعطاه القدرة على الطاعة و العصيان ، و أعد للمؤمن الطائع جنة و للكافر العاصي نار ..
هو يعلم مسبقا بكل ما سيحدث ، وهو أصلا لا يضره كفرنا و لا تنفعه طاعتنا ، فهو لا يستفيد من عبادتنا بشيء فهو مستغني عنا ، فهو كان و لم يكن هناك مخلوق واحد و كان كاملا دون الكون كله ، و لكنه خلق الكون بمشئيته و إرادته فهو الخالق الجبار يفعل ما يشاء و يخلق ما يشاء ..
و لكننا نحن البشر المستفيدون من الطاعة و المتضررون من المعصية ،، و بالتالي لا بد أن يعطينا الفرصة ليفعل كل منا ما يريده فمن يشاء أن يؤمن فليؤمن و من شاء أن يلحد و يكفر فليلحد و يكفر ،، فنحن نتفق أن هناك موت ، و بعد الموت سيعرف الطرفين نتيجة أعمالهما ..
تعليق