1- عقديته في الإمامة
<<الإمامة من أصول المذهب من ينكرها ليس بشيعي>>
- هي من أصول المذهب ويمكن أن تكون من فروع الدين، وإنما نقول من أصول المذهب لأن الذي لا يعتقد بالإمامة ليس شيعياً ولكن من لا يعتقد بالإمامة فهو مسلم. وأما بالنسبة للمسلمين الآخرين فلا نقول إنهم كفرة إذا لم يقولوا بالإمامة. فالإمامة من حقائق الدين ولكن ليست من أصوله، وحقائق الدين ليست فقط خمسة بل هي عديدة، ولكنّنا نقصد بأصول الدين تلك التي بها يكون المسلم مسلماً وبإنكار بعضها يكون كافراً. وبهذا فأصول الدين هي ثلاثة: (التوحيد والنبوة واليوم الآخر)، لأن أصول المذهب يمكن للإنسان المسلم أن يبقى مسلماً من غير الاعتقاد بها، لكنه يعاقب بإنكارها وليس معذوراً في ذلك فهو مخطئ ومنحرف.
<<الإمامة إمتداد للنبوة ومن ينكرها لا يكون مؤمناً بالمعنى الأخص للإيمان>>
- إننا تعتبر الإمامة حقيقة حيوية من حقائق الإسلام الأصيلة، حيث قامت الأدلة القطعية الصحيحة عندنا على ذلك، وهي تمثل الامتداد للنبوة من غير نبوة، فعن النبي(ص): "يا علي أنت مني بمنـزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" ولكن إنكارها لا يوجب الحكم بكفر المسلم الآخر، بل لا يكون مؤمناً بالمعنى الأخص للإيمان، فالإمامة من أصول المذهب الثابتة، ولذلك فبإجماع كل العلماء، واعتماداً على سيرة النبي(ص) والأئمة(ع)، فإن الذين لا يعترفون بالإمامة مسلمون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم.
<<الخلافة والإمامة للأئمة ثابتة بالنص وكان كل إمام ينص على الإمام الذي يليه>>
- الخلافة هي الإمامة، فإذا ثبتت الإمامة ـ وهي ثابتة بالنص فعلاً _ فتكون الخلافة لهم لأنهم هم أصحاب الموقع، ولقد كان كل إمام ينص على الإمام الآخر الذي يليه، وهناك رواية تقول إن هناك صحيفة عند النبي(ص) كتب فيها أسماء الأئمة(ع) كلهم.
<<ولاية أهل البيت من ضرورات المذهب القطعية>>
- إن ولاية أهل البيت(ع) بمعنى الإمامة والخلافة عن النبي(ص)، وبمعنى العصمة لهم، ثابتة لدينا ثبوتاً قطعياً، ولم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية، كما ورد في الحديث عنهم(ع)، وهي من ضرورات المذهب القطعية.
<<الإمام كان يطالب بحقه بأساليب عديدة>>
- يقول علي(ع): "أما والله لقد تقمّصها فلان وإنه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إليّ الطير"[نهج البلاغة:خ3، الخطبة الشقشقية] ما يبّين أنه تحدث عن ذلك بطريقة الرمز، هذا من جانب. ومن جانب آخر، ينقل التاريخ الموثق أن علياً(ع) دعا الصحابة الذين سمعوا حديث رسول الله(ص) في يوم الغدير أن يشهدوا له، وشهد الكثيرون بذلك، وكان أحد الصحابة في تلجلج أو لم يشهد، فأدركه البرص، وكان يقول أدركتني دعوة العبد الصالح، لأن الإمام دعا على من يمتنع عن الشهادة أن يصاب بالبرص، فلقد تحدث الإمام في أكثر من موقع بطريقة الرمز تارة، وبطريقة الإشارة تارةً وبطريقة الصراحة تارة أخرى، لأنه كان يواجه القضايا بالحكمة وبما فيه مصلحة للإسلام والمسلمين.
<<ولاية الإمام علي قطعية وقد ولاه النبي بنص من الله في يوم الغدير وفي غير يوم الغدير>>
س: ينقل عنكم أنكم ذكرتم في مقابلة صحفية مع جريدة (الحياة) أن ولاية علي (ع) لا تصل إلى حد القطع؟
ج: يكذبون في ذلك، فنحن نقول إنه ثبت لدينا بالقطع أن النبي(ص) ولّى علياً(ع) بنص من الله سبحانه وتعالى في يوم الغدير وفي غير يوم الغدير. ولكننا كنا نتحدث عن أن هذه المسألة هي من المسائل النظرية التي هي محلّ خلاف بين السنّة والشيعة، فالشيعة يقطعون بذلك والسنة لا يقطعون به، ولذلك وضعت موضع الجدل. وثمة فرق بين من يقول إنها من القضايا النظرية التي لا بدّ من تقديم البرهان عليها من قبل علمائنا، وبين أن يقدم علماء السنة البرهان النافي والسلبي لها. أما الشيعة فإنهم يقطعون بذلك..
<<الإمام علي (ع) أمير المؤمنين داخل الخلافة وخارجها>>
- كان دوره أعظم دور، لأن الإمام يعتبر نفسه أمير المؤمنين خارج الخلافة كما هو أمير المؤمنين داخل الخلافة، وأنه مسؤول عن الإسلام كله، سواء كان هو على رأس المسؤولية أو لم يكن.
ولذلك وقف الإمام علي(ع) مع الذين أبعدوه عن الخلافة وغصبوا حقه، وقف أمامهم ليعطيهم المشورة كلها والنصيحة كلها، وليحل لهم المشاكل التي تواجههم من دون أية عقدة، لأن الفرق بين الإمام علي(ع) وبين الآخرين، هو أن علياً(ع) كان إسلاماً كله، وكانت مسؤوليته عن الإسلام كمسؤولية الرسول(ص) من دون نبوة، ولذلك قال: "لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن بها جور إلا عليّ خاصة". ولهذا نجد أنه نصح كل الخلفاء الذين تقدموه في سيرته، وينقل أنه دافع عن عثمان وأرسل ولديه للدفاع عنه، وليس معنى ذلك أنه ترك أو تنازل عن حقه، ولكنه كان يراعي مصلحة الإسلام العليا. وعلينا أن نتعلم من علي(ع) سعة الأفق، بحيث نفكر بالإسلام وبرحابة الصدر واستقامة الخط، لأن علياً(ع) علَّمنا ذلك قبل خلافته وبعد خلافته.
<<الإمام علي (ع) لم يلغ حقه ولم يتنازل عنه إنما جمد المطالبة به>>
- إن الإمام(ع) لم يلغِ حقه ولم يتنازل عنه، ولكنه جمّد المطالبة به، لأنه لم يكن هناك، من خلال طبيعة الأعوان والأنصار، أي فرصة لبلوغ حقه، وهو يبين السبب في ذلك عندما يقول: "حتى إذا رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يريدون محق دين محمد(ص)، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم هذه". فحتى الأنبياء(ع) عندما يواجهون التحديات والصعوبات التي تمنعهم من أداء التكليف يقفون، لا اختياراً، بل لأن الظروف لا تسمح لهم بذلك.
للمزيد يرجى مراجعة هذا الرابط:
http://arabic.bayynat.org.lb/mbayynat/aqaed/imama.htm
2- عقيدته في العصمة
<<ضرورة عصمة الأئمة كضرورة عصمة النبي>>
س: هل أن الأئمة(ع) معصومون بدرجة واحدة من العصمة، أم أن عصمتهم تختلف بين إمام وآخر؟
ج: ليس من مسؤوليتنا معرفة ذلك، بل مسؤوليتنا هي أن نعتقد بعصمتهم حتى نأخذ ما جاءنا عنهم على أساس أنه يمثل الحق الذي لا يقترب إليه الباطل من قريب أو من بعيد. أما ضرورة عصمتهم فهي كضرورة عصمة النبي(ص) وأنهم هم الأمناء على الشريعة في امتدادها وأصالتها، وعلى قيادة المجتمع بحسب الدور الذي أوكل إليهم من الله، فلذلك لا بد أن يمتلكوا ما يعصم الدور كله من خلال ذلك.
<<لا بد للنبي أو للإمام أن يكون معصوماً في جميع الأمور, في التبليغ وغير التبليغ>>
- وعلى ضوء هذا، فإننا من خلال فهمنا لدور النبوة ودور الإمامة، نعتقد بأنه لا بد للنبي أو للإمام أن يكون معصوماً في جميع الأمور، سواء في القضايا التي تتصل بالتبليغ أو في القضايا التي تتصل بحركة الفكر في واقع الحياة.
<<العصمة لطف إلهي>>
- إن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده، ولكن قد تختلف مظاهر ألطافه. فالله سبحانه وتعالى قد يلطف بالإنسان، فيعطيه بعض الطاقات، وقد يلطف بأنبيائه وأوليائه، فيمنحهم العصمة التي لا تفقدهم الاختيار، ولكنها تمنعهم من السقوط في الخطأ، وذلك بطريقة إلهية خفية، وهذا لطف إلهي، وإنزال المطر لطف من ألطاف الله تعالى، والحياة كلها لطف من ألطاف الله تعالى، غاية الأمر أن هذا اللطف كما في العصمة مختص بالأنبياء والأولياء، وذاك يعمَّ الناس كلهم.
<<عصمة الأنبياء والأئمة الطاهرين عصمة إلهية لكن لا تمنعهم من الإختيار>>
س: هل عصمة الأنبياء والأئمة الطاهرين عصمة إلهيّه أم أنها اجتهاد؟
ج: هي عصمة إلهيَّة، وذلك هو قوله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً} (الأحزاب:33)، ولكنها عصمة لا تمنعهم من الاختيار.
<<العصمة شاملة والإمام لا يخطئ في نظرته إلى الأمور>>
س: هل تشمل العصمة حتى الأخطاء غير المتعمّدة، مثل عزل قيس بن سعد عن ولاية مصر، وتعيين محمد بن أبي بكر مثلاً؟
ج: أوّلاً، نحن نعتقد أنّ الإمام بمقتضى العصمة لا يخطئ في نظرته إلى الأمور، ولذلك نقول إنّ ذلك يمثّل الصواب. وثانياً: إنّ هذه القضايا من الأمور التي لا يُنظر فيها من جانب واحد، فلا بدّ للحُكم عليها من دراستها من مختلف جوانبها، حتى يتعرّف الإنسان عمق المصلحة، على مستوى الحاضر أحياناً، وعلى مستوى المستقبل أحياناً أخرى.
<<الزهراء معصومة عن الخطأ والزلل والسهو والنسيان>>
- إننا نعتقد أن الزهراء(ع) معصومة عن الخطأ والزلل والسهو والنسيان، فلم ترتكب في حياتها معصية مهما كانت صغيرة.
<<حقيقة العصمة>>
إنّ رأينا في عصمة أهل البيت(ع) بما فيهم الزهراء(ع)، هو أنّ الله سبحانه أودع فيهم من عناصر العلم والروح وخصائص القدس ما يذهب به الرجس عنهم ويحقق الطهارة فيهم، لقد أعطاهم نوراً يتحركون فيه من خلال وعيهم لكل خطوط النور وآفاقه، وأعطاهم العلم والروحانية التي تلتقي بوعي الله ومعرفته، ووعي الإسلام في عمقه وامتداده، بحيث يتحركون بالطهر بوعي، ويبتعدون عن الشر بوعي، لأن هذه العناصر التي أعطيت لهم هي التي تعمّق الوعي والإرادة فيهم، ولكنها لا تحرّكهم تلقائياً وبغير اختيار. فلا يقولنَّ قائل إن معنى العصمة التكوينية المستفادة من الآية الشريفة{ إنما يريد الله...} تعني أن الله سبحانه يسلبهم الاختيار فيكونون الطاهرين بغير اختيارهم والبعيدين عن الرجس بغير اختيارهم، بحيث يتحركون بالطهر تحركاً آلياً كما تتحرك الآلة من دون وعي، فإن هذا التوهّم فاسد، لأنّا وإن قلنا إن الله هو الذي أودع فيهم عناصر القداسة والروحانية والعلم، لكن هذا لا يستلزم سلبهم الاختيار وأن يصيروا كالآلة الجامدة أو العصا في يد صاحبها، لأن هذه العناصر الآنفة تعمق الوعي فيهم كما أسلفنا، لا أنها تسلبهم الاختيار.
للمزيد يرجى مراجعة هذه الروابط:
http://arabic.bayynat.org.lb/Publications/Alzahraa_kodwa/z-fast-f3m4.htm
http://arabic.bayynat.org.lb/mbayynat/books/nadwas/fikr413Q2.htm
http://arabic.bayynat.org.lb/mbayynat/books/nadwas/fikr352Q2.htm
3- عقيدته في الخلافة وظلامة الزهراء وغيرها
<<كانت معارضة الإمام علي (ع) بعد ان أبعد عن حقه معارضة موقف في الحق>>
- من هنا، لم تكن معارضته _ وقد أبعد عن حقّه _ معارضة عقدة في الذات، بل كانت معارضة موقف في الحق، فكان يستجيب لهؤلاء الذي تقدّموا عليه وأبعدوه عن حقّه، فيقدّم لهم المشورة والنصيحة والتعاون، لأنّ الإسلام يفرض ذلك. حتى قال قائلهم، «لولا علي لَهَلَكَ عمر»
<<القدر المتيقن من الروايات المتواترة هو كشف دار الزهراء والهجوم عليه والتهديدج بالإحراق, لكن مسألة ضربها وكسر ضلعها لم يتأكد لنا بشكل جازم وقاطع>>
- وهناك بعض الحوادث التي تعرّضت لها ممّا لم تتأكد لنا بشكل قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها وضربها.. ونحو ذلك مما نقل إلينا من خلال روايات يمكن طرح بعض علامات الاستفهام حولها، إما من ناحية المتن وإما من ناحية السند، وشأنها شأن الكثير من الروايات التاريخية. ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان الله عليهم، كالشيخ المفيد الذي يظهر منه التشكيك في مسألة إسقاط الجنين، بل في أصل وجوده ـ وإن كنا لا نوافقه على الثاني ـ، ولكننا لم نصل إلى حد النفي لهذه الحوادث ـ كما فعل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء(قده) بالنسبة لضربها ولطم خدها ـ، لأن النفي يحتاج إلى دليل كما أن الإثبات يحتاج إلى دليل ، ولكن القدر المتيقن من خلال الروايات المستفيضة، بل المتواترة تواتراً إجمالياً، هو الاعتداء عليها من خلال كشف دارها والهجوم عليه والتهديد بالإحراق، وهذا كافٍ للتدليل على حجم الجريمة التي حصلت.. هذه الجريمة التي أرّقت حتى مرتكبيها، ولذا قال الخليفة الأول لما دنته الوفاة: "ليتني لم أكشف بيت فاطمة ولو أعلن عليّ الحرب"
<<أتموت البتول غضبى ونرضى ** ما كذا يصنع البنون الكرام>>
- وهكذا وبكل قوة وشجاعة احتجت الزهراء (ع) عليهما وسجّلت عليهما أنهما أغضباها وأغضبا بذلك رسول الله (ص) ومن فوق ذلك أغضبا الله سبحانه وتعالى، وبقي غضبها (ع) جرحاً نازفاً في قلب أبنائها ومحبيها، وقد سئل عبد الله بن الحسن عن الشيخين فقال: "كانت أمنا صدّيقة ابنة نبي مرسل، وماتت وهي غضبى على قوم فنحن غضاب لغضبها".
أتموت البتول غضبى ونرضى ما كذا يصنع البنون الكرام
للمزيد:
http://arabic.bayynat.org.lb/ahlalbeit/imamali_sayyed5.htm
تعليق