المشاركة الأصلية بواسطة لاديني
وأما افتراضاتك عن صدام ومعمر القذافي فلم يدعيا النبوة حتى ابليس اللعين لم يدعيها ولو كان احدهم يدعيها لإنتشرت دعوته بالأدلة والبراهين ولإنتشرت بقدرة الله من دون حاجة للجوء إلى تسجيل رقمي لتوثق ما حصل و تتبين بشكل جلي ذلك لأن الدليل العقلي هو أكبر من المعجزة وأهم من أن يكون هناك نبي لكل خمسين عاماً لتذكير الناس بالله فالمشكلة بأن البعض يريد أن يأكل سمك بدل أن يتعلم اصطياده ويحتاج الى نبي متواجد معه أربع عشرين على اربع عشرين يقدم له معاجز على طول الساعة ليعطيه الثقة بأن هذا دين الله بدل من أن يستخدم المكلف عقله الذي اعطاه الله لنا ليستدل به على الله لأنه حجتك الباطنة في غياب الأنبياء والأوصياء عن ساحة التخالط مع البشرية بعدما ألقى الله حجته البالغة بخاتم رسله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ولو قرأنا القرآن وتدبرنا به لوجدناه مرسلاً من عند الله فالنبي لو كان هو مؤلفه لكان دعا لنفسه بالألوهية ولو قلت لي ان ذلك ذكاء من محمد حتى يجذب الناس اليه فأجيبك بأن هناك نواهي وحدود مفروضة على النبي وفيها ما هو تقييد لحركته الرسالية ضمن ما أمره ونهاه الله به
ولكان النبي أغنى الناس مالياً اذ انه مات وعليه دين دفعه عنه وصيه علي بن ابي طالب فإذن نجد بأن هذا الرسول العظيم لم يدعي الألوهية ولم يكن يجمع الأموال بل مات فقيراً مالياً وأمواله كانت صدقة للفقراء بعد أن حرم الصدقة عليه وعلى اهل بيته .
اذن الهدف المادي غير موجود والهدف لدعوة الناس لربوبيته غير موجودة وقد كان يعيش عيشة الفقراء فنقول ما الذي يجعل رجلاً غير صادق يدعو الناس لعبادة غيره ويموت وهو عليه دين وكان يعيش عيشة الفقراء وكان يدخل عليه الغرباء يسألون عنه يقولون من منكم محمد بل أكثر من ذلك لم يصرح تصريح في القرآن أنه أفضل من كل الأنبياء مع انه افضلهم ومع وجود أدلتها بل لم يتحدث عن نفسه سوى قليل حتى اننا نجد في الانجيل المزيف ما يدعو لعبادة المسيح ابن مريم بينما في القرآن يتحدث عن محمد انه بشر مثلنا انما يوحى اليه بل كل القرآن يدور عن أوامر ونواهي الله وعن قصص الأنبياء للعبرة فلو كان هو من كتب القرآن أليس من الأولى أن يسلط الأضواء على شخصيته كما سلط الأضواء على أنبياء كموسى وإبراهيم وعيسى وآدم ونوح حتى أنه ذكرت أسمائهم بالقرآن أكثر من ذكر إسمه .
إذن كل هذه الأمور تؤكد بأن هذا الرجل العظيم نبي صادق ولو كان مسيلمة الكذاب نبي صحيح لما خذله الله ولما أوقف مسيرته فبالنتيجة لا يمكن أن يردع أو يمنع المخلوق ان ينتشر دين الخالق لأن الخالق قادر والمخلوق عاجز والخالق غني والمخلوق فقير والخالق قوي والمخلوق ضعيف فلا يمكن أن تكون ارادة المخلوق اقوى من ارادة الخالق لأنه لا حول له ولا قوة ولا ارادة الا بخالقه وإلا اصبح هو خالق ايضا وهذا ما ينفيه العقل فالمخلوق يموت والخالق حي لا يموت فلا يمكن أن يأخذ الخالق دور المخلوق ولا المخلوق دور الخالق الا ما اراده الله من ان يمده لرفع دينه وبإذنه سبحانه وتعالى .
تعليق