إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الى ابناء ابو بكر وعمر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى ابناء ابو بكر وعمر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    ندخل بالموضوع مباشرة دون مقدمات

    أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .
    صحيح البخاري 8 / 210 الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ، 4 / 2130 ح 6830 . مسند أحمد بن حنبل 1 / 323 ح 391 .
    الجمع بن الصحيحين للحميدي 1 / 104 . الجمع بين الصحيحين للموصلي 1 / 260 . المصنف 7 / 431 ح 37031 ، 37032 .


    وفي رواية أخرى : ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله المؤمنين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه . وذكر هذا الحديث من علماء أهل السنة : السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وابن كثير في البداية والنهاية ، وابن هشام في السيرة النبوية ، وابن الأثير في الكامل ، والطبري في الرياض النضرة ، والدهلوي في مختصر التحفة الاثني عشرية ، وغيرهم .
    تاريخ الخلفاء ، ص 51 . البداية والنهاية 5 / 215 . السيرة النبوية 4 / 657 . الكامل في التاريخ 2 / 326 .
    الرياض النضرة 1 / 233 . مختصر التحفة الاثني عشرية ، ص 243 .


    الان ماذا يقصد عمر بانها كانت فلته
    ولما قال وقى الله المؤمنين شرها
    ولما قال فمن عاد الى مثلها فاقتلوه


    ارجوا الرد بدون تدليس وكذب وحرف الموضوع عن مساره


  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة خادم الحسين الطاهر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    ندخل بالموضوع مباشرة دون مقدمات




    أخرج البخاري في صحيحه ، وأحمد في مسنده ، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة ، قال فيه عمر : إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ، ألا وإنها قد كانت كذلك ، ولكن الله وقى شرها . . . من بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .
    صحيح البخاري 8 / 210 الحدود ، باب رجم الحبلى من الزنا ، 4 / 2130 ح 6830 . مسند أحمد بن حنبل 1 / 323 ح 391 .
    الجمع بن الصحيحين للحميدي 1 / 104 . الجمع بين الصحيحين للموصلي 1 / 260 . المصنف 7 / 431 ح 37031 ، 37032 .


    وفي رواية أخرى : ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله المؤمنين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه . وذكر هذا الحديث من علماء أهل السنة : السيوطي في تاريخ الخلفاء ، وابن كثير في البداية والنهاية ، وابن هشام في السيرة النبوية ، وابن الأثير في الكامل ، والطبري في الرياض النضرة ، والدهلوي في مختصر التحفة الاثني عشرية ، وغيرهم .
    تاريخ الخلفاء ، ص 51 . البداية والنهاية 5 / 215 . السيرة النبوية 4 / 657 . الكامل في التاريخ 2 / 326 .
    الرياض النضرة 1 / 233 . مختصر التحفة الاثني عشرية ، ص 243 .


    الان ماذا يقصد عمر بانها كانت فلته
    ولما قال وقى الله المؤمنين شرها
    ولما قال فمن عاد الى مثلها فاقتلوه


    ارجوا الرد بدون تدليس وكذب وحرف الموضوع عن مساره



    فلتة أي أنها لم تحدث من قبل ... فعقب وفاة كل نبي عادة ما يتقاتل أهل هذا الدين ويضيع كتابهم ويحرف وتضيع ملتهم ... لكن هذه المرة لم يحدث هذا .. على العكس حفظ الدين والكتاب وسلمت الأمة ...

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
      فلتة أي أنها لم تحدث من قبل ... فعقب وفاة كل نبي عادة ما يتقاتل أهل هذا الدين ويضيع كتابهم ويحرف وتضيع ملتهم ... لكن هذه المرة لم يحدث هذا .. على العكس حفظ الدين والكتاب وسلمت الأمة ...
      كالعادة كلام انشائي ينم عن جهل صاحبه

      1- فلتة تعني هفوة او زلة او بغتة
      http://www.almaany.com/arab/home.php?word=%D9%81%D9%84%D8%AA%D8%A9

      2-تقول فعقب وفات كل نبي ( كالعادة استخفاف بالانبياء لايصلي ولا يسلم ) عادة ........الخ

      كل نبي هذا من كيسك ام يوجد سند لما تقول يا ابو الانشاء

      تعليق


      • #4
        موضوع تافه لأن صاحب الموضوع لايعى اللغة العربية ولم يفهم معنى فلتة ويظنها أغتصاب مثلآ لكى يفرح بهذه الكلمة .

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
          فلتة أي أنها لم تحدث من قبل ... فعقب وفاة كل نبي عادة ما يتقاتل أهل هذا الدين ويضيع كتابهم ويحرف وتضيع ملتهم ... لكن هذه المرة لم يحدث هذا .. على العكس حفظ الدين والكتاب وسلمت الأمة ...
          الان نأتي بيعة عتيق حفظت الدين وسلمت الامة وعاشوا بنعيم وخلفوا صبيان وبنات ومشكور عتيق وضع الاساس الصحيح لدولة الاسلام والمسلمين

          نعود ونسأل عمر جاهل ام مجنون عندما يهدد لمن عادة لمثلها وخاصة انتم تقولون عتيق اتى عن بيعة وشورى

          فتصرف عمر هذا يدل على ان البيعة فاسدة وغير صحيحة

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
            فلتة أي أنها لم تحدث من قبل ... فعقب وفاة كل نبي عادة ما يتقاتل أهل هذا الدين ويضيع كتابهم ويحرف وتضيع ملتهم ... لكن هذه المرة لم يحدث هذا .. على العكس حفظ الدين والكتاب وسلمت الأمة ...


            يا كرار من نصدق نصدقك ام نصدق عمر

            اذ يقول ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة ، وقى الله المؤمنين شرها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه

            فانا سالتك اما ان تجيب وتضع نصب عينيك ان الله يسمع ويرى ان تكذب فكذبك على الله وليس علينا.

            لما قال عمر وقى الله المؤمنين شر؟؟؟ نفهم من كلامه ان بيعة ابو بكر كانت شرا على الامة وليس كما ادعيت من حفظ الدين وسلامة الامة. لانه يقول في نهاية كلامه فمن عاد لمثلها فاقتلوه ، اذا كانت خيرا للامة فلما يقول من يعود لمثلها يقتل .

            ارجوا الرد برد منطقي

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة طالب الكناني
              كالعادة كلام انشائي ينم عن جهل صاحبه

              1- فلتة تعني هفوة او زلة او بغتة
              http://www.almaany.com/arab/home.php?word=%D9%81%D9%84%D8%AA%D8%A9

              2-تقول فعقب وفات كل نبي ( كالعادة استخفاف بالانبياء لايصلي ولا يسلم ) عادة ........الخ

              كل نبي هذا من كيسك ام يوجد سند لما تقول يا ابو الانشاء

              شرفني مرورك يا طالب ونورت صفحتي
              اتمنى والله ان يجيب كرار ولو بجواب واحد شافي ويترك العناد والتعصب الاعمى على عشرات المواضيع التي في المنتدى.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سيدا شباب الجنة
                موضوع تافه لأن صاحب الموضوع لايعى اللغة العربية ولم يفهم معنى فلتة ويظنها أغتصاب مثلآ لكى يفرح بهذه الكلمة .


                انا لم افهم اللغة
                طيب علمنا اللغة العربية يا عربي
                واجب ان كنت رجل بما فيه الكفاية

                الان ماذا يقصد عمر بانها كانت فلته
                ولما قال وقى الله المؤمنين شرها
                ولما قال فمن عاد الى مثلها فاقتلوه

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سيدا شباب الجنة
                  موضوع تافه لأن صاحب الموضوع لايعى اللغة العربية ولم يفهم معنى فلتة ويظنها أغتصاب مثلآ لكى يفرح بهذه الكلمة .


                  أشكر اخي خادم الحسين الطاهر
                  على فتح هذا الموضوع القيم .
                  ثانيا
                  ياسيدا شباب اهل الجنة
                  كيف تصف هذا الموضوع بالتافه!
                  كل البلاء والفرقة التي حصلت بين المسلمين لغاية هذا الزمن من جراء اجتماع السقيفة .كانت سبب رئيسي
                  بتغير مسارهم وبداية أنحرافهم عن الطريق السليم الذي رسمه لهم النبي صلى الله عليه وآله سلم .
                  بسبب السقيفة .
                  ثالثا“
                  من قال لك أن مقصد صاحب الموضوع من ذكر الفلته يعني أغتصاب.وسرقة مالايستحقه عتيق!
                  لأن السرقه والسلب قد تمت كما قالها عمر وورث عمر ماسلبه عتيق بالأمس وعلى ذلك الجريمة ثبتت .وعندما قال
                  فلته هي لتلطف شناعة المعصية عندما أقر و أعتراف بما أقترفه هو وعتيق .من أثم ومعصية وقوله فلته لتلطيف شناعة فعلته .
                  أنا ابن عرب وبدون ارآء اهل اللغة .بالفطرة افهم مقصد من قال كانت( فلته) و معنى
                  موضع الكلمة .ومكانها وحال الظرف الذي وقعت فيه يكون حجم تلك الزلة والاثم ..
                  وأضرب لك مثل ؛
                  لو قلت لك يافلان لماذا رفعت صوتك وقمت بسب وشتم هذا الشيخ الجليل في هذا ليس لك عذر. وانت تعلم مكانته وقدره . !
                  يكون جوابك حين لايوجد لك عذر و لاتريد العتراف بشكل واضح ومباشرة . لتلطيف فعلتك
                  تلك كانت فلتة. يعني زلة أو هفوة .كانت بسبب الشيطان .
                  ويكون حجم تلك الفلته على قدر الزلة وهي( سب وشتم)لمن لايستحق .
                  ولنفرض
                  ان شخص قام بقتل شخص بدون سبب يستدعي ذلك .وعاتبنا الجاني وكان حر طليق .بما أقترفه من أثم و ذنب كبير لايغتفر .عن جريمته دون مبرر.
                  يكون جوابه لتلطيف فعلته .
                  تلك كانت فلته .ومن عاود لها أقتلوه .
                  وهنا يتضح حجم تلك الفلته من ناحية الذنب والاثم وهو قتل النفس بدون وجه حق .لذلك حذر و انذر بقتل من عاود لفعلته .
                  و الان ياسيدا شباب اهل الجنة
                  ماهو حجم فلتة الشيخين من ناحية الأثم والمعصية .!!؟
                  ولكي اساعدك على الأجابة
                  عمر قال من عاود لفعل تلك الفلتة اقتلوه .
                  لابد أن حجم تلك الزلة والمعصية كبير .

                  تعليق


                  • #10
                    سأجيبك عزيزي

                    فلته يعني بغته او فجأة بدون ترتيب وبدون قصد

                    هل ترضى بهذا المعنى ام تريد الدليل عليه

                    وبعد ذلك نكمل ان شاء الله بقية الاسئلة

                    تعليق


                    • #11
                      حتى اننا ندرج هذه الكلمة في كلامنا العامي هذا بالنسبة لي

                      لما شخص يتكلم بكلام من المفروض ان لا يتكلم فيه او لا يقوله في ذلك الوقت

                      ونسأله لماذا قلت ذاك الكلام

                      سيقول ( فلت لساني ) فلت يعني زل وتكلم بكلام بدون ما يحسب له

                      وهذا حال تلك البيعه تمت بدون ان يكون لها ترتيب او تنسيق

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة a7la-hnak
                        حتى اننا ندرج هذه الكلمة في كلامنا العامي هذا بالنسبة لي
                        لما شخص يتكلم بكلام من المفروض ان لا يتكلم فيه او لا يقوله في ذلك الوقت
                        ونسأله لماذا قلت ذاك الكلام
                        سيقول ( فلت لساني ) فلت يعني زل وتكلم بكلام بدون ما يحسب له
                        وهذا حال تلك البيعه تمت بدون ان يكون لها ترتيب او تنسيق

                        عزيزي انا وضحة لك ان الفلته
                        زلة .بشكل عام .
                        وعلى حسب ظرف وحال صدور تلك الفلته يحسب مدى حجمها وفضاعتها.
                        وذكرت لك ميثالين .
                        ميثال بفلتة اللسان بالقول .
                        وفلتة الافعال بالقتل .
                        وهذه تعد من المصطلحات تستخدم كعذر وتبرر لمن وقع في الاثم .لتلطيف شناعة الفعل .
                        وفلتة عتيق وعمر كانت قول وفعل . .
                        وهذا الفعل من أفعال الشيطان
                        ولو كان عتيق وعمر من الـمؤمنين لحرص الشيخين عدم صدور تلك الفلتة من صدورهم وماأمرهم به الشيطان فكانت فلتة عبار عن قول وفعل .
                        وذكر فلته كانت مجرد عذر لمن لاعذر له لتغطية حجم و شناعة المعصية المقصودة .

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة سيدا شباب الجنة
                          موضوع تافه لأن صاحب الموضوع لايعى اللغة العربية ولم يفهم معنى فلتة ويظنها أغتصاب مثلآ لكى يفرح بهذه الكلمة .




                          الم انهك عن عواطفك انت لاتستطيع ابداا تغيرررررر تاريخ اسيادك هاهم وهكذا هم لاتنال كلمه الا بما كتب عليهم من قبل التاريخ
                          وصبغ ماينصبغوا لانهم اساسهم هذا اللون الحين فهمت ياعدو الله اليهودي

                          تعليق


                          • #14

                            الهجوم على بيت فاطمة
                            فهرسة الكتاب



                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            ص 3

                            قال الله تبارك وتعالى: *(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم)* الأحزاب (33): 53 وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا إن فاطمة (عليها السلام) بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله الطرف: 19، عنه بحار الأنوار: 22 / 477
                            ص 5
                            إليك.. يا من لم يولد مثله مولود بضغط.. ثم زجر.. ثم مسمار..! يا من لم يستضئ من دهر سوى البلاء.. ولم يستقبل منه إلا الجفاء.. ولم يورث إلا العناء..! يا من أسقطوا بسقطه كل مثل الإنسانية.. ومباد الرحمة.. وأسس الشرف..! يا من حرموه من أن يستهل ولو بصرخة.. أو يتظلم ولو بآه.. أو يتكلم ولو ببنت شفه..! يا من كمموا صرخته.. وخنقوا عبرته.. وأطفئوا بصيص نظرته..! يا من تمثلت بشهادته كل معاني القسوة.. والحقد.. والجناية..! يا من أعدموا به كل مثل الرحمة.. والحنان.. والحب..! يا من بدمه أمضى أحقية الصادقين.. ومنه بزغ نور المستشهدين.. وبه بدء سجل الخالدين..! يا من ولد مظلوما.. ومات محروما..! يا من حكم عليه بتعفير القبر وخفائه.. إلى يوم نشر لوائه..! يا برهان الظلامة.. وعنوان القداسة.. وديوان الشرف..! يا شريك أمه في الشهادة.. وصنو أبيه في الظلامة.. وسباق أخويه في الجهاد..! يا قتيل الهدف.. والمبدء.. والولاء..! إليك.. يا بن طه وحيدر والزهراء.. يا أخا شبر وشبير.. يا مشبر.. يا محسن بن علي.. وريقات ولائي وودي وإخلاصي.. عبد أمك وأبيك
                            ص 7
                            قال سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه.. نهج البلاغة: 63 الخطبة 147، الكافي: 8 / 390، بحار الأنوار: 77 / 371
                            ص 8
                            عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام): من لم يعرف سوء ما أتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا، وما ركبنا به، فهو شريك من أتى إلينا فيما ولينا به.. عقاب الأعمال: 208، بحار الأنوار: 27 / 55
                            ص 9

                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين، لا سيما ابن عمه وصهره وسيد أوصيائه وخليفته - بلا فصل - من بعده أمير المؤمنين ويعسوب الدين وإمام المتقين وأول المظلومين وكذا ابنته سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، السيدة الجليلة، ذات الأحزان الكثيرة في المدة القليلة، المظلومة المغصوبة، المضطهدة المقهورة، الصديقة الشهيدة، الإنسية الحوراء، فاطمة الزهراء (عليها السلام). واللعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم ومعانديهم وظالميهم وغاصبي حقوقهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم ومدعي شؤونهم ومراتبهم، من الأولين والآخرين أجمعين، إلى يوم الدين. لا ريب أن لبعض الحوادث التاريخية موقعية خاصة في المعارف الدينية بحيث يستند إليها في المباحث الكلامية، فلا يكون الفحص فيها والتحقيق حولها من شؤون أهل السيرة خاصة، بل المتكلمون والمحدثون وغيرهم يبحثون عن مدى صحتها وكيفية وقوعها.. لأهميتها عندهم، ومن هذه الوقائع ما وقع بعد وفاة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيفية البيعة لأبي بكر وموقف أهل البيت (عليهم السلام) مع تلك البيعة وكذا سائر المسلمين.. ويلزمنا أن نذكر قبل الشروع، أنا لا نرضى بالتفرقة بين المسلمين ونبرأ إلى الله ممن يوقع بينهم العدواة والشحناء.. ولكن هل يوجب هذا أن نسد باب
                            ص 10
                            التحقيق؟! وهل يكون مثل هذا مبررا للمنع عن البحث المنطقي بإيراد الآيات وما اتفق الفريقان على نقلها وقبولها من الآثار والروايات؟! الحق أن السكوت أمام هذه الحوادث والحمل على الصحة في جميع ما صدر من الصحابة يمنعنا من الوصول إلى الحقائق، بل يوقعنا في الخطأ في فهم المعارف الدينية، فيجب علينا طرح العصبية والأهواء وملاحظة الأدلة المقبولة عند الجميع.. ثم القضاء بالإنصاف. قال الله تبارك وتعالى: *(الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)*(1).

                            مظلومية أهل البيت (عليهم السلام)

                            ثم إني رأيت كثيرا ما عند مراجعتي للكتب الاعتقادية والكلامية - فضلا عن التاريخية والحديثية - ذكر وقعة الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام) عند امتناع أمير المؤمنين (عليه السلام) عن البيعة لأبي بكر، كما وقد احتج بها، ووجدت جملة من أعلام أهل السنة يصرون على إنكارها ورد الروايات الواردة فيها وتضعيفها وإن كانت في الكتب المعتبرة عندهم وجاءت عن ثقاتهم، فانكشف لي أهمية هذا الموضوع وأنه لم يكن مجرد قضية تاريخية فحسب، كيف ولها آثار مهمة في عقائدنا وفي مبحث الإمامة الكبرى، إذ بها يثبت عدم بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي بكر اختيارا، وإنما بايع إجبارا بعد أن وصل الحال إلى أن أحرقوا باب الدار وأرادوا إحراق البيت على أهله.. وجروه إلى المسجد.. وفعل ما فعل بحليلته.. وفقد ناصره وجنده و.. وهذا الذي يؤكد عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبه، كما
                            (هامش)
                            1. الزمر (39): 18. (*)
                            ص 11
                            يأتي قوله (عليه السلام): ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال ابن أبي الحديد - بعد ذكر شكوى أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله: ما زلت مظلوما.. و صبرت وفي الحلق شجى وفي العين قذى.. ، الله إني أستعديك على قريش.. ، لقد ظلمت عدد الحجر والمدر.. : وكان المرتضى - يريد السيد المرتضى صاحب الشافي - إذا ظفر بكلمة من هذه فكأنما ظفر بملك الدنيا، ويودعها في كتبه وتصانيفه (1). ومن تصفح كتب العامة يجد أن طائفة منهم يحكون بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي بكر بنحو من التدليس والتحريف ويوقعون القارئين الغافلين عن الحقائق في الاشتباه فيتوهمون: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) وإن كان لا يرى أبا بكر أهلا للخلافة ولكنه رضي ببيعة الناس له. ولم ينافس خيرا ساقه الله إلى أبي بكر!! والمبايعة له وقعت في حال الاختيار!! بل نادى أبو بكر واستقال الناس بيعتهم.. ولكن أمير المؤمنين (عليه السلام) وبقية المسلمين أبوا عن الإقالة!! نعم، هذه وأمثالها - وما أكثرها - أكاذيب اختلقها أقوام ونقلها آخرون من دون تدبر وتفهم، تشبثوا بها.. لكنهم غافلون: *(يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)*(2). فإذا أثبتنا بالدليل القطعي مظلوميتهم.. وأنه (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر بالطوع
                            (هامش)
                            1. شرح نهج البلاغة: 10 / 286. 2. الصف (61): 8. (*)
                            ص 12
                            والاختيار، لا يبقى مجال لهذه الخزعبلات والتسويلات. ومن هنا ترى القوم قد غضبوا على فاطمة (عليها السلام) - التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها (1) -، إذ هي التي كشفت للناس عن الحقائق المخفية، وأظهرت بواطن الأمور: بدفاعها عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل إخراجه وعند إخراجه من البيت.. وبحضورها في المسجد واعتراضها على أبي بكر.. وببكائها ليلا ونهارا..! وبإيرادها الخطبة الفدكية الرائعة، ليعرف الناس الحق والباطل.. وبإيصائها بدفنها ليلا.. ولعله من أهم ما صنعته بالهيئة الحاكمة وصيتها الخطيرة التي تعد - بحق - من أهم ما أبقاه لنا التاريخ سندا ومسندا لبيان فداحة المصاب.. وكانت سببا لكل ما أكنه القوم من حقد وضغينة في صدورهم مما لا يعلمه إلا الله.. وإلا فلماذا لم يصل عليها أبو بكر وعمر؟! وكذا سائر الناس الذين خذلوها وخذلوا بعلها وقعدوا عن نصرة عترة نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! ليست العلة في ذلك إلا أن فاطمة (عليها السلام) كانت ساخطة عليهم، وقبرها المخفيّ أظهر دليل على مظلومية أمير المؤمنين (عليه السلام) واغتصاب حقّه. فإثبات مظلموميتهم، يوجب تمييز الحق من الباطل. ولماذا أخفي قبرها إلى يومك هذا؟! ولم تأخرت بيعة علي (عليه السلام) للقوم ستة أشهر؟! ولم..؟! * * *
                            (هامش)
                            1. راجع البداية والنهاية: 5 / 307 لتعرف جهالة ابن كثير وتحكمه وتجاهله لمقام السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) في هذه القضية. (*)
                            ص 13

                            سبب التأليف ومنهجه

                            ثم إني رأيت أن أولف كتابا يشتمل على مصادر وصمة الهجوم من كتب الفريقين بحيث يكون كافيا لمن أراد الوقوف على الحق والصواب، وهاديا لمن اجتنب الاعتساف، مع اعترافي بالعجز والقصور وعدم إحصاء لكل ما هو المقصود. ثم رأيت إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما يجري على أهل بيته (عليهم السلام) في روايات كثيرة فقدمته في الفصل الأول، وحيث كان بعض ما وقع قبل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتبطا بما نحن فيه لذا أوردته في الفصل الثاني، ورأيت أن أسرد الوقائع بحسب وقوعها تاريخيا في الفصل الثالث، ثم ذكرت مصادرها أي ما وقفت عليه من الروايات والأقوال والأشعار من منابعها الأولية بحسب وفيات المؤلفين وذلك في الفصل الرابع، وبعد كل رواية نذكر من رواها عن المؤلف السابق أو عن غيره. وإن كانت للمؤلف المذكور في العنوان رواية من الروايات التي سبق بيانها فنشير إلى رقمها. وأتبعته بما وصل لي من شكوى أمير المؤمنين (عليه السلام) والسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وإيصائها بالدفن ليلا في الفصل الخامس. ثم ذكرت بعض ما أورد من الشبهات في وقوع تلك القضايا وأجبت عنها مجملا في الفصل السادس.

                            تنبيهات

                            الأولى: كان مسعاي أن تكون أصول المطالب المنقولة مما اتفقت عليه كتب الفريقين، وإن كانت بعض الجزئيات مختصة بأحدهما، إلا أن ما نستدل به موجود في كتب القوم غالبا، نعم إنهم فتحوا لأنفسهم باب التأويلات، ويجيبون عما يستدل الشيعة به بما يتفردون بنقله، وهذا كما ترى لا يفيد شيئا. الثانية: إن المقصود الأولى في هذا الكتاب ذكر نصوص الروايات وكلمات
                            ص 14
                            القدماء والاحتجاج بها، وذكرنا لبعض المتأخرين إنما كان استطرادا، سيما إذا روى رواية لم نجدها في كتب القدماء، أو أشار إلى إجماع أو شهرة. وذكرنا بعض المتأخرين من أهل السنة ليعلم مدى اعتبار الروايات وقيمتها عند متأخريهم. الثالثة: إذا راجعت البحار طبع بيروت، فهو ينقص عما طبع في إيران من مجلد 57 إلى آخره ثلاث مجلدات، فمجلد 54 طبع بيروت يوافق 57 طبع إيران. الرابعة: لم نقتصر في رمز (خ) على بيان اختلاف النسخ - كما هو المتعارف - بل علمناه لما إذا كان منشأه اختلاف ألفاظ الروايات باختلاف مصادره، أو لتعدد نسخ البدل بسبب تعدد الطبعات لكتاب واحد. الخامسة: نذكر عقيب الأسماء المقدسة ما يناسبها من التحيات والصلوات، سواء أكانت في المصدر المنقول عنه أم لا. والمرجو لمن راجع هذا الكتاب أن ينظر إليه بعين الأنصاف ويحذر عن الاعتساف، إذ نحن لا نريد إلا بيان الواقع والحق، والله من وراء القصد.
                            ص 15

                            الفصل الأول
                            الوحي يحذر.. ويخبر

                            ص 17

                            إيصاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأهل بيته (عليهم السلام)

                            قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أذكركم الله في أهل بيتي (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس! لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم... أيها الناس! الله.. الله في أهل بيتي (2). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): استوصوا بأهل بيتي خيرا فإني أخاصمكم عنهم غدا.. ومن أكن خصمه أخصمه ومن أخصمه دخل النار (3). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): احفظوني في عترتي وذريتي، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ألا لعنة الله على من آذاني فيهم.. - ثلاثا - (4).
                            (هامش)
                            1. سنن الدارمي: 2 / 432. 2. خصائص الأئمة (عليهم السلام): 74 - 75. 3. ذخائر العقبى: 18. 4. كشف الغمة: 1 / 416. (*)
                            ص 18

                            شكوى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

                            قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا (1). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إلى الله أشكوا المنكرين لفضلهم والمضيعين لحرمتهم بعدي، كفى بالله وليا وناصرا لعترتي وأئمة أمتي ومنتقما من الجاحدين لحقهم *(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)*(2).

                            عقاب من آذى أهل البيت (عليهم السلام)

                            (3) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الويل لظالمي أهل بيتي، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار (4). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم (5). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): سته لعنتهم، لعنهم الله وكل نبي مجاب... والمستحل من عترتي ما حرم الله.. (6). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي (7). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من آذاني في أهلي فقد آذى الله (8). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اشتد غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي (9).
                            (هامش)
                            1. المستدرك للحاكم: 4 / 466، 487. 2. كمال الدين: 261. والآية في سورة الشعراء (26): 227. 3. أقول: عقد السمهودي (المتوفى 911) في كتاب جواهر العقدين: 341 فصلا في التحذير عن بغض أهل البيت (عليهم السلام) وعداوتهم ولعن من ظلمهم. 4. المناقب لابن المغازلي: 66، 403، ح 94. 5. ذخائر العقبى: 20. 6. المستدرك للحاكم: 1 / 36. 7. كنز العمال: 12 / 93. 8. المصدر: 12 / 103. 9. المصدر: 1 / 267 و10 / 435. (*)
                            ص 19

                            الضغائن المختفية

                            روى يونس بن حباب، عن أنس بن مالك قال: كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) معنا، فمررنا بحديقة، فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله! ألا ترى ما أحسن هذه الحديقة؟ فقال: إن حديقتك في الجنة أحسن منها.. حتى مررنا بسبع حدائق، يقول علي (عليه السلام) ما قال ويجيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أجابه، ثم إن رسول الله وقف فوقفنا، فوضع رأسه على رأس علي وبكي، فقال علي (عليه السلام): ما يبكيك يا رسول الله؟! قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني. وزاد سليم: أحقاد بدر وتراث أحد... وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولك بهارون أسوة حسنة إذ استضعفه قومه وكادوا يقتلونه، فاصبر لظلم قريش إياك وتظاهرهم عليك، فإنك بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه، وهم بمنزلة العجل ومن تبعه، وإن موسى أمر هارون حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم بهم، وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم (1).

                            السهر الطويل

                            وروى أبو جعفر الإسكافي: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل على فاطمة (عليها السلام)، فوجد عليا نائما، فذهبت تنبهه، فقال: دعيه! فرب سهر له بعدي طويل ورب جفوة
                            (هامش)
                            1. شرح نهج البلاغة: 4 / 107، كتاب سليم: 73 - 72. وراجع الرياض النضرة: 651، المناقب للخوارزمي: 65، مجمع الزوائد: 9 / 118، كنز العمال: 13 / 176، ينابيع المودة: 1 / 134، ورواه عن جمع من أهل السنة في إحقاق الحق: 6 / 181 - 186 وكشف اليقين: 451 - 450 والغدير 7 / 173. (*)
                            ص 20
                            لأهل بيتي من أجله شديدة.. فبكت، فقال: لا تبكي! فإنكما معي وفي موقف الكرامة عندي (1).

                            علي (عليه السلام) يتمنى الموت

                            عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لعلي (عليه السلام) ما يلقى بعده من العنت فأطال، فقال له (عليه السلام): أنشدك الله والرحم - يا رسول الله! - لما دعوت الله أن يقبضني إليه قبلك..! قال كيف أسأله في أجل مؤجل؟! (2).

                            الظلم والتعب بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

                            قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أما إنك ستلقى بعدي جهدا ، قال (عليه السلام): في سلامة من ديني ؟ قال: في سلامة من دينك (3). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي! أبشر بالسعادة، فإنك مظلوم بعدي، ومقتول (4). وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت وصيي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي (5). وفي حديث مولانا علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال لي جبرائيل: يا محمد! إن أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمتك، متعوب من أعدائك.. (6).
                            (هامش)
                            1. شرح نهج البلاغة: 4 / 107. 2. شرح نهج البلاغة: 4 / 108. 3. المستدرك للحاكم: 3 / 140، كنز العمال: 11 / 617. 4. أمالي الصدوق: 368، عنه بحار الأنوار: 38 / 103. 5. كنز الفوائد: 2 / 56، عنه بحار الأنوار: 27 / 230. 6. كامل الزيارات: 263، عنه بحار الأنوار: 28 / 58. (*)
                            ص 21
                            وعن مولانا الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة (عليها السلام): إن زوجك يلاقي بعدي.. كذا ويلاقي بعدي.. كذا.. فخبرها بما يلقى بعده، فقالت: يا رسول الله! ألا تدعوا الله أن يصرف ذلك عنه؟ فقال: قد سألت الله ذلك له فقال: إنه مبتلى ومبتلى به (1).

                            علي (عليه السلام) يُملأ غيظ

                            روى سدير الصيرفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: اشتكى علي (عليه السلام) شكاة، فعاده أبو بكر وعمر وخرجا من عنده فأتيا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسألهما: من أين جئتما؟ قال (2): عدنا عليا، قال: كيف رأيتماه؟ قالا: رأيناه يخاف عليه مما به، فقال: كلا إنه لن يموت حتى يوسع غدرا وبغيا، وليكونن في هذه الأمة عبرة يعتبر به الناس من بعده (3). وفي رواية: إنه عاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام)، فقال عمر: يا رسول الله! ما علي إلا لما به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا والذي نفسي بيده - يا عمر - لا يموت حتى يملأ غيظا ويوسع غدرا ويوجد من بعدي صابرا (4). ورووا عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال: مرض علي (عليه السلام) فثقل، فجلست عند رأسه فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه الناس فامتلأ البيت، فقمت من مجلسي، فجلس فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فغمز أبو بكر عمر فقام فقال: يا رسول الله إنك كنت عهدت إلينا في هذا عهدا وإنا لا نراه إلا لما به، فإن كان شيء
                            (هامش)
                            1. تأويل الآيات: 645، عنه بحار الأنوار: 24 / 230 و36 / 164. 2. كذا، والظاهر: قالا. 3. شرح نهج البلاغة: 4 / 106. 4. المناقب: 3 / 216. (*)
                            ص 22
                            فإلى من؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يجبه، فغمزه الثانية فكذلك، ثم الثالثة. فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه ثم قال: إن هذا لا يموت من وجعه هذا ولا يموت حتى تملياه غيظا وتوسعاه غدرا وتجداه صابرا (1). وفي رواية سليم: ثم تجداه صابرا قواما، ولا يموت حتى يلقى منكما هنات وهنات، ولا يموت إلا شهيدا مقتولا (2).

                            غدر الأمة بأمير المؤمنين (عليه السلام)

                            قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) في علة جلوسه عنهم قال (عليه السلام): إني ذكرت قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر، فإنهم سيغدرون بك وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي.. (3). وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بن اليمان! إن قريشا لاح (4) صدورها ولا ترضى قلوبها ولا تجرى ألسنتها ببيعة علي وموالاته إلا على الكره والعي والطغيان (5). وعنه (عليه السلام): قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك بالصبر حتى ينزل الأمر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستعذر بك بعدي.. كذلك أخبرني جبرئيل عن ربي (6).
                            (هامش)
                            1. تقريب المعارف، عنه بحار الأنوار: 30 / 389، الصراط المستقيم: 3 / 11 (مختصرا)، وراجع الخصائص للسيوطي: 2 / 124، المستدرك للحاكم: 3 / 139، مختصر تاريخ دمشق: 18 / 33. 2. كتاب سليم: 144، عنه بحار الأنوار: 30 / 315. 3. المناقب: 1 / 272. 4. خ. ل: تنشرح. 5. الغيبة للنعماني: 94 (ص 143 طبعة أخرى). 6. كامل بهائي: 1 / 315، الخصال: 262، عنه بحار الأنوار: 28 / 209. (*)
                            ص 23
                            وفي رواية قال: سمعت عليا يقول: أما ورب السماء والأرض.. - ثلاثا - إنه لعهد النبي الأمي إلي: لتغدرن بك الأمة من بعدي (1). وعنه (عليه السلام): أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي: إن الأمة ستغدر بك من بعدي (2). عن عبد الله بن الغنوي: إن عليا (عليه السلام) خطب بالرحبة فقال: أيها الناس! إنكم قد أبيتم إلا أن أقولها: ورب السماء والأرض إن من عهد النبي الأمي إلي: أن الأمة ستغدر بك بعدي. قال ابن أبي الحديد: وقد روى أكثر أهل الحديث هذا الخبر بهذا اللفظ أو بقريب منه (3). وفي رواية: وأما التي أخافها عليك فغدرة (4) قريش بك بعدي يا علي (5).

                            تعليق


                            • #15
                              (هامش)
                              1. شرح نهج البلاغة: 6 / 45. 2. تجد الرواية - مع اختلاف يسير - في الإرشاد: 1 / 284 - 285، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 67، المناقب: 3 / 216، الجمل: 123 - 171، إرشاد القلوب: 383، الاحتجاج: 75، 190، إعلام الورى: 33، الطرائف: 427، نهج الحق: 330، كنز الفوائد: 2 / 175، الغارات: 335، اليقين: 337، تقريب المعارف: 150، الشافي: 3 / 225 - 226، تلخيص الشافي: 3 / 50 - 51، ورواه عن جمع منهم في بحار الأنوار: 28 / 41، 45، 50، 65، 75، 191، 375 و29 / 453 - 444. ومن أهل السنة: المستدرك: 3 / 140، 142، البداية والنهاية: 6 / 244 و7 / 360، كنز العمال: 11 / 297، 617، مجمع الزوائد: 9 / 137، مختصر تاريخ دمشق: 18 / 44 - 45، وراجع إحقاق الحق: 7 / 325 - 330، الغدير: 7 / 173 عن غير واحد من أهل السنة وحكموا بصحتها. 3. شرح نهج البلاغة: 4 / 107. 4. خ. ل: فغدر. 5. المناقب: 3 / 262، عنه بحار الأنوار: 39 / 76، الخصال: 415، عنه بحار الأنوار 40 / 29، 35 أقول: راجع أيضا بحار الأنوار: 28 / 37 - 85، الباب الثاني. (*)
                              ص 24

                              الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يهيئ أهل بيته لتلقي الظلامة والاضطهاد

                              لقد كانت السيدة الزكية فاطمة الزهراء (عليها السلام) تعلم ما يجري عليها وعلى بعلها.. كيف لا؟! وقد أخذ الله عهدهم على تلك المصائب في عالم الأظلة والأشباح (1) ولعله إليه أشار مولانا أبو جعفر (عليه السلام) بقوله: السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك به صابرة (2). وأخبر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة المعراج بما يجري عليه وعلى أهل بيته (عليهم السلام)، وأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل البيت (عليهم السلام).. بل وسائر الناس مرارا في مجالس شتى. بل وأخذ العهد منهم - على الصبر - بمحضر من الملائكة المقربين (عليهم السلام) بأمر الله تعالى قبل وفاته، ولذا ترى السيدة فاطمة (عليها السلام) خائفة عما يجري عليها بعد أبيها فتبكي وتقول: يا أبة! أخشى الضيعة بعدك.. (3) وإليك ما أخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بوقوعه:

                              سيدة نساء العالمين... يدخل الذلّ بيتها!!

                              دخول الذل بيت سيدة نساء العالمين..!! قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأما ابنتي فاطمة، فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة مني، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية.. وإني لما رأيتها، ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها،
                              (هامش)
                              1. راجع: 267. 2. التهذيب: 6 / 9، جمال الأسبوع: 32، مصباح المتهجد: 711، المزار: 178، المزار الكبير: 79. 3. كتاب سليم: 69 - 70، كمال الدين: 263، كفاية الأثر: 63، 124، كشف الغمة: 1 / 153 و2 / 468، 482 (بأسانيد عديدة)، كشف اليقين: 269 - 270 (عن الدارقطني)، الصراط المستقيم: 2 / 119، مجمع الزوائد: 8 / 253 و9 / 165، ذخائر العقبى: 135 - 136. (*)
                              ص 25
                              وانتهكت حرمتها، وغصبت حقها، ومنعت إرثها، وكسرت جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي يا محمداه! فلا تجاب.. وتستغيث فلا تغاث. فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، وتتذكر فراقي أخرى.. وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت بالقرآن.. ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة.. فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة! إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا فاطمة! اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين... ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها، فتقول عند ذلك: يا رب إني سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فألحقني بأبي.. فيلحقها الله عز وجل بي، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها.. فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.. (1).
                              (هامش)
                              1. أمالي الصدوق: 114 - 113 (ط بيروت ص 100)، المحتضر: 109، إرشاد القلوب: 296 - 295، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 198 - 199، الفضائل لشاذان بن حبرائيل القمي: 10 - 9، بحار الأنوار: 43 / 172 و28 / 38، العوالم: 11 / 391، ورواه من أهل السنة الجويني (المتوفى 730) في فرائد السمطين: 2 / 35 (ط المحمودي). (*)
                              ص 26

                              أنا حرب لمن حاربك

                              وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): أشكو إلى الله جحود أمتي لأخي، وتظاهرهم عليه، وظلمهم له، وأخذهم حقه. قال: فقلنا له: يا رسول الله! ويكون ذلك؟! قال: نعم، يقتل مظلوما، من بعد أن يملأ غيظا ويوجد عند ذلك صابرا. قال: فلما سمعت ذلك فاطمة أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب وهي باكية، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يبكيك يا بنية؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمي وولدي ما تقول.. قال: وأنت تظلمين.. وعن حقك تدفعين.. وأنت أول أهل بيتي لحوقا بي بعد أربعين. يا فاطمة! أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك.. أستودعك الله وجبرئيل وصالح المؤمنين. قال - سلمان وهو راوي الحديث -: قلت: يا رسول الله! من صالح المؤمنين؟ قال: علي بن أبي طالب (1)

                              بكاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للطم خد فاطمة
                              (عليها السلام)

                              عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟! فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟!
                              (هامش)
                              1. اليقين: 488، بحار الأنوار: 36 / 264، العوالم: 11 / 393. (*)
                              ص 27
                              قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ والسم الذي يسقى، وقتل الحسين.. قال: فبكى أهل البيت جميعا، فقلت: يا رسول الله! ما خلقنا ربنا إلا للبلاء؟! قال أبشر - يا علي! - فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق (1). قال ابن عباس: لما رجعنا من حجة الوداع جلسنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده، قال:.. أيها الناس! الله الله في عترتي وأهل بيتي، فإن فاطمة بضعة مني، وولديها عضداي، وأنا وبعلها كالضوء.. اللهم ارحم من رحمهم، ولا تغفر لمن ظلمهم... ثم دمعت عيناه، قال: وكأني أنظر الحال (2).

                              أول من يُحكَم فيه يوم القيامة

                              عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أسرى بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قيل له: إن الله مختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك..؟ قال: أسلم لأمرك يا رب ولا قوة لي على الصبر إلا بك.. إلى أن قال: وأما الثالثة، فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل، أما أخوك، فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجهد والظلم.. وآخر ذلك القتل. فقال: يا رب! سلمت وقبلت، ومنك التوفيق والصبر. وأما ابنتك، فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا - الذي تجعله لها -
                              (هامش)
                              1. أمالي الصدوق: 134، المناقب: 2 / 209، بحار الأنوار: 27 / 209 و28 / 51 و44 / 149. 2. بحار الأنوار: 23 / 143 عن الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ولم نجده في المطبوع منه، وهو موجود في مخطوطة مكتبة الآستانة الرضوية المقدسة في ضمن الحديث الخامس عشر. (*)
                              ص 28
                              وتضرب وهي حامل، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن.. ثم يمسها هوان وذل.. ثم لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب، وتموت من ذلك الضرب. قال *(إنا لله وإنا إليه راجعون)*(1) قبلت يا رب! وسلمت، ومنك التوفيق والصبر... ثم قال: وأما ابنتك، فإني أوقفها عند عرشي فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه، فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت.. فإني أجيز حكومتك فيهم، فتشهد العرصة، فإذا أوقف من ظلمها أمرت به إلى النار.. إلى أن قال: وأول من يحكم فيه محسن بن علي (عليه السلام) في قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا.. فيضربان بها.. (2). عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة على ناقة من نوق الجنة... فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله، فتزج (3) بنفسها عن ناقتها، وتقول: إلهي وسيدي! أحكم بيني وبين من ظلمني.. اللهم أحكم بيني وبين من قتل ولدي.. فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي! سليني تعطي، واشفعي تشفعي، فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم
                              (هامش)
                              1. البقرة (2): 156. 2. كامل الزيارات: 334 - 332، تأويل الآيات: 838، الجواهر السنية: 289 - 291، بحار الأنوار: 28 / 64 - 61، العوالم: 11 / 398. 3. خ. ل: فتنزخ، فتنزل. (*)
                              ص 29
                              ظالم.. (1).

                              النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يشكو من ظالمي فاطمة (عليها السلام)

                              روى جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - وهو في سكرات الموت - فانكبت عليه تبكي، ففتح عينه وأفاق ثم قال: يا بنية! أنت المظلومة بعدي.. وأنت المستضعفة بعدي.. فمن آذاك قد آذاني، ومن غاظك فقد غاظني، ومن سرك فقد سرني، ومن برك فقد برني، ومن جفاك فقد جفاني، ومن وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني، ومن ظلمك فقد ظلمني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني، وروحي التي بين جنبي. ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إلى الله أشكو ظالميك من أمتي. ثم دخل الحسن والحسين (عليهما السلام) فانكبا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما يبكيان ويقولان: أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله! ، فذهب علي (عليه السلام) لينحيهما عنه، فرفع رأسه إليه، ثم قال: دعهما - يا أخي! - يشماني وأشمهما.. ويتزودان مني وأتزود منهما، فإنهما مقتولان بعدي ظلما وعدوانا.. فلعنة الله على من يقتلهما ، ثم قال: يا علي! أنت المظلوم بعدي، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (2).
                              (هامش)
                              1. بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): 18، روضة الواعظين: 1 / 148، الفضائل: 10، المناقب: 3 / 326، الأمالي للصدوق: 17 (المجلس الخامس) عن الأخير في بحار الأنوار: 43 / 219. 2. كشف الغمة: 1 / 497، عنه بحار الأنوار: 28 / 76، العوالم: 11 / 397. (*)
                              ص 30
                              وفي رواية أخرى عن أبي جعفر الباقر عن آبائه: - بعد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأتزود منهما -:.. فسيلقيان من بعدي زلزالا، وأمرا عضالا، فلعن الله من يخيفهما (1).. اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين (2).

                              صبر أهل البيت (عليهم السلام) لقضاء الله تعالى

                              روي عن عيسى بن داود النجار، عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليهم الباب وقال: يا أهلي ويا أهل الله! إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام، وهذا جبرئيل معكم في البيت، ويقول: إن الله عز وجل يقول: إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون؟ قالوا: نصبر يا رسول لله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله.. فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى سمع نحيبه من خارج البيت، فنزلت هذه الآية: *(وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أ تصبرون وكان ربك بصيرا)*(3)...

                              تظلم فاطمة (عليها السلام) ولا يعينها أحد!!

                              روى الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن
                              (هامش)
                              1. خ. ل: يحيفهما. 2. كشف الغمة: 1 / 410، بحار الأنوار: 22 / 501، عن أمالي الطوسي (مع اختلاف يسير). 3. تفسير الماهيار، عنه تأويل الآيات: 368، عنه بحار الأنوار: 28 / 81، والآية في سورة الفرقان (25): 20. (*)
                              ص 31
                              تغلب، عن عكرمة، عن عبد الله بن العباس، قال: لما حضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته، فقيل: يا رسول الله! ما يبكيك؟! فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي.. كأني بفاطمة بنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي: يا أبتاه! يا أبتاه!.. فلا يعينها أحد من أمتي. فسمعت ذلك فاطمة (عليها السلام) فبكت، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تبكين يا بنية! ، فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك، ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله ، فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي (1).

                              هكذا يُقاد عليّ (عليه السلام)!!

                              عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):.. يا علي! ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل.. مذموما، مخذولا، محزونا، مهموما.. وبعد ذلك ينزل بهذه - أي بفاطمة (عليها السلام) - الذل؟!. قال: فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرخت وبكت، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبكائها، وقال: يا بنية! لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة، هذا جبرئيل بكى لبكائك وميكائيل وصاحب سر الله إسرافيل، يا بنية! لا تبكين فقد بكت السماوات والأرض لبكائك (2).
                              (هامش)
                              1. أمالي الطوسي: 1 / 191، بحار الأنوار: 28 / 41، العوالم: 11 / 392. 2. كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد، عنه مصباح الأنوار: 271، الطرف: 42 - 43 عنه بحار الأنوار: 22 / 492، وروى قطعة منه الصراط المستقيم: 2 / 94. (*)
                              ص 32

                              بكاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبرئيل (عليه السلام)

                              بكاء بيت الرسالة وجبرئيل (عليه السلام) لما سيحدث.. عن موسى بن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: لما كانت الليلة التي قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صبيحتها، دعا عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وأغلق عليه وعليهم الباب.. قال علي (عليه السلام): فما لبثت أن نادتني فاطمة (عليها السلام) فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - وهو يجود بنفسه - فبكيت ولم أملك نفسي حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه، فقال لي: ما يبكيك يا علي!؟ ليس هذا أوان البكاء.. فقد حان الفراق بيني وبينك، فأستودعك الله يا أخي! فقد اختارني ربي ما عنده.. وإنما بكائي وغمي وحزني عليك وعلى هذه أن تضيع بعدي، فقد أجمع القوم على ظلمكم، وقد استودعكم الله وقبلكم مني وديعة. يا علي؟ إني قد أوصيت فاطمة ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنفذها فهي الصادقة الصدوقة.. ثم ضمها إليه، وقبل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة..! فعلا صوتها بالبكاء، ثم ضمها إليه وقال: أما والله لينتقمن الله ربي، وليغضبن لغضبك، فالويل ثم الويل ثم الويل للظالمين.. ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال علي (عليه السلام): فوالله لقد حسبت بضعة مني قد ذهبت لبكائه، حتى هملت عيناه مثل المطر حتى بلت دموعه لحيته وملاءة كانت عليه، وهو يلتزم فاطمة لا يفارقها ورأسه على صدري وأنا مسنده، والحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما.. قال علي (عليه السلام): فلو قلت أن جبرئيل في البيت لصدقت.. لأني كنت أسمع بكاء ونغمة لا أعرفها، وكنت أعلم أنها أصوات الملائكة لا أشك فيها،

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X