<A href="http://www.rafed.net/books/aqaed/thuma/index.html">ثالثا - رأي الصحابة بعضهم في بعض
<A href="http://www.rafed.net/books/aqaed/thuma/index.html">1 - شهادتهم على أنفسهم بتغيير سنة النبي
عن أبي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج يوم الفطر والاضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقول مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم فإن كان يريد أن يقطع بحثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف ، قال أبوسعيد فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه فجبذني فارتفع فخطب قبل أن يصلي فقلت له غيرتم والله ؛ فقال : أبا سعيد قد ذهب ما تعلم .
فقلت ؛ ما أعلم والله خير مما لا أعلم ، فقال إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة(1).
وقد بحثت كثيرا عن الدوافع التي جعلت هؤلاء الصحابة يغيرون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، واكتشفت أن الامويين وأغلبهم من صحابة النبي وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان « كاتب الوحي » كما يسمونه كان يحمل الناس ويجبرهم على سب علي بن أبي طالب ولعنه من فوق منابر المساجد ، كما ذكر ذلك المؤرخون ،
____________
( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 122 من كتاب العيدين . باب الخروج إلى المصلى بغير منبر .
( 128 )وقد أخرج مسلم في صحيحه في باب « فضائل علي بن أبي طالب » مثل ذلك ؛ وأمر - يعني معاوية - عماله في كل الامصار بإتخاذ ذلك اللعن سنة يقولها الخطباء على المنابر ، ولما استاء من ذلك بعض الصحابة واستنكر هذا الفعل أمر معاوية بقتلهم وحرقهم وقد قتل من مشاهير الصحابة حجر بن عدي الكندي وأصحابه ودفن بعضهم أحياء لانهم امتنعوا عن لعن علي واستنكروه وقد أخرج أبوالاعلى المودودي في كتابه « الخلافة والملك » نقلا عن الحسن البصري قال : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له :
( 1 ) أخذه الامر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة ذوو الفضيلة .
( 2 ) استخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير .
( 3 ) ادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر .
( 4 ) قتله حجرا وأصحاب حجر فياويلا له من حجر وياويلا له من حجر وأصحاب حجر(1).
وكان بعض المؤمنين من الصحابة يفرون من المسجد بعد الفراغ من الصلاة حتى لا يحضروا الخطبة التي تختم بلعن علي وأهل بيته ، ومن أجل ذلك غير بنو أمية سنة رسول الله وقدموا الخطبة على الصلاة حتى يحضرها الناس ويرغموا بذلك أنوفهم .
مرحى لهؤلاء الصحابة الذين لا يتورعون عن تغيير سنة الرسول وحتى أحكام الله للوصول إلى أغراضهم الدنيئة وأحقادهم الدفينة ومطامعهم الخسيسة ، ويلعنون رجلا أذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا وأوجب الصلاة عليه كالصلاة على رسوله ، وأوجب الله ورسوله مودته وحبه حتى قال النبي : « حب علي إيمان وبغضه نفاق »(2).
ولكن هؤلاء الصحابة بدلوا وغيروا وقالوا سمعنا وعصينا وبدلا من أن
____________
( 1 ) أبوالاعلى المودودي كتاب الخلافة والملك ص 106 .
( 2 ) صحيح مسلم ج 1 ص 61 .
( 129 )يصلوا عليه ويحبوه ويطيعوه ، شتموه ولعنوه طيلة ستين عاما كما جاء في كتب التاريخ .
فإذا كان أصحاب موسى قد تآمروا على هارون وكادوا يقتلونه ، فإن بعض أصحاب محمد قتلوا هارونه وتتبعوا أولاده وشيعته تحت كل حجر ومدر ومحوا أسماءهم من الديوان ومنعوا أن يتسمى أحد باسمه ، ولم يكتفوا بكل ذلك بل لعنوه وحملوا الصحابة المخلصين على ذلك قهرا وظلما .
وإني والله لاقف حائرا مبهوتا عندما أقرأ صحاحنا وما سجل فيها من حب الرسول لاخيه وابن عمه علي وتقديمه على كل الصحابة حتى قال فيه : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي(1).
وقال له : أنت مني وأنا منك(2) وقال : حب علي إيمان وبغضه نفاق(3) ، وقال أنا مدينة العلم وعلي بابها(4) وقال : علي ولي كل مؤمن بعدي(5) .
وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه(6) ، ولو أردنا استقصاء الفضائل التي ذكرها النبي في علي والتي أخرجها علماؤنا معترفين بصحتها لاستوجب كتابا خاصا ، فكيف يا ترى يتجاهل الصحابة هذه النصوص ويسبون عليا وينصبون له العداء ويلعنونه فوق المنابر وكيف يقاتلونه ويقتلونه .
وإني أحاول عبثا أن أجد مبررا لهؤلاء فلا أجد غير حب الدنيا والتنافس فيها أو النفاق أو الارتداء والانقلاب على الاعقاب ، وأحاول أيضا إلصاق هذه
____________
( 1 ) صحيح البخاري ج 2 ص 305 ، مسلم ج 2 ص 360 ، مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 .
( 2 ) صحيح البخاري ج 2 ص 76 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 300 ، سنن إبن ماجه ج 1 ص 44 .
( 3 ) صحيح مسلم ج 1 ص 61 ، سنن النسائي ج 6 ص 117 صحيح الترمذي ج 8 ص 306 .
( 4 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 201 مستدرك الحاكم ج 3 ص 126 .
( 5 ) مسند الامام أحمد ج 5 ص 25 مستدرك الحاكم ج 3 ص 134 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 296 .
( 6 ) صحيح مسلم ج 2 ص 362 مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 مسند أحمد ج 4 ص 281 .
( 130 )المسؤولية بحثالة الصحابة وبعض المنافقين ، ولكن هؤلاء - للاسف الشديد - معدودون من أكابرهم وأفاضلهم ومشاهيرهم ، فأول من هدد بحرق بيته - بمن فيه - هو عمر بن الخطاب ، وأول من حاربه هو طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ، ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأمثالهم كثيرون .
وإن عجبي لكبير وسوف لن ينتهي ، كما يؤيدني في ذلك كل مفكر حر ، عاقل ، كيف يجمع علماء أهل السنة والجماعة على عدالة الصحابة كافة ويترضون عليهم بل ويصلون عليهم أجمعين ، لا يستثنون منهم واحدا حتى قال بعضهم : « إلعن يزيد ولا تزيد » فأين يزيد من هذه المآسي التي لا يقرها دين ولا عقل ، وإنني أربأ بأهل السنة والجماعة إن كانوا حقا يتبعون سنة الرسول ، أن يحكموا بعدالة من حكم القرآن والسنة بفسقه وارتداده وكفره وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله « من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ، ومن سب الله أكبه على منخريه في النار »(1).
هذا جزاء من سب عليا فما بالك بمن لعنه وحاربه وقاتله فأين علماؤنا من كل هذه الحقائق ، أم على قلوب أقفالها .
وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون .
<A href="http://www.rafed.net/books/aqaed/thuma/index.html">2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة
قال أنس بن مالك : ما عرفت شيئا مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وآله مثل الصلاة ، قال أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها .
وقال الزهري دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال : لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وقد ضيعت(2).
____________
( 1 ) مستدرك الحاكم ج 3 ص 121 خصائص النسائي ص 24 . مسند الامام أحمد ج 6 ص 33 المناقب للخوارزمي ص 81 . الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 219 . تاريخ السيوطي ص 73
<A href="http://www.rafed.net/books/aqaed/thuma/index.html">1 - شهادتهم على أنفسهم بتغيير سنة النبي



____________
( 1 ) صحيح البخاري ج 1 ص 122 من كتاب العيدين . باب الخروج إلى المصلى بغير منبر .
( 128 )وقد أخرج مسلم في صحيحه في باب « فضائل علي بن أبي طالب » مثل ذلك ؛ وأمر - يعني معاوية - عماله في كل الامصار بإتخاذ ذلك اللعن سنة يقولها الخطباء على المنابر ، ولما استاء من ذلك بعض الصحابة واستنكر هذا الفعل أمر معاوية بقتلهم وحرقهم وقد قتل من مشاهير الصحابة حجر بن عدي الكندي وأصحابه ودفن بعضهم أحياء لانهم امتنعوا عن لعن علي واستنكروه وقد أخرج أبوالاعلى المودودي في كتابه « الخلافة والملك » نقلا عن الحسن البصري قال : أربع خصال كن في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة له :







____________
( 1 ) أبوالاعلى المودودي كتاب الخلافة والملك ص 106 .
( 2 ) صحيح مسلم ج 1 ص 61 .
( 129 )يصلوا عليه ويحبوه ويطيعوه ، شتموه ولعنوه طيلة ستين عاما كما جاء في كتب التاريخ .





____________
( 1 ) صحيح البخاري ج 2 ص 305 ، مسلم ج 2 ص 360 ، مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 .
( 2 ) صحيح البخاري ج 2 ص 76 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 300 ، سنن إبن ماجه ج 1 ص 44 .
( 3 ) صحيح مسلم ج 1 ص 61 ، سنن النسائي ج 6 ص 117 صحيح الترمذي ج 8 ص 306 .
( 4 ) صحيح الترمذي ج 5 ص 201 مستدرك الحاكم ج 3 ص 126 .
( 5 ) مسند الامام أحمد ج 5 ص 25 مستدرك الحاكم ج 3 ص 134 ، صحيح الترمذي ج 5 ص 296 .
( 6 ) صحيح مسلم ج 2 ص 362 مستدرك الحاكم ج 3 ص 109 مسند أحمد ج 4 ص 281 .
( 130 )المسؤولية بحثالة الصحابة وبعض المنافقين ، ولكن هؤلاء - للاسف الشديد - معدودون من أكابرهم وأفاضلهم ومشاهيرهم ، فأول من هدد بحرق بيته - بمن فيه - هو عمر بن الخطاب ، وأول من حاربه هو طلحة والزبير وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر ، ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وأمثالهم كثيرون .



<A href="http://www.rafed.net/books/aqaed/thuma/index.html">2 - الصحابة غيروا حتى في الصلاة


____________
( 1 ) مستدرك الحاكم ج 3 ص 121 خصائص النسائي ص 24 . مسند الامام أحمد ج 6 ص 33 المناقب للخوارزمي ص 81 . الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 219 . تاريخ السيوطي ص 73
تعليق