الناسخ والمنسوخ هم ثلاثة أنواع.
النوع الأول ما نُسخت تلاوته وحكمه. أي بعد نزوله وقراءته لم يكتبوه ولم يقرءوه
النوع الثاني ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهو مقدار كبير من آيات القرآن يقرؤونها ويعتقدون أن أحكامها ملغية فلا يعملون بها .
النوع الثالث ما نُسخت تلاوته وبقي حكمه
بسم الله الرحمان الرحيم.اللهم صلي على محمد وآل محمد وجميع عبادك الصالحين. آمين.
قال الله العلي العظيم. مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.106.البقرة.
أنزل الله تبارك وتعالى الكتب السماوية عن طريق رسول الله الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام كرسول لله إلى خلقه.وكل مخلوق في السماوات والأرض لا يملك الكمال المطلق فهو معرض للخطأ .والله عند ما يرسل رسولا لا بدا أن يكون مؤهلا يقدر ما من الفطنة والعلم والإيمان بالله .ويعتمد الرسول على تلك القوى التي يؤتيها له الله حين يكون في حالة عدم اتصال مع الله بالطريقة التي خولها الله لذلك الأمر.
قال الله العلي العظيم. قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ.97.البقرة.
ولا بدا أن يعرض الرسول على المرسل ما كان من أمره في تلك المهمة.وكان جبرائيل عليه الصلاة والسلام يعرج من الأرض إلى العرش ليستشير الله في أمر عرض عليه في الأرض.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل أي البقاع خير قال لا أدري قال فسل ربك عن ذلك قال فبكى جبريل عليه السلام وقال يا محمد أولنا أن نسأله إلا إذا شاء هو الذي يخبرنا بما شاء ثم عرج إلى السماء ثم أتاه فقال خير البقاع بيوت الله في الأرض قال فأي البقاع شر فعرج إلى السماء ثم أتاه فقال شر البقاع الأسواق
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 1/9.
وقد جرى ذلك مع كثير من الأنبياء والمرسلين.وكما كان يرد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم على الناس في مسائل دون وحي كان رسول الله جبرائيل عليه الصلاة والسلام يرد أو يتصرف مع الرسول لأنه مخول بذلك لعلم جبرائيل. لكن عندما يعرض الأمر على الله رب الرسالة يمسح ما لم يكن مناسبا وصدر من الرسول الأمين .
وكما أخطأ الرسول محمد أخطأ جبرائيل عليهما الصلاة والسلام.
جاء في القرآن. يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.1.التحريم.
والنسخ هو المحو النهائي من الكتاب .وهو الذي لم يدون في الكتاب وجرى محوه من الله زمن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ.39.الرعد.
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.101.
قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ.102.النحل.
وأم الكتاب هو أصله وأساسه.كما ورد عن أب الأنبياء إبراهيم من أنه كان (أمة) أي أصلا للدين وإماما لكل العالمين . وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ.130.البقرة.
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.123.النحل.
معنى النسخ والاستنساخ.
نسخ ينسخ نسخا مسح ما كان قائما فلم يبقى.
نقول نسخت الشمس الظل أي أزالته فلا أثر له.
كما تقول نسخت الريح الآثار في الصحراء.أي مسحتها فلا أثر باق.
كما يقال نَخْنَخوا بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ.
والحدر هو الانحدار والانحدار في الجبال لا تزول أي لا تبدل.
والاستنساخ غير النسخ لأن الاستنساخ هو الإتيان بالمثل.
فتقول استنسخ فلانا كتابا أي جعل من الأصل صورة فكانت مثالا له لا فرق بينهما.
وقال الله العلي العظيم. هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.29.الجاثية.ولو كان بالمعنى الذي يذهبون إليه لقال ( إنا كنا ننسخ ما كنتم تعملون).
قال عيسى رسول الله عليه الصلاة والسلام .ما جئت لأنسخ الناموس ولكني جئت مكملا.
وقال موسى رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام. إن شريعته لا تنسخ من بعده.
والنسخ هو المحو تماما.لقول الله نبارك وتعالى .
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.51.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.52.
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ.53.الحج.
هنا الشيطان ألقى في أمنية الرسول أي قذف في قلبه مع الأماني التي تمناها.وأكبر ما يتمناه النبي أو الرسول هو الفوز لطائفته وعلاها .ولا يمكن للرسول أو النبي أن يقبل بالكفر أو يتمناه .ولو كان كذلك لعد من الكافرين .لأنه رضي بالكفر بعد الإيمان.
قال الله العلي العظيم.
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.200.
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ.201.
وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ.202.الأعراف.
وما كان الله ليقبل كفرا في دينه.
فينسخ الله ما ألقى الشيطان في قلب ذلك الرسول أو النبي يعني يمسحه
من قلبه ليكون على ملة إبراهيم التي تجعل فيها كل المؤمنين إخوة من كل الديانات السماوية.
بينما تبقى تلك العصبية في قلوب الذين اتبعوه وهذا شيء ظاهر في كل ملة.كل واحدة تقول أنها هي الناجية وأنها الوحيدة على حق وكل ما سواها باطل.
وقد حدث هذا الأمر في كل الديانات بدون استثناء.قال الله العلي العظيم.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.113.البقرة.
والذين لا يعلمون هم الأميون أي العرب المسلمون.
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.هنا عملية المحو ثابتة والمحو هو الإزالة من الشيء.كما محا ما يلقي الشيطان من قلب الرسول أو النبي الذي هدى الله قلبه للإيمان. فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ
وما جعلوا الناسخ والمنسوخ إلا ليخرجوا عن ملة إبراهيم وتكون لهم ملة خاصة بهم كما كانت لليهود والنصارى لكل ملة خاصة.
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.135.البقرة.
وما ملة إبراهيم إلا كما جاء في القرآن.
قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.136.البقرة.
وإذا قلنا أن هناك آيات موجودة في القرآن العظيم الآن وهي منسوخة اعتبرنا أن الله لم يحكم آياته وهي ليست من القرآن وهو مختلف .وما لا يعجبنا أو يتماشى مع هوانا قلنا أنه منسوخا.
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ.1.هود.
أم هم الحكماء والخبراء.
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ.36.
أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ.37.
إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ.38.القلم.
وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.155.
أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ.156.
أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ.157.الأنعام.
وما هذا الإدعاء إلا إعراضا عن بعض آيات الله.
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ.49.المائدة.
وما هذا العمل إلا كفعل اليهود من قبل والذين قال فيهم الله تبارك وتعالى.
ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.85.البقرة.
ولنأتي على عدد مما قيل عن الآيات اللاتي يزعمون أنها نسخت.
الآية التي قالوا إنها المنسوخــــــــــــــة
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة / 109
الآية التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــــــة
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /.5.
الآية كاملة. وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.109.البقرة.
أمر الله العلي العظيم بالعفو عن الناس بصفة عامة والمؤمنون من أهل الكتاب بصفة خاصة .قال الله العلي العظيم.
فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.13.المائدة.
كما أمر الله رسوله بالعفو.فالعفو فرض.قال الله العلي العظيم.
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.199.الأعراف.
وما كان العفو إلا للقادر وليس للضعيف وهنا القوة بيد المسلمين.
أي أن عدوانهم إن وجد فهو مقدور عليه.
أما الآيــــــــة التي قالوا إنها (الناسخــــــــــــة)
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.5.التوبة.
أولا وردت الآية عن المشركين وليس عن أهل الكتاب .والمشرك هو من يعبد غير الله.وهم عبدت الأصنام آنذاك من العرب.وأهل الكتاب هم اليهود
وما كان اليهود من المشركين.
ثانيا المشركون هنا بين الله فعلهم فقال.
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ.6.
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ.7.
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ.8.
اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.9.
لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ.10.
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ.11.
وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ.12.
أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.13.التوبة.
وصفهم الله بأنهم قوم متربصين وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة،
وأنهم قوم معتدون ،وأنهم يحاربون الله بمنعهم نشر دعوته بصدودهم عن سبيله،وكذلك إذا عاهدوا نكثوا وكذلك هم من بدأ بالظلم بالتعرض للمؤمنين وهم من أخرج الرسول عليه وآله الصلاة والسلام.
هؤلاء وجب قتالهم لأنهم يمنعون قيام الدولة الإسلامية.وكان ذلك في بداية الدعوة والكل يعلم أنهم من بدأ بالحرب أولا.
هذا ولو كانت نزلت لمعالجة حالة ظرفية فهي تبقى سارية المفعول لو حدثت مرة أخرى. وسيأتي بيان هذا الأمر في أوجه أخرى ذكرت على نفس الآية وهي التي بادعائهم نسختها الكثير من الآيات.
الآية التي قالوا إنها المنسوخــــــــــة
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (البقرة / 115
الآية التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــة
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة / 144
جاءت الآية هكذا. وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.115.البقرة.
أولا .قال الله العلي العزيز. وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ148.البقرة.
هنا يؤكد الله أن كل وجهة يتوجهها المؤمن الله موليها.
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ.177.البقرة.
ومن هنا إذا كان المسلم في بلاد لا يعلم أين القبلة فيها صلى تجاه أي وجهة وكانت صلاته كاملة.
ثانيا وردت هذه الآية في سياق الحديث عن أهل الكتاب وعن قبلة أهل الكتاب التي كانوا عليها وسعوا في خرابها .ولما جاءت الرسالة الإسلامية كانت القبلة الأولى بأمر الله للمسلمين.وقد أشار الله إلى سعي اليهود في خراب ذلك البيت ومنع ذكر الله فيها في قوله تبارك وتعالى.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.113.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.114.
وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ115.
وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ.116.البقرة.
وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى علم اليهود يتلك القبلة التي منعوا الناس أن يذكروا فيها اسمه وسعوا في خرابها.في قوله جل وعلا.
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ.145.
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.146.
الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.147.
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير.148.البقرة.ٌ
فالكلام يدور عن القبلة وأن لليهود قبلة وللمسيحيين قبلة وللمسلمين قبلة.أما قبلة المسلمين في قوله (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ)وأما اليهود في قوله.( وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ) لأن المقصودون هنا هم اليهود لعدم وجود المسيحيين حينها في المدينة.
وأما قبلة المسيحيين لقوله(وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ).أي أن اليهود لا يتبعون قبلة المسيح ولا المسيحيين يتبعون قبلة اليهود.وبعضهم هم أهل الكتاب.
وبالرجوع إلى الديانتين اليهودية والمسيحية نجد أن عيسى ظهر في الغرب عند المسجد الأقصى وبظهوره وعلم اليهود وتأكدهم من عودته علموا أن تلك القبلة لن تكون لهم.وبوعد من الله لليهود ورد أيضا في القرآن ليس في المسجد الأقصى وإنما في بيت إيل التي هي بيت المقدس
ترك اليهود المسجد الأقصى بعد ما منعوا الناس من دخوله لسنين ثم غادروه طمعا في ذلك الوعد الذي جاء متأخرا.
وكانت قبلة المسلمين للغرب وليس للشرق ولا للشمال .
فما أبعد هذا عن الناسخ والمنسوخ.
الآية التي قالوا إنها المنسوخـــــــــــة
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (البقرة / 183
الآية التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــــة
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187
كتب الله الصيام على الأمم من قبلنا كما كتب علينا .وهنا لم يظهر الله الكيفية التي كان يصوم بها أهل الكتاب فهي إذا صوما بصفة عامة ولا يوجد تناقض بين الآيتين أبدا.وما تحدثت الآية الثانية إلا على ليلة الصيام ويعرف الصيام في النهار وليس في الليل.وحتى مباشرة النساء
في المساجد كانت حرام في رمضان أو في غيره.
الآية التي قالوا إنها المنسوخــــــــة
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ البقرة / 184
الآية التي قالوا إنهاالناسخـــــــــــة
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ البقرة / 185
تختلف الآيتين اختلافا كبيرا الأولى لمن لا يطيق الصيام لا من ضعف في النفس ولكن لمرض وهذه رخصة لمريض.
أما الثانية فهي لمن وجب عليه الصوم .أي بلغ سن الصوم .فشهد ليست شاهد إطلاقا والمعنى مختلف تماما.فالمشاهدة بالعين .
أما شهد فهي حضر أي كليا لا بالعين فقط.نقول شهد معركة بدر مثلا.أي حضر معركة بدر وعايشها .ولو كانت شاهد معركة بدر لكان رآها العين متفرجا ولم يشارك فيها.
الآية التي قالوا إنها المنسوخـــــــــــــة
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ البقرة / 191
الآية التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــــة
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ لبقرة / 193القتال في الآية الأولى في المسجد الحرام .المكان محدد وهي تخص مكة.
أما الآية الثانية فهي بصفة عامة بدون تحديد لمكان ما ولكن حدد السبب وهو إشاعة الفتنة في المسلمين .
وقد وصف الله الفتنة بالعمى والصم عن دين الله واختيار طرق غيره ليزول الدين أو قوته الحامية لأحكامه الصحيحة.قال الله العلي العزيز.
وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ.71.المائدة.
وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.25.الأنفال.والظالمون هم الذين خرجوا على أصل الدين تفكيكا للمجتمع الإسلامي.
الآية التي قالوا إنها المنسوخـــــــــة
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ البقرة / 217 .
إنها التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــة
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5
الآية الأولى تحرم القتال في الشهر الحرام .
والثانية تؤكد ذلك التحريم وتبيح قتال المشركين زمن قيام الدولة الإسلامية إذا فعلوا كما فعل المشركون زمن رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وتعرضوا لنشر الدعوة بالقوة .
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.5. التوبة.
فهي سارية المفعول ما تشابهت الظروف لأن الله تبارك وتعالى جعل لنا رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام قدوة.جاء في القرآن الكريم.
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.21.الأحزاب.
وهذا يبطل ادعاءهم في ما يقولون أنه.( نُسخ حكمه وبقيت تلاوته)
الآية التي قالوا إنها المنسوخـــــــــة.
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.240.البقرة.
الآية التي قالوا إنها الناسخــــــــــــة.
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.234.البقرة.
لقد فسرت الآية الأولى خطأ وهو خطأ ليس بالهين .
تقول الآية والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا.لم يقل هنا ويذرون وصية لأزواجهم .فهم تركوا أزواجا ولم يتركوا وصية . ويأتي الحكم من.
(وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ)
معنى نوصي أولائك الزوجات أن لا يخرجن الزكاة مدة سنة.تضامنا مع تلك المصيبة والتي تؤثر في أغلب الناس ماديا.
ولنتبين أن الإخراج إخراج مال وليس إخراج زوجة من بيت زوجها والتي لم يخرجها الشرع من بيتها وهي مطلقة فكيف يخرجها وهي أرملة وحقها في الميراث ثابت.
تقول الآية (متاعا إلى الحول)والمتاع هو الأملاك .وفي هذه الحال الإرث.
ولو كانت كما قيل لما ذكرت كلمة (متاعا)إطلاقا.ولكانت (وصية لأزواجهم إلى الحول دون الخروج) وليس غير إخراج.
والإخراج يطلق عن الزكاة.فنقول إخراج الزكاة..
وجعلت هذه الوصية من الله للذين فقدوا الكفيل فإن كان المتوفى غنيا أخرجت زوجته وما ضرها ذلك وإن كانت العائلة لا كفيل لها والميراث
لا يكفي لكفالة العائلة مدة من الزمن لا تخرج الزكاة لمدة سنة.
ومن هنا يظهر أن الآيتين متباعدتين كل البعد.
الآية التي قالوا إنها المنسوخــــــــــة
لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.284.البقرة.
تعالج هذه الآية سوء النية التحيل الذي يصير في المعاملات بين الناس.
وقد وردت هذه الآية تنبيها لما جاء قبلها.
وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ.283.البقرة.
ويحاسب الله المسلم على سوء نيته مع الناس في كل المجالات.وعلى المؤمن أن يكون صادقا أمينا مع شركائه ومع الناس.
كما جاء في الآية.
وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ.235.البقرة.
ومن الناس من يستعمل الخطبة للوصول إلى النساء وهو في نفسه لا ينوي الزواج بها.فيحاسبه الله على ذلك.
وإبداء ما في النفس أحيانا شيئا وإخفاء ما فيها آخر وسواء أبدى المرء السوء أو جهر به فالله يحاسبه على ذلك.
الآية التي قالوا إنها الناسخـــــــــــــــة.
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286
التكليف يأتي من الله بينما إبداء السوء أو إخفاؤه بأتي من البشر .
ولا يحمل الله النفس فوق طاقتها ولذلك لم يوجد الله عقوبة لتارك العبادات فكانت النسك بين العبد وربه وليس بين الحاكم والمحكوم.
فأي ناسخ ومنسوخ يتحدثون عنه ولكن مصيبتهم أنهم أخذوا أقوال من هم قبلهم على أنها مقدسة لا يمكن إعادة النظر فيها.
الآية التي قالوا أنها منسوخـــــــــة.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.102. آل عمران.
جاءت هذه الآية عن تقوى الله في الخروج من الدين أي الكفر .
والخروج من الدين هو والعياذ بالله الخسران المبين .وكان على الله التحذير الشديد من ذلك الأمر العظيم.وقدر الذنب أمر بالتقوى.
ومع ما تحمل هذه الآية من تفسير كانت الآية التي قبلها مبينة لهذا القصد. وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.101.آل عمران.
الآية التي قالوا أنها ناسخــــــــــــة .
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.16.التغابن.
أما هذه الآية أوصى فيها بتقوى الله قدر الاستطاعة في المجال العائلي.
إذ أن السمع والطاعة للأب أو للزوج على الزوجة والأولاد . والنفقة من الزوج أو الأب على الزوجة والأولاد .
لأن ما قبلها كان موجه للآباء.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.14.
إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيم.15.التغابن.
تعليق