بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين على هذا الدين القويم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إلى يوم الدين
فإني سأبدأ كلامي في البحث في أصول التاريخ المنبعث من العقل والمنطق لا من التعنت والعصبية والتقليد
وأرى أنه لزاماً علي أن أقول بأني من أتباع السنة المحمدية ومحباً لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأقتفي معهم طريق النجاة إلى ما وعد الله به الأبرار من عباده.
وبعد فإن إخواننا الشيعة أول ما يعتقدون به هو الإمامة وولاية أهل البيت دون صحابة رسول الله ص
أما نحن فنعتقد بأخوة المسلمين جميعاً وخصوصاً في صدر الإسلام وعهد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من بعده.
ودعوني الآن أتناول نقاط الخلاف في ذلك:
يقولون بأنه لا يعقل أن النبي ص يترك الأمة هكذا قبل موته دون أن يحدد لهم إماما يدير أمر الأمة ويخلف النبي ص في مصالحها ، ويرفع الخلاف ، ويقود الأمة إلى بر الأمان ؟ !
إذاً ليس في الدين أمر أهم من الإمامة التي بها حفظ الدين ورفع الخلاف واستقرار الأمة
ونحن نقول في ذلك بأن للأمة حق في اختيار من ينوب عنها في الحكم والقيادة والعقل السليم بقر بهذا المبدأ
إن الأمة الإسلامية ليست قطيعا من الخراف ، يجب أن يفرض عليهم راع بعينه يسوقهم سوقا ، بل إن الله تعالى قد كرم هذه الأمة وجعلها خير الأمم لنفسها وللناس جميعا ، وكرم أهلها المؤمنين المخلصين وجعل أمرهم شورى بينهم ، وهذا هو الاحترام التام لملكة العقل التي وهبها الله تعالى للإنسان السوي الذي يعرف حق الله تعالى ويعرف حق دينه ويعرف مصلحة أمته .
والله عز وجل عندما وصف المسلمين وصفهم بقوله : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، بل وبالغ في تكريمهم حتى أمر النبي المعصوم المؤيد بالوحي أن يشاورهم فقال تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) .
والنبي ص أحرص الخلق على احترام حق الأمة الذي وهبة الله تعالى لها في اختيار من تراه أنسب لأن ينوب عنها في إقامة الدين وسياسة الدنيا به ، ومن تراه أرفق بها وأقدر على أن يقودها إلى بر الأمان .
والنبي ص لم يكن يوما من الأيام ملكاً يصدر الأوامر ويفرض عليهم القيود ويلغي حقوقهم وملكاتهم وحرياتهم السياسية والفكرية والاجتماعية ، بل كان أحرص الخلق على تكريمهم وتقديرهم ، حتى كان أكثرهم مشاورة لأصحابة ، وحتى وصفه الله تعالى بقوله( لقد جاء رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وفي أغلب الأحيان كان النبي ص يصدر أوامره بمشورة أصحابه إن لم يكن بوحي من الله عز وجل وأمر الخلافة لم يكن هناك فيه نص قرآني صريح ولا وحي من الله يوجب التنصيص على إمام بعينه لذلك آثر النبي ص أن يترك لأمته الأمر دون أن يتدخل الملوك والأمراء بل كان هديه هو هدي النبي الرسول الرؤوف الرحيم بأمته والمقدر لحرياتها وسيادتها .
وهذا ما حدث فعلاً إذ اجتمعت الأمة بعده على خيرها الصديق أبي بكر رضي الله عنه الذي أكمل بناء أمة الإسلام على خير ما أخلفه به النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان بوسع النبي ص أن ينص نصاً صريحاً على سيدنا أبي بكر ، وما كان سيجد من الأمة جمعاء إلا السمع والطاعة ، ولكن بعد أبي بكر وإلى قيام الساعة من سيقوم بالأمر ؟ ومن سيقوم بتحديد الإمام ؟
وهكذا يقرّ دين الإسلام بالحقوق السياسية والفكرية والاجتماعية ، التي لم تصل إليها أمم الغرب إلا بعد بحور من الدماء والظلم والظلام.
بقي أن أقول أنه إذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين التي يجب النص على صاحبها ، فإننا نعلم يقينا أن دين الإسلام دين خالد إلى قيام الساعة والنبي ص قد ينص على من يخلفه ، فهل يعقل أن النبي نص على أولئك الخلفاء وإلى قيام الساعة ؟ ! وإن كان ذلك حدث فلا يعقل أن لا يصلنا تنصيصه بذلك أو أن لا نسمع به مطلقا .
وإذا كان النبي ص نص على إمام بعينه فهل يعقل أن صحابته جميعا يخالفون هذا النص ويجتمعون في السقيفة وبعدها للتشاور في أمر الخلافة ؟ ! إننا ننزه الصحابة عن هذه المخالفة الجلية لأمر النبي ص ، وذلك لأنهم الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ووصفهم بالإيمان والإحسان وصفهم بالصدق والإخلاص ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وجعلهم خير أصحاب الأنبياء ، إننا ننأى بهم عن مخالفة النبي ص ، وهم كانوا – طاعة لله ورسوله – يقتلون آباءهم وإخوانهم وأولادهم على الإسلام ونصرته ، باعوا الدنيا للآخرة ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله ، فهل يعقل بهؤلاء أن يخالفوا أمر النبي لدنيا قد باعوها بأرواحهم وأنفسهم من قبل ؟ !
الحمد لله حمد الشاكرين على هذا الدين القويم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إلى يوم الدين
فإني سأبدأ كلامي في البحث في أصول التاريخ المنبعث من العقل والمنطق لا من التعنت والعصبية والتقليد
وأرى أنه لزاماً علي أن أقول بأني من أتباع السنة المحمدية ومحباً لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأقتفي معهم طريق النجاة إلى ما وعد الله به الأبرار من عباده.
وبعد فإن إخواننا الشيعة أول ما يعتقدون به هو الإمامة وولاية أهل البيت دون صحابة رسول الله ص
أما نحن فنعتقد بأخوة المسلمين جميعاً وخصوصاً في صدر الإسلام وعهد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من بعده.
ودعوني الآن أتناول نقاط الخلاف في ذلك:
يقولون بأنه لا يعقل أن النبي ص يترك الأمة هكذا قبل موته دون أن يحدد لهم إماما يدير أمر الأمة ويخلف النبي ص في مصالحها ، ويرفع الخلاف ، ويقود الأمة إلى بر الأمان ؟ !
إذاً ليس في الدين أمر أهم من الإمامة التي بها حفظ الدين ورفع الخلاف واستقرار الأمة
ونحن نقول في ذلك بأن للأمة حق في اختيار من ينوب عنها في الحكم والقيادة والعقل السليم بقر بهذا المبدأ
إن الأمة الإسلامية ليست قطيعا من الخراف ، يجب أن يفرض عليهم راع بعينه يسوقهم سوقا ، بل إن الله تعالى قد كرم هذه الأمة وجعلها خير الأمم لنفسها وللناس جميعا ، وكرم أهلها المؤمنين المخلصين وجعل أمرهم شورى بينهم ، وهذا هو الاحترام التام لملكة العقل التي وهبها الله تعالى للإنسان السوي الذي يعرف حق الله تعالى ويعرف حق دينه ويعرف مصلحة أمته .
والله عز وجل عندما وصف المسلمين وصفهم بقوله : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، بل وبالغ في تكريمهم حتى أمر النبي المعصوم المؤيد بالوحي أن يشاورهم فقال تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) .
والنبي ص أحرص الخلق على احترام حق الأمة الذي وهبة الله تعالى لها في اختيار من تراه أنسب لأن ينوب عنها في إقامة الدين وسياسة الدنيا به ، ومن تراه أرفق بها وأقدر على أن يقودها إلى بر الأمان .
والنبي ص لم يكن يوما من الأيام ملكاً يصدر الأوامر ويفرض عليهم القيود ويلغي حقوقهم وملكاتهم وحرياتهم السياسية والفكرية والاجتماعية ، بل كان أحرص الخلق على تكريمهم وتقديرهم ، حتى كان أكثرهم مشاورة لأصحابة ، وحتى وصفه الله تعالى بقوله( لقد جاء رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وفي أغلب الأحيان كان النبي ص يصدر أوامره بمشورة أصحابه إن لم يكن بوحي من الله عز وجل وأمر الخلافة لم يكن هناك فيه نص قرآني صريح ولا وحي من الله يوجب التنصيص على إمام بعينه لذلك آثر النبي ص أن يترك لأمته الأمر دون أن يتدخل الملوك والأمراء بل كان هديه هو هدي النبي الرسول الرؤوف الرحيم بأمته والمقدر لحرياتها وسيادتها .
وهذا ما حدث فعلاً إذ اجتمعت الأمة بعده على خيرها الصديق أبي بكر رضي الله عنه الذي أكمل بناء أمة الإسلام على خير ما أخلفه به النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان بوسع النبي ص أن ينص نصاً صريحاً على سيدنا أبي بكر ، وما كان سيجد من الأمة جمعاء إلا السمع والطاعة ، ولكن بعد أبي بكر وإلى قيام الساعة من سيقوم بالأمر ؟ ومن سيقوم بتحديد الإمام ؟
وهكذا يقرّ دين الإسلام بالحقوق السياسية والفكرية والاجتماعية ، التي لم تصل إليها أمم الغرب إلا بعد بحور من الدماء والظلم والظلام.
بقي أن أقول أنه إذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين التي يجب النص على صاحبها ، فإننا نعلم يقينا أن دين الإسلام دين خالد إلى قيام الساعة والنبي ص قد ينص على من يخلفه ، فهل يعقل أن النبي نص على أولئك الخلفاء وإلى قيام الساعة ؟ ! وإن كان ذلك حدث فلا يعقل أن لا يصلنا تنصيصه بذلك أو أن لا نسمع به مطلقا .
وإذا كان النبي ص نص على إمام بعينه فهل يعقل أن صحابته جميعا يخالفون هذا النص ويجتمعون في السقيفة وبعدها للتشاور في أمر الخلافة ؟ ! إننا ننزه الصحابة عن هذه المخالفة الجلية لأمر النبي ص ، وذلك لأنهم الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ووصفهم بالإيمان والإحسان وصفهم بالصدق والإخلاص ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وجعلهم خير أصحاب الأنبياء ، إننا ننأى بهم عن مخالفة النبي ص ، وهم كانوا – طاعة لله ورسوله – يقتلون آباءهم وإخوانهم وأولادهم على الإسلام ونصرته ، باعوا الدنيا للآخرة ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله ، فهل يعقل بهؤلاء أن يخالفوا أمر النبي لدنيا قد باعوها بأرواحهم وأنفسهم من قبل ؟ !
تعليق