إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بحث في أصول التاريخ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بحث في أصول التاريخ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمد الشاكرين على هذا الدين القويم
    والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين إلى يوم الدين

    فإني سأبدأ كلامي في البحث في أصول التاريخ المنبعث من العقل والمنطق لا من التعنت والعصبية والتقليد
    وأرى أنه لزاماً علي أن أقول بأني من أتباع السنة المحمدية ومحباً لكل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وأقتفي معهم طريق النجاة إلى ما وعد الله به الأبرار من عباده.
    وبعد فإن إخواننا الشيعة أول ما يعتقدون به هو الإمامة وولاية أهل البيت دون صحابة رسول الله ص
    أما نحن فنعتقد بأخوة المسلمين جميعاً وخصوصاً في صدر الإسلام وعهد خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم من بعده.
    ودعوني الآن أتناول نقاط الخلاف في ذلك:
    يقولون بأنه لا يعقل أن النبي ص يترك الأمة هكذا قبل موته دون أن يحدد لهم إماما يدير أمر الأمة ويخلف النبي ص في مصالحها ، ويرفع الخلاف ، ويقود الأمة إلى بر الأمان ؟ !
    إذاً ليس في الدين أمر أهم من الإمامة التي بها حفظ الدين ورفع الخلاف واستقرار الأمة
    ونحن نقول في ذلك بأن للأمة حق في اختيار من ينوب عنها في الحكم والقيادة والعقل السليم بقر بهذا المبدأ
    إن الأمة الإسلامية ليست قطيعا من الخراف ، يجب أن يفرض عليهم راع بعينه يسوقهم سوقا ، بل إن الله تعالى قد كرم هذه الأمة وجعلها خير الأمم لنفسها وللناس جميعا ، وكرم أهلها المؤمنين المخلصين وجعل أمرهم شورى بينهم ، وهذا هو الاحترام التام لملكة العقل التي وهبها الله تعالى للإنسان السوي الذي يعرف حق الله تعالى ويعرف حق دينه ويعرف مصلحة أمته .
    والله عز وجل عندما وصف المسلمين وصفهم بقوله : ( وأمرهم شورى بينهم ) ، بل وبالغ في تكريمهم حتى أمر النبي المعصوم المؤيد بالوحي أن يشاورهم فقال تعالى : ( وشاورهم في الأمر ) .
    والنبي ص أحرص الخلق على احترام حق الأمة الذي وهبة الله تعالى لها في اختيار من تراه أنسب لأن ينوب عنها في إقامة الدين وسياسة الدنيا به ، ومن تراه أرفق بها وأقدر على أن يقودها إلى بر الأمان .
    والنبي ص لم يكن يوما من الأيام ملكاً يصدر الأوامر ويفرض عليهم القيود ويلغي حقوقهم وملكاتهم وحرياتهم السياسية والفكرية والاجتماعية ، بل كان أحرص الخلق على تكريمهم وتقديرهم ، حتى كان أكثرهم مشاورة لأصحابة ، وحتى وصفه الله تعالى بقوله( لقد جاء رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) وفي أغلب الأحيان كان النبي ص يصدر أوامره بمشورة أصحابه إن لم يكن بوحي من الله عز وجل وأمر الخلافة لم يكن هناك فيه نص قرآني صريح ولا وحي من الله يوجب التنصيص على إمام بعينه لذلك آثر النبي ص أن يترك لأمته الأمر دون أن يتدخل الملوك والأمراء بل كان هديه هو هدي النبي الرسول الرؤوف الرحيم بأمته والمقدر لحرياتها وسيادتها .
    وهذا ما حدث فعلاً إذ اجتمعت الأمة بعده على خيرها الصديق أبي بكر رضي الله عنه الذي أكمل بناء أمة الإسلام على خير ما أخلفه به النبي صلى الله عليه وسلم
    لقد كان بوسع النبي ص أن ينص نصاً صريحاً على سيدنا أبي بكر ، وما كان سيجد من الأمة جمعاء إلا السمع والطاعة ، ولكن بعد أبي بكر وإلى قيام الساعة من سيقوم بالأمر ؟ ومن سيقوم بتحديد الإمام ؟
    وهكذا يقرّ دين الإسلام بالحقوق السياسية والفكرية والاجتماعية ، التي لم تصل إليها أمم الغرب إلا بعد بحور من الدماء والظلم والظلام.
    بقي أن أقول أنه إذا كانت الإمامة أصلا من أصول الدين التي يجب النص على صاحبها ، فإننا نعلم يقينا أن دين الإسلام دين خالد إلى قيام الساعة والنبي ص قد ينص على من يخلفه ، فهل يعقل أن النبي نص على أولئك الخلفاء وإلى قيام الساعة ؟ ! وإن كان ذلك حدث فلا يعقل أن لا يصلنا تنصيصه بذلك أو أن لا نسمع به مطلقا .
    وإذا كان النبي ص نص على إمام بعينه فهل يعقل أن صحابته جميعا يخالفون هذا النص ويجتمعون في السقيفة وبعدها للتشاور في أمر الخلافة ؟ ! إننا ننزه الصحابة عن هذه المخالفة الجلية لأمر النبي ص ، وذلك لأنهم الذين رضي الله عنهم وأرضاهم ووصفهم بالإيمان والإحسان وصفهم بالصدق والإخلاص ، وجعلهم خير أمة أخرجت للناس ، وجعلهم خير أصحاب الأنبياء ، إننا ننأى بهم عن مخالفة النبي ص ، وهم كانوا – طاعة لله ورسوله – يقتلون آباءهم وإخوانهم وأولادهم على الإسلام ونصرته ، باعوا الدنيا للآخرة ، وباعوا أنفسهم ابتغاء مرضات الله ، فهل يعقل بهؤلاء أن يخالفوا أمر النبي لدنيا قد باعوها بأرواحهم وأنفسهم من قبل ؟ !

  • #2
    بحث في أصول التاريخ (2)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويدفع نقمه ويكافئ مزيده
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم رسل الأنام وعلى آله وصحبه الكرام

    أخصص بحثي هذا في قول الشيعة بنصوص نصها النبي ص على إمامة سيدنا علي رضي الله عنه
    من بعده ويظنون بأنها من كتبنا

    نعم ولكن لا بد أن أنبه بأن الشيعة عندما يقولون كتبنا فإنهم إما أن:
    -يزيدون على النصوص المكتوبة في كتبنا أو ينقصون منها مما يغير معاني وأهداف النص
    -أو يأتون بها من كتب ليست من كتبنا بل هي ملفقة
    -بعض رواة الحديث يحذرون من الأحاديث الموضوعة الملفقة ويسردون لها أبحاثاً ثم إن الشيعة
    يأتون بها ويقولون أنها من كتبنا

    ومن ذلك حديث غدير خم وهي أقوى أسانيدهم في إسناد النبي ص الإمامة لسيدنا علي
    وإليكم الحديث كما يروونه:

    لما صدر الرسول صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزلت عليه
    في الثامن عشر من ذي الحجة آية(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك
    من ربك ولن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس))
    فنزل غدير خم من الجحفة -مكان بين مكة والمدينة- ووقف هناك حتى لحقه من بعده
    ورد من كان تقدم ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ثم قام خطيبا
    فكان من خطبته صلى الله عليه وآله أنه قال
    ((ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسكم ؟))
    قالوا بلى يا رسول الله قال ((ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟))
    قالوا بلى يا رسول الله ،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب بضبعيه
    فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما ثم قال ((أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم
    فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره
    واخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه)) ,ثم قال ((اللهم اشهد))
    ثم لم يفترقا حتى نزلت هذه الآية(( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
    نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
    ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب بالرسالة لي والولاية لعلي))

    والآن إليكم ما في الكتب المعتمدة:
    إن هذا الحديث ملفق من عدة روايات مع زيادة بعض العبارات النابعة من الأهواء
    أم الآية(( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ولن لم تفعل فما بلغت رسالته
    والله يعصمك من الناس))فمعناها أن يا أيها الرسول أظهر التبليغ لأنه كان ص في أول الإسلام
    يخفيه خوفا من المشركين ثم أمر بإظهاره في هذه الآية وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس
    وكان سيدنا عمر رضى الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال((لا نعبد الله سراً))
    وفي ذلك نزلت((يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين))[الأنفال64]
    فدلت الآية على رد قول الشيعة إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من أمر الدين تقية
    وهذا باطل ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يسر إلى أحد شيئا من أمر الدين
    لأن المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهراً ولولا هذا ما كان في
    قوله عز وجل((وإن لم تفعل فما بلغت رسالته))وهذا أمر للنبي ص وأمر لحملة العلم من أمته
    ألا يكتموا شيئاً من أمر شريعته وفي صحيح مسلم من مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
    ((من حدثك أن محمداً صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد كذب والله تعالى يقول
    ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته))
    وقال ابن عباس قال النبي ص ((لما بعثني الله برسالته ضقت بها ذرعا وعر فت أن من الناس
    من يكذبني فأنزل الله هذه الآية))وكان أبو طالب يرسل كل يوم مع رسول الله ص رجالاً
    من بني هاشم يحرسونه حتى نزل((والله يعصمك من الناس))فقال النبي ص((يا عماه إن الله
    قد عصمني من الجن والإنس فلا احتاج إلى من يحرسني))
    ويختم الله تعالى هذه الآية بقوله((والله لا يهدي القوم الكافرين))وفي هذا بيان أن الآية
    تتعلق بعلاقته صلى الله عليه وسلم مع المشركين لا مع المسلمين
    أما قوله تعالى((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))
    فنزل في يوم جمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر ورسول الله ص
    واقف بعرفة على ناقته العضباء فكادعضدالناقة ينقد من ثقلها فبركت
    حيث كمل معظم الدين وأُمَّ الحج إذا لم يطف معهم في هذه السنة مشرك ولا طاف بالبيت عريان
    ووقف الناس كلهم بعرفة وقيل((أكملت لكم دينكم)) بأن أهلكت لكم عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله
    وقد بكى سيدنا أبو بكر عقب نزول هذه الآية إذ علم بقرب فراق الحبيب المصطفى ص

    أما الوارد في غدير خم فكان لشكوى الناس من سيدنا علي رضي الله عنه قصة سابقة
    وهي أن النبي ص قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل عليا إلى اليمن ليجمع الصدقات فجمع علي رضي الله
    عنه الصدقات ووافى بها النبي ص في مكة ليحج معه ص وفي الطريق أراد الناس أن يستعملوا
    شيئا من الصدقة حتى إذا وصلوا إلى النبي ص سلموها له ولكن علياً رضي الله عنه ولشدة
    احتياطه وعدم مجاملة الناس على حساب الحق الأغر رفض أن يستعمل الناس شيئا من الصدقة لكونهم
    لا يملكونها وهي حق لبيت مال المسلمين فاشتد عليهم الطريق ولما سنحت لهم الفرصة شكوا ذلك للنبي ص
    فقال ص ليبيض صفحة سيدنا علي أمام الناس الذين اشتكوه((من كنت مولاه فهذا علي مولاه))
    وتأكيدا للثناء على الإمام علي رضي الله عه قال ص((اللهم وال من والاه وعاد من عاداه))
    وأما زيادة((وانصر من نصره واخذل من خذله))فضعيفة
    وأما الزيادات والمبالغات التي يتقولها البعض على حديث رسول الله ص ومنها قولهم((اللهم انصر
    من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار))فهي زيادات لا تصح ولا يلتفت إليها أهل العلم
    ولم يرد البتة أن النبي ص رفع يد علي ولم يتفرقا حتى نزل قوله تعالى((اليوم أكملت لكم دينكم))
    ولا قوله -الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب لي بالرسالة ولعلي بالولاية -
    أما معنى (*(من كنت مولاه فهذا علي مولاه)*)أي حبيبه ومناصره وحليفه
    اللهم تولنا بعايتك ورحمتك ونصرك .......آمين

    تعليق


    • #3
      لقد تم اختيار الخلفاء الراشدين
      ساداتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين بشورى المسلمين جميعهم وإجماعهم .

      تعليق


      • #4
        سيدنا أبو بكر هو أولى الناس بالخلافة بعد النبي

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويدفع نقمه ويكافئ مزيده
        والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم رسل الأنام وعلى آله وصحبه الكرام

        فيما يلي أسرد دليلاً قوياً على أحقية سيدنا أبو بكر باخلافة بعد النبي ص
        وهو أقوى من أقوى الحجج التي يأتي بها الشيعة في عكس ذلك

        لما اشتد مرض رسول الله ص في أيامه الأخيرة وكان صلى الله عليه وسلم في بيت
        السيدة عائشة رضي الله عنها شعر بقلق أصحابه وحزنهم عليه فطلب أي يخرج إلى الناس
        و يكلمهم.

        ثم خرج عليه الصلاة والسلام عاصب الرأس فجلس على المنبر ثم كان أول ما تكلم به أن
        صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ثم قال(( عبدٌ خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا
        وبين ما عنده ))فبكى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه إذ عمل قصد النبي ص ونادى(( فديناك
        بآبائنا وأمهاتنا ))فقال ص ((على رسلك يا أبا بكر إن من أمن الناس علي في ماله وصحبته
        أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام لا تبقين في المسجد خوخة
        إلا خوخة أبي بكر وإني فرط -ذخر- لكم وأنا شهيد عليكم وإني ما أخاف أن تشركوا بعدي ولكني
        أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها)) متفق عليه

        وعاد صلى الله عليه وسلم إلى بيته وماهو إلا اشتد به وجعه وثقل عليه مرضه.

        روت سيدتنا عائشة رضي الله عنها قال لي رسول الله ص في مرضه((ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك
        حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا
        أبا بكر)) رواه مسلم.

        ثم اشتد المرض به صلى الله عليه وسلم أكثر فأكثر ولم يعد عليه الصلاة والسلام يطيق الخروج
        إلى الصلاة مع الناس فقال((مروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة رضي الله عنها((يا
        رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف -رقيق- وأنه إذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس فقال((إنكن
        صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس))

        فكان أبو بكر هو الذي يصلي بالناس
        وقد روى البخاري ومسلم والإمام مالك والإمام أحمد وابن ماجه أن النبي ص خرج خلال ذلك مرة
        وقد شعر بخفة فأتى فوجد أبا بكر وهو قائم يصلي بالناس فاستأخر أبو بكر فأشار إليه رسول
        الله ص أن كما أنت فجلس رسول الله ص إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله ص
        وهو جالس وكان الناس يصلون بصلاة أبي بكر رضي الله عنه

        و على هذا أقول للأخوة الشيعة هل يعقل أن يسلم النبي ص مهامه الأساسية قبل وفاته لمن هو ليس
        له الحق بالولاية بعده

        أليس كل منا يعلم الحكمة من ذلك وهي أن سيدنا أبو بكر هو خير الناس لقيادة الأمة الإسلامية بعد
        رسول الله ص
        وهل يعقل عاقل أن يعترض سيدنا علي وهو خير فتيان عصره على ما ارتضاه المسلمون لإتمام رسالة
        الإسلام بقيادة أبو بكر قبل وفاة النبي ص أو بعد ذلك.

        تعليق


        • #5
          بطلان الشورى للخلافة بالنص
          بسم الله الرحمن الرحيم
          يقول تعالى في محكم كتابه ، في سورة الأحزاب ، الآية 36
          ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا ) صدق الله العلي العظيم

          خلافة مقام رسول الله (ص) بنظرالشيعة إمامة وبنظر السنة خلافة ، و هذا ما سبب الفرق فيما بعد
          وعلى نحو الخُلاصة فأن مقام رسول الله (ص) هو منصب إلهي ، لا يمكن لأحد أن يحتله إلا إذا كان بنفس مواصفات رسول الله (ص) هم يعتبرون أن هذا المقام له فقط جنبة سياسية وإدارة شؤون العباد، مثله مثل أي سلطان أو حاكم أو أي ملك، ولكن عليه أن يسير على ضوء الكتاب والسنة.
          بل أكثر من ذلك كما سنرى فيما بعد ، أن اهل السنة تاهوا، حتى اشتراط العدالة لم يشترطوه. لذلك تجد في أبحاثهم العقائدية والفقهية أن السلطان وإن ظلم وإن فسق وإن جار لا يجوز الخروج عليه !!
          معنى ذلك أنهم يسلمون أنه يكفي الجانب السياسي في مقام الخلافة وإن كان يسوس العباد على ضوء أهوائه وآرائه بل وإن كان على خلاف كتاب الله وسنة رسوله .
          ولا بد من البحث في الإمامة والخلافة لكن قبل هذا البحث ، دعونا نرى ونتجرد نظرياً ، لأن الشيء إذا أردت أن تدركه لا بد أولاً أن تخرج منه وتنظر إليه بنظرة عقلية. ولأن الإمامة من الأمور الإعتقادية ولا يجوز فيها التقليد ولا بد فيها من الاجتهاد والاجتهاد لا يكفي أنك تنظر إليها نظرة تابع بل أن تنظر إليها نظرة المالك للدليل ، أعندك دليل على صحتها؟
          أعندك دليل على إثباتها ؟وعلى إبطال نقيضها وعلى إبطال ضدها ؟
          حتى تملك الدليل لا بد أن تنظر إليها نظرة عقلية، ولكي تنظر إليها نظرة عقلية يجب أن تخرج منها وتراها . إذا خرجت من مسألة الإمامة أو الخلافة ونظرت إليها تجد أن العقل حاكم بأن رسول الله (ص) بالنسبة للخلافة ماذا كان يجب أن يعمل ؟
          تجد أن العقل يقول لك أمام رسول الله ثلاثة احتمالات ليس لهم رابع :
          الاحتمال الأول: إما أن رسول الله يسكت ويهمل مسألة الخلافة ، فقط يعمل بالأمور الحاضرة ، ومسألة الخلافة لمن يتركها : لله ، للمسلمين ؟، للشياطين ؟، للمؤمنين ؟!! ويسكت ويهمل مسألة الخلافة على الإطلاق
          إحتمال ثانٍ هو أن يكون النبي قد مهد لمسألة الخلافة إلى الأمة ، جعل أمر الخلافة إلى الأمة، وأن الأمة هم يدبرون عبر طريقة عبر مسلك وعبر بيان من رسول الله ، عبر هذا الشيء يدبرون أمر الخلافة بعد رسول الله (ص).
          الإحتمال الثالث هو أن ينص النبي على الخلافة فيما بعد، ولا يوجد احتمال رابع .
          وما دام الأمر يدور في هذه الإحتمالات الثلاثة ، دعنا نرى كل احتمال ، وهذا الدليل العقلي يسمونه دليل السبر والتقسيم ، يعني أي مسألة تريد أن تدركها يجب أن تجزئها ، عندما تجزئها تنظر إلى كل جزء بنفسه ، وعندما تبطل كل الإحتمالات ويثبت عندك احتمال أخير ، تكون أنت تمسك الدليل ووصلت إلى هذا الاحتمال بدليل عقلي ولا تكون تابع وتكون عالماً بما تعتقد .
          الإحتمال الأول : أن يكون النبي (ص) ساكتاً عن أمر الخلافة ، مهملاً لأمر الإمامة على الإطلاق ، يردّه أولاً أن النبي (ص) أخبر بوقوع الإختلاف في أمته ، أخبر بالحديث المستفيض المشهور : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية والباقي في النار .
          ولعلمه باختلاف أصحابه من بعده ، من الممكن أن تقول ستفترق أمتي ليس في زمن أصحابه أي في زمن أصحابه يكونوا متفقين ، يمكن في زمان التابعين أو تابعي التابعين ؛ يرد هذا القول قوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم… ) آل عمران،144 .
          القرآن يخاطب الموجودين في زمن رسول الله ، يخاطب الصحابة ، وعندما كان يخاطب الصحابة ويقول لهم إذا مات النبي أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، والانقلاب هو الرجوع القهقرة، هو الإدبار عن الدين . فإذاً النبي عندما قال ستفترق أمتي يعني سيبتدئ الخلاف من زمن الصحابة ، بالإضافة إلى ذلك أخبار الحوض ، وسنذكر خبراً من صحيح البخاري – الجزء 7 ، ص 50 : يقول النبي (ص): يرد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي سيحلّؤون عن الحوض ( أي يمنعون ) فأقول يا ربي أصحابي فيقول الله عز وجل إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرة. إذاً مع وجود هذا الخبر ومع وجود الآية فإذاً النبي عالم باختلاف الصحابة من بعده؛ إذا كان يعلم باختلاف الصحابة من بعده ويعلم أن هذا الإختلاف هو السبب في اختلاف أمة النبي إلى يوم القيامة وأن هذا الخلاف سوف يولّد مذاهب وفرق.
          والاختلاف بالفتوى الفقهية لا يشكل مذاهب؛ بخلاف الاختلاف في العقائد عندما نختلف في العقائد أولاً نقطع بصحة ما نذهب إليه.
          نحن الشيعة عندما نقول أن الإمامة إلى أمير المؤمنين لا نقول: ويُحتمل الغلط أو الخطأ،بل نجزم بالصواب.
          ثانيأً لا ننظر إلى الآخرين ونعذّرهم أي نقول أنهم معذورين نقول أن المطّلع منهم سيعاقب غداّ يوم القيامة. طبعاً نحن هكذا نقول، وهم أيضاً يقولون بحقّنا كذلك. لما يكون الاختلاف ليس معذِّراً أي لا يوجد تعذير ويكون على نحو الجزم سيوصل الخلاف إلى مذاهب وإلى فرق .
          فإذا كان النبي يعلم أن الاختلاف بين الصحابة سيولّد اختلافاً في المذاهب وسيولّد اختلافاً مذهبياً في أمّته .

          أيعقل أن النبي بعد ما أسس هذا الأساس كلّه يتـركه من دون أن يبيّن المائز بين الحق والباطل عند بوادر الخلاف، وعند بروز وظهور الخلاف !؟
          وهو(ص) ما ترك المدينة قط في حربه أو غزوته أو في سفر إلا واستخلف عليها أميراً من بعده مع أنه هو يترك المدينة لمدة شهر ، مدة عشرة أيام ، أو عشرين يوم ثم يرجع ، كان يجعل على المدينة أمير من قبل رسول لله، ومن يبقى في المدينة إذا خرج النبي ؟!! يبقى فقط النساء والصبيان ، وفي هذا كان عمله في هكذا مورد قائماً على استخلاف ابن أم مكتوم، رجل أعمى، وطبعاً بسبب أنه لا يبقى أحداً من الرجال كلهم يخرجون مع رسول الله (ص)، ومع ذلك فإنه يُبقي خليفة لرسول الله على المدينة ؛ إلا في غزوة تبوك، ترك النبي على المدينة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) . ويومها قالوا لأمير المؤمنين ما مضمونه أنه قلاك رسول الله ، تركك عن قِلى (عن بغض) وأمّرك على النساء والصبيان، والنبي لم يتوغّل بعد في السفر، فلحقه وأخبره بما يقال له ، عندها أخبره حديث المنزلة: قال له( ألا ترضى بأن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ) في هذا المورد فقط ترك أمير المؤمنين ، لأن في غزوة تبوك تخلّف المنافقون ، عندما تخّلف المنافقون ، اضطر النبي على أن يتـرك أمير المؤمنين على المدينة، ولم يعد مناسباً لأن يتـرك لهم ابن أم مكتوم ، لأنهم يريدون واحداً كذات رسول الله ولا يوجد غير أمير المؤمنين (ع) .
          فإذا كان عمل الرسول قائماً على ترك خليفة في المدينة كلما تركها ، أيعقل أن يكون قد ترك هذا العمل عندما دان أجله وعلم بارتحاله إلى الدار الاخرة ؟!! إذاً لا بد وأن يتـرك خليفة على الأمة الإسلامية.
          الأمر الثالث أنه إذا أردنا أن نقول بأن النبي (ص) أهمل أمر الإمامة والخلافة ، أو سكت عنها! لعُدّ حينئذٍ متهاوناً ، لماذا؟
          لأنه إذا رأيت سيرة العقلاء فكل شخص إذا أسّس أمراً عظيماً ويموت ولا يترك عليه خليفة ، أفلا يُعد عندئذ متهاوناً . أيعقل أن ننسب التهاون إلى رسول الله (ص) وهو على خلاف حكمته، ورسول الله (ص) حكيم يضع الشيء في مواضعه.
          من هنا يتبيّن أن الإحتمال الأول أمر إهمال الخلافة أو السكوت عنها أمر احتماله مرفوض ولا يصح .
          الاحتمال الثاني : أن يكون النبي (ص) أوكل أمر الخلافة والإمامة إلى الأمة من خلال مبدأ الشورى أن يتشاوروا مع بعضهم وهم يعينون الخليفة على أنفسهم .
          بالنسبة إلى هذا الأمر الثاني مردود
          أولاً لا يوجد نصّ نبوي أو أي حديث عن رسول الله (ص) يدل على أصالة الشورى في أمر الخلافة أو الإمامة ، إن قلت ما من داعٍ للنص النبوي لأنه يوجد نصوص تدل على الشورى في القرآن ، ونصوص الشورى في القرآن عامة تشمل الخلافة وتشمل غيرها ، وإذا يوجد دلالة ولو بالعموم على شيء ، ما من داعٍ بعد أن يدل عليه الله سبحانه وتعالى أو النبي (ص)بالخصوص .
          والنصوص القرآنية التي تدل على الشورى آيتان لا ثالث لهما .
          وسيأتي بيانها , ولوبحثنا القرآن من أوله إلى آخره نجد فيه آيتان تتحدث عن الشورى ،
          ولكن اي شورى ؟

          تعليق


          • #6
            الآية الأولى قوله تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) آل عمران، 159-
            والآية الثانية ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) - الشورى، 38.
            بالنسبة للآية الأولى ، اعتمد السنة على أن مسألة الخلافة قد شرّعها الله من خلال الشورى بين المؤمنين .
            أن الرد عليهم أن هذه الآية في سورة آل عمران هي أولاً نزلت بعد واقعة أحُد ، هذا من جهة من جهة ثانية إذا رجعت إلى سورة آل عمران تجد أن النازل بعد واقعة أحد هو من الآية 139 إلى الآية 179 وليس آيةً واحدة، بقوله تعالى( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين . ان يمسسكم قرح ) لأنهم في بدر انتصروا ، في أحد وقع عليهم خسارة ( فقد مسّ القوم قرح مثله) اي أنتم انتصرتم في بدر وهم انتصروا في أحد ، إلى بقية الآيات… ولكن محل الشاهد أن الله جل وعلا أنزل من جملتها هذه الآية في سورة آل عمران والتي هي ( فبما رحمة من الله لنت لهم ... )
            بالنسبة إلى هذه الآية ، أُمر رسول الله (ص) بأن يشاور الصحابة ( وشاورهم في الأمر ) . بحسب السياق ماذا نستفيد ؟
            نستفيد أمرين ، أولاً أن مبدأ الشورى ليس للأمة
            مبدأ الشورى للنبي لأن الله ما خاطب الأمة بالمشوَرة ، بل خاطب النبي بأن يشاور وهذا على خلاف المدّعى عند السنة ، هم يقولون أن الأمة بعد وفاة رسول الله (ص)أُمرت بأن تتشاور لكن النص لا يقول وليتشاور المسلمون بعد رسول الله لا يوجد هكذا نص قرآني
            النص القرآني أنزل على النبي ، أُمر النبي بأن يشاور ( وشاورهم ) ، فالأمر أن النبي يشاور ولا تنفع هذه الشورى بعد وفاة النبي
            لأن أي تكليف عندما توجهه إلى شخص ينتفي بموته ، فعندما يتوفى النبي (ص) فكل تكليف بحقه (ص) الشخصي ينتفي ، ولا يبقى له مورد، هذا الأمر الأول.
            الأمر الثاني أن لفظ (..في الأمر ) ما هو هذا الأمر ؟! إذا أردت أن تنظر في سياق الآيات كلها ، المراد بالأمر هو أمر الحروب ليس إلا وليس شاورهم في الأمر في أي شيء ، وهل النبي شاورهم عندما أراد أن يزوّج ابنته فاطمة الزهراء (ع) مثلا، هل في سيرة النبي أنه (ص) كان يشاور الصحابة في أي أمر شخصي من أموره ، هل كان يشاورهم في أي أمر عام ، لم يكن يشاورهم إلا في الحروب فقط ، وهذه نقطة مغفول عنها قد لا يلتفت إليها أحد عند السنة.
            لذلك تجد مثلاً في كتاب الواقدي – المغازي، الجزء الثاني ص580 – عن أبي هريرة قال (فلم أرَ أحداً كان أكثر مشاورةً لأصحابه من رسول الله (ص) )، ولكن انظر محل الشاهد ، نص عبارة أبي هريرة ، يقول (وكانت مشاورته أصحابه في الحرب فقط ) لم يكن يشاورهم في أي شيء، وهذه السيرة بين أيدينا. خذ كتاب سيرة ابن هشام وكتاب سيرة ابن اسحق ، خذ أي كتاب ، لا تجد أن النبي كان يشاور أصحابه في أي شيء بل فقط في الحروب.
            وبما أنه (ص) كان يشاور في الحروب والأمر وُجه إليه ولم يوجّه إلى المسلمين فإذاً الآية أجنبية عن مسألة الخلافة وأجنبية عن مسألة تأصيل الشورى في أمر الخلافة بعد رسول الله (ص) .
            ومن باب الفائدة ليس إلا ، النبي في كل الحروب كان يشاور الصحابة ، حتى في الخندق كان يشاور ، هو يعرف ماذا يجب أن يعمل ولكن كان يشاورهم لغرض ، هذا الغرض ينقسم تبعاً لشخصية الصحابي ، إذا كان الصحابي مؤمن فمشاورته حتى يبرز ما عنده من حكمة من جهة وحتى يحثّه على الحرب من جهة ثانية .
            بالله عليكم ، من الناحية المنطقية ، عندما تكون جماعة تسير في طريق وعليهم قائد إذا بقي هذا القائد يعطي أوامر وأوامر من دون أن يأخذ آراءهم ، لا يشعروا أنهم جزء أساسي من الحملة ، يشعرون أنهم جزء ولكن غير أساسي ، أما أنه كلما صار عندهم مشكلة أو كلما نزلوا في مكان ، يجلس أمير الحملة ويشاورهم أين نذهب وماذا نفعل ، يصبح كل واحداً في الحملة يشعر بأنه هو جزء أساسي من هذه الحملة . وعندما تشعر أنه بمشورة النبي لك في الحرب مثلا أنك جزء أساسي في الحرب تبذل كل طاقتك في الحرب بخلاف ما لو كنت فقط موضوع تتلقى الأوامر من رسول الله (ص) . هذا إذا كان مؤمناً
            أما إذا كان منافقا أي يستبطن الكفر وجئت لتشاوره في الحرب ؛ فهل رأيت حرباً هي نزهة ، هل رأيت حرباً من دون دم ، هل رأيت حرباً من دون صعاب ، هل رأيت حرباً من دون صك الركاب ، عندما تشاور المنافق ، أين سينظر هو ، سينظر في نقاط الضعف في الحرب ، ولن ينظر إلى النصر ، سيبدأ بالتخذيل ، سيقول لك لا يوجد داعي في محاربتهم فهم هكذا وهكذا ولو تركت ولو عملت .. تكن أبرزت حسكة النفاق من قلبه وبيّنت للمسلمين أن هذا من جملة المنافقين .
            لذلك نجد ان النبي (ص) في الحروب كلها قد شاور لان الله لا يخدع عن دينه واليك فقط نص عن بدر : في بدر شاور النبي أصحابه ، ولكن هم الخبثاء ماذا فعلوا في النقل ؟ كل شيء يخص الشيخان عندهم حاولوا إيصاله إلينا مبتوراً ، في بدر شاور النبي أبو بكر وشاور عمر وشاور المقداد وشاور جملة من الصحابة. والذي نقل إلينا قول أبو بكر وقول عمر وقول المقداد.
            ولكن انظر مثلاً سيرة ابن هشام - في الجزء الثاني ص 253 - يقول : وأتاهم النبي الخبر عن قريش و مسيرها ليمنعوا عِيرهم ( لأن النبي عندما عرف بالقافلة أصبحت بالقرب من المدينة طلع حتى يأخذ القافلة ) بعث أبو سفيان رسول إلى قريش فطلعت قريش طلعت بقدها و قديدها. حتى أن الشخص منهم إذا ما كان يقدر على الحرب كان يستأجر ويرسل واحداً ، وأي واحد لم يكن لا في العير ولا في الجيش كان يُعيَّر ، وعلى هذا كان المثل (لا في العير ولا في النفير) ، كان المثل من قصة بدر، ولكن من ذلك الجانب (جانب المشركين ). فلما علم النبي أنه طلعت قريش كلها بقدها و قديدها وأتاه الخبر عن قريش ومسيرها ليمنعوا عيرهم ، فاستشار الناس ، استشار في الحرب ، فقام أبو بكر نص الخبر ( فقال وأحسن ) ولكن ماذا قال دعنا نعرف ماذا قال، أغفل لنا مقولة القول، مضمون القول ؛ ابن هشام قال وأحسن بالقول ، ولكن ماذا قال؟ سكت عن ذلك !! ( ثم قال وأحسن ثم قام عمر بن الخطاب وقال وأحسن ثم قام المقداد ثم قامت الأنصار ) ، ولكن ماذا قالوا ؟!!! أغلق على الموضوع ، لماذا ؟
            لأنه شيء يمسّهم !! في صحيح مسلم في الجزء الثالث حديث رقم 1403 يقول ( فتكلّم أبو بكر فأعرض عنه ) الحمد لله أنهم لم يتفقوا كيف يريدون تزوير الحقائق ، فكل واحد كان يزوّر من جهته ، وبزمن مختلف عن زمن الآخر ، فلم ينجح معهم التزوير ، ( فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ) أعرض عنه يعني أنه كان الكلام غير مقبول
            ( ثم تكلم عمر فأعرض عنه فقام المقداد ) لم يذكر ماذا قال .
            الذي نقل ماذا قال الكل ، نقله الواقدي في مغازيه . انظر ولاحظ معي ماذا قال عمر ؟ قال عندما استشارهم ( يا رسول الله إنها والله قريش وعزّها ، والله ما ذلت منذ عزت ، والله ما آمنت منذ كفرت ، والله لا تسلّم عزّها أبداً ، و لتقاتلنّك فاتهب لذلك أهبته ، وأعدّ لذلك عدّته ) . إذا نظرت لهذا النص ، فإنه يهوّل بقوة قريش على رسول الله (ص) ، ولهذا أعرض عنه النبي ثم أبو بكر قال مثله .
            انظر ماذا قال المقداد ( ثم قام المقداد ابن عمر فقال يا رسول الله امضِ لأمر الله فنحن معك ) قريش قوية ضعيفة صغيرة وسط ليس لنا دخل ، لنا دخل الله ماذا أمرك ، فامشِ لنمشي معك ( امض لأمر الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيّها (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون والذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك )، فقال له رسول الله خيراً ودعا له بخير ؛ ثم قال رسول الله أشيروا عليّ أيها الناس ) ، خاطب الناس كلها خطاباً واحداً وليس كل شخص لوحده ، وإنما يريد رسول الله (ص) الأنصار ( وكان يظن أن الأنصار لا تنصره إلا في الدار ، إلا في داخل المدينة، لأنهم شرطوا له في بيعة العقبة أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأولادهم ، تمنعه مما تمنع منه نفسك وأولادك في داخل الدار في داخل المدينة . ( فقال رسول الله (ص) أشيروا عليّ ، فقام سعد ابن معاذ وقال أنا أجيب عن الأنصار كأنك يا رسول الله تريدنا ، فقال رسول الله (ص) أجل فقال إنك عسى أن تكون قد خرجت عن أمرٍ قد أوحي إليك في غيره ، وإنا قد آمنا بك وصدّقناك وشهدنا أن كل ما جئت به حق وأعطيناك مواثيقنا وعهودنا على السمع والطاعة فامض يا نبي الله فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك ما بقي منا رجل وصِل من شئت واقطع من شئت وخذ من أموالنا ما شئت وما أخذت من أموالنا أحب إلينا مما تركت والذي نفسي بيده ما سلكت هذا الطريق قط ومالي بها من علم وما نكره أن يلقانا عدوّنا غداً إنا لصُبّر عند الحرب صدّقٌ عند اللقاء لعل الله يريك ما تقر به عينك ). لما فرغ سعد من المشورة ألقى ، وعندما عرف النبي أن الأنصار معه ، فغالب المشركين من قريش ، ( فقال رسول الله (ص) سيروا على بركة الله ) على الحرب ( فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين إما العير أو النفير والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم ) يعني القتال وليس العير ، قال الخبر ( وأرانا رسول الله مصارعهم يومئذٍ ، هذا مصرع فلان وهذا مصرع فلان ) صار يخبرهم أنه هنا سيموت أبو جهل هنا سيموت فلان وفلان .. فما عدا كل رجلٍ مصرعه فعلم القوم أنهم يلاقون القتال وأن العير تُفلَت ورجوا النصر لقول للنبي (ص) .
            إذا النبي كان يشاور فقط في الحرب ليس إلا ، ولكن عطفاً على ما مضى أنه إذا كان منافق تبرز حسكة النفاق من قلبه لجهة التخذيل كما وقع مع عمر وكما وقع مع أبو بكر . لذلك الله تعالى في سورة النبي سورة محمد (ص) يقول ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض ان لن يخرج الله اضغانهم. ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنّهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم ) - محمد، 29 –30 - هذا النفاق سوف يخرجه الله، كيف سيخرجه ؟

            تعليق


            • #7
              يقول ( ولو نشاء لأريناكهم ) أي أريك إياهم كل واحد بصورته ( فلعرفتهم بسيماهم ) فتعرف كل واحد بشخصه ، ولكن هناك طريقة ثانية ستعرفهم بها، قال ( ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم اعمالكم ) أي أعمال ؟ قال ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ) الجهاد أين يكون ؟يكون في الحرب

              تعليق


              • #8
                فإذاً لحن القول سيكون في الحرب، والنبي عندما كان يشاور الصحابة حتى يبرز حسكة النفاق من صدور المنافقين حتى يعرفوا ليس بالنسبة للنبي ، حتى يعرفوا بالنسبة إلى بقية المسلمين. بناءً على ذلك الاية المذكورة ليس لها ربط بمسألة الشُّورى في الخلافة على الإطلاق .
                أما الآية الثانية قوله تعالى ( ووالذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ) –الشورى، 38 والله جل وعلا يتكلم عن المسلمين
                وعندما قال ( وأمرهم شورى بينهم ) اعتبر السنة أن هذه الآية أوضح دلالة من السابقة وأن هذا الآية هي نص ، تلك اعتبروها ظاهر، وهذه الآية اعتبروها نص في تأصيل الشورى أي في جعل الشورى أصلاً في مسألة الخلافة بعد رسول الله (ص).
                إذا عدنا للقرآن، فإن الآية في سورة الشورى لها ما قبلها ولها ما بعدها. إذا قرأت محل ما له الدخل في البحث، يقول تعالى ( والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يستغفرون )- الشورى، 37 -والكلام هنا عن الأحوال الشخصية للناس ( والذين استجابوا لربهم ) آمنوا ( وأقاموا الصلاة ) أقاموا الصلاة أمر شخصي فردي، ولذلك هو واجب عيني ( وأمرهم شورى بينهم ) سنعود لهذه الآية ( ومما رزقناهم ينفقون ) - الشورى، 38، الإنفاق أمر شخصي أيضاً ( والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ) - الشورى،39 - هنا البغي الشخصي وليس البغي الآتي على الأمة بدليل أنه أتى العفو فيما بعد
                وعندما يكون بغيٌ على الأمة ، ليس مسموح لك أن تعفي فالعفو ليس بيدك، حيث أن العفو يكون عندما تكون أنت المظلوم وحدك في المسائل الشخصية (وجزاء سيئة سيئة مثلهافمن عفا واصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين ) - الشورى،40 - فمن عفا ، فعندما قال فمن عفا عن البغي ، نستكشف هنا أن البغي في أمور خاصة وليس له مدخلية في أمر الأمة ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) - الشورى،41 - بناء على هذا السياق يتضح أنه ( وأمرهم ) أمر المسلمين في أحوالهم الشخصية ( شورى بينهم ) وليس أمر الدين .

                تعليق


                • #9
                  الخلافة بعد رسول الله من متعلقات الدين وليس من الاحوال الشخصية لتكون هي محل المشاورة التي ورد الأمر بها في سورة الشورى
                  وبناء على ذلك تكون الآية أجنبية نهائياً عن مسألة الشورى في الخلافة.كي يتضح المطلب أكثر ، أنظر نصوص الاستشارة، ألم يقل( وأمرهم شورى بينهم ) فإذا كان أمرهم شورى بينهم لنرى الاستشارة.
                  تجد أمير المؤمنين يقول (المشاورة راحة لك وتعب لغيرك)، في خبر نبوي ( يا عليّ لا تشاور جباناً ) في الأمور الشخصية ( فإنه يضيّق عليك المخرج ، ولا تشاور البخيل فإنه يقصّر بك عن غايتك ، ولا تشاور حريصاً فإنه يزيّن لك شره ). قال أمير المؤمنين للأشتـر ( لا تدخلنّ في مشورتك بخيلاً يخذّلك عن الفضل ويعدك الفقر ، ولا جباناً يضعف عليك الأمور ، ولا حريصاً يزيّن لك الشره بالجوف ) من جملة الأخبار ( لا تشاور الأحمق ولا تستعِن بكذّاب ولا تثق بمودة الملوك ). أيضاً ( أفضل من شاورت ذوي التجارب )، ( خير من شاورت ذوي النهى والعلم وأولوا التجارب والحزم ) ومن الأخبار ( استشِر أعداءك ) وأي مشورة تكون في مسألة الخلافة، فكل نصوص المشاورة هي في الأمور الشخصية، لذلك ورد الأمر أن تستشر أعداءك ، ( استشر أعداءك ، تعرف مقدار عداوتهم ومواضع مقاصدهم ) وهذا ما كان يفعله رسول الله (ص) عندما كان يشاور المنافقين في الحرب. طبعاً أخبار المشورة أخبار كثيرة ، سوف لن نذكر إلا ما قد تقدم .
                  بناء على ذلك وأمرهم أي أمرهم الشخصي . أما في أمر الدين فإن الله حسم الأمر بآية ثانية، وهي في قوله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امراان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) - الأحزاب،36 -
                  إذا قضى الله شيئا فلن يكون هناك لأحد أن يختار أو يشاور، إذا كان هناك نصوص في الخلافة على شخص بعد رسول الله (ص) لا تكون من مورد الشورى
                  الإشكال الثاني على مبدأ الشورى الأساسي ، أنه لو كانت الشورى أصل في الخلافة ألم يلزم أن يبينها النبي(ص)، ويبين ماذا نستشير ومن نستشير ! ولو سلمنا جدلاً أن وأمرهم شورى بينهم تشمل الخلافة، ألا يجب على النبي تحديد من نشاور؟! أنشاور كل المسلمين أو العلماء فقط أو أهل الحل والعقد النافذين، النافذين من أهل العلم أو النافذين من أهل السياسة، ألا يجب عليه أن يحدد؟!!
                  الإشكال الثالث أنه لو تشاورنا من الممكن أن لا نكتفي برأي، وعند اختلاف الرأي ماذا نفعل؟! ألا يجب أن يحدده الله سبحانه وتعالى.
                  الإشكال الرابع أنه إذا اتفقنا أو إذا تبين رأي الأكثرية ، كيف تتم المبايعة لهذا الشخص مما دلل لا على معنى الشورى ولا على كفايتها، ولا من نريد أن نشاور ولا كيف أن ننفذ ما وقعت حينئذ عليه المشورة. ما هو هذا النص الشرعي الذي يأمرنا به الله تعالى ويبقيه غامضاً وغير واضح !!! إن الله أمرنا في القرآن بالصلاة ، وهذا صحيح ولكن قام النبي وأوضحها ، لو أن الله أمرنا بالشورى في مسألة الخلافة ، ألا يجب على النبي أن يوضحها! لكن النبي لم يوضحها أبداً، وهذا يكشف أن آية( وأمرهم شورى بينهم )لا تشمل الخلافة ولا يوجد نص على الخلافة بالشورى أبداً .
                  الإشكال الخامس أنه لو كانت مسألة الشورى هي الأصل فالسنة (أي غير الشيعة) يعتقدون بعدالة الصحابة كلهم ويقولون أن الصحابة كلهم عدول ولم يعصوا أبداً . تعالوا لنرى ماذا فعل الصحابة بهذا الأصل .
                  بالنسبة لأبو بكر أكانت خلافته بالشورى ؟!!
                  اجتمع المهاجرون والأنصار على فكرة وهم مؤلفون من قبيلتين : الأوس والخزرج ، وكان بينهم حرب بقيت ثلاثين عاماً وانتهت وتوقفت قبل بعثة النبي بعشر سنوات ، وآثار المعركة ما زالت في قلوبهم، الخزرج بقيادة سعد بن عباد والأوس بقيادة أُسيد بن خضير. كان سعد مريضاً . عندما توفي النبي (ص) ، جلس الخزرج مع جانب سيدهم ليروا مسألة تجهيز النبي (ص) . عندما اجتمع الخزرج ، طبعا أبو بكر وعمر وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح ، كانوا يبحثون إن كان أحداً قد عمل شيئاً . وجدوا أن الخزرج مجتمعين ذهبوا، عندما وجد الأوس كذلك أتوا بزعمائهم كلهم ومنهم أسيد بن خضير. طرحت مسألة الخلافة، سعد كان من شيعة علي (ع) ، أدرك أنه إذا كان عليّ سيبعد عن الإمامة فأنا الأولى بها ، ولماذا هم ؟!! لذلك بدأ بطرح نفسه وعندما بدأ بطرح نفسه العداوة والحسد برزت في رئيس الأوس أُسيد ، عندما رأى سعد هو المطروح أسيد عندها مال ضده . أولا جاء المهاجرون وطرحوا مسألة الخلافة ، طرحوها واحتجّوا بالقرابة ، أي أنهم أقرب من الأنصار . قالوا منا أمير ومنكم أمير قالوا لا ؛ قالوا منا الأمراء ومنكم الوزراء فقام عمر وصفق بيده على يد أبي بكر وأنه بايعه فقام أبو عبيدة وبايعه ، سالم بايعه ، مباشرة قام رئيس الأوس والأوسيون بايعوه خوفاً من أن تفلت الأمور وتذهب إلى سعد ، هذا بالمجمل وسيأتي تفصيله فيما بعد .
                  أين تمت الشورى إذاً ؟!!!
                  وإذا كان هناك شورى بين أبو بكر وعمر هل يعقل أن علي (ع) يبعد عن الشورى وهو أفضل الصحابة على الإطلاق ؟!!! أبا ذر ، عمار وسلمان وكبار الصحابة ، كلهم كانوا غير موجودين فأي مشورة تلك التي تمت بين أبو بكر وعمر وزيد اليهودي وسالم وأُسيد بين خضير وسعد بن عباد رئيس الخزرج ؟!!! أهكذا تتم الشورى بين خمسة فقط
                  وهل هناك نص على هؤلاء فقط ؟!! إذا كان هناك نص فلماذا بمسألة عمر لم تتم الشورى ؟
                  بالنسبة إلى بيعة عمر، كان هناك نص وكتاب من أبي بكر! أين كانت الشورى؟! وستـرى النص كيف كان أبو بكر يستيقظ ويغمى عليه ، وقد اتهموا النبي بحال المرض أنه مجنون ووقع الجنون عليهم حقيقةً في حال المرض . كان يغمى عليه ويستيقظ ويضيع ، وكان كاتبه عثمان بن عفان، هو كتب صدر الكتاب ، فكفاية الكتاب واسم عمر كتبها عثمان حيث كان أبو بكر غائباً عن الوعي ومحل الشاهد أنها تمت بكتاب ، فأين الشورى ؟! واين شعار حسبنا كتاب الله ؟
                  في بيعة عثمان، كانت شورى بين ستة فقط وما كانت بين جميع المسلمين ، والستة لم يعيّنهم المسلمون عينهم عمر بن الخطاب، هو قال لهم أن يجتمع هؤلاء الستة ؛ لاحظ كيف جعلها محبوكة
                  قال لهم إذا اجتمعوا على واحداً (وهل يجتمع عثمان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص على أمير المؤمنين ) قال إذا اجتمعوا على واحداً كان ، وإذا اختلفوا فالرأي للأكثرية وإذا تناصفوا فالجهة التي فيها عبد الرحمن بن عوف، فهذه الجهة تثبت والجهة الثانية إما تقبل أو تقتل !!! وهل مبدأ الشورى أنه إذا لم تقبل أن تطبّقه يجب أن تُقتل حينئذ إذا اختلفنا بالآراء ، هذا الذي تم بالإضافة إلى أن اكثر من يعظمون هو عمر بن الخطاب ، أنظر ماذا قال أبو لؤلؤة حين طـُعن عمر سبع طعنات في بطنه ، وهذه نتيجة دعوة سيدة النساء (ع) عليه حين مزق لها الكتاب بفدك، قالت له شققته قال نعم قالت شقّ الله بطنك، فضرب عمر سبع طعنات في بطنه واعتل مرض الموت . قال له ابنه عبد الله بن عمر لا تدع أمة محمد بلا راع (أوصِ). يعني النبي يتركها بلا راعي من دون وصي وعمر يجب أن يوصي لكي لا يترك أمة النبي بلا راعي !!!
                  هذا من جهة أصل البحث، من جهة ربطها بالشورى فعمر لم يجعلها شورى، وهذا ابنه يقول له لا تتركها بلا راعي ، فإذا كانت الشورى هي الحاكمة فلم هو يوصي ؟! ! من جهة ثانية أنظر ماذا يقول : لو أدركني أحد رجلين لجعلت هذا الأمر إليه سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيد الله بن الجراح (وهما كانا موتى حين توفى عمر) . ثم يقول لو كان سالم حياً ما جعلتها شورى - طبقات ابن سعد الجزء 3 ص 343 .
                  لو كان سالم موجوداً لأوصى له ، ولو كان أبو عبيد الله بن الجراح لأوصى له، فأين مبدأ الشورى الذي يتكلمون عنه ، وعندهم قول عمر حجة وهو يقول لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى .
                  إن قلت : كيف أن الشورى ليست بحجة وقد استدل بها أمير المؤمنين على معاوية . وهذا هو المطلب الذي يلتقطونه السُنة ويحملون علينا بكتبهم ، ونحن لم نتـرك للشورى أصلاً ، والحمد لله بيّنا أنها أساساً هي كشجرة خبيثة ليس لها جذر أبداً في الأرض . قالوا كيف أنتم تتكلمون عن الشورى وهذا أمير المؤمنين احتج بالشورى على صحة خلافته ، احتج بها في قبال معاوية .

                  تعليق


                  • #10
                    وأي كتاب في باب الإمامة في باب الجدل يحتجوا علينا في خطبة لأمير المؤمنين - نهج البلاغة ، الكتاب 239، ص 407 - ومن كتاب له (ع) إلى معاوية ، (قال ومن كتاب له أي ليس كل الكتاب بل بعضه ) ومن كتاب له أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه ( أي هم اختاروه ) فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد ( انظر محل الشاهد ) وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى، فإن خرج من أمرهم خارج بطعنٍ أو بدعةٍ ردّوه إلى ما خرج منه ، فإن أبى قاتلوه ….
                    يستدلون علينا بهذا الكتاب ،
                    الشريف الرضي عندما يورد الكتب في نهج البلاغة لا يوردها كلها ، لأن نهج البلاغة هو مقتطفات ، أي يقتطف ، لذلك قال ومن كتاب له
                    حسناً ولكن إذا أردت أن تستدل علينا أرنا تمام الكتاب لعل هذا النص له قرائن ما قبله ، تصرفه عن هذا المعنى الذي تقولون وتجعله بمعنى آخر ، فإذا أردت أن ترى هذا الكتاب فقد أورده نص ابن مزاحم في كتاب صفين، كل معركة صفين بتمامها مكتوبة بقلم نص ابن مزاحم، كتاب هو أول ما كتب يطلب من معاوية العزل ولم ينعزل؛ قال له: أما بعد فأما بيعتي بالمدينة لزمتك وأنت بالشام ( لماذا ؟ قال له ) لأنه بايعني القوم الذين بايعوك … إلى آخر الخبر . تستكشف أنت من هذا القول (أما بعد فإن بيعتي بالمدينة ) بالمدينة ، أي هذه البيعة التي تمت بعد وفاة عثمان ، هل أمير المؤمنين يتكلم في مقام بياني واقع حقيقي أو يتكلم من أجل إلزام الخصم ؟ فهناك طريقين للكلام ، تارة تتكلم في مقام بيان الحقائق كما هي ، وعندما يورد نص ( إنما الشورى للمهاجرين والأنصار ) حينئذ تستدل بهذا القول لأمير المؤمنين وتقول حقيقةً أن الشورى هي أصل في الخلافة وهي بين المهاجرين والأنصار ، وتارة أخرى غير ذلك ، أي أمير المؤمنين يخاطب معاوية ليلزمه بشيء يعتقده معاوية ، فمعاوية كان يروّج للخلفاء السابقين ليس بعنوان أنهم منصوصين من قبل رسول الله (ص) ، بل بعنوان أنهم نصبوا بالشورى. يقول له أمير المؤمنين ، على هذا الذي تعتقده ، ألا تؤمن ببيعة أبو بكر وعمر وعثمان ببيعة المسلمين الناتجة من الشورى ؟!! فبيعتي مثل بيعتهم ، فيجب أن تكون ملزمة لك كما ترى بيعة أبو بكر وعمر وعثمان ملزمة لك ، فهو في مقام إلزام الخصم وليس في مقام بيان الواقع، هذا من جهة، ومن جهة ثانية ، إذا أردت أن تستدل بقول أمير المؤمنين في نهج البلاغة ، فهو عليه السلام أولاً يقول - ص 556 - واعجباه أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة !؟ ثم أنشد شعراً يخاطب أبا بكر يقول :
                    فإن كنت بالشــورى ملـكـت أمـورهـــــم......فـكيـف بـهـذا والـمشـيرون غـُيـب
                    وإن كـنـت بـالقـربى حـجـجت خصـيمهم.......فـغيـــرك أولـــى بالـنـبــيّ وأقــــربُ
                    أي أنت تقول أنك أقرب النبي من قريش ، فأمير المؤمنين أقرب إلى النبي منك ، هذا معنى وغيرك أولى بالنبي وأقرب ، هذا بالإضافة إلى قوله (فإن كنت بالشورى) فهو يردد الأمر ، إذا الشورى ليست أمراً مسلّماً بأحقيتها عند أمير المؤمنين (ع) ، هذا الأمر الثاني . أما الأمر الثالث ، فأمير المؤمنين في الخطبة الشقشقية ، وهي الخطبة الثالثة في نهج البلاغة - ص 38 وما بعدها - يقول : أما والله قد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها كمحل القطب من الرحى ، ينحدر عني السيل ( سيل العلم) ولا يرقى إليّ الطير ( طير الوهم ، إلى أن يقول ) حتى إذا مضى لسبيله (عن عمر) جعلها في جماعة زَعم أني أحدهم ، فيا لَ الله ( اللام لام استغاثة ) فيا لَ الله وللشورى .
                    أمير المؤمنين يستغيث بالله من الشورى !!! فكيف تكون الشورى حينئذٍ مطلب حق عنده وأنه يسلم فيها ، يقول : فيا لَ الله وللشورى ، متى اعتـرض الريب فيّا مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر . جعلوه في قبال عثمان ، بل وأكثر من ذلك ، جعلوه فيما بعد في قبال معاوية !!! اعتبروا أن التفضيل بحسب الزمن ، أبو بكر عمر عثمان ثم علي ، وبين علي (ع) ومعاوية منازعة !!!!! من هذه النصوص تستكشف أن قوله في الكتابة عن الشورى من باب الإلزام وليس من باب أنه مؤمن بذلك .

                    هذه هي الاصول الصحيحة للتاريخ

                    تعليق


                    • #11
                      النص القرآني على الامامة
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      يقول الله جل وعلا في محكم كتابه في سورة المائدة في الآية 67 :
                      يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين .
                      صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله صلى الله عليه وآله .
                      ونحن بصدد ذكر الآيات الدالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) دلالة ظاهرة على نحو التنزيل لا أنها دلالة على نحو التأويل أو على نحو البطون . وعليه لا بد أن نذكر هذه الآية التي هي من أهم الآيات ومن أكثر الآيات دلالة وصراحة في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) .
                      المتأمل في هذه الآية يجد فيها أمور ، يجد أن سياقها يختلف عن سياق بقية الآيات
                      – أولا : هي الآية الوحيدة في القرآن التي خوطب بها النبي الأعظم (ص) بالتبليغ بقوله تعالى : " يا أيها الرسول بلغ ( مع أن طبيعة النبي التبليغ ، والإخبار فلأي سبب ولأي داع في هذا المورد فقط أُمر النبي والرسول أن يبلغه ) .
                      -ثانيا : أن المولى جل وعلا أمره بلفظ بلغ وكما يقول علماء البلاغة أن لفظ بلغ أكثر توكيدا من عبارة أبلغ .
                      - ثالثا : إن هذه الآية هي الآية الوحيدة التي تبين أن عدم التبليغ الذي أُمر به النبي (ص) موجب لعدم تبليغه رسالتة بتمامها .
                      - رابعا : هذه الآية هي الآية الوحيدة المُشهِرة بأن النبي (ص) كان يقلقه أمر هذا التبليغ ، فلِذا نزل عليه قوله تعالى " والله يعصمك من الناس " .
                      - خامسا : هذه الآية هي الآية الوحيدة التي فيها إشعار بأن من لم يؤمن بمضمون هذا التبليغ فهو كافر تبعا للسياق لأن ذيل الآية يقول" إن الله لا يهدي القوم الكافرين ". هذا الذيل مع وجوده مع الصدر القائل " يا أيها الرسول بلغ " كاشف على أن من لا يأخذ بمضمون التبليغ هو كافر
                      إلا أنه كافر له خصوصية وطبعا خصوصية بالسوء وليست إيجابية ، كافر وأن الله لا يهديه إلى بقية أحكامه . لذلك يقول الله تعالى إن الله لا يهدي القوم الكافرين " . فالذيل – ذيل الآية- دل على أمرين :
                      الأمر الأول : أن المُنكر من لم يأخذ بمضمون هذا التبليغ هو كافر ، هذا من جهة .
                      الأمر الثاني : أن هذا الكافر لن يهديه الله جل وعلا إلى بقية أحكام الدين . لذلك إذا التفتت بحسب الوجدان والسيرة القائمة بين غير الشيعة من المسلمين ، لا تجد عندهم حكما مطابقا لما أُنزل على الرسول الأعظم (ص) ، ولا تجد تطبيقا لحكم ولا امتثالا لحكم امتثالا صحيحا ، وهذا تحقيق لمضمون قوله تعالى " إن الله لا يهدي القوم الكافرين" .هذا من جهة خصائص هذه الآية .
                      هذه الآية صُدّرت بقول الرسول (ص) ، لكن كذلك إذا تتبعت الآيات القرآنية تجد أن الله جل وعلا لم يُصدّر هذا اللفظ " يا أيها الرسول " إلا في موردين في سورة المائدة فقط مع أن سورة المائدة هي آخر سورة أُنزلت على الرسول (ص) .
                      المرة الأولى : في هذه الآية آية التبليغ الرسمي بولاية أمير المؤمنين (ع) .
                      المرة الثانية : في الآية 41 في سورة المائدة يقول الله جل وعلا " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ". المسارعة إلى الكفر يعني أنه ليس في عالم الكفر ولكنه مائل إليه .
                      من جهة ثانية ، عنده مقتضي وأنه يريد سريعا أن يعود إلى عالم الكفر . " الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا " ولكن أين إيمانهم ؟ " بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " .
                      فالآية التي صرّحت بلفظ "يا أيها الرسول " كذلك كانت ناصة على المنافقين وهذا ما يفيدنا أيضا في فهم مضامين الآية المتقدمة .
                      ويصح السؤال :ما هو هذا الأمر العظيم الجليل الذي أُمر النبي (ص) بتبليغه وجُعل عدم تبليغه مساو لعدم تبليغ الرسالة ، وأن النبي (ص) كان يحمل هما عند أُمر بالتبليغ ( كان يحمل هم أمر تبليغ هذا الشيء الذي أُمر به من قِبَل الله جل وعلا ) .
                      هل هذا الأمر الذي أُمر النبي (ص) بتبليغه هو من أصول الدين؟
                      بمعنى أنه يتعلق بأمر التوحيد أو النبوة أو بأمر المعاد ، مع أننا نجد أن الله جل وعلا يقول في الكتاب " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ". سورة النحل الآية 89 مع أن سورة المائدة هي آخر سورة ، فكل ما له الدخل في التوحيد كبيان وفي النبوة وفي المعاد قد تقدم بيانه قبل نزول سورة المائدة . من هنا نقطع أن هذا الأمر الذي أُمر النبي (ص) بتبليغه ليس له علاقة بالتوحيد أو النبوة أو المعاد .
                      أو أن هذا الأمر يتعلق بأهل الكتاب والكفار باعتبار أن النبي (ص) شارف على الارتحال إلى الرفيق الأعلى ،ولكن نجد في أول سورة المائدة الآية 3 قوله تعالى :" اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني ". وكذلك نزلت آيات بهذا المضمون عقيب فتح مـكـة

                      تعليق


                      • #12
                        من هنا نقطع أن كل ما له الدخل والتوجس والخيفة من الكفار والمشركين لقد انتهى أمره بعد فتح مكة ) ولذلك أقبلت العرب عند العام التاسع وفودا وقبائل على النبي الأعظم (ص) يعلنون إسلامهم ، أم أن هذا الأمر الذي أُمر النبي (ص) بتبليغه هو من فروع الدين (له علاقة بالصلاة أو بالصوم أو بالزكاة أو بالحج ) .
                        ولكن جوابا على هذا السؤال ، ان النبي (ص) عندما ذهب إلى حجة الوداع وهو في مِنى في مسجد الخيف خطب خطبة طويلة وأبان فيها كل ما له الدخل في الأحكام التي من الممكن بيانها لهؤلاء الناس (حتى أنه في نهاية الخطبة وهو محل اتفاق بيننا وبين السنة أن النبي (ص) ذّلل خطبته بقوله : " ألا كل شيء يقربكم إلى الله ، يقربكم إلى الجنة ، يبعدكم عن النار ، فقد أمرتكم به .ألا كل شيء يبعدكم عن الله ، يبعدكم عن الجنة ، يقربكم إلى النار ، فقد نهيتكم عنه ".
                        وبملاحظة هذه الخطبة نقطع أن كل ما له الدخل في الأحكام قد أبانه رسول الله (ص) وبينه في خطبة مِنى ( يبقى أنه بعض المتعصبين يحاولون أن يخلطوا بين خطبة النبي (ص) في غدير خم في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وبين خطبته في مِنى في مسجد الخيف لكي يخفوا ويستروا على ما صدر عن النبي الاعظم (ص) من تنصيب لأمير المؤمنين (ع) ) .
                        على كل حال
                        أن هذا الأمر الذي أُمر النبي (ص) بتبليغه بعد هذه الخطبة في مسجد الخيف ليس له مدخلية في أحكام الدين . أم أن الأمر يتعلق بمستقبل الدعوة الإسلامية ،وأن الأمر الذي كان يُقلقه ليس نفس التبليغ ، النبي (ص) هو ممتثل لأوامر الله جل وعلا بالإضافة أنه لا يعصي وليس عنده نيّة تفكير بالمعصية والعياذ بالله ، وهذه أمور لا تطرأ في حق النبي (ص) ، كذلك لا يتأخر في امتثال أوامر المولى جل وعلا . مع ذلك لما أُمر بالتبليغ كان يفكّر بكيفية أداء هذا التبليغ (لماذا كان يفكُر ؟؟ لأنه كان يرى أن هذا الأمر صعب بين هؤلاء الجماعة الذين هم حوله ،لأن هناك قسما كبيرا منهم منافقين وسوف لن يقبلوا بما يقول رسول الله (ص) ) لذلك جاء الأمر بالتبليغ مع هذا التشدد هو أمر له علاقة بمستقبل الدعوة الإسلامية من جهة ، وكان يقلق الرسول أمر المنافقين من جهة ثانية .
                        ولماذا وُضعت هذه الآية بين آيات تخاطب الكفار ؟.
                        إذا راجعت سورة المائدة ترى أنه من الآية 54 يبتدء سبحانه وتعالى بقوله :" إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " . وهذا نص في حصر الإمامة في زمن النبي (ص) بأمير المؤمنين (ع) ، يبقى أنه أشار إليه على نحو الوصف والاشارة وكان بقدرته تعالى أن يقول إنما وليكم الله ورسوله وأخوه أو وعلي ولكن أتى بوصف يُشير إلى خصوصيات في أمير المؤمنين (ع) وتبتدأ هذه الآيات بهذه الآية ثم ينتقل إلى قوله تعالى :" قل يا أهل الكتاب هل تنقِمون منا إلا أن آمنا بالله " ( من الآية 54 إلى الآية 86 كلها تتكلم عن الكافرين ) .
                        وآية التبليغ هذه هي الآية الوحيدة الموضوعة بين آيات الكفار ،وهذا الوضع بهذا الشكل إنما له حِكمة ، وأن ترتيب الآيات ضمن السور أمر توقيفي أمر تم بامتثال النبي (ص) ، ولما كانت تنزل الآيات كان الرسول يقول ضعوها في سورة كذا ، ضعوها في سورة كذا . فوضع هذه الآية في آيات الكفار لحِكمة ، وهذه الحكمة هي للإشارة أن من أنكر النبوة فهو كافر وكذلك من أنكر ولاية أمير المؤمنين (ع) فهو كافر مِثله .
                        ماذا جرى عند نزول هذه الآية ؟
                        طبعا الآية نزلت على النبي (ص) كما تفيد الأخبار ) لكن لم يُحدَد وقت التبليغ فأخّر النبي (ص) وقت التبليغ لأنه كان في مِنى ، أخر الإمتثال إلى أن نزل إلى مكة . كذلك نزلت الآية مرة ثانية " يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربك " ، كذلك أخّر النبي (ص) لكي يجد الوقت المناسب ، الهيئة المناسبة والطريقة المُناسبة .إلى أن خرج من مكة ووصل إلى الجحفة إلى غدير خم إلى مفرق طُرق هذا المفرق فيه طريق إلى العراق وطريق إلى الشام وإلى أهل مصر وإلى جدة وطريق إلى اليمن ، فنزلت الآية " وإن لم تفعل فما بلغت رسالته " وبما ان النبي كان يفكر في أمر المنافقين جاء الخطاب بقوله تعالى " والله يعصمك من الناس " فعبر عنهم فلم يعطيهم لا لفظ الإسلام ولا لفظ الإيمان بل (الناس)، واعتبرهم مثل بقية الناس يشاركون الإسلام فقط من الناحية الخارجية كالجسم ، وإلا ليس لهم أية قيمة عند الله ، لذلك لم يصفهم الله بأي وصف . بل أكثر من ذلك وصفهم بوصف الكفار إن أنكروا تبعا لغير الآية .بالنسبة إلى غدير خم ، طبعا رُويت بأخبار كثيرة جدا مجمل قصة غدير خم أن النبي (ص) أجمع إلى الحج في السنة العاشرة ( عندما خرج النبي من مكة إلى المدينة لم يحج أبدا ، لم يحج حجا إسلاميا رسميا مُعلنا إلا مرة واحدة وهو في السنة العاشرة للهجرة ) . صحيح أن هناك في الأخبار عن الإمام أنه حج عشرون حجة فهو حجهم ما قبل الهجرة هذا من جهة . من جهة ثانية ، حجهم لوحده . من جهة ثالثة ، تم تشريع الحج في السنة السادسة للهجرة ،
                        فمن السنة السادسة إلى السنة العاشرة لم يحج النبي رسميا وما خرج بعد وجوب تشريع الحج الا في السنة العاشرة .

                        تعليق


                        • #13
                          وفي السنة العاشرة طلب النبي (ص) أن يُعلن الى الناس أنه سوف يحضر للحج وأن توافيه جميع الناس إلى هذا الحج ، فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به حجته ، هذه الحجة سُميت بحجة الوداع لأنها آخر حجة ( بحجة الإسلام لأنها آخر حجة لرسول الله بحجة البلاغ لأنه تم فيها إبلاغ إمامة أمير المؤمنين (ع) بحجة الكمال لأن فيها نزلت اليوم أكملت لكم دينكم ، بحجة التمام لأن فيها أُنزل وأتممت عليكم نعمتي ) . أقل ما قيل أنه خرج مع النبي (ص) تسعون ألف ، فالأخبار تتردد بين التسعون ألفا وبين المائة وأربعة وعشرون ألفا ، فالذين خرجوا مع النبي من المدينة لما كان أمير المؤمنين في اليمن ووافاه إلى مكة ، والذين جاءوا أيضا إلى الحج ولم يكونوا مع النبي (ص) الله يعلم بعدد من حج مع النبي . فالنبي قال لهم خذوا عني مناسككم ( ما أفعل أنا افعلوا أنتم مثلي) . لما قضى النبي (ص) مناسكه وانصرف راجعا إلى المدينة ولما وصل إلى غدير خم نزلت الآية في يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة ،نزل جبرائيل بقوله تعالى " يا أيها الرسول …" .كان أوائل القوم قريبون من الحجفة فأمر رسول الله أن يُرد من تقدم منهم (السابقون) ويُحبس من تقدم عنهم حتى إذا أخذ القوم منازلهم نُودي بالصلاة –صلاة الظهر – فصلّى بالناس وكان يوما حارا يضع الرجل بعض ردائه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء ، فلما انصرف من صلاته قام خطيبا وسط القوم على أقطاب الإبل ، أمرهم أن يصنعوا له مِنبر من أحداج الإبل ووقف بعدها على المنبر وأسمع الجميع رافعا صوته ، فقال : " الحمد لله نستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن أضلّ ولا مُضلّ لمن هدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . أما بعد …أيها الناس إني أوشك أن أُدعى فأُجيب (يكون قد أعلن قُرب وفاته ، نعى إليهم نفسه ، ففي الأخبار في حجة الوداع نعى إليهم نفسه ) وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟؟ (عنّي) قالوا نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله خيرا ،قال ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور . قالوا بلى نشهد بذلك ، قال اللهم اشهد . ثم قال : أيها الناس ألا تسمعون ، قالوا نعم .قال فإني فرط على الحوض (متقدم ) فانظروني كيف تخلفوني في الثقلين ، فنادى مناد وما الثقلان يا رسول الله . قال : الثِقل الأكبر كتاب الله ، والآخر الأصغر عترتي ، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رُئِي بياض آباطهما فعرفه القوم أنه عليا (وأنه ليس شبحا بعيدا غير معروف من هو ) فقال يا أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم . –برواية ثانية- ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم . قالوا بلى يا رسول الله قال رسول الله (ص) فمن كنت مولاه فعلي مولاه (يقولها ثلاث) ثم قال : اللهم وال من والاه ، وعادي من عاداه ، وأحبّ من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب .
                          ثم لم يتفرقوا حتى نزل أمين وحي الله بقوله : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " فقال رسول الله (ص) : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي ، ( الله غير راض بالرسالة إلا بولاية أمير المؤمنين (ع) ) والولاية لعلي من بعدي .ثم أخذ الناس يهنئون عليا ، وممن هنّئه الشيخان أبو بكر وعمر (ل) ، كل يقول بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .
                          ووصل إلينا خبر الغدير عن مائة وعشر أشخاص من صحابة رسول الله (ص) ، وعن أربعة وثمانون تابع ، هذا الخبر رواة 460 عالم من علماء المسلمين غير الشيعة في كتب التاريخ والتفسير والحديث والأدب . ومع ذلك عندما تراجع كتبهم (لأن خبرا على هذه الضخامة على مرأى من الناس غالب الصحابة حدّثوا به ، إلى أي حد يستطيعون أن يتلاعبوا به أو أن يكتّموا عنه ، إلا أن يصدر عنهم ، مع هذا الصادر في قبال ما ورد من أخبارنا وهذه أقل الأخبار عندنا تفصيلا في غدير خم ) فما ورد عندهم في الحاكم النيسبوري في المستدرك الجزء الثالث صفحة 109 عن زيد ابن علقم بسند صحيح على شرط الشيخين (ل) ، قال زيد : لما رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات (شجرات) فكُمّمنا (أزلنا العثرات من أوساخ وأحجار) ،فقال كأني دُعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تُخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ، ثم قال إن الله عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخد بيد علي وقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه …
                          وبخبر ثاني ، نفس الحاكم بنفس المصدر يورد الخبر يقول :فقال رسول الله (ص) من كنت مولاه فهذا علي مولاه . ( فقط ذكر هذه الجملة )
                          وأيضا في مسند أحمد بن حنبل الجزء الرابع صفحة 381 باسناده يذكر الخبر يقول : كنا مع رسول الله في سفر فنزل بغدير خم فنُودي فينا الصلاة جامعة وكُسِح لرسول الله تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال :ألست تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا بلى ، قال أولستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا بلى ، فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه . فلقيه عمر بعد ذلك فقال له :هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . فإذا راجعت كل أخبارهم تجد أنهم اختصروا الكثير مما جرى في حديث الغدير ،إنما كل ذلك من باب التلاعب بمتن حديث الغدير .
                          ولم يستطيعوا إلا أن يعترفوا بحديث غدير خم لكثرة ما رُوي ، ولكن شككوا ، فشككوا تارة بالسند وأخرى بالمتن .
                          أما من ناحية السند فشككوا من جهتين :
                          الجهة الأولى : أن سند حديث الغدير موضوع ( مختلق ومكذوب – غير صحيح ) . فأول من فتح هذا الباب ابن حزم الأندلسي وابن تيمية والتفتزاني والقوشجي وأحمد أمين ومحمد فريد وجدي بالجزء الرابع في دائرة المعارف يطوّل جدا لكي يثبت أن حديث الغدير هو مكذوب ولم يكن صادرا عن رسول الله (ص) ،وهذا من باب التشبث بالطُحلب بالنسبة للغريق ، ( خبر رُوي عن مائة وعشرة من الصحابة ، وأربعة وثمانين تابعا ، وثلاث مائة وستون عالم من علماء السنّة فهل تستطيع أن تقول عنه أنه مكذوب ) .وبالإضافة إلى ذلك ، هم ليسوا أشد نصبا من ابن حجر فهو قمة النُصب في الصواعق ، في الصواعق المحرقة في الشُبهة الحادية عشر من الفصل الخامس من الباب الأول ، يقول عن حديث الغدير أنه حديث صحيح لا مِرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسّائي وأحمد وطُرقه كثيرة
                          نفس المصدر بالصواعق يقول : وكثير من أسانيد حديث الغدير صِحاح وحِسان ولا التفات لما انصدح في صحته (أي إنسان يقدح في صحته فليس في محله) .
                          الطبري كتب كتابا فقط في أسانيد حديث الغدير ، كتاب ضخم ، ونص على ذلك الجزري الشافعي في رسالته أسمى المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب(ع) ، ينقل أن الطبري صاحب التاريخ المشهور أخرج هذا الحديث من خمسا وسبعين طريقا وأفرد له كتابا سماه الولاية . ابن عُقدة الحافظ أيضا كتب كتابا فقط في حديث الغدير أسماه الموالاة ، أخرجه من مائة وخمسة طرق . فاعترف ليس فقط في صحته بل أيضا في تواتره ( معنى التواتر أنه رُوي بأسانيد كثيرة ) ، الحافظ السيوطي وجماعة اعترفوا بتواتر هذا الحديث فضلا عن صحته .
                          أما البعض الثاني أشكل وقال أن الخبر غير صحيح من ناحية عدم وجوده في صحيحي مسلم والبخاري .
                          أولا : في مقام الرد ( هل ربنا تعبّدنا في صحيح البخاري ، فأي آية أو قرآن أو حديث يقول إذا لم يوجد شيء في صحيح البخاري أو مسلم حينئذ يكون مكذوبا عن رسول الله ) ؟
                          ثانيا : الحاكم النيسبوري بعدما كتبوا ، كتب كتاب المستدرك على الصحيحين وهو خمسة أجزاء ( هناك أخبار كثيرة فاتت كل من البخاري ومسلم وهي صحيحة فاستدركها الحاكم النيسبوري ، وكتاب المستدرك مقبول ومعمول به عندهم .
                          واعتبار أن كل شيء صحيح يجب أن يكون موجودا في الصحيحين ، فما معنى كتاب المستدرك المؤلف من خمسة أجزاء ، فيجب عليكم حينئذ أن تردّوه وتقولوا أن كتاب المستدرك كلّه مكذوب لأنه غير مروي عند البخاري ومسلم ، يكفيك أن البخاري عاصر الأئمة ، فأحضر رواية واحدة مروية عن الإمام الصادق (ع) في كتاب البخاري ) روى عن عمران ابن حطّام الذي مدح ابن ملجم ، ولم يروي عن الإمام الصادق (ع) . كان معاصرا للإمام الهادي (ع) ( رجل يعاصر إمام والبخاري حافظ ويجول البلاد ويفتش عن أخبار رسول الله (ص) ويذهب إلى كل واحد بوّال على عقِبيه ،غير معروف من أين وصل له الخبر ، ولا تُكمل إلى مكان الإمام الهادي (ع) وتسأله كم خبرا لديك عن رسول الله (ص) ، فمن هنا تعرف كم هذا ناصبي ) . فصحيح البخاري أخذ هذه الرتبة لأنه لا يتضمن حديث الغدير ، ولأنه مروي في الترمذي وما فوق
                          وأخّروا الترمذي والنسّائي وصحيح ابن ماجا وبقية الكتب أخروها وجعلوها في الطبقة الثانية ، وجعلوا في الطبقة الأولى صحيح البخاري ومسلم لخلوّهما من حديث الغدير . فهذه ليست فضيلة لهم بل كاشفة عن عنادهم ونصبهم وكفرهم وعن بغضهم ( وما شئت أن تحتطب وتضع ورقبتهم تسع بقدر ما تريد أن تضع ) !!!.
                          من ناحية المتن : شككوا أن كل ما ثبتَ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، أثبتها أن أمير المؤمنين (ع) هو مولى ، فتعالوا لنرى ما معنى لفظ مولى
                          فلفظ المولى تحتوي على أربعة وعشرون معنى ، وعندما يحتوي لفظ على أربعة وعشرون معنى لا تستطيع أن تحمل معنى دون آخر بدون قرينة (فتقول مثلا عين ، العين أعم من الباصرة والنابعة ، فأين عين تريد يجب أن تُحضر قرينة لتحمل اللفظ على المعنى المُراد ) فهم أحضروا معان كثيرة وبعضها من موارد الاستعمال – استعمل لفظ مولى فيها ليس على نحو الحقيقة - . أهم المعاني التي تمسكوا بها أن لفظ المولى بمعنى الأولى به والمتصرف ، معنى المولى بمعنى المحب ، فهذا علي مولاه ( محبوبه) بمعنى الناصر ( فهذا علي ناصره ) بمعنى الجار ، بعنى المُعتق أي العبد والمعتِق .
                          يرد هذا الكلام بأن لفظ المولى وإن كان له عدة معاني ، لكن الخبر كان محفوفا بقرائن حالية ومقالية ، هذا القرائن تحدد المُراد من لفظ المولى عند رسول الله (ص) :
                          أولا: لا يتناسب مع حكمة رسول الله (ص) ومع التشديد في الآية وأن يجمع الناس في الحر وفي الظهيرة ليخطب من كنت أنا محبوبه فهذا علي محبوبه فكل هذا التشدد يدل على أن النبي (ص) يريد أن يعلن شيئا له أهمية في الدين الإسلامي . كل المعاني التي ذكروها ما عدا المعنى الأول وهو الأولى به لا يتناسب مع كل ما فعله رسول الله (ص) ومع كل مناسبات الآية الشريفة ، وهذه كقرينة حال .

                          تعليق


                          • #14
                            أما كقرينة مقال ، النبي قال ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فاستجلبهم أولا لكي يقرّوا له بالولاية (الولاية التي نص عليها المولى جل وعلا في كتابه " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ، فنفسك لها ولاية على ذاتها وولاية النفس على ذاتها ذاتية – لا تريد منشأ ولا اعتبار – فأنت تجعل الحاكم أو القاضي بأن له ولاية باعتبار ، تجعل رب البيت له ولاية باعتبار شرعي وعقلي وتربية وجهد – أما ولاية النفس على ذاتها لا تريد اعتبار معتبِر ، فنفسك ترى أنها هي التي تدبر شؤون حالها سواء العقل قال لها أو النقل أو الشرع أو لا أحد . الآية تقول أن النبي أولى على النفوس من ذات النفس على ذاتها ، هذه الولاية متصرّفة في النفوس ، متصرّفة بكل أحوالك ، أخذ منهم النبي (ص) الإقرار أن هذه الولاية له فقالوا نعم ، قال من كنت مولاه ( من كانت لي الولاية عليه بهذا المعنى فعلي مولاه ) . يكون عندها لفظ المولى ليس بمعنى المحب أو الناصر ، وإنما يكون بمعنى الأولى به ، المتصرّف به .
                            والقرينة الثانية فهي الدعاء قال : اللهم وال من والاه ( فلا يتناسب إلا مع معنى الولاية وليس مع معنى المحب والناصر … ) وعادي من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره …
                            والقرينة الثالثة : أن بعدما تم الدعاء نزلت الآية " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " . الآية تدلل أن النبي (ص) نصّب عليا (ع) لشيء مما له الدخل في الدين ، الولاية بالمعنى المعروف وليست بمعنى المحب والناصر …
                            من جملة القرائن أن عمر بن الخطاب قال له أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة يا سيدي ( أنا أتبع أوامرك) لذلك لقب أمير المؤمنين لُقّب به علي بن أبي طالب(ع) بعد غدير خم . هذا التلقيب بأمير المؤمنين كاشف بأن المولى هو بمعنى الولاية وليس بالناصر والمحب ، وإن كان هذا اللقب لا يصح إطلاقه على بقية الأئمة لخصوصية ، وكان من مختصات علي بن أبي طالب (ع) لفظ أمير المؤمنين . لذلك في الخبر " من رضِي بأن يلقّب بأمير المؤمنين دون علي فيبتليه الله بمرض في دُبُره " وأول واحد رضي هو عمر بن الخطاب وجُر على كل الخلفاء الأمويين والعباسيين وحتى الآن حسن المغرب رضي بان يلقّبوه بأمير المؤمنين ، وقطعا يكون عنده مرض (الاُبنة) في دُبُره علمنا أو لم نعلم لوجود هذه النصوص . وكلّها تدل على الولاية وليس لمعنى المحب والناصر . بالإضافة إلى ذلك أن النبي (ص) بعدما نصّبه إماما عمّمه بعمامته ، عمامة رسول الله (ص) اسمها السحاب ، هذا من جهة . ومن جهة ثانية ، عمّمه بها على طريقة الملائكة فجعل لها ذؤابتان واحدة على اليمين والأخرى على الشمال . لذلك في الأخبار يقولون علي (ع) في السحاب ( علي في عمامة رسول الله) . أما النواصب يقولون أن عليا في السحاب أي الغيم ، لذلك كانوا يقولون علي في السحاب في غدير خم من باب التشنيع على الشيعة .
                            كل هذه القرآئن تدلل أن المراد بلفظ المولى الولاية وليس بالناصر أو المحب ، والكلام الصادر منهم ليس إلا بداعي النُفر والتعصب ليصرفوا الأدلة الدالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) . وإلتفت معي إلى الناصبي الفضل بن روزبهان لما رد على العلامة بآية "يا أيها الرسول بلغ …" ، ونص عبارته أوردها الشيخ المظفر في دلائل الصدق الجزء الثاني صفحة 51 :" فأراد النبي (ص) أن يوصي العرب بحفظ محبة أهل بيته " ، من كنت مولاه فهذا علي مولاه ( هذا علي محبوبه ) لأن النبي أراد أن يوصي العرب بمحبة أهل بيته ، وإذا أراد أن يوصي بأهل بيته فأهل بيته مؤمنين بقوله إنما المؤمنون إخوة فما هذا التخصيح تريد أن تخصص شخص دون بقية الأشخاص . لو لم يكن لهذا الشخص مدخلية في الدين وله منزلة ورتبة في الدين الإسلامي ، فالكلام يكون في الرتبة وليس في الشخص أو في صداقته مع رسول الله (ص) ، وأنت يجب أن تحب كل مؤمن فما الخصوصية أن تحب عليا من دون أي خصوصية مع علي (ع) .
                            الغزالي في كتابه سر العالمين يقول عندما يرد حديث الغدير " ثم بعد ذلك غلب الهوى وحب الرئاسة وعقود البنود وخفقان الرايات وازدحام الخيول وفتح الأنصار والأمر والنهي ( حب الزعامة) فحملهم على الخلافة " . " فنبذوه ( حديث الغدير) وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " .
                            هذا بالنسبة إلى أسباب النزول باعتبار أن إمامة أمير المؤمنين (ع) أُعلنت رسميا في غدير خم ، وإلا النبي من أول الدعوة يشير إلى فضل أمير المؤمنين (ع) وإمامته ابتداء من حديث الدار وفي الإعلان عن منزلة أمير المؤمنين وإمامته (ع) على صعيد العائلة ، مرورا بغزوة تبوك عندما استخلفه النبي على المدينة وخرج وقام المنافقون يقولون : ما تركك إلا عن قِلى (بغض) فقام النبي (ص) وكذلك أبان فضله وقال : " ألا ترضى مني أن تكون بمنزلة هارون بن موسى إلا أنه لا نبي بعدي ". وهذا كان على صعيد أهل المدينة فقط ، أما في غدير خم كان على صعيد جميع المسلمين ، وكان إعلانا رسميا عن إمامة أمير المؤمنين (ع) .
                            من هنا تلاحظ في كتب التاريخ أنه بعد غدير خم كان الخُلّص من شيعة علي (ع) يُدخلون الشهادة الثالثة في الآذان "أشهد أن عليا ولي الله " كان أبو ذر وسلمان يأتي بها في الآذان ولكن بعد غدير خم ، بعد التنصيب وبعدما شُرّعت علانية . من هنا الرد أن هذا الآذان لم يكن يتضمن الشهادة الثالثة في زمان رسول الله (ص) ، لماذا تُدخِلون الشهادة الثالثة ؟؟ وذلك لأن الدين أتى على نحو التدريج ، الحج شُرّع في السنة السادسة ، الصوم في السنة الثانية ، الصلاة تقريبا في أوائل السنة الثانية ، فالأحكام الشرعية والأمور التي شرّعها الله جل وعلا شرّعها بالتدريج . من جملة الأمور التي أُخذ فيها التدريج ، إمامة أمير المؤمنين (ع) . لمّا شرّعت ، الخلّص من الأصحاب كانوا يُدخلون الشهادة ، بالإضافة إلى الخبر الوارد (ما مضمونه) أورده الطبرسي في الإحتجاج " إذا ذكرتموني بالرسالة ،فاذكروا عليا بالولاية " . من هنا كان اليوم الثامن عشر عيد آل محمد (ع) ، هو كان من أكبر الأعياد عند الله عز وجل بحسب الاخبار

                            تعليق


                            • #15
                              الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الدمشقي
                              لقد تم اختيار الخلفاء الراشدين
                              ساداتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين بشورى المسلمين جميعهم وإجماعهم .
                              لا يبدو لي أنك دمشقي فحسب بل يبدو لي أنك حمصي

                              ولماذا قال عمر عن خلافة أبي بكر أنها كانت فلتة قد وقا الله المسلمين شرها ؟؟؟؟ أجبني يا شاطر .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X