آية الله قاسم: لا عدول عن السلمية، وإذا لم يجدي مع يد المعتدي على العرض إلا قطعها فلتقطع
[LIST][*]
الجندي والشرطي ورجل الأمن عندنا محترم الدم كغيره ولا يسلب أي من هذه العناوين عنه حرمة دمه
آية الله قاسم: لا عدول عن السلمية، وإذا لم يجدي مع يد المعتدي على العرض إلا قطعها فلتقطع

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
خطبة الجمعة (488) 3 ربيع الأول 1433هـ 27 يناير 2012م ـ جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز.
آية الله قاسم: لا عدول عن السلمية، وإذا لم يجدي مع يد المعتدي على العرض إلا قطعها فلتقطع

سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم
خطبة الجمعة (488) 3 ربيع الأول 1433هـ 27 يناير 2012م ـ جامع الإمام الصادق (عليه السلام) بالدراز.
[LIST][*]
الخطبة الثانية:ـ
[/LIST]التعصب للباطل لا يبقي لصاحبه سمعاً ولا بصرا، وهناك من يتعصب ابتداء للحق، ثم يخلو به تعصبه عن حدود الحق ومقتضاه، ويتحول إلى عصبية للذات يضيع بها النظر الحق والتقيد به، وتنصب الرؤية عنده على رضا النفس وتكون الإستجابة لهواها.
والتغالب السياسي الدنيوي من أشد ما يدعو للتعصب الأعمى والبقاء فيه مع الحق، ولو كان لله يحتاج إلى نفوس عالية الإيمان والبقاء فيه مع الحق ولو كان ذلك التعصب ابتداء لله[1]، ولذلك لا يعجبُ الإنسان من حالات الإنفلات الإعلامي المسرف في البعد عن الأخلاق والدين في هذه الصراعات، ممن لا يرون وراء الدنيا وزينتها شيء آخر أو لا يحضر لهم من ذلك أي ؟؟؟.
ولأترك هذا الأمر، لأذكر بعض النقاط:
• السلمية هي الخيار الذي كررنا منادتنا به، ولم نعدل عنه، ولا وجه نلعدول عنه، ولازلنا ندعو إليه. وفي الوقت الذي كنا نكرر فيه هذه الدعوة كنا ارهابيين ودعاة فتنة ومتأمرين في اعلام الآخرين، وسيبقى هذا البهتان مستمراً ما دامت مطالبة بالاصلاح والحقوق.
إن رفضنا للإرهاب الذي شهدته مناطق من الساحة الإسلامية بوزن وما هو أشد من رفضنا للمنكرات الكبيرة، وأشد من انكارنا لشرب الخمر واكل الميتة على فضاعتهما.
ومن نادى بالسلمية أكثر مما نادينا؟، ومن طالب بضغط الأعصاب أمام عنف السلطة أكثر مما طالبنا؟، وكم ساءة بنا الظنون من أعزاء لنا لشدة ما شددنا عليه من أمر السلمية وعدم الرد على الاستفزازات القاسية الظالمة من السلطة، وما كان ذلك ليواجه إلا بالإتهام بالإرهاب والعنف والتأمر والعمالة، وكل ذلك لم يغير من منهجنا ولم نتعامل معه بردة فعل غاضبة، وكل ذلك لن يغير من اخلاصنا لهذه الأرض وانسانها ولن يعدل بنا إلى سلوك آخر.
• ولكن أمن الإرهاب والخروج على السلمية والإنزلاق في العنف أن يدافع الإنسان عن عرضه الذي يشهد العدوان عليه؟ وهل تعني السلمية أن ترى عرضك يعتدى عليه فتبتسم لهذا العدوان وتصافح فاعله، أو أن تسكت على انتهاكه وأنت قادر على الدفع عنه؟[2].
اعطوني شريعة سماوية أو ارضية تقول بذلك، اعطوني دستوراً أو قانوناً أو عرفاً انسانياً يقر ذلك؟ فليخرج مسئول من المسئولين الكبار في الدولة أو عالم من علماء الأمة يأمر الناس بأن عليكم لو شاهدتم من يعتدي على اعراضكم أن تحيوه وتكرموه، أو تسكتوا على عدوانه وقذارته وإن امكنكم دفعه[3}. هذا كلام لا يقوله إلا مسخ، ولا يمكن أن يقوله انسان.
• ماذا يفعل صاحب العرض لدفع العدوان عن عرضه؟ إن كفى الزجر اكتفى به، وإن لم يكفي انتقل إلى ما يكف به العدوان عن عرضه مما دون القتل من غير أن يزيد على المطلوب، وإذا لم يجدي مع يد العدوان إلا قطعها فلابد أن تقطع[4].
وعن الكلمات الفاحشة والإستهتار اللفظي بالأعراض والقذف فإن لكل من ذلك حكمه، واعراض المؤمنين ليست الشيء الرخيص الذي يترك لبذاءة البذيء وسخف السخيف وجهل السافل ويمر دون أدنى مواجهة، فعلى الدولة أن توقف عن أعراض المؤمنين كل ذلك وإلا تتحمل المسئولية.
• يحتجون بخروج المرآة في مسيرة أو مشاركتها في اعتصام لتبرير ما يرتكب في حقها من مساس بالشرف والكرامة!، وهل تبيح مشاركة المرآة في المسيرة والإعتصام انكاراً منها للمنكر وأمراً بالمعروف، ومطالبة بالحقوق والعدل والإصلاح، وإنهاء الظلم وسفح الدم الحرام والإعتقالات الظالمة أن تستباح حرمتها ويدنس شرفها وتهدر كرامتها، وكل ذلك ليمرر أنها خرجت في مسيرة أو شاركت في اعتصام؟!
لكأنكم تقولون أن على المراة إما أن تسكت عن المطالبة بالحق وتتحول إلى حجر اصم وشيطان اخرس، وتتخلى عن كل مشاعر البنوة والأخوة والزوجية والأمومة فلا تبالي بما يقع على أبيها واخيها وزوجها وابنها من ظلم وضيم وقتل وتعذيب وسجن وملاحقة وفصل من العمل والدراسة، وتتفرج على مشاكل كل احبتها، أو أن تقبل ويقبل كل هؤلاء الأحبة أن تترك لألوان التعديات ومنها ما يمس شرفها ويهدر كرامتها وينتهك حرمتها!.
أي منطق أكثر اعوجاجاً من هذا المنطق، وأي فكر أشد انحرافاً من هذا الفكر، وأي سياسة اجهل من هذه السياسة، وأي امتهان لكرامة الإنسان أقبح من هذا الامتهان، وأي انتهاك للحقوق أفضع من هذا الإنتهاك؟، إما أن تسكت أو حل قتلك وسلبك وانتهاك عرضك![5].
ومن الذي يستخف بحرمة النساء ويهدر كرامتهن، من يسكت على خروج المرآة في احتشامها تنكر المنكر وتأمر بالمعروف وتطالب بالحق والكرامة، أو من يدفع بها إلى المراقص والحفلات الغنائية المثيرة المختلطة ويسوق للفنادق بسلعة الفجور؟!
وهل اقتصرت الكلمات النابية البذيئة والألفاظ الساقطة والقذف والسب والشتم والتعديات الآخرى ممن تسمونهم برجال الأمن على المشاركات في المسيرات والإعتصامات؟، كم نالت المرآة وهي في المنزل وأمام زوجها وفي الحسينية من هذه الشتائم والبذاءات؟، بعد الجمعة السابقة حدث ما حدث في بيت واحدٍ من أكابر المؤمنين وكان التعدي بالكلمات الساقطة على من هو أعز عليه من الناس[6].
ولكن كل صدق الناس كذب، وكل كذبكم صدق والبرهان عندكم هو لغة التهديد والقوة.
ـ ايها المسئولون يا أنصار هذه الإستفزازات ـ فليعرض أحدكم على نفسه أن لو اعتدى أحدٌ على عرضه بفعلٍ شائن ماذا سيفعل؟ هل سيصمت؟ سيسامح الفاعل؟ سيمرر الأمر وكأن لم يكن من شيء؟
راجعو تقرير بسيوني وما ذكره من قتل وتعذيب وهتك للأعراض، واذكروا ماذا احدثتم للمساجد وللقرآن الكريم وما قيمة المال عند قوات أمنكم[7]، ياله من عدل لا يقاس به عدل في حاضر ولا ماض من حياة الناس، ويا له من خلق رفيع لا يساويه خلق، وتقوى بالغة لا تجاريها تقوى.
• الجندي عندنا محترم الدم كغيره، الشرطي عندنا محترم الدم كغيره، رجل الأمن عندنا محترم الدم كغيره، ولا يسلب أي من هذه العناوين عنه حرمة دمه ـ هذا ثابت لا نقاش فيه ـ، ولكن الدفاع عن العرض واجب، ومن رئ عرضه يفتك به فداه بنفسه، فكيف لا يواجه من يريد الفتك بعرضه لو لم يدفعه عنه إلا بمقاتلته.
هل للشرطي حكم خاص في الإسلام دون غيره يستثنيه عما يجري على من سواه؟[8].
في الآصل حرصنا على دم الشرطي وغيره أشد من حرصكم، ولكن ما اجراه الإسلام على غيره يجري عليه ولم يطلق الإسلام يد أحد في مال أو عرض أو نفس وبلا حساب.
إننا لحريصون على أن يسود البحرين كلها الإنضباط لا أن يعمها العشوائية والإنفلات، وأول من عليه أن ينضبط هي الأجهزة الأمنية ومنتسب الدولة في كل مواقعهم، وأي انضباط لرجل الأمن الذي تتحدثون عنه في ضوء ما يعاني منه الناس من تعديات، والحكم الذي يريد أن يجنب الوطن الشر والدمار والخراب عليه أن لا يدير بظهره للإصلاح الحقيقي ولا يسوفه، ولا يستبدل عنه بما لا يغني، ولا يعتمد القوة الباطشة التي لا تبقي مكاناً للثقة ولا مجالاً للتفاهم وتقطع السبيل بينه وبين الناس[9].
نريد للبحرين ألا تكون على ما هي عليه اليوم من سوء، ولا تريدون لها إلا مزيداً من السوء والدمار وأن تغرقها الكوارث، وإنكم لواجدون من طلاب الدنيا وعبيدها من لا يريد لكم إلا ذلك، ومن يزين لكم ذلك ويحثكم عليه، والناس قد تم يقينهم بأنه لابد من الإصلاح.
_______________________
[1] يحتاج إلى نفوس عالية الايمان شديدة التورع والتقوى، {اهدنا الصراط المستقيم} هذه الهداية على طريق الصراط المستقيم ليس طلبا للهداية الابتدائية وإنما هو طلبٌ للهداية الاستمرارية.
[2] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
{3} هل تبقى مصداقية لمثل هذا المسئول في العالم؟! هل تبقى قيمة لعالم يقول هذه الكلمة؟!
[4] هتاف جموع المصلين : الله أكبر، النصر للإسلام، لن نركع إلا لله.
[5] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
[6] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
[7] راجعوا وتذكرو ذلك، ماذا ابقيتم؟، والان تعلنونها صرخة استنكار مقيتة وقحة في وجه الدفاع عن العرض ممن يرى الإعتداء على عرضه رآي عين، أرى الإعتداء على عرضي رآي عين واصمت؟!، أي انسان ينطق بهذا المنطق؟! ألا من حياء؟!
[8] عندنا، عليك أن تواجه أي عدوان على عرضك على مالك في بيتك إذا هجم عليك من هجم، عليك أن تدافع عنه بمقدار ما يدفعه ولا تزيد على مقدار ما يدفعه عن عدوانه، إلا الشرطي فتترك له ان يفعل ما يشاء فيك وفي عرضك، أقضية يقرها أحد في العالم؟!
[9] آسلوبكم في التعامل القاسي مع الناس ومع كل كلمة منكرة للمنكر شأنه أن يقطع السبيل بينكم وبين الناس نهائياً ولا يبقي أي صلة.
والتغالب السياسي الدنيوي من أشد ما يدعو للتعصب الأعمى والبقاء فيه مع الحق، ولو كان لله يحتاج إلى نفوس عالية الإيمان والبقاء فيه مع الحق ولو كان ذلك التعصب ابتداء لله[1]، ولذلك لا يعجبُ الإنسان من حالات الإنفلات الإعلامي المسرف في البعد عن الأخلاق والدين في هذه الصراعات، ممن لا يرون وراء الدنيا وزينتها شيء آخر أو لا يحضر لهم من ذلك أي ؟؟؟.
ولأترك هذا الأمر، لأذكر بعض النقاط:
• السلمية هي الخيار الذي كررنا منادتنا به، ولم نعدل عنه، ولا وجه نلعدول عنه، ولازلنا ندعو إليه. وفي الوقت الذي كنا نكرر فيه هذه الدعوة كنا ارهابيين ودعاة فتنة ومتأمرين في اعلام الآخرين، وسيبقى هذا البهتان مستمراً ما دامت مطالبة بالاصلاح والحقوق.
إن رفضنا للإرهاب الذي شهدته مناطق من الساحة الإسلامية بوزن وما هو أشد من رفضنا للمنكرات الكبيرة، وأشد من انكارنا لشرب الخمر واكل الميتة على فضاعتهما.
ومن نادى بالسلمية أكثر مما نادينا؟، ومن طالب بضغط الأعصاب أمام عنف السلطة أكثر مما طالبنا؟، وكم ساءة بنا الظنون من أعزاء لنا لشدة ما شددنا عليه من أمر السلمية وعدم الرد على الاستفزازات القاسية الظالمة من السلطة، وما كان ذلك ليواجه إلا بالإتهام بالإرهاب والعنف والتأمر والعمالة، وكل ذلك لم يغير من منهجنا ولم نتعامل معه بردة فعل غاضبة، وكل ذلك لن يغير من اخلاصنا لهذه الأرض وانسانها ولن يعدل بنا إلى سلوك آخر.
• ولكن أمن الإرهاب والخروج على السلمية والإنزلاق في العنف أن يدافع الإنسان عن عرضه الذي يشهد العدوان عليه؟ وهل تعني السلمية أن ترى عرضك يعتدى عليه فتبتسم لهذا العدوان وتصافح فاعله، أو أن تسكت على انتهاكه وأنت قادر على الدفع عنه؟[2].
اعطوني شريعة سماوية أو ارضية تقول بذلك، اعطوني دستوراً أو قانوناً أو عرفاً انسانياً يقر ذلك؟ فليخرج مسئول من المسئولين الكبار في الدولة أو عالم من علماء الأمة يأمر الناس بأن عليكم لو شاهدتم من يعتدي على اعراضكم أن تحيوه وتكرموه، أو تسكتوا على عدوانه وقذارته وإن امكنكم دفعه[3}. هذا كلام لا يقوله إلا مسخ، ولا يمكن أن يقوله انسان.
• ماذا يفعل صاحب العرض لدفع العدوان عن عرضه؟ إن كفى الزجر اكتفى به، وإن لم يكفي انتقل إلى ما يكف به العدوان عن عرضه مما دون القتل من غير أن يزيد على المطلوب، وإذا لم يجدي مع يد العدوان إلا قطعها فلابد أن تقطع[4].
وعن الكلمات الفاحشة والإستهتار اللفظي بالأعراض والقذف فإن لكل من ذلك حكمه، واعراض المؤمنين ليست الشيء الرخيص الذي يترك لبذاءة البذيء وسخف السخيف وجهل السافل ويمر دون أدنى مواجهة، فعلى الدولة أن توقف عن أعراض المؤمنين كل ذلك وإلا تتحمل المسئولية.
• يحتجون بخروج المرآة في مسيرة أو مشاركتها في اعتصام لتبرير ما يرتكب في حقها من مساس بالشرف والكرامة!، وهل تبيح مشاركة المرآة في المسيرة والإعتصام انكاراً منها للمنكر وأمراً بالمعروف، ومطالبة بالحقوق والعدل والإصلاح، وإنهاء الظلم وسفح الدم الحرام والإعتقالات الظالمة أن تستباح حرمتها ويدنس شرفها وتهدر كرامتها، وكل ذلك ليمرر أنها خرجت في مسيرة أو شاركت في اعتصام؟!
لكأنكم تقولون أن على المراة إما أن تسكت عن المطالبة بالحق وتتحول إلى حجر اصم وشيطان اخرس، وتتخلى عن كل مشاعر البنوة والأخوة والزوجية والأمومة فلا تبالي بما يقع على أبيها واخيها وزوجها وابنها من ظلم وضيم وقتل وتعذيب وسجن وملاحقة وفصل من العمل والدراسة، وتتفرج على مشاكل كل احبتها، أو أن تقبل ويقبل كل هؤلاء الأحبة أن تترك لألوان التعديات ومنها ما يمس شرفها ويهدر كرامتها وينتهك حرمتها!.
أي منطق أكثر اعوجاجاً من هذا المنطق، وأي فكر أشد انحرافاً من هذا الفكر، وأي سياسة اجهل من هذه السياسة، وأي امتهان لكرامة الإنسان أقبح من هذا الامتهان، وأي انتهاك للحقوق أفضع من هذا الإنتهاك؟، إما أن تسكت أو حل قتلك وسلبك وانتهاك عرضك![5].
ومن الذي يستخف بحرمة النساء ويهدر كرامتهن، من يسكت على خروج المرآة في احتشامها تنكر المنكر وتأمر بالمعروف وتطالب بالحق والكرامة، أو من يدفع بها إلى المراقص والحفلات الغنائية المثيرة المختلطة ويسوق للفنادق بسلعة الفجور؟!
وهل اقتصرت الكلمات النابية البذيئة والألفاظ الساقطة والقذف والسب والشتم والتعديات الآخرى ممن تسمونهم برجال الأمن على المشاركات في المسيرات والإعتصامات؟، كم نالت المرآة وهي في المنزل وأمام زوجها وفي الحسينية من هذه الشتائم والبذاءات؟، بعد الجمعة السابقة حدث ما حدث في بيت واحدٍ من أكابر المؤمنين وكان التعدي بالكلمات الساقطة على من هو أعز عليه من الناس[6].
ولكن كل صدق الناس كذب، وكل كذبكم صدق والبرهان عندكم هو لغة التهديد والقوة.
ـ ايها المسئولون يا أنصار هذه الإستفزازات ـ فليعرض أحدكم على نفسه أن لو اعتدى أحدٌ على عرضه بفعلٍ شائن ماذا سيفعل؟ هل سيصمت؟ سيسامح الفاعل؟ سيمرر الأمر وكأن لم يكن من شيء؟
راجعو تقرير بسيوني وما ذكره من قتل وتعذيب وهتك للأعراض، واذكروا ماذا احدثتم للمساجد وللقرآن الكريم وما قيمة المال عند قوات أمنكم[7]، ياله من عدل لا يقاس به عدل في حاضر ولا ماض من حياة الناس، ويا له من خلق رفيع لا يساويه خلق، وتقوى بالغة لا تجاريها تقوى.
• الجندي عندنا محترم الدم كغيره، الشرطي عندنا محترم الدم كغيره، رجل الأمن عندنا محترم الدم كغيره، ولا يسلب أي من هذه العناوين عنه حرمة دمه ـ هذا ثابت لا نقاش فيه ـ، ولكن الدفاع عن العرض واجب، ومن رئ عرضه يفتك به فداه بنفسه، فكيف لا يواجه من يريد الفتك بعرضه لو لم يدفعه عنه إلا بمقاتلته.
هل للشرطي حكم خاص في الإسلام دون غيره يستثنيه عما يجري على من سواه؟[8].
في الآصل حرصنا على دم الشرطي وغيره أشد من حرصكم، ولكن ما اجراه الإسلام على غيره يجري عليه ولم يطلق الإسلام يد أحد في مال أو عرض أو نفس وبلا حساب.
إننا لحريصون على أن يسود البحرين كلها الإنضباط لا أن يعمها العشوائية والإنفلات، وأول من عليه أن ينضبط هي الأجهزة الأمنية ومنتسب الدولة في كل مواقعهم، وأي انضباط لرجل الأمن الذي تتحدثون عنه في ضوء ما يعاني منه الناس من تعديات، والحكم الذي يريد أن يجنب الوطن الشر والدمار والخراب عليه أن لا يدير بظهره للإصلاح الحقيقي ولا يسوفه، ولا يستبدل عنه بما لا يغني، ولا يعتمد القوة الباطشة التي لا تبقي مكاناً للثقة ولا مجالاً للتفاهم وتقطع السبيل بينه وبين الناس[9].
نريد للبحرين ألا تكون على ما هي عليه اليوم من سوء، ولا تريدون لها إلا مزيداً من السوء والدمار وأن تغرقها الكوارث، وإنكم لواجدون من طلاب الدنيا وعبيدها من لا يريد لكم إلا ذلك، ومن يزين لكم ذلك ويحثكم عليه، والناس قد تم يقينهم بأنه لابد من الإصلاح.
_______________________
[1] يحتاج إلى نفوس عالية الايمان شديدة التورع والتقوى، {اهدنا الصراط المستقيم} هذه الهداية على طريق الصراط المستقيم ليس طلبا للهداية الابتدائية وإنما هو طلبٌ للهداية الاستمرارية.
[2] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
{3} هل تبقى مصداقية لمثل هذا المسئول في العالم؟! هل تبقى قيمة لعالم يقول هذه الكلمة؟!
[4] هتاف جموع المصلين : الله أكبر، النصر للإسلام، لن نركع إلا لله.
[5] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
[6] هتاف جموع المصلين : هيهات منا الذلة.
[7] راجعوا وتذكرو ذلك، ماذا ابقيتم؟، والان تعلنونها صرخة استنكار مقيتة وقحة في وجه الدفاع عن العرض ممن يرى الإعتداء على عرضه رآي عين، أرى الإعتداء على عرضي رآي عين واصمت؟!، أي انسان ينطق بهذا المنطق؟! ألا من حياء؟!
[8] عندنا، عليك أن تواجه أي عدوان على عرضك على مالك في بيتك إذا هجم عليك من هجم، عليك أن تدافع عنه بمقدار ما يدفعه ولا تزيد على مقدار ما يدفعه عن عدوانه، إلا الشرطي فتترك له ان يفعل ما يشاء فيك وفي عرضك، أقضية يقرها أحد في العالم؟!
[9] آسلوبكم في التعامل القاسي مع الناس ومع كل كلمة منكرة للمنكر شأنه أن يقطع السبيل بينكم وبين الناس نهائياً ولا يبقي أي صلة.
تعليق