بسم الله الرحمن الرحيم
تبحث و تتحرى في أصل الخلاف بين الشيعة و السنة
وعلى قدر عقلك وعلمك وفهمك تتباين لك النتائج فتارة ستقول فهم خاطئ للتاريخ و تارة ستقول فهم خاطئ للنصوص الدينية و تارة ستقول أن ننرجع بالفقه للمعصوم و هم يرجعون لغير المعصوم و تارة ستقول الولاية هي أصل الخلاف و ربما تذهب إلى أبعد من ذلك و تقول بأنها الطينة التى خلقنا منا
قبل أن أكمل البحث تفادياً للخلاف القائم حول حديث الطينة هو حديث مروى في كتب المخالفين :
مسند البزار 4-9 ج: 8 ص: 46
3032 حدثنا نصر بن علي قال أنبأنا روح بن المسيب قال أخبرنا يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم صلى الله عليه وسلم قبض من طينته قبضتين قيضه بيمينه وقبضه بيده الأخرى فقال للذي بيمينه هؤلاء للجنة ولا أبالي وقال للذي بيده الأخرى هؤلاء للنار ولا أبالي ثم ردهم في صلب آدم
مسند أحمد ج: 5 ص: 68
حديث مرثد بن ظبيان رضي الله عنه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس وحسين قالا ثنا شيبان عن قتادة قال وحدث مرثد بن ظبيان قال ثم جاءنا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدنا له كاتبا يقرؤه علينا حتى قرأه رجل من بنى ضبيعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل أسلموا تسلموا حديث رجل رضي الله عنه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا سعيد عن جرير عن أبي نضرة قال ثم مرض رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه أصحابه يعودونه فبكى فقيل له ما يبكيك يا أبا عبد الله ألم يقل لك رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ من شاربك ثم أقرره حتى تلقاني قال بلى ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة بيمينه فقال هذه لهذه ولا أبالي فأتى قبضة أخرى يعنى بيده الأخرى فقال هذه لهذه ولا أبالي فلا أدرى في أي القبضتين أنا
اعتقاد أهل السنة ج: 4 ص: 663
1204 وأخبرنا الحسن بن عثمان قال أخبرنا أحمد بن حمدان قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا معاوية بن عمرو قال ثنا أبو إسحاق قال ثنا فطر عن عبد الرحمن بن سابط قال قال أبو بكر خلق الله الخلق فكانوا في قبضته فقال لمن في يمينه ادخلوا الجنة بسلام وقال لمن في يده الأخرى ادخلوا النار ولا أبالي فذهبت إلى يوم القيامة واللفظ لحديث معاوية
وقد تذهب إلى ما هو أبعد من الطينة وتقول أصل الخلاف هو النور
قال تعالى : ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور
قال الأمام الصادق -صلوات الله عليه- : شيعتنا خلقوا من نورنا
على حسب ما أختاره الأنسان في عالم الذر قبل ولادته في هذه الدنيا التى تقتضى نسيان ذلك العهد و الأختيار
ولكن أصل الخلاف كما يراه البعض يعود لسبب رئيسي ألا هو : معرفة الله
الشيعي سيقول دين الله يقتضى أن يقيمه من لا يخطئ لأن الله لا يدعوا الناس لأتباع الخطأ
الأمامة لطف كما عبر عنها الأمام الرضا -صلوات الله عليه- الشيعي سيقول بأن الله أمر بالعدل ويجب أن يقام العدل
السني يقول لا بأس بحاكم يخالف شرع الله قليلاً و يلتف حول النصوص قليلاً و يعطل الحدود قليلاً كمعاوية و غيره
السني يقول بعدم وجوب العدل لأن الصحابي إن شتم الصحابي فهو مغفور له أما الأخرون إن سبوا الصحابة فهم زنادقة
السني يظن بأن الأسلام هو ما رأه سابقاً من حكومة الأول و الثاني و غيرهم إلى يومنا هذا لازالوا يطبلون لكل حاكم حتى أن بعضهم يظن أن حكومة السعودية تمثل الدين الأسلامي رغم نقصان العدل و القيم الأسلامية
بل البعض يدافع عن حكومة الحشرة التى حولت البحرين إلى حانة للدعارة و أحتساء الخمور
ويظن أن هذا هو الدين ... بل يظن نفسه في سبيل الشهادة إن دافع عن حكومته
حتى أنه لا يفرق بين فاسد فاسق أتى ليتأمر على الناس و صالح زاهد
السني يظن بأن الدين جاء ليحول الناس إلى عبيد للسلاطين كما نرى في نصوصهم الدينية التى تقول بأنك يجب أن تظل عبداً مطيعاً للسلطان و إن ظلمك و هذا ما يمكن أن تراه بوضوح حين تنظر للتاريخ من منظور سني
أما الشيعي فيظن أن العدل لم يطبق بعد و هذا ما تراه مستحيل أن يكون شريعة الله و شرع الله أعلى من التطبيق الذي رأينه و ما نزال نراه
وما في التاريخ أسوء
الشيعي غير راضى بالواقع الذي نعيشه الان و ينتظر ما هو أفضل
السني يظن بأن ما كان في التاريخ و ما زال أسلام كافي
فالمشكلة في معرفة الله و في معرفة قدرته و ما يريده
الغريب بالموضوع هو أنك إذا سألت الشيعي عن سبب الخلاف فسيستدل بالنصوص القرأنية و السنة و النبوية التى توضح الفرق
فإن أختلفت معه أم لم تختلف هو في النهاية يرجع للكتاب و السنة
أما السني إن سألته عن سبب الخلاف فسيقول لك إبن سبأ اليهودي أو حقد أيران على المسلمين و كأن أيران لم تغزى عشرات المرات في التاريخ من الهنود و المغولين و الأفرنجين و غيرهم
لكنها قررت أن تحقد على المسلمين فقط ..
وهذا هو أصل الخلاف ...
معرفة الله
جاء في الزيارة الجامعة : من عرفكم فقد عرف الله و من جهلكم فقد جهل الله و من تمسك بكم فقد تمسك بالله و من تخلى عنكم فقد تخلى عن الله
تعليق