( عـِش طـبـيـبـا !! )
((( 1 )))
الساعة الحادية عشر ...
الوقت الذي يخلد فيه الناس للنوم ...
طبيعية الجسم ( البيولوجية ) تفرض عليه خمولا و نعاسا جبارين ...
الطريق إلى عيادتي لا يستغرق الكثير ... و الشارع شبه خال ٍ من السيارات .
الظلام شديد و الهلال بالكاد يرى تقوسه الضئيل الأشبه بطرف جفن نائم !
كل شيء يدعو للنوم !
انصدمت حين رأيت (طابور ) المرضى المكتضين عند باب العيادة ! يدور برأسي سؤال محير :
( أ لا يشعر هؤلاء بالنعاس مثلي ؟ )
الطبيب السابق أنهى ( دوامه ) أراه يغادر سريع الخطى نحو الباب يتنفس الصعداء ! كم أحسده !
سينعم بنوم قرير بعد قليل !
بدانا مشوار العمل الروتيني .
مضت الساعة تلو الأخرى ... و النعاس يلاحقني !
يا إلهي ! إنها الرابعة فجرا ... متى ينتهي هذا الطابور ؟
السؤال يكرر نفسه : ( ألا يشعر هؤلاء الناس بالنعاس ؟ )
أخيرا ارتفع صوت المؤذن ...
لم يبق أحد من المرضى في غرفة الإنتظار
أستطيع الآن الذهاب للمسجد لأداء الصلاة ...
و بعد عودتي ... أسندت رأسي الى ( الطاولة ) و سمحت للسلطان ( نوم ) أن يحتلني ...
ماهي إلا دقائق ... ربما خمس ... أو عشر ... أو أكثر ...
و اسيقظت بفزع على صوت الممرضة تخبرني بوصول مريض جديد ...
غسلت وجهي لأطرد النعاس و أهدىء من روعي ... أظنني رأيت وجه رئيسي في العمل يهدد بتمديد دواماتي الليلية أسبوعين آخرين ! إنني أعدها منذ بدأتها قبل أيام ! ليس أصعب من أن تبقى مستيقظا فيما يطالبك جسمك بالنوم لشدة التعب !
- أيها الطبيب لا أعرف ماذا جرى لطفلتي !
ألقيت نظرة على الطفلة الصغيرة المحمولة على ذراع و كتف أمها ، تغط في سبات عميق ...
- خيرا ؟ ماذا جرى لها ؟
سألت و أنا أحدق بالطفلة ....
- لا تريد أن تنام !
حدقت أكثر و أكثر ...
أهي نائمة أم أن رغبتي الملحة في النوم هي التي صورت لي الأشياء نائمة من حولي ؟
- أليست نائمة الآن ؟
سألتها لأتأكد ...
- بلى ! بعدما ركبنا السيارة و في إلى هنا نامت .... !
الآن ... رفعت بصري إلى ساعة الحائط أتأكد من الوقت ...
إنها الخامسة إلا ربع ... !
سألتها :
هل هذا ما جعلك تأتين بها الآن ؟
ردت ... بكل بساطة :
- كلا في الواقع !
كانت تبكي و أراد والدها الذهاب للصلاة في المسجد فتشبثت به ! أضطررت لمرافقتهما في السيارة ..
لقد نامت أثناء انتظارنا لوالدها عند المسجد ...
و لكن ... بما أننا مرنا بالعيادة أثناء طريق العودة للمنزل ... فكرت في إحضارها إليك لترى ما بها !
الطفلة قد حضرت و علي أن أفحصها بمطلق الأحوال !
و عندما هممت بفحصها قالت الأم :
- أخشى أن تستيقظ إن أنت فحصت عليها أيها الطبيب ! دعها نائمة !
سأعود إن تكررت المشكلة !
تبادلنا أنا و الممرضة النظرات ذات المعنى !
تمنيت لو كنت طفلا مكانها ... أنعم بنوم هادىء بكل عفوية !
مزيدا من الصبر ! لم تبق سوى بضع ليال و تنتهي دواماتي الليلية المرهقة !
إلهي ... لا تجعل كابوسي يتحقق !
شعشع الفجر ...
أشرقت الدنيا ...
منظر جميل أتمتع برؤيته كل صباح عبر نافذة عيادتي المطلة على بعض الأشجار و الحشائش ...
و أخيرا حانت الساعة السابعة !
و حضر الطبيب التالي ... بوجه مشرق و في قمة الحيوية و النشاط !
و أنا في طريقي للمنزل مررت بأحد المخابز و جذبتني رائحة الخبز الشهية !
ركنت السيارة جانبا و وقفت ...
في طابور الزبائن المزدحمين عند الخباز !
ترى ... كيف يشعر ( الخباز ) و هو يستقبل يوم عمله من بدايته ، مع إشراقة الشمس ؟
... يتبع ...
((( 1 )))
الساعة الحادية عشر ...
الوقت الذي يخلد فيه الناس للنوم ...
طبيعية الجسم ( البيولوجية ) تفرض عليه خمولا و نعاسا جبارين ...
الطريق إلى عيادتي لا يستغرق الكثير ... و الشارع شبه خال ٍ من السيارات .
الظلام شديد و الهلال بالكاد يرى تقوسه الضئيل الأشبه بطرف جفن نائم !
كل شيء يدعو للنوم !
انصدمت حين رأيت (طابور ) المرضى المكتضين عند باب العيادة ! يدور برأسي سؤال محير :
( أ لا يشعر هؤلاء بالنعاس مثلي ؟ )
الطبيب السابق أنهى ( دوامه ) أراه يغادر سريع الخطى نحو الباب يتنفس الصعداء ! كم أحسده !
سينعم بنوم قرير بعد قليل !
بدانا مشوار العمل الروتيني .
مضت الساعة تلو الأخرى ... و النعاس يلاحقني !
يا إلهي ! إنها الرابعة فجرا ... متى ينتهي هذا الطابور ؟
السؤال يكرر نفسه : ( ألا يشعر هؤلاء الناس بالنعاس ؟ )
أخيرا ارتفع صوت المؤذن ...
لم يبق أحد من المرضى في غرفة الإنتظار
أستطيع الآن الذهاب للمسجد لأداء الصلاة ...
و بعد عودتي ... أسندت رأسي الى ( الطاولة ) و سمحت للسلطان ( نوم ) أن يحتلني ...
ماهي إلا دقائق ... ربما خمس ... أو عشر ... أو أكثر ...
و اسيقظت بفزع على صوت الممرضة تخبرني بوصول مريض جديد ...
غسلت وجهي لأطرد النعاس و أهدىء من روعي ... أظنني رأيت وجه رئيسي في العمل يهدد بتمديد دواماتي الليلية أسبوعين آخرين ! إنني أعدها منذ بدأتها قبل أيام ! ليس أصعب من أن تبقى مستيقظا فيما يطالبك جسمك بالنوم لشدة التعب !
- أيها الطبيب لا أعرف ماذا جرى لطفلتي !
ألقيت نظرة على الطفلة الصغيرة المحمولة على ذراع و كتف أمها ، تغط في سبات عميق ...
- خيرا ؟ ماذا جرى لها ؟
سألت و أنا أحدق بالطفلة ....
- لا تريد أن تنام !
حدقت أكثر و أكثر ...
أهي نائمة أم أن رغبتي الملحة في النوم هي التي صورت لي الأشياء نائمة من حولي ؟
- أليست نائمة الآن ؟
سألتها لأتأكد ...
- بلى ! بعدما ركبنا السيارة و في إلى هنا نامت .... !
الآن ... رفعت بصري إلى ساعة الحائط أتأكد من الوقت ...
إنها الخامسة إلا ربع ... !
سألتها :
هل هذا ما جعلك تأتين بها الآن ؟
ردت ... بكل بساطة :
- كلا في الواقع !
كانت تبكي و أراد والدها الذهاب للصلاة في المسجد فتشبثت به ! أضطررت لمرافقتهما في السيارة ..
لقد نامت أثناء انتظارنا لوالدها عند المسجد ...
و لكن ... بما أننا مرنا بالعيادة أثناء طريق العودة للمنزل ... فكرت في إحضارها إليك لترى ما بها !
الطفلة قد حضرت و علي أن أفحصها بمطلق الأحوال !
و عندما هممت بفحصها قالت الأم :
- أخشى أن تستيقظ إن أنت فحصت عليها أيها الطبيب ! دعها نائمة !
سأعود إن تكررت المشكلة !
تبادلنا أنا و الممرضة النظرات ذات المعنى !
تمنيت لو كنت طفلا مكانها ... أنعم بنوم هادىء بكل عفوية !
مزيدا من الصبر ! لم تبق سوى بضع ليال و تنتهي دواماتي الليلية المرهقة !
إلهي ... لا تجعل كابوسي يتحقق !
شعشع الفجر ...
أشرقت الدنيا ...
منظر جميل أتمتع برؤيته كل صباح عبر نافذة عيادتي المطلة على بعض الأشجار و الحشائش ...
و أخيرا حانت الساعة السابعة !
و حضر الطبيب التالي ... بوجه مشرق و في قمة الحيوية و النشاط !
و أنا في طريقي للمنزل مررت بأحد المخابز و جذبتني رائحة الخبز الشهية !
ركنت السيارة جانبا و وقفت ...
في طابور الزبائن المزدحمين عند الخباز !
ترى ... كيف يشعر ( الخباز ) و هو يستقبل يوم عمله من بدايته ، مع إشراقة الشمس ؟
... يتبع ...
تعليق