إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علم الله بالمستقبل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
    لا يصح القول بأن علم العالم بالمعلوم يؤدي إلى القول بجبر المعلوم . لأن عدم مخالفة المعلوم ليس نتاج سلب القدرة عنه ..
    و قد ضربنا مثلا : بأني أعلم علم اليقين بأن الشمس ستشرق غدا ، ولا أحد يقول بأن شروقها جاء بجبر مني ...!!!


    و عليه ،، فحتمية شروق الشمس جاءت من كون الشمس ستشرق ، لا لكوني أعلم بهذا الأمر ..
    و على مبناك ، فالشمس مجبرة لأنها عاجزة عن القيام بما يخالف علمي ..!!!

    شروقها ليس بجبر منك , ولكنك تعلم انها ستشرق لانها مجبورة على الشروق !! فلو كان للشمس ملكة الاختيار فهل سوف تعلم حينها؟!


    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
    بل لا علاقة بين الأمرين أبدا ..
    لا أحد من المسلمين يستشكل عليه موضوع أن الله يعلم بالمستقبل ..
    بس الإشكال في الموضوع كله هو في الإرادة .. حين يتعارض إرادة الله مع إرادة المخلوق ، أي الإرادتين تسري ؟! حيث قال تعالى :" فعال لما يريد " .. فهنا قد يفهم الجبر ،
    أما العلم ، فلا يوجد مسلم يرى أن العلم تلزم الجبر .. بل المشكلة في الإرادة و المشيئة فقط ..
    الارادة موضوع آخر ويمكن حل الاشكال بالقول بأن الله تعالى أراد ان يعطينا ملكة الاختيار ...
    وبقليل من الـتأمل يتضح ان مسألة العلم أكثر تعقيدآ من مسألة الارادة .


    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس

    لكي يقوم الإنسان بخلاف أمر ما ، فلا بد أن يعلم بالأمر و يعلم خلافه ..
    أما لو قلت لك : اعمل خلاف ما أعلم .
    ستقول لي : وماذا تعلم ؟
    سأقول لك : أعلم أمرا معينا ستفعله اليوم ، و أنا أجزم أنك ستفعله ،،
    ثم في نهاية اليوم قلت لك : لقد فعلت الأمر الذي كنت أعلمه .
    فهل أنا الذي أجبرك أن تفعل ما أعلمه ؟؟!!
    أقولها للمرة العاشرة , العلم لايجبر المعلوم على فعل أمر ما , فهذا الكلام لايقول به عاقل , ولكن من لوازم العلم اليقيني هو حتمية وقوع المعلوم .
    فلو علمت علم اليقين بأن فلانآ سوف يذهب للسوق غدآ , فما الفرق بين هذا الشخص وبين الشمس التي ستشرق غدآ؟!


    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس

    هنا تتكلم على أساس أن المعلم أخبر الطالب بما يتوقعه ..
    و لكن ماذا لو قال المدرس للطالب : أيها الطالب ، إن كانت لك قدرة أن تقوم بما يخالف ما أتوقعه فافعل ..
    فقام الطالب بالاجتهاد و نجح ، فقال للمدرس : لقد قمت بما يخالف توقعك . فقال المدرس : أنا أصلا كنت أتوقع أن تنجح و قد نجحت كما توقعت ..

    وعلى هذا الاساس نقول ان الطالب مختار مهما توقع المدرس رسوبه ...


    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
    هناك امتحان سأرسب فيه حتما ، لأني لن أمتحنه ..
    هنا أصبحت النتيجة معلومة مسبقا قبل ظهور النتائج ..
    و آخر يقول : لقد امتحنت و لم أحل شيئا ، فأنا أعلم مسبقا أني سأرسب ، بالرغم من عدم ظهور النتائج ..
    هل يعني أن علمي المسبق بنتائج امتحاناتي ، معناه أني مجبور على تلك النتائج ..؟؟!!
    العلم مجرد كشف .. أن ترى المستقبل و ما سيحدث فيه ، فتصبح عالما بما سيحدث .. و لا علاقة لهذا الكشف بتفاصيل ما سيحدث في المستقبل .

    نفس القضية , علمك لم يجبر المعلوم , فعلمك ناتج عن حتمية وقوع المعلوم , وهو يعني الجبر ...

    المشاركة الأصلية بواسطة النفيس
    و كيف أصبح المؤمن مؤمن و الكافر كافر ..؟ أليس بعد الوجود ؟ لو لم يكن الكافر موجودا هل سوف نقسم الناس إلى مؤمن و كافر ؟ و من ثم ، لو لم يكن الإنسان مختارا فهل كنا سنجد هناك مؤمن و كافر ؟!
    فهذا إقرار بأن الإنسان مختار ، و إلا لما أصبح هناك مؤمن وكافر . فلم نسمع عن بقرة مؤمنة و بقرة كافرة !! و عليه ،، فيجب الاتفاق على أن السبب في انقسام الناس إلى مؤمن و كافر ، هو أن الإنسان مخير غير مجبر ، و إلا فلابد من تفسير لاختلاف البشر عن غيرهم من الكائنات المحيطة بهم .


    الأفضل بالنسبة لمن ؟؟؟ بالنسبة لله أم بالنسبة للإنسان ؟
    أما بالنسبة لله ، فلا فرق عنده ، فلو لم يخلق هذا الكافر ، فسيخلق كواكب و مجرات ، و لن يتوقف عن الخلق إذا شاء أن يخلق ..فعدم قيامه بخلق الإنسان ، لن يمنعه من خلق مجرات جديدة و نجوم جديدة و حيوانات جديدة و أية كائنات جديدة مجبورة على عبادته خلاف الإنسان المخير ..
    أما بالنسبة للإنسان : فلا أظن أن هناك إنسان يقبل بأن يتم حرمانه من فرصة إثبات أنه يستحق دخول الجنة و الخلود فيها . كأن يقول أب لأحد أبنائه : يا محمود ابق في البيت و لا تخرج ، لأني أعلم علم اليقين أنك لو خرجت فسوف تذهب إلى أماكن الرذيلة ، أما إخوانك فسأتركهم يخرجون لأني أعلم علم اليقين بأنهم سيذهبون إلى المسجد و الأماكن الحسنة .. فهل ترى أن هذا من العدل أن يتم حرمان الولد من الخروج بحجة أن والده يعلم علم اليقين أن خروجه سيضره بينما لن يضر إخوانه ؟؟
    اذكر لي مثال حي ، يقبل فيه الإنسان أن يتم حرمانه من الفرصة ، بالأخذ بالعلم المسبق بالنتائج ..!

    أولا لا يمكن وصف الله بالظلم في أي حال من الأحوال ، فلو أنه خلق البشر و رماهم جميعا في جهنم ، فهو حر ، فكل صانع له حق التصرف بصنعته ..
    ألست تكتب رسالة ثم تمزقها ؟! ألست تشتري سيارة ثم تبيعها أو تحرقها..!! ألست تطبخ طعاما ثم ترميه في سلة المهملات ؟؟!!
    فلماذا جاز لك التصرف بممتلكاتك ، و لم يجز للخالق التصرف بممتلكاته ، والإنسان أحد ممتلكاته و مخلوقاته ..!!!
    و مع ذلك ، فلم يخلق الله الإنسان ليعذبه ، بل سخر له الكون لخدمته ، و جعل الإنسان له حق التصرف بالحيوانات و الأشجار و الأرض برغم أن الأرض ليست ملكه ..

    أيأتي إنسان بعد ذلك و يقول لله : لماذا خلقتني ، و أنت تعلم أني سأكفر بك و أشرك بك ..؟؟!!

    [/CENTER]

    نعم صحيح , فالمؤمن أصبح مؤمنآ والكافر أصبح كافرآ بعد الوجود , ولكن هذا الكلام لاينسجم مع القول بعلم الله المسبق , لان مع وجود علم الله الازلي فان المؤمن مؤمنآ والكافر كافرآ منذ الازل !! لان السؤال يظل اذا كان الله يعلم بكفر فلان فلماذا يوجده ؟ فرحمة الله تقتضي عدم خلقه لانه يعلم انه سيكفر ويدخل النار !! فالخلق هنا تحصيل حاصل للمؤمن, وعذاب للكافر , فالنسبة للمؤمن فهي عبثية وبالنسبة للكافر اجرام وقسوة !!
    ولو قلنا انه تم اخبار امرأة بانها لو حملت فان الطفل سوف يولد معاق ومشوه وسيتعذب طيلة حياته , فهل ستفكرالمرأة بالحمل بعد ذلك ؟!
    ومثال آخر نقول : لوعلمت انه لوخرج ابنك في الوقت الفلاني سوف تصدمه سياره فهل سوف تسمح له بالخروج ام سوف تحبسه في البيت حتى لو اعترض او تذمر ؟!
    واما بالنسبة لنسب الظلم لله تعالى , فأقول ان الظلم ظلم والعدل عدل , ولوقلت ان كل مايفعله الله تعالى عدل حتى لو خالف العدل , فهل يبقى شئ اسمه عدل ؟! يعني لو أدخل الله المؤمن النار والكافر الجنة فهل نقول أن هذا عدل ؟! اذا قلت نعم , فسلامي على العقلية التي تحملها !!!

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة b03Li

      ومثال آخر نقول : لوعلمت انه لوخرج ابنك في الوقت الفلاني سوف تصدمه سياره فهل سوف تسمح له بالخروج ام سوف تحبسه في البيت حتى لو اعترض او تذمر ؟!
      هذا المثال ليس له علاقة بالموضوع
      لان حادث السيارة ليس باختيار الابن , ولو منع الاب الابن من الخروج, فهذا سلب الارادة.
      فهذه كلها تناقض طرحك السابق, فلا ادري كيف تضعه هنا!!!


      لان مع وجود علم الله الازلي فان المؤمن مؤمنآ والكافر كافرآ منذ الازل !!
      هذا غير صحيح, علم الله منذ الازل
      وان ليس المؤمن كان مؤمن والكافر كان كافر منذ الازل
      لانهم محدثين من العدم, والعدم ليس بشيء، فالله خلقهم على فطرتهم، ووضح لهم الطريق الصحيح مع اعطائهم الارادة في الاختيار.
      ثم بعد ذلك ثواب وعقاب.



      لان السؤال يظل اذا كان الله يعلم بكفر فلان فلماذا يوجده ؟

      - من المعلوم ان الايجاد خير من العدم, ولايقول عاقل ان العدم افضل من الايجاد
      - ولكن هناك بعد الخلق ثواب وعقاب, ولايكون الثواب والعقاب الا بتكليف.
      - والتكليف لايكون الا بالارادة والاختيار من قبل المُكلف
      - والخالق طبعا لم يتركهم هكذا, بل ارشدهم الى طريق الصواب مع عدم الاجبار عليه.

      فلو كان العلم المسبق بالشيء يعتبر اجبار, لخالف ذلك علم الخالق اساسا لانه اعطى الارادة والاختيار.

      فالخلق هنا تحصيل حاصل للمؤمن, وعذاب للكافر , فالنسبة للمؤمن فهي عبثية وبالنسبة للكافر اجرام وقسوة !!

      لا ليس كذلك.
      بل الخلق من العدم اساسا نعمة
      لان الوجود خير من العدم
      فبطل القول بالعبثية لخلق المؤمن والظلم في خلق الكافر.
      لان بعد تلك النعمة في الايجاد, هناك طرقين للناس بمحض اختيارهم.
      فبذلك يكون تعذيب الكافر عقاب بعد التنعم عليه بالخلق والتكليف والاختيار
      ويكون للمؤمن ثواب لنفس الاسباب.

      ----------------------
      اعتقد والله اعلم ان صاحب الموضوع يعتقد اننا مثل الاشاعرة او المعتزلة, فوضع شبهاته على ذلك الاساس.
      واخطأ التقدير لانه وجد غير ماكان يتوقع.
      التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل الحامدي; الساعة 02-07-2011, 06:17 AM.

      تعليق


      • #33
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        والصلاة والسلام عى اله الطيبين الطاهرين

        اخي ابو علي بارك الله على الموضوع المفيد

        ساقول رايي البسيط

        اكيد ان الله يعلم المستقبل ولكن هذا لايمنع الانسان من القيام باي عمل وحتى لو لم يقم به فهذا لا ينقص من علم الله ولا علم الله يقوم بتقييد فعل الانسان وارادته

        تعليق


        • #34
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...هذا سؤال مهم في علم الكلام قد حاول بعض أصحابنا الجواب عنه ولكنني لمْ أرَ ما يشفي الغليل ، وها أنا أجيب عنه بجواب محكم به وبأمثاله تُحل متشابهات علم الكلام وما اختلط فيه من الأفهام وتاهت فيه العقول والأقلام بالذي رزقنا الله تعالى استيعاب مطالبه وفهمها على وجه دقيق متين، وأنتم إذا فهمتم هذا فافهموه وسرّوه فانه كنز ثمين واذا لم تفهموه فذروه في سنبله ، وعليه توكلت هو مولاي المفيض على عباده بما يشاء وبما يشاؤن، وقد إعتصرته من كتابنا الموسوعي المهم جداً في علم الكلام (ضوابط علم الكلام) فأقول:
          قد استدل البعض وعلى رأسهم الأشاعرة بالجبر بعلم الله تعالى بالأفعال بما حاصله:
          ان الثابت في محله أن علمه تعالى متعلق بجميع الموجودات ولم يخرج شيء عن تحت علمه ، ومنها أفعالنا ، فكل ما يصدر منا متعلق لعلمه فيجب وجوده وإلا لزم كون علمه تعالى جهلا، وان شئت قلت : انه لتعلق علمه بالفعل لابد وأن يوجد الفعل جبرا ، أو يتبدل علمه بالجهل ، وحيث أن الثاني محال فيتعين الأول .
          والجواب: أولاً: ان علمه تعالى هو من الصفات الذاتية التي لا تتخلف ولا تختلف عن ذاته تعالى، وعليه لا يكون علمه متعلقا بأفعالنا فقط ، بل هو متعلق بها وبمقدماتها ، وإلا لزم محذور وهو كون علمه محدودا ضيقاً واتصافه بمقابل العلم وهذا ينافي كون العلم من الصفات الذاتية، وحيث إن من مقدمات الفعل الاختياري الاختيار والإرادة لما حققناه من أن الإختيارية هي عين الإنسانية ، فيكون عالما بصدور الفعل عن الاختيار لا عن الإجبار، ولو التزمنا بالجبر ولزوم صدور الفعل لزم انقلاب علمه جهلا ، إذ المعلوم كون الفعل صادرا عن الاختيار ، والواقع صدوره جبرا.
          توضيح : ان العلم الالهي الفاعلي انما انصب على الفعل الانساني الصادر من الحيث الاختياري وبشرط لا عن الحيث الاجباري, فالعناية الربانية واللطفية الالهية تعلقتا بكون الفعل الانساني اختيارياً, فاختيارية الفعل الانساني هي جزء اساسي من النظام الكياني الذي لا نظام أتم منه, فصدور الفعل الانساني على الوجه الاختياري لا يلزم منه بتاتاً انقلاب علمه تعالى جهلاً, كما زعم الاشعري في شبهته.
          ثانياً : ان علمه تعالى وهو علّي فاعلي فجلّ تعالى عن العلم المعلولي الانعكاسي الذي هو من شؤون الممكن الحقير وجلّ عنه جناب العلي القدير, وقد فات عليهم ان علمه تعالى الفاعلي العنائي بالاشياء هو عين العلة لانوجاد تلك الاشياء, فالاشياء لا تأخذ موجوديتها الا بعد تعلق الهبة القيومية بها, والهبة القيومية هي عين علمه الفاعلي العنائي, فهذا العلم هو الموجد للمعلوم وليس انعكاسا للمعلوم, وارادته الفعلية المتعلقة بايجاد الاشياء في اوقاتها المحددة لها هي محض تجلية فعلية لذلك الوجود العلمي, فما من موجود يرتسم في صفحة الوجود لو لم يتعلق به العلم العنائي الفاعلي والهبة القيومية, فكل موجود ممكني وكل فعل امكاني داخل في حيطة علمه تعالى العنائي الفاعلي ولا يعزب عنه البتة.
          ثالثاً: ان من له ادنى دراية بالحكمة والكلام يعرف ان افعال العباد، بما هي افعال تصدر عن الممكن, فانه لولا تعلق العلم العنائي بها ومجيء الارادة الربانية عليها ما كانت لترتسم في صفحة الوجود ودار الشهود البتة, فادعاء ان العبد هو الموجد لها وانكار علّية العلم الالهي لها هو مكابرة ليس كمثلها مكابرة وابتعاد تام عن قواعد الحكمة والكلام, وما هو بديهي عند من يعرف حقيقة الممكن والامكان.
          (فاذن) الحق الحقيق بالتصديق في رد هذه الشبهة الاشعرية هو ما اكدناه من ان العلم الالهي الفاعلي لم يتعلق بالفعل الانساني كيفما كان, بل تعلق به بشرط كونه اختيارياً وبشرط لا عن كونه اجبارياً اضطرارياً .
          ومن هذا البيان اتضح أن تعلق العلم الالهي الفاعلي لا يلزم منه الجبر اطلاقاً، والحمد لله رب العالمين (فاضل البديري 28رجب 1432هـ)


          خلاصة لما تقدم به سماحة الشيخ و لمن لم يفهم كلامه بصورة صحيحة .. فهو يقول
          ان علم الله عز وجل بأفعال الانسان غير ناشئ عن جبر الانسان عليها بل عن اختياره لها
          بمعنى ان الله يعلم ان الانسان سيختار كذا .. لا ان الله يجبره على اختيار كذا
          و بهذا لا يتعارض علم الله بالمستقبل مع حرية الانسان

          تعليق


          • #35
            [quote=b03Li]
            شروقها ليس بجبر منك , ولكنك تعلم انها ستشرق لانها مجبورة على الشروق !! فلو كان للشمس ملكة الاختيار فهل سوف تعلم حينها؟!
            أنت هنا تتحدث عن مصدر علمي ،، و هذا لا علاقة له بكون الشمس مجبورة أو غير مجبورة ..
            فلربما الشمس هي التي أخبرتني أنها ستشرق غدا ، فيكون مصدر علمي هي إخبار الشمس نفسها ..
            و بالتالي فلا تخلط بين مصدر علم العالم و بين حرية المعلوم .. فلما كانت يقينية علمي بشروق الشمس لم تؤدي إلى القول بأن من أجبرتها على الشروق ، فكذا يقينية علم الله بالمستقبل لا يؤدي إلى القول بأنه من أجبرنا على أمورنا ...


            الارادة موضوع آخر ويمكن حل الاشكال بالقول بأن الله تعالى أراد ان يعطينا ملكة الاختيار ...
            وبقليل من الـتأمل يتضح ان مسألة العلم أكثر تعقيدآ من مسألة الارادة .
            لا أحد يستشكل على مسألة العلم أبدا .. و أنا متعجب من أين لك بهذا الاستشكال غير المبرر و غير المنطقي ..
            لو أنك نظرت إلى الملاحدة مثلا ، ستجدهم ينكرون وجود إله من الأصل ، فلو أنك سألتهم : هل أنتم مجبورون على أعمالكم أو مختارون ؟ لقالوا لك : و من ذا الذي يستطيع أن يجبرنا على أعمالنا ؟ نحن نعمل ما نشاء كما نشاء ، لا أحد يستطيع أن يجبرنا على فعل شيء لا نشاؤه ولا نريده . لو قلت لهم : هناك إله يعلم ما ستفعلون في المستقبل و بالتالي فأنتم مجبورون على فعل ما يعلمه لا تستطيعون مخالفة علمه اليقيني .. سيقولون لك : أثبت لنا أنه يعلم ما سنفعله غدا ، و سنثبت لك بأننا سنفعل خلاف ما يعلم إلهك ؟ و ستجد نفسك في مأزق ، لأن القضية التي تطرحها غيبة محضة مبنية على إيمانك بهذا الإله و بكونه يعلم بالمستقبل .. و ليست القضية مبنية على شعور و إحساس ملموس بأن أفعالك مجبورة .. حين ذلك ستكتشف أنك تستشكل على نفسك من لا شيء ، في حين لا أحد في العالم يحس و يشعر بأن أفعاله مجبورة !!!!

            لان السؤال يظل اذا كان الله يعلم بكفر فلان فلماذا يوجده ؟

            هو حر .. يخلق ما يشاء كما يشاء .. كما أنه خلق شيطانا و هو يعلم أن هذا المخلوق سيكون شيطانا و سيعصيه ،، و مع ذلك خلق الشيطان ..
            أليس من حق الصانع أن يصنع ما يشاء مادام قادرا على صنعه ؟؟!!!

            فرحمة الله تقتضي عدم خلقه لانه يعلم انه سيكفر ويدخل النار !! فالخلق هنا تحصيل حاصل للمؤمن, وعذاب للكافر , فالنسبة للمؤمن فهي عبثية وبالنسبة للكافر اجرام وقسوة !!

            إذا لم يخلق الله الكافر .. فهو رحم من ؟؟ هل تقصد رحم العدم ؟؟ لكي تعتبر أنه قد رحم الكافر ، لابد له من إيجاده أولا لتنسب الرحمة لهذا الموجود .. و إلا فعدم إيجاد الكافر لا يعني أن الله رحمه ، لأنه بهذا قد رحم عدما لا وجود له ..!!!
            ولو قلنا انه تم اخبار امرأة بانها لو حملت فان الطفل سوف يولد معاق ومشوه وسيتعذب طيلة حياته , فهل ستفكرالمرأة بالحمل بعد ذلك ؟!

            اسأل أية أم لها ولد معاق ،، قل لها : أنا سأرحمك و أقتلك ابنك المعاق .. و سترى كيف أنها لن ترضى بذلك .. فقتل المعاق ليس رحمة به ولا بأمه .. و بالمثل ، عدم خلق الإنسان لمجرد أنه سوف يكفر لا يعد رحمة به ..
            ومثال آخر نقول : لوعلمت انه لوخرج ابنك في الوقت الفلاني سوف تصدمه سياره فهل سوف تسمح له بالخروج ام سوف تحبسه في البيت حتى لو اعترض او تذمر ؟!

            سأخبر ولدي بالأمر .. فإن كان الولد يريد أن يعيش مخيرا ، فسأترك له فعل ما يشاء ، فهو حر ، و قد تم إخباره .. أما لو اختار أن يعيش بالجبر ، فسأجبره على البقاء ..
            فهل تريد أن يكون الإنسان مجبورا في تصرفاته أم ماذا ؟؟!!

            يعني لو أدخل الله المؤمن النار والكافر الجنة فهل نقول أن هذا عدل ؟! اذا قلت نعم , فسلامي على العقلية التي تحملها !!!

            ما هو تعريف العدل ؟؟
            العدل له عدة تعاريف .. منها : إعطاء كل ذي حق حقه ..
            لو أن الله قال : من يؤمن بي سأدخله النار . و من يكفر بي سأدخله الجنة .
            حينها يكون من العدل إدخال المؤمن النار و إدخال الكافر الجنة .. لأنه بهذا أعطى كل ذي حق حقه ..

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X