بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أنقل لكم هنا تمام كلام آية الله الشيخ محمد المحمدي الريشهري حفظه الله حول حديث الكساء المروي عن الصديقة الشهيدة في مفاتيح الجنان..
ولمن لا يعرف الشيخ فهنا بعض المعلومات عن سماحته:
http://www.mezan.net/olamaa/shahr.html
أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص 39-42:
(٥ - كلام حول ما اشتهر بحديث الكساء
استبان إلى هنا أن حديث الكساء قطعي لا يقبل الشك والترديد، كما مر بنا.
وهو يعبر عن واحدة من أهم خصائص أهل البيت النبوي الكريم. ونريد بها
خاصية الطهارة والعصمة. لكن شاع أخيرا حديث يحمل عنوان حديث
الكساء، وهو واه لا أساس له. وكان المرحوم المحدث القمي رضوان الله تعالى
عليه أول من نبه على ضعفه.
ومن العجيب أنه لم يجز لأحد أن يزيد على كتابه (مفاتيح الجنان) شيئا،
ودعا على من يقوم بذلك (٢)، لكن نلاحظ أن الحديث المذكور قد أضيف إليه!
والأدلة على ضعف هذا الحديث كثيرة، نشير فيما يأتي إلى بعضها:
١ - لم يرد هذا الحديث في أي كتاب من الكتب المعتبرة للفريقين، بما فيها
الكتب التي تعمد إلى جمع الأحاديث المنسوبة إلى أهل البيت (عليهم السلام) كبحار الأنوار.
قال المرحوم المحدث القمي في كتاب (منتهى الآمال) حول الحديث الشائع،
بعد أن أثبت تواتر حديث الكساء:
" أما الحديث المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا بهذا الشكل فلم
(١) راجع ذخائر العقبى: ٥٧، الصواعق المحرقة: ١٤٤، ينابيع المودة: ١ / ٣٢٣، أهل البيت (عليهم السلام) في آية
التطهير: ٥١.
(٢) راجع مفاتيح الجنان: ٥٧٢ (مقدمة الملحقات).
يلحظ في الكتب المعتبرة المعروفة وأصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين.
وجاز لنا أن نقول: إنه من خصائص كتاب (المنتخب) " (١).
٢ - إن أول كتاب - فيما نعلم - نقل هذا الحديث بلا سند - كما أشار إليه
المحدث القمي - هو كتاب " المنتخب " (٢). وهذا يعني أن الحديث المذكور لا
يلاحظ له أثر في كتب الحديث منذ عصر صدر الاسلام حتى ألف سنة بعده!
٣ - من العجيب أن هذا الحديث غير المسند ورد في حاشية كتاب " العوالم "
مسندا كالآتي:
" رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم، عن شيخه السيد ماجد البحراني
عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، عن شيخه المقدس الأردبيلي، عن
شيخه علي بن العالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري.
عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري، عن
الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد الأول، عن أبيه، عن فخر المحققين، عن
شيخه العلامة الحلي، عن شيخه المحقق، عن شيخه ابن نما الحلي، عن شيخه
محمد بن إدريس الحلي، عن ابن حمزة الطوسي صاحب " ثاقب المناقب " عن
الشيخ الجليل محمد بن شهرآشوب، عن الطبرسي صاحب " الاحتجاج " عن
شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن أبيه شيخ الطائفة، عن
شيخه المفيد، عن شيخه ابن قولويه القمي، عن شيخه الكليني، عن علي بن
إبراهيم، [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي،
عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي، عن أبي
بصير، عن أبان بن تغلب البكري،
(١) منتهى الآمال: ١ / ٥٢٧.
(٢) للشيخ فخر الدين محمد بن علي بن أحمد طريح المسلمي الأسدي الرماحي النجفي المعروف بالشيخ
الطريحي ولد بالنجف وتوفي ١٠٨٥ ه. ق، راجع أعيان الشيعة: ٨ / ٣٩٥، رياض العلماء: ٤ / ٣٣٤،
الذريعة: ٢٢ / ٤٢٠.
عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة
الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: سمعت فاطمة أنها قالت:
دخل علي أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأيام فقال: السلام عليك يا
فاطمة... " (١)
وفيما يأتي ملاحظاتنا حول السند:
أ - المستند الوحيد للسند المذكور هو كلام الشيخ عبد الله نور الدين البحراني،
إذ يقول، على فرض ثبوته: " رأيت بخط السيد هاشم البحراني... ". ولكن لا
يعلم من ذا الذي يضمن صحة تشخيصه بأن الخط هو خط السيد هاشم
البحراني حتما؟
ب - لم يذكر السيد هاشم البحراني (٢) المنسوب إليه السند هذا الحديث في
كتابيه: " تفسير البرهان "، و " غاية المرام "، مع اهتمامه بجمع الأحاديث لا
تصحيحها في هذين الكتابين. بل إن ما ذكره يخالف ما نسب إليه سندا ومتنا.
(١) عوالم العلوم: ٢ / ٩٣٠.
(٢) هو السيد هاشم بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي بن سليمان بن ناصر الموسوي الكتكاني التوبلي
البحراني.
ولد في كتكان من توابع البحرين، وتوفي سنة ١١٠٧ ه. أثنى أصحاب التراجم على شخصيته
العلمية والعملية. أجازه الشيخ الحر العاملي في نقل الحديث، وقال: فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف
بالتفسير والعربية والرجال. من مشايخه في إجازة الحديث: الشيخ فخر الدين بن طريح، والسيد
عبد العظيم بن عباس الأسترابادي. ويستشف من ترجمته وكتبه أنه كان يقوم غالبا باستنساخ أحاديث
أهل البيت وجمعها وضبطها ومقابلتها وتصحيحها وتبويبها. وقيل: إنه صنف (٧٥) كتابا كبيرا ومتوسطا
وصغيرا. وأشكل عليه البعض أن كتبه لا تخلو من الغلو والضعف والاعتماد على مصادر غير موثوقة،
(راجع أعيان الشيعة: ١٠ / ٢٤٩، أمل الآمل: ٢ / ٣٤١، رياض العلماء: ٥ / ٣١٠، والعلامة سيد هاشم
البحراني تأليف فارس تبريزيان).
ج - إن كثيرا من المحدثين الكبار المذكورين في سلسلة السند كالكليني، والطوسي، والمفيد، والطبرسي، وابن شهرآشوب رووا في كتبهم حديث الكساء بالشكل الوارد في متن الكتاب، وهو لا يتفق مع الحديث الشائع.
د - سلسلة السند المذكور لهذا الحديث في حاشية " العوالم " مليئة بالإشكالات، حتى إن من كان له أدنى اطلاع على علم الرجال يدرك سقمه بوضوح (١).
ه - متن الحديث يخالف جميع المتون المعتبرة، ويضاف إليه أن فيه نقاط ضعف لا تخفى على المتأمل.
http://www.shiaonlinelibrary.com/الكتب/3774_أهل-البيت-في-الكتاب-والسنة-محمد-الريشهري/الصفحة_1#top
أنقل لكم هنا تمام كلام آية الله الشيخ محمد المحمدي الريشهري حفظه الله حول حديث الكساء المروي عن الصديقة الشهيدة في مفاتيح الجنان..
ولمن لا يعرف الشيخ فهنا بعض المعلومات عن سماحته:
http://www.mezan.net/olamaa/shahr.html
أهل البيت في الكتاب والسنة - محمد الريشهري ص 39-42:
(٥ - كلام حول ما اشتهر بحديث الكساء
استبان إلى هنا أن حديث الكساء قطعي لا يقبل الشك والترديد، كما مر بنا.
وهو يعبر عن واحدة من أهم خصائص أهل البيت النبوي الكريم. ونريد بها
خاصية الطهارة والعصمة. لكن شاع أخيرا حديث يحمل عنوان حديث
الكساء، وهو واه لا أساس له. وكان المرحوم المحدث القمي رضوان الله تعالى
عليه أول من نبه على ضعفه.
ومن العجيب أنه لم يجز لأحد أن يزيد على كتابه (مفاتيح الجنان) شيئا،
ودعا على من يقوم بذلك (٢)، لكن نلاحظ أن الحديث المذكور قد أضيف إليه!
والأدلة على ضعف هذا الحديث كثيرة، نشير فيما يأتي إلى بعضها:
١ - لم يرد هذا الحديث في أي كتاب من الكتب المعتبرة للفريقين، بما فيها
الكتب التي تعمد إلى جمع الأحاديث المنسوبة إلى أهل البيت (عليهم السلام) كبحار الأنوار.
قال المرحوم المحدث القمي في كتاب (منتهى الآمال) حول الحديث الشائع،
بعد أن أثبت تواتر حديث الكساء:
" أما الحديث المعروف بحديث الكساء الشائع في عصرنا بهذا الشكل فلم
(١) راجع ذخائر العقبى: ٥٧، الصواعق المحرقة: ١٤٤، ينابيع المودة: ١ / ٣٢٣، أهل البيت (عليهم السلام) في آية
التطهير: ٥١.
(٢) راجع مفاتيح الجنان: ٥٧٢ (مقدمة الملحقات).
يلحظ في الكتب المعتبرة المعروفة وأصول الحديث والمجامع المتقنة للمحدثين.
وجاز لنا أن نقول: إنه من خصائص كتاب (المنتخب) " (١).
٢ - إن أول كتاب - فيما نعلم - نقل هذا الحديث بلا سند - كما أشار إليه
المحدث القمي - هو كتاب " المنتخب " (٢). وهذا يعني أن الحديث المذكور لا
يلاحظ له أثر في كتب الحديث منذ عصر صدر الاسلام حتى ألف سنة بعده!
٣ - من العجيب أن هذا الحديث غير المسند ورد في حاشية كتاب " العوالم "
مسندا كالآتي:
" رأيت بخط الشيخ الجليل السيد هاشم، عن شيخه السيد ماجد البحراني
عن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، عن شيخه المقدس الأردبيلي، عن
شيخه علي بن العالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري.
عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي، عن الشيخ علي بن الخازن الحائري، عن
الشيخ ضياء الدين علي ابن الشهيد الأول، عن أبيه، عن فخر المحققين، عن
شيخه العلامة الحلي، عن شيخه المحقق، عن شيخه ابن نما الحلي، عن شيخه
محمد بن إدريس الحلي، عن ابن حمزة الطوسي صاحب " ثاقب المناقب " عن
الشيخ الجليل محمد بن شهرآشوب، عن الطبرسي صاحب " الاحتجاج " عن
شيخه الجليل الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن أبيه شيخ الطائفة، عن
شيخه المفيد، عن شيخه ابن قولويه القمي، عن شيخه الكليني، عن علي بن
إبراهيم، [عن أبيه إبراهيم] بن هاشم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي،
عن قاسم بن يحيى الجلاء الكوفي، عن أبي
بصير، عن أبان بن تغلب البكري،
(١) منتهى الآمال: ١ / ٥٢٧.
(٢) للشيخ فخر الدين محمد بن علي بن أحمد طريح المسلمي الأسدي الرماحي النجفي المعروف بالشيخ
الطريحي ولد بالنجف وتوفي ١٠٨٥ ه. ق، راجع أعيان الشيعة: ٨ / ٣٩٥، رياض العلماء: ٤ / ٣٣٤،
الذريعة: ٢٢ / ٤٢٠.
عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة
الزهراء (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: سمعت فاطمة أنها قالت:
دخل علي أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الأيام فقال: السلام عليك يا
فاطمة... " (١)
وفيما يأتي ملاحظاتنا حول السند:
أ - المستند الوحيد للسند المذكور هو كلام الشيخ عبد الله نور الدين البحراني،
إذ يقول، على فرض ثبوته: " رأيت بخط السيد هاشم البحراني... ". ولكن لا
يعلم من ذا الذي يضمن صحة تشخيصه بأن الخط هو خط السيد هاشم
البحراني حتما؟
ب - لم يذكر السيد هاشم البحراني (٢) المنسوب إليه السند هذا الحديث في
كتابيه: " تفسير البرهان "، و " غاية المرام "، مع اهتمامه بجمع الأحاديث لا
تصحيحها في هذين الكتابين. بل إن ما ذكره يخالف ما نسب إليه سندا ومتنا.
(١) عوالم العلوم: ٢ / ٩٣٠.
(٢) هو السيد هاشم بن إسماعيل بن عبد الجواد بن علي بن سليمان بن ناصر الموسوي الكتكاني التوبلي
البحراني.
ولد في كتكان من توابع البحرين، وتوفي سنة ١١٠٧ ه. أثنى أصحاب التراجم على شخصيته
العلمية والعملية. أجازه الشيخ الحر العاملي في نقل الحديث، وقال: فاضل عالم ماهر مدقق فقيه عارف
بالتفسير والعربية والرجال. من مشايخه في إجازة الحديث: الشيخ فخر الدين بن طريح، والسيد
عبد العظيم بن عباس الأسترابادي. ويستشف من ترجمته وكتبه أنه كان يقوم غالبا باستنساخ أحاديث
أهل البيت وجمعها وضبطها ومقابلتها وتصحيحها وتبويبها. وقيل: إنه صنف (٧٥) كتابا كبيرا ومتوسطا
وصغيرا. وأشكل عليه البعض أن كتبه لا تخلو من الغلو والضعف والاعتماد على مصادر غير موثوقة،
(راجع أعيان الشيعة: ١٠ / ٢٤٩، أمل الآمل: ٢ / ٣٤١، رياض العلماء: ٥ / ٣١٠، والعلامة سيد هاشم
البحراني تأليف فارس تبريزيان).
ج - إن كثيرا من المحدثين الكبار المذكورين في سلسلة السند كالكليني، والطوسي، والمفيد، والطبرسي، وابن شهرآشوب رووا في كتبهم حديث الكساء بالشكل الوارد في متن الكتاب، وهو لا يتفق مع الحديث الشائع.
د - سلسلة السند المذكور لهذا الحديث في حاشية " العوالم " مليئة بالإشكالات، حتى إن من كان له أدنى اطلاع على علم الرجال يدرك سقمه بوضوح (١).
ه - متن الحديث يخالف جميع المتون المعتبرة، ويضاف إليه أن فيه نقاط ضعف لا تخفى على المتأمل.
http://www.shiaonlinelibrary.com/الكتب/3774_أهل-البيت-في-الكتاب-والسنة-محمد-الريشهري/الصفحة_1#top
تعليق