عفوا يا أخي الكريم الظاهر من كلام
العلامة المجلسي رحمه الله أن الشهرة كانت في زمانه فقط (( والمشهور بين الشيعة في
الأمصار والأقطار في زماننا )).
الأمصار والأقطار في زماننا )).
اين الاشكال في كلامك ؟!
اذا كنت توافق ان هذا العيد كان مشهورا في زمانه فهو دليل على ما نحن نقول به
فكيف يكون مشهورا اذا لم يعمل به الأصحاب ولم يتخذوه يوم عيد، وهذا ما اردنا الإشارة إليه
من الدليل على أن الشيعة في زمن الأئمة
عليهم السلام كانوا يتخذوا هذا اليوم عيد ولو كان هذا اليوم عيد بمعنى عيد بمقتل
الثاني عليه لعنة الله لشاع هذا الأمر بل لتواتر عنهم عليهم السلام , وإتخذ أعداء
المذهب هذا الأمر مطعن على الشيعة منذ زمن الأئمة بينما لم أجد أحد من علماء العامه
من القدماء أشار إلى هذا الأمر.
الثاني عليه لعنة الله لشاع هذا الأمر بل لتواتر عنهم عليهم السلام , وإتخذ أعداء
المذهب هذا الأمر مطعن على الشيعة منذ زمن الأئمة بينما لم أجد أحد من علماء العامه
من القدماء أشار إلى هذا الأمر.
العلامة المجلسي صرح باشتهار هذا العيد في زمانه والرواية الصحيحة التي ذكرناها تدل على ان الأئمة عليهم السلام كانوا يتخذونه يوم عيد وان لم نجد من علماء العامة من لم يطعن علينا هذا العيد فهذا لا يعد دليلا يقابل ما ثبت لدينا
أضف إلى ذلك أن ابن إدريس الحلي
المتوفى سنة 598 هـ رحمه الله إدعى الإجماع أهل السير أن الثاني هلك في 29 من ذو
الحجة (( وفي التاسع والعشرين منه ، قبض عمر بن الخطاب ، فينبغي للإنسان أن يصوم
هذه الأيام ، فإن فيها فضلا كبيرا ، وثوابا جزيلا ، وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم
قبض عمر بن الخطاب ، فيظن أنه يوم التاسع من ربيع الأول ، وهذا خطأ من قائله ،
بإجماع أهل التاريخ والسير ، وقد حقق ذلك شيخنا المفيد ، في
كتابه كتاب التواريخ ، وذهب إلى ما قلناه .)) السرائر ج 1 ص
419.
قمنا سابقا بالرد على هذا القول
فابن ادريس ادعى الإجماع ولكننا اثبتنا ان جمله في كبار فقهاءالشيعه لم يجمعوا على هذا القول منهم
( 1 ) الشيخ الصدوق
( 2 ) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في ( دلائل الامامة )
( 3 ) الشيخ الجليل هاشم بن محمد في ( مصباح الأنوار )
( 4 ) السيد رضي الدين علي بن طاووس خلف السيد ابن طاووس المشهور في ( زوائد الفوائد )
( 5 ) الشيخ حسن بن سليمان الحلي في ( المحتضر ) قال في صفحه 101 بعد نقله لرواية احمد بن اسحاق القمي : (فهذا الحديث الشريف فيه دلالة وتنبيه على كون هذا الشخص من أكبر المنافقين وأعظمهم معاداة لآل محمد ( عليهم السلام ) وشنآنا وبغضا بنص رسول الله ونص وصيه « صلوات الله عليهما »
( 6 ) السيد هاشم البحراني في ( مدينة المعاجز )
( 7 ) العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي في ( بحار الأنوار )
( 8 ) السيد نعمة الله الجزائري في ( الأنوار النعمانية )
( 9 ) المحدث الميرزا الشيخ حسين النوري الطبرسي في ( مستدرك الوسائل )
( 10 ) المحدث القمي في ( مفاتيح الجنان ) قال في ص 352 : ( من أعمال شهر ربيع الأول : ( اليوم التاسع : عيد عظيم وهو عيد البَقر وشرحه طويل مذكور في محله .. )
وبعض المتأخرين من علمائنا رضوان الله تعالى عليهم اجمعين وسوف ننقل لكم اقوالهم في نهاية الموضوع .
ونتبرك بنقل عبارة غواص بحار انوار اخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام العلامة المجلسي قدس سره في كتابه ( بحار الأنوار ) فإنه بعدما تعرض لأقوال العامة ومن تأثر بآرائهم من علماء الشيعة قال :
( .. والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنه اليوم التاسع من ربيع الأول ، وهو أحد الأعياد ، ومستندهم في الأصل ما رواه خلف السيد النبيل علي بن طاوس - رحمة الله عليهما - في كتاب زوائد الفوائد ، والشيخ حسن ابن سليمان في كتاب المحتضر .. ويظهر منه ـ أي من كلام ابن طاووس رحمه الله ـ ورود رواية أخرى عن الصادق عليه السلام بهذا المضمون رواها الصدوق رحمه الله ، ويظهر من كلام خلفه الجليل ورود عدة روايات دالة على كون قتله في ذلك اليوم ، فاستبعاد ابن ادريس وغيره ليس في محله ، إذ اعتبار تلك الروايات مع الشهرة بين أكثر الشيعة سلفاً وخلفاً لا يقصر عما ذكره المؤرخون من المخالفين ، ويحتمل ان يكونوا غيروا هذا اليوم ليشتبه الأمر على الشيعة فلا يتخذوه يوم عيد وسرور .
فإذا قيل : كيف اشتبه هذا الأمر العظيم بين الفريقين مع كثرة الدواعي إلى ضبطه ونقله .
قلنا : نقلب الكلام عليكم ، مع ان هذا الأمر ليس بأعظم من وفاة الرسول صلى الله عليه وآله مع انه وقع الخلاف فيه بين الفريقين ، بل بين كل منهما مع شدة تلك المصيبة العظمى ، وما استتبعته من الدواهي الأخرى مع انهم اختلفوا ـ اي العامة ـ في يوم القتل كما عرفت وان اتفقوا في كونه في ذي الحجة ، ومن نظر في اختلاف الشيعة واهل الخلاف في أكثر الأمور التي توفرت الدواعي على نقلها مع كثرة حاجة الناس إليها ، كالأذان والوضوء والصلاة والحج وتأمل فيها لا يستبعد أمثال ذلك ، والله تعالى اعلم بحقائق الأمور )
بحار الأنوار ج 31 ص 119
ويلاحظ على كلام ابن طاووس رحمه الله أنه
مبهم فلا يعلم من هو المقتول في هذا اليوم أضف إلى ذلك أن السيد رحمه الله لم يقل
هلاك عدو الزهراء فلعله شخص آخر.
هلاك عدو الزهراء فلعله شخص آخر.
اذا كان شخص اخر فمن هو ؟!!
لان الشخصية الوحيدة التي يتنازع عليه في قتله في هذا اليوم هو عمر بن الخطاب لعنه الله فهم بين موافق و مخالف فقط في تاريخ قتله وليس في شخصه فكل الذين قالوا بقتله في هذا اليوم اتفقوا على انه عمر ولم يحدث التاريخ ان هناك شخصية مهمه قتلت في مثل هذا اليوم غير عمر !
وقولك ( لعله شخص آخر ) لا يصمد امام كل هذه الأدلة في بيان اسم هذه الشخصية.
ثانيا : حتى لو قلنا بأن هذه الرواية في
الثاني لعنه الله يبقى أمر وهو صحة طريق الشيخ الصدوق رحمه الله وهو مجهول.
اعتبار الرواية لا تكون في صحة السند كما يفهم ذلك البعض بل الاعتبار يكون في وثاقة الرواية ومما تطمئن النفس بصدورها عن اهل البيت عليهم السلام ، والقرائن كثيره في ذلك وقد ذكرناها فراجعها
هذه الرواية التي أشار إليها السيد ابن
طاووس رحمه الله هي نفس رواية ابن اسحاق راجع ج 95 ص 351.
رواية احمد بن اسحاق كانت عن الامام الهادي عليه السلام لا عن الامام الصادق عليه السلام فهما اذن روايتان لا رواية واحدة !
تعليق