على المزارات السلام ! الحلقة الاولى
00000 اصبح هذا الرجل يثير العجب !!
أقدم رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري على خطوة جريئة اذ قام باعفاء السيد (حسن الخرسان) امين عام المزارات الشيعية من منصبه على خلفية الشكاوى والطعون التي قدمها اعضاء مجلس الادارة في الامانة العامة .
غادر السيد الخرسان منصبه في زمن قياسي فما بقي فيه الا 18 شهرا ،قضاها في الصراعات والتجاذبات مع التركة الثقيلة التي ورثها عن الادارتين السابقتين له.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا وارتياحا لدى الاوساط المطلعة اذ كان اداء المهندس الخرسان مضطربا خلال تلك المدة . فبالرغم من قيامه ببعض الخطوات الجيدة بادئ الامر الا انه سرعان ما اختار ان يحيط نفسه بمجموعة من الناس حرفته عن المسار الصحيح وارتكب اخطاءا لا تغتفر .
بالطبع لم يكن القرار سهلا على السيد الحيدري - سيما ان السيد الخرسان يعد من اقربائه – لقد تطلب الامر بالتاكيد شجاعة كبيرة ، مما يؤشر على حراجة موقف الخرسان وجدية المؤاخذات المسجلة على ادائه .
ولا شك ان السيد الحيدري يدرك من خلال حكمته ونفاذ بصيرته ان منصب الامين العام للمزارات يعد المنصب الاهم في ديوان الوقف – بعد منصب الرئيس – لاسباب اهمها :
1- هذه المؤسسة تبسط سيطرتها على جميع المراقد الشيعية قي العراق من البصرة الى الموصل وهي تعد بالمئات ،ويمتلك الامين العام صلاحية وضع اليد عليها ،وتاسيس ادارات لها وتمويلها وهدمها ان تطلب الأمر واعادة بنائها ، ويتبع ذلك استملاك الاراضي وعمل الاستثمارات وتسجيل الاوقاف ...
2- تمتلك هذه المؤسسة ميزانية لا يستهان بها .
3- ولها قانون خاص بها شرع من قبل مجلس النواب عام 2005 .
4 - وليس لدى الوقف السني دائرة لها هذا الحجم وهذه الصلاحيات.
5 - وبفعل الامتداد الجغرافي يصبح لها تاثير ثقافي واسع جدا لا يضاهيه حتى العتبات الكبرى الخمسة المقدسة .
6- ويحظى تعيين امينها العام بتاييد المرجع الاعلى – حسب ذلك القانون – مما يمنحه ميزة نادرة .. وفي نفس الوقت يضيق دائرة الاختيار على رئيس الديوان الذي مهمته ترشيح الاشخاص للمرجعية العليا كي تصدر موافقتها على احدهم .
الجدير بالاهتمام هو التعرف على المزاج الخاص للسيد الحيدري في انتخاب الامناء العامين للمزارات !
اذ لم يسلم انتخابه (للدكتور الموسوي ) عام 2009 من النقد والازدراء حين عينه خلفا للامين الاول للمزارات السيد نائل الموسوي - وكالة- وذلك اثر انتهاء ولايته الاولى وعدم رضى المرجعية على اداءه خلالها .
والدكتور الموسوي الذي حكم المزارات- وكالةً- بامر السيد الحيدري ورغما عن ارادة المرجعية الدينية لمدة 10 اشهر انتهت في اوائل عام 2010 – كان شخصية غريبة عن الجو الاسلامي، ضعيف في ولاءاته ، مرتبط بجهات وتيارات مناوئة للمرجعية العليا .. كان انتخابا غريبا من الحيدري لكنه اصطدم بحائط الرفض القاطع من المرجعية الدينية مما حدى به الى تقديم نسيبه السيد المهندس حسن الخرسان امينا ثانيا للمزارات .
واليوم يعود السيد الحيدري ليثير لدينا الدهشة والاستغراب .. اذ يقدم بعد عزله للسيد الخرسان – على تعيين شخص آخر مثير للجدل اكثر من سابقه ذلك هو الحاج (عبد الودود السعدي) .
..... ولهذا الرجل قصة مع المزارات تطول ولكن نلخصها لكم في سطور :-
1- عام 2006 رشحه (الدكتور الواسطي) لعضوية ادارة مجلس الامانة العامة في بداية تشكيلها – وكان الدكتور قد اختير نائبا للامين العام واحتاجوا الى اعضاء خمسة قاموا بترشيح اربعة منهم واجبرهم الحيدري على الخامس الذي كان ( الدكتور الموسوي) .
2- بذل الحاج السعدي جهدا متميزا لاجل هيكلة المؤسسة ابتداءا من مقرها ببغداد ثم تاسيس الامانات الخاصة (ادارات المراقد) علما ان مؤسسة المزارات تعتمد على نظام العقود لا الدرجات الوظيفية الثابتة .وحاز بذلك ثقة الامين العام ونائبه اللذين اخذا يمنحانه الصلاحيات الواسعة في ادارة العمل ورسم سياسة هذه المؤسسة الفتية.
3- ثم اخذ الحاج السعدي يمد اذرعه بهدف السيطرة تدريجيا على المؤسسة اذ قام بتعيين العشرات من الشباب المبتدئين ، وكان متقصدا ذلك كي ينفرد بالادارة ويحكم سيطرته عليهم دون وجود منافس له مع انشغال الامين والنائب وبقية الاعضاء باعمالهم الاخرى.
لقد عمل هؤلاء الشباب كطابور خامس بامرة الحاج ، ولم يكتف بذلك بل انتقل لاحقا الى خطة السيطرة على الامانات الخاصة عبر تعيين الاقارب والموالين له وانشاء الصداقات مع الآخرين عبر المجاملات ومنح الامتيازات وتعيين ارحامهم وغيرها من وسائل الجذب والكسب .
4- وبعد ان ضمن لنفسه القوة اقدم على الاصطدام مع الدكتور الواسطي– الذي كان الرجل الأقوى في الامانة العامة بغية دفعه الى الانسحاب من منصبه خصوصا مع كثرة المسؤوليات المنوطة به .
5- تمكن السعدي من تشكيل قوة ضاربة داخل المزارات امتدت الى جميع المحافظات وواصل عام 2008 سياسته في ضرب الاشخاص الذين يرى من خلال بروزهم ونجاحهم في العمل منافسين له في المستقبل .
6- ولم ينس خلال ذلك واجب التقرب للسيد الأعلى (الحيدري) بهدف ارضاءه في كل صغيرة وكبيرة حتى صار يراه الحيدري الشخص المطيع له طاعة عمياء .
7- لم يرق للحاج السعدي مجيء الدكتور الموسوي عام 2009 خلفا للامين الاول وكالة ، رغم انهما كانا متحالفين لاجل اسقاط الامين ونائبه بل وجميع اعضاء مجلس الادارة .
8- وعندما جاء السيد الخرسان امينا عاما ثانيا في مطلع 2010 لم يطل السلام الهش الذي فرضه عليهم السيد الحيدري اذ اصر على بقاء الحاج السعدي في مجلس الادارة الثاني (والقانون يخول الامين العام ترشيح اعضائه) .. اذ بعد فترة وجيزة اكتشف السيد (الخرسان ) ان (السعدي ) يهيء للانقلاب عليه من خلال حشد المناوئين وتجميع الخروقات الادارية والمالية واعداد ملفات لها بهدف الاطاحة به ،اخيرا رفع السيد الخرسان رايته البيضاء ورضى بالصلح مع السعدي حيث اخذه في رحلة خارج القطر اعتبرت (شهر عسل) معلنين بذلك بداية عهد جديد بينهما .
9- ولم يكن ذلك المسكين يدري ان السعدي كان يضع لمساته الاخيرة على خطة الانقلاب ، والذي لم يعد ينقصه الا تعيين (ساعة الصفر) .
10- قام السعدي بتشجيع الاعضاء الآخرين في مجلس الادارة كي يبادروا الى الاحتجاج العلني على خروقات (الخرسان ) وتجاوزاته القانونية – وقد انتفض هؤلاء حيث لم يعد لديهم مجال لمواصلة الصمت ،تلك الانتفاضة التي اطاحت بالامين العام والتي ظل (السعدي) خلالها ملتزما جانب الحياد ريثما تنضج الظروف للانقلاب .
11- جدير بالذكر ان الحاج السعدي حائز على شهادة ماجستير في اللغة الفارسية، وهذا اختصاص نادر، خصوصا انه قد حصل عليها زمن النظام البائد في مطلع الالفية الثالثة .
.................................
قد يبدو لكم هذا الكلام مألوفا ... صراع طبيعي على السلطة والنفوذ لا شيء يميزه عن سواه ..
لكن يصبح للقضية بعدها الخاص حيث نكتشف ان كل ما جرى كان يندرج ضمن خطة اعدت منذ عام 2005 من قبل القيادات المذهبية المتطرفة بالتعاون مع بقايا النظام ودعم مالي من المملكة الجارة - هدفها الغاء قانون العتبات والمزارات ، واعادة السيطرة الحكومية على المراقد الشيعية بشكل يتزامن مع توحيد الوقفين الشيعي والسني .. لكن الغريب والخطير والمثير للحيرة هو اكتشاف الدوافع لدى (شيخين) طاعنين في السن ناهز احدهما السبعين وجاوزها الثاني ..
ترى ما الذي يدفع ذينك الشيخين (الحيدري والسعدي) نحو تهديم المزارات كمؤسسة شيعية مستقلة ؟
لماذا سعى السعدي خلال خمس سنوات من السعي الدؤوب لاجل السيطرة على تلك المؤسسة ؟
هل هو الطموح الشخصي وحب السلطة فقط ؟
هل هناك من يحركهما من وراء الكواليس ؟
ترى ما هي الأجندة المعدة لهما ؟ نعلم ان هناك جهة ما تبنت (السعدي ) عام 2008 وكان هدفها انهاء سيطرة (المجلس الاعلى) على ادارة المزارات ، وكان عرابها شخص يدعى (شهاب حميد )... لكن هل يكفي ذلك الدافع ؟
من يحرك؟ من يوجه؟ من يمول ؟؟
ماذا كان قصدهما حين سعيا منذ عام 2007 لاقصاء كل شخص كفوء ونزيه من دائرة المزارات لاجل افراغها من الكفاءات الفاعلة وابقاءها هشة وعاجزة؟
نتمنى ان نكتشف الاسرار الخفية وراء هذين (الشيخين) في القريب العاجل خصوصا وان تقدمهما في السن يجعلنا نشعر بالقلق من ان تدفن معهما تلك الاسرار المشوقة ...
................................
(انتهت الحلقة الاولى)
وسنواصل توجيه هذه المقالات الى السادة مراجع الدين الحنيف ، ومكاتب السادة المسؤولين لحين تحقق الاصلاح في هاتين المؤسستين المرتبطتين بصميم الدين والمذهب .
00000 اصبح هذا الرجل يثير العجب !!
أقدم رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري على خطوة جريئة اذ قام باعفاء السيد (حسن الخرسان) امين عام المزارات الشيعية من منصبه على خلفية الشكاوى والطعون التي قدمها اعضاء مجلس الادارة في الامانة العامة .
غادر السيد الخرسان منصبه في زمن قياسي فما بقي فيه الا 18 شهرا ،قضاها في الصراعات والتجاذبات مع التركة الثقيلة التي ورثها عن الادارتين السابقتين له.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا وارتياحا لدى الاوساط المطلعة اذ كان اداء المهندس الخرسان مضطربا خلال تلك المدة . فبالرغم من قيامه ببعض الخطوات الجيدة بادئ الامر الا انه سرعان ما اختار ان يحيط نفسه بمجموعة من الناس حرفته عن المسار الصحيح وارتكب اخطاءا لا تغتفر .
بالطبع لم يكن القرار سهلا على السيد الحيدري - سيما ان السيد الخرسان يعد من اقربائه – لقد تطلب الامر بالتاكيد شجاعة كبيرة ، مما يؤشر على حراجة موقف الخرسان وجدية المؤاخذات المسجلة على ادائه .
ولا شك ان السيد الحيدري يدرك من خلال حكمته ونفاذ بصيرته ان منصب الامين العام للمزارات يعد المنصب الاهم في ديوان الوقف – بعد منصب الرئيس – لاسباب اهمها :
1- هذه المؤسسة تبسط سيطرتها على جميع المراقد الشيعية قي العراق من البصرة الى الموصل وهي تعد بالمئات ،ويمتلك الامين العام صلاحية وضع اليد عليها ،وتاسيس ادارات لها وتمويلها وهدمها ان تطلب الأمر واعادة بنائها ، ويتبع ذلك استملاك الاراضي وعمل الاستثمارات وتسجيل الاوقاف ...
2- تمتلك هذه المؤسسة ميزانية لا يستهان بها .
3- ولها قانون خاص بها شرع من قبل مجلس النواب عام 2005 .
4 - وليس لدى الوقف السني دائرة لها هذا الحجم وهذه الصلاحيات.
5 - وبفعل الامتداد الجغرافي يصبح لها تاثير ثقافي واسع جدا لا يضاهيه حتى العتبات الكبرى الخمسة المقدسة .
6- ويحظى تعيين امينها العام بتاييد المرجع الاعلى – حسب ذلك القانون – مما يمنحه ميزة نادرة .. وفي نفس الوقت يضيق دائرة الاختيار على رئيس الديوان الذي مهمته ترشيح الاشخاص للمرجعية العليا كي تصدر موافقتها على احدهم .
الجدير بالاهتمام هو التعرف على المزاج الخاص للسيد الحيدري في انتخاب الامناء العامين للمزارات !
اذ لم يسلم انتخابه (للدكتور الموسوي ) عام 2009 من النقد والازدراء حين عينه خلفا للامين الاول للمزارات السيد نائل الموسوي - وكالة- وذلك اثر انتهاء ولايته الاولى وعدم رضى المرجعية على اداءه خلالها .
والدكتور الموسوي الذي حكم المزارات- وكالةً- بامر السيد الحيدري ورغما عن ارادة المرجعية الدينية لمدة 10 اشهر انتهت في اوائل عام 2010 – كان شخصية غريبة عن الجو الاسلامي، ضعيف في ولاءاته ، مرتبط بجهات وتيارات مناوئة للمرجعية العليا .. كان انتخابا غريبا من الحيدري لكنه اصطدم بحائط الرفض القاطع من المرجعية الدينية مما حدى به الى تقديم نسيبه السيد المهندس حسن الخرسان امينا ثانيا للمزارات .
واليوم يعود السيد الحيدري ليثير لدينا الدهشة والاستغراب .. اذ يقدم بعد عزله للسيد الخرسان – على تعيين شخص آخر مثير للجدل اكثر من سابقه ذلك هو الحاج (عبد الودود السعدي) .
..... ولهذا الرجل قصة مع المزارات تطول ولكن نلخصها لكم في سطور :-
1- عام 2006 رشحه (الدكتور الواسطي) لعضوية ادارة مجلس الامانة العامة في بداية تشكيلها – وكان الدكتور قد اختير نائبا للامين العام واحتاجوا الى اعضاء خمسة قاموا بترشيح اربعة منهم واجبرهم الحيدري على الخامس الذي كان ( الدكتور الموسوي) .
2- بذل الحاج السعدي جهدا متميزا لاجل هيكلة المؤسسة ابتداءا من مقرها ببغداد ثم تاسيس الامانات الخاصة (ادارات المراقد) علما ان مؤسسة المزارات تعتمد على نظام العقود لا الدرجات الوظيفية الثابتة .وحاز بذلك ثقة الامين العام ونائبه اللذين اخذا يمنحانه الصلاحيات الواسعة في ادارة العمل ورسم سياسة هذه المؤسسة الفتية.
3- ثم اخذ الحاج السعدي يمد اذرعه بهدف السيطرة تدريجيا على المؤسسة اذ قام بتعيين العشرات من الشباب المبتدئين ، وكان متقصدا ذلك كي ينفرد بالادارة ويحكم سيطرته عليهم دون وجود منافس له مع انشغال الامين والنائب وبقية الاعضاء باعمالهم الاخرى.
لقد عمل هؤلاء الشباب كطابور خامس بامرة الحاج ، ولم يكتف بذلك بل انتقل لاحقا الى خطة السيطرة على الامانات الخاصة عبر تعيين الاقارب والموالين له وانشاء الصداقات مع الآخرين عبر المجاملات ومنح الامتيازات وتعيين ارحامهم وغيرها من وسائل الجذب والكسب .
4- وبعد ان ضمن لنفسه القوة اقدم على الاصطدام مع الدكتور الواسطي– الذي كان الرجل الأقوى في الامانة العامة بغية دفعه الى الانسحاب من منصبه خصوصا مع كثرة المسؤوليات المنوطة به .
5- تمكن السعدي من تشكيل قوة ضاربة داخل المزارات امتدت الى جميع المحافظات وواصل عام 2008 سياسته في ضرب الاشخاص الذين يرى من خلال بروزهم ونجاحهم في العمل منافسين له في المستقبل .
6- ولم ينس خلال ذلك واجب التقرب للسيد الأعلى (الحيدري) بهدف ارضاءه في كل صغيرة وكبيرة حتى صار يراه الحيدري الشخص المطيع له طاعة عمياء .
7- لم يرق للحاج السعدي مجيء الدكتور الموسوي عام 2009 خلفا للامين الاول وكالة ، رغم انهما كانا متحالفين لاجل اسقاط الامين ونائبه بل وجميع اعضاء مجلس الادارة .
8- وعندما جاء السيد الخرسان امينا عاما ثانيا في مطلع 2010 لم يطل السلام الهش الذي فرضه عليهم السيد الحيدري اذ اصر على بقاء الحاج السعدي في مجلس الادارة الثاني (والقانون يخول الامين العام ترشيح اعضائه) .. اذ بعد فترة وجيزة اكتشف السيد (الخرسان ) ان (السعدي ) يهيء للانقلاب عليه من خلال حشد المناوئين وتجميع الخروقات الادارية والمالية واعداد ملفات لها بهدف الاطاحة به ،اخيرا رفع السيد الخرسان رايته البيضاء ورضى بالصلح مع السعدي حيث اخذه في رحلة خارج القطر اعتبرت (شهر عسل) معلنين بذلك بداية عهد جديد بينهما .
9- ولم يكن ذلك المسكين يدري ان السعدي كان يضع لمساته الاخيرة على خطة الانقلاب ، والذي لم يعد ينقصه الا تعيين (ساعة الصفر) .
10- قام السعدي بتشجيع الاعضاء الآخرين في مجلس الادارة كي يبادروا الى الاحتجاج العلني على خروقات (الخرسان ) وتجاوزاته القانونية – وقد انتفض هؤلاء حيث لم يعد لديهم مجال لمواصلة الصمت ،تلك الانتفاضة التي اطاحت بالامين العام والتي ظل (السعدي) خلالها ملتزما جانب الحياد ريثما تنضج الظروف للانقلاب .
11- جدير بالذكر ان الحاج السعدي حائز على شهادة ماجستير في اللغة الفارسية، وهذا اختصاص نادر، خصوصا انه قد حصل عليها زمن النظام البائد في مطلع الالفية الثالثة .
.................................
قد يبدو لكم هذا الكلام مألوفا ... صراع طبيعي على السلطة والنفوذ لا شيء يميزه عن سواه ..
لكن يصبح للقضية بعدها الخاص حيث نكتشف ان كل ما جرى كان يندرج ضمن خطة اعدت منذ عام 2005 من قبل القيادات المذهبية المتطرفة بالتعاون مع بقايا النظام ودعم مالي من المملكة الجارة - هدفها الغاء قانون العتبات والمزارات ، واعادة السيطرة الحكومية على المراقد الشيعية بشكل يتزامن مع توحيد الوقفين الشيعي والسني .. لكن الغريب والخطير والمثير للحيرة هو اكتشاف الدوافع لدى (شيخين) طاعنين في السن ناهز احدهما السبعين وجاوزها الثاني ..
ترى ما الذي يدفع ذينك الشيخين (الحيدري والسعدي) نحو تهديم المزارات كمؤسسة شيعية مستقلة ؟
لماذا سعى السعدي خلال خمس سنوات من السعي الدؤوب لاجل السيطرة على تلك المؤسسة ؟
هل هو الطموح الشخصي وحب السلطة فقط ؟
هل هناك من يحركهما من وراء الكواليس ؟
ترى ما هي الأجندة المعدة لهما ؟ نعلم ان هناك جهة ما تبنت (السعدي ) عام 2008 وكان هدفها انهاء سيطرة (المجلس الاعلى) على ادارة المزارات ، وكان عرابها شخص يدعى (شهاب حميد )... لكن هل يكفي ذلك الدافع ؟
من يحرك؟ من يوجه؟ من يمول ؟؟
ماذا كان قصدهما حين سعيا منذ عام 2007 لاقصاء كل شخص كفوء ونزيه من دائرة المزارات لاجل افراغها من الكفاءات الفاعلة وابقاءها هشة وعاجزة؟
نتمنى ان نكتشف الاسرار الخفية وراء هذين (الشيخين) في القريب العاجل خصوصا وان تقدمهما في السن يجعلنا نشعر بالقلق من ان تدفن معهما تلك الاسرار المشوقة ...
................................
(انتهت الحلقة الاولى)
وسنواصل توجيه هذه المقالات الى السادة مراجع الدين الحنيف ، ومكاتب السادة المسؤولين لحين تحقق الاصلاح في هاتين المؤسستين المرتبطتين بصميم الدين والمذهب .
تعليق