إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

خلود أصحاب الكبائر في النار ( الأدلة النقلية والعقلية للعقيدة الإسلاميه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلود أصحاب الكبائر في النار ( الأدلة النقلية والعقلية للعقيدة الإسلاميه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ..........

    "خلود أصحاب الكبائر في النار"


    فهذه المسألة هي من أهم مسائل العقيدة لأنها تؤثر في عمل الإنسان، وتغرس فيه الخوف من عذاب الله تعالى، وتجعل صلته بالله أقرب، وتجعل قلبه تقيا نقيا من الشوائب والمعاصي والذنوب، فكثيرا ما وجدنا من المخالفين وخصوصا على الشبكة العنكبوتية ما يكتبون حول هذه المسألة ويحاولون النصرة لقول مذهبهم، ويحاولون الإساءة للمذهب الإباضي بهذه المسألة ويعتبرونه تشددا في الدين!!
    وعلماء المذهب الإباضي المتقدمين والمتأخرين قد أفرودا في هذه المسألة خصوصا المطولات فجزاهم الله خيرا وعوضهم به أجرا، ومن المتأخرين سماحة شيخنا العلامة بدر الدين أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله تعالى وأمد في عمره ونفعنا بعلمه، وذلك في كتابه "الحــق الدامــغ".
    حيث من قرأ كتاب "الحق الدامغ" بقلبه دون تعصب لن يجد في الكتاب إلا الحق بإذن الله تعالى، أما من قرأه بتعصب فسيحاول بكل جهده دحض ما جاء في الكتاب بدون دليل ولا واضح سبيل، وأما من سمع عن الكتاب ولم يقرأه أصلا فتجد هؤلاء يطعنون في الكتاب وهم لم يقرأوه وهذا لا يجوز، حيث أنهم يسمعون من الناس ويتناقلون ذلك دون أدنى إطلاع على الكتاب، لا يأخذ بقول الناس إلا الجاهل السفيه، أما إذا قرأ ما جاء به الكتاب فله أن يتكلم بعده بما شاء، والله سبحانه هو أعلم بما في صدور العالمين، فمن أراد الله به خيرا فقهه في الدين.

    ولست هنا لأزيد على ما قاله العلماء في مؤلفاتهم لأني لست أهلا لذلك، ولكني تطفلت قليلا بتسهيل ما كتبوه وإيضاح الفكرة الصحيحة بأسلوب مبسط مع الدليل القطعي، فعسى الله أن ينفع به وأن يأخذ به من لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يخاف من إعلان كلمة الحق إلا من كان لا يخش الله تعالى، فعسى الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفع به كافة المسلمين، فلعلهم يقوموا من غفلتهم فينتبهوا إن كان الله أراد بهم خيرا، والله ولي التوفيق.


    فمسألة الخلود اختلف فيها العلماء، فطائفة قليلة منهم من قال بانقطاع العذاب للموحد والمشرك كابن القيم ومن سار على نهجه، ومنهم من قال بانقطاع العذاب للموحدين فقط وهو مذهب جمهور أهل السنة قاطبة.

    فذهبت الطائفة الأولى بقول انقطاع العذاب عن الموحد والمشرك، فلم يكفيهم القول بانقطاع العذاب عن الموحد فقط وإنما قالوا بفناء النار حتى عن المشرك!! فسبحان الله عما يشركون، هذا بهتان عظيم، فالأمة أجمعت على أن المشرك خالدا في النار كما جاء ذلك في القرآن والسنة، والأدلة صريحة غير قابلة للتأويل.

    ومن أدلتهم التي اتخذوها هي قوله تعالى: "قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم"

    وقوله سبحانه: "فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق، خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد".

    فأدلتهم هذه لا تعني قطعا بانقطاع العذاب عن المشرك، لأن المراد بالسموات والأرض هنا ليست الدنيوية وإنما الأخروية، كما قال الله تعالى:"يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار"

    فدليلهم باطل وعن الدليل عاطل، فلو كان دليلهم كذلك، لكان انقطاع النعيم في الجنة للمؤمنين مقرونا ببقاء السموات والأرض كما في سورة هود في الآية التي تليها بقوله تعالى: "وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك"
    فهل سماء الآخرة تفنى؟؟ وهل يفنى نعيم المؤمنين في الجنة؟؟ كما ينتهي عذاب المشركين في النار وكما تفنى النار على حسب الذي ذكره ابن القيم ومن قال بقوله!!


    وأما باقي جمهور أهل السنة ذهبوا إلى خلود المشركين، وانقطاع العذاب عن الموحدين، وقالوا على أن صاحب الكبيرة الموحد يدخل النار فيعذب فيها على قدر معصيته ثم يخرج منها إلى الجنة واستندوا إلى قوله تعالى: "إلا ما شاء ربك" وغيرها من الآيات التي أتت على نفس السياق، واستندوا من السنة على أحاديث آحادية لاتفيد القطع في مسائل العقيدة، واستندوا إلى العقل بقولهم إذا كان الموحد المسلم يصلي ويصوم ويزكي ويحج ويأتي الصالحات ولكن لديه كبيرة من الكبائر مصر عليها، هل يعقل دخوله النار خالدا فيها كخلود المشركين، فأين رحمة الله تعالى بعباده وأين ذهبت أعمال العبد الصالحة؟

    واستند بعضهم إلى قوله تعالى في سورة القلم: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين، مالكم كيف تحكمون"

    ونجعل تفسير هذه الآيات لأهل التفسير، ومنهم الشيخ محمد بن علي الصابوني في كتابه "صفوة التفاسير" يقول في تفسير هذه الآيتين:(أفنجعل المسلمين كالمجرمين)؟ الاستفهام للإنكار والتوبيخ، أي أفنساوي بين المطيع والعاصي، والمحسن والمجرم؟ (مالكم كيف تحكمون)؟ تعجب منهم، حيث أنهم يسوون المطيع بالعاصي، والمؤمن بالكافر، فإن مثل هذا لا يصدر عن عاقل. انتهى كلامه.

    واستدلوا أيضا بغفران الذنوب لغير التائب يوم القيامة بقوله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ"
    فقالوا أن الله لا يغفر للمشركين، وأنه يغفر لمن يشاء من العصاة من المسلمين الموحدين، حيث إذا شاء غفر لهم وإذا شاء عذبهم على تلك الكبيرة.. كما ذهب إلى هذا القول الشيخ الصابوني في صفوة التفاسير، وهذا خطأ، حيث تأويلهم هذا غير واضح، فذهب علماء التفسير إلى عدة أقوال، وقول سماحة شيخنا الخليلي في هذه الآية، بأن الآية جاءت تحث المشركين على الدخول في الإسلام، وتخبرهم بأن الله تعالى لا يغفر لكم إن كنتم مصرين على الشرك، وإنما يغفر للمسلمين ذنوبهم، فهذا حث للمشركين على المسارعة والعودة إلى الله تعالى، وتدل باقي الآيات التي تحث العصاة والذين أسرفوا على أنفسهم بالمسارعة إلى التوبة النصوح وعدم الإصرار على المعصية، كما سنذكر هذه الآيات الدالة على ذلك في المباحث القادمة، والتي تدل على أن الله لا يغفر إلا للتائب، ولو كان ما يقولونه صحيح، فأين عدل الله؟؟ إذا كان الله سيغفر للبعض دون البعض فهذا ظلم، فحاشا لله أن يكون ظالما، فقد نفى الظلم عن نفسه، وإنما دلت الأدلة بأن الله يغفر لمن تاب وأناب وعمل صالحا ثم اهتدى.

    ومنهم من أخذ قوله تعالى حجة بينه لغفران الذنوب: "وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
    بل هذا دليل ضدهم بأن الذين يعملون الصاحات والمعاصي لا يقبل منهم إلا بالتوبة لا بالإصرار، يقول الشيخ الصابوني في صفوة التفاسير:
    (وآخرون اعترفوا بذنوبهم) أي وقوم آخرون أقروا بذنوبهم ولم يعتذروا عن تخلفهم بالمعاذير الكاذبة، قال الرازي: هم قوم من المسلمين تخلفوا عن غزوة تبوك، لا لنفاقهم بل لكسلهم، ثم ندموا على ما فعلوا وتابوا (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) أي خلطوا جهادهم السابق وخروجهم مع الرسول، لسائر الغزوات بالعمل السيىء، وهو تخلفهم عن غزوة تبوك هذه المرة (عسى الله أن يتوب عليهم) أي لعل الله يتوب عليهم،
    قال الطبري: و (عسى) من الله واجب ومعناه: سيتوب الله عليهم، ولكنه في كلام العرب بمعنى الترجي على ما وصفت (إن الله غفور رحيم) أي ذو عفوٍ لمن تاب، عظيم الرحمة لمن أناب.
    انتهى كلامه

    هذا باختصار ما استندوا عليه من أدلة وسيأتي الرد بإذن الله تعالى على هذا كله في المبحث الذي يليه، والله الموفق إلى كل خير.


    أما مذهب الإباضية فقد وافقوهم على خلود المشركين في النار، وخالفوهم في القول بخروج العصاة من النار بعد تعذيبهم قدر معاصيهم، وقالوا أن العاصي يخلد في جهنم مثل ما يخلد المشرك، ولكن عذابه يكون أخف من المشرك، لأن النار دركات كما أن للجنة درجات، فهذه أقوال كلا المذهبين، وهنا سنذكر أدلة الإباضية القطعية على مسألة الخلود بالعقل والنقل بمشيئة الله تبارك تعالى.
    أولا: تعريف الخلود:

    الخلود هو البقاء الدائم، قال صاحب لسان العرب: "الخلد دوام البقاء في دار لا يخرج منها، خَلَدَ/يَخْلُد/خُلدًا وخلود بقي وأقام، ودار الخلد الآخرة لبقاء أهلها فيها، وخلده الله وأخلده تخليدا وقد أخلد الله أهل دار الخلد فيها وخلدهم".
    ومنه قوله تعالى: "وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون"


    استند أصحابنا الإباضية عليهم رضوان الله تعالى إلى الكثير من الآيات التي أتت صريحة واضحة في مسألة خلود صاحب الكبيرة في النار إذ أنه لا يمكن للعقل البشري المسلم إلا أن يستسلم لها دون نقاش ولاجدل، لأن القرآن هو كلام الله وحيه وتنزيله فهو واضح غاية الوضوح، لذلك فهو لا يعتريه النقص ولا الخلل ولكن عقولنا القاصرة هي التي عجزت عن إدارك حقيقة هذا الكتاب المبارك، الذي أعز الله به أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وبه رفع الله قدر الإسلام، فكان أعز كتاب وأصدق كلام وأقوم حجة على الذين لا يؤمنون به، جاء ليهدينا إلى الحق وإلى سواء السبيل، وجاء راسما لنا طرق الهداية والوقاية من الهلاك في الدنيا والآخرة، فسار السلف الصالح ماشيا على خطى هذا الكتاب وعلى نهج المصطفى الأواب، فكانوا أشد الناس خشية وخوفا من الله تعالى، قال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، وكانوا أعبد الناس وأزهدهم وأتقاهم وأورعهم، وأخوفهم من الوقوع في المعاصي، وأسرعهم إلى التوبة وأكثرهم ذكرا لله تعالى تسبيحا واستغفارا وتحميدا، لذلك صدق فيهم قوله سبحانه: "كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون".
    وما هذا كله إلا لأنهم سلكوا مسلك الحق، واتبعوا هدي القرآن الذي أنار الله به قلوبهم وأبصارهم فكانوا أهل تقوى وورع، لا يخشون إلا الله سبحانه وتعالى.


    يقول الإمام العلامة نور الدين السالمي في منظومته "غاية المراد في نظم الإعتقاد":

    "وأنه من أطاع الله يدخله *** جناته أبدا لا يبتغي نقلا"
    "ومن عصاه ففي النيران مسكنه *** ولم يجد مفزعًا عنها فينتقلا"


    ويقول رحمه الله في منظومته "أنوار العقول" في خلود أهل الجنة والنار:

    "ومن عصى ولم يتب يخلدُ *** في النار دائما بهذا نشهدُ"
    "وكافر بنعمة من فرقا *** ما بين ذي شرك ومن قد فسقا"
    "أعني لدى الخلود والفرق نشا *** لدى منازل العذاب وفشا"
    "كذاك من قال بأنه يجي *** وقت على النار بلا تأجج"
    "وهكذا من قال كل يدخل *** فيها سعيد وشقي يبطل"
    "ومن يقل دار الخلود فانية *** أو أهلها ففاسق علانية"
    "هذا إذا ما كان بالتأويل *** والشرك في الرد على التنزيل"
    ثانيا: الأدلة من القرآن على خلود صاحب الكبيرة:

    1) قوله تعالى: "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"

    هذه الآية هي رد صريح على من قال أن صاحب الكبيرة يعذب على قدر معصيته ثم يخرج منها إلى الجنة، قالوا بأنها عقيدة يهودية ولم تعني المسلمين، ولكن لو نظرنا إلى الآية بعين الإعتبار لوجدنا أن القرآن يخاطب الناس كافة ويحذرهم من أن يسيروا سير الأمم السابقة، وأن لا ينقادوا إلى ما يقوله غيرهم من الديانات الأخرى، فنعم الآية تعني اليهود لكونهم ظنوا أنهم إذا أعرضوا عن عبادة الله سيدخلون النار لأيام معدودة، وما هذه إلا أماني لن يجدوها يوم القيامة، فيجب علينا كمسلمين أن لا ننجر وراء الأماني، فالشيطان هو من يزين للإنسان هذه الأماني لكي يجرؤا على معصية الله تعالى لأن الأمنية تقول بأن الموحد لا يمكن أن يخلد في النار كخلود المشركين.

    2) قوله تعالى: "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون، بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون"
    فالآية الكريمة دلت دلالة صريحة على أن النار لا تكون لأيام معدودة كما هي أماني أهل الكتاب، وجاء بعدها قوله سبحانه بأن من كسب سيئة فهو في النار خالدا فيها، ولم يقل من أشرك بالله فقط وإنما عمم ذلك باكتساب السيئة أي الوقوع في الكبيرة، والوقوع في الكبيرة دل على أن صاحبه في النار إلى الأبد ولم يقل لأيام أو أنه سيخرج بعدها إلى الجنة فالآية صريحة بذلك إلا من عمي قلبه وزين له الشيطان أنه سيخرج من النار بعد أيام معدودة كما زين لأهل الكتاب، والدليل الآخر على خلود أصحاب الكبائر وأنهم لن يدخلوا الجنة هي الآية التي تليها،"والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون" فالآية دلت دلالة قاطعة على أن الجنة للذين آمنوا وعملوا الصالحات وأنهم خالدون فيها، فلم يقل للذين أسرفوا على أنفسهم وارتكبوا السيئات، ولم يقل للذين أسلموا فحسب، وإنما قال للذين آمنوا وعملوا الصالحات، فهنا حدد عمل الصالحات دون السيئات لأنه لا يمكن للمؤمن أن يجمع بين الصالحات والمعاصي في آن واحد، نستنتج من الآية السابقة أن الأماني بالخروج من النار إنما هو تزيين الشيطان للإنسان بأنه سيخرج من النار إلى الجنة مع أن الله وعد الجنة للمؤمنين والمتقين لا العاصين المسرفين على أنفسهم، وأما من اعتقد بالخروج من النار فهو قد أخذ عقيدة يهودية ما أنزل الله بها من سلطان.

    3) قوله تعالى: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"

    4) قوله تعالى: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"
    فالآية تدل على الخلود في النار بمجرد المعصية لله ولرسوله، ولم يذكر الشرك بل حدد المعصية، فإذا أي معصية لله تعالى ولرسوله تعد كبيرة فصاحبها في النار خالدا فيها مادام أنه مات غير تائب منها، فهذا وعد الله لمن عصاه أو عصى رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيدخله النار خالدا فيها أبدا، فلماذا نحاول دحض ما جاء به القرآن وتأويل الآيات على غير ما قاله الله!! فكل هذا أماني يزينها الشيطان لعباد الله لكي يضلوا عن الصراط المستقيم.

    5) قوله تعالى:
    "ومن يقتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"
    فالكبيرة هنا هي قتل المؤمن، ومن المعلوم أن القتل ليس بشرك وإنما معصية يعاقب صاحبها إن لم يتب منها توبة نصوحا بدخوله جهنم خالدا فيها غير مؤقت لأيام معدودة كما زعم اليهود ذلك، فالله تعالى توعده بجهنم خالدا فيها ويغضب عليه ويلعنه ويعد له عذابا عظيما، أبعد هذا الوعيد بأربعة عقوبات للقاتل هل يعقل دخوله الجنة والآية تقول صريحة بدخوله النار خالدا فيها ولم يأتِ في الآية ما يدل على خروجه من النار.

    6) قوله تعالى: "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلمًا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
    ذكر الله تعالى في هذه الآية أن العصاة الذين اكتسبوا السيئات هم في النار خالدين فيها، مالهم من الله من عاصم، فإذا الآية تخاطب الموحدين وليس المشركين فحسب، وتحذرهم من الوقوع في المعاصي لأنها ستردي بهم في النار خالدين فيها غير خارجين.

    7) قوله تعالى: "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا"
    فمعصية الله ومعصية الرسول توصل العبد إلى جهنم مالم يتب عن الذي أتاه، والآية دلت على أن دخوله جهنم يكون خالدا فيها أبدا، لا كما يدعي الكثير من المسلمين اليوم بدخول جهنم لأيام معدودة ثم ينتقلون إلى الجنة، والله يخاطبنا في كتابه على أنهم خالدين فيها أبدا، ولكن هوى النفس يدعو إلى تأويل الآيات إلى غير مرادها وما هذه إلا أماني لن تفيد العبد يوم القيامة ولا تنقذه من عذاب الله إذ أن الآيات صريحة واضحة ستكون حجة على من فسرها بحسب هوى نفسه، ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير.

    8) قوله تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين"
    هنا قسم الله الناس إلى فريقين "فريق في الجنة وفريق في السعير" حيث دلت الآية على أن هناك فريق بررة وهم المتقون باتفاق أنهم في نعيم دائم غير منقطع، وأن الفجار أي العصاة الفجرة والكفار هم في جحيم، وأتبعها الله بقوله: "وما هم عنها بغائبين" أي أنهم ما كثون فيها أبدا.
    وهناك الكثير من الأدلة على ذلك ولكن نكتفي بما ذكرناه خشية الإطالة، فنستنتج من الآيات السابقة أن الله توعد النار لمن أشرك به ولمن عصاه أو عصى رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يأتِ دليل صريح على أن العاصي لا يخلد في النار، بل كل الأدلة تقول بخلوده كحال المشركين، لأنه لا يمكن أن تختلط المعاصي مع الطاعات وأن الله لا يتقبل إلا من المتقين كما دل عليه قوله تعالى: "إنما يتقبل الله من المتقين"، فالتقوى درجة يتقبل الله بها أعمال العبد وأما العاصي فلا تقبل أعماله إلا بعد توبته من جميع الذنوب، وجاءت الأدلة في الكتاب والسنة على أن الجنة أعدت للمتقين، والعصاة لم ولن يصلوا إلى درجة التقوى مالم يتوبوا قبل موتهم، لأن التقوى هي الإقبال على الطاعات واجتناب المنكرات، وأما من قال من المسلمين بأن الموحد العاصي يعذب على قدر معصيته فهذه مثل ما قلنا سابقا بأنها أماني كأماني أهل الكتاب واليهود إذا أنهم ظنوا أنهم سيعذبون لأيام معدودة، وما هذا إلا اغترار منهم وأماني لا تفيدهم يوم القيامة، ولكن الشيطان نجح في وعده لله تعالى أنه سيغوي عباد الله إلا المخلصين منهم، لأن المخلصين في عبادة الله أتقياء فلا يستطيع إغوائهم، ونجد أن الله تعالى حذرنا من الإغترار بمثل هذه الأماني وأن لا نلتفت إليها وذلك في قوله: "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"


    وقد وعد الله تعالى عباده المؤمنون المتقون بجنات عدن خالدين فيها أبدا، فلم يأت دليل على أن الجنة للعاصين ولا للمسلمين كافة، وإنما جاءت الأدلة على أن الجنة للمتقين الذين تابوا وأصلحوا وآمنوا وعملوا الصالحات ومن ذلك قوله تعالى: "إن للمتقين مفازا" وقوله: "إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" وقوله: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" وقوله: "وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْراً لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ" وقوله: "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَآؤُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ" وقوله تعالى: "يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً" وقوله سبحانه: "أم نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" وقوله: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ" وقوله سبحانه: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ" وقوله جل شأنه: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ" وقوله: "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ"، وقوله سبحانه: "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ".

    فكل هذه الآيات تدل دلالة قطعية على أن الجنة للمتقين، وليست لكافة المسلمين لأن المسلمين لم يصلوا إلى درجة التقوى وإنما المؤمنون هم الذين وصلوا إلى درجة التقوى.

    يقول الحق سبحانه وتعالى: "قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا"، فهناك فرق بين الإسلام وبين الإيمان، فالإسلام نطق بالشهادتين والإيمان هو التطبيق العملي لما جاء به الكتاب والسنة، لذلك نجد أن الله تعالى امتدح المؤمنون المتقون ووعدهم بالنعيم الأبدي في جنات خلد جزاء لهم بما كانوا يعملون، وأما الذين عصوا الله فهم في النار خالدين فيها لأنهم فجار عصاة، ففي قوله تعالى: "أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" تفرقة بين الفاجر والتقي، لأنه لا يمكن وضع التقي والفاجر في نفس الميزان ونفس المنزلة،فوعد الله الفجار بالنار كما وعد المتقين بالجنة، فإذا قلنا بدخول العاصي الجنة بعد أن يعذب على قدر معصيته فهذا يقتضي أن يكون تقيا لأن الجنة للمتقين، فهل سنجد جوابا على ذلك ممن يدعون أن العاصي سيدخل الجنة؟؟!!



  • #2
    ثالثا: الأدلة من السنة النبوية المطهرة:

    فالأدلة على ذلك كثيرة ونكتفي بما يلي:

    1) روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، كل هو خالد فيما هو فيه" فالحديث يدل على أن من دخل الجنة لا يموت فيها ولا يخرج منها فهو خالد فيها أبدا، وأن من دخل النار لا يخرج منها ولا يموت وهو خالد فيها أبدا، وهذا الحديث رواه الشيخان أئمة الحديث البخاري ومسلم وغيرهم من رواة الحديث، فهل هناك كلام فوق هذا أو تأويل آخر يقتضي فيه خروج أهل النار إلى الجنة؟؟!!

    2) أخرج الطبراني وأبو نعيم وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون فيها عدد كل حصاة لحزنوا، ولكن جعل لهم الأبد"
    فالحديث دل دلالة لا تقبل النقاش ولا الجدل بأن أهل النار وهنا لم يخصص المشرك من الموحد العاصي بل عمم على أهل النار جميعا بأنهم خالدين فيها أبدا، كما عمم أن أصحاب الجنة خالدين في النعيم المؤبد.

    3) روى أحمد والبزار والطبراني والحاكم والنسائي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر" وفي رواية: "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة، مدمن الخمر، والعاق لوالديه والديوث، وهو الذي يقر السوء في أهله"
    فالحديث يدل على أن شارب الخمر والعاق لوالديه لا يدخل الجنة، ومن المعلوم أن شرب الخمر والعقوق لا يكون إشراكا بالله تعالى وإنما هما معصيتان وكبيرتان يحاسب عليهما المرء مالم يتب عنهما، لذا نفهم من الحديث أن الخطاب ليس للمشركين وإنما للمسلمين، فيحذرهم الرسول صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر ومن العقوق لأنه بذلك يحرم عليهم الجنة كما في الرواية الثانية، ومقصد الرسول أنهم لا يدخلون الجنة هنا للتأبيد وليس لتوقيت معين، كما هو واضح في الحديث ولا ينكره من كان ذو عقل وحكمه، ومقتضى التحريم هنا الأبدي وكما يقال الزنا حرام، أو السرقة حرام، ليست لفترة وجيزة وإنما مؤبدة، وعلى هذا الحديث تقاس باقي المعاصي والآثام.

    4) روى الشيخان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شرب الخمر في الدنيا يحرمها في الآخرة"، ومعناه يحرم من دخوله الجنة، لأن أهل الجنة لا يحرمون من شيء فيها دون شيء، فلهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، ولهم ما يطلبون دون أن يحرموا من نعيمها طرفة عين.

    5) أخرج البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصحه إلا حرم الله عليه الجنة" وهنا إشارة إلى تحريم الجنة والتحريم كما قلنا أبدي أي يدل على خلوده في النار، كما دل عليه قوله تعالى: "فريق في الجنة وفريق في السعير"، فهل يعقل بالتحريم هنا مؤقت إلى أن يعذب في النار قدر معصيته ثم يدخل الجنة مع المتقين؟؟! وهل يعقل أيضا أن يكون الحديث يخاطب المشركين دون المسلمين الموحدين؟!! وهل سيقال بأن من لم يحط رعيته بالنصح فهو مشرك؟؟ أم أنه صاحب معصية ووجبت عليه التوبة؟ فعليه التوبة النصوح وإلا ستكون الجنة عليه حرام.

    6) روى الإمام الربيع في مسنده الصحيح عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس بن مالك رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من اقتطع حق مسلم بيمينه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار" فقال رجل وإن كان شيئا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن كان قضيبًا من أراك"، ورواه الإمام مالك في موطأه، ومسلم في صحيحه، والنسائي في سننه من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
    فيدلنا الحديث على أن من سرق شيئا من حق أخيه المسلم حرم الله عليه الجنة تحريما مؤبدًا وأوجب له النار، وليس لعاقل أن يقول بأن التحريم هنا مؤقت وأنه سيدخل الجنة بعد تعذيبه على قدر معصيته تلك لأنه من المعلوم أن السرقة معصية وليست شركا بالله ليقتضي خلوده في النار، وإنما هي معصية وكبيرة من الكبائر لذا قد حكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بالنار وحرم عليه الجنة، فلا قول إلا ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم.

    فكما قال الإمام العلامة نورالدين السالمي رحمه الله تعالى:

    "ولا تناظر بكتاب الله *** ولا كلام المصطفى الأواه"
    "معناه لا تجعل له نظيرا *** ولو يكون عالما خبيرا"


    7) أخرج الشيخان وغيرهما من طريق أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا فيها أبدا، ومن نزل من جبل فقتل نفسه فهو ينزل في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا".
    الحديث يدل على أن صاحب الكبيرة وهي قتل النفس التي دل عليها الحديث يخلد في جهنم أبدا، مع أن الموحد المسلم ممكن أن يقتل نفسه لضعف إيمانه، فلن يشفع له توحيده لارتكابه هذه المعصية، فهنا خطاب عام وتحذير ووعيد لكل من قتل نفسه سواء كان مشركًا أم مسلمًا.

    8) روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا".
    فالحديث توعد القوم الذين يضربون الناس بالسياط والنساء الكاسيات العاريات بأنهم لن يدخلوا الجنة، وهنا لا للتأبيد كما أسلفنا وكما هو واضح في الحديث، ولا يجدن ريحها، أي لا يدخلونها، بمعنى أنهم في النار خالدين فيها أبدا لا يجدون مفرا منها، فهل لعاقل أن يقول بأن النساء الكاسيات العاريات والتي هن من بنات المسلمين وللأسف الشديد والتي تكاثرن في هذا الزمن بأنهن سيدخلن الجنة بعد أن يعذبن على قدر معاصيهن؟؟!! كلا وربي إن الحديث قد توعدهن بعدم دخول الجنة وأن لهن جنهم وبئس المصير، وعلى هذا يقاس كافة المعاصي، فالحذر الحذر من الإغترار بالأماني، فانظروا هداني الله وإياكم ما فعلت هذه الأماني اليوم بالمسلمين حيث أنهم باتوا بتخبطون في المعاصي، لأن العقيدة تقول لهم بأنهم سيعذبون قدر معاصيهم ثم يتجهون إلى الجنة خالدين فيها مع الذين أنعم الله عليهم!

    9) روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمام-وفي رواية قتات"، هنا أيضا توعد الرسول صلوات الله وسلامه عليه النمام بعدم دخوله الجنة مطلقا، فهل بعد قوله صلى الله عليه وسلم قول؟ أم أن النميمة شرك وليست معصية؟ كلا وربي وإنما هي معصية يعاقب صاحبها بخلوده في النار، وأن الجنة عليه حرام.

    10) روى الشيخان عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام"

    11) قوله صلى الله عليه وسلم: "إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ولا جناح عليه فيما بينها وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففي النار"قالها ثلاثا، فكما نعرف أن الإسبال كبيرة وأنها ستؤدي بصاحبها إلى جهنم خالدا فيها أبدا.


    نستنتج من الأحاديث السابقة أن من عصى الله بكبيرة ومات غير تائب منها فهو في النار خالدا فيها أبدا، كقتل النفس وشرب الخمر وعقوق الوالدين والنميمة والسرقة والإسبال وغيرها من المعاصي، فهؤلاء حرم الله عليهم الجنة وأوجب لهم النار، كما دلت به السنة المطهرة على صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، ونذكر بقوله تعالى: "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا"، وقوله تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" وقوله: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، فعلينا الإنقياد التام لقول الله تعالى وقول رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، فعلينا السمع والطاعة دون جدال، وأما الذين أخذوا الأحاديث الآحادية التي لا تفيد القطع في مسائل العقيدة خصوصا، فهؤلاء حاولوا إيجاد رخصة لهم وحاولوا إيجاد سبيل للخروج من النار كما حاول اليهود من قبل ففشلوا، فهذه الأحاديث التي سقناها هنا وهناك وغيرها الكثير تدل دلالة صريحة على الخلود لأصحاب الكبائر، فهل يعقل أن يناقض الرسول قوله مرة بالخروج ومرة بالخلود ومرة بتحريم دخول الجنة للعصاة الفجرة؟!! والآيات نصت صريحة على ذلك فهل سيقول الرسول قولا يخالف فيه نصا صريحا في كتاب الله، فحاشاه عن ذلك فما هو إلا وحي يوحى، يقول تعالى: "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً"، فقد أخذوا بعض الأحاديث لكي يتمسكوا بها وتركوا باقي النصوص القطعية من الكتاب والسنة على خلود أصحاب الكبائر، فالأحاديث التي سقناها وهناك أحدايث غيرها فهي قطعية متواترة لا تقبل الرد ولا التضعيف فقد ثبتت صحتها عند أهل الحديث، ومن الأحاديث التي يعتمدون إليها إعتمادا كليا هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وإن زنى وإن سرق" فهل يعقل أن الرسول يخالف كتاب الله؟! أو يخالف باقي الروايات الصحيحة التي جاءت بتحريم الجنة لمدمن الخمر والسارق والعاق والديوث.... وغيرهم، وهل يعقل أن الرسول يعد الجنة لمن عصى الله تعالى والله تعالى يقول: "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"، أو هل يمكن أن يشجع الرسول على ارتكاب الكبائر، وأي كبيرة إنها السرقة والزنا!! فسبحان الله، وإنما هذا الحديث لو كان صحيحا يعني أن المشرك الذي إذا دخل الإسلام يمحى عنه ما فعله قبل دخوله الإسلام وإن كان قد زنى أو سرق، لأنه بالتوبة يمحي الله الإثم، أما الإصرار على ذلك فلم يأتِ دليل صريح بدخوله الجنة، وإنما ذلك تزيين الشيطان للضعفاء من عباد الله بأنهم سيدخلون الجنة ماداموا من الموحدين! فإذا إذا صحت هذه الرواية فهي تشجيع المشركين على دخولهم الإسلام لكي لا يقنطوا فبين الرسول أن الله سيغفر لهم ما أسلفوا قبل إيمانهم.
    رابعًا: الأدلة العقلية على خلود أصحاب الكبائر:


    هذا هو منهج الإباضية وعقيدتهم الراسخة منذ عصر النبوة وإلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله تعالى لن تتغير، فعقيدتهم الكتاب والسنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر أن عالما من الإباضية خالف الأصحاب في هذه المسألة بل كلهم أجمعوا على أن من مات مصرا على كبيرة فهو خالدا في النار أبدا لا يخرج منها كما لا يخرج المتقون من الجنة التي وعدوا بها، لأن الآيات شاهدة على ذلك وهي كثيرة وكذلك السنة دلت على أن الجنة حرام على من عصى الله وأن النار مثواهم، فهل يصح القول بأن يلتقي أصحاب النار بعد تعذيبهم قدر معاصيهم مع أصحاب الجنة ويخلدون معهم؟؟ فأين الآيات التي أجمعت الخلود لأصحاب النار ولم تأتِ آية صريحة بخروجهم منها أبدا لا للمشركين ولا للعصاة الفجرة، وهل يمكن القول بأن الفجرة العصاة سيلتقون بالمتقين في الجنة؟!! فأين ذهب قول الله تعالى: "أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" وقوله: "وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ"، فهل يستوي أهل الطاعة وأهل المعصية؟ وهل يستوي أهل التقوى وأهل الفجور؟ وهل يستوي أصحاب الجنة وأصحاب النار؟ كلا وربي بل المتقين في جنات وعيون والفجار في النار خالدين فيها أبدا، فوالله إن هذه المسألة هي التي زعزعت المسلمين اليوم وأضعفتهم، وجعلتهم يتهاونون في المعاصي ويقبلون عليها أكثر من الطاعات، جعلتهم لا يستحيون من الله ولا يترددون لحظة في معصيته، مع أن الله رحيم بهم لو شاء لأخذهم بغتة، ولكنه من لطفه وحلمه أنه يمهلهم إلى يوم معلوم، ويعطيهم الفرص لعلهم يرجعون، يقول جل شأنه: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ"، بل كما ذكرنا أن الجنة للمتقين، وأن الله لا يتقبل إلا من المتقين، ومن هم المتقون؟
    كما عرف التقوى الإمام علي كرم الله وجهه بقوله: "هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضى بالقليل، والإستعداد ليوم الرحيل"

    ولو جئنا إلى الإحتياط كما في مسائل الفقه، يقال مثلا الأحوط تركه للخروج من الخلاف، وهنا نجد أن الإحتياط تمسك به الإباضية في العقيدة، حيث لو افترضنا أنه أتى يوم القيامة وكانت عقيدة أهل السنة صحيحة بحيث أن أهل الكبائر يعذبون على قدر معاصيهم ثم سيدخلون الجنة، معنى ذلك أننا كإباضية وأهل السنة في النهاية سنلتقي في الجنة، لأننا أولا اجتنبنا المعاصي لذلك لاحاجة لتعذيبنا إن كنا قد أقلعنا عنها وتبنا منها توبة نصوحا، وإن كنا قد عصينا الله في شيء فسنعذب معهم بقدر بسيط ثم سنلتقي في الجنة بإذن الله لأننا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، نستنتج أنه في النهاية سنلتقي نحن جميعا كمسلمون في الجنة، ولكن لو أتى يوم القيامة وكانت العقيدة الإباضية التي تقول بخلود أصحاب الكبائر في النار هي الصحيحة، فماذا سيفعل حينها من كان لديه كبيرة؟؟ هل سينقذه شفيع من عذاب الله؟ وهل سينفعه البكاء والنحيب والندم على ما فرط في جنب الله؟ وهل تنفعه التوبة وقتها؟ فيكون الإباضية تمسكوا بالإحتياط أكثر من غيرهم، مع أننا نعلم أننا على حق لا يقبل الخطأ، وأنهم على خطأ لا يقبل الصواب وخصوصا في مسائل العقيدة، يقول تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ"،
    ثم أننا نجد أن الإباضية بعقيدتهم هذه تجعلهم أكثر الناس خشية من الله، وأبعدهم عن معاصيه، كما عرفوا بأنهم إذا أخطأوا سارعوا إلى التوبة دون تسويف لأنهم يعلمون أنهم إذا ماتوا على ذلك أنهم خالدين في النار، وشهد الكثير من العلماء من مذاهب مختلفة على تمسك الإباضية وتشددهم في الدين، فلو أخذت الأمة بهذه العقيدة لأدت إلى صلاح المجتمع، ولهجر الناس المعاصي، ولأقبلوا على الطاعات خشية من عذاب الله دون تسويف ودون أن يمنيهم الشيطان أنهم خارجون من النار، فأدت مسألة الخروج من النار إلى تشتت المسلمين وإلى تباغضهم وإلى تجرأهم على المعاصي، أدت إلى عدم الخشية من الله، فكم من زانٍ يزني وهو مسلم، وكم من قاتل، وكم من شارب خمر وكم من مسبل وكم من مدخن، وكم من مسرف على نفسه بالمعاصي ليلا ونهارا، سرا وجهارا، فنسأل الله السلامة من مثل هذه العقائد التي قادتنا إلى الحضيض من بين الأمم، وجعلت معصية الله رخيصة بدعوى التعذيب المؤقت في النار، فسبحان الله عما يقوله الجاهلون، فلو كان الذي يقولونه صحيح لكان إبليس مع المؤمنين في الجنة!! لأنه ما من دليل على أن إبليس أشرك بالله، فبالعكس تماما، إبليس كان مقربا من الله تعالى ومنزلته كانت عظيمة، ولكنه فقط بسبب تكبره عصى الله تعالى بعدم سجوده لآدم عليه السلام، لذلك حلت عليه لعنة الله وتوعده الله بنار جهنم خالدا فيها أبدا، فمعصية واحدة لإبليس أدت به إلى النار، وإبليس كما نعلم أنه يعلم لمن الجنة ولمن النار، وكان يؤمن بالله وملائكته، وكان يؤمن بيوم البعث والدليل قوله تعالى: "قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" فإذا إبليس يؤمن بالبعث ويؤمن بالله لأنه قال رب، وسؤالنا هل سيعذب إبليس في النار على قدر معصيته تلك، ثم سيدخل الجنة مع المؤمنين؟!!! أم أن إبليس حالة خاصة! أوليس الله عادل بين عباده لا تفاضل بينهم، ألم يقل الله: "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" وقوله: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً".
    وقال بعضهم ردا على عقيدة الإباضية بأن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن عقيدة الإباضية تؤدي إلى القنوط، فنقول ردا على ذلك،
    يقول الحق تعالى: "وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ"، فرحمة الله يكتبها للذين يتقون، ويتوبون من قريب لا للذين يصرون على المعاصي، "ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"، فرحمته سبحانه أنه يمهلنا ويجعل لنا فرصا عديدة لعلنا أن نرجع إليه بالتوبة النصوح، ومن رحمته أنه يغفر السيئات مهما كان حجمها، ولكن يغفرها بالتوبة لا بالإصرار، وهناك أدلة أخرى على أن رحمة الله للمؤمنين والتائبين، يقول تعالى: "قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ"، ويقول سبحانه: "وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ويقول تعالى: "وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ"، ويقول سبحانه: "وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً".

    يقول الإمام نورالدين السالمي رحمه الله في منظومته
    "كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة":

    "وإنما الطاعات والمعاصي *** لا يجمعان أبدا لعاصي"
    "إذ الكبير يحبطن العملا *** بذلك القرآن حقا نزلا"
    "إن الأذى والمن والرياء *** للصدقات محبطات جاء"
    "كذاك رفع الصوت فوق صوته *** يبطل أعمالا لمن قد يأته"
    "والكل من كبائر الذنوب *** ونحوه في سنة الحبيب"
    "وقد رووا وإن زنا وإن سرق *** في خبر التبشير إن كان صدق"
    "فإنه وإن زنى وإن سرقا *** في الشرك بالإسلام يمحى مطلقا"
    "فذاك معناه إذا ما تابا *** فبالمتاب يرزق الثوابا"
    "أو أنه أراد أن كان فعل *** ذلك في الشرك الذي عنه انتقل"
    وليس هذا بالقنوط حتما *** لأنما التوبة تمحي الإثما"
    "فقوله لا تقنطوا من رحمتي *** حث لهم على نصوح التوبة"
    "وليس إخبارا عن الواقع في *** يوم القيامة من العفو اعرفِ"
    "لو كان ذلكم لكان إغرا *** منه لفعل من يصيب الكفرا"
    "كأنه يقول لو أسرفتم *** في الذنب إني أغفرن لكم"
    "هذا لعمر الله باطل ولا *** يقوله من للمعاني عقلا"
    "يهددن مرة وأخرى *** يحثهم له بمعنى الإغرا"
    "لكنه يحث من قد أسرفا *** أن يرجعن للمتاب والوفا"
    "يقول لا يمنعك الإسراف *** عن المتاب فمعي إلطاف"
    "فإن يتوبوا غفر الذنوبا *** وإن يصروا أوجب التعذيبا"


    فنجد أن الله تعالى يحث دائما في كتابه العزيز المؤمنين على المسارعة في التوبة وعدم التسويف، وهذا من فضل الله ورحمته بأنه يقبل التوبة من عباده وأنه يغفر الذنوب جميعا للتائب النصوح، قبل فوات أوان التوبة وقبل ساعة الموت الذي لا يقبل فيه التوبة، كما أن فرعون لم يقبل منه لأنه جاء بها في ساعة لا تقبل فيها التوبة، وانتهت عليه فرص الإمهال،
    يقول الله تعالى: "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
    ويقول سبحانه: "وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً"


    *فإليكم بعض الأدلة على أن الله يقبل التوبة من عباده، وأن الله لا يغفر إلا للتائبين من ذنوبهم:

    1) "إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"

    2) "إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً "

    3) "وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "

    4) "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ "

    5) "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ "

    6) "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

    7) "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

    فهذه الآيات تدل على أن قبول التوبة فقط من التائبين، وأنهم مع المؤمنين لأنهم لم يصروا على ما فعلوا، فهذا يدل على عدم القنوط من رحمة الله لأن الله تعالى يمهلنا لعلنا أن نتوب ونرجع إليه قبل يوم لقاءه.
    ومن رحمة الله أيضا أنه لا يآخذنا بما نفعل وإنما يأخرنا إلى أجل مسمى، يقول تعالى: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ"، فهذه هي رحمة الله تعالى وليست رحمته كما يصرح بها بعضهم أنها تكون في يوم القيامة للعصاة الفجرة والكفار الذين أصروا وماتوا وهم مصرين على تلك المعاصي، كلا وإنما رحمته أنه يأخرنا إلى أجل مسمى وأنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وآمن وعمل صالحا، ولم يقل لمن عمل سيئا، هذا ما حاولت تلخيصه هنا، ولكن الكلام يطول في هذا الجانب وقد أطلنا في هذا الجزء لأهميته، فعسى الله أن ينفع به وأن يحيي به ضمائر الغافلين، يقول جل شأنه: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"، فأسأل الله التوفيق في هذا العمل البسيط وأسأله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم . أنتهى .
    منقول

    تعليق


    • #3
      كالعادة...قص و لزق جرائد و كلام شروي غروي لا طائل من وراءه..

      يا عزيزي سواء غفر الله لأصحاب الكبائر أم لم يغفر..هل أنت مكلف بمعرفة ذلك؟؟

      أصلا آية واحدة في كتاب الله تذر موضوعك كله هباءا منثورا: "‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏"..

      الله يغفر ما دون ذلك...هل الكبائر دون الشرك؟؟ قطعا نعم!

      فبالتالي تكون الكبائر مشمولة بما هو قابل للغفران!!

      .و مصداق ذلك قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"


      أي ذنوب قال الله؟؟ هل حدد ذنوب دون ذنوب؟؟ هل استثنى الكبائر مثلا؟؟ أم سبحانه قال "يغفر الذنوب جميعا"؟؟

      قد جاءك ردك

      تعليق


      • #4
        أصلا آية واحدة في كتاب الله تذر موضوعك كله هباءا منثورا: "‏إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا‏"..

        الله يغفر ما دون ذلك...هل الكبائر دون الشرك؟؟ قطعا نعم!

        فبالتالي تكون الكبائر مشمولة بما هو قابل للغفران!!لا تنسى الآيه تقول لمن يشاء فهناك من شاء أن يغفر لهم وهناك من شاء أن لا يغفر لهم .. أنا سأتيك من
        هم الذين شاء الله أن يغفر لهم "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"
        .و مصداق ذلك قوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم"


        أي ذنوب قال الله؟؟ هل حدد ذنوب دون ذنوب؟؟ هل استثنى الكبائر مثلا؟؟ أم سبحانه قال "يغفر الذنوب جميعا"؟؟

        قد جاءك ردك
        وكأني بك تعني بأن الله قال للعصاة الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله فإن الله يغفر ذنوبكم ... لا حول ولا قوة إلا بالله يأخي ما هذا الفهم الذي عندك عزيزي الله يغفر الذنوب بالتوبه
        "وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " فالذين عملوا السيئات ولم يتوبو فهؤلاء لن يغفر الله لهم .

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
          وكأني بك تعني بأن الله قال للعصاة الذين أسرفو على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله فإن الله يغفر ذنوبكم ... لا حول ولا قوة إلا بالله يأخي ما هذا الفهم الذي عندك عزيزي الله يغفر الذنوب بالتوبه "وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ " فالذين عملوا السيئات ولم يتوبو فهؤلاء لن يغفر الله لهم .


          أولا: هل تعني أنك تؤمن أن لفاعل الكبيرة توبة؟؟

          ثانيا: لننظر الآيات التي استشهدت بها في مسألة خلود صاحب الكبيرة في النار:

          1- "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"


          هذه الآية تتكلم عن اليهود فكيف تطبقها على المسلمين؟؟ بل لا تتكلم عن سائر اليهود و إنما تتكلم عن الذين أعرضوا عن التوراة!!

          استدلال باطل!


          2- "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون"

          هذه الآية مثل الأولى لا تتكلم عن المسلمين..بل تتكلم عن الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله: اليهود و النصارى!


          استدلال باطل من جديد!


          3-"فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"


          و ما علاقة هذه الآية بالمسلمين؟؟ آية الربا تتكلم عن الذين يقولون أن البيع مثل الربا...فهل يقول المسلمون أن البيع مثل الربا؟؟

          أم أن الآية تشير إلى ثقيف كما تقول كتب التفسير؟؟


          استدلال باطل من جديد!!


          4- "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"


          لماذا حددت الذنب هنا بالكبيرة دون الصغيرة؟؟ فبإمكاني أن أستشكل عليك فأقول لك هذه الآية ليس فيها تخصيص و لا استثناء

          إذن فهي تشمل صاحب صغائر الذنوب و من لقي الله و عنده ذنب صغير ما تاب منه فإنه يخلد بالنار!!



          5- "ومن يقتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"


          مفسري هذه الآية يقولون أن هذه الآية مرتبطة بقصة مقيس بن صبابة الذي قتل مؤمنا مستحلا لقتله بعد أن

          دفعت له الدية و قد قال رسول الله : "لا أؤمنه في حل ولا في حرم"...و قد قتل مقيس وهو معلق بأستار الكعبة يوم الفتح..

          و من يستحل الحرام فهو كافر و بالتالي فهو خالد بالنار من دون ريب..و بالتالي هذه الآية لا يؤخذ الحكم منها من دون معرفة سبب النزول و السياق!


          استدلال باطل من جديد..




          6- "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلمًا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"



          من جديد...أقدر أن أستشكل عليك بالصغائر فلا يوجد استثناء و لا تخصيص فكيف عرفت أن المقصود بالآية الكبائر دون صغائر الذنوب؟؟


          أضف إلى ذلك فإن ابن عباس رضوان الله عليه يقول أن هذه الآية نزلت بأهل الشرك..


          استدلال باطل من جديد..



          7- "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا"


          نفس الكلام السابق...لا يوجد تخصيص و لا استثناء..كيف عرفت أن المقصود بالمعصية الكبائر دون الصغائر؟؟


          8- "إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين"


          الفجار بحسب كتب التفسير أي الكفار...و ليس العصاة!!!

          استدلال باطل من جديد..




          أضعت وقتك في شيء لن يسألك الله عنه و تكلمت في أمر اختص الله به...فلا أنت أحسنت العمل و لا أتقنت الاستدلال!!

          تعليق


          • #6
            أولا: هل تعني أنك تؤمن أن لفاعل الكبيرة توبة؟؟
            اكيد و أنا أتحدث عن فاعل الكبيرة الذي مات مصرا عليها ولم يتب .
            ثانيا: لننظر الآيات التي استشهدت بها في مسألة خلود صاحب الكبيرة في النار:

            1- "ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون"


            هذه الآية تتكلم عن اليهود فكيف تطبقها على المسلمين؟؟ بل لا تتكلم عن سائر اليهود و إنما تتكلم عن الذين أعرضوا عن التوراة!!
            هذه الآية هي رد صريح على من قال أن صاحب الكبيرة يعذب على قدر معصيته ثم يخرج منها إلى الجنة، قالوا بأنها عقيدة يهودية ولم تعني المسلمين، ولكن لو نظرنا إلى الآية بعين الإعتبار لوجدنا أن القرآن يخاطب الناس كافة ويحذرهم من أن يسيروا سير الأمم السابقة، وأن لا ينقادوا إلى ما يقوله غيرهم من الديانات الأخرى، فنعم الآية تعني اليهود لكونهم ظنوا أنهم إذا أعرضوا عن عبادة الله سيدخلون النار لأيام معدودة، وما هذه إلا أماني لن يجدوها يوم القيامة، فيجب علينا كمسلمين أن لا ننجر وراء الأماني، فالشيطان هو من يزين للإنسان هذه الأماني لكي يجرؤا على معصية الله تعالى لأن الأمنية تقول بأن الموحد لا يمكن أن يخلد في النار كخلود المشركين.
            "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون"

            هذه الآية مثل الأولى لا تتكلم عن المسلمين..بل تتكلم عن الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله: اليهود و النصارى!


            استدلال باطل من جديد!
            [LIST=1][*]
            وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
            [*]
            بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
            [*]
            وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
            [/LIST]أعتقد هكذا أوضح ...
            "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"


            و ما علاقة هذه الآية بالمسلمين؟؟ آية الربا تتكلم عن الذين يقولون أن البيع مثل الربا...فهل يقول المسلمون أن البيع مثل الربا؟؟ وما رآيك في السلم الذي يأكل الربا ؟؟ ولا الربا عندك حلالا ؟؟

            أم أن الآية تشير إلى ثقيف كما تقول كتب التفسير؟؟


            استدلال باطل من جديد!!

            "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين"


            لماذا حددت الذنب هنا بالكبيرة دون الصغيرة؟؟ فبإمكاني أن أستشكل عليك فأقول لك هذه الآية ليس فيها تخصيص و لا استثناء

            إذن فهي تشمل صاحب صغائر الذنوب و من لقي الله و عنده ذنب صغير ما تاب منه فإنه يخلد بالنار!!

            ألا تعرف الإصرار على الصغير يكون كالكبير ؟؟

            "ومن يقتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"


            مفسري هذه الآية يقولون أن هذه الآية مرتبطة بقصة مقيس بن صبابة الذي قتل مؤمنا مستحلا لقتله بعد أن

            دفعت له الدية و قد قال رسول الله : "لا أؤمنه في حل ولا في حرم"...و قد قتل مقيس وهو معلق بأستار الكعبة يوم الفتح..

            و من يستحل الحرام فهو كافر و بالتالي فهو خالد بالنار من دون ريب..و بالتالي هذه الآية لا يؤخذ الحكم منها من دون معرفة سبب النزول و السياق!


            استدلال باطل من جديد.. الآيه واضحه وضوح الشمس على أن من قتل مؤمنا متعمدا أكرر متعمدا أليس قتل النفس بغير الحق حرام يا أخينا .

            تعليق


            • #7
              "والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلمًا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"



              من جديد...أقدر أن أستشكل عليك بالصغائر فلا يوجد استثناء و لا تخصيص فكيف عرفت أن المقصود بالآية الكبائر دون صغائر الذنوب؟؟


              أضف إلى ذلك فإن ابن عباس رضوان الله عليه يقول أن هذه الآية نزلت بأهل الشرك..


              استدلال باطل من جديد.. سأكرر الإصرار على الصغير كالكبير .
              "ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا"


              نفس الكلام السابق...لا يوجد تخصيص و لا استثناء..كيف عرفت أن المقصود بالمعصية الكبائر دون الصغائر؟؟
              لم تأتي بجديد والآيه كافيه لكي تقول لك من يعصي الله و رسوله فمصيره جهنم خالدا فيها وأنت قيس على نفسك .

              "إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وماهم عنها بغائبين"


              الفجار بحسب كتب التفسير أي الكفار...و ليس العصاة!!!

              استدلال باطل من جديد..
              سبحانك ربي على هذا يكون الزاني وأكل الربا والسارق والفتان والمنان و و و و يكون من الأبرار .


              أضعت وقتك في شيء لن يسألك الله عنه و تكلمت في أمر اختص الله به...فلا أنت أحسنت العمل و لا أتقنت الاستدلال!! لن يسألني الله عنه هل تقصد أن أعصي الله فليس هناك مشكله فالله يغفر الذنوب جميعا .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. بصراحه أنا ضيعت وقتي في تفنيد عقيدة تخالف القرآن جملة وتفصيلا ولكن ماذا عساي أن أقول ....

              ما للأنام على الرحمن من حجج ... بعد الكتاب وما للناس من عذر

              تعليق


              • #8


                من الاشكالات التي وضعها عليك مالك:
                صاحب الصغائر الذي لم يتب من ذنبه لماذا لايخلد في النار مثل صاحب الكبيرة؟؟؟
                لانهم كلهم عصاه في النهاية وينطبق عليهم وعيد المخالفة.

                لم تجب على هذا السؤال بشكل واضح.

                تعليق


                • #9
                  المسيب كلامك كله مكرر و لا تزال تستشهد بآيات في غير محلها و تريد إنزال آيات الكفار على المسلمين..

                  على العموم لماذا لم تعقب على سؤالي الذي أشار إليه اسماعيل الحامدي؟؟

                  كيف خصصت الذنوب المشار إليها في الآيات الكريمة بالكبائر من دون الصغائر رغم عدم وجود أي استثناء أو تخصيص؟؟

                  أرجو أن تجيب و ألا تستمر بتجاهل هذه النقطه لأنها مفصلية و مهمة فأنا ما تكلمت عن الإصرار على الصغيرة.

                  بل قلت ذنب صغير مات الانسان و لم يستغفر الله منه..

                  بانتظارك

                  تعليق


                  • #10
                    يرفع للمسيب

                    تعليق


                    • #11
                      أين ذهب صاحب الموضوع؟

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                        المسيب كلامك كله مكرر و لا تزال تستشهد بآيات في غير محلها و تريد إنزال آيات الكفار على المسلمين.. سبحان الله سلاما سلاما أنت تقول أن الفجار هم الكفار لذلك وجب عليك أن تقول أن شاربي الخمر وأكلي الربا والزناة هم من الأبرار ,, بالله عليك أنا الذي أستشهد بآيات في غير محلها ولا أنت يا أخونا الكريم ؟؟

                        على العموم لماذا لم تعقب على سؤالي الذي أشار إليه اسماعيل الحامدي؟؟

                        كيف خصصت الذنوب المشار إليها في الآيات الكريمة بالكبائر من دون الصغائر رغم عدم وجود أي استثناء أو تخصيص؟؟

                        أرجو أن تجيب و ألا تستمر بتجاهل هذه النقطه لأنها مفصلية و مهمة فأنا ما تكلمت عن الإصرار على الصغيرة.

                        بل قلت ذنب صغير مات الانسان و لم يستغفر الله منه..
                        وجوابي لك هل هو مات مصرا على ذنبه الصغير ؟؟ فالذنب الصغير اذا أصررت عليه ومت على ذلك صار كبيرا ويكون مغفورا بإجتنتاب الكبائر كما قال الله تعالى ::
                        إِن تَـجْتَنِبُوا كَبَآئِـرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا

                        بانتظارك
                        والمطلوب منك الآن أن تأتيني بآيه واحده فقط وفقط وفقط بأن الله يغفر للعاصين مرتكبي الكبائر بدون توبه ؟؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          أين الجواب يا مسيب على سؤالي؟؟؟؟

                          كفاك تهربا و أجب إن كنت واثقا من عقيدتك:

                          ======================================

                          كيف خصصت الذنوب المشار إليها في الآيات الكريمة بالكبائر من دون الصغائر رغم عدم وجود أي استثناء أو تخصيص؟؟

                          أرجو أن تجيب و ألا تستمر بتجاهل هذه النقطه لأنها مفصلية و مهمة فأنا ما تكلمت عن الإصرار على الصغيرة.

                          بل قلت ذنب صغير مات الانسان و لم يستغفر الله منه..

                          ======================================

                          كنت واثق من هروبك من الجواب فلك سوابق معي..


                          بانتظارك

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة Malik13
                            أين الجواب يا مسيب على سؤالي؟؟؟؟

                            كفاك تهربا و أجب إن كنت واثقا من عقيدتك:

                            ======================================

                            كيف خصصت الذنوب المشار إليها في الآيات الكريمة بالكبائر من دون الصغائر رغم عدم وجود أي استثناء أو تخصيص؟؟

                            أرجو أن تجيب و ألا تستمر بتجاهل هذه النقطه لأنها مفصلية و مهمة فأنا ما تكلمت عن الإصرار على الصغيرة.

                            بل قلت ذنب صغير مات الانسان و لم يستغفر الله منه..

                            ======================================

                            كنت واثق من هروبك من الجواب فلك سوابق معي..


                            بانتظارك
                            هههههههههههههه طيب هو مات مصرا عليه أو مات منتهيا عنه ؟؟؟ هل تقصد بكلامك مات ولم يستغفر الله منه أنه مات مصرا عليه أو أنتهى عنه ؟؟ وضح بارك الله فيك ... لا زلت أنتظر آيه واحدة فقط و فقط و فقط تذكر أن الله يغفر للعاصين بدون توبه ؟؟؟ وسنرى من الهارب ؟؟ انا أستغرب لماذا الدفاع عن عقيدة رفضها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم .. يكفي قول الله"" ورحمتى وسعت كل شي فسأكتبها للذين يتقون""
                            يا ناس الذي مات مصرا على كبيرة هل هو تقي؟؟

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
                              هههههههههههههه طيب هو مات مصرا عليه أو مات منتهيا عنه ؟؟؟ هل تقصد بكلامك مات ولم يستغفر الله منه أنه مات مصرا عليه أو أنتهى عنه ؟؟ وضح بارك الله فيك ... لا زلت أنتظر آيه واحدة فقط و فقط و فقط تذكر أن الله يغفر للعاصين بدون توبه ؟؟؟
                              أجبت على هذا في موضوعي (ما معنى قوله تعالى [ان الله لا يغفر ان يشرك به]) وهذا هو
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
                              السلام عليكم
                              يعتقد أغلب المسلمين ان الشرك بالله ذنب لا يغتفر ويستدلون بقوله تعالى [إِنّ اللّهَ لا يَغْفِرُ أَن يُشرَك بِهِ وَ يَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك لِمَن يَشاءُ ]
                              النساء 48 ,116
                              و لكن في الحقيقة هذا إذا لم يتب أما مع التوبة فإنه يغفر الذنوب جميعا حتى الشرك و القرآن يصرح بان المشرك اذا تاب فإن الله يتوب عليه [ وَ الّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلَهاً ءَاخَرَ وَ لا يَقْتُلُونَ النّفْس الّتى حَرّمَ اللّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَ لا يَزْنُونَ وَ مَن يَفْعَلْ ذَلِك يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضعَف لَهُ الْعَذَاب يَوْمَ الْقِيَمَةِ وَ يخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلا مَن تَاب وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صلِحاً فَأُولَئك يُبَدِّلُ اللّهُ سيِّئَاتِهِمْ حَسنَتٍ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رّحِيماً (70) وَ مَن تَاب وَ عَمِلَ صلِحاً فَإِنّهُ يَتُوب إِلى اللّهِ مَتَاباً (71) ] الفرقان


                              اي بدون توبة قد يغفر اي ذنب شاء (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)
                              اما الشرك فلا يغفر الا مع التوبة (الا من تاب وآمن ....)

                              وهناك شئ فاتك وهو ان الذي له صغائر دون الكبائر لا يدخل النار أصلا بدليل قوله تعالى [(((إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً))) ] فالعقاب والشفاعة و...ألخ
                              انما هو لأهل الكبائر وهذا ينسف موضوعك نسفا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X