قال بعض الفقهاءفي خصوص تقية الأنبياء ذلك لا يجوز، لان الانبياء في ما يتعلق بتبليغ رسالتهم معصومون من الله، ومأمورون باداء الرسالة ، فمن جانب ان الله يعصمهم من الاخطار المحيطة بهم، ومن جانب آخر، اذا عملوا بالتقية فلا يمكنهم تنفيذ مهمتهم الالهية، ولكن مضافا الى ان الفقيه ليس من شانه ان يفتي بشيء في حق الانبياء (عليهم السلام)، وفتواه ليس حجة في حقهم، فان القرآن الكريم وقصص الانبياء خير شاهد على انهم (عليهم السلام) عملوا بالتقية في ظروف خاصة
وهذا الشئ مذكور عند السنة و يكفى قول أبوهريرة أن نبي الله أبراهيم -عليه الصلاة و السلام- كذب ثلاث كذبات
-حينما اراد ان يبقى في مدينة المشركين لكسر اصنامهم اتقى منهم، قال تعالى: (فنظر نظرة في النجوم، فقال اني سقيم).
وعندما اراد تنبيه المشركين الى خطئهم في عبادة النجوم والقمر والشمس قال بمقالتهم في الظاهر، ثم رجع عنها بمسوغ، كما يحكي لنا الكتاب الكريم: (فلما جن عليه الليل راى كوكبا قال هذا ربي)، وكذلك قال في القمر: (فلما راى القمر بازغا قال هذا ربي)، وكذلك في الشمس: (فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر)، وكان كل ذلك تمهيدا لهداية قومه، لانه كان يقول بعد كل قول: (لا احب الافلين). واخيرا التفت الى خالق السماوات والارض وقال: (اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انامن المشركين)، وهذا عندما احس بان الظروف مساعدة لاظهار دعوته، والقلوب مستعدة لقبول دينه. ويوجد في قصة حياة ابراهيم (عليه السلام) عندما طلب منه الجبار الظالم حاكم مصر، امراته سارة ، ولم يستطع الصمود في وجهه، اعطاها، ولكن دعا الله سبحانه ان لا يسلط الظالم على حريمه.
وكذلك عندما يتحدث القرآن الكريم عن الانبياء وحوارييهم، يسرد لنا قصصا من تقيتهم وكتمانهم للايمان، حذرا من سطوة المشركين واحباط خططهم الاعلامية . لذلك يقول سبحانه لموسى (عليه السلام): (فاسر بعبادي ليلا انكم متبعون)، وكذلك يقول للوط (عليه السلام): (فاسر باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم احد وامضوا حيث تؤمرون). ويقول حاكيا عن يعقوب (عليه السلام): (قال يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدومبين). وعن يوسف (عليه السلام): (فبدا بأوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم). ويتحدث عن حواريي عيسى (عليه السلام): (اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث). من المسؤول والاثم في التقية؟
لا شك ان اثم التقية يعود الى من يعامل الناس بالظلم والكبت وبالقمع والارهاب، وبممارسته السيئة يسود الخوف والاكراه على المجتمع الاسلامي، وقد نهى الله تعالى عن اكراه الناس بغير حق، فان الاكراه بغير حق ليس محرما فحسب، بل هو احدى الكبائر، لانه ايضا ينبئ بقلة الاكتراث بالدين، ولانه من الظلم، وقد جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي، اني قد حرمت على نفسي الظلم، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا). ما هو غرض المتحاملين على التقية؟ اذا كان غرضهم ان الحرية المذهبية يجب ان تكون سائدة ، بحيث تتمكن جميع الفرق الاسلامية من اظهار عقائدها وطرحها على طاولة الحوار الحر، وكل من يريد ان يحتج على فرقة أو مذهب يخاطبه ببرهان و يناظره بحجة، ويجب ان يرتفع الاضطهاد الفكري والارهاب الاعتقادي، فهذا امر مستحسن يدعمه الكتاب العزيز بقوله: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). واما اذا كان قصده ان المذاهب الاسلامية بعامتها يجب ان تخضع لحكم فقيه واحد أو مذهب ورأي خاص، وليس لكل مدرسة ان تحتفظ بتراثها، لا ظاهرا ولا باطنا، فهذا ما لا تؤيده الشريعة السمحاء، ولا يسوغه العقل، ولا يلائم روح الاسلام المتسامح، ولا يتمشى مع حرية الاجتهاد في الاسلام. هل التقية نفسها من الاحكام أو من العقائد؟ ومن جملة التمويهات التي نواجهها في مسالة التقية ان بعض الناقدين والمخالفين لهذا الحكم الالهي يعتبرونها عقيدة خطيرة وهدامة، ويعدوها من النفاق، الحقيقة ان التقية حكم من احكام الشريعة، ورخصة للمؤمنين المستضعفين من الله بها عليهم، ليصونوا بها ارواحهم واموالهم من سطوة الظالمين والكافرين، ويداروهم ويماشوهم حتى يزول غضبهم وتهدأ ثورتهم ويعودوا الى رشدهم، فان التقية لو تدبروا في معناها وعلموا مغزاها لا يقصد بها الاّ حفظ الدين وحماية المؤمنين، حتى يبقى تراث الدين للاجيال القادمة. وحقا فان التقية كانت السر وراء استمرار الوجود الاسلامي ونجاته من فتن عظيمة وحملات دموية كبرى، مثل زحف التتار وكذلك ابان تسلط الاستعمار الغربي على الاراضي الاسلامية المقدسة، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون).
وهذا الشئ مذكور عند السنة و يكفى قول أبوهريرة أن نبي الله أبراهيم -عليه الصلاة و السلام- كذب ثلاث كذبات
-حينما اراد ان يبقى في مدينة المشركين لكسر اصنامهم اتقى منهم، قال تعالى: (فنظر نظرة في النجوم، فقال اني سقيم).
وعندما اراد تنبيه المشركين الى خطئهم في عبادة النجوم والقمر والشمس قال بمقالتهم في الظاهر، ثم رجع عنها بمسوغ، كما يحكي لنا الكتاب الكريم: (فلما جن عليه الليل راى كوكبا قال هذا ربي)، وكذلك قال في القمر: (فلما راى القمر بازغا قال هذا ربي)، وكذلك في الشمس: (فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر)، وكان كل ذلك تمهيدا لهداية قومه، لانه كان يقول بعد كل قول: (لا احب الافلين). واخيرا التفت الى خالق السماوات والارض وقال: (اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انامن المشركين)، وهذا عندما احس بان الظروف مساعدة لاظهار دعوته، والقلوب مستعدة لقبول دينه. ويوجد في قصة حياة ابراهيم (عليه السلام) عندما طلب منه الجبار الظالم حاكم مصر، امراته سارة ، ولم يستطع الصمود في وجهه، اعطاها، ولكن دعا الله سبحانه ان لا يسلط الظالم على حريمه.
وكذلك عندما يتحدث القرآن الكريم عن الانبياء وحوارييهم، يسرد لنا قصصا من تقيتهم وكتمانهم للايمان، حذرا من سطوة المشركين واحباط خططهم الاعلامية . لذلك يقول سبحانه لموسى (عليه السلام): (فاسر بعبادي ليلا انكم متبعون)، وكذلك يقول للوط (عليه السلام): (فاسر باهلك بقطع من الليل واتبع ادبارهم ولا يلتفت منكم احد وامضوا حيث تؤمرون). ويقول حاكيا عن يعقوب (عليه السلام): (قال يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدومبين). وعن يوسف (عليه السلام): (فبدا بأوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم). ويتحدث عن حواريي عيسى (عليه السلام): (اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث). من المسؤول والاثم في التقية؟
لا شك ان اثم التقية يعود الى من يعامل الناس بالظلم والكبت وبالقمع والارهاب، وبممارسته السيئة يسود الخوف والاكراه على المجتمع الاسلامي، وقد نهى الله تعالى عن اكراه الناس بغير حق، فان الاكراه بغير حق ليس محرما فحسب، بل هو احدى الكبائر، لانه ايضا ينبئ بقلة الاكتراث بالدين، ولانه من الظلم، وقد جاء في الحديث القدسي: (يا عبادي، اني قد حرمت على نفسي الظلم، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا). ما هو غرض المتحاملين على التقية؟ اذا كان غرضهم ان الحرية المذهبية يجب ان تكون سائدة ، بحيث تتمكن جميع الفرق الاسلامية من اظهار عقائدها وطرحها على طاولة الحوار الحر، وكل من يريد ان يحتج على فرقة أو مذهب يخاطبه ببرهان و يناظره بحجة، ويجب ان يرتفع الاضطهاد الفكري والارهاب الاعتقادي، فهذا امر مستحسن يدعمه الكتاب العزيز بقوله: (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين). واما اذا كان قصده ان المذاهب الاسلامية بعامتها يجب ان تخضع لحكم فقيه واحد أو مذهب ورأي خاص، وليس لكل مدرسة ان تحتفظ بتراثها، لا ظاهرا ولا باطنا، فهذا ما لا تؤيده الشريعة السمحاء، ولا يسوغه العقل، ولا يلائم روح الاسلام المتسامح، ولا يتمشى مع حرية الاجتهاد في الاسلام. هل التقية نفسها من الاحكام أو من العقائد؟ ومن جملة التمويهات التي نواجهها في مسالة التقية ان بعض الناقدين والمخالفين لهذا الحكم الالهي يعتبرونها عقيدة خطيرة وهدامة، ويعدوها من النفاق، الحقيقة ان التقية حكم من احكام الشريعة، ورخصة للمؤمنين المستضعفين من الله بها عليهم، ليصونوا بها ارواحهم واموالهم من سطوة الظالمين والكافرين، ويداروهم ويماشوهم حتى يزول غضبهم وتهدأ ثورتهم ويعودوا الى رشدهم، فان التقية لو تدبروا في معناها وعلموا مغزاها لا يقصد بها الاّ حفظ الدين وحماية المؤمنين، حتى يبقى تراث الدين للاجيال القادمة. وحقا فان التقية كانت السر وراء استمرار الوجود الاسلامي ونجاته من فتن عظيمة وحملات دموية كبرى، مثل زحف التتار وكذلك ابان تسلط الاستعمار الغربي على الاراضي الاسلامية المقدسة، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز: (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون).
تعليق