X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله العزيز الحكيم في محكم كتابه الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَوقال فيه أيضا
بسم الله الرحمن الرحيم
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
منذ بدء وجود الإنسان وهو يكدح كدحا لملاقة ربه وللرجوع إليه حيث منه كان وإليه يعود
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ
إذا عرفنا المبدأ سوف نعرف المنتهى
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى
حين ننتهي إلى ربنا لن يعني ذلك وجود اثنين ((نحن وهو)) بل سيوجد فقط واحد ..
كيف يمكن أن يحصل ذلك؟
نعود للبداية
البداية : كان ولم يكن معه أحد وليس له أثر ..
أين كنا حينها؟
الجواب :كنا في علم الله الذي لا يتبدل ولا يزيد ولا ينقص .
ما هو حالنا حينها؟
الجواب :كنا في حالة صمت وسكون ولا فعلية.
فالرجوع إذا سيكون لهذه الحالة .. للصمت والسكون والاّ فعلية.
سنرجع بالجبر أو الإختيار؟
الجواب : بالإختيار
كيف؟
الجواب: نظام دقيق قدره الحكيم تقديرا.
لماذا يفعل كل ذلك؟
الجواب : كان كنزا مخفيا فأحب أن يعرف فخلق الخلق كي يعرفوه فيتكاملون بمعرفتهم له.
وكيف سيعرف من عرفه ومن جهله؟
الجواب : بفرضه العبادة عليهم .. فمن سيعرفه منا سيعبده وينشغل به .. ومن سينشغل عنه سيمتنع عن عبادته وينشغل بغيره.
وكيف سيعبدونه؟
الجواب : بطاعته والخضوع له.
وكيف سيطيعونه وهم لا يسمعون خطابه المباشر لهم؟
الجواب :نعم .. لأنه يسمع خطابهم المباشر له وهم لا يسمعون خطابه المباشر لهم .. جعل بينه وبينهم أنبياء ورسل وأئمة .. يدعونهم لطاعة الله عبر طاعتهم لهم .. فمن يطيع النبي فقد أطاع الله .. ومن يطيع الرسول فقد أطاع الله ومن أطاع الإمام فقد أطاع الله .. فجعل باب معرفته هو إطاعتهم للرسول وأولي الأمر الذين يدعون لله
من استمع الى ناطق فقد عبده فان كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، وان كان الناطق ينطق عن ابليس فقد عبد ابليس
وما فائدة العبادة؟
الجواب : العبادة هي باب التكامل لنا والمعرفة هي باب العبادة .. فما لم ندخل من باب المعرفة له أولا لن نضمن أننا نعبده هو لا شريك له .. فالناس تعبد ما تعتقد أنه الله ... وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ .
عودا على بدء .. كنا في علم الله في حالة صمت وسكون ولا فعلية .. وماذا بعد؟
خلق المكان ((المشكاة)) وجعل في داخله ما سيصور كل الموجودات من ((نوره)) وهو ((المصباح))
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
ثم؟
بدأ الله بذلك النور يتجلى بعلمه وقدرته وحياته فخلق أول ما خلق مختلف أدوات الرسم والتصوير .. نون والقلم واللوح و ... و .. و .. تماما كما تتجلى بأفكارك على الورق بالقلم والكلمات
ونحن؟
لم يحن دورنا بعد.
أدخل إذا في صلب الموضوع.
حسنا .. خلق ما به سيعرف الذين سيعرفونه .. وهو العقل
ثم خلق ما به سيعرف الذين لم يعرفوه وانشغلوا عنه
جنود العقل والجهل :
« عن سماعة بن مهران قال : كنا عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال ابو عبد الله ( عليه السلام ) : اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا ، قال سماعة : فقلت : جعلت فداك لا نعرف إلاّ ما عرّفتنا ، فقال ابو عبدالله ( عليه السلام ) : ان الله عزّ وجلً خلق العقل وهو اول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له : ادبر فادبر ، ثم قال له : اقبل فأقبل ؛ فقال الله تبارك وتعالى : خلقتك خلقاً عظيماً وكرّمتك على جميع خلقي ، فقال : ثم خلق الجهل من البحر الاجاج ظلمانياً ، فقال له : أدبر فادبر ؛ ثم قال له : اقبل ، فلم يقبل ، فقال له : استكبرت فلعنه ، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جنداً فلمّا رأى الجهل ما اكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة ، فقال الجهل : يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقوّيته وأنا ضده ولا قوة لي به فاعطني من الجند مثل ما اعطيته فقال : نعم فان عصيت بعد ذلك اخرجتك وجندك من رحمتي قال : قد رضيت فاعطاه خمسة وسبعين جنداً فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند .............. فلا تجتمع هذه الخصال كلها من اجناد العقل الاّ في نبي او وصي نبي او مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان ... » الحديث طويل لم أورده بنصه الكامل ولكن يمكن مطالعته بسهولة لمن أراد الإستزادة.
وهذه الجنود هي جنود الفجور والتقوى التي سيلهمها الله للنفوس فيما بعد.
ثمّ ماذا؟
خلق مظاريف فارغة ((نفوس)) كل مظروف منها بمثابة المشكاة .. وأودع بتلك المظاريف جنود العقل والجهل ... وجنود العقل بها هي بمثابة المصباح الذي ينير المشكاة وجنود الجهل بمثابة السخام الذي يمنع النور من أن يغمر فضاء باطن المشكاة ((النفس)) وجعل لتلك المظاريف القدرة على الإختيار من بين تلك الجنود ما تحب وترضى لنفسها
ثمّ ماذا؟
حين وصلنا لهذه المرحلة لم نكن نفهم ما معنى تلك الجنود فهي لم تزل مفاهيم عقلية لم نتذوقها بعد وذلك لانعدام الوجود الخارجي لتلك المفاهيم العقلية.
ولماذا تقول لي ذلك؟
حين اكتملت عملية إلهام تلك النفوس لفجورها وتقواها .... وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا .. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا فتح الله بقدرته قنوات الإتصال بين تلك النفوس فتعارفت فيما بينها فتآلف بعضها مع البعض الآخر وتخالف بعضها مع البعض الآخر.
الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إ إتلف وما تناكر منها اختلف
وعلى ماذا تآلفوا واختلفوا؟
لم يكن هناك من أشياء ليختلفوا ويأتلفوا عليها سوى تلك المفاهيم العقلية .. فعالم الآرواح لا ماديات به وعليه فلا يوجد به نساء واولاد واموال وغير ذلك مما نختلف ونأتلف عليه في عالمنا هذا.
ثمّ ماذا؟
لقد أحببنا في ذلك العالم مفاهيم عقلية وكرهنا غيرها بدون أن ندرك لماذا أحببناها ولماذا كرهناها .. فتولد عندنا شوق لمعرفة حقيقة تلك المفاهيم التي أحببناها .. فكان ذلك الشوق بمثابة الدعاء التكويني بطلب عالم نتذوق به تلك المفاهيم التي أحببناها وقدرنا أن منتهى كمالنا سيكون بالإتصاف بها.
أول من آمن بتمام جنود العقل جميعها وأنكر جميع جنود الجهل بتمامها هي نفس نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فكان هو داعي الله في عالم الأرواح وعليه سيكون هو الداعي لها ولله ومن ستتم به مكارم الأخلاق في عالمنا هذا وسيكون هو من سيحارب جنود الجهل والمحارب لداعي لجنود الجهل فيها.
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ
وكان أول من آمن بجميع جنود الجهل بتمامها وأنكر جميع جنود العقل بتمامها هو إبليس لعنة الله عليه وعليه سيكون هو أكثر من يرغب بأن يكون الداعي لجنود الجهل التي آمن بها ومحاربة جنود العقل التي كفر بها ومحاربة من سيدعوا لها.
أكمل .. ثم ماذا؟
حينها سألنا الله أن يؤتينا عالم نستطيع ان نحقق به جميع ما آمنا به من تلك المفاهيم العقلية فنتذوقها ونفهمها ونتحد معها .. فجاء الجواب :
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ
وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ
أي أنكم تسألونني ما تعتقدون أن كمالكم سيتحقق به وسأخلق لكم عالم به جميع ما سألتمونياه وسأسخره لكم جميعه بره وبحره وما ببره وما ببحره وبسماواته وأرضه وما بهما ولكن هذا العالم له نهاية وسيأتي يوم تحاسبون به على أعمالكم به ... فاتصفوا به بجنود العقل وتسلحوا بها فأقيموا الصلاة وأنفقوا واستعدوا استعدادا لهذا اليوم.
ثم ماذا؟
تدور الأحداث وتتسلسل حتى يأتي هذا اليوم وينتهي .. فيدخل النار من سيدخلها ويدخل الجنة من سيدخلها .. أما من سيدخل الجنة فسيكون حاله كالطفل حين يخرج من رحم أمه ينظر فلا يفهم أي شيئ من جميع ما حوله فلا الألوان يفهمها ولا الأصوات ولا المشاعر .. إن كل ما نقرئه ونسمع به عن خيرات الجنة ونعيمها هو غير ما نعتقده عنها ونفهمه .. فجميع ما ورد لنا عنها هو مجرد أمثال وإلا فحقيقة تلك الخيرات والنعم أكبر من خيالنا وما يمكن أن نتصوره وكلها مجرد أمثال يقرب لنا الله بها بعض جمالها
مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
حقيقة تلك الخيرات والأنعم والعذابات أكبر من ان نتصورها بحواسنا المحدودة هذه فهي أكبر منها وسنتحسسها فقط بحواس ذلك الجسد النعيميّ الذي سنتلبسه في الجنان ألبسنا الله وإياكم إياه، أو بذلك الجسد الجهنميّ الذي سيلبسه الكفار في جهنم والعياذ بالله
ستبدء هناك بالتعرف على حقيقة تلك الخيرات عبر تذوقها واحدة بعد أخرى .. وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ
ما هو ذلك المزيد؟
العلم بالمزيد منها جزء من ذلك المزيد .. فأنت تطلب ما تعرفه منها .. وما لا تعرفه لا تطلبه.
التوحد مع تلك الخيرات هو من ذلك المزيد أيضا ..
فمرة أنت تتذوق نعيم الحور العين بالقرب منها ثم تتركه لتعود لتذوقه من جديد حتى تتولد لديك الرغبة أن لا تنقطع عن تلك اللذة وتلك النشوة حين الإقتراب من الحور العين .. وحينها ستتوحد مع تلك اللذة فلا تنقطع عنها أبدا، فتستغني بحضور تلك اللذة في نفسك عن نفس الحور العين .. فأنت لا تطلب الحور العين من أجل ذاتها بل من أجل تلك اللذة التي ستحصّـلها حين الإقتراب منها .. فإذا توحدت مع تلك اللذة بكيان واحد هو نفسك وروحك فماذا ستفعل بالحور العين، فأنت تملك الأصل الذي تطلبه في ذات ذاتك.
وستبدأ تباعا بطلب التوحّد مع أشكال وأصناف الخيرات والأنعم في الجنة، وحينها ستصبح أنت بذاتك حور العين، وستصبح أنت أنهار اللبن والخمر والكافور والزنجبيل ..
وأخيرا ستصبح أنت والجنة واحد .. فجميع ملذات الجنة قد حويتها في ذاتك
وعندها ستصمت
وأن تصمت لا يعني أنك لن تستمتع أو أنك لا تتمتع
فالجنة صامتة .. ولكنها الجنة ..
فإذا توحدت مع الجنة وأصبحت أنت جنة فماذا تفعل بالكلام؟
وماذا يمكن أن تشاء؟
ولماذا ستشاء أن تتكلم أو أن تشاء؟
فأنت حينها بذاتك الجنة بذاتها ..
حينها .. ستكون أنت الحور العين فماذا عساك تريد من حور العين؟
أنت حينها ستكون جميع ثمار الجنة مجتمعة .. فماذا عساك تريد من أحدها؟
حينها ستكون أنت الأنهار جميعها ... أنهار العسل والخمر واللبن .. فما حاجتك للأقداح والولدان المخلدون؟
وحينها ستكون ذاتك هي جميع العيون وما يتفجر منها .. فأنت حقيقة الكافور والزنجبيل وأنت حقيقة السلسبيلا ..
حين تكون أنت الجنة ستكون أنت جميع ذلك دفعة واحدة ..
فأنت الولدان المخلدون وانت السندس الأخضر والإستبرق وأنت الشراب الطهورا ..
ستكون جميع ذلك بدون أن تطلب أو تشاء أو تتكلم ..
حين تتكلم وأنت الجنة بذاتها ستنزل حينها درجة .. لأنك ستخرج من جنة الذات جنة القرب لتدخل في جنة المادة والبعد .. وشتان بين جمالهما وملذاتهما
حين تشاء وأنت جميع ذلك ستنزل درجة .. فأنت في جنة القرب وما تشائه في جنة المادة والبعد
فهل ستختار أن تنزل أم أنك ستريد أن تبقى حيث أنت وحيث القرب من الذات؟
من المؤكد أنك حينها ستـشاء باختيارك أن لا تشاء
وحينها ستصمت فقط ..
وستستمتع بالصمت ..
أنت أولا .. وهو ثانيا .. وهي ثالثا .. وهم بعد ذلك ...
وأخيرا سنصمت جميعا .. لأننا لا نريد أن ننزل درجة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ
وحينها سنكون قد رجعنا لحالة الصمت والسكون والاّ فعلية
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
وَادْخُلِي جَنَّتِي
__________________
هذه مجرد رؤيا حالمة لكيفية الرجوع لله والإنتهاء إليه، وبالتأكيد هو أجمل مما يتصوره العقل والخيال، حيث أن جمال الله فوق كل عقل وتصور
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنّا في علم الله قبل أن نُخلق لا تعني أننا خرجنا بالخلق من علمه، فنحن لم نخرج بالخلق من علم الله لنرجع إليه في ما بعد .. فالخروج والدخول يستلزم النقص والزيادة في المدخول والمخروج منه .. وهذا لا يصح في الذات الإلهية .. فالله أحد صمد لم يلد ولم يولد قبل أن يخلقنا وبعد أن خلقنا .. أي هو الآن كما كان .. والخلق الذي نتكلم عنه إذا كنا نقصد منه الإنفصال والمباينة فهو بمنزلة الولادة .. والله لم يلد ولم يولد فينفصل منه شيئ أو ينفصل هو عن شيئ .. وعليه فنحن كنا في علم الله قبل أن نُخلقولا نزال في علمه بعد أم خُلقنا وسنبقى به بعد أن نرجع إليه ..
ما أردت قوله من المشاركة السابقة أن متع الجنة المختلفة وعذابات النار المختلفة إنما هي صور لحقائق كامنة خلفها .. ففي أول مراحل تفعيل إرادتنا وأقصد بها مرحلة عالم الأرواح، تعرفنا على المفاهيم العقلية لتلك الحقائق وبدون أن نعرف عنها حضوريا أي شيئ .. أو لم نتذوق منها أو نتحد وجوديا مع أي منها..
وفي المرحلة التالية وهي هذه المرحلة التي نعيشها الآن، نحن نتعرف على بعض صورها وبعض حقائقها ..
وفي عالم البرزخ الذي يسبق يوم الحساب سنرى بعض صور تلك الحقائق التي اخترناها لنتصف ونتجند بها في عالم الذر، وقمنا فعلا بالحياة الدنيا بممارستها والثبات حتى الموت عليها، وسنراى صورها متجسدة فينا في عالم البرزخ دون حقائقها ..
وبعد الحساب وتـطاير الكتب سنتحد مع تلك الحقائق الكامنة خلف تلك الصور التي تشكّلت وارتبطت نفوسنا بها ومعها في كيان واحد ..
أي من اختار في عالم الأرواح بإرادته الإتصاف بالإيمان والصدق والشجاعة والكرم والصبر و و و ومختلف مكارم الأخلاق وسعى لها سعيها في هذه الحياة وتخلق عمليا بها حتى جائه الموت، سيتحد به صوريا مع تلك الأخلاق في عالم البرزخ، فمن تخلق بجنود العقل اتحد بالبرزخ مع الصور النورية لجنود العقل، ومن تخلق بجنود الجهل اتحد بالبرزخ مع الصور الوحشية الحيوانية النارية لتلك الجنود، هذ في عالم البرزخ، أمّا بعد الحساب وتطاير الكتب وعبور الصراط ودخول الجنة أو السقوط في النار، فسيتحد كل منّا مع الحقيقة أو الحقائق لما آمن به وأراده لنفسه من جنود العقل أو الجهل ..
فمن اختار حينها بإرادته مكارم الأخلاق فكأنما اختار حينها الجنة ومتع الجنة .. أو كأنه اختار أن يلاقي الله ويراه من حيث صفات الجمال والرحمة .. فحين كان روحا اختار الجنة بدون أن يعرف ما الجنة وما نعيمها .. وهو الآن في الجنة بل هو بذاته الجنة في حد ذاتها ... ولكنه لا يشعر ..
ومن اختار حينها بإرادته الإتصاف بجنود الجهل فكأنما اختار النار أو اختار أن يلاقي الله ويراه من حيث صفات العذاب والنقمة .. فهو من حينها في النار .. وهو الآن كذلك في النار بل هو في حد ذاته النار في حد ذاتها ولكن لا يشعر ..
وكلاهما سيرجع وسيرى الله ولكن كل من حيث أراد هو واختار أن يلاقي ربه ..
وكلاهما سيصمتان ..
فأهل الجنة سيصلون أخيرا لمخافة مقام الرب ليصبح عندهم جنتين ولهم بإرادتهم حرية التنقل بينهما
وتلك الجنتان هما:
جنة القرب .. وهي التي سنختار الصمت بها بسبب صعقة جمال التوحّد مع حقائق جنود العقل
والجنة الأخرى هي جنة الملذات المادية والحسية .. وبها لا نزال نرى أنفسنا وإراداتنا وأحاسيسنا ..
في جنة القرب سنشرب جميع ملذات جنة الخلد بكاس واحد، وسننال جميع متعها برشفة واحدة لن نضمئ بعدها أبدا..
بينما في جنة الخلد سننشغل بالتنقل بين الكؤوس نشرب منها لنتمتع ..
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ
أمّا أهل النار فسيكون حالهم كحال من يقبعون في السجون تحت يدي الجلاد .. يضربهم بسياطه فيصرخون من العذاب، فيضربهم بسوطه أكثر وأكثر، فيرتفع صياحهم ليشتد معه تعذيبه لهم ..
صياحهم وصراخهم هو دليل بقايا رؤيتهم لآنفسهم وإرادتهم قبال نفس وإرادة ربهم .. ولكن شيئا فشيئا سيخف أملهم بالخلاص ويلجؤون للصمت بالرغم من شدة ألم وقع السياط على أجسامهم ..
يضربهم فلا يصيحون .. يهينهم فلا يردون عليه .. فيتركهم حينها في مهانة صمتهم .. حتى إذا رفع أحدهم رأسه وفتح عينيه ورآى أناه مرة أخرى عادت السياط لتنهال عليه من جديد .. فيقرر أخيرا أن يبقى في مهانة الصمت الذي هو فيه، خوفا من مهانة والم السياط على جسده الضعيف ..
أهل النار بدورهم سيخلدون كذلك في العذاب والمهانة في نارين
سيخلدون في نار المادة والأحاسيس
وإذا أرادوا الهروب منها لن يجدوا سوى نار خلود المهانة والصمت المهين
فإذا خرج من مهانة وعذاب إحداهما دخل في مهانة وعذاب الأخرى
بسم الله الرحمن الرحيم
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
بكلمات قليلة موجزة:
العقل هو الجنة
و
الجهل هو النار
وكما بدأكم تعودون
__________________
ذكرنا سابقا بان الخلق كان في علم الله تعالى الذي لا يتبدل ولا يزيد ولا ينقص وأن حالنا كان في صمت وسكون ولا فعلية
فكيف انتقلنا من حالة الصمت والسكون والــ لا فعلية إلى المشيئة والحركة والفعل
وللإجابة على ذلك ندخل في مبحث آخرنصل منه للمطلوب
يقال أن صفات ذات الله تنقسم إلى قسمين
1- صفات الذات
2- صفات الفعل
وصفة أخيرة حار الناس بها فلا يدرون إلى أي منها ينسبونها وهي "المشيئة" ولا يمكنني أن أصف أمر هذه الصفة إلا بأنه صعب مستصعب أملس أجرد ... فالمشيئة من باب الفعل هي من صفات الفعل فلا تتم الأفعال إلا بمشيئة سابقة لها ومن الباب الآخر هي من صفات الذات فلا يمكن أن نقول ان الله غير مشيئ ... ولحسم الحيرة في نفسي افترضت أنه امر بين أمرين
ولكي نفهم معنى الخلق الذي هو محور البحث يجب أن نحدد إلى أيّ من تلك الصفات ينتمي فعل الخلق .. ومن الواضح الجلي والذي لا خلاف عليه أنه ينتمي لصفات الفعل بتوسيط المشيئة والتي هي ذلك الأمر بين الأمرين .. والذي هو من جهة ممسوس بذات الله، ومن جهة أخرى هو ممسوس بجميع الخلق ..
وعليه فلا يوجد غير ذات الله وأفعاله وذلك الأمر الذي هو بين الأمرين أي "المشيئة "
تكمن المشكلة في فهم السؤال المطروح حسب اعتقادي القاصر هو الإعتقاد بأن أفعالنا التي نفعلها ميّـتة لا حياة بها .. وأن تلك الكلمات التي نتلفظها والأفعال التي نقوم بها ستنتهي وستنمحي وتختفي من الوجود بمجرد عبورها لتلك اللحظة التي فُعلت ونُطقت بها وبدون أن تترك لها أثرا حيا يدل عليها
فالله يهب بإرادته الوجود والحياة والعلم والقدرة لأفعاله التي يفعلها .. كل هذا الخلق الذي نراه هو من فعل الله .. وأينما نظرنا في هذا الوجود فإننا سنرى الحياة والعلم والقدرة في جميع مخلوقاته على حد السواء
فنحن مثلا لذلك فأنا أتحدث معكم ولا أعرف عنكم إخوتي بشكل مؤّكد سوى بضعة أشياء وهي أن كل منكم
1- ذات
2- حية
3- عالمة
4- قادرة
5- إسمكم الكريم
6- ذات إرادة
وكل ما يمكن أن أصفكم به عدى تلك الصفات هو من محض خيالي وقد تكونون غيره
جميع ما يظهر لي من ذاتكم الكريمة هو فعلكم وكلماتكم الجميلة إن شاء الله بتوسيطكم للمشيئة
ولكن جميع تلك الصفات هي ليست أنتم والسبب أننا جميعا نشترك بهذه الصفات .. فكل من كان على هذه الأرض، وكل من هو عليها الآن، وكل من سيأتي عليها في المستقبل، أستطيع أن أصفه بهذه الصفات ... ((طبعا مع اختلاف الأسماء)) .. والمسمّى واحد
إننا من حيث الذات نتشابه جميعا مع بعضنا البعض وبالإتصاف بها .. بل وأكثر من ذلك أيضا .. فمن حيث الذات فإننا نتشابه ونشترك جميعا بها في هذا العالم وفي ما سبقه من العوالم كذلك .. فنحن نشترك ونتشابه بها في عالم الأرواح، وفي عالم الذر، وفي عالم القبر، وفي الجنة، وفي النار أيضا .. بل وأكثر من ذلك أيضا .. فنحن نتشابه بها في عالم الذر، أو عالم الأرواح، وفي الجنة ومع الجنة، وفي النار ومع النار كذلك .. ... بل إننا نتشابه مع ذات الله في هذه الصفات أيضا .. فأينما نولي وجوهنا فثمة وجه الله ... ووجه الله لا يتغير ولا يتبدل ولا يزيد ولا ينقص .. فإن نظرنا في أنفسنا فثمة وجه الله .. وإن نظرنا في كل ما حولنا فثمة وجه الله.
إن حال الإرادة الإلهية مع صفات الذات هو كحال الفنان المبدع مع الألوان الثلاثة الرئيسية .. فهو يخلطها ويمزجها ويسطرها بريشته على اللوح بضربات فنية جميلة مدروسة .. ليتجلى بإرادته وبتلك الألوان على اللوح بجميل أفكاره وصوره العقلية المتناسقة .
نحن إذن لسنا أي شيئ من تلك الصفات .. فنحن لسنا بالعلم ولا القدرة ولا الحياة، ولسنا كذلك حتى تلك الذات المتصفة بتلك الصفات ..
فمن نحن إذن؟
الجواب هو : أننا ذلك الأمر الذي هو بين الأمرين والذي تعبر عنه أفعالنا .. فنحن هم المشيئة المستمدة من االمشيئة الإلهية .. فمشيئتنا ممسوسة بها وممسوسة بأفعالنا.
مشيئة الله تهب الحياة والعلم والقدرة والوجود لأفعاله، فهل تستطيع مشيئتنا أن تفعل ذلك أيضا؟
الجواب : نعم تستطيع أن تفعل ذلك بل هي تفعل ذلك .. فمن عرف نفسه عرف ربه
كيف وماذا؟
إرادتنا هي التي جعلتنا على هيئتنا التي نعرفها ونراها .. فهي من جعلتنا على صورة الذكر أو الأنثى .. وهي التي اختارت العائلة التي ظهرنا وسطها .. وهي التي اختارت المدينة التي نعيش بها .. فنوع تلك الجنود التي اختارت إرادتنا أن تؤمن بها وتحبها وتسعى لتحقيقها من بين جميع جنود العقل والجهل هي من جعلتنا كل ذلك .. فحين تؤمن نفس في عالم الذر بجنود العطف والرحمة والشفقة والرأفة والرفق والحلم والصبر والصفح والتعطف والقنوع والمودة والمواساة والمودة والوفاء والخضوع والحب والإخلاص والمداراة و .. و .. وجميع تلك الجنود العظيمة الجميلة الرقيقة بدرجة كبيرة، لا يمكن معها إلا أن تلبس في هذه الدنيا لباس الأنثى .. وأن تكون أمّا .. وأن تكون زوجة .. أو أن تكون أختا.
ومن اختار حينها جنود القسوة والجهاد وقلة الصبر وما نراه من صفات الذكور لا بد ان تلبس نفسه لباس الذكور
ومن أمن بدعوة نوح طلب بإيمانه هذا أن يكون من أتباعه، ومن آمن بدعوة موسى هناك طلب أن يكون من أتباعه هنا، ومن آمن بدعوة عيسى هناك طلب أن يكون من أتباعه هنا ومن آمن بمحمد صلوات الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء طلب أن يكون هنا من أتباعه
ومن آمن بولاية علي سلام الله عليه هناك طلب أن يكون هنا من أتباعه ومحبيه
لقد رسمنا في عالم الأرواح بريشة الإرادة الممنوحة لنا كل ما تمنيناه في وجودنا هنا .. فآتانا الله بهذه الدنيا من كل ما سألناه لتحقيق ذواتنا والجنود التي آمنّا بها،
أمي وأبي وإخواني وبلدي والوسط الذي أردت ان أعيش وسطه .. لقد خلقنا بإرادتنا كل ذلك .. ونحن اليوم نعيشه ..
وهذا هو العدل الإلهي ، في إيصال كل مريد لمراده، وتمكين كل مريد من الأدوات والوسائل التي تعينه لتحقيق مراده
ونحن اليوم نخلق بإرادتنا وفعلنا كذلك وبالوسائل التي طلبناها للوصول لمرادنا هيئة دارنا في الآخرة، وصورتنا المنيرة في القبر والمحشر والجنة إن شاء الله، أو نخلق بها صورتنا المظلمة فيه والعياذ بالله
مشيئتنا وصورتنا وفعلنا واحد لا يتجزء، وبينهم رابط تكويني منذ الأزل وإلى الأبد .. فلقد خلقنا في عالم الذر بمشيئتنا صورنا في هذه الحياة، وفي هذه الحياة نحن نخلق كل يوم بإرادتنا صورنا التي سنتصورها وسنتلبسها في عالم البرزخ، وفي عالم البرزخ ستتطور بفعل ما سنشاهده هناك اعتقاداتنا بالله وأهل بيته كذلك وبالملائكة وستتبدل معها صورنا المثالية، وفي المحشر ستحدد تلك الصور المثالية من ستشمله الشفاعة منا ومن لن تشمله
حين اخترنا أن نتجند بتلك الجنود التي اخترنا أن نتجند بها في بادئ الأمر كنا كمن اختار لنفسه الجنة أو اختار لها النار .. وكل ما تلى ذلك هو اظهار لتلك الإختيارات
فالسعيد سعيد وهو في بطن أمه ..
وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبقى قليلا مع جنود العقل والجهل وكيف انها منذ البداية حددت النهاية وبدقة كبيرة
يعرّف علمائنا العدل الإلهي أنه
1-إيصال كل مريد لمراده
2-تمكين كل مريد من الأدوات والوسائل التي تعينه على الوصول إلى مراده وكماله
هنا أنت المريد،وجسدك وصورتك وجنسك وإسمك وأبويك والوسط الذي تعيش فيه هي تلك الوسائل والأدوات التي ستعينك للوصول لكمالك ومرادك الذي اخترته بإرادتك لنفسك
بسم الله الرحمن الرحيم
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا
نلاحظ هنا إن الإلهام جاء بعد التسوية، أي أن إلهام النفس لفجورها وتقواها حصل بعد تسويتها
تماما كما أن العقل قد خـُـلق قبل أن يهب له الرحمن جنوده
أحد جنود العقل هو الإيمان وضده الكفر (( وفهمي لهما هو الإيمان بالولاية والكفر بها ))
فإذا كنت ممن آمن بالولاية عند بدأ خلقك في عالم الأرواح فتستطيع أن تقول بأنك موالي لمحمد وآل محمد صلوات الله عليهم منذ أن خـُــلقت كنفس وقبل حتى أن تـُـعطي العهد في عالم الذر، فأنت شيعي محب لأهل البيت صلوات الله عليهم وتريد الإقتداء بهم قبل حتى أن تـُـخلق السماوات والأرض،
فهل تعتقد أنه من العدل أن يجعلك الله تتربى وتنشئ في بيت ناصبي خبيث، أو أن يكون اسمك كأسمائهم وتشمأز حين يأتي ذكرهم صلوات الله عليهم أمامك؟
أحد جنود العقل الأخرى هو الجهاد وضده النكـــول، فهل من العدل لو كنت ممن آمن بالجهاد أن يجعلك أنثى يمنعها زوجها من الخروج للجهاد والحرب؟
الخلاصة: كل منا آمن بخليط من تلك الجنود وبمقادير متفاوتة منها، فبعضها من جنود العقل وبعضها الآخر من جنود الجهل، وتحقيق هذه الجنود وإظهارها يحتاج إلى وسائل وأدوات،
هذا العالم بكل ما فيه هو تلك الوسائل والأدوات، فالأبوة والأمومة هما وسيلة وأداة، المحيط والمكان والمجتمع هم كذلك وسائل وأدوات، الأنبياء والرسل والأئمة هم كذلك وسائل وأدوات،
وكل منا يستعين بما يريده من تلك الوسائل والأدوات ليحقق بها ذاته المؤمنة بتلك الجنود التي اختارها لنفسه بنفسه
والعدل كل العدل أن يسخر لي الله جميع ما أحتاجه ومما هو موجود في السماوات والأرض لأصل به إلى غايتي وكمالي وهدفي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
لقد أصبحت جميع تلك الوسائل والأدوات من حقك بمجرد أن آمنت بها وحقيق على الله أن يؤتيك كامل حقوقك التي استحققتها بمجرد إيمانك بتلك الجنود
والحق عينه يجري لمن آمن بجنود الجهل أو بعضها بأن يمكنه الله من تلك الوسائل والأدوات التي يصل بها لكماله الذي اختاره بنفسه لنفسه
وباب الإنابة مفتوح على مصراعيه
بسم الله الرحمن الرحيم
وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ
النسيان
والنسيان حسب عقلي القاصر هو أحد تلك الوسائل والأدوات وأحد حقوقنا التي ستعيننا إلى الوصول لكمالنا الذي نسعى إليه، و باب التذكر مفتوح، ولكن عبر التفكّر والتأمل في آيات الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
فلو أن نفس تتذكر تفاصيل العهد وأحداث الوقوف بين يدي ربها وتفاصيل الخطاب والتحذير الإلهي لتولد لها إثر ذلك التذكر لذلك الموقف الرهيب الجامع لكل بني آدم حالة من العصمة تمنعها من ارتكاب المعاصي أو الاستعانة بجنود الجهل التي آمنت بها من قبل
مثال بسيط لتقريب الفكرة
تعيش في دولة محافظة في أسرة محافظة وسط مجتمع محافظ، تشاهد الفضائيات وتشاهد دول الغرب وأحوالها فتتأثر بما تشاهده منها أيما تأثر، فتنجذب لأخلاق وتصرفات تلك المجتمعات التي تسكن تلك الدول وتتمنى أن تعيش معهم لتختبر أخلاقهم وحياتهم وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض،
تنتهز فرصة أنتهاء دراستك الثانوية فتحرك والدتك لتجعل والدك يوافق على أن يرسلك للدراسة في إحدى تلك الدول، تنجح بدورها بالضغط عليه، فيأخذ منك العهد على أن تبقى على طبيعتك التي أنشأك ورباك عليها فتعطى العهد طائع بغية الوصول لهدفك بالوصول إلى حيث تريد،
عندما حان موعد السفر وجمعت أغراضك وذهبت للمطار فإذا بأبيك وقد أرسل معك من يرافقك بهذه السفرة بالليل والنهار بالسر والعلن ليراقبك ويذكرك بالعهد والوعد الذي بينك وبينه،
وصلت إلى الغرب ومرافقك لا يتركك أبدا، فأينما ذهبت يذهب معك، وكل ما أردت فعل شيئ يناسب رغباتك نهرك ونهاك ومنعك من فعله لأنه ينافي العهد والوعد الذي بينك وبين أبيك،
فكيف كنت ستشعر حينها لو أدركت أن هذا المرافق سيرافقك مدى فترة إقامتك في الغرب؟ كنت ستتمنى حينها بالتأكيد لو أنه غير موجود معك في هذه الرحلة، تتمنى ذلك غير عابئ بالنتائج التي ستنتج بعد رجوعك لبلدك المحافظ،
فتحقيق ذاتك ورغباتك أمر تتجاهل من أجله جميع العواقب،
إذا طابقنا المثال مع الذي نريده، نجد أن تذكر العهد وتفاصيله وأحداث الوقوف بين يدي الجبار واستماع تحذيره لنا من الانحراف عن بنود العهد بيننا وبينه هو مثل ذلك المرافق الثقيل الظل والمفروض وجوده علينا طوال الوقت، بل وجوده سيكون أثقل من ذلك المرافق الخارجي، فالتذكر سيرافقني في خلواتي ووحدتي وفي منامي وصحوتي،
وحين تسول لي نفسي حتى ولو بالتفكير بأمر ما سيردعني حينها تذكري للعهد والموقف، وحين تغريني الدنيا بأحد متعها سيقف التذكر بوجهيويمنعنى من الانجراف خلف شهواتي،
بصورة عامة إذا كان تذكري للعهد وبنوده واضحا وجليا بكل أحداثه ومواقفه، سيحقق لي ذلك التذكر المفروض عليّ نوعا من العصمة عن التفكير بالمعاصي ناهيك عن الإتيان بها، وحينها سيتصف كل الإنس والجن بالعصمة عن الخطأ والزلل وبعدم الإنحراف عن العهد، وهذا لا يتفق والحكمة التي من اجلها قد خُلقنا،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصلى الله على الحبيب المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
اللهم صل على محمد و ال محمد
يعني تقول اننا و الجنة نصبح واحد و اصحاب النا ر مع النا ر يصيرون واحد
و الكل يصبح في صمت و يرجع لحالته الاولى
طيب شو رايك كنت تضلك صامت و بدون ما تعذب نفسك و تتعبها
انا اطالب الادارة المحترمة بطرد هذا العضو لانه يقول بقدم المخلوق
و لا تقل انني لم افهم عليك
لان هذه حيلة من حيلك و من حيلكم انتم اصحاب الشمال
و يجب ان تغير اسمك الى طالب تكفير الناس
و شكرا
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة مسلم بن عوسجةهرطقات مفلسينالمشاركة الأصلية بواسطة مسلم بن عوسجة
تعلم العربية لتعرف القرآن ولاتفسر ما لاتعلمه
السلام عليكم
على أي شيئ تعترض اخي العزيز، فمنكم نستفيد،
يعني اتواجد بينكم لاتعلم منكم،
فان كنتَ أهلا لكي تعلمني حرفا فلا تبخل به وهات ما عندك باسلوب اسلامي ولائي أصيل واترك اسلوب الاستفزاز
وإن لم ترى أن خلف كل كلمة كتبتها توجد آية قرانية او رواية ولائية فحاول أن تعيد النظر من جديد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة عبير الولاية
اللهم صل على محمد و ال محمد
يعني تقول اننا و الجنة نصبح واحد و اصحاب النا ر مع النا ر يصيرون واحد
و الكل يصبح في صمت و يرجع لحالته الاولى
طيب شو رايك كنت تضلك صامت و بدون ما تعذب نفسك و تتعبها
انا اطالب الادارة المحترمة بطرد هذا العضو لانه يقول بقدم المخلوق
و لا تقل انني لم افهم عليك
لان هذه حيلة من حيلك و من حيلكم انتم اصحاب الشمال
و يجب ان تغير اسمك الى طالب تكفير الناس
و شكرا
كما قلت لزملائكِ من قبل أقول لك، إن كنتِ أهلا لأن تعلميني حرفا وتدفعي عني شبهة فأنا خادم لكي ولكل من يعلمني حرفا
اسلوب الاستفزاز ليس اسلوب حضاري، حددي نقاط اعتراضكِ وايديها بالايات والروايات وأنا بالخدمة حينها
والسلام
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق