اخي خليفه الصديق يؤسفني ان ابلغلك في النهاية انك يجب ان تبحث في مبحث الامامة طويلا وان لاتسأل عن امور انت تجهلها لانك ان كنت جاهلا بها فلا حرج ولالكن ان كان لك علم بها وتعاند فعندها سوف تكون من المغضوبين عليهم وبما انك سألت عن مبحث الامامة وعلمت بانه اصل من اصول الدين فمن لايؤمن باصل من اصول الدين فانه من المعاندين لا استطيع ان اقول عنك كافرا طالما تؤمن بالله سبحانه وتشهد بان محمد صلى الله عليه واله نبيه ولكنك من المعاندين الذين يسكنون في الدرك الاسفل من جهنم وهذي هي اسفل طبقة الطبقة السابعة التي خصصها الله سبحانه وتعالى لامة محمد صلى الله عليه واله الذين يعاندون وهم يعرفون الحقيقة فان كان يهمك اتمنى انك تكون فهمت قصدي.
والان اسمح لي ان اطلب منك ان تفكر فيما بينك هل يعقل ان يترك الرسول الاعظم صلى الله عليه واله امته من دون امام وقد اثبت التاريخ ان لكل نبي وصي واليك امثلة:
شيث وصي ادم عليهما السلام
اسماعيل وصي ابراهيم عليهما السلام
يوسف وصي يعقوب عليهما السلام
يوشع بن نون بن امزائيل بن يوسف وصي موسى عليهما السلام
شمعون وصي عيسى عليهما السلام
علي بن ابي طالب ثم الاحد عشر من ولده اوصياء خاتم الانبياء محمد عليهم افضل الصلاة والسلام
وكذلك اسماء من استخلفهم النبي صلى الله عليه واله لادارة شؤون المسلمين وتعهدها في حياته عندما كان يخرج للغزوات مثال:
في غزوة بواط في شهر ربيع الاول من السنة الثانية للهجرة استخلف صلى الله عليه واله سعد بن معاذ سيد الاوس.
في غزوة العشير استخلف صلى الله علهي واله ابا سلمة المخزومي
في غزوة بدر الكبرى استخلف صلى الله عليه واله ابن ام مكتوم تسعة عشر يوما خليفة عنه في المدينة
في غزوة بني القينقاع استخلف صلى الله عليه واله ابا لبابة الانصاري
في غزوة احد استخلف صلى الله عليه واله ابن ام مكتوم في المدينة
في غزوة بني النضير استخلف صلى الله عليه واله ابن ام مكتوم
فما قولك وهو يعلم انه تاركهم للابد في هذا الاتون المضطرب وهذه الفتن المتلاحقة؟
حين نزلت الاية المباركة:"ومن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم".
فقد كان في ذلك الوقت شريحة كبيرة من المنافقين والمنافقات يتعايشون مع رسول الله صلى الله عليه واله في محيط المدينة الصغير يتحينون الفرص السانحة برسول الله صلى الله عليه واله ودينه الحنيف.
وهناك روايات كثيرة وردت في المراجع عن مؤامراتهم الفاسدة للكيد بالاسلام واهله ومن بينهم مسطح بن اثاثه وهو من المهاجرين الاولين وحسان بن ثابت وهو من الانصار وعبدالله بن ابي وقد جلدهم رسول الله صلى الله عليه واله جميعا. وهذه الرواية رويت في صحيح مسلم والبخاري عن عائشة ولك ان تبحث.
فهل يعقل ان يرحل دون ان يخلف وصيا وخليفه يعهد اليه امر هذه الامة من بعده، حيث هذه الاخطار المحدقة والمتربصة بالاسلام واهله؟!!
لااعتقد ان يقول بهذا اي عاقل فكيف ذلك وقد قال الله تعالى:"لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم "!! فاين تلك الرحمة والرافة بهذه الامة وهو يتركها تخوض مخاضات عسرة وشاقة لاتدري ما تفعل وما تقرر!!
وهل ان ابابكر وعمر كانا اشد حرصا على هذه الامة واشد رافة بها من رسول الله صلى الله عليه واله الذي ما ارسله الله تعالى الا رحمة للعالمين، بنص القران الكريم! ان ابابكر وعمر لم يرحلا من هذه الدنيا حتى التفتا الى هذا الامر ولم يغفلاه بل ان عمرا كان اشد في تاكيد الضرورة اللازمة لاختيار الخليفة والامام من بعده حيث اوصى بضرب اعناق من يختلف عن الستة عن الجماعة رغم ان هؤلاء الستة كانوا من كبار الصحابة ووجوههم.
فبالله انى العقول تظل مسترسلة في غفوتها وهي ترى وتسمع وتقرأ مالا يتفق مع فطرتها التي فطرها الله عليها.
تعليق