السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
((واعلم ان اساطين الحكمة المعتبرة عند طائفة ثمانية : ثلاثة من الملطيين : ثالس وانكسيمانس و أغاثاذيمون ومن اليونان خمسة : أنباذقلس وفيثاغورث وسقراط وافلاطن وارسطاطاليس قدس الله نفوسهم واشركنا الله في صالح دعائهم وبركتهم , فلقد اشرقت انوار الحكمة في العالم بسببهم وانتشرت علوم الربوبية في القلوب لسعيهم وكل هؤلاء كانوا حكماء زهادا عبادا متألهين معرضين عن الدنيا مقبلين على الاخرة فهؤلاء يسمّون بالحكمة المطلقة , ثم لم يسم احد بعد هولاء حكيما))
البلدان والامصار ، بل الشعوب والاقوام ، شهدت نشاطا دينيا خاصا ، ولم تشهد حراكا فلسفيا معتبرا بمعنى الكلمة ، في الحقب القديمة ، والصراع الديني كان يمثله :
- النبي : منهج التوحيد ، وسلطة العقل السليم ، والاصلاح بنمطيه : الدنيوي و الاخروي .
- قوم النبي : منهج الاساطير والخرافات ، ودعاوى الالوهية ، وسلطة السيف والقوة والسلطان ، والفساد.
وهذا لا يمكن تبويبه ورفقه بخانة النشاط الفلسفي (الحكمة) ، فلم تكشف لنا النصوص حراكا عقليا سلميا بين الكفار والانبياء ، بين الإلحاد والتوحيد ، بل نزاع وحرب بلغة القوة الحيوانية تغليبا من الطرف الرافض والكافر .
وهذا شأن الديانات القديمة ، وحسبك قصص الانبياء في القرآن الكريم والسنة النبوية والروايات المعتبرة .
وانعكاس هذا الصراع بصورة عقلية ومنهجية علمية ، كان واضحا وبينا في حضارة الاغريق وبحصرية ، فشهدت الساحة عندهم روافد فكرية عميقة وتجاذب وتنافر وقبول وايجاب والحاكم هو العقل والمنطق فوق كل اعتبار .
فـ سقراط وهو النموذج المثالي للتوحيد الحقيقي ، وشغل افلاطون بالهندسة التكوينية للخالق ، والاعتقاد بالقدم للكون والمحرك الناشط عند ارسطو ،
لم يمزجها ويحلل نصوصها والتحكيم فيها إلا إرادة العقل المجرد من هيمنة السلطة .
وهذا ما نسميه بالنشاط الفلسفي المعتبر ، هذا ما يمكن اعتباره حكمة ومنهجية لعلوم الكونيات والالهيات ، فمزاعم الإلحاد نشأت ها هنا بمقدور المنطق السوفسطائي ، وفكرة التوحيد ، ومنهجيتها بالرد عليهم على يد الطائفة المذكورة .
وهنا فرق بين الإيمان بالله والعلوم الخاصة بهذا النهج التوحيدي ، فالايمان يكفيه التصديق القلبي والاطمئنان بحجة واحدة ، غير إن شغل الحكماء (الفلاسفة) لا يعتمد الأحوال الايمانية للانسان بقدر العقل المجرد إلا من البديهيات المفروضة كمنطق ارسطو بالهوية وعدم اجتماع النقيضين والثالث المرفوع .
مثال مقالة ملا صدرا :
نقول اليوم ، الغرب اهل العلم والحركة ، والشرق متخلف ، هذا ونحن نعرف أن الشرق (العرب) اغلبهم من يعتنق الاسلام دينا موحدا ، والغرب فيهم من يعتنق غير الاسلام أو لا يعتقد اصلا !
عموما : لا علاقة بين رقي الفكرة والمعتقد الايماني والايديلوجية ومنهجيته العلمية والقدرة العقلية ، فرب عابد لبقرة نتاجه العلمي ونشاطه مثمرا زاهيا ، خلاف موحد ناسك !
والحقائق التاريخية كلها ، تدرك الإرث العظيم الذي خلفه هؤلاء العباقرة ، والذي مهد للعلمية والنشاط الحركي العقلي .
((واعلم ان اساطين الحكمة المعتبرة عند طائفة ثمانية : ثلاثة من الملطيين : ثالس وانكسيمانس و أغاثاذيمون ومن اليونان خمسة : أنباذقلس وفيثاغورث وسقراط وافلاطن وارسطاطاليس قدس الله نفوسهم واشركنا الله في صالح دعائهم وبركتهم , فلقد اشرقت انوار الحكمة في العالم بسببهم وانتشرت علوم الربوبية في القلوب لسعيهم وكل هؤلاء كانوا حكماء زهادا عبادا متألهين معرضين عن الدنيا مقبلين على الاخرة فهؤلاء يسمّون بالحكمة المطلقة , ثم لم يسم احد بعد هولاء حكيما))
البلدان والامصار ، بل الشعوب والاقوام ، شهدت نشاطا دينيا خاصا ، ولم تشهد حراكا فلسفيا معتبرا بمعنى الكلمة ، في الحقب القديمة ، والصراع الديني كان يمثله :
- النبي : منهج التوحيد ، وسلطة العقل السليم ، والاصلاح بنمطيه : الدنيوي و الاخروي .
- قوم النبي : منهج الاساطير والخرافات ، ودعاوى الالوهية ، وسلطة السيف والقوة والسلطان ، والفساد.
وهذا لا يمكن تبويبه ورفقه بخانة النشاط الفلسفي (الحكمة) ، فلم تكشف لنا النصوص حراكا عقليا سلميا بين الكفار والانبياء ، بين الإلحاد والتوحيد ، بل نزاع وحرب بلغة القوة الحيوانية تغليبا من الطرف الرافض والكافر .
وهذا شأن الديانات القديمة ، وحسبك قصص الانبياء في القرآن الكريم والسنة النبوية والروايات المعتبرة .
وانعكاس هذا الصراع بصورة عقلية ومنهجية علمية ، كان واضحا وبينا في حضارة الاغريق وبحصرية ، فشهدت الساحة عندهم روافد فكرية عميقة وتجاذب وتنافر وقبول وايجاب والحاكم هو العقل والمنطق فوق كل اعتبار .
فـ سقراط وهو النموذج المثالي للتوحيد الحقيقي ، وشغل افلاطون بالهندسة التكوينية للخالق ، والاعتقاد بالقدم للكون والمحرك الناشط عند ارسطو ،
لم يمزجها ويحلل نصوصها والتحكيم فيها إلا إرادة العقل المجرد من هيمنة السلطة .
وهذا ما نسميه بالنشاط الفلسفي المعتبر ، هذا ما يمكن اعتباره حكمة ومنهجية لعلوم الكونيات والالهيات ، فمزاعم الإلحاد نشأت ها هنا بمقدور المنطق السوفسطائي ، وفكرة التوحيد ، ومنهجيتها بالرد عليهم على يد الطائفة المذكورة .
وهنا فرق بين الإيمان بالله والعلوم الخاصة بهذا النهج التوحيدي ، فالايمان يكفيه التصديق القلبي والاطمئنان بحجة واحدة ، غير إن شغل الحكماء (الفلاسفة) لا يعتمد الأحوال الايمانية للانسان بقدر العقل المجرد إلا من البديهيات المفروضة كمنطق ارسطو بالهوية وعدم اجتماع النقيضين والثالث المرفوع .
مثال مقالة ملا صدرا :
نقول اليوم ، الغرب اهل العلم والحركة ، والشرق متخلف ، هذا ونحن نعرف أن الشرق (العرب) اغلبهم من يعتنق الاسلام دينا موحدا ، والغرب فيهم من يعتنق غير الاسلام أو لا يعتقد اصلا !
عموما : لا علاقة بين رقي الفكرة والمعتقد الايماني والايديلوجية ومنهجيته العلمية والقدرة العقلية ، فرب عابد لبقرة نتاجه العلمي ونشاطه مثمرا زاهيا ، خلاف موحد ناسك !
والحقائق التاريخية كلها ، تدرك الإرث العظيم الذي خلفه هؤلاء العباقرة ، والذي مهد للعلمية والنشاط الحركي العقلي .
تعليق