النسئ مصدر كالنذير والنكير معناه التأخير ، والمراد منه هنا تأخير الاشهر الحرم وغيرها من الاشهر القمرية عما رتبها الله سبحانه عليه ، فان العرب علموا انهم لو
رتبوا حسابهم على السنة القمرية فانه يقع حجهم تارة في الصيف ، وتارة في الشتاء ، وكان يشق عليهم الاسفار ، ولم ينتفعوا بها في المرابحات والتجارات ، لان سائر الناس من سائر
البلاد ما كانوا يحضرون الا في الاوقات اللائقة الموافقة فعلموا ان بناء الامر على رعاية السنة القمرية يخل بمصالح الدنيا ، فتركوا ذلك واعتبروا السنة الشمسية ، ولما كانت السنة الشمسية زائدة عن السنة القمرية بمقدار معين احتاجوا إلى الكبيسة ، وحصل لهم بسبب تلك الكبيسة امران .
احدهما : انهم كانوا يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر شهرا بسبب اجتماع تلك الزيادات .
والثاني : انه كان ينتقل الحج من بعض الشهور القمرية إلى غيره ، فكان الحج يقع في بعض السنين في ذي الحجة ، وبعده في المحرم ، وبعده في صفر ، وهكذا في الدور ، حتى ينتهي
بعد مدة مخصوصة مرة اخرى إلى ذي الحجة ، فحصل بسبب الكبيسة هذان الامران الزيادة في عدة الشهور ، وتأخير الحرمة الحاصلة لشهر إلى شهر آخر . هذا كله مما أفاده فخر
الدين الرازي قال : والحاصل ان بناء العبادات على السنة القمرية يخل بمصالح الدنيا ، وبناءها على السنة الشمسية يفيد رعاية مصالح الدنيا ، والله تعالى امرهم من وقت ابراهيم
واسماعيل ببناء الامر على رعاية السنة القمرية ، فهم تركوا امر الله في رعاية السنة القمرية ، واعتبروا السنة الشمسية رعاية لمصالح الدنيا ، وأوقعوا الحج في شهر آخر سوى الاشهر الحرم، فلهذا السبب عاب الله عليهم وجعله سببا لزيادة كفرهم وانما كان ذلك سببا لزيادة الكفر ، لان الله تعالى
امرهم بايقاع الحج في الاشهر الحرم ، ثم انهم بسبب هذه الكبيسة اوقعوه في غير هذه الاشهر، وذكروا لاتباعهم ان هذا الذي عملناه هو الواجب ، وان ايقاعه في الشهور القمرية غير واجب
فكان هذا انكارا منهم لحكم الله مع العلم به ، وتمردا عن طاعته وذلك يوجب الكفر باجماع المسلمين ، فثبت ان عمله في ذلك النسئ يوجب زيادة في الكفر ( قال الرازي ) : واما الحساب الذي به يعرف مقادير الزيادات الحاصله بسبب تلك الكبائس فمذكور في الزيجات
( قال ) : واما المفسرون فانهم ذكروا في سبب هذا التأخير وجها آخر فقالوا ان العرب كانت تحرم الشهور الاربعة ، وكان ذلك شريعة ثابتة من زمن ابراهيم واسماعيل عليهما
السلام ، وكانت العرب اصحاب حروب وغارات فشق عليهم ان يمكثوا ثلاثة اشهر متوالية لا يغزون فيها ، وقالوا : ان توالت ثلاثة اشهر حرم لا نصيب فيها شيئا لنهلكن ، وكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر فيحرمونه ويستحلون المحرم
( قال ) : قال الواحدي واكثر العلماء على ان هذا التأخير ما كان يختص بشهر واحد ، بل كان ذلك حاصلا في كل الشهور ( قال الرازي ) هذا هو الصحيح على ما قررناه
( قال ) : واتفقوا انه عليه الصلاة والسلام لما أراد ان يحج حجة الوداع عاد الحج إلى شهر ذي الحجة في نفس الامر ، فقال عليه السلام . الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا . اراد ان الاشهر الحرم رجعت إلى مواضعها ، هذا كلام الرازي نقلناه على طوله لما فيه من الفوائد ، ولا منافاة بينه وبين ما قاله غيره من المفسرين كما لا يخفى .

احدهما : انهم كانوا يجعلون بعض السنين ثلاثة عشر شهرا بسبب اجتماع تلك الزيادات .
والثاني : انه كان ينتقل الحج من بعض الشهور القمرية إلى غيره ، فكان الحج يقع في بعض السنين في ذي الحجة ، وبعده في المحرم ، وبعده في صفر ، وهكذا في الدور ، حتى ينتهي
بعد مدة مخصوصة مرة اخرى إلى ذي الحجة ، فحصل بسبب الكبيسة هذان الامران الزيادة في عدة الشهور ، وتأخير الحرمة الحاصلة لشهر إلى شهر آخر . هذا كله مما أفاده فخر
الدين الرازي قال : والحاصل ان بناء العبادات على السنة القمرية يخل بمصالح الدنيا ، وبناءها على السنة الشمسية يفيد رعاية مصالح الدنيا ، والله تعالى امرهم من وقت ابراهيم
واسماعيل ببناء الامر على رعاية السنة القمرية ، فهم تركوا امر الله في رعاية السنة القمرية ، واعتبروا السنة الشمسية رعاية لمصالح الدنيا ، وأوقعوا الحج في شهر آخر سوى الاشهر الحرم، فلهذا السبب عاب الله عليهم وجعله سببا لزيادة كفرهم وانما كان ذلك سببا لزيادة الكفر ، لان الله تعالى
امرهم بايقاع الحج في الاشهر الحرم ، ثم انهم بسبب هذه الكبيسة اوقعوه في غير هذه الاشهر، وذكروا لاتباعهم ان هذا الذي عملناه هو الواجب ، وان ايقاعه في الشهور القمرية غير واجب
فكان هذا انكارا منهم لحكم الله مع العلم به ، وتمردا عن طاعته وذلك يوجب الكفر باجماع المسلمين ، فثبت ان عمله في ذلك النسئ يوجب زيادة في الكفر ( قال الرازي ) : واما الحساب الذي به يعرف مقادير الزيادات الحاصله بسبب تلك الكبائس فمذكور في الزيجات
( قال ) : واما المفسرون فانهم ذكروا في سبب هذا التأخير وجها آخر فقالوا ان العرب كانت تحرم الشهور الاربعة ، وكان ذلك شريعة ثابتة من زمن ابراهيم واسماعيل عليهما
السلام ، وكانت العرب اصحاب حروب وغارات فشق عليهم ان يمكثوا ثلاثة اشهر متوالية لا يغزون فيها ، وقالوا : ان توالت ثلاثة اشهر حرم لا نصيب فيها شيئا لنهلكن ، وكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر فيحرمونه ويستحلون المحرم
( قال ) : قال الواحدي واكثر العلماء على ان هذا التأخير ما كان يختص بشهر واحد ، بل كان ذلك حاصلا في كل الشهور ( قال الرازي ) هذا هو الصحيح على ما قررناه
( قال ) : واتفقوا انه عليه الصلاة والسلام لما أراد ان يحج حجة الوداع عاد الحج إلى شهر ذي الحجة في نفس الامر ، فقال عليه السلام . الا ان الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله
السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا . اراد ان الاشهر الحرم رجعت إلى مواضعها ، هذا كلام الرازي نقلناه على طوله لما فيه من الفوائد ، ولا منافاة بينه وبين ما قاله غيره من المفسرين كما لا يخفى .

تعليق