إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السلفية الشيعية (مدمج)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    ما هي الفرقة البترية؟ وما هي علاماتهم؟

    البترية: في اللغة جمع بتر اي قطع وفي الاصطلاح الذين بتروا الحق ودمجوا بين الحق و الباطل وهم جماعة من مدّعي التشيع خلطوا ولاية علي (صلوات الله عليه) بولاية أبي بكر وعمر( لعنهما الله ) . فقد روى الكشّي عن سُدير قال: ”دخلت على أبي جعفر (الباقر) عليه السلام معي سلمة بن كهيل وجماعة، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي، فقالوا لأبي جعفر عليه السلام: نتولّى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: نعم. قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من أعدائهم؟ قال: فالتفت إليهم زيد بن علي فقال لهم: أتتبرؤون من فاطمة؟! بترتم أمرنا بتركم الله! فيومئد سُمُّوا البترية“. (رجال الكشي ص236).

    - يوجد للبترية علامات فإذا وجدت هذه العلامات قلنا انهم بترية:

    1. الخلط بين ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام؛ وولاية أبي بكر وعمر ( لعنهم الله ) ففي الرواية حين جاء أحدهم الى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال له :" إني اتولاك واتوالى ابا بكر وعمر " ! فإجابه ( عليه السلام ) :" انت اليوم اعور ! فانظر تعمى او تبصر " ! المصدر : الصراط المستقيم للبياضي العاملي ج 3 ص 74. وفي رواية اخرى قيل للصادق (عليه السلام) : إنّ فلاناً يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم ، فقال : هيهات ! كذب مَن ادّعى محبتنا ، ولم يتبرأ من عدونا !! السرائر 3/640.

    2. إنتحال التشيع ففي حديث إمامنا الرضا (صلوات الله عليه) الذي أخرجه الصدوق عن الحسن بن علي الخزاز قال: "سمعت الرضا عليه السلام يقول: إن ممن ينتحل مودتنا أهل البيت مَن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال! فقلت: بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا! إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه الأمر، فلم يُعرف مؤمن من منافق"! (وسائل الشيعة ج16 ص179 عن صفات الشيعة للصدوق).

    3. الإقتصار فقط بالولاية وترك البراءة فقد أخرج شيخ الطائفة الطوسي عن إسماعيل الجعفي قال: ”قلت لأبي جعفر عليه السلام: رجلٌ يحب أمير المؤمنين عليه السلام ولا يتبرّأ من عدوه، ويقول: هو أحبُّ إليَّ ممن خالفه. قال عليه السلام: هذا مخلِّط وهو عدوٌّ فلا تصل وراءه ولا كرامة! إلا أن تتقيه“ (التهذيب ج3 ص38). فوصف الإمام (عليه السلام) مَن لا يتبرّأ من العدو بالعدو قائلاً: "هذا مخلط وهو عدو".

    4. خذلان الامام صاحب الامر ( عجل الله تعالى فرجه ) وانهم سوف يتحججون بالتقية! قال الامام الصادق عليه السلام: ”إنما جُعِلَت التقية ليُحقَن بها الدم، فإذا بلغت التقيةُ الدمَ فلا تقية! وأيَّمُ الله لو دُعيتم لتنصرونا لقلتم: لا نفعل! إنما نتَّقي! ولكانت التقية أحبَّ إليكم من آبائكم وأمهاتكم! ولو قد قام القائم ما احتاج إلى مساءلتكم عن ذلك ولأقام في كثيرٍ منكم من أهل النفاق حدّ الله“! (التهذيب ج6 ص172 عن أبي حمزة الثمالي رضوان الله عليه).

    5. الصوفية فعن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: قال رجل من أصحابنا للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: قد ظهر في هذا الزمان قومٌ يُقال لهم: الصوفية، فما تقول فيهم؟ قال: إنهم أعداؤنا! فمن مال إليهم فهو منهم ويُحشر معهم! وسيكون أقوام يدّعون حبنا ويميلون إليهم ويتشبّهون بهم ويلقّبون أنفسهم بلقبهم ويأوّلون أقوالهم! ألا فمن مال إليهم فليس منا وأنا منه براء! ومن أنكرهم وردّ عليهم كان كمن جاهد الكافر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله“. (مستدرك الوسائل ج12 ص322 عن حديقة الشيعة للمولى الأردبيلي).

    6. لايلعنون اعداء الله فقد قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: ”من تأثّم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله“. (رجال الكشي ص328).

    وأعلم أخي المؤمن!! إن هذه الفئة كانت موجودة في زمن الامام الصادق عليه السلام الا انهم قضوا عليهم فلا وجود لهم.. وهاهم اليوم يخرجون من جديد ولا أريد ان أعدد الشخصيات التي هي موجودة الان؛ ولكن انتم لكم الحكم فاحذر؛ ولاتقع في الفخ؛ فإن الدنيا ملعونة الا ماكان لله كما قال النبي صلى الله عليه وآله.

    تعليق


    • #17
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      لماذا منهج اللعن والبراءة من أعداء محمد وآل محمد عليهم السلام ؟

      ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)).
      المجادلة: 22.

      1. حديث صحيح رواه الكليني (قدس الله نفسه) بسنده عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكّرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين». (الكافي ج8 ، ص246).

      2. عن الكميت بن زيد الأسدي: «يا سيدي (الإمام الباقر عليه السلام) أسألك عن مسألة، وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة، ثم قال: سل؛ فقال: أسألك عن الرجلين؟ فقال: يا كميت ابن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة، حتى يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما». (بحار الأنوار ج 47 ، ص 323).

      3. كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) يلعنون أعداء الله في الصلوات وفي أدبار الصلوات كما كان يفعل الإمام الصادق عليه السلام، فقد أخرج الكليني عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: «سمعنا أبا عبد الله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء، أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية، وعائشة وحفصة وهند وأم الحكم أخت معاوية». (الكافي ج3 ، ص342).

      4. كان طلحة والزبير وعائشة من كبار رموز أهل الخلاف، ومع ذلك حين جاء قوم منهم من أهل البصرة إلى الصادق (عليه السلام) وسألوه: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال عليه السلام: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال عليه السلام: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها! عظيم إثمها! ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها! قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»! (دلائل الإمامة للطبري ، ص261).

      5. روى الشيخ الجليل أبي الصلاح الحلبي (رضي الله عنه) بسنده: عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السّلام قال: كنت مع علي بن الحسين عليه السّلام في بعض خلواته؛ فقلت إنّ لي عليك حقّا، ألا تخبرني عن الرجلين، عن أبي بكر وعمر؟ فقال: كافران، كافر من أحبّهما!! (تقريب المعارف للحلبي ، ص244).

      6. قيل للصادق (ع) : إنّ فلاناً يواليكم إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم ، فقال : هيهات !! كذب مَن ادّعى محبتنا ، ولم يتبرأ من عدونا !! (السرائر 3 ، 640).

      7. وعن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من واصل لنا قاطعاً، أو قطع لنا واصلاً، أو مدح لنا عائباً، أو أكرم لنا مخالفاً، فليس منا ولسنا منه. (صفات الشيعة: 7 ، 10).

      8. وروي في صفات الشيعة عن الإمام الرضا عليه السلام انّه قال: انّ ممن يتّخذ مودّتنا أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجّال، فقلت له: يا ابن رسول الله بماذا؟ قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، انّه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر فلم يُعرف مؤمن من منافق. (صفات الشيعة: 50 ، الحديث الرابع عشر).

      9. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة». (الكافي الشريف ج2 ، ص375).

      10. جاء رجل خياط بقميصين الى الإمام الصادق (عليه السلام ) قال: عندما كنت أخيط أحد القميصين، كنت أصلي على محمد و آل محمد و عندما أخيط القميص الآخر كنت ألعن أعداء محمد و آل محمد (ع)، فأي القميصين تختاره؟ فاختار الامام الصادق عليه السلام القميص الذي كان الخياط عند خياطته يلعن أعدائهم (ع) فقال: اني أحب هذا القميص أكثر . (إمارة الولاية 51 وفور الأثر 91 ، شفاء الصدور 2-48).

      11. قال الإمام الباقر «عليه السلام» في ذيل الآية الكريمة {ما جعل الله لرجلٍ من قلبين في جوفه} عن علي بن أبي طالب «عليه السلام» قال: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان أن الله لم يجعل لرجلٍ من قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يُخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منّا ولسنا منه والله عدوهم وجبريل ميكائيل والله عدوٌ للكافرين. (بحار الأنوار ، ج31 ، ص5).

      12. روى الشيخ الصدوق بسنده عن الأعمش عن أبي عبد الله الصادق قال:
      «وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة فدك، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا بإحراق بيتها، وأسسوا الظلم، وغيروا سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين واجبة، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت واجبة». (الخصال ص607).

      13. قال رجلٌ للإمام الصادق «عليه السلام»: يا ابن رسول الله أني عاجزٌ ببدني عن نصرتكم ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم واللعن عليهم فكيف حالي؟ فقال الإمام الصادق «عليه السلام»: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله «صلوات الله عليهم» أنه قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت فلعن في خلواته أعداءنا بلّغ الله تعالى صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنـًا ساعدوه ولعنوا من يلعنه ثم ثنوا، فقالوا: اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من قبل الله «عز وجل»: قد أجبت دعاءكم، وسمعت نداءكم، وصليت على روحه في الأرواح، وجعلته عندي من المصطفين الأخيار.
      (بحار الأنوار ، ج30 ، ص5).

      14. قال رسول الله (ص) لبعض أصحابه ذات يوم :
      يا عبد الله ! أحبّ في الله، وأبغضْ في الله، ووال في الله، وعادِ في الله، فإنه لا تُنال ولاية الله إلا بذلك.. ولا يجد رجلٌ طعم الإيمان - وإن كثُرت صلاته وصيامه - حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا ، عليها يتوادّون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً .
      فقال له: وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عزّ وجل؟ ومَن وليّ الله عزّ وجلّ حتى أواليه؟ ومَن عدوّه حتى أُعاديه؟ فأشار له رسول الله (ص) إلى عليّ (ع).. فقال: أترى هذا ؟ فقال: بلى ، قال : وليّ هذا ولي الله فواله، وعدوّ هذا عدوّ الله فعاده، قال: والِ وليّ هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعادِ عدوّ هذا ولو أنه أبوك أو ولدك.
      (تفسير الإمام العسكري ص18، معاني الأخبار ص113، العيون ص161).

      ونسألكم الدعاء.

      تعليق


      • #18
        المشاركة الأصلية بواسطة ابو اسعد
        لازال المغالي يسرح في الميدان
        يلوك الكذب ويفتي بالبهتان
        واها وقت الضراب تهرب الركبان
        وينعم صوتهم فيصير كصوت النسوان
        ابطال جدال واحاديث
        فرسان كلمات وتكفير
        لكن بلا هدف او واضح طريق
        لا يعاهدون ولا يبالون
        ولاكنهم غارقون في ظلام نائمون
        اذا قلت لهم انزلوا للشارع
        ظلوا يحلمون بحق يسترد بما يتوهمون
        من غير عفو او نزال من غير صلح او قتال
        من غير احد ولا الخندق فقط
        يحملون الاسفار من غير عمل او تذكار
        الحسن لديهم مذل والحسين رمى نفسه في الهلاكات
        يلعنون زوج الرسول وهم اليوم ببعر ريح مصداقها يتبركون
        يحسبون ان ورقة الامتحان فيها نفس اسئلة ذلك الزمان
        الا يعلمون ان المهدي استاذ البلاء وترجمان النون
        لكل زمان مصداقه ولكن مع من انتم تتكلمون
        عند من الامام الحسن الطاهر مذل (والعياذ بالله)
        وعند من الامام الحسين الطاهر رمى نفسه بالهلكات (والعياذ بالله)

        هل هناك تناقض في الشطر الثاني ام انه ابهام للقارئ لمآرب في نفسك !!
        على العموم اللهم اجعل لعنتك ولعنة سكان ارضك وسماواتك على تلك الفروج التي ركبت السروج
        اللهم اللعن عائشة والمدافعين عنها بعلمهم انها طاغية باغية مرتدة

        تعليق


        • #19
          يقال لا تتبع الاحمق فهو يريد أن ينفعك فيضرك
          ***
          كنت لا اريد ان يكون في موضوعي النسخ واللصق
          لكن الآن هذا العضو يقدّم نموذج راقي للسلفية الشيعية
          اقرأ المقالات وتابعها
          ثم لاحظ الردود والمواضيع والمشاركات
          وللقاري الحكم الاخير حولهم
          موفقين

          تعليق


          • #20
            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            يدّعون التشيّع.. وهم أشد لعنة من الدجال!

            من جملة المعضلات الكبرى في عالم التشيّع اليوم؛ معضلة تمييز الموقف الديني الصحيح من خلافه، وهي معضلة نتجت بالأساس من أزمة اختلال المفاهيم والمرتكزات الإسلامية الشيعية في الذهنية العامة، ولئن كان صحيحا أن "معضلة تمييز الموقف الديني السليم من القضايا المطروحة" تعود أيضا إلى تدني درجة الوعي بين الناس؛ فإن ما هو أكثر صحة أن هذه المعضلة خلقتها عناصر محسوبة على التشيّع، ولكنها ليست عناصر هامشية في الوسط الشيعي، بل هي عناصر تتبوأ مراكز قيادية عليا في الهرمية الشيعية، ولأنها كذلك؛ أي لأنها طرحت نفسها في مستوى القيادة، فإن كثيرا من قومنا سلّموا أنفسهم طواعية لهذه "القيادات" باعتبار أنهم مأمورون باتباع الرمز الديني كتكليف شرعي.

            وحتى يكون مرمانا أكثر وضوحا، نضرب مثالا فنقول أنه قد عُرِف عن الخدّام دعوتهم إلى عدم مداهنة المخالفين لأهل البيت عليهم السلام، أو حتى ملاينتهم في ما يندرج تحت عنوان الثوابت العقائدية، وقد حذّرنا مرارا وتكرارا من أن الوقوع في هذا الخطأ الكبير والذنب الجسيم سيؤدي إلى انمحاق تدريجي لهذه الثوابت، وعندها لن يبقى من التشيّع سوى الهيكل الفارغ الذي لا محتوى له. وفي السياق نفسه؛ أكّدنا غير مرة أن هذه ليست دعوة لمقاطعة أهل الخلاف، فنحن نؤمن بمحاورتهم بل والتعاون معهم في مجالات شتى تعود بالنفع على الأمة أجمع، ولكن هذا لا يعني مثلا أن نتوقف عن طرح مظلومية الزهراء (صلوات الله عليها) أو التصريح بما ارتكبه القتلة المجرمون ضد أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام، لأن مجرد هذا التوقف سيوجب هدما لركن أركان دين الله عز وجل، ولا يكفي عذرا القول بأن ذلك كان من ضرورات الوحدة ومسايرة القوم، فإن هذا ليس عذرا شرعيا يمكن به أن ننال عفو أئمتنا (عليهم السلام) يوم الحساب، وهم الذين ينظرون كيف سنؤدي ما علينا من واجب الانتقام لهم ممن ظلمهم وسفك دماءهم وأزهق أرواحهم.

            هذا ما دعونا له ومازلنا، ولكن وعلى النقيض منه، راجت في الأجواء دعوات أُخَر، زعمت أن التخلي عن هذا الطرح أولى وأجدى، وأن المهم هو الحفاظ على ما ظنّوه تماسك الأمة. ولسنا في وارد تبيان تفاهة هذا الظن وتوهين هذا الزعم، فإن ذلك كان مما أشبعناه نقضا وإبراما في استهلالات سابقة، ولكن المهم الآن أن نضع أنفسنا موضع الفرد الشيعي العادي البسيط. إنه يتلقّى هذه التوجيهات المتباينة منا ومن غيرنا من سائر الاتجاهات الشيعية المطروحة على الساحة اليوم، وكلٌ منها بطبيعة الحال يستند إلى شرعية ورمزية قيادية دينية، فإلى أي جانب يقف الفرد الشيعي، أإلى جانب الخدّام أم إلى جانب غيرهم؟! وهل يعمل بالوظيفة الشرعية التي وجّهها إليه الخدام، فيتخذ من نفسه جنديا للدفاع عن مظلومية أهل البيت (عليهم السلام) أم يعمل بوظيفة أخرى يزيّنها له الآخرون فيصمت عن كشف هذه المظلومية ويمتنع عن طرحها لئلا يستفز الآخرين كما يدّعون؟!

            إن هذا هو ما سبّب التردد وغياب الثقة التي تعيشها الأوساط الشيعية حاليا تجاه الاتجاهات والتيارات الإسلامية الشيعية. وقد تضخّم هذا التردد والغياب إلى حدٍّ انعكس على أصل موجة التديّن في المجتمعات مع الأسف.

            وبعد هذا العرض التحليلي؛ لعلنا هنا سنضطر إلى وضع النقاط على الحروف حتى وإن تسببت في انزعاج بعض من لا يهمنا انزعاجهم! وإن الصراحة تقضي بأن نعلن للكافة، أن تلك "القيادات" التي نصّبت نفسها بنفسها في أعلى مستويات الهرمية الشيعية، لهي أشد لعنة على الشيعة من الدجّال! وليس هذا الإعلان الخطير مخترعا من قبلنا، بل إنه حكم وقضاء قضى به المعصومون عليهم الصلاة والسلام، وهم الذين لا رادّ لحكمهم، لأن الردّ عليهم كفر بالله تعالى.

            هذا مولانا السلطان أبو الحسن الرضا (عليه الصلاة والسلام) يقول: "إن ممن يتخذ مودتنا أهل البيت لمن هو أشد لعنة على شيعتنا من الدجال"! فقيل له: يابن رسول الله.. بماذا؟ فأجاب عليه السلام: "بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، إنه إذا كان كذلك اختلط الحق بالباطل، واشتبه الأمر، فلم يُعرَف مؤمن من منافق"!

            بلى.. إنهم يدّعون التشيّع، وينتحلون مودة الآل عليهم السلام، ولكنهم يحرّفون مسار الشيعة وتكون فتنتهم لهم أكبر من فتنة الدجال، فهم يتوددون إلى أعداء أهل البيت (عليهم السلام) وفي المقابل يحاربون أولياءهم! ويجعلون على ذلك النظريات والرؤى حتى ينخدع بهم السذج والبسطاء.

            ولربّ سائل يسأل: "كيف"؟ وجوابه: انظر إلى أوضاعنا نحن الشيعة اليوم، ألست ترى أن بعض هؤلاء "القيادات" ممن تسربلوا بالزي الديني قد فتحوا أبوابهم لزعماء المخالفين وأعداء أهل البيت (عليهم السلام) واستقبلوهم بالأحضان، فسخّروا لهم إعلامهم لكي ينفثوا عبره أباطيلهم بينما هم يقاطعون من يفترض أن يكونوا أخوة لهم في العقيدة والولاء؟! افتح تلفازك الآن على تلك الموجة الفضائية الجفائية وشاهد كيف أتاحوا الأوقات الثمينة لمشايخ التسنن الناصبي ليُلقوا فيها "مواعظهم" التي لا تخلو من "ترحّم" على قتلة الزهراء (صلوات الله عليها) من أمثال أبي بكر وعمر! بينما لا تجد في هذه الموجة ظهورا لعلماء التشيّع الولائيين المخلصين، إلا من يسبّح بحمد الحزب ويمجّده! وعندما يهاجمنا الوهابيون النواصب في وسائل إعلامهم وفي الفضائيات لا تتحرك غيرة القائمين على تلك الموجة لتخصيص وقت يدافع فيه علماؤنا عن أئمتنا!

            ثم تجوّل بنفسك في لبنان فترة الانتخابات النيابية، لترى تلك التحالفات اللعينة بين من يدّعون التشيّع وبين مخالفيهم، لإسقاط خصوم سياسيين من بني التشيّع!

            ثم اذهب إلى إيران في وقت ما يُسمى بأسبوع الوحدة الإسلامية، لترى بنفسك كيف أنهم سمحوا للوهابيين الأنجاس بتدنيس حرم المعصومة الطاهرة (صلوات الله عليها) وكيف أنهم يمشون في الشوارع والأزقة هاتفين بـ "عدالة عمر" في المسيرات "الوحدوية" التي ينظمها النظام! بينما لا يتورّع هذا النظام عن سجن علماء آل محمد (عليهم السلام) في قعر السجون وظلم المطامير!

            وإن شئت أن تعجب فاعجب من هذه القيادات المتصنّعة للتشيّع وهي تشارك بنفسها في الصلاة الباطلة شرعا خلف أئمة الوهابية والمخالفين في مساجدهم بدعوى أن ذلك من ضرورات الوحدة الإسلامية بينما هم لا يسمحون لأنفسهم بالصلاة في أي مسجد من مساجد شيعة أهل البيت لا يكون هوى أصحابه على هواهم ولا يكون تقليد إمام المصلين فيه على تقليدهم!!

            أليس كل هذا من مصاديق موالاة الأعداء ومعاداة الأولياء؟ هذا وما تركناه من الأمثلة والشواهد كثير مما يصعب إحصاؤه وتعداده. ويكفي أن يسأل كل واحد منا نفسه: كم رجلا من الشيعة باع دينه وباع إخوانه من المؤمنين للسلطات الجائرة والمخابرات في بلدان عديدة، وهو مع ذلك تجده واضعا عمامة على رأسه!!

            ليعرف المؤمنون الشيعة - حرسهم الله تعالى - أن هؤلاء هم الذين يدعون إلى موقف الرضوخ والاستسلام للمخالفين، وهم بحكم إمامنا الرضا (عليه السلام) أشدّ لعنة من الدجّال. وينبغي على المؤمنين أن يسقطوا دعواتهم الاستسلامية عن الاعتبار، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

            لنحذر جميعا من هؤلاء.. ولنكن ممن جعل نفسه فداء لإمام الزمان عليه السلام.

            تعليق


            • #21
              الحكم للقارىء وليس للمدافعين عن أم المتسكعين عائشة؛؛ والذين يريدون تمييع التشيع من أجل مصالحهم (السياسية)!!

              تعليق


              • #22
                المشاركة الأصلية بواسطة خادم الحسين الطاهر
                عند من الامام الحسن الطاهر مذل (والعياذ بالله)
                وعند من الامام الحسين الطاهر رمى نفسه بالهلكات (والعياذ بالله)
                هل هناك تناقض في الشطر الثاني ام انه ابهام للقارئ لمآرب في نفسك !!
                على العموم اللهم اجعل لعنتك ولعنة سكان ارضك وسماواتك على تلك الفروج التي ركبت السروج
                اللهم اللعن عائشة والمدافعين عنها بعلمهم انها طاغية باغية مرتدة
                لازال المغالي يسرح في الميدان
                يلوك الكذب ويفتي بالبهتان
                واها وقت الضراب تهرب الركبان
                وينعم صوتهم فيصير كصوت النسوان
                ابطال جدال واحاديث
                فرسان كلمات وتكفير
                لكن بلا هدف او واضح طريق
                لا يعاهدون ولا يبالون
                ولاكنهم غارقون في ظلام نائمون
                اذا قلت لهم انزلوا للشارع
                ظلوا يحلمون بحق يسترد بما يتوهمون
                من غير عفو او نزال من غير صلح او قتال
                من غير احد ولا الخندق فقط
                يحملون الاسفار من غير عمل او تذكار
                الحسن لديهم مذل والحسين رمى نفسه في الهلاكات
                يلعنون زوج الرسول وهم اليوم ببعر ريح مصداقها يتبركون
                يحسبون ان ورقة الامتحان فيها نفس اسئلة ذلك الزمان
                الا يعلمون ان المهدي استاذ البلاء وترجمان النون
                لكل زمان مصداقه ولكن مع من انتم تتكلمون

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابو اسعد
                  لازال المغالي يسرح في الميدان
                  يلوك الكذب ويفتي بالبهتان
                  واها وقت الضراب تهرب الركبان
                  وينعم صوتهم فيصير كصوت النسوان
                  ابطال جدال واحاديث
                  فرسان كلمات وتكفير
                  لكن بلا هدف او واضح طريق
                  لا يعاهدون ولا يبالون
                  ولاكنهم غارقون في ظلام نائمون
                  اذا قلت لهم انزلوا للشارع
                  ظلوا يحلمون بحق يسترد بما يتوهمون
                  من غير عفو او نزال من غير صلح او قتال
                  من غير احد ولا الخندق فقط
                  يحملون الاسفار من غير عمل او تذكار
                  الحسن لديهم مذل والحسين رمى نفسه في الهلاكات
                  يلعنون زوج الرسول وهم اليوم ببعر ريح مصداقها يتبركون
                  يحسبون ان ورقة الامتحان فيها نفس اسئلة ذلك الزمان
                  الا يعلمون ان المهدي استاذ البلاء وترجمان النون
                  لكل زمان مصداقه ولكن مع من انتم تتكلمون

                  عند من الامام الحسن الطاهر مذل (والعياذ بالله)
                  وعند من الامام الحسين الطاهر رمى نفسه بالهلكات (والعياذ بالله)

                  هل هناك تناقض في الشطر الثاني ام انه ابهام للقارئ لمآرب في نفسك !!
                  على العموم اللهم اجعل لعنتك ولعنة سكان ارضك وسماواتك على تلك الفروج التي ركبت السروج
                  اللهم اللعن عائشة والمدافعين عنها بعلمهم انها طاغية باغية مرتدة

                  تعليق


                  • #24
                    تدافع المهرجون والمندسون من أجل التشويش
                    المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الاكرف
                    السلفيه الشيعية أفضل بمليار مرة؛؛ من الشاذين والمائعين والذين يريدون أن ينتجون شيعة مائعين بنكهة الفراولة والفانيلا !!!
                    صدق من قال:
                    إن التيار النصّي في الوسط الشيعي المعاصر (وبعضهم يسمّيه تيّار السلفيين الجدد) تيار جديد في صورته المعاصرة، لهذا يأخذ وقته في التبلور، وعندما يتبلور ينفصل تماماً، إن ظواهر الإقصاء المتبادل تعزز هذا الانقسام وتقوّيه

                    تعليق


                    • #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الاكرف
                      الحكم للقارىء وليس للمدافعين عن أم المتسكعين عائشة؛؛ والذين يريدون تمييع التشيع من أجل مصالحهم (السياسية)!!
                      ايها السلفي المتشيع
                      لست انت اهلا للحوار فنحاورك
                      لقد جلبتم العار لشيعة اهل البيت عليهم السلام
                      مصيركم كمصير آل وهب

                      تعليق


                      • #26
                        في خضم الجدل البيزنطي مع السلفيين
                        نسيت أن أضع لكم رابط مصدر الموضوع

                        حوار حول السلفية الشيعية (اضغط هنا)

                        تعليق


                        • #27
                          السلفية الشيعية.. الوهابية معكوسة

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله رب العالمين
                          والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
                          واللعنة الدائمة على أعدائهم الى قيام يوم الدين

                          هذا هو المقال الثالث
                          ضمن نقل مقالات منشورة حول "السلفية الشيعية" (اضغط هنا)
                          وهي محاولة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الفكرية
                          والتي من خلالها يمكن تكوين تصور حولها
                          ليسهل علينا الوقوف موقفا سليما تجاهها
                          والاجتناب عن كل ما يغذّيها وينمّيها
                          وعلى الله قصد السبيل

                          مع ملاحظة أن كاتب الموضوع المنقول يتحمل مسؤولية افكاره
                          والتي سوف نتطرق لبعض ما جاء فيها ببعض النقد

                          تعليق


                          • #28
                            نشر الموضوع في جريدة الوقت البحرينية
                            العدد 423 بتاريخ 19 / 4 / 2007 للكاتب حسن المصطفى (انقر هنا)


                            السلفية الشيعية.. الوهابية معكوسة

                            لست سنوات خلت، حل المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله، ضيفا على شاشة فضائية ‘’المستقبل’’، ضمن حلقة خاصة من برنامج ‘’خليك بالبيت’’، الذي كان يقدمه الزميل زاهي وهبي.
                            في تلك الحلقة، كانت لي مداخلة عبر الهاتف، أسميت فيها معارضي فضل الله، ممن يصدرون في حقه فتاوى التضليل والتفسيق، بـ’’السلفية الشيعية’’، متحدثا عن وجود شيعة ‘’وهابيين’’، لا يختلفون في وثوقيتهم، وتحجر معتقدهم، عن مماثليهم من وهابية السنة.

                            يومها، كانت الحملة على أشدها ضد فضل الله وأفكاره، وكان الراحل آية الله ميرزا جواد التبريزي، يحمل لواء الممانعة العقدية، ضد ما يطرحه فضل الله من أفكار، ويثيره من تساؤلات، ويشكك فيه من وقائع تاريخية، رأى فيها التبريزي، ومعه نفر من علماء الحوزة الدينية في مدينة ‘’قم’’ المقدسة، هرطقة، وطروحات من شأنها أن تزعزع البناء الشيعي، وتضعف تماسكه.

                            الحملة التي بدت عقدية في ظاهرها، يحركها صراع سياسي ومرجعي خفي حول التفرد بالمقلدين والمؤمنين. صراع أداره خصوم المرجع البيروتي، ممن وجدوا في زعامته إحياء لفكر سياسي يعود بجذوره لمدرسة حزب ‘’الدعوة الإسلامي’’ العراقي، وفي ذات الوقت، منافسا يشاركهم فيما يقتسمون مصالح مادية ودنيوية، هم أولى بها من غيرهم.

                            المعركة تواصلت بضراوة، وأخذت النواة الصلبة للفكر السلفي الشيعي تزداد قوة، مستمدة من صراعها مع ‘’الضال المضل’’ وقودا لديمومتها، ومن حماسات المنافحين عن ‘’آل البيت’’ شعارات عملت على صياغة عقلية ماضوية، تشتغل بأحداث تاريخية في قراءة تشحذ أحداث الماضي، محولة إياها نصالا ترمي بها معارضيها.

                            الإنشداد إلى كتب التاريخ والتراث لم يكن ممارسة ابتدعها هؤلاء النفر من المتشددين، وإنما جاءت في كثير منها محاكاة لممارسات السلفية السنية، والخطابات الوهابية المتشددة لمشايخ الجزيرة العربية، وخصوصا علماء المدرسة النجدية، تلاميذ فكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ممن وجدوا في التاريخ مادة دسمة لهجاء الشيعة وتكفيرهم.

                            الرجوع إلى السلف الصالح، والاحتجاج بمقولات دينية، ووقائع اجتماعية لتفنيد المعتقد الشيعي، أثار ردة فعل معاكسة، بحيث انشغل عدد من علماء الشيعة بالعودة لذات الكتب، لإثبات صوابية معتقدهم، في محاججة علمية الطابع، حملت الكثير من الظلال الاجتماعية والسياسية والفكرية، انعكست سلبا على علاقة المذهبين الإسلاميين، وحكمت عقلية الأتباع بأحكام وأفكار مسبقة عن كل طرف، مشيدة جدارا سميكا من التشاحن والنفرة.

                            العقل الشيعي طوال تاريخه السابق، كان عقلا منفتحا، ناقدا، أقرب للفكرين المعتزلي والفلسفي، وأسس لعلم كلام إسلامي متين يستند إلى العقل، ويتخذ منه ركيزة أساس في استدلالاته. وهو في ممارسته هذه سبق الفكر السني، الذي أغلق باب الاجتهاد، وانكفأ على أربع مذاهب: الحنفية، الحنبلية، المالكية، الشافعية.

                            الشيعة وفيما يحدثون به عن الإمام جعفر الصادق، كان مكمن فخرهم واعتزازهم، انفتاح الصادق، وسعة صدره، ومقدرته على النقاش مع الملاحدة والزنادقة وأصحاب الملل الأخرى. وكيف أنه شكل مدرسة تخرج على يديه منها العديد من العلماء في حقول مختلفة: الفقه، الحديث، الكيمياء..وسواها.

                            جعفر الصادق الذي إليه ينتسب الشيعة الإمامية، ويسمون باسمه ‘’الجعفرية’’، يحتاج الشيعة لبعث فكره من جديد، والعودة لما سنه من أسلوب معاملة الغرماء والمخالفين، وعلميته وعمق حجيته، والحكمة الثاقبة التي ميزت تراثه العلمي. حكمة يجد المراقب أنّ التيار السلفي الشيعي أكثر ما يكون بعدا عنها.


                            يمكن اعتبار الانفتاح الإعلامي، وحرية التعبير التي شاعت عبر الانترنت والفضائيات، وسهولة الاتصالات الحديثة، وشيوع مفاهيم عن حقوق الإثنيات والأقليات والمذاهب، وبروز نجم الشيعة سياسيا وفكريا، من خلال الدور المحوري لإيران، وحزب الله لبنان، وتسلّم الشيعة سدة الحكم في العراق، كلها عوامل ساعدت بشكل أو بآخر في ولادة سلفية شيعية. وهي ولادة لم يكن لها أن تتم منطقيا، وفق المقدمات السابقة. إلا أن ما جعلها تتم، هو تجاور هذه التطورات الهامة مع اشتداد السجال المذهبي السني - الشيعي، وما يتعرض له الشيعة في العراق من عمليات قتل وإبادة على أيدي جماعات مناصرة لتنظيم ‘’القاعدة’’، وشعور الشيعة بأن الأنظمة السياسية تحاصرهم ولا تريد إعطاءهم حقوقا كاملة، وما نتج عنها من تقاتل طائفي متبادل، راح ضحيته أبرياء من السنة والشيعة على حد سواء.
                            هذه الظروف المعقدة، ولدت شيئا فشيئا نظرة متصلبة، استندت إلى أن ما قام به الكثير من العلماء كمبادرات حسن نية للتقريب بين المسلمين، لم تثمر شيئا، وكان نتيجتها مزيدا من فتاوى التكفير والقتل، وتآمرا على النظام السياسي الشيعي في العراق وإيران، وحصارا عربيا لحزب الله في لبنان.

                            محمد خاتمي، علي شريعتي، محمد حسين فضل الله، مجتهد شبستري، مصطفى ملكيان، عبد الكريم سروش..جميعهم مورست تجاههم حملة إقصائية عنيفة، لم يكن رأس حربتها طلبة علوم دينية صغار، بل نفرٌ من مراجع الدين، وأساتذة الحوزة العلمية، في دلالة عميقة، تظهر إلى أي مدى يملك هذا التيار من قوة وسلطة رمزيتين، على رغم عدم ضخامته عدديا.
                            الأمور كادت تذهب إلى الأسوأ. وسعى البعض للتنقيب في بطون كتب علماء إمامية كبار، للبحث عمّا يعتبرونه هنات وزلات وضعفا في العقيدة. وفي إحدى المرات، اتهم الشيخ علي الكوراني، آية الله محمد باقر الصدر، بأنه يستقي أفكاره من مصادر سنية، في محاولته منه للمزه ، إلا أنه جوبه بردع وصد شديدين، أثنياه عن مواصلة تعرضه للعلامة الصدر، لما يمتلكه الأخيرة من مكانة مرموقة جدا.
                            بعض المنتمين لا يخفون حسرتهم على عدم قدرتهم على محاكمة أفكار مرشد الثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي. خصوصا أنهم يرون فيه امتداداً لمدرسة العلامة الراحل مرتضى مطهري، والذي كان من أشد المهاجمين للتيارات الفقهية والفكرية المتحجرة في الوسط الشيعي، ومن المنادين بضرورة تطور الفقه وتحديثه. إلا أن الخوف من ردة الفعل الكبيرة، تثنيهم عن ذلك.

                            السلفية الشيعية رغم حدتها، إلا أنها لا تكفر بقية المسلمين، ولا تحل دماءهم، وفي ذات الوقت تدعو للتعايش السلمي، على عكس السلفية التكفيرية السنية، التي تكفر من اختلف معها، وتبيح دمه.

                            المطلوب اليوم ليس الصدام مع أصحاب الفكر السلفي الشيعي، وإنما الدخول معهم في حوار صريح وعلمي، وممارسة قراءة نقدية لأفكارهم، دون التردد تحت ذريعة أعذار واهية، لأن المماطلة عن النقد، قد تدفع لتفشي هذا التيار المحدود والصغير ليجذب إليه قطاعات أوسع، ليختزل ويختطف الفكر الشيعي، ويقدمه في صورة مشوهة.
                            صورة تجعله حبيس تاريخ يشده لبطونه، فيما هو مطالب بتقديم أجوبة وحلول لكثير من القضايا المعاصرة، والتي يراها أتباعه أولى بالبحث والانشغال. اه

                            تعليق


                            • #29
                              المقال الثالث

                              السلفية الشيعية.. الوهابية معكوسة
                              اضغط هنا

                              تعليق


                              • #30
                                مقال جديد

                                السلفية الشيعية.. الوهابية معكوسة

                                اضغط هنا

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X