كان لعمر رضي الله عنه يوم بني المصطلق دورا مهما فقد ندب الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثين فارسا ليكونو في جيشه و كان منهم ابو بكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم :
حَدّثَنَا الْوَاقِدِىّ، قَالَ: حَدّثَنِى مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِى سَبْرَةَ، وَمُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَابْنُ أَبِى حَبِيبَةَ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَخَالِدُ بْنُ إلْيَاسَ، وَعَائِذُ بْنُ يَحْيَى، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَخْزُومِىّ، وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِىّ، وَكُلّ قَدْ حَدّثَنِى بِطَائِفَةٍ وَغَيْرُ هَؤُلاءِ قَدْ حَدّثَنِى قَالُوا: إنّ بَلْمُصْطَلِقَ مِنْ خُزَاعَةَ كَانُوا يَنْزِلُونَ نَاحِيَةَ الْفُرُعِ، وَهُمْ حُلَفَاءُ فِى بَنِى مُدْلِجٍ، وَكَانَ رَأْسُهُمْ وَسَيّدُهُمْ الْحَارِثَ بْنَ أَبِى ضِرَارٍ، وَكَانَ قَدْ سَارَ فِى قَوْمِهِ وَمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْ الْعَرَبِ، فَدَعَاهُمْ إلَى حَرْبِ رَسُولِ اللّهِ ÷ فَابْتَاعُوا خَيْلاً وَسِلاحًا وَتَهَيّئُوا لِلْمَسِيرِ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷.
وَجُعِلَتْ الرّكْبَانُ تَقَدّمَ مِنْ نَاحِيَتِهِمْ فَيُخْبِرُونَ بِمَسِيرِهِمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ ÷ فَبَعَثَ بُرَيْدَةَ بْنَ الْحَصِيبِ الأَسْلَمِىّ يَعْلَمُ عِلْمَ ذَلِكَ وَاسْتَأْذَنَ النّبِىّ ÷ أَنْ يَقُولَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ حَتّى وَرَدَ عَلَيْهِمْ مَاءَهُمْ فَوَجَدَ قَوْمًا مَغْرُورِينَ قَدْ تَأَلّبُوا وَجَمَعُوا الْجُمُوعَ فَقَالُوا: مَنْ الرّجُلُ؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْكُمْ قَدِمْت لِمَا بَلَغَنِى عَنْ جَمْعِكُمْ لِهَذَا الرّجُلِ فَأَسِيرُ فِى قَوْمِى وَمَنْ أَطَاعَنِى فَتَكُونُ يَدُنَا وَاحِدَةً حَتّى نَسْتَأْصِلَهُ. قَالَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِى ضِرَارٍ: فَنَحْنُ عَلَى ذَلِكَ فَعَجّلْ عَلَيْنَا.
قَالَ بُرَيْدَةُ: أَرْكَبُ الآنَ فَآتِيكُمْ بِجَمْعٍ كَثِيفٍ مِنْ قَوْمِى وَمَنْ أَطَاعَنِى، فَسَرّوا بِذَلِكَ مِنْهُ وَرَجَعَ إلَى رَسُولِ اللّهِ ÷ فَأَخْبَرَهُ خَبَرَ الْقَوْمِ، فَنَدَبَ رَسُولُ اللّهِ ÷ النّاسَ وَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَ عَدُوّهِمْ، فَأَسْرَعَ النّاسُ لِلْخُرُوجِ وَقَادُوا الْخُيُولَ، وَهِىَ ثَلاثُونَ فَرَسًا، فِى الْمُهَاجِرِينَ مِنْهَا عَشَرَةٌ، وَفِى الأَنْصَارِ عِشْرُونَ، وَلِرَسُولِ اللّهِ ÷ فَرَسَانِ وَكَانَ عَلِىّ عَلَيْهِ السّلام فَارِسًا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ وَالزّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو.
وَفِى الأَنْصَارِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَأَبُو عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ وَقَتَادَةُ بْنُ النّعْمَانِ، وَعُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ وَمَعْنُ بْنُ عَدِىّ وَسَعْدُ بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِىّ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَزْمَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو قَتَادَةَ، وَأُبَىّ بْنُ كَعْبٍ، وَالْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ، وَفَرْوَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ.
المصدر مغازي الواقدي , غزوة المريسيع , الجزء الاول ص 406
و قد قتل ايضا عمر رضي الله عنه عين الحارث بن ابي ضرار :
قَالَ: فَلَمّا نَزَلَ بِبَقْعَاءَ أَصَابَ عَيْنًا لِلْمُشْرِكِينَ فَقَالُوا لَهُ: مَا وَرَاءَك؟
أَيْنَ النّاسُ؟ قَالَ: لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ.
فَحَدّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَتَصْدُقَن أَوْ لَأَضْرِبَن عُنُقَك. قَالَ:
فَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَلْمُصْطَلِقَ، تَرَكْت الْحَارِثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ قَدْ جَمَعَ لَكُمْ الْجُمُوعَ، وَتَجَلّبَ إلَيْهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، وَبَعَثَنِي إلَيْكُمْ لِآتِيَهُ بِخَبَرِكُمْ وَهَلْ تَحَرّكْتُمْ مِنْ الْمَدِينَةِ. فَأَتَى عُمَرُ بِذَلِكَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى الْإِسْلَامِ وَعَرَضَهُ عَلَيْهِ، فَأَبَى وَقَالَ: لَسْت بِمُتّبِعٍ دِينَكُمْ حَتّى أَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ قَوْمِي، إنْ دَخَلُوا فِي دِينِكُمْ كُنْت كَأَحَدِهِمْ، وَإِنْ ثَبَتُوا عَلَى دِينِهِمْ فَأَنَا رَجُلٌ مِنْهُمْ. فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَضْرِبُ عُنُقَهُ! فَقَدّمَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب عُنُقَه، فَذَهَبَ الْخَبَرُ إلَى بَلْمُصْطَلِقَ. فَكَانَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ تَقُولُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَتْ:
جَاءَنَا خَبَرُهُ وَمَقْتَلُهُ وَمَسِيرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ عَلَيْنَا النّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فسئ أَبِي وَمَنْ مَعَهُ وَخَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا، وَتَفَرّقَ عَنْهُمْ مَنْ كَانَ قَدْ اجْتَمَعَ إلَيْهِمْ مِنْ أَفْنَاءِ الْعَرَبِ، فَمَا بَقِيَ مِنْهُمْ أَحَدٌ سِوَاهُمْ
المصدر: مغازي الواقدي الجزء الاول ص 406 (نفس المصدر السابق)
وأصاب عينا للمشركين كان وجهه الحارث ليأتيه بخبر رسول الله، فسأله رسول الله عنهم، فلم يذكر من شأنهم شيئا، فعرض عليه الإسلام فأبى، فأمر رسول الله عمر بن الخطاب أن يضرب عنقه، فلما بلغ الحارث مسير رسول الله وأنه قتل عينه سيىء بذلك ومن معه، وخافوا خوفا شديدا، وتفرق عنه جمع كثير ممن كان معه، وانتهى رسول الله إلى المريسيع فضربت له قبة من أدم، وكان معه فيها عائشة وأم سلمة فتهيأ المسلمون للقتال، ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر . وقيل لعمار بن ياسر، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة .
المصدر السيرة الحلبية , غزوة بني المصطلق
و لعمر رضي الله عنه موقف شجاع حينما اراد الرسول صلى الله عليه وسلم المسير الى غزوة بدر الموعد (بدر الثانية) :
كَانَ سُهَيْلٌ صَدِيقًا لِنُعَيْمٍ فَجَاءَ سُهَيْلاً فَقَالَ: يَا أَبَا يَزِيدَ تَضْمَنُ لِى عِشْرِينَ فَرِيضَةً عَلَى أَنْ أَقْدَمَ الْمَدِينَةَ فَأَخْذُلَ أَصْحَابَ مُحَمّدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنّى خَارِجٌ، فَخَرَجَ عَلَى بَعِيرٍ حَمَلُوهُ عَلَيْهِ وَأَسْرَعَ السّيْرَ فَقَدِمَ، وَقَدْ حَلَقَ رَأْسَهُ مُعْتَمِرًا، فَوَجَدَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللّهِ ÷ يَتَجَهّزُونَ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللّهِ ÷: مِنْ أَيْنَ يَا نُعَيْمُ؟ قَالَ: خَرَجْت مُعْتَمِرًا إلَى مَكّةَ.
فَقَالُوا: لَك عِلْمٌ بِأَبِى سُفْيَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ تَرَكْت أَبَا سُفْيَانَ قَدْ جَمَعَ الْجُمُوعَ وَأَجْلَبَ مَعَهُ الْعَرَبَ، فَهُوَ جَاءَ فِيمَا لا قِبَلَ لَكُمْ بِهِ، فَأَقِيمُوا وَلا تَخْرُجُوا، فَإِنّهُمْ قَدْ أَتَوْكُمْ فِى دَارِكُمْ وَقَرَارِكُمْ فَلَنْ يَفْلِتَ مِنْكُمْ إلاّ الشّرِيدُ، وَقُتِلَتْ سَرَاتُكُمْ وَأَصَابَ مُحَمّدًا فِى نَفْسِهِ مَا أَصَابَهُ مِنْ الْجِرَاحِ. فَتُرِيدُونَ أَنْ تَخْرُجُوا إلَيْهِمْ فَتَلْقَوْهُمْ فِى مَوْضِعٍ مِنْ الأَرْضِ؟ بِئْسَ الرّأْىُ رَأَيْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ - وَهُوَ مَوْسِمٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ النّاسُ - وَاَللّهِ مَا أَرَى أَنْ يَفْلِتَ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَجَعَلَ يَطُوفُ بِهَذَا الْقَوْلِ فِى أَصْحَابِ رَسُولِ اللّهِ ÷ حَتّى رَعَبَهُمْ وَكَرّهَ إلَيْهِمْ الْخُرُوجَ حَتّى نَطَقُوا بِتَصْدِيقِ قَوْلِ نُعَيْمٍ أَوْ مَنْ نَطَقَ مِنْهُمْ.
وَاسْتَبْشَرَ بِذَلِكَ الْمُنَافِقُونَ وَالْيَهُودُ وَقَالُوا: مُحَمّدٌ لا يَفْلِتُ مِنْ هَذَا الْجَمْعِ وَاحْتَمَلَ الشّيْطَانُ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ النّاسِ لِخَوْفِ الْمُسْلِمِينَ حَتّى بَلَغَ رَسُولَ اللّهِ ÷ ذَلِكَ وَتَظَاهَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ عِنْدَهُ حَتّى خَافَ رَسُولُ اللّهِ أَلاّ يَخْرُجَ مَعَهُ أَحَدٌ.
فَجَاءَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى قُحَافَةَ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِىَ اللّهُ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعَا مَا سَمِعَا، فَقَالا: يَا رَسُولَ اللّهِ إنّ اللّهَ مُظْهِرٌ دِينَهُ وَمُعِزّ نَبِيّهُ، وَقَدْ وَعَدْنَا الْقَوْمَ مَوْعِدًا، وَنَحْنُ لا نُحِبّ أَنْ نَتَخَلّفَ عَنْ الْقَوْمِ فَيَرَوْنَ أَنّ هَذَا جُبْنٌ مِنّا عَنْهُمْ فَسِرْ لِمَوْعِدِهِمْ فَوَاَللّهِ إنّ فِى ذَلِكَ لَخِيرَةٌ فَسُرّ رَسُولُ اللّهِ ÷ بِذَلِكَ، ثُمّ قَالَ: “وَاَلّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لأَخْرُجَن، وَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ مَعِى أَحَدٌ”، قَالَ: فَلَمّا تَكَلّمَ رَسُولُ اللّهِ ÷ تَكَلّمَ بِمَا بَصّرَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَذْهَبَ مَا كَانَ رَعَبَهُمْ الشّيْطَانُ وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ بِتِجَارَاتٍ لَهُمْ إلَى بَدْرٍ.
المصدر: مغازي الواقدي الجزء الاول , غزوة بدر الموعد
فانظرو الى شجاعة الصديق و الفاروق رضي الله عنهما في قتال الكفار وردا على كل من يطعن في شجاعتهما فكانا يريان ان الجبن من قتال قريش عارا فابوا الا الجهاد في سبيل الله عز وجل كما قال الله تعالى : (اشداء على الكفار رحماء بينهم)
و ايضا في نفس الغزوة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختار عشرة فرسان و كان من بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم و ابو بكر و عمر رضي الله عنهما :
فَسَارَ رَسُولُ اللّهِ ÷ فِى الْمُسْلِمِينَ، وَخَرَجُوا بِبَضَائِعَ لَهُمْ وَنَفَقَاتٍ، فَانْتَهَوْا إلَى بَدْرٍ لَيْلَةَ هِلالِ ذِى الْقَعْدَةِ، وَقَامَ السّوقُ صَبِيحَةَ الْهِلالِ، فَأَقَامُوا ثَمَانِيَةَ أَيّامٍ وَالسّوقُ قَائِمَةٌ.
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ ÷ قَدْ خَرَجَ فِى أَلْفٍ وَخَمْسِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَتْ الْخَيْلُ عَشْرَةَ أَفْرَاسٍ فَرَسٌ لِرَسُولِ اللّهِ ÷ وَفَرَسٌ لأَبِى بَكْرٍ، وَفَرَسٌ لِعُمَرَ، وَفَرَسٌ لأَبِى قَتَادَةَ، وَفَرَسٌ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ، وَفَرَسٌ لِلْحُبَابِ، وَفَرَسٌ لِلزّبَيْرِ، وَفَرَسٌ لِعَبّادِ بْنِ بِشْرٍ.
المصدر: مغازي الواقدي الجزء الاول , غزوة بدر الموعد (نفس المصدر السابق)
تعليق