إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

نعم، وقع التحريف في القرآن !

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نعم، وقع التحريف في القرآن !

    مقدمة :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    وبعد ...
    موضوع تحريف القرآن من المواضيع التي نوقشت كثيرا، وأثير حولها الجدل، وكثيرا ما يتهم بها الشيعة من قبل خصومهم؛ فيرد عليهم الشيعة بنفي ذلك؛ سواء بنفي قول بعض العلماء به، أو توضيح لمعاني بعض الروايات، وألفت كتب شيعية كثيرة لنفي التحريف، وبعد نهاية البحث نجد هذا الصنف يسخف عقل من يقول بالتحريف، ومنهم السيد الخوئي؛ فقد قال :

    البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 259
    (النتيجة :
    ومما ذكرناه :
    قد تبين للقارئ أن حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلا من ضعف عقله ، أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل ، أو من ألجأه إليه يجب القول به . والحب يعمي ويصم ، وأما العاقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته .)
    مع أنه اعترف بصحة بعض أخبار التحريف، لكنه يؤولها :
    البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 226
    (أن هذه الروايات لا دلالة فيها على وقوع التحريف في القرآن بالمعنى المتنازع فيه ،
    وتوضيح ذلك :
    أن كثيرا من الروايات ، وإن كانت ضعيفة السند ، فإن جملة منها نقلت من كتاب أحمد بن محمد السياري ، الذي اتفق علماء الرجال على فساد مذهبه ، وأنه يقول بالتناسخ ، ومن علي بن أحمد الكوفي الذي ذكر علماء الرجال أنه كذاب ، وأنه فاسد المذهب إلا أن كثرة الروايات تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين عليهم السلام ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر فلا حاجة بنا إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها .)
    وإذا عدنا للمقارنة إلى كتب من قال بالتحريف، أو ناقشه؛ فنجد أنه عد التحريف من المتواترات، أو ما لا يقل عن عقيدة الإمامة، أو من ضروريات المذهب. ولنبدأ بقول الشيخ المفيد الذي نص على أن العقول لا تمنع عقيدة إمكان وقوع النقص التي قال السيد الخوئي عن القائل بها أنه ضعيف العقل، أو إنه ليس عاقلا منصفا متدبرا !
    أوائل المقالات - الشيخ المفيد - ص 80 - 82
    (وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه ، وقد امتحنت مقالة من ادعاه ، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده . )
    السيد هاشم البحراني – مقدمة تفسير البرهان :
    (وعندي في وضوح صحة ذا القول بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وإنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة )
    السيد نعمة الله الجزائري – الأنوار النعمانية :
    (إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزر به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها)
    مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 12، ص: 525
    (لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة)
    البحراني – تفسيره :
    (اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - شيء من التغييرات وأسقط الذي جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه)
    التعديل الأخير تم بواسطة رضوان الله; الساعة 01-08-2012, 05:40 PM.

  • #2
    أولا – أدلة نفي التحريق من القرآن :
    الدليل الأول :
    القرآن الكريم – سورة الحجر :
    وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( 6 ) لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ( 7 ) ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ( 8 ) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( 9 )
    إذا سلمنا أن معنى( الذكر) القرآن، وليس النبي ص، وإذا سلمنا أن الضمير في ( له) عائد للذكر، الذي فرضنا أنه القرآن، وإذا سلمنا أن هذه الآية تشمل الآيات التي نزلت بعدها؛ لأنها مكية ؛ فأقول : القرآن محفوظ عند المهدي عج .
    وأقول أنتم أيضا تخصصون الآية؛ بأنها لا تعني حفظ القرآن من التحريف بمعناه .
    وهذه الآية تصف النبي ص أنه ذكر :

    القرآن الكريم – سورة الطلاق :
    أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا ( 10 ) رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ( 11 )
    التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 3 - ص 102
    إنا نحن نزلنا الذكر رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وإنا له لحافظون من التحريف والزيادة والنقصان .
    وهو بقصد أنه محفوظ عند أهله وهم أهل البيت ع :
    التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 55
    ( أقول : يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام ( عليه السلام ) كذلك فان الثقلين سيان في ذلك .)
    وفي قوله التالي لا يفيد بقوله بالتحريف بمعنى حذف التفسير؛ لأنه قال (لا يبعد) وقال (بعض المحذوفات) :
    التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 51 - 52
    (ولا يبعد أيضا أن يقال إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم ( عليهم السلام ) كذا نزلت أن المراد به ذلك لا أنها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ .)
    وقال السيد هشم البحراني في مقدمة تفسير البرهان :
    (وأيضاً أن القرآن الذي هو الأصل الموافق لما أنزل الله سبحانه لم يتغير ولم يحرف بل هو على ما هو عليه محفوظ عند أهله وهم العلماء به، فلا تحريف كما صرح به الإمام في حديث سليم الذي مر من كتاب الاحتجاج في الفصل الأول من مقدمتنا هذه، وإنما التغيير في كتابه المغيرين إياه وتلفظهم به فإنهم ما غيروا إلا عند نسخهم القرآن فالمحرف إنما هو ما أظهروه لأتباعهم، والعجب من مثل السيد أن يتمسك بأمثال هذه الأشياء التي هي محض الاستبعاد بالتخيلات في مقابل متواتر الروايات فتدبر. )
    وقال العلامة المجلسي في مرآة العقول ج2 ص 437 :
    ليعلم أن للقرآن حملة يحفظونه عن التحريف في كل زمان، و هم الأئمة عليهم السلام)
    الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 6 – 7 ( رد الإمام الحسن ع على قولهم بالتحريف ) :
    (ثم قالوا : قد صاغ منه قرآن كثير ، بل كذبوا والله بل هو مجموع محفوظ عند أهله)

    الدليل الثاني :
    القرآن الكريم – سورة فصلت :
    إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ( 41 ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( 42 )
    فأقوى ما جاء في تفاسيرنا الشيعية روايات عن الأئمة، أن القرآن لا ينسخه أو يبطله كتاب قبله أو بعده .
    وهذا ينطبق على القرآن الحقيقي الذي لم يفترق عن أهل البيت ع، وهو عند الإمام .

    تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 266
    وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ( ع ) في قوله ( ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ) يعنى القرآن الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ) قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور واما من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله
    التبيان - الشيخ الطوسي - ج 9 - ص 131 - 132
    وقوله " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " قيل في معناه أقوال خمسة :
    أحدها - انه لا تعلق به الشبهة من طريق المشاكلة ، ولا الحقيقة من جهة المناقضة وهو الحق المخلص والذي لا يليق به الدنس .
    والثاني - قال قتادة والسدي : معناه لا يقدر الشيطان أن ينقص منه حقا ولا يزيد فيه باطلا .
    الثالث - ان معناه لا يأتي بشئ يوجب بطلانه مما وجد قبله ولا معه ولا مما يوجد بعده . وقال الضحاك : لا يأتيه كتاب من بين يديه يبطله ولا من خلفه أي ولا حديث من بعده يكذبه .
    الرابع - قال ابن عباس : معناه لا يأتيه الباطل من أول تنزيله ولا من آخره .
    والخامس - ان معناه لا يأتيه الباطل في اخباره عما تقدم ولا من خلفه ولا عما تأخر .
    معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 24 - 25
    (4 - حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسر - رضي الله عنه - قال : حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال : كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا : سحر مبين تقوله ، فقال الله : " ألم ذلك الكتاب " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها " الف ، لام ، ميم " وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " ثم قال الله : " ألم " هو القرآن الذي افتتح ب‍ " ألم " هو " ذلك الكتاب " الذي أخبرت به موسى فمن بعده الأنبياء فأخبروا بني إسرائيل أن سأنزل عليك يا محمد كتابا عزيزا " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " " لا ريب فيه " لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم " هدى " بيان من الضلالة " للمتقين " الذين يتقون الموبقات ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم .)
    الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 370 - 371
    (والذي ينفع الناس منه : فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه)
    وقال السيد هشم البحراني في مقدمة تفسير البرهان :
    (ثم ما استدل به المنكرون بقوله: إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: وقوله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون: فجوابه بعد تسليم دلالتها على مقصودهم ظاهر مما بيناه من أن أصل القرآن بتمامه كما أنزل الله محفوظ عند الإمام ووراثه عن علي عليه السلام فتأمل والله الهادي)
    نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج 1 - شرح ص 531 - 532
    (وأما الجواب عن تأويل الآية ، فهو أنا نقول : إن القرآن لم يلحقه باطل ، لان أهل البيت عليهم السلام حراسه ، وقد أظهروا ما وقع فيه وبينوه للناس ، وأزالوا الباطل عنه ، فلم يبق ثم باطل يلحقه ، ويرشد إلى حمله ما قلناه قوله صلى الله عليه وآله يجري في هذه الأمة ما جرى في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولا شك أن ما وقع في التوراة والإنجيل وغيرهما من التحريف والتغيير ظاهر مشهور وفي الكتب مسطور ، وهذه نبذة مما حققناه في الشرحين ، فمن أراد التفصيل فليطلبه من هناك .)
    مع أننا لم نجد رواية عن النبي ص، أوأهل بيته ع، أو أصحابه يفسرون الآيتين بمعنى حفظ القرآن من التحريف، وفقا للمشهور بين الناس في زماننا !! فمن أول من قال أنهما يدلان على عدم التحريف ؟!

    تعليق


    • #3
      ثانيا – أدلة نفي التحريق من السنة :
      حديث الغدير مثلا :
      البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 229 - 232
      ( الطائفة الثانية :
      هي الروايات التي دلت على أن بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذكرت فيها أسماء الأئمة - عليهم السلام - وهي كثيرة :
      منها : ما ورد من ذكر أسماء الأئمة - عليهم السلام - في القرآن ، كرواية الكافي بإسناده عن محمد بن الفضيل بن أبي الحسن - عليه السلام - قال : " ولاية علي بن أبي طالب مكتوبة في جميع صحف الأنبياء ، ولن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد و " ولاية " وصيه ، صلى الله عليهما وآلهما " .
      ومنها :
      رواية العياشي بإسناده عن الصادق عليه السلام : " لو قرئ القرآن - كما أنزل - لألفينا مسمين " .
      ومنها :
      رواية الكافي ، وتفسير العياشي عن أبي جعفر - عليه السلام - وكنز الفوائد بأسانيد عديدة عن ابن عباس ، وتفسير فرات بن إبراهيم الكوفي بأسانيد متعددة أيضا ، عن الأصبغ بن نباتة . قالوا : قال أمير المؤمنين - عليه السلام - : " القرآن نزل على أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا كرائم القرآن " .
      ومنها :
      رواية الكافي أيضا بإسناده عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : " نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد - ص - هكذا : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا - في علي - فأتوا بسورة من مثله " .
      والجواب عن الاستدلال بهذه الطائفة :
      أنا قد أوضحنا فيما تقدم أن بعض التنزيل كان من قبيل التفسير للقرآن وليس من القرآن نفسه ، فلا بد من حمل هذه الروايات على أن ذكر أسماء الأئمة - عليهم السلام - في التنزيل من هذا القبيل ، وإذا لم يتم هذا الحمل فلا بد من طرح هذه الروايات لمخالفتها للكتاب ، والسنة ، والأدلة المتقدمة على نفي التحريف .

      وقد دلت الأخبار المتواترة على وجوب عرض الروايات على الكتاب والسنة وأن ما خالف الكتاب منها يجب طرحه ، وضربه على الجدار . ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليه السلام لم يذكر صريحا في القرآن حديث الغدير ، فإنه صريح في أن النبي - ص - إنما نصب عليا بأمر الله ، وبعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك ، وبعد أن وعده الله بالعصمة من الناس ، ولو كان اسم " علي " مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصب ، ولا إلى تهيئة ذلك الاجتماع الحافل بالمسلمين ، ولما خشي رسول الله - ص - من إظهار ذلك ، ليحتاج إلى التأكيد في أمر التبليغ .
      وعلى الجملة :
      فصحة حديث الغدير توجب الحكم بكذب هذه الروايات التي تقول : إن أسماء الأئمة مذكورة في القرآن ولا سيما أن حديث الغدير كان في حجة الوداع التي وقعت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونزول عامة القرآن ، وشيوعه بين المسلمين ، على أن الرواية الأخيرة المروية في الكافي مما لا يحتمل صدقه في نفسه ، فإن ذكر اسم علي عليه السلام في مقام إثبات النبوة والتحدي على الاتيان بمثل القرآن لا يناسب مقتضى الحال .
      ويعارض جميع هذه الروايات صحيحة أبي بصير المروية في الكافي . قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى : " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم 4 : 59 " . " قال : فقال نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين - ع - فقلت له : إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله .
      قال عليه السلام : فقولوا لهم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ، ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر لهم ذلك . . . ".
      فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات ، وموضحة للمراد منها ، وأن ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الروايات قد كان بعنوان التفسير ، أو بعنوان التنزيل ، مع عدم الامر بالتبليغ . ويضاف إلى ذلك أن المتخلفين عن بيعة أبي بكر لم يحتجوا بذكر اسم علي في القرآن ، ولو كان له ذكر في الكتاب لكان ذلك أبلغ في الحجة ، ولا سيما أن جمع القرآن - بزعم المستدل - كان بعد تمامية أمر الخلافة بزمان غير يسير ، فهذا من الأدلة الواضحة على عدم ذكره في الآيات .)
      وقد رد السيد جعفر مرتضى العاملي عليه، قائلا :
      حقائق هامة حول القرآن الكريم - السيد جعفر نرتضى العاملي - ص 256 – 257
      استدلال..غير تام:
      (وقال آية الله السيد الخوئي حفظه الله تعالى: ((..ومما يدل على أن اسم أمير المؤمنين (ع)، لم يذكر صريحاً في القرآن، حديث الغدير.. إلى أن قال: ولو كان اسم علي مذكوراً في القرآن ؛ لم يحتج إلى ذلك النصب، ولا إلى تهيئة ذلك الاجتماع الحافل بالمسلمين ؛ ولما خشي رسول الله (ص) من إظهار ذلك..)).
      إلى أن قال: ((.. لا سيما أن حديث الغدير كان في حجة الوداع، التي وقعت في أواخر حياة النبيّ (ص)، ونزول عامة القرآن، وشيوعه بين المسلمين..)) (البيان ص250).
      هذا.. ولكن يمكن أن يناقش في ما ذكره حفظه الله تعالى، بأن ذكر اسمه عليه السلام في القرآن لا ينافي النصب في حجة الوداع، لأجل أخذ البيعة له من الناس، كما أخذ البيعة منهم تحت الشجرة، وفي العقبتين: الأولى والثانية..
      كما أن ذكر الاسم، قد يكون في غير مجال النص على وصايته عليه السلام: فيكون هذا النصب لأجل خصوص الوصاية له (ع). ويكون ذكر الاسم في بعض الآيات، لبيان غرض آخر، يرتبط به عليه السلام..
      هذا بالإضافة إلى إمكانية كون النص مجملاً، أو حتى لا تثار أية شبهة في دلالته، أو يدعى: عروض النسخ له مثلاً.)
      وأضيف بأن تذكير النبي وأمره بالصلاة، والصيام، وغيرها من الأحكام، لا ينفي ورودها صراحة في القرآن .
      أما رواية الكافي في رد الإمام ع على قول الناس لشيعته
      (إن الناس يقولون فما له لم يسم عليا وأهل بيته في كتاب الله) فهو رد جدلي وجوابه صحيح، بفرض وقوع النقص أو عدمه، وليس في الحديث قول الإمام ع أنه لم يذكر اسم علي ع في القرآن، ولا يتوقع من الإمام ع أن يقول لأصحابه قولوا للناس: إن القرآن ناقص، وقد حذف منه اسم علي ع، وهذا يتناقض مع التقية، وأمرهم ع بقراءة ما هو موجود عند الناس؛ فهذا الحديث يمكن جمعه مع عقيدة النقص .
      أما قول الخوئي (فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات ، وموضحة للمراد منها ، وأن ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الروايات قد كان بعنوان التفسير ، أو بعنوان التنزيل ، مع عدم الامر بالتبليغ) فنقول :نحن لا ننكر أن لا يؤمر أيضا بتبليغ بعض مانزل قرآنا إلا في شروط معينة، مثل قبولهم بمصحف الإمام، والذي واقعا رفضوه .

      تعليق


      • #4
        أحاديث العرض على القرآن :
        أجابه عن الشبهة الشيخ النوري الطبرسي :
        فصل الخطاب ص 308:
        والجواب : إن ما ورد في ذلك؛ فلا ينافي ما ورد في التغيير بعده، وما جاء عنهم؛ فهو قرينة على أن الساقط لم يضر بالموجود، وتمامه من المنزل للإعجاز، فلا مانع من العرض عليه، مضافا إلى اختصاص ذلك بآيات الأحكام؛ فلا يعارض ما ورد في النقص، فيما يتعلق في الفضائل والمثالب .
        أكد القائلون بالنقص أن النقص غير مضر بالمقصود كثيرا، وأن الموجود كلام الله :
        التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 51 - 52
        أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شئ من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وقال : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد استفاض عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والأئمة ( عليهم السلام ) حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله . ويخطر بالبال في دفع هذا الاشكال والعلم عند الله أن يقال : إن صحت هذه الأخبار فلعل التغيير إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد ( صلى الله عليهم ) ، وحذف أسماء المنافقين عليهم لعائن الله فإن الانتفاع بعموم اللفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فان الانتفاع بالباقي باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدل على هذا قوله ( عليه السلام ) في حديث طلحة : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا .
        ولا يبعد أيضا أن يقال إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم ( عليهم السلام ) كذا نزلت أن المراد به ذلك لا أنها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ .
        قال السيد هاشم البحراني في مقدمة تفسيره في الفصل الرابع تحت عنوان "بيان خلاصة أقوال علمائنا في تفسير القرآن وعدمه، وتزييف استدلال من أنكر التحريف":
        (نعم دلالتها على كون التغيير الذي وقع غير مخل بالمقصود كثيراً خلال كحذف اسم علي وآل محمد - - صلى الله عليه وسلم - وحذف أسماء المنافقين وحذف بعض الآيات وكتمانه ونحو ذلك وأن ما بأيدينا كلام الله وحجة علينا كما ظهر من خبر طلحة السابق)
        وقال :
        (ومن الغرائب أيضاً أن الشيخ ادعى إمكان تأويل هذه الأخبار وقد أحطت خبراً بأن أكثرها مما ليس بقابل للتوجيه، وأما قوله ره ولو صحت الخ فمشتملة على أمور غير مضرة لنا بل بعضها لنا لا علينا إذ:
        منها عدم استلزام صحة أخبار التغيير والنقص الطعن على ما في هذه المصاحف، بمعنى عدم منافاة بين وقوع هذا النوع من التغيير وبين التكليف بالتمسك بهذا المغير، والعمل على ما فيه لوجوه عديدة كرفع الحرج ودفع ترتب الفساد وعدم التغيير بذلك عن إفادة الأحكام ونحوها وهو أمر مسلم عندنا ولا مضرة فيه علينا بل به نجمع بين أخبار التغيير وما ورد في اختلاف الأخبار من عرضها على كتاب الله والأخذ بالموافق له.
        ومنها استلزام الأمر بالتمسك بالثقلين ووجود القرآن في كل عصر ما دام التكليف، كما أن الإمام عليه السلام الذي قرينه كذلك ولا يخفى أنه أيضاً غير ضار لنا بل نافع إذ يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعاً كما أنزل الله مخصوصاً عند أهله أي الإمام الذي قرينه ولا يفترق عنه، ووجود ما احتجنا إليه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام الذي هو الثقل الآخر أيضاً كذلك لا سيما في زمان الغيبة فإن الموجود عندنا حينئذ أخباره وعلماؤه القائمون مقامه، إذ من الظواهر أن الثقلين سيان في ذلك
        )
        وقال علي بن النقي الرضوي علامة الشيعة بالهند في كتابه (إسعاف المأمول):
        (وأما الأخبار الدالة على وجوب التمسك بالكتاب والأمر باتباعه وعرض الأخبار عليه فلا ينافي ما ذكر من وقوع التغيير في الكتاب كما أنه أمرنا بالتمسك بأهل البيت، وقد صاروا ممنوعين عن التبليغ كما هو حقه وفيه ما فيه، وأما أن الأخبار الواردة عن الأئمة في التمسك واتباعه فيجوز أن يكون قد جوزوا العمل به من باب التقية وحكم الله الظاهري كما يقال في القراءات السبعة المتواترة، ونحو ذلك، لا يخفى عليك أن القول بجواز العمل من باب التقية في كل الأحوال سواء كان محل التقية أم لا بعيد غاية البعد وكذا القول بالتحريف والنقصان مطلقاً في القرآن يوجب مفاسد شتى ولا يبقى الاعتماد عليه، نعم لو قيل بأن المخالفين والمنافقين لما كانوا يبذلون جهدهم في إطفاء أنوار أهل البيت واختفاء فضائلهم ومناقبهم لئلا يظهر على الخلق مراتبهم التي عند الله لهم ولا تكون حجة على الخلائق لاستحقاقهم الرياسة والخلافة ولئلا تبطل خلافة الخلفاء المتغلبين ولا يحصل لهم الغلبة والسلطنة على الناس كي تكون خلافة المتغلبين هباء منثوراً. نقصوا وبدلوا الآيات التي كانت تثبت فضائلهم ومناقبهم ورياستهم وخلافتهم عليهم السلام، والأخبار الواردة في النقصان أيضاً تدل على مثل هذا النقصان، وأما دون تلك الآيات فهي باقية إلى الآن كما كان من دون تغير وتبدل أصلاً فليس له غاية بعد، فتأمل في هذا المقام فإنه من مزال الأقدام، ويقتضي بسطاً في الكلام لكن الوقت لا يرخصنا بالاتمام)
        الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 222 – 228 ( جواب الإمام علي ع على سؤال طلحة )
        (فأخبرني عما كتب عمر وعثمان أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن ؟ قال طلحة : بل قرآن كله . قال : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ، ودخلتم الجنة ، فإن فيه حجتنا وبيان حقنا ، وفرض طاعتنا . قال طلحة حسبي أما إذا كان قرآن فحسبي)

        تعليق


        • #5
          حديث الثقلين وأحاديث ثواب ختمة القرآن وقراءة سوره في الصلاة وغيرها :
          نجيب بأنه كما أننا مؤمورون بإتباع الإمام ع، كذلك مؤمورون بإتباع القرآن، وقد يغيب الإمام ع؛ فلا نستطيع التوصل إليه، وكذلك قد يغيب عنا بعض القرآن؛ أي ينقص، فلا نستطيع التوصل إليه لإتباعه .
          وقد أجاب الشيخ النوري الطبرسي :
          فصل الخطاب ص 307:
          فلا منافاة بينه وبين ورود التحريف عليه بعده وعدم التمكن من امتثال ما ذكره وأمره، كما لا منافاة بين حثه على التمسك بإتباع الإمام وأمره بأخذ الأحكام عنه ومتابعة أقواله وأفعاله والكون معه حيثما كان وعدم القدرة على ذلك لعدم تمكنه لإظهار ما أودع عنده لخوف وتقية أو عدم تمكن الناس من الوصول إليه والإنتفاع به لذلك أو لغيره من الأعذار ... فإن الثواب المذكور؛ إما للموجود خاصة كما هو الظاهر من الروايات، ويكون للمشتمل على المحذوف ... لعدم القدرة على تحصيلة ... وإنما يجزئ قارئ الناقص به، تفضلا من الله تعالى لعدم كونهم سببا للنقص ... وكذا الكلام في أكثر ما ورد في ثواب الصلوات، والأدعية، والزيارات الغير الخالية أغلبها عن نقص سهو أو خطأ .

          شبهة عدم قول بعض علمائنا القدامى بالتحريف بالنقص، والرد عليها :
          فصل الخطاب ص 297:
          فإن قلت :
          كيف خفيت تلك الأخبار على هؤلاء الأعاظم؛ حتى آل أمرهم إلى عدها من الآحاد، والشواذ، والضعاف التي لا يصلح الإتكال عليها بأمر من أمور الدين، وبتوسطهم وصلت إلينا وباهتمامهم حفظت عن الضياع، وهل هذا إلا طعنا في تتبعهم ونقصا في جهدهم ؟!
          قلت :
          قد عرفت من خلال ما ذكرنا تشتت مواضعها وتفرق محالها؛ بحيث لا يهتدي إليها إلا من أتعب جهد ؟؟ في طلبها، وأجمع همه في تحصيلها، ومع ذلك لم يكن في جمعها الإطلاع عليها كثير فائدة في الأحكام يعتنى إليها؛ لذا لم يستفرغوا وسعهم فيه، وبقيت مستورة في خباياها، وليس ذلك طعنا في أحد، بل وقع منهم من الأوهام في النصوص في الأحكام التي جمعت في تهذيبها همتهم من إنكارها أو ضعفها بالموجود على خلافه ما لا يحصى؛ فكيف بما لم يسرحوا في أكنافها طرقهم ؟

          تعليق


          • #6
            وقفات مع بعض القائلين بالنقص :
            أولا - السيد نعمة الله الجزائري :
            قال السيد نعمة الله الجزائري في تفسيره (عقود المرجان في تفسير القرآن ج2 ص 624- 625) :
            إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] ((إنا نحن ... الآية)) رد لإنكارهم واستهزائهم في قوله: [ يا أيها الذي نزل عليه الذكر ... الآية] ((لحافظون)) من الشياطين والزيادة والنقصان بخلاف الكتب المتقدمة فإنه لم يتول حفظها وإنما استحفظها الربانيين والأحبار فاختلفوا فيما بينهم بغيا فكان التحريف، ولم يكل القرآن إلى غير حفظه.
            ((الذكر)) أي القرآن ((لحافظون)) من الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف،
            وقيل: معناه: وإنا نتكفل بحفظه إلى آخر الدهر على ما هو عليه فتنقله الأمة وتحفظه عصرا بعد عصر إلى يوم القيامة لأنه حجة على الكل،
            وقيل: يحفظه من كيد المشركين ولا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى، وقال الفراء: يجوز أن يكون الهاء في له كناية عن الرسول صلى الله عليه وآله فكأنه قال: إنا نزلنا القرآن وإنا لمحمد لحافظون) اهـ .

            وتوضيح ذلك من خلال ذكر التسلسل الزمني لتأليفاته المذكورة رحمه الله :
            (1) ـ الأنوار النعمانية : فرغ منه سنة 1089 هـ ( الذريعة 2/446) ، وكان عمره بهذا التاريخ (39) سنة .
            (2) ـ نور البراهين : فرغ منه سنة 1099 هـ ( الذريعة 24/363 )
            (3) ـ منبع الحياة : فرغ منه سنة 1100 هـ . ( الذريعة 22/359)
            (4) ـ عقود المرجان : فرغ منه سنة 1102 هـ

            أقول : إن القائلين بتحريف القرآن بالنقص يفسرون الآية بمعنى أن القرآن محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف، وحتى تحريف المعنى ! لكن هذا القرآن يكون عند أهل البيت ع؛ لذلك نقل السيد الرأي الثاني بتفسير الآية ( بقيل ) وذكر نقل الأمة للقرآن وحفظهم له إلى يوم القيامة، وهو لا يتبنى هذا الرأي المشهور، بل هو فصل قوله في كتبه الأخرى، وفيه ذكره لتواتر أخبار التحريف، وإجماع علمائنا على تصديقها، وأن من أنكرها أنكرها تقية :
            السيد نعمت الله الجزائري في كتابه (الأنوار النعمانية في بيان معرفة النشأة الإنسانية):
            إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزر به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها، نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي هذا المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل ومن هنا ضبط شيخنا الطبرسي آيات القرآن وأجزاءه فروى عن النبي أن جميع سور القرآن مائة وأربعة عشر سورة وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائة آية وستة وثلاثون آية وجميع حروف القرآن ثلث مائة ألف حرف وإحدى وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفاً.
            والظاهر أن هذا القول إنما صدر منهم لأجل مصالح كثيرة منها سد باب الطعن عليه بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع جواز لحوق التحريف له، وسيأتي الجواب عن هذا كيف وهؤلاء الأعلام رووا في مؤلفاتهم أخباراً كثيرة تشتمل على وقوع تلك الأمور في القرآن وأن الآية هكذا ثم غيرت إلى هذا، الرابع أنه قد حكى شيخنا الشهيد طاب ثراه عن جماعة عن القراء أنهم قالوا ليس المراد بتواتر السبع أو العشر أن كل ما ورد من هذه القراءات متواتر بل المراد انحصار المتواتر الآن فيما نقل من هذه القراءة فإن بعض ما نقل عن السبعة شاذ فضلاً عن غيرهم، فإذا اعترف القراء بمثل هذا فكيف ساغ لنا الحكم على هذه القراءة كلها بالتواتر كما قاله العلامة طاب ثراه في كتاب المنتهى، وكيف ظهرت لنا القراءة المتواترة حتى نقرأ بها في الصلاة وكيف حكمنا بأن الكل قد نزر به الروح الأمين فإن هذا القول منهم رجوع عن التواتر، الخامس أنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية من النبي فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلاً بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله فقال لهم هذا كتاب الله كما أنزل فقال له عمر بن الخطاب لا حاجة لنا إليك ولا إلى قرائتك عندنا قرآن جمعه وكتبه عثمان، فقال: لن تروه بعد هذا اليوم ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة وهو خال عن التحريف، وذلك أن عثمان قد كان من كتاب الوحي لمصلحة رآها وهي أن لا يكذبوه في أمر القرآن بأن يقولوا أنه مفترى أو أنه لم ينزل به الروح الأمين كما قال أسلافهم بل قالوه هم أيضاً، وكذلك جعل معاوية من الكتاب قبل موته ستة أشهر لمثل هذه المصلحة أيضاً، وعثمان وأضرابه ما كانوا يحضرون إلا في المسجد مع جماعة الناس فما كانوا يكتبون إلا ما نزل به جبرئيل بين الملأ وأما الذي كان يأتي به داخل بيته فلم يكن يكتبه إلا أمير
            المؤمنين لأن له المحرمية دخولاً وخروجاً فكان يتفرد بكتابة مثل هذا وهذا القرآن الموجود الآن في أيدي الناس هو خط عثمان وسموه الإمام وأحرقوا ما سواه وأخفوه وبعثوا به زمن تخلفهم إلى الأقطار والأمصار، ومن ثم ترى قواعد العربية مثل كتابة الألف بعد الواو المفردة وعدمها بعد واو الجمع وغير ذلك وسموه رسم الخط القرآني ولم يعلموا أنه من عدم اطلاع عثمان على قواعد العربية والخط، وقد أرسل عمر بن الخطاب زمن خلافته إلى علي بأن يبعث له القرآن الأصلي الذي هو ألفه وكان يعلم أنه إنما طلبه لأجل أن يحرفه كقرآن ابن مسعود أو يخفيه عنده حتى يقول الناس أن القرآن هو هذا الذي كتبه عثمان لا غير فلم يبعث به إليه، وهو الآن موجود عند مولانا المهدي مع الكتب السماوية ومواريث الأنبياء.
            ولما جلس أمير المؤمنين على سرير الخلافة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وأخفاه، هذا لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه، كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى وكما لم يقدر على إجراء متعة النساء حتى قال لولا سبقني ابن الخطاب ما زنى إلا شقاء يعني إلا جماعة قليلة لإباحة المتعة، وكما لم يقدر على عزل شريح عن القضاء ومعاوية عن الإمارة، وقد بقي القرآن الذي كتبه عثمان حتى وقع إلى أيدي القراء فتصرفوا فيه بالمد والإدغام والتقاء الساكنين مثل ما تصرف فيه عثمان وأصحابه وقد تصرفوا في بعض الآيات تصرفاً فنفرت الطباع منه وحكم العقل بأنه ما نزل هكذا، وفي قريب هذه الأعصار ظهر رجل اسمه سجاوند أو نسبة إلى بلده فكتب هذه الرموز على كلمات القرآن وعلمه بعلامات أكثرها لا يوافق تفاسير الخاصة ولا تفاسير العامة، والظاهر أن هذا أيضاً إذا مضت عليه مدة مديدة يدعي فيه التواتر وأنه جزء القرآن فيجب كتابته واستعماله، والحاصل أن الغارة إذا وقعت اشترك فيه العدو والولي ["كتاب الأنوار" لنعمت الله الجزائري ج2 ص356 وما بعد ط جديد تبريز إيران].
            نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج 1 - شرح ص 524 - 531
            باب في القرآن ما هو ذكر المفسرون فيه أقوالا : أحدها : أن الباطل الشيطان ، ومعناه لا يقدر الشيطان أن ينقص منه حقا أو يزيد فيه باطلا . وثانيها : أنه لا يأتيه ما يبطله من الكتب السماوية لا قبله ولا بعده ، أي : ما جاء كتاب قبله ولم يأت بعده كتاب يبطله أي : ينسخه . وثالثها : معناه أنه ليس في اخباره عما مضى باطل ، ولا في اخباره عما يكون في المستقبل باطل ، بل اخباره كلها موافقة لمخبراتها ، وهو المروي عن الباقر عليه السلام . ورابعها : لا يأتيه الباطل من أول تنزيله ولا من آخره . وخامسها : لا يأتيه الباطل من جهة من الجهات ، فلا تناقض في ألفاظه ولا كذب في أخباره ولا تعارض ولا يزاد فيه ولا ينقص ، بل هو محفوظ حجة على المكلفين إلى يوم القيامة ، ويؤيده قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) هذا . واعلم أنه قد استدل جماعة من العلماء بهذه الآية على ما ذهبوا إليه من أن القرآن لم يلحقه تحريف ولا زيادة ولا نقصان ، بل هذا القرآن هو الذي نزل من الله عز شأنه على قلب سيد المرسلين ، وذلك أن لحوق ما ذكر له كلها من باب الباطل ، ومنافية لما تعهد سبحانه بحفظه له في قوله تعالى وانا له لحافظون. وحيث أن هذا المطلب من المطالب الجليلة ، وقد حررناه في شرحنا على تهذيب الحديث والاستبصار مفصلا فيما يقرب من كراسين ، فلا بأس هنا بارخاء عنان القلم لبيان نبذة منه. فنقول : روى أصحابنا ومشايخنا في كتب الأصول من الحديث وغيرها أخبارا كثيرة بلغت حد التواتر في أن القرآن قد عرض له التحريف وكثير من النقصان وبعض الزيادة . منها : ما روي عن السادة الأطهار عليهم أفضل الصلوات في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) قالوا : كيف تكون هذه الأمة خير أمة وقد قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام ، وإنما نزلت كنتم خير أئمة. يعني بهم أهل البيت عليهم السلام . ومثل ما روي بالأسانيد الكثيرة عنهم عليهم السلام في قوله عز شأنه ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك في علي ) الآية. ومنها : ما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لما سئل عن الارتباط بين الكلامين في قوله تعالى ( فان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) فقال عليه السلام : قد سقط ما بين الكلامين أكثر من ثلث القرآن. إلى غير ذلك من الاخبار التي لو أحصيت لكانت كتابا كبير الحجم ، وقد نقلها قدماء أصحابنا في كتبهم من غير تعرض لتأويلها ، بل ظاهرهم العمل بمضمونها . نعم صرح شيخنا الصدوق رحمه الله في كتاب الاعتقاد ، وسيدنا الأجل علم الهدى عطر الله مرقده في جواب المسائل الطرابلسيات ، وأمين الاسلام الطبرسي نور الله ضريحه في تفسيره الكبير ، والشيخ المفيد تغمده الله برضوانه ، بانكار العمل بتلك الأخبار ، وذهبوا إلى أن القرآن كما انزل هو هذا الذي بأيدي الناس من غير زيادة ولا نقصان . أما الصدوق طاب ثراه ، فاستدل عليه بقول الصادق عليه السلام : القرآن واحد انزل من عند واحد على نبي واحد وإنما الاختلاف من جهة الرواة . وأما السيد رحمه الله ، فاستدل عليه بأن القرآن معجز النبوة ومأخذ العلوم الشرعية والاحكام الدينية وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية ، وذكر أيضا أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن ، لأنه كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان. والجواب أما عن هذا ، فسيأتي إن شاء الله تعالى بعيد هذا . وأما عن حديث الصدوق ، فبأنا لا نمنع وحدة القرآن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وآله . وقوله عليه السلام ( وإنما الاختلاف من جهة الرواة ) د ليل لنا لا علينا ، على أنه يمكن العذر من طرقهم رضوان الله عليهم بأن يكون ما ذهبوا إليه تحرزا عن طعن أهل الكتاب وجمهور المخالفين بل وعوام المذهب ، لان فيه طول لسان التشنيع على اعجاز القرآن وأخذ الاحكام منه بسبب ما وقع فيه من التحريف ، وعلماؤنا رضوان الله عليهم كانوا كثيرا ما يلاحظون مثل هذه الحالات في مناظراتهم أرباب المذاهب ، كيف لا ؟ والصدوق رحمه الله روى طرفا من الاخبار في أن مولانا صاحب الدار عليه السلام إذا خرج أبرز القرآن الذي جمعه مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وحمل الناس على تعلمه وتعليمه والاخذ بأحكامه ، وأنه هو القرآن كما انزل ، وان هذا القرآن الذي بأيدي الناس يرفعه الله سبحانه إلى السماء . وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام لما جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله شده بردائه وأتى به إلى المسجد إلى أبي بكر وأصحابه ، وأخبرهم أن هذا القرآن كما انزل ، وأن النبي صلى الله عليه وآله أمره بجمعه ، فقال الاعرابي : لا حاجة بنا إليه عندنا مثله ، فحمله عليه السلام وقال : لن يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي ، فيحمل الناس على تلاوته والعمل بأحكامه ، ولما تخلف الاعرابي أرسل إلى أمير المؤمنين عليه السلام حيلة منه على احراقه ، كما أحرق قرآن ابن مسعود ، فلم يرض عليه السلام وبقي عندهم عليهم السلام إلى الآن. وكانوا يقرأونه عليهم السلام ، وربما علموه بعض خواصهم . كما رواه شيخنا الكليني طيب الله رمسه باسناده إلى سالم بن سلمة ، قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : مه كف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم ، فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله على حده ، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام. وهذا الحديث مما أبدى عذرنا في تلاوة هذا القرآن والعمل بأحكامه . وأما الوقت الذي وقع فيه الزيادة والنقصان ، فهو عصران : الأول : عصر الخلفاء بعده صلى الله عليه وآله ، وذلك من وجوه : أحدها : أن كتاب الوحي كانوا كثيرين ، منهم : أمير المؤمنين عليه السلام ، ومنهم : عثمان ، وما كانوا يكتبون في الأغلب الا ما كان ينزل عليه في المجالس والمحافل . وأما الذي كان يوحى إليه وهو صلى الله عليه وآله في منازله وخلواته ، فما كان يكتبه إلا أمير المؤمنين عليه السلام ، لأنه كان يدخل عليه في كل وقت ، كما روي عنهم عليهم السلام ، فمن ثم كان قراءته عليه السلام أجمع من غيره . وثانيها : أن من جملة ما نزل فيه آيات صريحة أو قريبة منها في لعن بني أمية وجماعة من المنافقين ، وكذلك نزل أيضا فيه آيات ناصة على مدائح أهل البيت عليهم السلام . فعمدوا إلى رفع الكل من القرآن الذي جمعه عثمان خوفا من الفضائح وحسدا لأهل البيت عليهم السلام . وثالثها : أن عثمان ما كان يعرف قواعد الكتابة على ما يوافق قواعد العربية ، ومن ثم وقع في هذا القرآن مخالفة كثيرة لقواعد العربية سميت برسم القرآن ، محافظة على ضبط هذا القرآن . روى السيد الجليل علي بن طاووس طاب ثراه في كتاب سعد السعود عن محمد بن بحر الرهني ، وهو من أعظم عظماء العامة من التفاوت في المصاحف التي بعث بها عثمان إلى أهل الأمصار ، قال : اتخذ عثمان سبع نسخ ، فحبس منها بالمدينة مصحفا ، وبعث إلى أهل مكة مصحفا ، والى أهل الشام مصحفا ، والى أهل الكوفة مصحفا ، والى أهل البصرة مصحفا ، والى أهل اليمن مصحفا ، والى أهل البحرين مصحفا. ثم عدد ما وقع فيها من الاختلاف بالكلمات والحروف ، مع أنها كلها بخط عثمان ، فإذا كان هذا حال مصاحفه في الاختلاف كيف يكون حال غيرها . ويؤيده ما ورد في الروايات وكتب السير من أن الخلفاء جمعوا القرآنات كلها وأحرقوها ، لما فيها من كثرة المخالفة لما في مصحف عثمان ، ولو لم يكن فيها مخالفة له لما قدموا على احراقها حتى صارت عليهم من أعظم المطاعن . وأما العصر الثاني ، فهو زمان القراء ووصول النوبة إليهم ، وذلك أن المصاحف التي وصلت إليهم كانت غير معربة ولا منقطة ، كما هو المتعارف في الاعصار السابقة ، والآن منها ما هو موجود بخطوط الأئمة عليهم السلام وغيرهم كذلك أيضا . نعم ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه المطالع السعيدة أن أبا الأسود الدؤلي أعرب مصحفا في خلافة معاوية ، فلما وقعت إليهم تلك المصاحف تصرفوا في إعرابها ونقطها على ما يوافق مذاهبهم في العربية . قال محمد بن بحر الرهني المذكور : أن كل واحد من القراء قبل أن يتجدد القارئ الذي بعده كانوا لا يجيزون إلا قراءته ، ثم لما جاء القارئ الثاني انتقلوا عن ذلك المنع إلى جواز قراءة الثاني ، وكذلك في القراءة السبعة ، فاشتمل كل منهم على انكار قراءته ، ثم عادوا إلى خلاف ما أنكروه ، ثم اقتصروا على هؤلاء السبعة ، مع أنه قد حصل في علماء المسلمين والعالمين بالقرآن أرجح منهم ، ومع أن زمان الصحابة ما كانوا هؤلاء السبعة ولا عددا معلوما من الصحابة للناس يأخذون القراءة عنهم ، ثم ذكر قول الصحابة لنبيهم صلى الله عليه وآله على الحوض إذا سألهم كيف خلفتموني في الثقلين من بعدي ، أما الأكبر فحرقناه وبدلناه ، وأما الأصغر فقتلناه ، ثم يذادون عن الحوض . ويظهر من هذا الكلام كله القدح في تواتر القراءات السبع لوجوه : أولها : لا نسلم تواترها عن القراء السبعة ، لأنه كان لكل قارئ راويان يرويان عنه قراءته ، نعم عرض لها التواتر في الطبقات اللاحقة . وثانيها : سلمنا ذلك لكن تواترها عن القراء لا يفيدنا علما بأنها متواترة عن النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم ، لأنهم آحاد من مخالفينا استبدوا بها وجعلوها فنا لهم ، كما جعل سيبويه النحو فنا له وتصرف فيه بما يوافق مذهبه ، وكذا غيره من النحاة وغيرهم .
            نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج 1 - شرح ص 531 - 532
            وثالثها : أن أرباب القراءة والتفسير كثيرا ما يقولون : قراءة حفص كذا ، وقرأ علي بن أبي طالب كذا ، وفي قراءة أهل البيت كذا ، بل يقولون : وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله كذا ، فيجعلون قراءتهم قسيمة لقراءته ، فان هذا من التواتر الذي يكون حجة علينا . وأما مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فلم يتمكن زمن خلافته من رد البدع التي حدثت قبله ، كما لم يقدر على النهي عن صلاة الضحى وعزل معاوية وشريح القاضي ، لان فيه ردا على من تقدمه ولا يقبله الناس منه ، لان محبة الأعرابيين قد أشربت في قلوبهم . ومن جملة من وافقنا على القدح في تواتر القراءات صاحب الكشاف عند تفسير قوله تعالى ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ) ونجم الأئمة الرضي في موضعين من شرحه على الكافية ، والسيد ابن طاووس في مواضع من كتاب سعد السعود . وأما الجواب عن تأويل الآية ، فهو أنا نقول : إن القرآن لم يلحقه باطل ، لان أهل البيت عليهم السلام حراسه ، وقد أظهروا ما وقع فيه وبينوه للناس ، وأزالوا الباطل عنه ، فلم يبق ثم باطل يلحقه ، ويرشد إلى حمله ما قلناه قوله صلى الله عليه وآله يجري في هذه الأمة ما جرى في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولا شك أن ما وقع في التوراة والإنجيل وغيرهما من التحريف والتغيير ظاهر مشهور وفي الكتب مسطور ، وهذه نبذة مما حققناه في الشرحين ، فمن أراد التفصيل فليطلبه من هناك .

            تعليق


            • #7
              ثانيا – العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي :
              فقد قال :
              بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 9 - ص 113
              " إنا نحن نزلنا الذكر " أي القرآن " وإنا له لحافظون " عن الزيادة والنقصان والتغيير والتحريف ، وقيل : نحفظه من كيد المشركين فلا يمكنهم إبطاله ولا يندرس ولا ينسى ، وقيل : المعنى : وإنا لمحمد حافظون .
              وهذا كلام منقول من الشيخ الطبرسي :
              تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 6 - ص 105
              ( وإنا له لحافظون ) * عن الزيادة والنقصان ، والتحريف والتغيير ، عن قتادة ، وابن عباس ، ومثله * ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) * . وقيل : معناه متكفل بحفظه إلى آخر الدهر على ما هو عليه ، فتنقله الأمة وتحفظه ، عصرا بعد عصر ، إلى يوم القيامة ، لقيام الحجة به على الجماعة من كل من لزمته دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن الحسن .
              وقيل : يحفظه من كيد المشركين ، ولا يمكنهم ابطاله ، ولا يندرس ، ولا ينسى ، عن الجبائي . وقال الفراء : يجوز أن يكون الهاء في له ، كناية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فكأنه قال : إنا نزلنا القرآن ، وإنا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم لحافظون .
              أكرر فأقول : إن القائلين بتحريف القرآن بالنقص يفسرون الآية بمعنى أن القرآن محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف، وحتى تحريف المعنى ! لكن هذا القرآن يكون عند أهل البيت ع؛ فإن جاء لهم في مكان آخر تصريح بالتحريف؛ فهو يفسر قولهم هذا، ولا يمكن القول بأنه تراجع عن رأيه، أو ما شابه لما أوضحناه .
              وقد ذكروا أنه ينفي التحريف اعتمادا على نقله لكلام الشيخ المفيد،
              ولنعرف الحقيقة، لنرى رأي الشيخ المفيد :

              المسائل السروية - الشيخ المفيد - ص 78 - 85
              المسألة التاسعة :
              صيانة القرآن من التحريف
              ما قولة - أدام الله تعالى حراسته - في القرآن :
              أهو ما بين الدفتين ، الذي في أيدي الناس ، أم هل ضاع مما أنزل الله تعالى على نبيه منه شئ ، أم لا ؟
              وهل هو ما جمعه أمير المؤمنين عليه السلام ، أم ما جمعه عثمان بن عفان على ما يذكره المخالفون ؟
              الجواب :
              لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله ، وليس فيه شئ من كلام البشر ، وهو جمهور المنزل . والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة ، المستودع للأحكام ، لم يضع منه شئ. وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك ، منها : قصوره عن معرفة بعضه . ومنها : شكه فيه وعدم تيقنه. ومنها : ما تعمد إخراجه منه . وقد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره ، وألفه بحسب ما وجب من تأليفه ، فقدم المكي على المدني ، والمنسوخ على الناسخ ، ووضع كل شئ منه في محله.
              فلذلك قاد جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : " أما والله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا ".
              وقال عليه السلام : " نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا ، وربع في عدونا ، وربع سنن وأمثال ، وربع فرائض وأحكام ، ولنا أهل البيت كرائم القرا ن ".
              لزوم التقيد بما بين الدفتين غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين ، وأن لا يتعداه إلا زيادة فيه ولا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام فيقرأ للناس القرآن على ما أنزله الله تعالى وجمعه أمير المؤمنين عليه السلام.
              وإنما نهونا عليهم السلام عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر ، وإنما جاء بها الآحاد ، وقد يغلط الواحد فيما ينقله . ولأنه متن قرأ الإنسان بما خالف ما بين الدفتين غرر بنفسه وعرض نفسه للهلاك . فنهونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه .
              فصل:
              وحدة القرآن وتعدد القراءات فإن قال قائل :
              كيف يصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة ، من غير زيادة فيه ولا نقصان ، وأنتم تروون عن الأئمة عليهم السلام أنهم قرأوا : " كنتم خير أئمة أخرجت للناس " ، و " كذلك جعلناكم أئمة وسطا " . وقرأوا : " يسألونك الأنفال ، وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس ؟
              قيل له :
              قد مضى الجواب عن هذا ، وهو:
              أن الأخبار التي جاءت بذلك أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها ، فلذلك وقفنا فيها ، ولم نعدل عما في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيناه . مع أنه لا ينكر أن تأتي القراءة على وجهين منزلين :
              أحدهما : ما تضمنه المصحف .
              والثاني : ما جاء به الخبر ، كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على أوجه شتى .
              فمن ذلك : قوله تعالى : وما هو على الغيب بضنين " يريد : ما هو ببخيل .
              وبالقراءة الأخرى : " وما هو على الغيب بظنين " يريد : بمتهم.
              ومثل قوله تعالى : جنات تجري تحتها الأنهار ".
              وعلى قراءة أخرى : " من تحتها الأنهار " ،.
              ونحو قوله تعالى : " إن هذان لساحران " ،. وفي قراءة أخرى: " إن هذين لساحران.
              وما أشبه ذلك بما يكثر تعداده ، ويطول الجواب بإثباته . وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى .)
              ونقل هذا الكلام العلامة المجلسي في بحار الأنوار - ج 89 - ص 74 دون تعليق؛ فقالو بأن المجلسي لايقول بالتحريف، ولنعرف الحقيقة لنقف ونتأمل كلام الشيخ المفيد السابق :
              أقول يجب أن لا نفهم كلام الشيخ المفيد بحيث يكون متناقضا؛ فقوله في البداية يفيد إعتقاده بالنقص، وقوله في النهاية يفيد عدم اعتقاده بالنقص؛ فأقول بأنه في البداية صرح بعقيدته بالنقص، أما نفيه في النهاية؛ فهو من باب عدم الجزم بأن الآية حقيقة نص الآية الفلانية كذا، لأنها الحديث بخصوص هذه الآية حديث آحاد، لكن حديث الآحاد في هذه الآية مع حديث آحاد في آية أخرى أدى للإستفاضة والتواتر، وهذا يدل بمجموعه على عقيدة النقص، وهذا رأي العلامة المجلسي، مع تسليمنا جدلا أن العلامة المجلسي نقل كلام المفيد؛ لأنه يعتقد به، لكن الشيخ المفيد صرح قائلا في موضع آخر وهو :
              أوائل المقالات - الشيخ المفيد - ص 80 - 82
              (59 - القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان أقول :
              إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد ( ص ) ، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان ، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه .
              وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه ، وقد امتحنت مقالة من ادعاه ، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده .
              وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين ( ع ) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز ، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى : ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) فسمى تأويل القرآن قرآنا ، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف . وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل ، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب .
              وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه ، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء ، وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز ، و يكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن ، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه ، ويوضح لعباده عن الحق فيه ، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه ، ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد ( ع ) ، وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت - رحمهم الله - من الزيادة في القرآن والنقصان فيه ، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار .)
              وقوله أشبه يعني أفضل؛ إذا هو يفضل الرأي القائل بأن المنقص ليس من الكلام القرآني المعجز، بل بالتفسير والتأويل إذا هو لا يقول بالتحريف، فهل نقول بأن العلامة المجلسي يقول بهذا أيضا ؟
              الجواب :
              أقول بأن العلامة المجلسي لم ينقل كلام الشيخ المفيد هذا، لنقول بانه يوافقه على هذا الكلام أيضا !
              وحتى كلامه السابق قد نقله العلامة المجلسي وعلق عليه :

              مرآة العقول ج3 ص 30 – 32 :
              باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام و أنهم يعلمون علمه كله
              (2)
              (الحديث الأول)
              (3) مختلف فيه"
              ما ادعى أحد"
              (4) أي غير الأئمة عليهم السلام و المراد بالقرآن كله ألفاظه و حروفه جميعا، و المراد بكما أنزل، ترتيبه و إعرابه و حركاته و سكناته و حدود الآي و السور، و هذا رد على قوم زعموا أن القرآن ما في المصاحف المشهورة، و كما قرأه القراء السبعة و أضرابهم، و اختلف أصحابنا في ذلك، فذهب الصدوق ابن بابويه و جماعة إلى أن القرآن لم يتغير عما أنزل و لم ينقص منه شي ء، و ذهب الكليني و الشيخ المفيد قدس الله روحهما و جماعة إلى أن جميع القرآن عند الأئمة عليهم السلام، و ما في المصاحف بعضه، و جمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه كما أنزل بعد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم و أخرج إلى الصحابة المنافقين فلم يقبلوا منه، و هم قصدوا لجمعه في زمن عمر و عثمان كما سيأتي تفصيله في كتاب القرآن.
              قال شيخنا السديد المفيد روح الله روحه في جواب المسائل السروية (( أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله و تنزيله، و ليس فيه شي ء من كلام البشر و هو جمهور المنزل، و الباقي مما أنزله الله تعالى قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام، لم يضع منه شي ء، و إن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع، الأسباب دعته إلى ذلك، منها قصوره عن معرفة بعضه، و منها ما شك فيه، و منها ما عمد بنفيه، و منها ما تعمد إخراجه عنه، و قد جمع أمير المؤمنين عليه السلام القرآن المنزل من أوله إلى آخره و ألفه بحسب ما وجب من تأليفه، فقدم المكي على المدني و المنسوخ على الناسخ و وضع كل شي ء منه في موضعه، فلذلك قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: أما و الله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا، و ساق الكلام إلى أن قال: غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا عليهم السلام أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين و أن لا نعتداه إلى زيادة فيه و لا نقصان منه حتى يقوم القائم عليه السلام، فيقرأ الناس القرآن على ما أنزل الله و جمعه أمير المؤمنين عليه السلام، و إنما نهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف، لأنها لم تأت على التواتر، و إنما جاءت بها الآحاد، و الواحد قد يغلط فيما ينقله، و لأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين- الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف و أغرى به الجبارين و عرض نفسه للهلاك فمنعونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه)) انتهى.
              و الأخبار من طريق الخاصة و العامة في النقص و التغيير متواترة، و العقل يحكم بأنه إذ كان القرآن متفرقا منتشرا عند الناس، و تصدي غير المعصوم لجمعه يمتنع عادة أن يكون جمعه كاملا موافقا للواقع، لكن لا ريب في أن الناس مكلفون بالعمل بما في المصاحف و تلاوته حتى يظهر القائم عليه السلام، و هذا معلوم متواتر من طريق أهل البيت عليهم السلام و أكثر أخبار هذا الباب مما يدل على النقص و التغيير و سيأتي كثير منها في الأبواب الآتية لا سيما في كتاب القرآن، و سنشبع القول فيه هناك إنشاء الله تعالى.)
              إذا تبين أن العلامة المجلسي لم يوافق على كلام الشيخ المفيد في أوائل المقالات، بل وافقه على كلامه في المسائل السروية؛ معتبرا إياه قائلا بالنقص، ولنعرف رأي العلامة المجلسي بوضوح تام :
              مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 12، ص: 525
              (لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر، فإن قيل أنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك، وتجويزهم (أي الأئمة) عملنا بهذا القرآن ثبت بالآحاد فيكون القرآن بمنزلة خبر واحد في العمل، قلنا ليس كذلك إذ تقريرهم على قراءة هذا القرآن والعمل به متواتر معلوم إذا لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحداً من أئمتنا أعطاه قرآناً أو علمه قراءة وهذا ظاهر لمن تتبع الأخبار، ولعمري كيف يجترئون على التكلفات الركيكة في تلك الأخبار مثل ما قيل في هذا الخبر أن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية أو كانت التجزئة بالآيات أكثر وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير" )
              بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 31 - ص 216 - 217
              فظهر أن السبب الحامل لهم على تفويض جمع القرآن إليه أولا ، وجمع الناس على قراءته ثانيا تحريف الكلم عن مواضعه ، وإسقاط بعض الآيات الدالة على فضل أهل البيت عليهم السلام والنص عليهم ، كما يظهر من الاخبار المأثورة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، ولو فوضوا إلى غيره لم يتيسر لهم ما حاولوا . ومن جملة القراءات التي حظرها وأحرق المصحف المطابق لها قراءة أبي بن كعب ومعاذ بن جبل ، وقد عرفت في بعض الروايات السابقة أن النبي صلى الله عليه وآله أمر بالأخذ عنهما . هذا سوق الطعن على وجه الالزام وبناء الكلام على الروايات العامية ، وأما إذا بني الكلام على ما روي عن أهل البيت عليهم السلام فتوجه الطعن أظهر وأبين ، كما ستطلع عليه في كتاب القرآن إن شاء الله .
              مرآة العقول ج2 ص 437 :
              ليعلم أن للقرآن حملة يحفظونه عن التحريف في كل زمان، و هم الأئمة عليهم السلام، و يحتمل على هذا أن يكون الظرف في قوله:" في صدور" متعلقا بقوله" بينات" فاستدل عليه السلام به على أن القرآن لا يفهمه غير الأئمة عليهم السلام، لأنه تعالى قال: الآيات بينات في صدور قوم، فلو كانت بينة في نفسها لما قيد كونها بينة بصدور جماعة مخصوصة.
              و يحتمل أن تكون كلمة (ما) موصولة فيكون بيانا لمرجع ضمير (هو) في الآية، أي الذي قال تعالى إنه آيات بينات هو ما بين دفتي المصحف لكنه بعيد جدا.

              تعليق


              • #8
                قراءات القرآن :
                لقد أمر الأئمة ع بقراءة القرآن، وفقا لما يقرأه الناس، في زمانهم، وذلك إلى أن يظهر المهدي عج؛ فيقرأ القرآن القراءة الصحيحة، ومذهب أهل البيت ع لا يعترف، أصلا، بالقراءات العامية، وإنما جاء الأمر بقراءتها تقية عامة، لكل الشيعة، وكم من حديث في كتب الشيعة يذكر أن قراءة أهل البيت ع كذا بخلاف قراءة حفص ، وإذا شئتم ابحثوا في كتبنا عن جملة (قراءة أهل البيت ) أو (قراءتهم عليهم السلام) وستجدون الكثير منها، وأخص بالذكر كتاب مرآة العقول للعلامة المجلسي .
                البيان في تفسير القرآن - السيد الخوئي - ص 167 - 168
                ( جواز القراءة بها في الصلاة :
                ذهب الجمهور من علماء الفريقين إلى جواز القراءة بكل واحدة من القراءات السبع في الصلاة ، بل ادعي على ذلك الاجماع في كلمات غير واحد منهم وجوز بعضهم القراءة بكل واحدة من العشر ، وقال بعضهم بجواز القراءة بكل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ، ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا ، وصح سندها ، ولم يحصرها في عدد معين .
                والحق :
                ان الذي تقتضيه القاعدة الأولية ، هو عدم جواز القراءة في الصلاة بكل قراءة لم تثبت القراءة بها من النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله وسلم - أو من أحد أوصيائه المعصومين - عليهم السلام - ، لان الواجب في الصلاة هو قراءة القرآن فلا يكفي قراءة شئ لم يحرز كونه قرآنا ، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمة ، وعلى ذلك فلا بد من تكرار الصلاة بعد القراءات المختلفة أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاة الواحدة ، لاحراز الامتثال القطعي ، ففي سورة الفاتحة يجب الجمع بين قراءة " مالك " ، وقراءة " ملك " . أما السورة التامة التي تجب قراءتها بعد الحمد - بناء على الأظهر - فيجب لها إما اختيار سورة ليس فيها اختلاف في القراءة ، وإما التكرار على النحو المتقدم . وأما بالنظر إلى ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين - عليهم السلام - شيعتهم على القراءة ، بأية واحدة من القراءات المعروفة في زمانهم ، فلا شك في كفاية كل واحدة منها . فقد كانت هذه القراءات معروفة في زمانهم ، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها ، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر ، ولا أقل من نقله بالآحاد ، بل ورد عنهم - عليهم السلام - إمضاء هذه القراءات بقولهم : " إقرأ كما يقرأ الناس . إقرؤا كما علمتم ". وعلى ذلك فلا معنى لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو العشر ، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءة شاذة ، غير ثابتة بنقل الثقات عند علماء أهل السنة ، ولا موضوعة ، أما الشاذة فمثالها قراءة " ملك يوم الدين " بصيغة الماضي ونصب يوم ، وأما الموضوعة فمثالها قراءة " إنما يخشى الله من عباده العلماء " برفع كلمة الله ونصب كلمة العلماء على قراءة الخزاعي عن أبي حنيفة . وصفوة القول : أنه تجوز القراءة في الصلاة بكل قراءة كانت متعارفة في زمان أهل البيت عليهم السلام .)
                إذا هي قراءات بروايات سنية، والسيد الخوئي يشترط أنها ثابتة بنقل الثقات عند السنة، وبالأصل لا علاقة لها بأهل البيت ع
                مع انه جاء في بعض رواياتنا أمر الأئمة ع بعض أصحابهم بقراءة نص الآية الصحيح، دون النص المتداول الخاطئ، وقد علق العلامة المجلسي والشيخ النوري على هذا؛ فقد قال في فصل الخطاب :

                ((((((((((( (كب) 167ـ السياري عن يونس عن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون هكذا أقرأها.
                (كج) 168ـ ثقة الإسلام في (الكافي) عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
                (كد) 169ـ العياشي عن يونس عنه (ع) مثله قال المجلسي ره في قوله هكذا فاقرأ هذا يدل على جواز التلاوة على غير القراءات المشهورة والأحوط عدم التعدي عنها لتواتر تقرير الأئمة عليهم السلام أصحابهم على القراءات المشهورة وأمرهم بقراءتهم كذلك والعمل بها حتى يظهر القائم عليه السلام انتهى. قلت يحتمل أنه كان تلك القراءة أيضاً متداولة بين الناس في عهده (ع) وصيرورتها شاذة بعد ذلك لا يضر بالجواز أو الغرض بيان القراءة الصحيحة والأمر بالاعتقاد بها.)))))))))))
                و أقول لقد نقلنا سابقا قول الشيخ المفيد في المسائل السروية (و إنما نهونا عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف، لأنها لم تأت على التواتر، و إنما جاءت بها الآحاد، و الواحد قد يغلط فيما ينقله، و لأنه متى قرأ الإنسان بما يخالف ما بين- الدفتين غرر بنفسه من أهل الخلاف و أغرى به الجبارين و عرض نفسه للهلاك فمنعونا عليهم السلام عن قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين لما ذكرناه)
                فأقول إذا كانت هذه هي العلة؛ فإن الأمر قد لا يشمل جميع أصحاب الأئمة؛ فإنهم يسمعون قول الإمام مباشرة، وقد يقرؤوا النص الصحيح دون معرفة العامة بهم، وهذا حالة خاصة، لا نقول بها إلا لمن خصهم الأئمة بذلك، وهذا قليل جدا، أما الحالة العامة فهي أمر أصحابهم وشيعتهم بقراءة المتداول بين الناس .
                الآن فلنسأل سؤالا لخصوص الشيعة :
                هل تؤمنون حقيقة بالقراءات السبع أو العشر ؟
                والسؤال الآخر :
                إذا طبع القرآن، وتداوله الناس بإحدى هذه القراءات بغير رواية حفص المعروفة ، هل سنقول عندها نعم حرف القرآن، أم سنؤمن عندها بالقراءات ؟
                أفيدكم علما أن القرآن مطبوع بمختلف القراءات السنية، وفيها خلافات كثيرة ، وأحيانا تزيد كلمة، وأحيانا تنقص كلمة !
                وهناك أمثلة كثيرة أذكر منها أنه في قرآن حفص قوله ( سلام على إل ياسين ) وفي قرآن ورش المطبوع المتداول ( سلام على آل ياسين ) نلاحظ أن الآية في قرآن ورش غير محرفة .
                وهناك أمثلة كثيرة .
                ويمكنكم تنزيل مختلف طبعات القرآن بصيغة pdf من النت .
                قد يقول البعض تحريف القراءة غير تحريف القرآن ، فأقول له وضح لي ذلك؛ فنحن لا نؤمن بالقراءات السنية، ولا نقرأها إلا بسبب أمر الأئمة ع بقراءتها، تقية عامة، حتى يظهر المهدي عج؛ إذاً هي حقيقة ليست قرآنا، وهذا هو التحريف بعينه عندنا .
                أخيرا أقول :
                قولنا بالتحريف بمعنى النقص، وتبديل مواضع الآيات وزيادات طفيفة، هو مثل الخلافات بين القراءات .
                وهذا النقص حاصل في أسماء أهل البيت ع، وأعدائهم، والفضائل، والذم، وليس في الأحكام، وهذا يفهم من روايات التحريف عندنا .
                ثم بالجمع بين حديث الثقلين وأحاديث الحض على تلاوة القرآن الموجود العرض عليه، وبين روايات التحريف، نستنتج أن التحريف لم يضر كثيرا بالموجود، كما حصل في التوراة والإنجيل .
                بإختصار؛ قولنا بالتحريف، أم عدم قولنا لن يكون له تأثير عملي على الأخذ بالموجود من القرآن؛ فإننا مؤمورون بقراءة الموجود وعدم تعديه حتى ظهور مولانا المهدي عج ،
                وعقيدة النقص من الناحية العملية نفس عقيدة نسخ التلاوة .
                أما تغيير ترتيب الآيات؛ يقول به كثير من علمائنا الذين لا يقولون بالنقص ، وكثير من علماء السنة، ولا يؤمنون بأن هذا الترتيب من الله ورسوله، بل اجتهاد من الصحابة .
                أما القول بأن التصريح بعقيدة النقص أو الإيمان بها يشين المذهب، فمردود؛ لأن أهل السنة يتهمون الشيعة بالتحريف سواء نفوا ذلك، أو أقروه !!
                أما الزيادات الطفيفة؛ فهي مثل الزيادات في قراءات السنة المختلفة.
                أنا برأيي أن عقيدة النقص من حقائق مذهب أهل البيت ع، وأن إنكارها طعن في المذهب، وفي كتب المذهب ،
                وعقيدة النقص لا تطعن بالقرآن الحقيقي، وتقر بالموجود من القرآن، فلا مشكلة بالقول بالنقص.
                ثم إن أدلة النقص من كتب السنة كثيرة جدا !

                تعليق


                • #9
                  السيد نعمة الله الجزائري – الأنوار النعمانية :
                  (إن تسليم تواترها عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزر به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها)
                  انت تسأل والجزائري يجيب ...

                  سؤال : اطبقوا على صحة ماذا وتصديق ماذا؟

                  صحة الروايات الدالة على التحريف وتصديقها

                  سؤال : ومن خالف هذا الاطباق والتصديق بالتحريف؟؟؟
                  قال الجزائري
                  "نعم قد خالف فيها المرتضى والصدوق والشيخ الطبرسي وحكموا بأن ما بين دفتي المصحف هو القرآن المنزل لا غير ولم يقع فيه تحريف ولا تبديل"




                  .


                  تعليق


                  • #10


                    العضو رضوان كف عن هذا الالاعيب
                    المكشوفة.
                    منذ ان سجلت بالمنتدى قمت بفتح كذا موضوع تشابه تلك المواضيع المطروحة بمنتديات النصارى.
                    واراك مُستميت في اثبات ان القران محرف والشبهات الجنسية على الرسول حاشاه منها
                    اغلب المواضيع التي تطرحها مدارها القران محرف واتهام النبي بأمور جنسية شاذة لم تطرء إِلا على النصارى الملاعين ومن على شاكلتهم.
                    والفطن يلاحظ عليك أمرين:

                    عندما تقوم بطرح موضوع موجه لابناء السنة
                    يكون صلب موضوعك الغمز واللمز برسوله الله لا الطعن بعقيدتهم او انتقاد مدرستهم.
                    لذالك الواضح عليك مُستمت في اثبات تلك الشبهات الجنسية الشاذة على رسول الله لا على انتقاد عائشة او من نقل عنها الخبر.
                    ويتضح ذلك من خلال تمسكك دون خجل بما وصلت إِليه يديك من مصادرهم واخذت منها ماتريد ان تروج له.
                    ولو قالوا لك الرواية ضعيفة لاصحة لها
                    لما التفت لذلك انما الهدف هو النبي

                    و الامر الثاني:

                    عندما تقوم بطرح موضوع موجه لشيعة
                    لايكون الغاية منه الطعن
                    بعقيدة الإِمامية انما الهدف الرئيسي وغايتك ضرب كتاب الله لذلك تقوم بطرح شبهات مدارها حول حصول التحرف بكتاب الله عز وجل.
                    ويتضح عليك من خلال الإِستماته فيما تريد اثباته.
                    لربما غايتك الرد على من يعتقدون بتحريف الانجيل والتوراة.
                    وايضا لا تلفت لو قالوا لك الإِمامية لانعتقد بتحريف القران .

                    وقمت بكل ذلك بطريقة مُبطنة التوائية وبحكم ان المنتدى اسلامي شيعي ادعيت انك من الشيعة.
                    واطلب من الاعضاء السنة والشيعة مُتابعة مواضيعك والتدقيق بمشاركاتك.
                    الخلاصة :
                    الواضح عليك هو اثبات الشبهات التي تؤمن بصحتها لتنسبها لرسول والطعن بالقران ولكن بطريقة الالتوائية بغيضة
                    كبغض سريرتك وسوء طوية .
                    وحسب مااراه ولايخالجني شك
                    انت لاتنتمي الى اي فرقة من فرق المُسلمين ومن الظلم ان انسبك لاحدى الطوائف المشهور لدى المُسلمين.

                    التعديل الأخير تم بواسطة عنيد; الساعة 01-08-2012, 09:23 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      [quote=رضوان الله]أولا – أدلة نفي التحريق من القرآن :
                      الدليل الأول :
                      القرآن الكريم – سورة الحجر :
                      وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ( 6 ) لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ( 7 ) ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ( 8 ) إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ( 9 )
                      إذا سلمنا أن معنى( الذكر) القرآن، وليس النبي ص، وإذا سلمنا أن الضمير في ( له) عائد للذكر، الذي فرضنا أنه القرآن، وإذا سلمنا أن هذه الآية تشمل الآيات التي نزلت بعدها؛ لأنها مكية ؛ فأقول : القرآن محفوظ عند المهدي عج .
                      وأقول أنتم أيضا تخصصون الآية؛ بأنها لا تعني حفظ القرآن من التحريف بمعناه .
                      وهذه الآية تصف النبي ص أنه ذكر :

                      القرآن الكريم – سورة الطلاق :
                      أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا ( 10 ) رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا ( 11 )
                      التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 3 - ص 102
                      إنا نحن نزلنا الذكر رد لإنكارهم واستهزائهم ولذلك أكده من وجوه وإنا له لحافظون من التحريف والزيادة والنقصان .
                      وهو بقصد أنه محفوظ عند أهله وهم أهل البيت ع :
                      التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 55
                      ( أقول : يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الإمام ( عليه السلام ) كذلك فان الثقلين سيان في ذلك .)
                      وفي قوله التالي لا يفيد بقوله بالتحريف بمعنى حذف التفسير؛ لأنه قال (لا يبعد) وقال (بعض المحذوفات) :
                      التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 51 - 52
                      (ولا يبعد أيضا أن يقال إن بعض المحذوفات كان من قبيل التفسير والبيان ولم يكن من أجزاء القرآن فيكون التبديل من حيث المعنى أي حرفوه وغيروه في تفسيره وتأويله أعني حملوه على خلاف ما هو به ، فمعنى قولهم ( عليهم السلام ) كذا نزلت أن المراد به ذلك لا أنها نزلت مع هذه الزيادة في لفظها فحذف منها ذلك اللفظ .)
                      وقال السيد هشم البحراني في مقدمة تفسير البرهان :
                      (وأيضاً أن القرآن الذي هو الأصل الموافق لما أنزل الله سبحانه لم يتغير ولم يحرف بل هو على ما هو عليه محفوظ عند أهله وهم العلماء به، فلا تحريف كما صرح به الإمام في حديث سليم الذي مر من كتاب الاحتجاج في الفصل الأول من مقدمتنا هذه، وإنما التغيير في كتابه المغيرين إياه وتلفظهم به فإنهم ما غيروا إلا عند نسخهم القرآن فالمحرف إنما هو ما أظهروه لأتباعهم، والعجب من مثل السيد أن يتمسك بأمثال هذه الأشياء التي هي محض الاستبعاد بالتخيلات في مقابل متواتر الروايات فتدبر. )
                      وقال العلامة المجلسي في مرآة العقول ج2 ص 437 :
                      ليعلم أن للقرآن حملة يحفظونه عن التحريف في كل زمان، و هم الأئمة عليهم السلام)
                      الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 6 – 7 ( رد الإمام الحسن ع على قولهم بالتحريف ) :
                      (ثم قالوا : قد صاغ منه قرآن كثير ، بل كذبوا والله بل هو مجموع محفوظ عند أهله)

                      الدليل الثاني :
                      القرآن الكريم – سورة فصلت :
                      إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ( 41 ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ( 42 )
                      فأقوى ما جاء في تفاسيرنا الشيعية روايات عن الأئمة، أن القرآن لا ينسخه أو يبطله كتاب قبله أو بعده .
                      وهذا ينطبق على القرآن الحقيقي الذي لم يفترق عن أهل البيت ع، وهو عند الإمام .

                      تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 2 - ص 266
                      وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ( ع ) في قوله ( ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ) يعنى القرآن الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ) قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور واما من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله
                      التبيان - الشيخ الطوسي - ج 9 - ص 131 - 132
                      وقوله " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه " قيل في معناه أقوال خمسة :
                      أحدها - انه لا تعلق به الشبهة من طريق المشاكلة ، ولا الحقيقة من جهة المناقضة وهو الحق المخلص والذي لا يليق به الدنس .
                      والثاني - قال قتادة والسدي : معناه لا يقدر الشيطان أن ينقص منه حقا ولا يزيد فيه باطلا .
                      الثالث - ان معناه لا يأتي بشئ يوجب بطلانه مما وجد قبله ولا معه ولا مما يوجد بعده . وقال الضحاك : لا يأتيه كتاب من بين يديه يبطله ولا من خلفه أي ولا حديث من بعده يكذبه .
                      الرابع - قال ابن عباس : معناه لا يأتيه الباطل من أول تنزيله ولا من آخره .
                      والخامس - ان معناه لا يأتيه الباطل في اخباره عما تقدم ولا من خلفه ولا عما تأخر .
                      معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 24 - 25
                      (4 - حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسر - رضي الله عنه - قال : حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد ، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال : كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا : سحر مبين تقوله ، فقال الله : " ألم ذلك الكتاب " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها " الف ، لام ، ميم " وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم ، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله : " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا " ثم قال الله : " ألم " هو القرآن الذي افتتح ب‍ " ألم " هو " ذلك الكتاب " الذي أخبرت به موسى فمن بعده الأنبياء فأخبروا بني إسرائيل أن سأنزل عليك يا محمد كتابا عزيزا " لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " " لا ريب فيه " لا شك فيه لظهوره عندهم كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل ، يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم " هدى " بيان من الضلالة " للمتقين " الذين يتقون الموبقات ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم .)
                      الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 370 - 371
                      (والذي ينفع الناس منه : فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه)
                      وقال السيد هشم البحراني في مقدمة تفسير البرهان :
                      (ثم ما استدل به المنكرون بقوله: إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: وقوله سبحانه إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون: فجوابه بعد تسليم دلالتها على مقصودهم ظاهر مما بيناه من أن أصل القرآن بتمامه كما أنزل الله محفوظ عند الإمام ووراثه عن علي عليه السلام فتأمل والله الهادي)
                      نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج 1 - شرح ص 531 - 532
                      (وأما الجواب عن تأويل الآية ، فهو أنا نقول : إن القرآن لم يلحقه باطل ، لان أهل البيت عليهم السلام حراسه ، وقد أظهروا ما وقع فيه وبينوه للناس ، وأزالوا الباطل عنه ، فلم يبق ثم باطل يلحقه ، ويرشد إلى حمله ما قلناه قوله صلى الله عليه وآله يجري في هذه الأمة ما جرى في الأمم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ، ولا شك أن ما وقع في التوراة والإنجيل وغيرهما من التحريف والتغيير ظاهر مشهور وفي الكتب مسطور ، وهذه نبذة مما حققناه في الشرحين ، فمن أراد التفصيل فليطلبه من هناك .)
                      مع أننا لم نجد رواية عن النبي ص، أوأهل بيته ع، أو أصحابه يفسرون الآيتين بمعنى حفظ القرآن من التحريف، وفقا للمشهور بين الناس في زماننا !! فمن أول من قال أنهما يدلان على عدم التحريف ؟
                      القارء لموضوعك يتبين له طريقة الترقيع من طرف شيوخ الاثنا عشريه .
                      و اعترافهم الصريح ان القران اللذي المعني بالحفض مع المهدي.
                      و ان النسخ اللتي بينا ايدينا ليسة مشمله بحفض الله
                      و الصريح في القول (حسبا كلام هؤلاء الشيوخ)
                      ان الله كتب علينا ان نعيش في التيه كما كتب على بني اسرائيل ( منذ 12 قرن )حتا يضهر المهدي و يبين للناس هذا القران المحفوض من رب العباد.
                      الاستنتاج....(لقدوضعونا امام خيارين احسنهم مر)
                      1 اذا كان المرجع محرف فكيف السبيل
                      - القاعده تقول اذا اختلفهم في شيئ ردوه لكتاب الله.
                      - وكيف نثق بالرويات و المرجع لم يسلم من التحريف فكل شيئ مسه التحريف.
                      2 او ان نقول المرجع صحيح ونخدع انفسنا ونتبع الهوا ونئخذ اقويل ورويات مفبرك للحفاض على المصلحه الخاصه حتا ضهور المهدي بالقران الصحيح لنتدارك ما فات .
                      فكل اعمالنا منذ الغيبه في مهب الريح ال يومنا هذا.
                      واذا اراد الله ان يرفئ بنا فلا يحاسبنا على اعمالنا
                      حتا يضهر لنا كتابه الصحيح .
                      وحجتي على الله (( يارب لقد اخفية علينا كتابك وما انزل على نبيك مع الحجه)) فكيفا تحاسبنا على ما ليسا لنا به علم .

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عنيد


                        العضو رضوان كف عن هذا الالاعيب
                        المكشوفة.
                        منذ ان سجلت بالمنتدى قمت بفتح كذا موضوع تشابه تلك المواضيع المطروحة بمنتديات النصارى.
                        واراك مُستميت في اثبات ان القران محرف والشبهات الجنسية على الرسول حاشاه منها
                        اغلب المواضيع التي تطرحها مدارها القران محرف واتهام النبي بأمور جنسية شاذة لم تطرء إِلا على النصارى الملاعين ومن على شاكلتهم.
                        والفطن يلاحظ عليك أمرين:

                        عندما تقوم بطرح موضوع موجه لابناء السنة
                        يكون صلب موضوعك الغمز واللمز برسوله الله لا الطعن بعقيدتهم او انتقاد مدرستهم.
                        لذالك الواضح عليك مُستمت في اثبات تلك الشبهات الجنسية الشاذة على رسول الله لا على انتقاد عائشة او من نقل عنها الخبر.
                        ويتضح ذلك من خلال تمسكك دون خجل بما وصلت إِليه يديك من مصادرهم واخذت منها ماتريد ان تروج له.
                        ولو قالوا لك الرواية ضعيفة لاصحة لها
                        لما التفت لذلك انما الهدف هو النبي

                        و الامر الثاني:

                        عندما تقوم بطرح موضوع موجه لشيعة
                        لايكون الغاية منه الطعن
                        بعقيدة الإِمامية انما الهدف الرئيسي وغايتك ضرب كتاب الله لذلك تقوم بطرح شبهات مدارها حول حصول التحرف بكتاب الله عز وجل.
                        ويتضح عليك من خلال الإِستماته فيما تريد اثباته.
                        لربما غايتك الرد على من يعتقدون بتحريف الانجيل والتوراة.
                        وايضا لا تلفت لو قالوا لك الإِمامية لانعتقد بتحريف القران .

                        وقمت بكل ذلك بطريقة مُبطنة التوائية وبحكم ان المنتدى اسلامي شيعي ادعيت انك من الشيعة.
                        واطلب من الاعضاء السنة والشيعة مُتابعة مواضيعك والتدقيق بمشاركاتك.
                        الخلاصة :
                        الواضح عليك هو اثبات الشبهات التي تؤمن بصحتها لتنسبها لرسول والطعن بالقران ولكن بطريقة الالتوائية بغيضة
                        كبغض سريرتك وسوء طوية .
                        وحسب مااراه ولايخالجني شك
                        انت لاتنتمي الى اي فرقة من فرق المُسلمين ومن الظلم ان انسبك لاحدى الطوائف المشهور لدى المُسلمين.


                        السلام عليكم
                        انرتنا انار الله طريقك
                        لقد كتبت ردي قبل ان اقرء ردك
                        و علمتني شيئ
                        يجب قرائة شمولية الموضوع و الردود قبل الرد.
                        اما كاتب الموضوع ( اضعه في خانت الاتهام حتا يتبين لي العكس و الرد عليه يكون حذر.))

                        تعليق


                        • #13
                          يجب أن تكونوا مع الدليل، ولا يهم من هو الكاتب، ولأي طائفة ينتمي .
                          العجيب منكم أنكم أخذتم ببعض المواضيع مني، وحرفتم غايتها ، وتناسيتم كتابي الذي وضعت رابطا له في توقيعي وهو ب 3 مجلدات لنسف الصحيحين وإثبات صحة مذهب التشيع
                          من المعروف أن الشيعة ينتقدون عائشة وغيرها على أحاديثها الجنسية ضد النبي ص ،وإذا كانت بعض الأحاديث ضعيفة السند فكثير منها في الصحاح .
                          تحاولون القول بأني آخذ من النصارى، وهذا قول مضحك ! ولإثبات كذبه راجعوا كتابي كسر الصنمين المجلد الأول آخر فصل في المجلد ، وستجدون المقارنة بين عقائد اليهود والنصارى وأهل السنة ، وستعرفون كيف أني أستنكرها جميعا
                          وأخيرا ... آمل أن تكون الإجابات على ما طرح في الموضوع بعد قراءته كاملا وبدقة .
                          التعديل الأخير تم بواسطة رضوان الله; الساعة 03-08-2012, 03:39 PM.

                          تعليق


                          • #14
                            أضيف للبحث إضافة مهمة وهي :

                            الأخطاء الإملائية في القرآن الكريم :
                            حقائق هامة حول القرآن الكريم - السيد جعفر نرتضى العاملي - ص 200 – 207
                            مفارقات في الرسم القرآني:
                            ومن جهة أخرى، فإن الذين كتبوا المصاحف، التي أرسلت إلى الأقطار، في عهد عثمان، وكذلك الذين كتبوا سائر المصاحف الشخصية، من الصحابة، أو غيرهم ـ وهي كثيرة ـ إن هؤلاء، كانوا لا يجيدون الكتابة، قال ابن خلدون:
                            ((.. كان الخط العربي لأول الإسلام غير بالغ إلى الغاية من الإحكام، والإتقان، والإجادة ولا إلى التوسط ؛ لمكان العرب من البداوة، والتوحش، وبعدهم عن الصنائع.
                            وانظر ما وقع ـ لأجل ذلك ـ في رسمهم المصحف، حيث رسمه الصحابة ، بخطوطهم، وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثير من رسومهم، ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها..)) (مقدمة ابن خلدون ص419. وراجع: القرآن تأليف بلاشير ص31 و33و94و95و107.).
                            وقال ابن الخطيب: ((.. لما كان أهل العصر الأول قاصرين في فن الكتابة، عاجزين في الإملاء ؛ لأميتهم، وبداوتهم، وبعدهم عن العلوم والفنون، كانت كتابتهم للمصحف سقيمة الوضع، غير محكمة الصنع ؛ فجاءت الكتبة الأولى مزيجاً من أخطاء فاحشة، ومناقضات متباينة في الهجاء والرسم..)) (التمهيد في علوم القرآن ج1 ص230 عن: الفرقان: لابن الخطيب ص57.).
                            وستأتي إشارة الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام، إلى حروف أخطأت بها الكتبة، وتوهمتها الرجال..
                            وقال الأبياري:
                            ((قال ابن قتيبة، وهو يناقش بعض القراءات:
                            ((وليست تخلو هذه الحروف، من أن تكون على مذهب من مذاهب أهل الإعراب، أو أن تكون غلطاً من الكاتب..
                            فإن كانت على مذهب النحويين ؛ فليس هاهنا لحن بحمد الله.
                            وإن كانت خطأ في الكتابة، فليس على الله، ولا على رسوله (ص)، جناية الكاتب في الخط.
                            ولو كان هذا عيباً يرجع على القرآن ؛ لرجع عليه كل خطأ وقع في كتابة المصحف، من طريق التهجي.
                            فقد كتب في الإمام: ((إن هذن لساحران)) (طه /63.) بحذف ألف التثنية.
                            وكذلك ألف التثنية تحذف في هجاء هذا المصحف في كل مكان..
                            وكتب كتاب المصحف: الصلوة، والزكوة، والحيوة، بالواو، واتبعناهم في هذه الحروف خاصة على التيمن بهم)) (تأويل مشكل القرآن ص40و41.).
                            ثم أضاف الأبياري: ((فنحن إذن، بين رسم لكتّاب، كان ما رسموا آخر الجهد عندهم. ولقد حفظ الله كتابه بالحفظة القارئين، أكثر مما حفظه بالكتاب الكاتبين. ثم كانت إلى جانب الحفظ حجة أخرى على الرسم، وهي لغة العرب، أقامت الرسم لتدعيم الحفظ، ولم تقم الحفظ لتدعيم الرسم إلخ..)) (تاريخ القرآن للأبياري ص145/146.). انتهى.
                            بل إن عثمان نفسه، الذي قام بمشروع توحيد المصاحف، قد اعترف بذلك أيضاً ؛ فقد روي: أنه لما كتبت المصاحف، وعرضت عليه، وجد فيها حروفاً من اللحن، ولكنه لم يوافق على تغييرها، وقال: ((إن في المصحف لحنا))، فلما طلب إليه تغييره، قال: دعوه، أو قال:
                            ((.. لا تغيروها ؛ فإن العرب ستغيرها، أو قال: ستعربها بألسنتها. لو كان الكاتب من ثقيف، والمملي من هذيل، لم توجد فيه هذه الحروف)).
                            وفي نص آخر أنه قال: دعوه ؛ لا يحلل حراماً، ولا يحرم حلالاً (راجع: الطرائق ص490 /491 والتفسير الكبير ج22 ص74 وج11 ص106 عن عثمان وعائشة. والإتقان ج1 ص183 و184 عن ابن الأنباري، وابن أشته في المصاحف وكنز العمال ج2 ص372 عن ابن أبي داود، وابن الأنباري، وذكر أربع روايات. ومناهل العرفان ج1 ص379 وتاريخ القرآن للأبياري ص118 ودلائل الصدق ج3 قسم1 ص96 عن تفسير الثعلبي، والتمهيد في علوم القرآنج1 ص316 عن المصاحف ص32/33. ومحاضرات الأدباء، المجلد الثاني الجزء الرابع ص434 وعن معالم التنزيل.
                            وراجع أيضاً: غرائب القرآن، بهامش الطبري ج6 ص23 عن عثمان وعائشة ولباب التأويل ج1 ص422.).
                            ويلاحظ: أنه قد كان ثمة عناية خاصة بالمحافظة على الرسم القرآني الأول، رغم ما فيه من المفارقات والأخطاء في الكتابة والرسم، وقد علل ذلك العلامة الشيخ محمد هادي معرفت بقوله:
                            ((.. وجود أخطاء إملائية لم تتبدل، يفيد المسلمين في ناحية احتجاجهم بها على سلامة كتابهم من التحريف عبر القرون، إذ أن أخطاء إملائية، لا شأن لها، وكان جديراً أن تمد إليها يد الإصلاح، ومع ذلك بقيت سليمة عن التغيير..)) (التمهيد في علوم القرآن ج1 ص317.).
                            نماذج يسيرة:
                            وإذا ما أردنا أن نذكر بعض الشواهد، والموارد التي تجلّى فيها ضعف الكتاب والنساخ في أمر الكتابة، ثم ما وقعوا فيه من اشتباهات، أو مخالفات لا مبرر لها، فإننا نجد: أن ذلك يتجلى في نواحٍ عديدة، نذكر منها:
                            ألف:
                            ما كنت بنحوين مختلفين..
                            أي أنهم قد كتبوا الكلمة الواحدة على صورة في موردٍ، ثم كتبوها على صورة أخرى في مورد آخر..
                            ونذكر هنا على سبيل المثال كلمة:
                            (فيما)
                            فإنها كتبت موصولة (فيما)، إلا في اثنى عشر مورداً، فإنها كتبت فيها
                            مفصولة (في ما).
                            (مما) كتبت موصولة، إلا في ثلاثة مواضع، كتبت فيها مفصولة (من ما).
                            (أنما) موصولة، إلا في مورد في سورة الحج، ثم موردين في سورة لقمان.
                            (إنما) موصولة، إلا في الأنعام في قوله تعالى: أن ما توعدون لآت.
                            (لكي لا) مفصولة، إلا في ثلاثة مواضع.
                            (بئس ما) كسابقتها.
                            (أين ما) مفصولة، إلا في أربعة مواضع..
                            (ألا) موصولة، إلا في عشرة مواضع..
                            (إلا) موصولة مدغمة، بإسقاط النون في جميع القرآن..
                            (ألّم) موصولة مدغمة إلا في موضعين.
                            (إلّم) موصولة مدغمة في سورة هود، مفصولة مقطوعة في القصص..
                            إلى غير ذلك من الموارد الكثيرة، التي لا مجال لإيرادها هنا (غرائب القرآن للنيسابوري، بهامش الطبري ج1 ص29ـ35. وفيه موارد كثيرة أخرى فليراجع.والمقنع للداني من ص 30 حتى ص92. وإتحاف فضلاء البشر ج1 ص329ـ331.).
                            باء:
                            إننا نجدهم في رسمهم للمصحف، يحذفون الألف التي تقع في أواسط الكلمات، الأمر الذي من شأنه أن يوجب اختلافاً كثيراً في كيفية قراءة الكلمات القرآنية، ونذكر من أمثله ذلك: إن الموجود في الرسم هو قوله تعالى:
                            ((لأمنتهم)) فيقرؤها بعضهم: ((لأماناتهم))، ويقرؤها آخر: ((لأمانتهم)) (مناهل العرفان ج1 ص162.).
                            وقرأ نافع، وأبو عمر، وابن كثير: ((وما يخادعون إلا أنفسهم)) ؛ نظراً إلى أن يخادعون كتبت في صدر الآية بلا ألف، فزعموهما من باب واحد (التمهيد ج2 ص19 والكشف ج1 ص224. وراجع: الإتقان ج1 ص76 وراجع: حجة القراءات ص87.).
                            وقرأ عمرو بن العاص، ومعاوية، وابن مسعود: تغرب في عين حامية، وقرأ ابن عباس: حمئة (مشكل الآثار ج1 ص110ـ115 والفائق ج1 ص320.) وقرئ أيضاً: نفساً زكية، وزاكية (مشكل الآثار ج1 ص199.).
                            وأما قوله تعالى: ((وحرام على قرية أهلكناها)) ؛ فقد جاء في الرسم هكذا: ((حرم)) بلا ألف ؛ فقرأها حمزة ؛ والكسائي، وشعبة: ((حِرْم)) بكسر الحاء، وسكون الراء (التمهيد ج2 ص19 عن شرح مورد الظمآن ص126.).
                            وقرأ الكوفيون: جعل لكم الأرض (مهداً) ؛ لأنها هكذا رسمت(التمهيد ج2 ص19 عن شرح مورد الظمآن ص127 وراجع حجة القراءات ص453.). مع أن الصحيح: مهادا..
                            وقرأ أبو جعفر، والبصريون: ((وإذ وعدنا موسى)) ؛ لأنها هكذا رسمت، وقرأها الباقون: واعدنا ( التمهيد ج2 ص19 ومجمع البيان ج1 ص108 وراجع: حجة القراءات 96.).
                            وقرأ أبو عمرو، وابن كثير: بل أَدْرَكَ ؛ لأنها هكذا رسمت، وقرأ الباقون: ((ادّارك)) (التمهيد ج 2 ص20 والكشف عن وجوه القراءات ج2ص164، وراجع: حجة القراءات ص535.).
                            وقرأ نافع في غيابات الجب، زعماً منه: أن ألفي الوسط قد أسقطا في الرسم، وقرأ الباقون: غيابة الجب (التمهيد ج 2 ص20 والكشف عن وجوه القراءات ج2 ص50 وراجع: حجة القراءات ص355.).
                            وقرأ عثمان: ورياشاً ـ ولم يقل: وريشاً ـ ولباس التقوى ( حياة الصحابة ج3 ص506 عن كنز العمال ج2 ص137 عن ابن جرير، وابن أبي حاتم.). ولعله زعم: أن ألف الوسط قد سقطت أيضاً.
                            كما أنهم قد رسموا: واختلف الليل.. مع أن الصحيح: اختلاف ورسموا أيضاً: علم الغيوب، والصحيح: علام (التمهيد ج1 ص323و324.).
                            وقال رجل لابن مسعود: كيف تعرف هذا الحرف: ماء غير ياسن أم آسن. قال:كل القرآن قد قرأت ؛ قال:إني لأقرأ للفصل أجمع في ركعة واحدة إلخ.. ( مسند أحمد ج1 ص412.).
                            ومن أراد الاطلاع على الموارد التي حذفت فيها الألف فليراجع كتاب المقنع للداني من ص 10 حتى ص30 وإتحاف فضلاء البشر ج1 ص84 فما بعدها وذكر فيهما أيضاً موارد حذف الياء والواو بعد ذلك أيضاً، وليراجع أيضاً: كتاب النشر في القراءات العشر وغير ذلك من الكتب، التي تكفلت ببيان القراءات المختلفة.
                            جيم:
                            وثمة تغييرات ـ بل أخطاء ـ فاحشة أخرى، نضيفها إلى ما تقدم، للتدليل على ما نقول، وحتى لا يبقى أي شك أو ريب في صحة ما نذهب إليه، ونذكر منها الأمثلة التالية:
                            الرسم الموجود وهو خطأ الرسم الصحيح
                            بأييد بأيد (الإتقان ج1 ص183.)
                            لا أذبحنّه لأذبحنه
                            جزاؤا الظالمين جزاء الظالمين
                            يأتيهم أنبؤا أنباء
                            بالغداوة بالغداة
                            لا يايئس لا ييأس
                            ولا تقولن لشايءٍ لشيءٍ
                            أصحاب لئيكة أصحاب الأيكة
                            وجائ بالنبيين وجيء
                            يبنؤم يا ابن أُمّ
                            الضعفؤا الضعفاء (التمهيد في علوم القرآن ج1 ص323 و324 وراجع: المقنع للداني من ص 30 حتى ص92 وإتحاف فضلاء البشر ج1 ص83 حتى ص96.)
                            لا أوضعوا لأوضعوا
                            لإيلف قريش، إلفهم لإيلاف قريش، إيلافهم ( القراءات القرآنية: تاريخ وتعريف ص98 وحجة القراءات ص774و775.)
                            إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف والخلاف مع ما هو الرسم الصحيح، والمعترف به لدى جميع الناس.. وقد ذكر العلامة الشيخ محمد هادي معرفت في كتابه القيم، بعض النماذج لما رسم تارة صحيحاً، وأخرى خطأ (التمهيد ج1 ص325 و326.)، فليراجعه من أراد.
                            التعديل الأخير تم بواسطة رضوان الله; الساعة 03-08-2012, 03:50 PM.

                            تعليق


                            • #15
                              سؤال مهم :
                              كم عدد أدلة البداء والرجعة وغيرها من عقائدنا ؟
                              كم عدد أدلة التحريف ؟
                              والله أدلة كثير من عقائدنا لا تساوي 1% من أدلة التحريف !

                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X