السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا مقال جيد في الواقع هو طويل شوى بس حبيت أن الجميع يشاركني قراءته. وهذا الرابط للي يحب يدخل الموقع ويقراءه من هناك جزاءكم الله خير.
http://www.islamonline.net/Arabic/co...rticle01.shtml
--------------------------------------------------------------------------------
*******************************************
هل يكـره الشـباب العربي أمريكا؟
وسام فؤاد - عماد مطاوع **
29/10/2002
أمريكا التي يعشقها الجميع، ويكرهونها في نفس الوقت.. طرحت أمامنا ملفًا إجباريًّا كنا في حاجة لفتحه لنعرف.. ماذا بعد حملة الإرهاب الأمريكي الشرسة على الأمة العربية؟ هل لا يزال شباب الأمة يتقبلونها كقيمة عليا ورمز؟ أم أنهم بدءوا يدركون الحاجة للتحرك طلبًا لاسترداد الكرامة العربية والإسلامية التي استهانت بها أمريكا فوصلت بها إلى درجة المجاهرة بالعداء للأمة بعد سيطرة المتشددين اليمينيين على الحكم فيها؟
قصائد غزل في الولايات المتحدة
عندما بدأنا تقصي آراء الشباب ومواقفهم من الولايات المتحدة وجدنا في البداية الأخ الكويتي عبد الوهاب العوضي، يتغزل في الولايات المتحدة قائلاً: "أنا لا أحب أمريكا فقط ولكنى أعشقها. وهي بالنسبة لي كالدم الذي يجري في عروقي وشراييني، فقد تخرجت في إحدى جامعاتها حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة، ويوم أن انتهيت من الدراسة وشعرت أنني سأغادر أمريكا نهائيا، بكيت بكاء حارًّا، وتمنيت أن أقضي بقية عمري فيها، فهي دولة متقدمة على المستويين الإنساني والعلمي، حيث تتسم بالرقي والتحضر ولا تسودها الصلف والجلافة التي تحكم كثيرًا من عقول العرب.
وتابع الأخ العوضي قائلاً بعاطفية شديدة: "لقد كنت أود أن أتزوج من أمريكية إلا أن التقاليد القبلية التي نشأت في ظلالها حالت دون ذلك، وعندما تزوجت من إحدى بنات بلدي ذهبت إلى أمريكا لقضاء شهر العسل، وكانت فرحتي بزيارة أمريكا تفوق فرحتي بزواجي".
وقد أشار الأخ العوضي إلى أنه ككويتي "لا يمكنه أن يتنكر لما صنعته أمريكا من معروف للشعب الكويتي؛ حينما حررته من براثن طاغية العراق صدام حسين، في وقت لم تستطع الدول العربية والإسلامية إخراجه، حتى إنها انقسمت إزاء ارتكابه لجريمة غزوه للكويت بين مؤيد ومعارض، وهذا ليس رأيي وحدي، وإنما رأي الكثيرين من الشباب الكويتي الذي يحب أمريكا".
لكن مع هذا لم يحدثنا الأخ العوضي عن رأيه في معالجة الولايات المتحدة لظلم العراق لبلده بظلم أكبر تمثل في حرمان شعب بأكمله من الغذاء والدواء لدواعي تجريده من سيادته وسلاحه الذي رأت فيه تهديدا لدولة الاحتلال الصهيونية.
وفي مزايدة مغلفة بالعقلانية على ما قاله الأخ عبد الوهاب العوضي نجد الطالب المغربي محمد شوقي يصف الولايات المتحدة بأنها: "أرض الأحلام"، وحلم كل الشباب، فهي دولة عظيمة وقوية، وتتميز بأنها دولة تحترم الإنسان بقدر طاقاته وإمكاناته الإبداعية، عكس الدول العربية وحتى الأوربية التي تستغل حاجة الإنسان وتجعله يشتغل في ظروف سيئة وبأجور جد زهيدة (في إشارة لمعاناة الشباب المغربي بأوروبا).
ويتابع الأخ شوقي حديثه: "ومن جهة أخرى: لماذا هي أرض أحلام؟ لأنك ستجد فيها كل ما تسأل عنه أو تحلم به بدون قيد أو شرط، فهي بلد الحريات واحترام الرأي الآخر.
لكن يتحدث الأخ الكريم –مع احترامنا لرأيه- عن عدم ظلم الأمريكيين لأنفسهم في تعاملهم فيما بينهم، مع أن هذا ليس صحيحًا على إطلاقه، لكنه ينسى أن الإدارة الأمريكية التي تحترم كل ما هو أمريكي تدهس كل ما هو غير أمريكي مهما كانت قيمته لبقية شعوب الأرض.
أما المدرس المصري الشاب باسم حامد، فيقول: "أحبها جدًّا، وأتمنى أن تتوفر لي فرصة السفر أو الهجرة إليها، فهي أرض الأحلام بالنسبة لي، وصدقني، إن الأحداث الأخيرة لم تغير من وجهة نظري هذه؛ لأنني منذ تفتح وعيي وأنا أحلم بأمريكا، وأتمنى أن أعيش بها، حيث الحرية بلا حدود، وهناك يمكن أن أفعل ما أريد وأحقق أحلامي!!". وقد سألناه عن أحلامه، فأجاب بابتسامة عريضة: "التمثيل.. نعم.. أحلم بأن أصبح نجمًا سينمائيًّا، وسوف أسعى جاهدًا حتى تفتح لي هوليوود ذراعيها، وساعتها سأتربع على كرسي النجومية، وأرى أنني مؤهل بالفعل لذلك".
لقد كنا نريد أن نسأل الأخ باسم عن مكان أهله وأقرب أقربائه في أحلامه.. هل سيأخذهم معه إلى هوليوود؟ أم سيتركهم هنا في البلاد العربية والإسلامية فريسة للولايات المتحدة؟ لكن آثرنا أن نؤجل هذه المناقشة إلى حين.
لكن.. ليست كل المشاعر حبًّا
وإذا كان الشاب المغربي محمد شوقي قد نسج في العشق قصائد أمريكية فإن مواطنه المدرس شداد كان له رد فعل مغاير استنادًا لما تفعله الولايات المتحدة بدولته وأمته الكبرى. يقول محمد شداد: "أمريكا تنطلق في تنفيذ سياستها من اعتبار العالم يعيش في فوضى، وتتصرف كقوة حاكمة وليس كما يقال راعٍ ومدبر للمشاكل العالمية. لكن ما لا يخفى على أحد أن أمريكا وراء كل ما يقع في الكرة الأرضية من حروب أهلية وكوارث إنسانية وطبيعية وصراعات على السلطة.. وما حملتها المزعومة على الإرهاب إلا دليل على ما نقول".
ويتابع محمد شداد قائلاً: "وكعادة أمريكا فهي لا تبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تنامي العداء ضدها وبالتالي إلى انفجارات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وإنما تتصرف بسلبية، ولِم لا نقول بذكاء الشياطين؛ حيث إن إدارة الرئيس بوش بتوجيه من اللوبي الصهيوني تتصرف بصورة أحادية وأنانية، منطلقة من حب الذات، وادعاء أنها وحدها تمتلك الحقيقة المطلقة، باختصار أن الجانب العسكري يطغى على الجانب السياسي والأخلاقي في السياسة الأمريكية. فأمريكا تضلل العالم زاعمة بأنها تحارب الإرهاب مع أنها أكبر الإرهابيين، فدعمها السافر لإسرائيل في احتلالها لفلسطين في مقابل مساعيها لضرب العراق وقبله تحطيم أفغانستان، كلها سلوكيات شيطانية.
أما ربة المنزل المصرية فاطمة فتقول: "أكرهها جدًّا أليست هي من تقف وراء إسرائيل واليهود؟ إنني أتابع ما يحدث في فلسطين، وأشاهد المجازر عبر شاشات التليفزيون، وأرى القتلى والمشردين، وأظل أدعو الله أن ينتقم من أمريكا ومن اليهود ومن حكامنا الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث، حيث أصبح كل اهتمامهم رضاء أمريكا عليهم، إنني أكره أمريكا جدًّا وأبث هذه الكراهية في ابني الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره".
وأما المحاسب الأردني خالد فيقول: "لا أتصور أن إنسانًا عربيًّا أو مسلمًا يمكنه أن يجد في قلبه مكانًا صغيرًا لحب بلد الطغيان والاستكبار في الأرض، فكيف يمكن أن أحب بلدًا مثل الولايات المتحدة التي تتسبب كل يوم بقتل وإذلال العرب والمسلمين هنا وهناك، الولايات المتحدة هي عدوتنا بنفس درجة عداوتنا لإسرائيل، وحتى الشعب الأمريكي لا أحبه؛ لأنه شعب مادي لا صلة له بالأخلاق والإنسانية؛ حتى لو كان يروج بأنه شعب الإنسانية والحضارة، فهو أبعد ما يكون عن ذلك".
غير أن هذه النبرة المتزنة من الرفض لما تفعله الولايات المتحدة لا تعبر عن كل صور الرفض لدى الشباب العربي، فهناك لهجات أكثر عنفًا. ففي حماسة شديدة قال المحامي المصري ذو الاتجاه الناصري سالم: "نعم أكرهها؛ لأنها السبب الأول في الوجود الصهيوني. ومنذ نشأتها، ظلت مخابراتها اليد الصانعة لكثير من المؤامرات والدسائس والانقلابات في العالم. أنا لن يمكنني أن أنسى ما صنعوه في حرب الخليج وكوسوفا والبوسنة، وما فعلوه من قبل في فيتنام. وهناك حصارهم الوحشي الذي دام أكثر من اثني عشر عامًا على إخواننا العراقيين".
وأكد الأخ سالم أنه لا يمكنه أن ينسى ما يحدث من بلطجة صهيونية ليست إلا بحماية واضحة ومعلنة من أمريكا، وبمختلف أنظمتها التي توالت على إدارتها. كما أشار إلى أنه لا يمكنه أن يتجاهل تلك البلطجة التي أعلنتها أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر، والتي بدأتها بضرب أفغانستان من دون تحقيق قانوني لمعرفة الجاني ومحاكمته، وقيامها بتغيير نظام الحكم بأفغانستان بغض النظر عن إرادة الشعب، وكذا كل تدخلاتها في شؤون العالم، وحمايتها للعديد من الأنظمة الحاكمة الفاشلة، وتكوين طبقة رأسمالية تابعة لها، كل ذلك يجعلني أكرهها ليس مرة واحدة لكن أكرهها آلاف المرات.
وإذا كان خطاب الأخ سالم عنيفًا بعض الشيء فإن هناك رتبًا أعلى من الخطاب الخطير. فمواطنه الطالب المصري طاهر رفض الحديث في موضوع كهذا في البداية، لكنه لم يلبث أن صب جام غضبه على أمريكا، حيث افتتح حديثه بقول الله تعالى: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" صدق الله العظيم. واستطرد طاهر قائلاً: "أنا أرى أن الله سوف يخسف بأمريكا الكافرة هذه في الأرض مثلما فعل بقوم يأجوج ومأجوج لأنهم تجبروا وطغوا وعاثوا في الأرض فسادًا وإفسادًا". وأشار طاهر إلى أن ما حدث في يوم 11 سبتمبر ليس إلا إنذارًا من الله بزوال هذه الأمة في غمضة عين، وأنه سوف يبيدهم في يوم من الأيام بما يصنعون من أسلحة فتاكة، حيث قال تعالى: "يخربون بيوتهم بأيديهم...".
هذه أطياف من الخطاب الرافض لما تفعله الولايات المتحدة بالأوطان والشعوب العربية. وهذا التعدد ليس مزعجًا في ذاته، بل بقدر ما يتجاهل ثوابت كثيرة لا بد للأمة من مراعاتها في تقييم حالة خصومتها مع أمة أخرى. فهل توقفت هنا أطياف الخطابات التي يتداولها الشباب حيال أمريكا؟ الإجابة قطعًا بالنفي.
هذا مقال جيد في الواقع هو طويل شوى بس حبيت أن الجميع يشاركني قراءته. وهذا الرابط للي يحب يدخل الموقع ويقراءه من هناك جزاءكم الله خير.
http://www.islamonline.net/Arabic/co...rticle01.shtml
--------------------------------------------------------------------------------
*******************************************
هل يكـره الشـباب العربي أمريكا؟
وسام فؤاد - عماد مطاوع **
29/10/2002
أمريكا التي يعشقها الجميع، ويكرهونها في نفس الوقت.. طرحت أمامنا ملفًا إجباريًّا كنا في حاجة لفتحه لنعرف.. ماذا بعد حملة الإرهاب الأمريكي الشرسة على الأمة العربية؟ هل لا يزال شباب الأمة يتقبلونها كقيمة عليا ورمز؟ أم أنهم بدءوا يدركون الحاجة للتحرك طلبًا لاسترداد الكرامة العربية والإسلامية التي استهانت بها أمريكا فوصلت بها إلى درجة المجاهرة بالعداء للأمة بعد سيطرة المتشددين اليمينيين على الحكم فيها؟
قصائد غزل في الولايات المتحدة
عندما بدأنا تقصي آراء الشباب ومواقفهم من الولايات المتحدة وجدنا في البداية الأخ الكويتي عبد الوهاب العوضي، يتغزل في الولايات المتحدة قائلاً: "أنا لا أحب أمريكا فقط ولكنى أعشقها. وهي بالنسبة لي كالدم الذي يجري في عروقي وشراييني، فقد تخرجت في إحدى جامعاتها حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة، ويوم أن انتهيت من الدراسة وشعرت أنني سأغادر أمريكا نهائيا، بكيت بكاء حارًّا، وتمنيت أن أقضي بقية عمري فيها، فهي دولة متقدمة على المستويين الإنساني والعلمي، حيث تتسم بالرقي والتحضر ولا تسودها الصلف والجلافة التي تحكم كثيرًا من عقول العرب.
وتابع الأخ العوضي قائلاً بعاطفية شديدة: "لقد كنت أود أن أتزوج من أمريكية إلا أن التقاليد القبلية التي نشأت في ظلالها حالت دون ذلك، وعندما تزوجت من إحدى بنات بلدي ذهبت إلى أمريكا لقضاء شهر العسل، وكانت فرحتي بزيارة أمريكا تفوق فرحتي بزواجي".
وقد أشار الأخ العوضي إلى أنه ككويتي "لا يمكنه أن يتنكر لما صنعته أمريكا من معروف للشعب الكويتي؛ حينما حررته من براثن طاغية العراق صدام حسين، في وقت لم تستطع الدول العربية والإسلامية إخراجه، حتى إنها انقسمت إزاء ارتكابه لجريمة غزوه للكويت بين مؤيد ومعارض، وهذا ليس رأيي وحدي، وإنما رأي الكثيرين من الشباب الكويتي الذي يحب أمريكا".
لكن مع هذا لم يحدثنا الأخ العوضي عن رأيه في معالجة الولايات المتحدة لظلم العراق لبلده بظلم أكبر تمثل في حرمان شعب بأكمله من الغذاء والدواء لدواعي تجريده من سيادته وسلاحه الذي رأت فيه تهديدا لدولة الاحتلال الصهيونية.
وفي مزايدة مغلفة بالعقلانية على ما قاله الأخ عبد الوهاب العوضي نجد الطالب المغربي محمد شوقي يصف الولايات المتحدة بأنها: "أرض الأحلام"، وحلم كل الشباب، فهي دولة عظيمة وقوية، وتتميز بأنها دولة تحترم الإنسان بقدر طاقاته وإمكاناته الإبداعية، عكس الدول العربية وحتى الأوربية التي تستغل حاجة الإنسان وتجعله يشتغل في ظروف سيئة وبأجور جد زهيدة (في إشارة لمعاناة الشباب المغربي بأوروبا).
ويتابع الأخ شوقي حديثه: "ومن جهة أخرى: لماذا هي أرض أحلام؟ لأنك ستجد فيها كل ما تسأل عنه أو تحلم به بدون قيد أو شرط، فهي بلد الحريات واحترام الرأي الآخر.
لكن يتحدث الأخ الكريم –مع احترامنا لرأيه- عن عدم ظلم الأمريكيين لأنفسهم في تعاملهم فيما بينهم، مع أن هذا ليس صحيحًا على إطلاقه، لكنه ينسى أن الإدارة الأمريكية التي تحترم كل ما هو أمريكي تدهس كل ما هو غير أمريكي مهما كانت قيمته لبقية شعوب الأرض.
أما المدرس المصري الشاب باسم حامد، فيقول: "أحبها جدًّا، وأتمنى أن تتوفر لي فرصة السفر أو الهجرة إليها، فهي أرض الأحلام بالنسبة لي، وصدقني، إن الأحداث الأخيرة لم تغير من وجهة نظري هذه؛ لأنني منذ تفتح وعيي وأنا أحلم بأمريكا، وأتمنى أن أعيش بها، حيث الحرية بلا حدود، وهناك يمكن أن أفعل ما أريد وأحقق أحلامي!!". وقد سألناه عن أحلامه، فأجاب بابتسامة عريضة: "التمثيل.. نعم.. أحلم بأن أصبح نجمًا سينمائيًّا، وسوف أسعى جاهدًا حتى تفتح لي هوليوود ذراعيها، وساعتها سأتربع على كرسي النجومية، وأرى أنني مؤهل بالفعل لذلك".
لقد كنا نريد أن نسأل الأخ باسم عن مكان أهله وأقرب أقربائه في أحلامه.. هل سيأخذهم معه إلى هوليوود؟ أم سيتركهم هنا في البلاد العربية والإسلامية فريسة للولايات المتحدة؟ لكن آثرنا أن نؤجل هذه المناقشة إلى حين.
لكن.. ليست كل المشاعر حبًّا
وإذا كان الشاب المغربي محمد شوقي قد نسج في العشق قصائد أمريكية فإن مواطنه المدرس شداد كان له رد فعل مغاير استنادًا لما تفعله الولايات المتحدة بدولته وأمته الكبرى. يقول محمد شداد: "أمريكا تنطلق في تنفيذ سياستها من اعتبار العالم يعيش في فوضى، وتتصرف كقوة حاكمة وليس كما يقال راعٍ ومدبر للمشاكل العالمية. لكن ما لا يخفى على أحد أن أمريكا وراء كل ما يقع في الكرة الأرضية من حروب أهلية وكوارث إنسانية وطبيعية وصراعات على السلطة.. وما حملتها المزعومة على الإرهاب إلا دليل على ما نقول".
ويتابع محمد شداد قائلاً: "وكعادة أمريكا فهي لا تبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تنامي العداء ضدها وبالتالي إلى انفجارات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وإنما تتصرف بسلبية، ولِم لا نقول بذكاء الشياطين؛ حيث إن إدارة الرئيس بوش بتوجيه من اللوبي الصهيوني تتصرف بصورة أحادية وأنانية، منطلقة من حب الذات، وادعاء أنها وحدها تمتلك الحقيقة المطلقة، باختصار أن الجانب العسكري يطغى على الجانب السياسي والأخلاقي في السياسة الأمريكية. فأمريكا تضلل العالم زاعمة بأنها تحارب الإرهاب مع أنها أكبر الإرهابيين، فدعمها السافر لإسرائيل في احتلالها لفلسطين في مقابل مساعيها لضرب العراق وقبله تحطيم أفغانستان، كلها سلوكيات شيطانية.
أما ربة المنزل المصرية فاطمة فتقول: "أكرهها جدًّا أليست هي من تقف وراء إسرائيل واليهود؟ إنني أتابع ما يحدث في فلسطين، وأشاهد المجازر عبر شاشات التليفزيون، وأرى القتلى والمشردين، وأظل أدعو الله أن ينتقم من أمريكا ومن اليهود ومن حكامنا الذين يقفون مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث، حيث أصبح كل اهتمامهم رضاء أمريكا عليهم، إنني أكره أمريكا جدًّا وأبث هذه الكراهية في ابني الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره".
وأما المحاسب الأردني خالد فيقول: "لا أتصور أن إنسانًا عربيًّا أو مسلمًا يمكنه أن يجد في قلبه مكانًا صغيرًا لحب بلد الطغيان والاستكبار في الأرض، فكيف يمكن أن أحب بلدًا مثل الولايات المتحدة التي تتسبب كل يوم بقتل وإذلال العرب والمسلمين هنا وهناك، الولايات المتحدة هي عدوتنا بنفس درجة عداوتنا لإسرائيل، وحتى الشعب الأمريكي لا أحبه؛ لأنه شعب مادي لا صلة له بالأخلاق والإنسانية؛ حتى لو كان يروج بأنه شعب الإنسانية والحضارة، فهو أبعد ما يكون عن ذلك".
غير أن هذه النبرة المتزنة من الرفض لما تفعله الولايات المتحدة لا تعبر عن كل صور الرفض لدى الشباب العربي، فهناك لهجات أكثر عنفًا. ففي حماسة شديدة قال المحامي المصري ذو الاتجاه الناصري سالم: "نعم أكرهها؛ لأنها السبب الأول في الوجود الصهيوني. ومنذ نشأتها، ظلت مخابراتها اليد الصانعة لكثير من المؤامرات والدسائس والانقلابات في العالم. أنا لن يمكنني أن أنسى ما صنعوه في حرب الخليج وكوسوفا والبوسنة، وما فعلوه من قبل في فيتنام. وهناك حصارهم الوحشي الذي دام أكثر من اثني عشر عامًا على إخواننا العراقيين".
وأكد الأخ سالم أنه لا يمكنه أن ينسى ما يحدث من بلطجة صهيونية ليست إلا بحماية واضحة ومعلنة من أمريكا، وبمختلف أنظمتها التي توالت على إدارتها. كما أشار إلى أنه لا يمكنه أن يتجاهل تلك البلطجة التي أعلنتها أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر، والتي بدأتها بضرب أفغانستان من دون تحقيق قانوني لمعرفة الجاني ومحاكمته، وقيامها بتغيير نظام الحكم بأفغانستان بغض النظر عن إرادة الشعب، وكذا كل تدخلاتها في شؤون العالم، وحمايتها للعديد من الأنظمة الحاكمة الفاشلة، وتكوين طبقة رأسمالية تابعة لها، كل ذلك يجعلني أكرهها ليس مرة واحدة لكن أكرهها آلاف المرات.
وإذا كان خطاب الأخ سالم عنيفًا بعض الشيء فإن هناك رتبًا أعلى من الخطاب الخطير. فمواطنه الطالب المصري طاهر رفض الحديث في موضوع كهذا في البداية، لكنه لم يلبث أن صب جام غضبه على أمريكا، حيث افتتح حديثه بقول الله تعالى: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا" صدق الله العظيم. واستطرد طاهر قائلاً: "أنا أرى أن الله سوف يخسف بأمريكا الكافرة هذه في الأرض مثلما فعل بقوم يأجوج ومأجوج لأنهم تجبروا وطغوا وعاثوا في الأرض فسادًا وإفسادًا". وأشار طاهر إلى أن ما حدث في يوم 11 سبتمبر ليس إلا إنذارًا من الله بزوال هذه الأمة في غمضة عين، وأنه سوف يبيدهم في يوم من الأيام بما يصنعون من أسلحة فتاكة، حيث قال تعالى: "يخربون بيوتهم بأيديهم...".
هذه أطياف من الخطاب الرافض لما تفعله الولايات المتحدة بالأوطان والشعوب العربية. وهذا التعدد ليس مزعجًا في ذاته، بل بقدر ما يتجاهل ثوابت كثيرة لا بد للأمة من مراعاتها في تقييم حالة خصومتها مع أمة أخرى. فهل توقفت هنا أطياف الخطابات التي يتداولها الشباب حيال أمريكا؟ الإجابة قطعًا بالنفي.
تعليق