إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مختصر تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31




    154ـ (ولا تقولوا لمن يُقتل...) ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، ولا تعتقدوا فيهم الفناء والبطلان كما يفيده لفظ الموت عندكم، بل أحياء ولكن حواسكم لا تنال ذلك ولا تشعر به.
    155ـ (ولنبلونّكم بشيء من الخوف...) لما أمرهم الله بالاستعانة بالصبر والصلاة، ونهاهم عن القول بموت من يقتل منهم في سبيل الله، بيّن لهم السبب الذي من أجله خاطبهم بما خاطب، وهو الحرب والقتال. وأما (الثمرات) فالظاهر انها الأولاد.


    156ـ (الذين إذا أصابتهم...) أعاد ذكر الصابرين ليبشرهم أوّلاً، ويبيّن كيفية الصبر بتعليم ما هو الصبر الجميل ثانياً، ويُظهر به حق الأمر الذي يقضي بوجوب الصبر وهو ملكه تعالى للانسان ثالثاً، ويبيّن جزاءه العام وهو الصلاة والرحمة والاهتداء رابعاً.
    157ـ (اُولئك عليهم صلوات...) الصلاة من الله سبحانه إنعطاف إلى العبد بالرحمة، ومن الملائكة إنعطاف إلى الانسان بالتوسط في إيصال الرحمة، ومن المؤمنين رجوع ودعاء بالعبودية، وهذا لا ينافي كون الصلاة بنفسها رحمة ومن مصاديقها. (واُولئك هم المهتدون) كأنه بمنزلة النتيجة لقوله: (اولئك عليهم...) ولذلك جدّد اهتداءهم بجملة ثانية مفصولة عن الأولى، ولم يقل: صلوات من ربهم ورحمة وهداية.
    158ـ (إنّ الصّفا والمروة من...) الصفا والمروة موضعان بمكة يأتي الحجاج بينهما بعمل السعي. والشعائر: جمع شعيرة وهي العلامة. والمعنى: انّه لما كان الصفا والمروة معبدين ومنسكين من معابد الله فلا يضركم أن تعبدوه فيهما.
    159ـ (إنّ الذين يكتمون...) الظاهر أن المراد بالهدى: ما تضمنه الدين الالهي من المعارف والاحكام التي تهدي تابعيها إلى السعادة. وبالبينات: الآيات والحجج. والكتمان: الإخفاء، والمراد به عدم إظهار الآية للناس أو كتمان دلالتها بالتأويل أو صرف الدلالة بالتوجيه. (من بعد ما بيناه) إنّ كتمانهم إنّما هو بعد البيان والتبيين للناس. (أولئك يلعنهم الله...) بيان لجزاء بغي الكاتمين وهو اللّعن من الله واللّعن من كل لاعن.
    160ـ (إلاّ الذين تابوا...) استثناء من الآية السابقة. والمراد بتقييد توبتهم بالتبين، أن يتبين أمرهم ويتظاهروا بالتوبة، ولازم ذلك أن يبينوا ما كتموه للناس وانهم كانوا كاتمين.
    161ـ (إنّ الذين كفروا وماتوا...) كناية عن إصرارهم على كفرهم وعنادهم وتعنتهم في قبول الحق، وهؤلاء هم المكذبون المعاندون وهم الكاتمون لما أنزل الله، وجازاهم الله بقوله: (اولئك عليهم لعنة الله...).
    162ـ (خالدين فيها لا يخفف عنهم...) خالدينفي اللّعنة. وفي تبديل السياق بوضع العذاب موضع اللّعنة، دلالة على أن اللّعنة تتبدّل عليهم عذاباً.
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #32


      164ـ (إن في خلق السماوات...) الآية مسوقة للدلالة والبرهنة على ما تضمنته الآية السابقة: (وإلهكم إله واحد...) فإن الآية تنحل بحسب المعنى إلى أن لكل شيء من هذه الأشياء إلهاً، وأن إله الجميع واحد وأن هذا الإلة الواحد هو إلهكم، وأنه رحمن مفيض للرحمة العامة، وأنه رحيم يسوق إلى سعادة الغاية ـ وهي سعادة الآخرة ـ فهذه حقائق حقة، وفي خلق السماوات والأرض واختلاف اللّيل والنهار ـ إلى آخر ما ذكر في الآية ـ آيات دالة عليها عند قوم يعقلون.
      165ـ (ومن الناس من يتخذ...) الند: كالمثل وزناً ومعنىً. والتعبير بلفظ: (يحبونهم) دلالة على أن المراد بالأنداد ليس هو الأصنام فقط، بل يشمل الملائكة، وأفراداً من الانسان الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله تعالى، بل يعم كل مطاع من دون الله من غير أن يأذن الله بإطاعته. (ولو يرى الذين ظلموا...) ليتهم يرون في الدنيا يوماً يشاهدون فيه العذاب، فيشاهدون أن القوّة لله جميعاً، وقد أخطأوا في إعطاء شيء منها لأندادهم، وأن الله شديد في عذابه وإذاقته عاقبة هذا الخطأ. فالمراد بالعذاب في الآية: مشاهدتهم الخطأ في اتخاذهم أنداداً يتوهّمون قوّة فيهم ومشاهدة عاقبة هذا الخطأ، ويؤيده الآيتان التاليتان: 166ـ (إذ تبرّأ الذين اتُّبِعوا...) فلم يصل من المتبوعين إلى تابعيهم نفع كانوا يتوقعونه، ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب، فلم يبق تأثير لشيء دون الله.
      167ـ (وقال الذين اتَّبعوا...) وهو تمني الرجوع إلى الدنيا. (فنتبرأ منهم) أي من الأنداد المتبوعين في الدنيا كما تبرأوا منا في الآخرة، (كذلك يريهُم الله) أي الذين ظلموا باتخاذ الانداد، (أعمالهم) وهي حبهم واتباعهم لهم في الدنيا حال كونها حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار.
      168ـ (يا أيّها الذين آمنوا كُلوا...) كلوا وتصرّفوا وتمتعوا مما في الأرض من النعم الالهية التي هيأتها لكم طبيعة الأرض باذن الله وتسخيره حلالاً طيباً، أي الذي لا يمنعكم عن أكله أو التصرف فيه مانع من قبل طبائعكم وطبيعة الأرض. فقوله تعالى: (كلوا ممّا في الأرض...) يفيد الاباحة العامة من غير تقييد واشتراط فيه. إلاّ ان قوله: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) يفيد: أن هاهنا أموراً تسمّى خطوات الشيطان ـ متعلقة بهذا الاكل الحلال الطيب ـ إما كف عن الأكل إتباعاً للشيطان، وإما إقدام عليه اتباعاً للشيطان. ثم ذكر ضابط ما يُتبع فيه الشيطان في الآية التالية بأنه سوء وفحشاء وقول ما لا يُعلم على الله سبحانه، وإذا كان الكف غير جائز إلاّ برضى من الله تعالى، فالفعل أيضاً كذلك، فليس الأكل مما في الأرض حلالًا طيباً إلاّ أن يأذن الله تعالى ويشرعه، وقد شرعه بهذه الآية ونظائرها.
      169ـ (إنّما يأمُركُم بالسوء والفحشاء...) السوء والفحشاء يكونان في الفعل، وفي مقابلة القول، وبذلك يظهر: أن ما يأمر به الشيطان ينحصر في الفعل الذي هو السوء والفحشاء، وفي القول الذي هو قول بغير علم.
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #33


        170ـ (وإذا قيل لهم اتَّبعوا...) الإلفاء: الوجـدان، أي وجدنا عليه آباءنا. (أوَ لو كان آباؤهم...) جواب عن قولهم، وبيانه: أنّه قول بغير علم ولا تبيّن، وينافيه صريح العقل، فان قولهم: (بل نتّبع ما ألفينا...) قول مطلق، أي نتبع آباءنا على أي حال وعلى أي وصف كانوا، حتى لو لم يعلموا شيئاً ولم يهتدوا ونقول: ما فعلوه حق. وهذا هو القول بغير علم.
        171ـ (ومثل الذين كفروا كمثل...) المثل: الكلام السائر. والنعيق: صوت الراعي لغنمه زجراً. والنداء: أخص من الدعاء ففيه معنى الجهر بالصوت ونحوه بخلاف الدعاء.
        وعن الامام الباقر عليه السلام في الآية، قال: أي مثلهم في دعائك إياهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وإنما تسمع الصوت.
        172ـ (يا أيّها الذين آمنوا كلوا...) خطاب خاص بالمؤمنين بعد الخطاب السابق للناس، كأنه انصراف عن خطاب جماعة ممن لا يقبل النصح، وإلتفات إلى من يستجيب الداعي لايمانه به. والمعنى: كلوا من طيبات الرزق لا من خبيثه.
        173ـ (إنّما حُرّم عليكم...) الإهلال لغير الله: الذبح لغيره كالاصنام. (غير باغ ولا عاد) غير ظالم ولا متجاوز حده. والمعنى: فمن اضطر إلى أكل شيء مما ذكر من المنهيات اضطراراً في حال عدم بغيه وعدم عدوه فلا ذنب له في الأكل، وأما لو اضطر في حال البغي والعدو، كأن يكونا هما الموجبين للاضطرار فلا يجوز له ذلك.
        174ـ176ـ (إنّ الذين يكتمون...) تعريض لأهل الكتاب، إذ عندهم شيء كثير من المحللات الطيبة التي حرّمها كبراؤهم ورؤساؤهم في العبادات وغيرها ـ وعندهم الكتاب الذي لا يقضى فيه بالتحريم ـ ولم يكتموا ما كتموه إلاّ حفظاً لما يدر عليهم من رزق الرئاسة وأبهة المقام والجاه والمال.
        وفي الآية من الدلالة على تجسم الأعمال وتحقق نتائجها ما لا يخفى، فإنه تعالى ذكر أولاً أن اختيارهم الثمن القليل على ما أنزل الله هو أكل النار في بطونهم، ثم بدّل إختيار الكتمان وأخذ الثمن على بيان ما أنزل الله في الآية التالية باختيار الضلالة على الهدى، ثم باختيار العذاب على المغفرة (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى...) ثم ختمها بقوله: (فما أصبرهم على النار) والذي كان منهم ظاهراً هو الإدامة للكتمان والبقاء عليها. وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (فما أصبرهم على النار) قال: ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنه يصيرهم إلى النار. وعنه عليه السلام في رواية اخرى: ما أجرأهم على النار.
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #34
          جزاكم ألله خير جزاء المحسنين

          تعليق


          • #35
            المشاركة الأصلية بواسطة حيدرألغرابي
            جزاكم ألله خير جزاء المحسنين
            وفقك الله تعالى لمراضيه
            وان شاء الله نسعى لاكماله باذن الله تعالى

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X