إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مختصر تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مختصر تفسير الميزان للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    مختصر تفسير الميزان





    للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله





    نبذة من حياته الشريفة (هنا)
    الملفات المرفقة

  • #2






    «سورة الفاتحة»

    1ـ (بسم الله الرّحمن الرّحيم) البسملة آية من كل سورة ـ ما عدا سورة براءة. وقد ابتدأ الكلام باسمه عزّ اسمه ليكون أدباً يؤدب به العباد، فيبتدئوا باسمه في اقوالهم وأفعالهم، لتكون مقصودة لأجله سبحانه، فكل أمر من الأمور انما نصيبه من البقاء بقدر ما لله فيه نصيب. أما الوصفان: (الرّحمن الرّحيم) فهما من الرحمة. والرّحمن: صيغة مبالغة تدل على الكثرة. والرحيم: صفة مشبّهة تدل على الثبات والبقاء. ولذلك فان الرّحمن يدل على الرحمة المفاضة على المؤمن والكافر. والرحيم يدل على النعمة الدائمة والرحمة الباقية المفاضة على المؤمن.
    2ـ (الحمد لله ربِّ العالمين) الحمد هو الثناء على الجميل. والله تعالى جميل في اسمائه وجميل في افعاله وكل جميل منه، فله سبحانه كل حمد. والرب هو المالك الذي يدبر أمر مملوكه. أما العالمين فهي جمع عالَم، والمراد بالعالمين: عوالم الانس والجن وجماعاتهم.
    4ـ (الرّحمن الرّحيم. مالكِ يومِ الدين) وقرئ أيضاً: (مَلك يوم الدين). والمالك من المِلْك بمعنى انه يدبر أمر ما يملك ويتصرف به كيف يشاء.
    5ـ (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) العبادة بمثابة ان يضع العبد نفسه في مقام المملوكية لربه. وقد قدم المفعول وهو (إيّاك) على الفاعل (نعبد) للاشارة إلى أن الرب مختص بالمالكية، وأن العبد مقصور على العبودية. (وإيّاك نستعين)، أي اننا انما ننسب العبادة إلى انفسنا وندعيها لنا، مع الاستعانة بك، لا مستقلين ومدعين ذلك دُونك.
    6ـ (إهدنا الصراط المستقيم) الهداية هي الدلالة وايضاح الطريق المؤدي إلى الغاية. أما الصراط فهو الواضح من الطريق الذي يوصل سالكيه إلى غايتهم، والصراط والطريق والسبيل متقاربة المعنى. ويفيد معنى (الصراط المستقيم) انه يوصل سالكيه إلى غايتهم دون أن يدعهم يخرجون عنه.
    7ـ (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) بعد ان وصف الله تعالى الصراط بالاستقامة، بيّن ان هذا الصراط هو صراط الذين أنعم الله تعالى عليهم، وهم الذين عرّفهم الله سبحانه بقوله: (ومن يطع الله والرسول فاُولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقا) النساء ـ 68. ومن المناسب الاشارة إلى ان القرآن الكريم قد تكرّر فيه ذكر السبيل والصراط. فعدّ السُبل إليه كثيرة، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت ـ 69. كما أنه تعالى نسب السبيل إلى غيره، قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة) يوسف ـ 108، وقال: (سبيل المؤمنين) النساء ـ 114، وقال: (سبيل من أناب اليّ) لقمان ـ 15.
    الملفات المرفقة

    تعليق


    • #3



      «سورة البقرة»

      بسم الله الرّحمن الرّحيم

      1ـ (الم) وردت الحروف المقطّعة في تسع وعشرين سورة. والتدبّر في السور التي تشترك في الحروف المفتتح بها مثل الميمات والراءآت والطواسين والحواميم، يُبين ان في هذه السور المشتركة في الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور.
      ويمكن أن يحدس من ذلك أن بين هذه الحروف وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصاً. ويستفاد من ذلك أن هذه الحروف رموز بين الله سبحانه وبين رسوله صلى الله عليه وآله، خفية عنا، لا سبيل لأفهامنا العادية إليها إلاّ بمقدار أن نستشعر أن بينها وبين المضامين المودعة في السور ارتباطاً خاصاً.
      2ـ (ذلك الكتاب...) المتقون هم المؤمنون. والذي أخذه تعالى من الأوصاف المعرّفة للتقوى في هذه الآيات التسع عشرة التي يبيِّن فيها حال المؤمنين والكفّار والمنافقين، خمس صفات، وهي: الإيمان بالغيب، وإقامة الصلاة، والإنفاق ممّا رزق الله سبحانه، والإيمان بما أنزله على أنبيائه، والإيقان بالآخرة. وقد وصف الله تعالى الكتاب بانه هدى لهؤلاء المتقين.
      3ـ (الذين يؤمنون بالغيب...) الايمان: تمكن الاعتقاد في القلب. والغيب: خلاف الشهادة وينطبق على ما لا يقع عليه الحس، وهو الله سبحانه وآياته الكبرى الغائبة عن حواسنا، ومنها الوحي، وهو الذي أشار إليه سبحانه بقوله: (والذين يؤمنون بما اُنزل إليك وما اُنزل من قبلك).
      4ـ (... وبالآخرة هم يوقنون) اشارة إلى ان التقوى لا تتم إلاّ مع اليقين بالآخرة، فانّ الانسان ربّما يؤمن بشيء ويذهل عن بعض لوازمه فيأتي بما ينافيه، لكنّه إذا كان على علم وذكر بيوم يحاسب فيه على الخطير واليسير من أعماله، فإنّه لا يقتحم الموبقات ولا يحوم حول محارم الله سبحانه.
      5ـ (اُولئك على هدىً من ربّهم) الهداية كلّها من الله سبحانه، لا تنسب الى غيره إلاّ على نحو من المجاز. ولما وصفهم الله تعالى بالهداية، عقب ذلك بقوله: (واُولئك هم المفلحون).
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4



        6ـ (إنّ الذين كفروا...) هؤلاء قوم ثبتوا على الكفر، وتمكن الجحود في قلوبهم، والذي يدل على ذلك وصف حالهم بمساواة الانذار وعدمه. ولا يستبعد ان يكون المراد من هؤلاء هم الكفار من زعماء قريش وكبراء مكة الذين عاندوا ولجّوا في أمر الدين ولم يألوا جهداً في ذلك ولم يؤمنوا حتى أفناهم الله عن آخرهم في بدر وغيرها. ويؤيده أنّ هذا التعبير وهو قوله: (سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) لايمكن استطراده في حق جميع الكفّار، وإلاّ انسدّ باب الهداية، والقرآن ينادي على خلافه. وأيضاً هذا التعبير وقع في سورة يس (وهي مكية) وفي هذه السورة (وهي أوّل سورة نزلت في المدينة) ولم تقع غزوة بدر بعد. فالأشبه أن يكون المراد من الذين كفروا هنا وفي سائر الموارد من كلامه تعالى: كفّار مكة في أوّل البعثة، إلاّ أن تقوم قرينة على خلافه.
        7ـ (ختم الله على...) هؤلاء الكفار فيهم حجاب دون الحق في أنفسهم، وحجاب من الله تعالى بعد كفرهم، فاعمالهم متوسطة بين حجابين: من ذاتهم ومن الله تعالى.
        8ـ16ـ (ومن الناس من يقول آمنّا...) الخدعة: نوع من المكر، والشيطان هو الشرير، ولذلك سمِّي إبليس شيطاناً. وهذه الآيات تبيِّن حال المنافقين.
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • #5



          17ـ (مثلهم كمثل الذي استوقد...) مثل يصور به حال المنافقين، انهم كالذي وقع في ظلمة عمياء، فلجأ إلى سبب من أسباب الاضاءة كنار يوقدها ليبصر بها. فلما أضاءت ما حوله أخمدها الله بسبب من الأسباب كريح أو مطر، فبقي فيما كان عليه من الظلمة، وتورط بين ظلمتين: ظلمة كان فيها، وظلمة الحيرة وبطلان السبب. وهذا حال المنافق، يظهر الايمان فيستفيد من اشتراكه مع المؤمنين في حياتهم، حتى إذا حان الموت وفيه تنتهي الاستفادة من هذا الايمان، ذهب الله بنوره وأبطل ما عمله وتركه في ظلمة لا يدرك فيها شيئاً. ويقع بين الظلمة الأصلية وما أوجده من ظلمة بافعاله.
          19ـ (أو كصيِّب من السماء فيه...) الصيب هو المطر الغزير. والرعد هو الصوت الحادث عند الابراق. والصاعقة هي النازلة من البروق.
          وهذا مثل آخر يمثل به حال المنافقين في اظهارهم الايمان، انهم كالذي أخذه صيب السماء وفيه ظلمة تسلب عنه الرؤية، فالصيب يضطره إلى الفرار والخلاص، والظلمة تمنعه من ذلك، والمهولات من الرعد والصاعقة محيطة به، فلا يجد مناصاً من الاستفادة من ضوء البرق المتقطع، إذا اضاء مشى وإذا أظلم عليه قام.
          21ـ (يا أيّها الناس اعبدوا...) لما بين الله تعالى حال الفرق الثلاث: المتقين والكافرين والمنافقين، دعا الناس إلى عبادته، وان يلتحقوا بالمتقين دون الكافرين والمنافقين.
          22ـ (... فلا تجعلوا لله انداداً) الأنداد: جمع ند أي مثل. وعدم تقييد قوله تعالى: (وأنتم تعلمون) بقيد خاص، يفيد التأكيد البالغ في النهي بأن الانسان ـ وله علم ما ـ لا يجوز له ان يتخذ لله سبحانه أنداداً، فالله هو الذي خلقهم والذين من قبلهم ثم نظّم النظام الكوني لرزقهم وبقائهم.
          23ـ (وإن كنتم في ريب مما نزّلنا...) أمر تعجيزي لبيان اعجاز القرآن، وانه كتاب منزل من عند الله لا ريب فيه، إعجازاً باقياً بمر الدهور وتوالي القرون.
          24ـ (... فاتّقوا النار التي...) الوقود ما توقد به النار. وقد نصت الآية على انه الانسان نفسه، فهو وقود وموقود. والمراد بالحجارة: الأصنام التي كانوا يعبدونها، ويدل على ذلك قوله تعالى: (إنّكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) الأنبياء ـ 98، والحصب هو الوقود.
          الملفات المرفقة

          تعليق


          • #6



            25ـ (وبشِّر الذين آمنوا...) المراد بالطهارة: هي الطهارة من أنواع الأقذار والمكاره الخَلقية والخُلقية، كما جاء في بعض الروايات التي تعمِّم الطهارة للبراءة عن جميع العيوب والمكاره.
            26ـ (إنّ الله لا يستحي...) البعوضة: الحيوان المعروف. والآية تشهد على أنّ من الضلال والعمى مايلحق الانسان عقيب أعماله السيِّئة، حيث يقول تعالى: (وما يُضلّ به إلاّ الفاسقين) فقد جعل إضلاله عقب الفسق لا متقدِّماً عليه.
            27ـ (الذين ينقضون عهد...) تفسير للفاسقين. والنقض إنّما يكون عن ابرام، ولذلك وصف الفاسقين في آخرالآية بالخاسرين.
            28،29ـ (كيف تكفرون بالله...) الآية قريبة السياق من قوله تعالى: (قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين...) المؤمن ـ 11. وهذه الآيات التي يستدل بها على وجود البرزخ بين الدنيا والآخرة. فإنّها تشتمل على إماتتين، فلو كان إحداهما الموت الناقل من الدنيا، لم يكن بدّ في تصوير الإماتة الثانية من فرض حياة بين الموتين وهو البرزخ.
            (وكنتم أمواتاً...) بيان حقيقة الانسان من حيث وجوده، فهو وجود متحوِّل متكامل يسير في مسير وجوده المتبدِّل المتغيِّر تدريجاً ويقطعه مرحلة مرحلة. فقد كان الانسان قبل نشأته في الحياة ميِّتاً، ثم حُيي بإحياء الله، ثم يتحوّل بإماتة وإحياء وهكـذا. وقد قال سـبحانه: (وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين...) السجدة ـ 9، وقال تعالى: (ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) المؤمنون ـ 14، وقال تعالى: (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) طه ـ 55. والآيات تدلّ على أن الانسان جزء من الأرض، إنفصل منها ثم شرع في التطوّر حتى بلغ مرحلة اُنشئ فيها خلقاً آخر، فهو المتحوِّل خلقاً آخر والمتكامل بهذا الكمال الجديد الحديث، ثم يأخذ ملك الموت هذا الانسان من البدن نوع أخذ يستوفيه، ثم يرجع الى الله سبحانه. فهذا صراط وجود الانسان.
            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7



              30ـ (وإذ قال ربّك للملائكة...) الخلافة: هي قيام شيء مقام آخر. وهذا الكلام من الملائكة في مقام معرفة ما جهلوه.
              31ـ (وعلّم آدم الأسماء...) هؤلاء الذين عرضهم الله تعالى على الملائكة، موجودات عالية محفوظة عند الله تعالى، محجوبة بحجب الغيب.
              33ـ (قال يا آدم أنبئهم...) إنّ الله سبحانه لم ينف عن خليفة الأرض الفساد وسفك الدماء، ولا كذّب الملائكة في دعواهم التسبيح والتقديس، إنّما أبدى شيئاً آخر، وهو أنّ هناك أمراً لايقدر الملائكة على حمله، ويتحمّله هذا الخليفة الأرضيّ. فانّه يحكي عن الله سبحانه أمراً ويتحمّل منه سرّاً ليس في وسع الملائكة، ولا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد وسفك الدماء. وقد بدّل سبحانه قوله: (قال إنِّي أعلم ما لاتعلمون) بقوله: (ألَم أقل لكم إنِّي أعلم غيب...) والمراد بهذا الغيب هو الأسماء.
              34ـ (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا...) يُستفاد منه جواز السجود لغير الله إذا كان تحيّة وإكراماً للغير وفيه خضوع لله تعالى بموافقة أمره. ونظيره قوله تعالى في قصّة يوسف عليه السلام: (ورفع أبويه على العرش وخرّوا له سجّداً قال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربِّي حقّاً) يوسف ـ 100.
              35ـ (وقلنا يا آدم اسكن...) إنّ آدم عليه السلام إنّما خُلق ليحيى في الأرض ويموت فيها. وإنّما أسكنهما الله الجنّة لاختبارهما ولتبدو لهما سوآتهما حتى يهبطا إلى الأرض. والنهي إنّما كان نهياً ارشادياً في مقام النصح لا نهياً مولوياً.
              36ـ (فأزلّهما الشيطان عنها...) غرّهما بوسوسته. (وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ...) حكاية عن قضاء قضى الله به العداوة بين ابليس وبين آدم وزوجته وذرِّيّتهما. وكذلك قضى به حياتهم في الأرض وموتهم فيها وبعثهم منها.
              37ـ (فتلقّى آدم من ربِّه...) التلقِّي: هو التلقّن وهو أخذ الكلام مع فهم وفقه. وهذا التلقِّي هو الذي سهّل لآدم عليه السلام توبته. ومن ذلك يظهر أن التوبة توبتان: توبة من الله تعالى وهي الرجوع الى العبد بالرحمة، وتوبة من العبد وهي الرجوع الى الله بالاستغفار وترك المعصية.
              والتدبّر في آيات القصّة والدقّة في النهي الوارد عن أكل الشجرة يوجب القطع بأن النهي المذكور لم يكن نهياً مولوياً، وانما هو إرشادي يُراد به الارشاد والهداية الى ما في مورد التكليف من الصلاح والخير. ولو كان النهي عن أكل الشجرة مولوياً وكانت التوبة توبة عن ذنب عبودي ورجوعاً عن مخالفة نهي مولوي، كان اللاّزم رجوعهما الى الجنّة، لكنهما لم يرجعا.
              الملفات المرفقة

              تعليق


              • #8


                39،38ـ (قلنا اهبطوا منها جميعاً...) هذا أوّل ما شرّع من الدين لآدم عليه السلام وذريته، فأكل الشجرة أوجب أولًا حكمه تعالى وقضاءه بالهبوط والاستقرار في الأرض. وان التوبة ثانياً: تعقب قضاء وحكماً ثانياً منه تعالى باكرام آدم وذرِّيّته بالهداية إلى العبودية (...فمن تبع هداي...).
                40ـ (يا بني اسرائيل اذكروا...) أخذ سبحانه في معاتبة اليهود وذلك في طي نيف ومائة آية، يذكر فيها نعمه التي أفاضها عليهم، وكراماته التي حباهم بها، وما قابلوها من الكفر والعصيان ونقض الميثاق والتمرد والجحود.
                (وأوفوا بعهدي) أصل العهد: الحفاظ، ومنه اشتقت معانيه بمعنى الميثاق واليمين والوصية واللقاء والمنزل ونحو ذلك. والرهبة: الخوف، وتقابل الرغبة.
                41ـ (... ولا تكونوا أوّل كافر به...) من بين أهل الكتاب، أو من بين قومكم ممن مضى وسيأتي، فان كفار مكة كانوا قد سبقوهم إلى الكفر به.
                45ـ (واستعينوا بالصبر والصلاة...) الاستعانة: هي طلب العون فيما لا يقوى الانسان عليه وحده في المهمات والنوازل. والعون على المهمات: مقاومة الانسان لها بالثبات والاستقامة والاتصال به سبحانه وهذا هو الصبر والصلاة.
                والضمير في قوله: (وانّها لكبيرة إلاّ على الخاشعين) راجع إلى الصلاة، والفرق بين الخشوع والخضوع، أن الخضوع مختص بالجوارح، والخشوع بالقلب.
                46ـ (الذين يظنون انهم...) عن الامام عليّ عليه السلام في تفسير الآية: «يوقنون أنهم مبعوثون، والظن منهم يقين».
                48ـ (... ولا يقبل منها شفاعة...) الشفاعة: من الشفع مقابل الوتر، كأن الشفيع ينضم إلى الوسيلة الناقصة التي مع المستشفع فيصير به زوجاً بعد ما كان فرداً، فيقوى على نيل ما يريده.
                في أمالي الصدوق: عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي. ثم قال صلى الله عليه وآله: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي، فأمّا المحسنون منهم فما عليهم من سبيل.
                الملفات المرفقة

                تعليق


                • #9



                  49ـ (... ويستحيون نساءكم...) يتركونهن أحياء للخدمة. ويمكن أن يكون المعنى: يفعلون ما يوجب زوال حيائهنّ من المنكرات. ومعنى يسومونكم: يولّونكم.
                  50ـ (وإذ فرقنا بكم...) الفرق مقابل الجمع. والفرق في البحر: الشق أي فرقنا البحر من أجل نجاتكم.
                  51ـ (وإذ واعدنا موسى أربعين...) قصّ الله سبحانه القصّة في سورة الأعراف بقوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتمّ ميقات ربِّه أربعين ليلة) الأعراف ـ 142. فعدّ المواعدة فيها أربعين ليلة، إما للتغليب أو لأن العشرة الأخيرة كانت بمواعدة أخرى، فالأربعون مجموع المواعدتين كما وردت به الرواية.
                  54ـ (... فتوبوا إلى بارئكم...) البارئ: من الأسماء الحسنى وهو قريب المعنى من الخالق والموجد. وكأنه تعالى يقول: هذه التوبة وقتلكم أنفسكم وإن كان أشقّ ما يكون من الأوامر، لكن الله الذي أمركم بهذا هو الذي برأكم، فإنّ الذي أحبّ وجودكم وهو خير لكم، هو الآن يحبّ حلول القتل فيكم فهو خير لكم، وكيف لا يحبّ خيركم وقد برأكم.
                  وما ورد في هذه الآيات من تعداد معاصي بني إسرائيل لم يكن صادراً من الجميع، وإنما نسب إليهم جميعاً لكونهم جماعة بشرية واحدة يرضى بعضهم بفعل بعض، وينسب فعل بعضهم إلى آخرين. وعلى هذا فقوله تعالى: (واقتلوا أنفسكم) إنما يعني به قتل البعض وهم الذين عبدوا العجل.
                  وقوله تعالى: (فتاب عليكم) يدلّ على نزول التوبة وقبولها. وقد وردت الرواية أنّ التوبة نزلت ولما يُقتل جميع المجرمين منهم.
                  ومن هنا يظهر أنّ الأمر كان أمراً إمتحانياً، نظير ما وقع في قصة رؤيا إبراهيم عليه السلام وذبح إسماعيل. وقد جعل الله تعالى قتل البعض قتلاً للكل وأنزل التوبة بقوله: (فتاب عليكم).
                  57ـ (وظلّلنا عليكم الغمام...) في تفسير القمّي: أنّ بني إسرائيل لما عبر موسى بهم البحر نزلوا في مفازة فقالوا: يا موسى أهلكتنا وقتلتنا وأخرجتنا من العمران إلى مفازة لا ظلّ فيها ولا شجر ولا ماء. وكانت تجيء بالنهار غمامة تظلهم من الشمس وينزل عليهم بالليل المنّ فيقع على النبات والشجر والحجر فيأكلونه، وبالعشي يأتيهم طائر مشوي يقع على موائدهم فإذا أكلوا وشربوا طار، وكان مع موسى حجر يضعه وسط العسكر ثم يضربه بعصاه فتنفجر منه إثنتا عشرة عيناً كما حكى الله فيذهب إلى كل سبط في رحله، وكانوا اثني عشر سبطاً.
                  الملفات المرفقة

                  تعليق


                  • #10



                    58ـ (وإذ قلنا ادخلوا...) [في مجمع البيان: المراد بالقرية بيت المقدس. رغداً: أي موسعاً عليكم مستمتعين بما شئتم من طعام القرية. وقد قيل أن هذه إباحة لهم منه لغنائمها وتملك أموالها إتماماً للنعمة عليهم. (وادخلوا الباب...) قيل هو باب حطّة من بيت المقدّس، وقيل باب القبة. والمعنى: ادخلوا الباب، فإذا دخلتموه فاسجدوا لله سبحانه شكراً. (حطّة) قال أكثر أهل العلم معناه: حط عنّا ذنوبنا].
                    59ـ (... رجزاً من السماء) الرجز: العذاب.
                    60ـ (... ولا تعثوا في الأرض مفسدين) العَيث والعُثى: أشد الفساد.
                    61ـ (... ممّا تنبت الأرض من بقلها...) القِثّاء: الخيار. والفوم: الثوم أو الحنطة. باؤوا: رجعوا. وقوله تعالى: (ذلك بأنّهم كانوا يكفرون) تعليل لما تقدمه. وقوله: (ذلك بما عصوا) تعليل للتعليل، فعصيانهم واستمرارهم في الاعتداء هو الموجب لكفرهم بالآيات وقتلهم الأنبياء.
                    الملفات المرفقة

                    تعليق


                    • #11



                      62ـ (إنّ الذين آمنوا...) تكرار الايمان في الآية يفيد أنّ المراد بالذين آمنوا في صدر الآية هم المتصفون بالايمان ظاهراً المتسمّون بهذا الاسم. فيكون المعنى: إنّ الاسماء والتسمّي بها مثل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين، لا يوجب عند الله أجراً ولا أمناً من العذاب. وإنما ملاك الأمر وسبب الكرامة والسعادة الحقيقية هو الايمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.
                      63ـ (وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا...) الطور: الجبل. والنتق: الجذب والقلع. وسياق الآية يدل على أنّ رفع الجبل كان لارهابهم بعظمة القدرة، وليس لاجبارهم وإكراههم على الايمان والعمل بما أوتوه.
                      64ـ (ثمّ تولّيتم من بعد ذلك...) [في مجمع البيان: توليتم: أعرضتم. والمعنى: ثم نبذتم العهد الذي أخذناه عليكم بعد إعطائكم المواثيق وراء ظهوركم، فلولا أنّ الله تفضل عليكم بالتوبة لكنتم من الخاسرين].
                      65ـ (ولقد علمتم الذين اعتدوا...) [في مجمع البيان: أي عرفتم الذين جاوزوا ما أمروا به من ترك الصيد يوم السبت. وكانت الحيتان تجتمع في يوم السبت لأمنها، فحبسوها في السبت وأخذوها في الأحد، فاعتدوا في السبت، لأنّ حبسها هو صيدها. وقيل أنهم اصطادوا يوم السبت مستحلّين بعدما نهوا عنه. وخاسئين: أي مبعدين].
                      66ـ (فجعلناها نكالاً لما بين يديها...) أي عبرة تعتبر بها. والنكال: هو ما يفعل من الاذلال والاهانة بواحد ليعتبر به آخرون.
                      67ـ69ـ (وإذ قال موسى لقومه...) في المعاني وتفسير العيّاشي: عن الامام الرضا عليه السلام: إنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل قرابة له ثم أخذه وطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل، ثم جاء يطلب بدمه. فقالوا لموسى: إنّ سبط آل فلان قتلوا فلاناً، فأخبر من قتله. قال: إيتوني ببقرة. قالوا: أتتخذنا هزواً قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم. قالوا: أدع لنا ربك يبين لنا ما هي قال: إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر، يعني لا صغيرة ولا كبيرة، عوان بين ذلك، ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم. قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال: انه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسرّ الناظرين. ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم، ولكن شددوا فشدد الله عليهم. قالوا: أدع لنا ربك يبين لنا ما هي إنّ البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون. قال: إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها. قالوا: الآن جئت بالحق فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل. فقال: لا أبيعها إلاّ بملء مسك ذهباً. فجاؤوا موسى وقالوا له ذلك. قال: اشتروها. فاشتروها وجاؤوا بها، فأمر بذبحها، ثم أمر أن يضربوا الميت بذنبها. فلما فعلوا ذلك حيى المقتول وقال: يا رسول الله إنّ ابن عمي قتلني دون من ادعى عليه قتلي. فعلموا بذلك قاتله.
                      الملفات المرفقة

                      تعليق


                      • #12



                        71ـ (... قالوا الآن جئت بالحق...) لما تم عليهم البيان ولم يجدوا ما يسألونه، قالوا: (الآن جئت بالحق) وهو قول من يعترف بالحقيقة من غير أن يجد إلى الرد سبيلاً، فيعترف بالحق اضطراراً، والدليل على ذلك قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون).
                        72ـ (وإذ قتلتم نفساً فادارأتم...) الدرء: الدفع. وقد كانوا قتلوا نفساً، وكل طائفة منهم تدفع الدم عن نفسها إلى غيرها، وأراد الله سبحانه إظهار ما كتموه.
                        73ـ (فقلنا اضربوه ببعضها...) أوّل الضميرين راجع إلى النفس باعتبار انه قتيل، وثانيهما إلى البقرة. [وقد مرّ بيان القصة في الآيات 67 ـ 69].
                        74ـ (ثم قَسَتْ قُلوبُكُم...) القسوة في القلب بمنزلة الصلابة في الحجر. وكلمة (أو) بمعنى: بل. وقد بيّن شدة قسوة قلوبهم بقوله: (وإن من الحجارة لما يتفجر منه...). وقوله: (وإن منها لما يهبط) بيان ثان لكون قلوبهم أقسى من الحجارة، فان الحجارة تخشى الله تعالى، فتهبط من خشيته، وقلوبهم لا تخشى الله تعالى ولا تهابه.
                        75ـ (أفتطمعون أن يؤمنوا...) إلتفات من خطاب بني إسرائيل إلى خطاب النبيّ صلى الله عليه وآله والذين آمنوا، ووضعهم [أي بني اسرائيل] موضع الغيبة، والوجه فيه انه لما قصّ قصّة البقرة، وعدل فيها من خطاب بني إسرائيل إلى غيبتهم، لمكان التحريف الواقع فيها بحذفها من التوراة، اُريد إتمام البيان بالاشارة إلى تحريفهم كتاب الله تعالى، فصرف لذلك وجه الكلام إلى الغيبة.
                        76،77ـ (وإذا لقوا الذين آمنوا...) المراد بيان موضعين آخرين من مواضع جرائمهم وجهالتهم. احدهما: أنهم ينافقون فيتظاهرون بالايمان صوناً لأنفسهم من الإيذاء والطعن والقتل. وثانيهما: أنهم يريدون تعمية الأمر وإبهامه على الله سبحانه العالم بسرّهم وعلانيتهم، وذلك أن العامة منهم ربما كانوا ينبسطون للمؤمنين فيحدثونهم ببعض ما في كتبهم من بشارات النبيّ صلى الله عليه وآله أو ما ينفع المؤمنين في تصديق النبوة، فكان أولياؤهم ينهونهم مُعللين أن ذلك مما فتح الله لهم، فلا ينبغي أن يُفشى للمؤمنين فيحاجونهم به عند ربهم، كأنهم لو لم يحاجوهم به عند ربهم، لم يطلع الله عليه. وهذا من الجهل بمكان، فرد الله سبحانه عليهم بقوله: (ألم يعلموا أن الله يعلم...).




                        78ـ (ومنهم أميون لا يعلمون...) الأمي: من لا يقرأ ولا يكتب. والأماني: جمع اُمنية وهي الأكاذيب. والمعنى: انهم بين من يقرأ الكتاب ويكتبه فيحرفه، وبين من لا يقرأ ولا يكتب ولا يعلم من الكتاب إلاّ أكاذيب المحرفين.
                        79ـ (فويل للذين يكتبون...) الويل: الهلكة والعذاب الشديد والخزي وكل ما يحذره الانسان أشد الحذر. والاشتراء: الابتياع. والضمائر في قوله: (فويل لهم ممّا...) إما راجعة إلى بني إسرائيل أو لخصوص المحرفين منهم، وعلى الأول يثبت الويل للأميين منهم أيضاً.
                        80ـ (وقالوا لن تمسّنا النار...) [جاء في مجمع البيان: قالت اليهود (لن تمسنا النار) أي لن تصيبنا إلاّ أياماً قلائل. فقال الله سبحانه: قل يا محمّد لهم (اتخذتم عند الله عهداً) أي موثقاً انه لا يعذبكم إلاّ هذه المدة وعرفتم ذلك بوحيه وتنزيله. فإن كان كذلك فالله سبحانه لا ينقض عهده وميثاقه، (أم تقولون على الله) الباطل جهلاً منكم به وجرأة عليه].
                        81ـ (بلى من كسب سيئة...) الخطيئة هي الحالة الحاصلة للنفس من كسب السيئة، ولذلك أتى باحاطة الخطيئة بعد ذكر كسب السيئة. وإحاطة الخطيئة توجب أن يكون الانسان المحاط مقطوع الطريق إلى النجاة. كأن الهداية ـ لاحاطة الخطيئة به ـ لا تجد إليه سبيلاً، فهو من أصحاب النار مخلداً فيها. ولو انه كان في قلبه شيء من الايمان لكانت الهداية والسعادة ممكنتي النفوذ إليه. فإحاطة الخطيئة لا تتحقق إلاّ بالشرك، ومن جهة أخرى إلاّ بالكفر وتكذيب الآيات. فكسب السيئة وإحاطة الخطيئة كالكلمة الجامعة لما يوجب الخلود في النار.
                        82ـ (والذين آمنوا وعملوا...) [هذه الآية والتي قبلها] في مقام بيان أن الملاك في السعادة إنما هو حقيقة الايمان والعمل الصالح دون الدعاوى.
                        83ـ (وإذ أخذنا ميثاق...) الميثاق: أخذ للعهد، ولا يكون إلاّ بالقول. (لا تعبدون إلاّ الله...) نهي في صورة الخبر، وإنما فعل ذلك دلالة على شدة الاهتمام به، كأن الناهي لا يشك في عدم تحقق ما نهى عنه، ولا يرتاب في أن المكلف المأخوذ عليه الميثاق سوف لا ينتهي عن نهيه فلا يُوقِع الفعل قطعاً، وكذا قوله: (وبالوالدين إحسانا وذي...)، كل ذلك أمر في صورة الخبر، والتقدير: وأحسنوا بالوالدين إحساناً، وذي القربى واليتامى والمساكين. وقد رُتبت موارد الاحسان أخذاً من الأهم والأقرب إلى المهم والأبعد.
                        الملفات المرفقة

                        تعليق


                        • #13



                          84ـ (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون...) السفك: الصب. وقوله: (لا تسفكون دماءكم) خبر في معنى الانشاء نظير ما مرّ في قوله: (لا تعبدون إلاّ الله).
                          85ـ (... تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان...) التظاهر: التعاون. والظهير: العون، مأخوذ من الظهر، لأن العون يلي ظهر الانسان.
                          [ورد في مجمع البيان: (ثم أنتم) يا معشر اليهود بعد اقراركم بالميثاق الذي اخذته عليكم (تقتلون انفسكم) أي يقتل بعضكم بعضاً، وقيل معناه تتعرضون للقتل، (وتخرجون فريقاً...) متعاونين عليهم في إخراجكم إياهم. (وإن يأتوكم اسارى تُفادوهم...) أي وانتم مع قتلكم من تقتلون منكم إذا وجدتم أسيراً في أيدي غيركم من اعدائكم تفدونهم. فكيف تستجيزون قتلهم ولا تستجيزون ترك فدائهم].
                          وقوله تعالى: (أفتؤمنون ببعض الكتاب) معناه: ما هو الفرق بين الاخراج والفدية، حيث اخذتم بحكم الفدية وتركتم حكم الاخراج وهما جميعاً في الكتاب، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض.
                          86ـ (أولئك الذين اشتروا...) [جاء في مجمع البيان: ابتاعوا رياسة الدنيا (بالآخرة) أي رضوا بها عوضاً من نعيم الآخرة. (فلا يخفف عنهم العذاب) لا يُنقص من عذابهم ولا يُهوّن عنهم (ولا هم ينصرون) أي لا ينصرهم أحد في الآخرة فيدفع عنهم بنصرته عذاب الله تعالى].
                          87ـ (ولقد آتينا موسى الكتاب وقفّينا...) التقفية: الإتباع وإتيان الواحد قفأ الواحد. [ذكر في مجمع البيان: (وقفّينا من بعده) أتبعنا من بعد موسى (بالرسل) رسولاً بعد رسول، (وآتينا عيسى بن مريم البينات) أعطيناه المعجزات والدلالات على نبوته من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ونحو ذلك من الآيات الدالة على صدقه وصحة نبوّته، وقال بعضهم: أراد بالبينات الإنجيل. (وأيّدناه بروح القدس) قويناه وأعنّاه بجبريل عليه السلام. (أفكلّما جاءكم رسول...) أكلّما جاءكم رسول من رسلي بغير الذي تهواه أنفسكم تجبرتم وأنفتم من قبول قوله (ففريقاً كذّبتم وفريقاً تقتلون)].
                          88ـ (وقالوا قلوبنا غُلف...) غُلف: جمع أغلف، من الغلاف. أي قلوبنا محفوظة تحت لفائف وأستار وحجب.
                          الملفات المرفقة

                          تعليق


                          • #14


                            89ـ (ولمّا جاءهم كتاب...) السياق يدل على ان هذا الكتاب هو القرآن، وعلى وقوع تعرض بهم [أي باليهود] من كفار العرب. (وكانوا من قبل يستفتحون...) يطلبون الفتح عليهم على كفار العرب ببعثة النبيّ صلى الله عليه وآله وهجرته، وأن ذلك الاستفتاح قد استمر منهم قبل الهجرة بحيث ان الكفار من العرب أيضاً يعرفون ذلك منهم. (فلما جاءهم ما عرفوا) عرفوا انه هو [النبيّ] بانطباق ما كان عندهم من الأوصاف عليه (كفروا به...).
                            90ـ (بئسما اشتروا به أنفسهم...) بيان لسبب كفرهم بعد العلم، وان السبب الوحيد في ذلك هو البغي والحسد. والمعنى: انهم كانوا قبل البعثة والهجرة ظهيراً للنبيّ صلى الله عليه وآله ومستفتحاً به وبالكتاب النازل عليه، ثم لما نزل بهم النبيّ صلى الله عليه وآله ونزل عليه القرآن، وعرفوا أنه هو الذي كانوا يستفتحون به وينتظرون قدومه هاج بهم الحسد وأخذهم الاستبكار، فكفروا وأنكروا ما كانوا يذكرونه، كما كانوا يكفرون بالتوراة من قبل، فكان ذلك منهم كفراً على كفر.
                            91،92ـ (... ويكفرون بما وراءه...) يظهرون الكفر بما وراءه، وإلاّ فهم بالذي اُنزل إليهم وهو التوراة أيضاً كافرون. (قل فلم تقتلون...) السؤال متفرع على قولهم: (نؤمن بما انزل علينا)، والمعنى: لو كان قولكم: نؤمن بما اُنزل علينا حقاً وصدقاً فلم تقتلون أنبياء الله ولِمَ كفرتم بموسى باتخاذكم العجل ولِمَ قلتم عند أخذ الميثاق ورفع الطور: سمعنا وعصينا.
                            93ـ (... واشربوا في قلوبهم العجل...) الإشراب: السقي. والمراد بالعجل: حب العجل. وقد وُضع موضعه للمبالغة، كأنهم قد اُشربوا نفس العجل، وبه يتعلق قوله: (في قلوبهم). ففي الكلام استعارتان، أو استعارة ومجاز.
                            وقوله تعالى: (قل بئسما يأمركم به إيمانكم) بمنزلة أخذ النتيجة مما أورد عليهم من قتل الأنبياء، والكفر بموسى، والاستكبار بإعلان المعصية. وفيه معنى الاستهزاء بهم.
                            الملفات المرفقة

                            تعليق


                            • #15




                              94ـ (قل إن كانت لكم الدار...) لو كانوا صادقين في دعواهم أن السعادة الخالصة الأخروية لهم دون غيرهم من الناس، وجب أن يتمنوا الموت جناناً ولساناً وأركاناً.
                              95ـ (ولن يتمنّوه أبداً...) بما قدمت أيديهم من قتل الأنبياء والكفر بموسى ونقض المواثيق والله عليم بالظالمين.
                              96ـ (ولتجدنّهم أحرص الناس...) كالدليل المبين لقوله تعالى: (ولن يتمنوه أبداً) أي ويشهد على أنهم لن يتمنوا الموت، أنهم أحرص الناس على هذه الحياة الدنيا التي لا حاجب ولا مانع عن تمني الدار الآخرة إلاّ الحرص عليها والإخلاد إليها. والتنكير في قوله تعالى: (على حياة) للتحقير. وقوله: (ومن الذين أشركوا) الظاهر أنه عطف على الناس، والمعنى: ولتجدنّهم أحرص من الذين أشركوا. (يَوَدُّ أحدهم لو يعمر ألف سنة) أطول العمر وأكثره، فالألف كناية عن الكثرة. (وما هو بمزحزحه من العذاب) وليس أطول العمر بمبعده من العذاب لأن العمر محدود منته إلى أمد وأجل. (والله بصير بما يعملون) البصير: من أسمائه الحسنى، ومعناه: العلم بالمبصرات فهو من شعب إسم العليم.
                              97ـ (قل من كان عدواً لجبريل...) السياق يدل على أن الآية نزلت جواباً عما قالته اليهود، وأنهم تأبّوا واستنكفوا عن الايمان بما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وآله، وعللوه بأنهم عدو لجبريل النازل بالوحي إليه. فأجاب عن قولهم: أولاً: أن جبريل إنما نزل به على قلبك بإذن الله، لا شأن لجبريل في انزاله، إنّما هو مأمور مطيع. وثانياً: أنّ القرآن مصدِّق لما في أيديهم من الكتاب الحق، ولا معنى للايمان بأمر والكفر بما يصدِّقه. وثالثاً: أن القرآن هدى للمؤمنين به. ورابعاً: أنه بشرى، وكيف يصح لعاقل أن ينحرف عن الهداية ويغمض عن البشرى ولو كان الآتي بذلك عدواً له.
                              98ـ (... فإنّ الله عدو للكافرين) كأنه قيل: فإن الله عدو لهم لأنهم كافرون، والله عدو للكافرين.
                              99ـ (... وما يكفر بها إلاّ الفاسقون) فيه دلالة على علة الكفر، وأنه الفسق، فهم لكفرهم فاسقون.
                              100ـ (أوَ كلّما عهدوا عهداً نبذه...) النبذ: الطرح.
                              101ـ (ولمّا جاءهم رسول...) المراد به رسول الله صلى الله عليه وآله. والآية تشير إلى مخالفتهم للحق من حيث كتمانهم بشارة التوراة وعدم ايمانهم بمن يُصدِّق ما معهم.
                              الملفات المرفقة

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X