بسم الله الرحمن الرحيم

الاخت الغالية د.نور ، جوابك حول ما استفسر عنه الاخ انصار في محله ( وهو المقصود من كلامي ) .


و



انت والحمد لله ، لأنك تتمتعين بخلفية دينية ، وبالالتزام ، لا زلتي تستشعرين برهبة الموت بعد اعتيادك على هذه المهنة وهو امرٌ جميل .
ولكن للاسف الذين اُشربوا في قلوبهم حب الدنيا ولهوها ، لم يبقى شيء من الرهبة بعد اعتيادهم على مزاولة هذه المهنة ، لأن شيطانه لن يجعله يُفكر بلحظة موته ، وتذكر الاخرة ، بل يجعله يعلل الموت لأسباب علمية ، مريض ومات . وان استشعر الخوف لحظة ، فسوف تنطفئ ما ان يرجع الى لهوه .

لكن يبدو انك كنت تتكلمين عن الناس الذين يرون الموت لكن لا يخافون بسب حب الدنيا جميل جداً

اني ذهبت بعيداً لان هناك بعض الوجودين الذي لا يؤمنون بوجد الله سبحانه وتعالى

عندما يقع عليهم الموت هل يخافون ام لا

بسم الله الرحمن الرحيم

وان انحرف الموضوع ، لكن ساوضح :

كل انسان بمختلف انتماءه وعقيدته وديانته ، يخاف من الموت ، وتختلف الاسباب بأختلاف وجهة نظرهم حول المسالة.
حتى هولاء يخافون من الموت ، ليس لأيمانهم بالله والحساب والعقاب ، وانما من الموت نفسه ، فهو بالموت ينقطعون عن الحياة الدنيا وملذاتها وزخرفها . لهذا نرى ان هولاء يسرحون بالطول والعرض في نيل اكبر المتع الدنيوية ، لأنهم يرون وحسب اعتقادهم ليس بعد الحياة حياة .فالموت ورغم ابحاثهم العلمية حوله لا زال غامضا ومبهما بالنسبة لهم .

اصلا: لماذا الانسان يخاف من الموت ، يخافه لأنه جاهلا به ، يخافه لأن غير مستعد له ، يخافه لأنه اثقل نفسه بالخطايا والذنوب ، اما المؤمن الحقيقي ومن امثالهم اولياء الله الصالحين ، فهم لا يخافون الموت ، كيف يخافونه ، وبالموت ، تنتقل ارواحهم الى معشوقهم ، كيف يخافونه والموت يجعلهم يتخلصون من دار البلاء . وفي اعتقادي لو كل واحد منا ، بُشر انه في الجنة ، وانه سوف يجتمع هناك مع خاتم الانبياء والائمة والشهداء والصالحين ، لأحب الموت وتشوق اليه .


فالمتزود بالمؤنة ، لا يخشى السفر .

اهلا وسهلا بالجميع ..

بتبسيط الموضوع قليلا ..

اعتقد ان الانسان يستطيع ان يعمل المستحيل ان استطاع فقط اقناع نفسه بذالك ..

ولا تسال عن الطريقة فقد يوحى اليك بفكرة او ستجد بداخلك صوتا يرشدك ..



في الحالة التي ذكرت مثلا ..

يستطيع الدكتور ان يتمالك نفسه بل ويكون سعيدا ومطمئنا بل واكثر ايمانا عند تعرضه لهكذا حالة ..

ليس ذالك فحسب , يستطيع ان يكون الملهم للمريض واسرته

وان يلعب دورا فاعلا جدا في هكذا حالات ..



ببساطة لو فكر في الامر من جهة اخرى ..

ان هذا المريض قد حصل على امتياز لا يحصل عليه الكثيرون ..

وهو انه يعلم متى سيموت على الاقل ..

وهذه نعمة كبيرة قد تغير مسار حياته الاخروية ..

فله الان ان يتدارك امورا كثيرة ويرجع حقوقا ربما قد غفل عنها ..

يستطيع ان يكفل يتيما ..او يبر من عق .. اوان ينصف من ظلم

وهذه النعمة والامتياز قد حرم منه الكثيرون الذين توفاهم الله بغتتة على حين غرة ..

ربما كانوا قد اخروا صلاة .. او في عنقهم حقوق ..او عقوق ..او واجبات



...........................


واعتقد ان هذا حال المؤمن الحقيقي

فهو يرا الامور من منظار اخر ايجابي كليا ..

لا انه يرى الاسود ابيض ..

ولكنه يرى الصورة بكاملها ..

واعتقد ان هذا هو معنى حديث النبي عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ..

تفائلوا بالخير تجدوه ..

وهو ان تفكر بشكل ايجابي فتصل لشيء ايجابي ..


لا ان توهم نفسك بان ما يحدث لك جيد ..

وفي داخلك تراه سيء وتتمنى ان يتغير الامر ..


طبعا هذا مجرد مثال ..

...................................


بالنسبة لسؤالك ..

الا زلت تظن ان ابتلاءات البشر لا تسبب امراض عضوية ؟!

مازلت لا اعتقد ..

مع اني احترت قليلا في موضوع النبي يعقوب

اذ انه بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه

وان كان فقدان يوسف ابتلاء نفسي

فقد سبب للنبي يعقوب مرض عضويا حين ابيضت عيناه واصيب بالعمى ..

الا ان للانبياء حالاة خاصة ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الكريم المريد

كلماتك فجرا صادقا ، تُشرق على النفس بخيوط الامل الذهبية .

اعتقد ان الانسان يستطيع ان يعمل المستحيل ان استطاع فقط اقناع نفسه بذالك ..

ولا تسال عن الطريقة فقد يوحى اليك بفكرة او ستجد بداخلك صوتا يرشدك ..
واعتقد ان هذا حال المؤمن الحقيقي

فهو يرا الامور من منظار اخر ايجابي كليا ..

لا انه يرى الاسود ابيض ..

ولكنه يرى الصورة بكاملها ..

واعتقد ان هذا هو معنى حديث النبي عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ..

تفائلوا بالخير تجدوه ..

وهو ان تفكر بشكل ايجابي فتصل لشيء ايجابي ..

اؤمن بما تقوله ، بالامس القريب ، سمعت عن قصة شاب ، هو طالب في كلية الهندسة ، وهو الان في المرحلة الرابعة ، فكان يقول لصديقه المقرب ، اذا ما وضعت في ذهني فكرة ، فلا بد لي من تحقيقها ، ويستمر قائلا : كنت طالبا في المرحلة الاولى ، ولم انجح الا بعد الدور الثاني ، وبدرجة نجاح فقط ، وما ان انتقلت الى المرحلة الثانية ، رأني الاصدقاء وانا اجدّ في الدراسة ، فأخذوا يضحكون ، وقالوا له : انت تدرس هل تريد ان تكون من الاوائل ! فرد مبتسما ليس من الاوائل ، بل الاول . فقالوا له : وهل يمكنك ذلك . فقال لهم: نعم . وتمر الايام وتُعلن النتائج فأذا به الاول على قسمه .
نعم ان الانسان الذي يضع هدفا ، ويضع امام الهدف الايجابيات التي سوف تساعده ، او التي سوف يحصدها ، سوف تكون له حافزا على تجواز العراقيل والسلبيات .

مازلت لا اعتقد ..

مع اني احترت قليلا في موضوع النبي يعقوب

اذ انه بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه

وان كان فقدان يوسف ابتلاء نفسي

فقد سبب للنبي يعقوب مرض عضويا حين ابيضت عيناه واصيب بالعمى ..

الا ان للانبياء حالاة خاصة ..

تفكير جيد ، بالنسبة لي اعتقد بذلك ، ولا اظنها حالة خاصة بالانبياء .

وتستطيع ان تتوصل الى ذلك بنظرة بسيطة لواقع الحياة ، وهي حالة معروفة .

ما اكثر الاباء الذين يصابون بجلطة قلبية ، او الاصابة بالسكري وغيرها من الامراض ، ما ان يسمع عن ابنه شيئا سيئا ، او عندما يعق الابن والده .

وبشكل علمي او منطقي ، ما ان يُبتلى الانسان بأمرا ما حتى يفقد شهية الطعام ، ويُصاب بالكآبة ، وهذه الامور تُضعف من مناعة الانسان ، وما ان تضعف مناعة الانسان ، حتى يكون اكثر استعدادا للاصابة بمختلف الامراض .

ولو قرأت عن مرض اللوكيميا ، فأحدى اسبابه ( ان الانسان يُصاب به ، نتيجة تعرضه لحالة نفسية شديدة ) ، وحتى لو تمت معالجته ، عادة ما يوصي الاطباء ان يحافظوا على حالته النفسية ، والا ينتكس من جديد .

بسم الله الرحمن الرحيم
في كتاب كيف تموت مطمئنا ، يتم ذكر قصة الدكتور عدنان الشريف وهي في الحقيقة مفيدة جدا في ما نحن نتناقش فيه . فهي تثبت ان الانسان المؤمن ، والذي يسكن الايمان قلبه ، يكون انسان ايجابي ، ويستطيع ان يُسيطر على مخاوفه ،وان يساعد الاخرين ايضا .
ذكرت فقط موضع الشاهد ، والقصة كاملة موجود في الكتاب الذي ذكرته
( كتاب رائع نتمنى من الكل قراءته ) .

يقول : انها تجربتي الشخصية مع الايمان ، لقد درست الطب العام وتخصصت في الامراض العصبية والعقلية والنفسية ودرست ومارست وتناولت مختلف الوسائل العلاجية من استرخاء وتنويم ذاتي ، وعقاقير مهدئة للاعصاب على اجد في ذلك شفاء لقلقي النفسي من عقدة الموت فلم اجد الا فائدة وقتية . حاولت ان اغرق قلقي النفسي وخوفي على مصيري بقصر الحياة هذه ( لأنني لم اكن اوقن بحياة اخرى فاضلة ) بالتعرف الى شتى انواع النشاطات التي يدعونها بالاجتماعية وهي في اكثرها اقرب الى اللغو ومضيعة للوقت فماذا كانت النتيجة ؟ ركض لاهث وراء ما كنت اعتقده سعادة وتبين لي ان كل ذلك لذات انية مصحوبة في اكثرها الالم ومحاولات فاشلة في الهروب من عقدي النفسية واهمهما عقدة الموت ، الى ان تبين لي ان سلوك الايمان الصحيح هو الذي يعطي السعادة الحقيقة الدائمة والامل المشرق والمطمئن بحياة اخرى افضل من هذه الحياة الزائلة فالايمان العلمي المنهجي اليقيني بالله والتزام تعاليم كتابه وسنة نبيه هو الذي حللني من عقدي النفسية الدفينة واولها الموت والخوف منه وعقد النقص والتعالي وحب الجاه والمركز ....
انا منذ عرفت الايمان قرير العين لا خوف من الموت بالسكتة القلبية او بنزيف دماغي صاعق ولا خوف من تورم سرطاني في الدماغ او شلل شقي او اصابة برصاصة طائشة ن ما دام الموت هو بقيتي ... فان قضائي وقدري هو بيد المولى الذي جعلته وليي وهو ارحم الراحمين ... فكل انسان مهما كانت مهنته وعمره معرض في كل لحظة الى افكار تخويفية عندما يختلي بنفسه لا يجد حلا لها الا بالايمان او حلا وقتيا بأخذ المسكنات والمنومات والتردد الى عيادات الاطباء .
ثم يقول : فبدات بعد سلوكي طريق الاسلام بارشاد اولادي واصدقائي ومرضاي المتعبين نفسيا وجسديا اليه الى طريق الايمان الصحيح ، طريق السعادة

ربما ولكن ليس كل مرض عضوي اصله نفسي ..

ولكن كل مرض نفسي يسبب مشكلة عضوية ..

.................................................. ..............

قد يبتلي الله الانسان بالمرض العضوي مباشرة

وقد يبتليه بمشكلة نفسية ..

والناس مختلفون في تعاملهم مع هذه المشكلة ..

منهم من يكون ايجابيا ومنهم من يكون سلبيا ..